عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 02-28-2021, 10:02 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي

الكل بفلسطين وسار الناصر ليجتمع بهم.
فلما علم باتفاقهم عليه رد إلى دمشق وحصنها واستعد.
وأما السلطان جلال الدين فجرت له حروب مع التتار له وعليه.
وفيها ثار الفرنج.
وقدم الإنبرو بعساكره.
فكاتبه الكامل وباطنه وأوقفه على مكاتبة ملوك الفرنج إليه بأن عزمهم أن يمسكوه.
فبعث يقول: أنا عتيقك.
وتعلم أني أكبر ملوك الفرنج إليه وأنت كاتبتني بالمجيء.
وقد علم البابا والملوك باهتمامي.
فإن رجعت خائبًا انكسرت حرمتي.
وهذه القدس فهي أصل دين النصرانية وأنتم قد خربتموها وليس لها دخل طائل.
فإن رأيت أن تنعم علي بقصبة البلد ليرتفع رأسي بين الملوك وأنا ألتزم بحمل دخلها لك.
فلان له الكامل وجاوبه أجوبة غليظة وباطنها نعم.
وفيها توفي اللبلي المحدث الرحال فخر الدين أحمد بن تميم بن هشام الأندلسي.
طوف وسمع من ابن طبرزد والمؤيد الطوسي وطبقتهما.
وكان من وجوه أهل لبلة.
توفي في رجب بدمشق كهلًا.
وابن طاووس أبو المعالي أحمد بن الخضر بن هبة الله بن أحمد الصوفي أخو هبة الله.
سمع من حمزة بن كروس وكان عريًا من الفضيلة.
توفي في رمضان.
وأحمد بن شرويه بن شهردار الديلمي ابو مسلم الهمذاني.
روى عن جده ونصر بن المظفر البرمكي وأبي الوقت وطائفة.
توفي في شعبان.
وأبو منصور بن البراج أحمد بن يحيى بن أحمد البغدادي الصوفي راوي
(3/195)
________________________________________
سنن النسائي عن أبي زرعة.
سمع أيضًا من ابن البطي.
وكان صالحًا عابدًا.
توفي في المحرم.
وابن بقي قاضي الجماعة أبو القاسم أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن بن احمد الأموي مولاهم البقوي القرطبي.
سمع جده أبا الحسن ومحمد بن عبد الحق الخزرجي.
وأجاز له شريح وجماعة.
وكان مسند أهل المغرب وعالمهم ورئيسهم.
ولي القضاء بمراكش مضافًا إلى الكتابة العليا وغير ذلك.
وكان ظاهري المذهب.
توفي في نصف رمضان وقد تجاوز ثمانيًا وثمانين سنة.
وآخر من روى عنه عبد الله بن هارون الطائي.
وأبو علي بن الجواليقي الحسن بن إسحاق ابن العلامة أبي منصور موهوب بن أحمد البغدادي.
روى عن ابن ناصر وأبي بكر بن الزاغوني وجماعة.
وكان ذا دين ووقار.
توفي في شعبان.
والنفيس بن البن أبو محمد الحسن بن علي بن أبي القاسم الحسين بن الحسن الأسدي الدمشقي.
تفرد عن جده بحديث كثير.
وكان ثقة حسن السمت والديانة.
توفي في شعبان.
وابن عفيجة أبو منصور محمد بن عبد الله بن المبارك البندنيجي ثم البغدادي البيع.
أجاز له في سنة بضع وثلاثين وخمس مائة أبو منصور بن خيرون وأبو محمد سبط الخياط وطائفة.
وسمع من ابن ناصر.
توفي في ذي الحجة.
ومحمد بن النفيس بن محمد بن إسماعيل بن عطاء أبو الفتح البغدادي
(3/196)
________________________________________
الصوفي.
سمع البخاري من أبي الوقت.
وتوفي في ذي القعدة.
سنة ست وعشرين وست مائة
فيها أخلى الكامل البيت المقدس وسلمه إلى الإنبرور ملك الفرنج.
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فكم بين من طهره من الشرك وبين من أظهر الشرك عليه.
ثم أتبع فعله ذلك بحصار دمشق وأذية الرعية.
وجرت بين عسكره وعسكر الناصر وقعات وقتل جماعة في غير سبيل الله.
ونهبوا في الغوطة والحواضر وأحرقت الخانات وخانقاه الطواويس وخانقاه خاتون ودام الحصار أشهرًا ثم وقع الصلح في شعبان ورضي الناصر بالكرك ونابلس فقط.
ثم دخل الكامل وبعث جيشه يحاصرون حماة.
ثم سلم دمشق بعد أشهر إلى أخيه الأشرف.
وأعطاه الأشرف حران والرقة والرها وغير ذلك.
فتوجه إلى الأشرف ليتسلم ذلك.
ثم حاصر الأشرف بعلبك وأخذها من الأمجد.
وقدم المسكين فسكن في داره بدمشق.
وفيها توفي أبو القاسم بن صصرى مسند الشام شمس الدين بن الحسين ابن هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن محمد التغلبي الدمشقي.
ولد سنة بضع وثلاثين وسمع من جده وجده لأمه عبد الواحد بن هلال وأبي القاسم بن البن وعبدان بن ذرين وخلق كثير وأجاز له علي بن الصباغ وأبو عبد الله بن السلال وطبقتهما.
ومشيخته في سبعة عشر جزءًا.
توفي في الثالث والعشرين من المحرم.
وأمة الله بنت أحمد بن عبد الله بن علي بن الآبنوسي.
روت الكثير عن أبيها وتفردت عنه.
توفيت في المحرم أيضًا.
وتلقب بشرف النساء.
وكانت صالحة خيرة.
(3/197)
________________________________________
والحاجب علي بن حسام الدين نائب خلاط الملك الأشرف.
كان شهمًا مقدامًا موصوفًا بالشجاعة والسياسة والحشمة والبر والمعروف.
قبض عليه الأشرف على يد مملوكه عز الدين أيبك ثم قتله.
فلم يمهل الله أيبك ونازله خوارزم شاه وأخذ خلاط وأسر أيبك وجماعة.
ومحمد بن محمد أبي حرب بن النرسي أبو الحسن الكاتب الشاعر.
روى عن أبي محمد بن الملاح وهبة الله بن الشبلي وله ديوان الشعر توفي في جمادى الآخرة.
وأبو نصر المهذب بن علي قنيدة الأزجي الخياط المقرئ.
روى عن أبي الوقت وجماعة.
وتوفي في شوال.
وياقوت الرومي الحموي ثم البغدادي التاجر شهاب الدين الأديب الأخباري صاحب التصانيف الأدبية في التاريخ والأنساب والبلدان وغير ذلك.
توفي في رمضان.
سنة سبع وعشرين وست مائة.
فيها حاصر جلال الدين والخوارزمية خلاط مرة خامسة ففتح له بابًا بعض الأمراء بها لشدة القحط على أهلها وحلف لهم جلال الدين وغدر وعمل أصحابه بها كما يعمل التتار من القتل والسبي ورفعوا السيف ثم شرعوا في المصادرة والتعذيب وخاف أهل الشام وغيرها من الخوارزمية وعرفوا أنهم إن ملكوا عملوا بهم كل نحس.
فاصطلح الأشرف وصاحب الروم علاء الدين واتفقوا على حرب جلال الدين وساروا والتقوه في رمضان.
فكسروه
(3/198)
________________________________________
واستباحوا عسكره ولله الحمد.
وهرب جلال الدين بأسوإ حال.
ووصل إلى خلاط في سبعة أنفس وقد تمزق جيشه وقتلت أبطاله.
فأخذ حرمه وما خف حمله وهرب إلى أذربيجان.
ثم راسل الملك الأشرف في الصلح وذل.
وأمنت خلاط.
وشرعوا في إصلاحها.
قال الموفق عبد اللطيف: هزم الله الخوارزمية بأيسر مؤونة بأمر ما كان في الحساب.
فسبحان من هزم ذاك الجبل الراسي في لمحة ناظر.
وفيها زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي الشافعي.
روى عن أبي العشائر محمد بن خليل وعبد الرحمان بن الداراني والفلكي وطائفة.
وكان صالحًا خيرًا حسن السمت من سروات الناس.
تفقه على جمال الأئمة علي بن الماسح.
وولي نظر الخزانة والأوقاف.
ثم تزهد وعاش ثلاثًا وثمانين سنة.
وتوفي في صفر.
وراجح بن إسماعيل الحلي الأديب شرف الدين.
صدر نبيل.
مدح الملوك بمصر والشام والجزيرة.
وسار شعره.
توفي في شهر شعبان.
وعبد الرحمن بن عتيق بن عبد العزيز بن صيلا أبو محمد الحربي المؤدب.
روى عن أبي الوقت وغيره.
توفي في ربيع الأول.
وعبد السلام بن عبد الرحمن بن الأمين علي بن علي بن سكينة علاء الدين الصوفي البغدادي.
سمع أبا الوقت ومحمد بن أحمد التريكي وجماعة كثيرة.
توفي في صفر.
(3/199)
________________________________________
وأبو محمد عبد السلام بن عبد الرحمن ابن الشيخ العارف أبي الحكم بن برجان اللخمي المغربي ثم الإشبيلي.
حامل لواء اللغة بالأندلس.
توفي في جمادى الأولى.
