عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-26-2015, 06:53 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,154
ورقة مقياس الإسلاموفوبيا في فرنسا


مقياس الإسلاموفوبيا في فرنسا*
ـــــــــــــــ

7 / 7 / 1436 هــ
26 / 4 / 2015 م
ــــــــــ

الإسلاموفوبيا _15289.jpg

إذا كانت ظاهرة الرهاب من الإسلام قد شملت كافة دول القارة العجوز، بالإضافة للولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من بعض دول قارة آسيا، إلا أن ظاهرة الرهاب من الإسلام "الإسلاموفوبيا" في فرنسا لها طابع خاص على ما يبدو.

فقد ازدادت وتيرة مضايقة واضطهاد المسلمين والتضييق عليهم في فرنسا بعد أحداث "شارلي ايبدو" في يناير من العام الجاري، وارتفع مقياس "الإسلاموفوبيا" في البلد الذي يزعم أنه رمز الحرية والعدالة والمساواة بين جميع مواطنيه.

فها هي الأصوات المطالبة بحظر الحجاب في أماكن إضافية غير التي تم حظره فيها في قانون سابق عادت مرة أخرى في العاصمة الفرنسية باريس، الأمر الذي يشير إلى هستريا "الاسلاموفوبيا" التي تعيشها فرنسا في الفترة الأخيرة.

ولا يخفى استخدام ظاهرة الرهاب من الإسلام كورقة لكسب أصوات بعض الناخبين الفرنسيين في كل استحقاق انتخابي كما تقول مسؤولة الطلاب المسلمين في فرنسا "جهان عبدون" خلال حديث لإذاعة "أوروبا 1"، وهو ما يفسر معاودة النقاش العقيم حول الحجاب في الجامعات "بعد حظره القانوني في المدارس والثانويات الرسمية".

والحقيقة أن الأمر لم يتوقف على معاداة الحجاب فحسب، فحسب إحصائية المرصد الوطني لمكافحة "الإسلاموفوبيا" في فرنسا، شملت الأعمال المعادية للإسلام في فرنسا جميع المجالات، وسجلت نمواً ملحوظاً خلال الربع الأول من العام الحالي، حيث بلغت 222 اعتداء بزيادة ستة أضعاف ما كانت عليه في الفترة نفسها من عام 2014م.

وأوضح المرصد، التابع للمجلس الوطني للديانة الإسلامية، أن الأعمال المعادية للإسلام على اختلافها، تتوزع ما بين 56 عملاً منفذاً ضد الأشخاص وأماكن العبادة، و166 تهديداً خلال الربع الأول من 2015م مقابل 12 عملاً عدائياً منفذاً و25 تهديداً في الربع الأول من 2014م.

وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء الفرنسي "مانويل فالس" كان قد كشف الأسبوع الماضي، عن خطة من أجل التصدي للعنصرية ومعاداة السامية، منتقداً الانتشار "غير المحتمل" لهذه الظاهرة، إلا أن عبد الله زكري رئيس المرصد لم يُخف ارتيابه تجاه هذه الخطة الحكومية قائلا: "إننا ننتظر أفعالاً بدلاً من الأقوال والخطابات التي تتردد على مسامعنا منذ سنوات عديدة"، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الإسلامية.

وأضاف: "يبقى الحل الأنسب هو ملاحقة الأفراد الذين يهددون مبدأ العيش المشترك قانونياً، لأننا لا نرى أي عقوبات صارمة تجاه مرتكبي هذه الأعمال الإجرامية، فالعدالة لا تأخذ مجراها".

وشدد زكري على أن المرصد، منذ إنشائه في 2011م، لم يسجل عدداً مماثلاً لهذه الأعمال المعادية للإسلام، المنحصر أغلبها في الاعتداءات والتهديدات والشتم على وسائل التواصل الاجتماعي.

صحيح أن الأعمال المعادية للإسلام في فرنسا أمر معروف منذ سنوات، إلا أن هذه الظاهرة قد ارتفعت بشكل غير مسبوق في عام 2015م منذ حادثة "شارلي إبدو"، ففي شهر يناير وحده سجل المرصد 178 عملاً، وانخفض هذا العدد إلى 18 عملاً في شهر فبراير، وعاود في الارتفاع من جديد في شهر مارس ليبلغ 26 عملا.

ولا يخفى سبب هذه الزيادة الملحوظة في ظاهرة "الاسلاموفوبيا" في فرنسا تحديدا، فالخوف من الإسلام الذي ينتشر في فرنسا انتشار النار في الهشيم قد دق ناقوس الخطر في معقل العلمانية الغربية، وإذا كانت الدراسة التي أعدتها وزارة الداخلية الفرنسية قد اعترفت: أن 3600 فرنسى يعتنقون الإسلام سنويا، و أن المسلمين الفرنسيين أكثر التزاما، وتندر الجريمة في أوساطهم... فإن ما لم تعترف به الداخلية الفرنسية أعظم بلا شك.

وإذا كانت الإحصائيات تشير إلى أن في فرنسا 2300 مسجدا وأكثر من 6 ملايين مسلم، ليصبح الإسلام الدين الثاني بعد المسيحية بفرنسا.. وهناك توقعات بأن يمثل المسلمون ربع سكان فرنسا...فإن كل ذلك قد يكون تفسيرا لزيادة مقياس "الإسلاموفوبيا" في فرنسا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59