عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-03-2013, 10:22 PM
الصورة الرمزية عبدو خليفة
عبدو خليفة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 721
افتراضي واقع العقل وطريقة التفكير



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وإمام المرسلين وصفوة الخلق اجمعين سيدنا محمد وآله وصحبه. قال الله عز وجل:
( وولَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىظ° كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ) الإسراء
وقال أيضا: ( الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) (4 ) سورة الرحمن . وقال أيضا
وقال أيضا: ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ 33 البقرة. وقال أيضا
وقال أيضا: ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ) 71 النحل.اما بعد،
أما بعد فمن خلال هذه الآيات الكريمة يتبين تكريم الخالق البارئ عز وجل لمخلوقه أدم عليه السلام وهو الإنسان الأول ثم لبنيه من بعده حيث زودهم بالسمع والبصر والأفئدة وهي وسائل لتلقي العلم الذي ينفعهم في الدارين الدنيا الآخرة .
والفؤاد والبصيرة والقلب لهم معنى واحد وهو التفكير السليم المفضي إلى الإيمان بوحدانية الله، ومن هنا كان المصدر الرئيسي للعلم هو الله سبحانه وتعالى، منحه لعقل الانسان ولم يمنحه مخلوقا سواه، (
يقول عز وجل: .. إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم ) سورة إقرأ.
وعليه فإن من المسائل التي لا يختلف فيها اثنان أن الانسان هو أفضل المخلوقات على الإطلاق حتى لقد قيل وهو قول حق أنه أفضل حتى من الملائكة، وفضلُه انما هو في عقله، فعقلُه هو الذي رفع من شأنه ومنحه هذه القيمة حيث استحق هذا التكريم الإلهي بجعله أفضل المخلوقات، إذ لولا العقل لما كانت هناك علوم ولا حضارات، لذلك قد انبرى كثير من العلماء والمفكرين والفلاسفة سواء من اليونان أو من علماء الغرب أو علماء الشرق الشيوعي في القديم والحديث لبحث ومعرفة واقع العقل، وربما كان الظن بأن العقل عضو معين في الجسم، لذلك كان الخطأ حليفا لهذه المحاولات سواء القديمة منها أو الحديثة، وسواء من ظن ان العقل عضو في الجسم او من قال أن العقل هو انعكاس الواقع على الدماغ.
أما قاله بعض كتابنا عن معنى مصطلح الفكر كالذي ذكره الأستاذ محمد خطاب في مقال له بعنوان { الفكر تعريفه وأوهامه } على موقع ملتقى شذرات قي قسم شذرات عربية، ومثل ما قاله طه جابر العلواني "الفكر اسم لعملية تردد القوى العاقلة المفكرة في الإنسان، سواء أكان قلبا أو روحا أو ذهنا بالنظر والتدبر، لطلب المعاني المجهولة من الأمور المعلومة، أو الوصول إلى الأحكام أو النسب بين الأشياء". فمثل هذه التعريفات لواقع العقل أو الفكر وإن كانت لا بأس بها ولكنها تفتقد إلى الدقة في تحديد المفهوم، ولعل سبب فشل من حاول معرفة واقع العقل يعود إلى أن الباحثين كانوا يبحثون في نتاج العقل أو ثمرات التفكير، ولم يبحثوا في واقع العقل ما هو، إلا ما كان من علماء الشيوعية فإنهم قد وضعوا قدمهم في الاتجاه الصحيح حين قالوا بالواقع والدماغ، ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا حين جعلوا العقل هو انعكاس الواقع على الدماغ، مما لايجوز قوله لأن لدى الحمار دماغ ويعيش في الواقع ولكنه لا يفكر.
وعليه ومن خلال ملاحظتنا للإنسان نرى أن العقل أو التفكير يحصل لديه بمزج أربعة عوامل.
( 1 ) الحواس : أي الحواس الخمس.
( 2 ) الدماغ : هو الجهاز العصبي ومركز الإحساس بشرط أن يكون سليما يحتوي على وظيفتين اثنتين، التميز بين الوقائع، وخاصية الربط أي ربط المعلومات بالواقع وهذه الخاصية هي التي ميز الله بها الإنسان عن سائر مخلوقاته، فمكة على سبيل المثال ليست القاهرة وليست باريس، وكلمة كسرى لا تعني هرقل ولا تعني عمر بن عبد العزيز وهلم جرا.
( 3 ) الواقع : هو كل ما يقع تحت حواس الإنسان.
( 4 ) المعلومات : هي المعرفة التي تأتي للإنسان من غيره عن الأشياء ومسميتها وخواصها وهلم جرا في جميع الميادن، وتنتقل تنتقل من شخص لآخر ومن أمة لآخرى ، وقد يبتكر السلف من العلوم ما يستفيد منه الخلف وأصل المعرفة هو الله تعالى، ( وعلم آدم الأسماء كلها ......) ( إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم )
وبناء على هذا فالعقل أو الإدراك أو الحكم على الواقع هو نقل الحس بالواقع بواسطة الحواس إلى الدماغ ووجود معلومات سابقة يفسر بواسطتها هذا والوقع،هذا وحده هو التعريف الصحيح ولا غيره مطلقا، وهذا التعريف ملزم لجميع الناس في جميع العصور لأنه وحده الوصف الصادق والدقيق لواقع العقل، والأمثلة على هذا في الواقع لا حصر لها، فما لم يقع تحت حواس الإنسان لا يمكن أن يصدر حكمه عليه، وإذا كان لديه دماغا مضطربا لا يستطيع أن ينتج حكما صحيحا، ومن غابت عنه المعلومات السابقة أنى يكون له حكما صائبا على الواقع وهلم جرا.
فلو سئلت أخي القارئ عن كلمة وضيمة ما هي؟ لوقفت لأول وهلة حائرا بماذا تجيب، على العكس إذا سئلت عن كلمة وليمة لأجبت على الفور انها دعوة إلى الطعام في حالة الأفراح، لماذا أجبت هنا مسرعا وأحجمت عن الجواب هناك؟ لأنك تملك معلومات عن كلمة وليمة وليس لك ذلك عن كلمة وضيمة، وحين يقال لك ان كلمة وضيمة تعني الدعوة إلى الطعام في حالة الأتراح فإنك ستجيب بسرعة وبدون تردد، لماذا أجبت الآن؟ لأنه قد توفر لديك العوامل الأربعة، وهي :
1-- الواقع : معنى كلمة وضيمة.
2-- الإحساس: الذي نقل هذا الواقع إلى الدماغ .
3 -- الدماغ الذي ميز انطباع هذا الواقع.
4 – المعلومات السابقة ربطت بالعوامل الثلاثة، ونتيجة هذه العملية الفكرية كان الحكم على الواقع واضحا.
هذا هو الفكر أو الإدراك أو العقل سميه ما تشاء فالمعنى واحد.

المصادر
القرآن الكريم
مقال بعنوان '' الفكر تعريفه وأوهامه '' موقع ملتقى شذرات، محمد خطاب
الإسلام وثقافة الانسان، سميح عاطيف الزين

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59