أخذ عن أبي إسحاق بن ملكون وجماعة.
والفخر بن الشيرجي أبو محمد بن عبد الوهاب الأنصاري الدمشقي المعدل.
ولد سنة تسع وأربعين وسمع من السلفي وابن عساكر.
وكان رئيسًا سريًا صاحب أخبار وتواريخ.
توفي يوم النحر.
سنة ثمان وعشرين وست مائة
لما علمت التتار بضعف جلال الدين خوارزمشاه بادروا إلى أذربيجان.
فلم يقدم جلال الدين على لقائهم.
فملكوا مراغة وعاثوا وبدعوا وفر هو إلى آمد.
وتفرق جنده وتخطفوهم.
وانتقم الله منهم وساقت التتار إلى ديار بكر في طلب جلال الدين لايعلمون أين سلك.
وأخذوا أسعرد وبذلوا فيها السيف.
ووصلوا ماردين يسبون ويقتلون.
وفيها توفي أبو نصر بن النرسي أحمد بن الحسين بن عبد الله بن أحمد ابن هبة الله البغدادي البيع.
روى عن أبي الوقت وجماعة.
تو في في رجب.
والملك الأمجد مجد الدين أبو المظفر بهرام شاه ابن فروخشاه ابن شاهنشاه بن أيوب بن شاذي صاحب بعلبك.
تملكها بعد والده خمسين سنة.
وكان جوادًا كريمًا شاعرًا محسنًا.
قتله مملوك له مليح بدمشق في شوال.
وجلدك التقوى الأمير.
ولي نيابة الإسكندرية.
وشد الديار المصرية.
وكان أديبًا شاعرًا. روى عن السلفي ومولاه هو صاحب حماة تقي الدين عمر
(3/200)
________________________________________
توفي في شعبان
والزين الكردي محمد بن عمر المقرئ.
أخذ القراءات عن الشاطبي.
وتصدر بجامع دمشق مع السخاوي.
والمهذب الدخوار عبد الرحيم بن علي بن حامد الدمشقي شيخ الطب وواقف المدرسة التي بالصاغة العتيقة على الأطباء.
ولد سنة خمس وستين وخمس مائة.
أخذ عن الموفق بن المطران والرضي الرخي.
وأخذ الأدب عن الكندي.
وانتهت إليه معرفة الطب.
وصنف فيه التصانيف وحظي عند الملوك.
ولما تجاوز سن الكهولة عرض له طرف خرس حتى بقي لا يكاد يفهم كلامه.
واجتهد في علاج نفسه فما أفاد بل ولد له أمراضًا.
وكان يشغل إلى أن مات في صفر ودفن بتربته.
والداهري أبو الفضل عبد السلام بن عبد الله بن أحمد بن بكران البغدادي الخفاف الخزاز.
سمع من أبي بكر بن الزاغوني ونصر الكعبري وجماعة.
وكان عاميًا مستورًا كثير الرواية , توفي في ربيع الأول.
وابن رحال العدل نظام الدين علي بن محمد بن يحيى المصري.
سمع من السلفي وغيره.
توفي في شوال.
وابن عصية أبو الرضا محمد بن أبي الفتح المبارك بن عبد الرحمن الكندي الحربي.
روى عن أبي وابن معط النحوي الشيخ زين الدين أبو الحسن يحيى بن عبد
(3/201)
________________________________________
المعطي بن عبد النور الزواوي الفقيه الحنفي.
ولد سنة أربع وستين وخمس مائة.
وأقرأ العربية مدة بدمشق ثم مصر.
وروى عن القاسم بن عساكر.
وهو أجل تلامذة الجزولي.
توفي في ذي القعدة بمصر.
سنة تسع وعشرين وست مائة
فيها عاثت التتار لموت جلال الدين ووصلوا إلى شهرزور.
فاتفق المستنصر بالله في العساكر وجهزهم مع قشتمر الناصري.
فانضموا إلى صاحب إربل فتقهقرت التتار.
وفيها توفي السمذي أبو القاسم أحمد بن أحمد بن أبي غالب البغدادي الكاتب.
روى جزء أبي الجهم عن أبي الوقت.
وبعضهم سماه عليًا.
وإنما اسمه كنيته.
توفي في المحرم وكان يطلع أمينا في البر.
وابن الزبيدي الفقيه أبو علي الحسن بن المبارك بن محمد الحنفي أخو سراج الدين الحسين.
ولد سنة اثنتين وأربعين وسمع الصحيح من أبي الوقت وسمع من أبي علي أحمد بن الخزاز ومعمر بن الفاخر وجماعة.
وكان إمامًا متقنًا صالحًا.
قال السيف بن المجد: لم ير في المشايخ مثله إلا يسيرًا.
توفي في سلخ ربيع الأول.
والسلطان جلال الدين خوارزم شاما منكوبري بن خوارزم شاه السلطان الكبير علاء الدين محمد ابن السلطان خوارزم شاه علاء الدين تكش
(3/202)
________________________________________
إرسلان بن خوارزم شاه أتسز بن محمد الخوارزمي.
أحد من يضرب به المثل في الشجاعة والإقدام.
ولا أعلم في السلاطين أكثر جولانًا في البلدان منه ما بين الهند إلى ما وراء النهر إلى العراق إلى فارس إلى كرمان إلى أذربيجان وأرمينية وغير ذلك.
وحضر غير مصاف وقاوم التتار في أول حدهم وحدتهم وافتتح غير مدينة وسفك الدماء وظلم وعسف وغدر.
ومع ذلك كان صحيح الإسلام.
كان ربما قرأ في المصحف ويبكي.
وآل أمره إلى أن تفرق عنه جيشه وقلوا.
لأنهم لم يكن لهم إقطاع بل أكثر عيشهم من نهب البلاد.
يقال إنه سار في نفر يسير ونزل منزله فبينه كردي وطعنه بحربة بأخ له قتله.
وذلك في أوائل هذا العام.
وأحاطت به أعماله.
وأبو موسى الحافظ جمال الدين عبد الله ابن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي المقدسي.
ولد سنة إحدى وثمانين وخمس مائة.
وسمع من عبد الرحمان بن الخرقي بدمشق ومن ابن كليب ببغداد ومن خليل الرازاني بإصبهان ومن الأرتاحي بمصر ومن منصور بنيسابور.
وكتب الكثير وعني بهذا الشأن.
وجمع وأفاد وتفقه وتأدب وتميز مع الأمانة والديانة والتقوى.
قال الضياء: اشتغل بالفقه والحديث وصار علمًا فيه.
ورحل ثانيًا إلى إصبهان.
قلت: تغير في أخرة لمخالطته للصالح إسماعيل.
ومرض عنده ببستانه وبه مات في خامس رمضان.
وعبد الغفار بن شجاع المجلي الشروطي.
روى عن السلفي وغيره.
وما في شوال عن سبع وسبعين سنة.
(3/203)
________________________________________
وعبد اللطيف بن عبد الوهاب بن محمد بن الطبري.
سمع من أبي محمد بن المادح وهبة الله بن الشبلي.
توفي في شعبان.
والموفق عبد اللطيف بن يوسف العلامة ذو تافنون أبو محمد البغدادي الشافعي النحوي اللغوي الطبيب النيسابوري الفيلسوف صاحب التصانيف الكثيرة.
ولد سنة سبع وخمسين وخمس مائة وسمع من ابن البطي وأبي زرعة وطبقتهما.
وكان أحد الأذكياء البارعين في اللغة والآداب والطب لكن كثرة دعاويه أزرت به.
ولقد بالغ القفطي في الحط عليه وظلمه وبخسه حقه.
سافر من حلب للحج على العراق.
فأدركه الموت ببغداد في ثاني عشر المحرم.
والشيخ عمر بن عبد الملك الدينوري الزاهد نزيل قاسيون.
كان صاحب أحوال ومجاهدات وأتباع.
وهو والد خطيب كفر بطنا جمال الدين.
وعمر بن كرم بن أبي الحسن أبو حفص الدينوري ثم البغدادي الحمامي.
ولد سنة تسع وثلاثين
وسمع من جده لأمه عبد الوهاب الصابوني ونصر الكعبري وأبي الوقت.
وأجاز له الكروخي وعمر بن أحمد الصفار الفقيه وطائفة.
وانفرد عن أبي الوقت بجماعة أجزاء.
وكان صالحًا توفي في رجب.
وعيسى ابن المحدث عبد العزيز بن عيسى اللخمي الشريشي ثم الإسكنراني المقرئ.
سمع من السلفي وقرأ القراءات على أبي الطيب عبد المنعم بن الخلوف ثم ادعى أنه قرأ على ابن خلف الداني وغيره.
فاتهم وصار من الضعفاء وفجعنا بنفسه.
توفي في سابع جمادى الآخرة.
(3/204)
________________________________________
وابن نقطة معين الدين الرحال الحافظ أبو بكر بن محمد بن الزاهد عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع البغدادي الحنبلي.
سمع من يحيى بن يونس وغيره وبإصبهان من عفيفة وبنيسابور من منصور الفراوي وبدمشق ومصر.
وكتب الكثير وخرج وصنف مع الثقة والجلالة والمرؤءة والديانة.
توفي في صفر كهلًا.
سنة ثلاثين وست مائة
فيها حاصر الملك الكامل آمد وأخذوها من صاحبها المسعود مودود ابن الملك الصالح الأتابكي بالأمان.
