عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-21-2022, 09:05 PM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,159
ورقة المساعدات الغربية.. كيف أنعشت حزب الله؟!

المساعدات الغربية.. كيف أنعشت حزب الله؟!**
__________________________________

28 / 4 / 1444 هــــــــــــــــ
22 / 11 / 2022 م
_____________________

المساعدات الغربية.. 821112022075147.png




تشاتام هاوس[1]



بصفته لاعباً مؤثراً والمنظمة الأكثر نفوذاً على الساحة اللبنانية، ويتمتع بشرعية داخل الدولة اللبنانية، يملك حزب الله قوة عسكرية ضخمة قادر من خلالها الاستيلاء على السلطة بالقوة في لبنان لكن هذه الخطوة ليست في مصلحة الحزب، لذلك يحاول من الخلال التحكم في المؤسسات التشريعية والدستورية التمكين لأنشطته داخل مؤسسات الدولة وإيجاد تمثيل رسمي على مستويات وزارية وبرلمانية وبلدية من خلال الانتخابات منذ تسعينيات القرن الماضي أي عقب انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية، لذلك إن وجود حزب الله داخل أجهزة الدولة يمكنه من الاستفادة بصورة كبيرة من موارد الدولة وتوجيه أنشطتها وليس فقط المشاركة فيها.


أصر حزب الله أيضاً أن يكلف الوزير حسن بتولي حقيبتي المالية والصحة في الآن نفسه ليتمكن من التحكم في الوزارتين. أيضاً يحاول الحزب من خلال السيطرة على وزارة المالية التغطية على أنشطته المشبوهة عالمياً مثل غسيل الأموال وتجارة المخدرات

لذلك هو لا يعتمد في ذلك فقط على ممثليه، بل أيضاً على حلفائه في التيار المسيحي الحر إلى جانب أحزاب أصغر أخرى، وقد بدأ الحزب في توثيق مثل هذا التحالف عقب اغتيال رئيس الوزراء السابق، رفيق الحريري، هرباً من الاتهامات التي وجهت إليه في تلك الفترة وتحميله مسؤولية عملية الاغتيال مع النظام السوري.

في عام 2019 كان للحزب حق النقض في مجلس الوزراء اللبناني، حيث شغل أعضاء تحالفه أغلب المناصب الوزارية في الحكومة اللبنانية ولأول مرة يشهد لبنان في حينه حكومة من 20 وزيراً حيث رفض معارضي الحزب الانضمام إلى الحكومة بعد تصاعد الخلاف مع تحالف (14 آذار) الذي قاده سعد الحريري.

تسمح السيطرة على بعض الوزارات للحزب بتوجيه موارد الدولة بصورة تفيد قاعدته الشعبية مثل وزارة الزراعة التي كان يشغلها وزير من الحزب من عام 2009 وحتى عام 2014، فقد اتهم " أنطوان الحويك"، رئيس جمعية المزارعين، الوزير بتوزيع المساعدات الحكومية في المناطق التي يهيمن عليها الحزب.

أيضاً تمثل السيطرة على الوزارات مصدر دخل للحزب، فبين عامي 2009 وحتى 2014 كان مكتب وزير الدولة للإصلاح الإداري يقوده محمد فنيش، وهو شخصية نافذة في حزب الله، وكانت مهمة المكتب مكافحة الفساد في الدوائر الحكومية. استغل الحزب الوزير للحصول على مناقصات لإنشاء مصانع لإدارة النفايات الصلبة بتمويل من الاتحاد الأوروبي شمال لبنان، وبعد سنوات كشفت وكالة الأنباء التركية "T.R.T" أن جميع أموال الاتحاد الأوروبي التي تحول على هيئة مساعدات كان يحصل عليها حزب الله من خلال شركاته.

استثمر الحزب أيضاً في الحرب المذهبية في لبنان وسعى للسيطرة على وزارة الصحة من خلال تعيين أحد قادته، حمد حسين، وزيراً لها في الحكومة التي تم تشكيلها عام 2020، وأصر حزب الله أيضاً أن يكلف الوزير حسن بتولي حقيبتي المالية والصحة في الآن نفسه ليتمكن من التحكم في الوزارتين. أيضاً يحاول الحزب من خلال السيطرة على وزارة المالية التغطية على أنشطته المشبوهة عالمياً مثل غسيل الأموال وتجارة المخدرات والتدفق النقدي القادم للحزب من شيعة الخارج.