وكان مودود فاسقًا يأخذ الحرم غضبًا.
وسلم الكامل آمد إلى ولده الصالح نجم الدين وفيها جاء صاحب الروم وحاصر حران والرقة واستولى على الجزيرة.
وفعلت الروم مع إسلامهم كما يفعل الروم مع كفرهم.
وفيها توفي إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد القاضي بهاء الدين التنوخي الشافعي الكاتب البليغ والد تقي الدين محمد.
قيل روى بالإجازة عن شهدة.
وولي قضاء المعرة في صباه خمس سنين فقال: وليت الحكم خمسًا هن خمس لعمري والصبي في العنفوان فلم يضع الأعادي قدر شأني ولا قالوا فلان قد رشاني توفي في المحرم.
وإدريس ابن السلطان يعقوب بن يوسف أبو العلا المأمون.
بايعوه
(3/205)
________________________________________
بالأندلس ثم جاء إلى مراكش وملكها وعظم سلطانه.
وكان بطلًا شجاعًا ذا هيبة شديدة وسفك للدماء.
قكع ذكر ابن تومرت من الخطبة.
ومات غازيًا والله يسامحه.
وإسماعيل بن سلمان بن ايداش أبو طاهر الحنفي بن السلار.
حدث عن الصائن هبة الله وعبد الخالق بن أسد.
توفي في ذي القعدة.
والأوهى الزاهد أبو علي الحسن بن أحمد بن يوسف نزيل بيت المقدس.
أكثر عن السلفي وجماعة.
وكان عبدًا صالحًا قانتًا لله صاحب أحوال ومجاهدة.
له أجزاء يحدث منها توفي في عاشر صفر.
والحسن ابن الأمير السيد علي بن المرتضى أبو محمد بن باقا العدل صفي الدين أبو بكر البغدادي التاجر نزيل مصر.
روى عن أبي زرعة ويحيى بن ثابت وجماعة.
توفي في رمضان عن خمس وسبعين سنة.
والملك العزيز عثمان بن العادل أخو المعظم لأبويه.
هو الذي بنى قلعة الصبيبة بين بانياس وتبنين وهونين.
اتفق موته بالناعمة وهو بستان له ببيت لهيا في عاشر رمضان.
(3/206)
________________________________________
وعبيد الله بن إبراهيم العلامة جمال الدين العبادي المحبوبي البخاري شيخ الحنفية بما وراء النهر وأحدمن انتهى إليه معرفة المذهب.
أخذ عن أبي العلاء عمر بن بكر بن محمد الزرنجري عن أبيه شمس الأئمة.
وبرهان الأئمة عبد العزيز بن عمر بن مازه.
وتفقه أيضًا على قاضي خان فخر الدين حسن بن منصور الأوزجندي.
توفي في جمادى الأولى ببخارى عن أربع وثمانين سنة.
وعلي بن الجوزي أبو الحسن ولد العلامة جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن علي البغدادي الناسخ.
نسخ الكثير بالأجرة.
وكان معاشرًا لعابًا.
روى عن ابن البطي وأبي زرعة وجماعة.
توفي في رمضان.
وابن الأثير الإمام عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الجزري الحافظ صاحب التاريخ وأسد الغابة في معرفة الصحابة وغير ذلك.
كان صدرًا معظمًا كثير الفضائل.
وبيته مجمع الفضلاء.
روى عن خطيب الموصل أبي الفضل وغيره.
وتوفي في الخامس والعشرين من شعبان عن خمس وسبعين سنة.
وابن الحاجب الحافظ الرحال عز الدين أبو الفتح عمر بن محمد بن منصور الأميني الدمشقي.
سمع سنة ست عشرة بدمشق ورحل إلى بغداد فأدرك الفتح بن عبد السلام.
وخرج لنفسه معجمًا حافلا في بضعة وستين جزءًا.
توفي في شعبان وقد قارب الأربعين.
وكان فيه دين وخير.
وله حفظ وذكاء وهمة عالية في طلب الحديث.
قل من أنجب مثله في زمانه.
(3/207)
________________________________________
ومظفر الدين صاحب إربل الملك المعظم أبو سعيد كوكبوري ابن الأمير زين الدين علي بن كوجك التركماني.
وكوجك بالعربي اللطيف القدر.
ولي مظفر الدين مملكة إربل بعد موت أبيه في سنة ثلاث وستين وله أربع عشرة سنة.
فتعصب عليه أتابكه مجاهد الدين قيماز وكتب محضرًا أنه لا يصلح للملك لصغره.
وأقام أخاه يوسف.
ثم سكن حران مدة.
ثم اتصل بخدمة السلطان صلاح الدين وتمكن منه وتزوج بأخته ربيعة واقفة مدرسة الصاحبة.
وشهد معه عدة مواقف أبان فيها عن شجاعة وإقدام.
وكان حينئذ على إمرة حران والرها فقدم أخوه يوسف
منجدًا لصلاح الدين.
فاتفق موته على عكا.
فأعطى السلطان صلاح الدين لمظفر إربل وشهرزور وأخذ منه حران والرها.
ودامت أيامه إلى هذا العام.
وكان من أدين الملوك وأجودهم وأكثرهم برًا ومعروفًا على صغر مملكته.
وكان يضرب المثل بما ينفقه كل عام في المولد.
وله مدرستان وأربع خوانك ودار الأرامل ودارالأيتام ودار اللقطاء ومارستان وغير ذلك.
توفي في رابع عشر رمضان.
وابن سلام المحدث الزكي أبو عبد الله محمد بن الحسن بن سالم بن سلام الدمشقي.
سمع من داود بن ملاعب وابن البن وطبقتهما.
وكان إمامًا فاضلًا متقنًا صالحًا ناسكًا على صغره.
كتب الكثير وحفظ علوم الحديث للحاكم.
ومات في صفر عن إحدى وعشرين عامًا.
وفجع به أبوه.
وابن عنين الصدر شرف الدين أبو المحاسن محمد نصر الله بن مكارم ابن حسن بن عنين الأنصاري الدمشقي الأديب.
وله ديوان مشهور وهجو مؤلم.
وكان بارعًا في معرفة اللغة كثير الفضائل يشتعل ذكاء.
ولم يكن في دينه
(3/208)
________________________________________
بذاك.
توفي في ربيع الأول وله إحدى وثمانون سنة.
اتهم بالزندقة.
سنة إحدى وثلاثين وست مئة
فيها سار الكامل بجيوش عظيمة ليأخذ الروم.
وقدم بين يديه جيشًا.
فهزمهم صاحب الروم علاء الدين وأسر صاحب حماة ومقدم الجيش صوابا الحازم فرد الكامل وأعطى ابنه الصالح حصن كيفا.
واستناب على آمد صوابًا بعد ما أطلقه صاحب الروم.
وفيها تسلطن بدر الدين لولو بالموصل وانقرض البيت الأتابكي.
وفيها تكامل بناء المستنصرية ببغداد.
وهي على المذاهب الأربعة على يد أستاذ الدار ابن العلقمي الذي وزر ولانظير لها في الدنيا فيما أعلم.
وفيها توفي إسماعيل بن علي بن إسماعيل بن باتكين أبو محمد البغدادي الجوهري عن ثمانين سنة.
روى عن هبة الله الدقاق وابن البطي وطائفة وتفرد بأشياء.
وكان صالحًا ثقة توفي في ذي القعدة.
وابن الزبيدي سراج الدين أبو عبد الله الحسين بن أبي بكر المبارك بن محمد بن يحيى الربعي اليمني الأصل البغدادي الحنبلي مدرس مدرسة عون الدين بن هبيرة.
روى عن أبي الوقت وأبي زرعة وأبي زيد الحموي وأبي الفتوح الطائي.
وكان عالمًا خيرًا عدلًا عالي الإسناد بعيد الصيت.
سمع منه خلق لايحصون وتوفي في الثالث والعشرين من صفر.
والعلبي زكريا بن علي بن حسان بن علي أبو يحيى البغدادي الصوفي. روى عن أبي الوقت وغيره وكان عاميا مات في ربيع الأول
(3/209)
________________________________________
والسيف الآمدي أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد الحنبلي ثم الشافعي المتكلم العلامة صاحب التصانيف العقلية.
ولد بعد الخمسين بآمد.
قرأ القراءات والفقه ودرس على ابن المني وسمع من ابن شاتيل ثم تفقه للشافعي علي ابن فضلان وبرع في الخلاف وحفظ طريقة الشريف وتفنن في علم النظر.
وكان من أذكياء العالم.
أقرأ بمصر مدة فنسبوه إلى دين الأوائل وكتبوا محضرًا بإباحة دمه.
فهرب وسكن بحماة ثم تحول إلى دمشق ودرس لعزيزية ثم عزل لأمر اتهم فيه ولزم بيته يشتغل.
ولم يكن له نظير في الأصلين والكلام والمنطق.
توفي ثالث صفر.
والقرطبي أبو عبد الله محمد بن عمر المقرئ المالكي الرجل الصالح.
حج وسمع من عبد العزيز بن الفراوي وطائفة وقرأ القراءات على أبي القاسم الشاطبي.
وكان إمامًا زاهدًا متفننًا بارعًا في عدة علوم كالقثه والقراءات والعربية طويل الباع في التفسير.
توفي بالمدينة في صفر.
وطغريل شهاب الدين الخادم أتابك صاحب حلب الملك العزيز مدبر دولته.
كان صالحًا خيرًا متعبدًا كثير المعروف ذا رأي وعقل وسياسة وعدل.
والشيخ عبد الله ين يونس الأرموي الزاهد القدوة صاحب الزاوية
(3/210)
________________________________________
بجبل قاسيون كان صالحًا متواضعًا مطرحًا للتكلف يمشي وحده ويشتري الحاجة.
وله أحوال ومجاهدات وقدم في الفقر.
توفي في شوال وقد شاخ.
وأبو نصر عبد الرحيم بن محمد بن الحسن بن عساكر.
روى عن عميه الصائن والحافظ وطائفة.
وكان قليل الفضيلة.
توفي في شعبان.
وأبو رشيد الغزال محمد بن أبي بكر محمد بن عبد الله الإصبهاني المحدث التاجر.
سمع من خليل الرازاني وطبقته.
وكان عالمًا ثقة.
توفي ببخارى في شوال.
ومحيي الدين بن فضلان قاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن يحيى بن علي بن الفضل البغدادي الشافعي مدرس المستنصرية.
تفقه على والده العلامة أبي القاسم وبرع في المذهب والأصول والخلاف والنظر.
ولي القضاء في آخر أيام الناصر فلما استخلف الظاهر عزله بعد شهرين من خلافته.
توفي عن بضع وستين سنة.
والمسلم بن أحمد بن علي أبو الغنائم المازني النصيبيني ثم الدمشقي.
روى عن عبد الرحمان بن أبي الحسن الداراني والحافظ أبي القاسم وأخيه الصائن.
ودخل في المكس مدة ثم تركه.
وروى الكثير.
توفي في ربيع الأول وآخر من روى عنه فاطمة بنت سليمان.
وأبو الفتوح الأغماتي ثم الإسكندراني.
واسمه ناصر بن عبد العزيز بن ناصر روى عن السلفي.
وتوفي في ذي القعدة.
(3/211)
________________________________________
والرضي الرخي أبو الحجاج يوسف بن حيدرة شيخ الطب بالسام وأحد من انتهت إليه معرفة
الفن.
قدم دمشق مع أبيه حيدرة الكحال في سنة خمس وخمسين ولازم الاشتغال على المذهب ابن النقاش.
فنوه باسمه ونبه على محل علمه.
وصار من أطباء صلاح الدين.
وامتدت حياته وصارت أطباء البلد تلامذته حتى إن من جملة أصحابه المهذب الدخوار وعاش سبعًا وتسعين سنة ممتعًا بالسمع والبصر.
توفي يوم عاشوراء.
سنة اثنتين وثلاثين وست مائة
فيها ضربت ببغداد دراهم
وفرقت في البلد وتعاملوا بها.
وإنما كانوا يتعاملون بقراضة الذهب القيراط والحبة ونحو ذلك.
فاستراحوا.
وفيها توفي أبو صادق الحسن بن يحيى بن صباح المخزومي المصري الكاتب عن نيف وتسعين سنة.
وكان آخر من حدث عن ابن رفاعة.
توفي في سادس عشر رجب.
وكان أديبًا دينًا صالحًا جليلا.
وصواب شمس الدين العادلي الخادم مقدم جيش الكامل واحد من يضرب به المثل في الشجاعة.
وكان له من جملة المماليك مائة خادم فيهم جماعة أمراء.
توفي بحران في رمضان وكان نائبًا عليها للكامل.
والملك الزاهر داود بن صلاح الدين.
ولد بالقاهرة سنة ثلاث وسبعين وتملك البيرة مدة إلى أن مات بها في صفر.
وله شعر.
والشهاب عبد السلام بن المطهر بن أبي سعد بن أبي عصرون التميمي
(3/212)
________________________________________
الدمشقي الشافعي.
روى عن جده.
وكان صدرًا محتشمًا مضى في الرسلية إلى الخليفة.
توفي في المحرم.
وابن ماسويه تقي الدين علي بن المبارك بن الحسن الواسطي.
الفقيه الشافعي المقرئ المجود.
روي عن ابن شاتيل وطبقته.
وقرأ القراءات على أبي بكر الباقلاني وعلي بن مظفر الخطيب وسكن دمشق وأقرأ بها.
توفي في شعبان عن ست وسبعين سنة.
وابن الفارض ناظم الديوان المشهور.
شرف الدين أبو القاسم عم ابن علي بن مرشد الحموي الأصل المصري.
حجة أهل الوحدة وحامل لواء الشعر.
توفي في جمادى الأولى وله ست وخمسون سنة إلا أشهرًا.
والشيخ شهاب الدين السهروردي قدوة أهل التوحيد شيخ العارفين أبو حفص وأبو عبد الله عمر بن محمد بن عبد الله بن محرر التيمي البكري الصوفي رضي الله عنه.
ولد سنة تسع وثلاثين وخمس مائة بسهرورد وقدم بغداد فلحق بها هبة الله بن الشبلي وانتهت إليه تربية المريدين وتسليك العباد ومشيخة العراق.
ولم يخلف بعده مثله.
توفي في أول السنة.
والشيخ غانم بن إبراهيم المقدسي النابلسي الزاهد.
أحد عباد الله الأخفياء الأتقياء والسادة الأولياء.
ولد سنة اثنتين وستين وخمس مائة بقرية بورين وسكن القدس من الفتوح.
واتفق موته عند صاحبه الشيخ عبد الله الأرموي في غرة شعبان فدفن عنده.
(3/213)
________________________________________
ومحمد بن عبد الواحد بن أبي سعيد المديني الواعظ أبو عبد الله مسند العجم.
ولد سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة.
وسمع من إسماعيل الحمامي وأبي الوقت وأبي الخير الباغبان.
قال ابن النجار: واعظ مفت شافعي.
له معرفة بالحديث وقبول عند أهل بلده.
وفيه ضعف.
بلغنا أنه استشهد بإصبهان على يد التتار في أواخر رمضان.
قلت: وفي دخولهم إليهم قتلوا أممًا لا يحصون.
ومحمد بن عماد الدين بن محمد بن حسين أبو عبد الله الحراني الحنبلي التاجر نزيل الإسكندرية.
روى عن ابن رفاعة وابن البطي والسلفي وطائفة كبيرة باعتناء خاله حماد الحراني.
توفي في عاشر صفر.
وكان ذا دين وعلم وفقه.
عاش تسعين سنة.
روى عنه خلق.
وشعرانه وجيه الدين محمد بن أبي غالب زهير بن محمد الإصبهاني الثقة الصالح.
سمع الصحيح من أبي الوقت وعمر دهرًا.
ومات شهيدًا.
ومحمد بن غسان بن عاقل بن نجاد الأمير سيف الدولة الحمصي ثم الدمشقي.
روى عن
وأبو الوفاء محمود بن إبراهيم بن شعبان بن منده العبدي الإصبهاني.
بقية آل منده.
ومسند وقته.
روى الكثير عن مسعود الثقفي والرستمي وأبي
(3/214)
________________________________________
رشيد الفتح وأبي الخير الباغبان وعدم تحت السيف.
وأبو الفتوح الوثابي محمد بن محمد بن أبي المعالي الإصبهاني.
روى عن جده كتاب الذكر بسماعه من طراد.
ويروي عن رجاء بن حامد المعداني.
راح تحت السيف وله ثمان وسبعون سنة.
وعبد الأعلى ابن العلامة محمد ابن أبي القاسم ابن القطان الإصبهاني الحافظ ظهير الدين محدث إصبهان.
حضر على محمد بن أحمد بن شاذه وأكثر عن الترك.
وله معجم فيه عن خمس مائة وخمسين نفسًا.
عاش بضعًا وستين سنة.
وعدم في الوقعة.
وجامع بن إسماعيل بن غانم صائن الدين الإصبهاني الصوفي المعروف بباله راوي جزء لوين عن محمد بن أبي القاسم الصالحاني.
ومحمود علي بن محمود بن قرقين شمس الدين الدمشقي الجندي الأديب الشاعر.
روى عن أبي سعد بن أبي عصرون وتوفي في شوال.
وابن شداد قاضي القضاة بهاء الدين أبو العز يوسف بن رافع بن تميم الأسدي الحلبي الشافعي.
ولد سنة تسع وثلاثين وخمس مائة.
وقرأ القراءات والعربية بالموصل على يحيى بن سعدون القرطبي.
وسمع من حفدة العطاردي وطائفة.
وبرع في القثه والعلوم وساد أهل زمانه ونال رئاسة الدين والدنيا وصنف التصانيف وله بحلب تربة بين مدرسته ودار حديثة.
امتدت أيامه وتخرج به الأصحاب.
توفي رابع عشر صفر.
(3/215)
________________________________________
سنة ثلاث وثلاثين وست مائة
في ربيع الأول جاءت فرقة من التتار فكسرهم عسكر إربل.
فما بالوا وساقوا إلى بلاد الموصل.
فقتلوا وسبوا.
فاهتم المستنصر بالله وأنفق الأموال فردوا ودخلوا الدربند.
وفيها عدا الكامل الفرات واستعاد حران وخرب قلعة الرها وهرب من منه نواب صاحب الروم.