يتمدد الحزب في مؤسسات الدولة أيضاً من خلال السيطرة على البلديات اللبنانية وقد تمكن من خلال تحالفه مع حركة أمل من السيطرة على جميع البلديات في الضاحية الجنوبية

تقول مجموعة ستراتفور البحثية: إن أحد أسباب سيطرة الحزب على وزارة الزراعة هي اعتماده بشكل متزايد على نترات الأمونيوم التي تستخدم في صناعة الأسمدة، لتصنيع المتفجرات، وكذلك تسهيل زراعة المخدرات واستيراد بذورها والتغطية على ذلك. أيضاً توغل الحزب من خلال نفوذه في وظائف الخدمة المدنية اللبنانية رغم وجود حصة مخصصة للشيعة إلا أن الحزب كان يساعد المرشحين الشيعة على حساب الطوائف الأخرى، من خلال تسريب أسئلة اختبارات القبول أو تقليل علامات القبول.

على سبيل المثال فإن وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية تقوم بتمويل جمعية المبرات الخيرية التي تخضع لسيطرة حزب الله، والتي جمدت البنوك اللبنانية حساباتها منذ 2016 بسبب عقوبات أمريكية، وقد استغل الحزب نفوذه في الوزارة لزيادة حجم المساعدات المقدمة لها.

واستغل الحزب أيضاً قرارات مجلس الوزراء بشأن "جمعيات النفع العام" للتهرب من الجمارك من خلال إنشاء جمعية للمنفعة العامة واستخدامها كواجهة لأنشطته التجارية والأمنية، مثل جمعية جهاد البناء التي يديرها الحزب وتضم كيانات مقاولات وزراعة وصناعة، ويستخدم الحزب نفوذه لإجبار مؤسسات الدولة على التعامل معها في مشاريع البنية التحتية والزراعة والتدريب. كذلك تعد مؤسسة " الشهيد" أحد المؤسسة الضخمة التابعة للحزب وهي تهتم في ملف الرعاية الصحية وتحصل على دعم سخي من وزارة الصحة اللبنانية على شكل معدات طبيعة وسيارات وأدوية وأموال وقد سمحت هذه النافذة للحزب بالعمل في تجارة الادوية المشروعة والغير مشروعة وديرها عبد اللطيف فنيش شقيق القيادي في الحزب محمد فنيش.

ويتمدد الحزب في مؤسسات الدولة أيضاً من خلال السيطرة على البلديات اللبنانية وقد تمكن من خلال تحالفه مع حركة أمل من السيطرة على جميع البلديات في الضاحية الجنوبية لبيروت وشكل ما يعرف باتحاد بلديات الضاحية الجنوبية الذي مكنه من الحصول على أموال المشاريع التي غالباً ما يكون مصدرها مساعدات دولية.

منذ عام 2005 وثق الحزب تحالفه مع 8 آذار الذي يضم تحالف الأحزاب المسيحية بزعامة ميشيل عون الذي تنحى من منصبه قبل أيام بعد انتهاء فترته الرئاسية، وقد أعطى ذلك التحالف حزب الله فرصة كبيرة لإدارة الدولة اللبنانية من خلال حلفائه، كما استخدم عمل اللجان النيابية للتأثير على التشريعات التي يتم التصويت عليها في البرلمان، وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد أوقف تأثير الدولة على المحكمة الشيعية الجعفرية وزاد من نفوذه وسطته صياغة التشريعات التي يصادق عليها البرلمان.

---------------------------


[1] معهد الملكي للشئون الدولية Royal Institute of International Affairs، والمعروف باسم تشاتم هاوس Chatham House، هو منظمة غير حكومية لا ربحية، مقرها في لندن حيث مهمتها هي التحليل والترويج لفهم القضايا الدولية الكبرى والأحداث الجارية. ويأخذ اسمه من المبنى الواقع فيه، الذي هو بيت من القرن الثامن عشر مدرج من الدرجة الأولى في ميدان سانت جيمس، وعمل فيه ثلاثة رؤساء وزارة بريطانيون، منهم وليام پت، إرل تشاتم الأول. وقد تأسس في البداية على غرار مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي.

===================

{**ـ م: البيان }








____________________________________
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59