ثم كر إلى الشام خوفًا من التتار فإنهم وصلوا إلى سنجار.
ثم حشر صاحب الروم ونازل حران وتعثر أهلها بين الملكين.
وفيها توفي الجمال أبو حمزة أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر المقدسي.
روي عن نصر الله القزاز وابن شاتيل وأبي المعالي بن صابر.
وكان يتعاني الجندية.
وفيه شجاعة وإقدام.
توفي في ربيع الأول.
والقيلوبي المؤرخ أبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل عاش سبعين سنة.
وروي عن الأبله الشاعر وغيره.
وكتب الكثير.
وكان أديبًا أخباريًا.
توفي في ذي القعدة.
وزهرة بنت محمد بن أحمد بن حاضر.
شيخة صالحة صوفية بالرباط.
روت عن ابن البطي ويحيى بن ثابت.
توفيت في جمادى الأولى عن تسع وسبعين سنة.
وخطيب زملكا عبد الكريم بن خلف بن نبهان الأنصاري وله اثنتان وسبعون سنة.
روي عن أبي القاسم بن عساكر.
توفي في ذي الحجة.
وابن الرماح عفيف الدين علي بن عبد الصمد بن محمد المصري
(3/216)
________________________________________
المقرئ النحوي.
قرأ القراءات على أبي الجيوش عساكر بن علي وسمع من السلفي وتصدر للإقراء والعربية بالفاضلية وغيرها.
توفي في جمادى الأولى.
وابن روزبة أبو الحسن علي بن أبي بكر بن روزبة البغدادي القلانسي العطار الصوفي.
حدث بالصحيح عن أبي الوقت ببغداد وحران ورأس عين وحلب ورد منها خوفًا من الحصار الكائن بدمشق على الناصر داود وإلا كان عزمه المجيء إلى دمشق.
توفي فجأة في ربيع الآخر وقد نيف على التسعين.
وابن دحية العلامة أبو الخطاب عمر بن حسن بن علي بن الجميل الكلبي الداني ثم السبني.
الحافظ اللغوي.
روى عن أبي عبد الله بن زرقون وابن الجد وابن بشكوال.
وطبقتهم.
وعني بالحديث أتم عناية.
وجال في مدن الأندلس ومدن العدوة وحج في الكهولة.
فسمع بمصر من البوصيري وسمع بالعراق مسند أحمد وبإصبهان معجمالطبراني من الصيدلاني وبنيسابور صحيح مسلم بعلو بعد أن كان حدث به بالمغرب بالإسناد الأندلسي النازل.
وكان يقول إنه حفظه كله.
وليس بالقوي ضعفه جماعة.
وله تصانيف ودعاو مدحضة وعبارة مقعرة مبغضة.
وقد نفق على الملك الكامل وجعله شيخ دار الحديث بالقاهرة.
توفي في رابع عشر ربيع الأول وله سبع وثمانون سنة.
والإربلي فخر الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سليمان الصوفي.
روى عن يحيى بن ثابت وأبي بكر بن النقور وجماعة كثيرة.
توفي بإربل في رمضان وروايته منتشرة عالية.
(3/217)
________________________________________
وأبو بكر المأموني محمد بن محمد بن محمد بن أبي المفاخر سعيد ابن حسين العباسي النيسابوري ثم المصري الجنائزي.
روى عن السلفي وتوفي في ربيع الآخر.
ونصر بن عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر.
قاضي القضاة عماد الدين أبو صالح الجيلي ثم البغدادي الحنبلي.
أجاز له ابن البطي وسمع من شهدة وطبقتها.
ودرس وأفتى وناظر وبرع في المذهب وولي القضاء سنة ثلاث وعشرين.
وعزل بعد أشهر.
وكان لطيفًا ظريفًا متين
الديانة كثير التواضع.
متحريًا في القضاء قوي النفس في الحق.
عديم المحاباة والتكلف.
توفي في شوال عن سبعين سنة.
سنة أربع وثلاثين وست مائة
فيها نزلت التتار على إربل وحاصروها وأخذوها بالسيف حتى جافت المدينة بالقتلى وعصت القلعة بعد أن لم يبق من أخذها شيء.
وترحلت الملاعين بغنائم لا تحصى فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وفيها توفي الملك المحسن عين الدين أحمد ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب.
روى عن ابن صدقة الحراني والبوصيري.
وعني بالحديث أتم عناية.
وكتب الكثير.
وكان متواضعًا متزهدًا كثير الإفضال على المحدثين.
وفيه تشيع قليل.
توفي بحلب في المحرم.
وأحمد بن أحمد بن محمد بن صديق موفق الدين الحراني الحنبلي.
رحل إلى بغداد وتفقه على ابن المني وسمع من عبد الحق وطائفة.
وتوفي بدمشق
(3/218)
________________________________________
وتوفي في صفر.
والخليل بن أحمد أبو طاهر الجوسقي الصرصري الخطيب بها.
قرأ القراءات على جماعة وسمع من ابن البطي وطائفة.
توفي في ربيع الأول عن ست وثمانين سنة.
وقد أجاز لجماعة.
وسعيد بن محمد بن ياسين أبو منصور البغدادي.
السفار في التجارة.
حج تسعًا وأربعين حجة.
وحدث عن ابن البطي وغيره.
توفي في صفر.
وأبو الربيع الكلاعي سليمانبن موسى بن سالم البلنسي الحافظ الكبير صاحب التصانيف وبقية أعلام الأثر بالأندلس.
ولد سنة خمس وستين وخمس مائة سمع أبا بكر بن الجد وأبا عبد الله بن زرقون وطبقتهما.
قال الأبار: كان بصيرًا بالحديث حافظًا عاقلًا عارفًا بالجرح والتعديل ذاكرًا للموالد والوفيات يتقدم أهل زمانه في ذلك خصوصًا من تأخر زمانه.
ولانظير لخطه في الإتقان والضبط مع الاستبحار في الأدب والبلاغة.
كان فردًا في إنشاء الرسائل مجيدًا في النظم خطيبًا مفوهًا مدركًا حسن السرد والمساق مع الشارة الأنيقة.
وهو كان المتكلم عن الملوك في مجالسهم والمبين لما يريدونه على المنبر في المحافل.
ولي خطابة بانسية.
وله تصانيف في عدة فنون.
استشهد بكائنه أنيشة بقرب بلنسية مقبلًا غير مدبر في ذي الحجة.
والناصح ابن الحنبلي أبو الفرج عبد الرحمان بن نجم بن عبد الوهاب
(3/219)
________________________________________
ابن الشيخ أبي الفرج الشيرازي الأنصاري الحنبلي الواعظ المفتي.
ولد بدمشق سنة أربع وخمسين وبرز في الوعظ ورحل فسمع من شهدة وطبقتها وسمع بإصبهان من أبي موسى المديني وله خطب ومقامات وتاريخ الوعاظ انتهت إليه رئاسة المذهب بعد الشيخ الموفق.
توفي في ثالث المحرم.
والناصح عبد القادر بن عبد الظاهر بن أبي الفهم الحراني الحنبلي مفتي حران وعالمها ومدرسها.
سمع بدمشق من ابن صدقة ويحيى الثقفي وعرض عليه قضاء بلده فامتنع.
توفي في ربيع الأول عن إحدى وسبعين سنة.
وأبو عمرو عثمان بن حسن السبتي اللغوي أخو أبي الخطاب بن دحية.
روي عن أبي بكر بن الجد وابن زرقون وابن بشكوال وخلق وولي مشيخة الكاملية بعد أخيه وتوفي بالقاهرة.
وصاحب الروم السلطان علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو بن قلج أرسلان بن سلجوق.
كان ملكًا جليلًا شهمًا شجاعًا وافر العقل متسع الممالك.
تزوج بابنة الملك العادل وامتدت أيامه.
وتوفي في سابع شوال.
وكان عدل وخير في الجملة.
وأبو الحسن القطيعي محمد بن أحمد بن عمر البغدادي المحدث المؤرخ.
ولد سنة ست وأربعين.
وسمع من ابن الزاغوني ونصر الكعبري وطائفة.
ثم طلب بنفسه ورحل إلى خطيب الموصل وبدمشق من أبي المعالي بن صابر.
وأخذ الوعظ عن ابن الجوزي.
وهو أول شيخ ولي مشيخة المستنصرية.
وآخر من
(3/220)
________________________________________
حدث بالبخاري سماعًا عن أبي الوقت.
ضعفه ابن النجار لعدم اتقانه ولكثرة أوهامه.
توفي في ربيع الآخر.
والملك العزيز غياث الدين محمد بن عبد الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين صاحب حلب
وسبط الملك العادل.
ولوه السلطنة بعد أبيه وله أربع سنين من أجل والدته الصاحبة.
وهي كانت الكل.
وكان الأتابك طغريل يسوس الأمور.
توفي في ربيع الأول وأقيم بعده ابنه الملك الناصر يوسف وهو طفل.
فنعوذ بالله من إمرة الصبيان.
ومرتضى بن أبي الجود حاتم بن المسلم الحارثي الحوفي أبو الحسن المقرئ.
قرأ القراءات وسمع الكثير من السلفي وجماعة.
وكان عالمًا عاملًا كبير القدر قانعًا متعففًا يختم في الشهر ثلاثين ختمة.
توفي في شوال عن خمس وثمانين سنة.
وهبة الله بن عمر بن كمال أبو بكر الحربي الحلاج.
آخر من حدث عن هبة الله بن الشبلي وأمه كمال بنت السمرقندي.
توفي في جمادى الأولى.
وياسمين بنت سالم بن علي البيطار أم عبد الله الخيمية روت عن هبة الله ابن الشبلي القصار.
وتوفيت يوم عاشوراء.
سنة خمس وثلاثين وست مائة
كانت طائفة كبيرة من الخورزمية قد خدموا مع الصالح أيوب بن الملك الكامل.
فعزموا على القبض عليه.
فهرب إلى سنجار ونهبوا خزائنه.
فسار
(3/221)
________________________________________
إليه لولو صاحب الموصل وحاصروه.
فحلق الصالح لحية وزيره وقاضي بلده بدر الدين السنجاري طوعًا ودلاه من السور ليلًا.
فذهب واجتمع بالخوارزمية وشرط لهم كل ماأرادوه فساقوا من حران وبيتوا لولو.
فنجا بنفسه على فرس النوبة وانتهبوا عسكره واستغنوا.
وأما دمشق فمات صاحبها الأشرف وتسلطن بعده أخوه الصالح إسماعيل.
فسار الملك الكامل وقدم دمشق وأخذها بعد محاصرة وتعب.
وذهب إسماعيل إلى بلد بعلبك ودخل الكامل قلعة دمشق ونفى القندرية والحريرية.
وتمرض ومات بعد شهرين فتملك بعده بدمشق ابن أخيه الملك الجواد وبمصر ابنه العادل.
وفيها وصلت التتار إلى دقوقا تنهب وتسبي وتفسد.
فالتقاهم الأمير بكلك الخليفتي في سبعة آلاف والتتار في عشرة آلاف فانهزم المسلمون بعد أن قتلوا خلقًا وكادوا ينتصرون.
وقتل بكلك وجماعة أمراء أعيان.
وفيها توفي أبو محمد الأنجب بن أبي السعادات البغدادي الحمامي عن إحدى وثمانين سنة.
راو حجة.
روى عن ابن البطي وأبي المعالي ابن النحاس وطائفة.
وأجاز.
له سعيد الثقفي وجماعة.
توفي في تاسع عشر ربيع الآخر.
وابن رئيس الرؤساء أبو محمد الحسين بن علي بن الحسين ابن هبة الله ابن الوزير رئيس الرؤساء
أبي القاسم بن المسلمة البغدادي الناسخ الصوفي.
ولد سنة إحدى وخمسين وسمع من ابن البطي وأحمد بن المقرب.
توفي في رجب.
وقاضي حلب زين الدين أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن علوان الأسدي الحلبي الشافعي ابن الاستاذ.
روى عن يحيى
(3/222)
________________________________________
الثقفي.
توفي في شعبان عن ثمان وخمسين سنة.
وكان من سروات الرؤساء.
وابن اللتي مسند الوقت أبو المنجا عبد الله بن عمر بن علي بن عمر ابن زيد الحريمي القزاز.
رجل مبارك خير.
ولد سنة خمس وأربعين وسمع من أبي الوقت وسعيد بن البنا وطائفة.
وأجاز له مسعود الثقفي والإصبهانيون.
وكان آخر من روى حديث البغوي بعلو.
نشر حديثه بالشام.
ورجع منها في آخر سنة أربع وثلاثين.
فتوفي في رابع عشر جمادى الأولى.
وعبد الله بن المظفر ابن الوزير أبي القاسم علي بن طراد الزيني أبو طالب العباسي البغدادي.
روى عن ابن البطي حضورًا وعن أبي بكر بن النقور ويحيى بن ثابت.
توفي في رمضان.
والرضي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار أبو محمد المقسي الحنبلي الملقن.
أقرأ كتاب الله احتسابًا أربعين عامًا وختم عليه خلق كثير.
وروى عن يحيى الثقفي وطائفة.
وكان كثير العبادة والتهجد.
توفي في ثاني صفر وقد شاخ.
وعبد الرزاق ابن الإمام أبي أحمد عبد الوهاب بن سكينة صدر الدين شيخ الشيوخ البغدادي حضر على ابن البطي وسمع من شهدة.
وترسل عن الخليفة إلى النواحي.
توفي في جمادى الأولى.
والكامل سلطان الوقت ناصر الدين أبو المعالي محمد ابن العادل أبي بكر بن أيوب.
ولد سنة ست وسبعين وخمس مائة وتملك الديار المصرية تحت
(3/223)
________________________________________
جناح والد عشرين سنة وبعده عشرين سنة.
وتملك دمشق قبل موته بشهرين.
وتملك حران وآمد وتلك الديار.
وله مواقف مشهورة.
وكان صحيح الإسلام معظمًا للسنة وأهلها محبًا لمجالسة العلماء فيه عدل وكرم وإحياء وله هيبة شديدة.
مرض بقلعة دمشق بالسعال والإسهال نيفًا وعشرين ليلة.
وكان في رجله نقرس فمات في الحادي والعشرين من رجب.
ومن عدله المخلوط بالجبروت والظلم شنق جماعة من أجناده على آمد في أكيال شعير غصبوه.
وأبو بكر محمد بن مسعود بن بهروز البغدادي الطبيب.
سمعه خاله من أبي الوقت وتفرد بالرواية بالسماع عنه.
توفي في رمضان وقد جاوز التسعين.
ومحمد بن نصر بن عبد الرحمن بن محمد بن محفوظ القرشي الدمشقي شرف الدين ابن أخي الشيخ أبي البيان.
أديب شاعر صالح زاهد.
ولي مشيخة رباط أبي البيان.
وروى عن ابن
وأبو نصر بن الشيرازي القاضي شمس الدين محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن يحيى الدمشقي الشافعي.
ولد سنة تسع وأربعين وخمس مائة.
وأجاز له أبو الوقت وطائفة.
وسمع من أبي يعلى بن الحبوبي وطائفة كبيرة.
وله مشيخة في جزء.
درس وأفتى وناظر وصار من كبار أهل دمشق في العلم والرواية والرئاسة والجلالة.
درس مدة بالشامية الكبرى وتوفي في ثاني جمادى الآخرة.
وخطيب دمشق الدولعي جمال الدين محمد بن أبي الفضل بن زيد بن ياسين الثعلبي الشافعي.
ولد بقرية الدولعية من عمل الموصل.
وتفقه على عمه ضياء الدين الدولعي خطيب دمشق وسمع من ابن صدقة الحراني وجماعة.
توفي
(3/224)
________________________________________
في جمادى الأولى ودفن بمدرسته بجيرون.
ومكرم بن محمد بن حمزة بن محمد المسند نجم الدين أبو الفضل القرشي الدمشقي التاجر المعروف بابن الصقر.
ولد في رجب سنة ثمان وأربعين وسمع من حمزة بن الحبوبي وحمزة بن كروس وحسان الزيات والفلكي وعلي بن أحمد بن مقاتل السوسي وطائفة.
وتفرد وطال عمره.
وسافر للتجارة كثيرًا توفي في رجب.
والملك الأشرف مظفر الدين أبو الفتح موسى بن العادل.
ولد سنة ست وسبعين بالقاهرة وروى عن ابن طبرزد.
تملك حران وخلاط وتلك الديار مدة.
ثم تملك دمشق تسع سنين.
فأحسن وعدل وخفف الجور وكان فيه دين وتواضع للصالحين ولد ذنوب عسى الله أن يغفرها له.
وكان حلو الشمائل محببًا إلى الرعية موصوفًا بالشجاعة لم تكسر له راية قط.
توفي في يوم الخميس رابع المحرم فتسلطن بعده أخوه إسماعيل.
وشمس الدين بن سني الدولة قاضي القضاة أبو البركات يحيى بن هبة الله بن الحسن الدمشقي الشافعي والد قاضي القضاة صدر الدين أحمد.
ولد سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة وتفقه على ابن أبي عصرون والقطب النيسابوري وسمع من أحمد بن الموازيني وطائفة.
توفي في ذي القعدة.
وابن الشواء شهاب الدين أبو المحاسن يوسف بن إسماعيل الحلبي الأديب.
وله ديوان في أربع مجلدات.
توفي في المحرم عن ثلاث وسبعين سنة.
(3/225)
________________________________________
سنة ست وثلاثين وست مائة
فيها مهنت نفس الملك الجواد وضعف عن سلطنة دمشق بعد أن محق الخزائن.
وكاتب الملك الصالح أيوب بن الكامل وقايضه فأعطاه دمشق بسنجار وعانة.
وكانت صفقة خاسرة.
فبادر الصالح وقدم فتسلم دمشق من الجواد لأن المصريين ألحوا على الجواد في أن ينزل عن دمشق
ويعطي الإسكندرية.
ثم ركب الصالح في الدست وحمل الجواد الغاشية بين يديه.
ثم أكل يديه ندمًا وسافر.
ثم توجه الصالح نحو الغور وطلب عمه ابن إسماعيل من بعلبك ليتفقا.
فدبر إسماعيل أمره واستعان بالمجاهد صاحب حمص وهجم على دمشق فأخذها في صفر من العام الآتي.
فسمعت الأمراء فتسحبت إليه.
وبقي الصالح في طائفة.
فأخذه عسكر الناصر صاحب الكرك واعتقله الناصر عنده.
وفيها توفي أبو العباس القسطلاني ثم المصري الفقيه المالكي الزاهد أحمد بن علي تلميذ الشيخ أبي عبد الله القرشي.
سمع من عبد الله بن بري ودرس بمصر وأفتى ثم جاوز بمكة مدة وعاش سبعًا وسبعين سنة.
توفي بمكة في جمادى الآخرة.
وصاحب ماردين ناصر الدين أرتق بن ألبي الأرتقي التركماني.
تملك ماردين بضعًا وثلاثين سنة.
وكان فيه عدل ودين في الجملة.
قتله غلمانه بموطأة ابن ابنه وتملك ابنه نجم الدين غازي.
والتاج أسعد بن المسلم بن مكي بن علان القيسي الدمشقي.
توفي
(3/226)
________________________________________
في رجب عن ست وسبعين سنة.
روى عن ابن عساكر وأبي الفهم بن أبي العجائز.
وكان من كبار العدول.
وهو أسن من أخيه السديد.
وبدل بن أبي المعمر بن إسماعيل أبو الخير التبريزي المحدث الرحال.
ولد بعد الخمسين وخمس
مائة وسمع من أبي سعد بن أبي عصرون وجماعة.
ورحل فأكثر من اللبان والصيدلاني.
وسمع بنيسابور ومصر والعراق وكتب وتعب وخرج وولي مشيخة دار الحديث بإربل.
فلما أخذتها التتار قدم حلب وبها توفي في جمادى الأولى.
وجعفر بن علي بن هبة الله أبو الفضل الهمذاني الإسكندراني المالكي المقرئ الأستاذ المحدث.
ولد سنة ست وأربعين وقرأ القراءات على عبد الرحمن ابن خلف الله صاحب ابن الفحام وأكثر عن السلفي وطائفة.
وكتب الكثير وحصل وتصدر للإقراء ثم رحل في آخر عمره فروى الكثير بالقاهرة ودمشق.
وتوفي في صفر وقد جاوز التسعين.
وابن الصفراوي جمال الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد المجيد ابن إسماعيل بن عثمان بن يوسف بن حسين بن حفص الإسكندراني الفقيه المالكي المقرئ.
ولد في أول سنة أربع وأربعين وخمس مائة.
وقرأ القراءات على ابن خلف الله وأحمد بن جعفر الغافقي واليسع بن حزم وابن الخلوف.
وتفقه على أبي طالب صالح بن بنت معافى وسمع الكثير من السلفي وغيره.
وانتهت إليه رئاسة الإقراء والفتوى ببلده وطال عمره وبعد صيته.
توفي في الخامس والعشرين من ربيع الآخر.
وعسكر بن عبد الرحيم بن عسكر بن أسامة أبو عبد الرحيم العدوي
(3/227)
________________________________________
النصيبيني.
من بيت
مشيخة وحديث ودين.
له أصحاب وأتباع.
رحل في الحديث وسمع من عبد العزيز بن منينا وسليمان الموصلي وطبقتهما.
وله مجاميع حسنة.
توفي في المحرم.
وعلي بن جرير الرقي الصاحب جمال الدين.
وزر للأشرف ثم للصالح إسماعيل.
وتوفي في جمادى الآخرة.
وعماد الدين بن الشيخ.
هو الصاحب الرئيس أبو الفتح عمر ابن شيخ الشيوخ صدر الدين محمد بن عمر الجويني ثم الدمشقي.
ولي تدريس الشافعي ومشهد الحسين ومشيخة الشيوخ بالديار المصرية.
وقام بسلطنة الجواد.
ثم دخل الديار المصرية.
فلامه صاحبها العادل أبو بكر.
فرد وهم بخلع الجواد من السلطنة فلم يطعه وجهز عليه من الإسماعيلية من قتله في جمادى الأولى وله خمس وخمسون سنة.
وأبو الفضل السباك محمد بن محمد بن الحسن البغدادي أحد وكلاء القضاة.
روى عن ابن البطي وأبي المعالي بن اللحاس.
توفي في ربيع الآخر.
والزكي البزرالي أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد بن أبي بداس الإشبيلي الحافظ الجوال محدث الشام ومفيده.
سمع بالحجاز ومصر والشام والعراق وإصبهان وخراسان والجزيرة.
وأكثر وجمع فأوعى وأول طلبه سنة اثنتين وست مائة وأقدم شيوخه عين الشمس الثقفية وجمال الدين الحصيري شيخ الحنفية أبو المحامد محمود بن أحمد بن
(3/228)
________________________________________
عبد السيد البخاري.
وله تسعون سنة.
توفي في صفر وروى صحيح مسلم عن أصحاب الفراوي ودرس بالنووية خمسًا وعشرين سنة.
وكان من العلماء العاملين.
سنة سبع وثلاثين وست مائة
فيها ذكر أن إسماعيل هجم على دمشق في صفر من هذا العام فملكها.
وتسلم القلعة من الغد واعتقلوا الصالح أيوب بالكرك أشهرًا فطلبه أخوه العادل من الناصر داود وبذل فيه مائة ألف دينار وكذا طلبه الصالح إسماعيل فامتنع الناصر.
ثم اتفق معه وحلفه وأخذه وسار به إلى الديار المصرية.
فمالت الكاملية إليه.
وقبضوا على العادل وتملك الصالح أيوب ورجع الناصر بخفي حنبن.
وفيها توفي الخوبي قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن الخليل الشافعي في شعبان عن أربع وخمسين سنة وله تصانيف وفضائل ولاسيما في العقليات.
وثابت بن محمد بن أبي بكر الصدر علاء الدين أبو سعد الخجندي ثم الإصبهاني.
سمع
وسالم بن الحافظ أبي المواهب بن صصرى الصدر أمين الدين أبو الغنائم البغدادي الدمشقي.
رحل به أبوه وسمعه من ابن شاتيل وطبقته.
توفي
(3/229)
________________________________________
في جمادى الآخرة وله ستون سنة.
وشيركوه الملك المجاهد أسد الدين بن محمد بن شيركوه بن شاذي صاحب حمص بحمص في رجب.
وعبد الرحيم بن يوسف بن هبة الله بن الطفيل أبو القاسم الدمشقي بمصر في ذي الحجة.
روى عن السلفي.
وابن الكريم الكاتب شمس الدين محمد بن الحسن بن محمد بن علي البغدادي المحدث الأديب الماسح المتفنن.
روى عن ابن بوش وابن كليب.
وخلق.
وسكن دمشق وكتب الكثير بخطه.
توفي في رجب عن سبع وخمسين سنة.
وابن الدبيثي الحافظ المؤرخ المقرئ الحاذق أبو عبد الله محمد بن سعيد بن يحيى الواسطي الشافعي.
ولد سنة ثمان وخمسين وخمس مائة وسمع من أبي طالب الكناني وأبي الفتح ابن شاتيل وعبد المنعم بن الفراوي وطبقتهم.
وقرأ القراءات على جماعة.
وكان إمامًا متفننًا واسع العلم غزير الحفظ.
أضر في آخر عمره.
وتوفي في ثامن ربيع الآخر ببغداد.
ومحمد بن طرخان تقي الدين بن السلمي الدمشقي الصالحي الحنبلي.
ولد سنة إحدى وستين وخمس مائة وروى عن ابن صابر وأبي المجد البانياسي وطائفة.
وخرج لنفسه مشيخة.
وكان فقيهًا جليلًا متوددًا.
توفي في تاسع المحرم.
(3/230)
________________________________________
وأبو طالب بن صابر الدمشقي محمد بن أبي المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر السلمي الصوفي الزاهد.
روى عن أبيه وجماعة وصار شيخ الحديث بالعزية.
قال ابن النجار: لم أر إنسانًا كاملًا غيره زاهدًا عابدًا ورعًا كثير الصلاة والصيام.
توفي في سابع المحرم.
وابن الهادي محتسب دمشق رشيد الدين أبو الفضل محمد بن عبد الكريم بن يحيى القيسي الدمشقي.
شيخ وقور مهيب عفيف.
سمع ابن عساكر وأبا المعالي بن صابر.
توفي في جمادى الآخرة عن سبع وثمانين سنة.
والرشيد النيسابوري محمد بن أبي بكر بن علي الحنفي الفقيه.
سمع بمصر من أبي الجيوش عساكر والتاج المسعودي وجماعة.
ودرس وناظر وعاش سبعًا وسبعين سنة.
ولي قضاء الكرك والشوبك.
ثم درس بالمعينية توفي في خامس ذي القعدة.
وشرف الدين أبو البكات المستوفى المبارك بن أحمد بن أبي البركات اللخمي الإربلي وزير إربل وقاضيها ومؤرخها ولد سنة أربع وستين وخمس مائة وسمع من عبد الوهاب بن حبة وحنبل وابن طبرزد وخلق.
وكان بيته مجمع الفضلاء.
وله يد طولى في النثر والنظم ونفس كريمة
كبيرة وهمة عالية.
شرح ديوان أبي تمام والمتنبي في عشر مجلدات.
وله ديوان شعر سلم بقلعة إربل من التتار ثم سكن الموصل وبها مات في المحرم.
وضياء الدين بن الأثير الصاحب العلامة أبو الفتح نصر بن محمد بن
(3/231)
________________________________________
محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري الكاتب البليغ صاحب المثل السائر.
انتهت إليه رياسة الإنشاء والترسل.
ومن جملة محفوظاته شعر أبي تمام والبحتري والمتنبي.
وزر بدمشق للملك الأفضل فأساء وظلم ثم هرب ثم كان معه بسميساط سنوات.
ثم خدم الظاهر صاحب حلب فلم يقبل عليه.
فتحول إلى الموصل وكتب الإنشاء لصاحبها محمود بن عز الدين مسعود ولأتابكه لولو وذهب رسولًا في آخر أيامه إلى الخليفة فمات ببغداد في ربيع الآخر.
وكان بينه وبين أخيه عز الدين مقاطعة كلية.
وعبد العزيز بن بركات بن إبراهيم الخشوعي الدمشقي إمام الربوة أبو محمد.
روى عن أبيه وأبي القاسم بن عساكر.
توفي في ثامن ربيع الآخر.
وعبد العزيز بن دلف البغدادي المقرئ الناسخ خازن كتب المستنصرية.
قرأ القراءات على علي بن عساكر البطائحي وسمع من شهدة.
توفي في السادس والعشرين من صفر.
والحرالي أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن التجيبي المرسي.
كان متفننًا عارفًا بالنحو والكلام
وقشتمر سلطان بغداد ومقدم العساكر جمال الدين الخليفتي الناصري توفي في ذي القعدة.
سنة ثمان وثلاثين وست مائة
فيها سلم الملك الصالح إسماعيل قلعة السقيف للفرنج لغرض في نفسه.
فمقته المسلمون وأنكر عليه ابن عبد السلام وأبو عمرو بن الحاجب.
فسجنهما.
وعزل ابن عبد السلام من خطابة دمشق.
وولي القضاء
(3/232)
________________________________________
لرفيع الجيلي.
وفيها توفي أبو علي أحمد بن محمد بن محمود بن المعز الحراني ثم البغدادي الصوفي.
روى عن ابن البطي وأحمد بن المقرب وجماعة.
توفي في المحرم.
والقاضي نجم الدين أبو العباس أحمد بن محمد خلف بن راجح المقدسي الحنبلي ثم الشافعي صاحب التصانيف.
روى عن ابن صدقة الحراني وجماعة.
وسافر إلى همذان فلزم الركن الطاوسي حتى صار معيده.
ثم سافر إلى بخارى فبرع في علم الخلاف وطار اسمه وبعد صيته.
وكان يتوقد ذكاء.
ومن جملة محفوظاته الجمع بين الصحيحين.
وكان صاحب أوراد وتهجد.
توفي في خامس شوال.
وعلي بن مختار بن نصر الله بن طعان جمال الملك أبو الحسن العامري المحلي الإسكندراني ومحيي الدين بن العربي أبو بكر محمد بن علي بن محمد الطائي الحاتمي المرسي الصوفي نزيل دمشق وصاحب التصانيف وقدوة العالمين بوحدة الوجود.
ولد سنة ستين وخمس مائة.
وروى عن ابن بشكوال وطائفة.
وتنقل في البلاد وسكن الروم مدة.
وقد اتهم بأمر عظيم.
توفي في الثاني من ربيع الآخر.
(3/233)
________________________________________
سنة تسع وثلاثين وست مائة
فيها توفي الشمس بن الخباز النحوي
أبو عبد الله أحمد بن الحسين بن أحمد بن معالي الإربلي ثم الموصلي الضرير صاحب التصانيف الأدبية.
توفي في رجب بالموصل وله خمسون سنة.
والمارستاني أبو العباس أحمد بن يعقوب بن عبد الله البغدادي الصوفي.
قيم جامع المنصور.
روى عن أبي المعالي بن اللحاس وحفدة العطاردي وجماعة.
توفي في ذي الحجة.
وإسحاق بن طرخان بن ماض الفقيه تقي الدين الشاغوري الشافعي.
آخر من حدث عن حمزة بن كروس.
توفي في رمضان بالشاغور.
والنفيس بن قادوس هو القاضي أبو الكرم أسعد بن عبد الغني العدوي المصري آخر من روى عن الشريف أبي الفتوح الخطيب وأبي العباس ابن الحطئة.
توفي في ذي الحجة وله ست
وإسماعيل بن مظفر أبو الطاهر النابلسي ثم الدمشقي الحنبلي المحدث الجوال الزاهد.
ولد سنة أربع وستين وسمع بمصر من البوصيري وببغدلد من ابن المعطوش وبإصبهان من أبي المكارم اللبان وبنيسابور من أبي سعد الصفار وبدمشق وحران ومكة.
قال ابن الحاجب: كان عبدًا صالحًا صاحب كرامات ذا مروة مع فقر مدقع
(3/234)
________________________________________
قلت: توفي في شوال.
والحسن بن إبراهيم بن هبة الله بن دينار أبو علي المصري الصائغ.
روى عن السلفي ومات في جمادى الآخرة عن تسع وثمانين سنة.
والإسعردي أبو الربيع سليمان بن إبراهيم بن هبة الله بن أحمد المحدث خطيب بيت لهيا.
ولد بإسعرد وسمع بدمشق من الخشوعي وبمصر من البوصيري وتخرج بالحافظ عبد الغني توفي في ربيع الآخر ببيت لهيا.
وعبد الرحمن بن مقبل العلامة قاضي القضاة عماد الدين أبو المعالي الواسطي الشافعي.
ولد سنة سبعين وتفقه فدرس وأفتى وناب في القضاء عن أبي صالح الجيلي ثم ولي بعده القضاء ودرس بالمستنصرية ثم عزل عن الكل سنة ثلاث وثلاثين وحدث عن ابن كليب.
توفي في ذي القعدة.
وعبد السيد بن أحمد الضبي خطيب بعقوبا.
روى عن يحيى بن ثابت وأحمد المرقعاتي.
والسيف عبد الغني خطيب حران وابن خطيبها فخر الدين محمد بن الخضر بن تيمية.
توفي في المحرم كهلًا.
وكان فصيحًا مليح الخطابة.
(3/235)
________________________________________
والبدر علي بن عبد الصمد بن عبد الجليل الرازي المؤدب بمكتب جاروخ بدمشق.
روى عن السلفي ثماني الآجري.
وتوفي في ربيع الآخر.
وأبو فضيل قايماز المعظمي مجاهد الدين والي البحيرة.
روى عن السلفي.
ومات في سلخ شوال.
وشرف الدين بن الصفراوي قاضي قضاة مصر أبو المكارم محمد ابن القاضي الرشيد علي ابن القاضي أبي المجد حسن الإسكندراني ثم المصري الشافعي.
ولد بالإسكندرية سنة إحدى وخمسين وخمس مائة وقدم القاهرة فناب في القضاء سنة أربع وثمانين عن صدر الدين بن درباس ثم ناب عن غير واحد وولي قضاء الديار المصرية في سنة سبع عشرةوست مائة.
توفي في تاسع عشر ذي القعدة.
وابن نعيم القاضي أبو بكر محمد بن يحيى بن البغدادي الشافعي المعروف بابن الحبير.
ولد سنة تسع وخمسين وسمع من شهدة وجماعة وكان من أئمة الشافعية صاحب ليل وتهجد وحج طويل الباع في النظر والجدل.
ولي تدريس النظامية مدة.
وتوفي في شوال.
والكمال بن يونس العلامة أبو الفتح موسى بن يونس بن محمد بن منعة بن مالك الموصلي الشافعي.
أحد الأعلام.
ولد سنة إحدى وخمسين بالموصل وتفقه على والده وببغداد على معيد النظامية السديد السلماسي وبرع عليه في الأصول والخلاف.
وقرأ النحو على ابن سعدون القرطبي والكمال الأنباري.
وأكب على الإشتغال بالعقليات حتى بلغ فيها الغاية.
وكان يتوقد ذكاء ويموج بالمعارف حتى قيل إنه كان يتقن أربعة عشر فنًا.
اشتهر ذكره
(3/236)
________________________________________
وطار خبره ورحلت الطلبة إليه من الأقطار وتفرد بإتقان علم الرياضي ولم يكن له في وقته نظير.
قال ابن خلكان: كان يهتم في دينه لكون العلوم العقلية غالبة عليه كما قال العماد المغربي فيه: وعاطيته صبهاء من فيه مزجها كرقة شعري أو كدين ابن يونس ولكمال الدين عدة تصانيف.
نوفي في نصف شعبان بالموصل.
سنة أربعين وست مائة
فيها جهز الملك الصالح أيوب عسكره وعليهم كمال الدين ابن الشيخ لأخذ دمشق من عمه الصالح إسماعيل.
فمات مقدم العسكر كمال الدين بغزة ويقال إنه سم.
وفيها توفي الزين بن عبد الملك بن عثمان المقدسي الحنبلي الشروطي الناسخ.
روى عن يحيى الثقفي والبوصيري وابن المعطوش وطبقتهم.
وطلب وكتب الأجزاء.
توفي في رمضان عن ثلاث وستين سنة.
وإبراهيم الخشوعي أبو إسحاق ابن الشيخ أبي طاهر بركات بن إبراهيم ابن طاهر الدمشقي آخر من سمع من عبد الواحد بن هلال وما يدري ما سمع من ابن عساكر.
توفي في رجب وله اثنتان وثمانون سنة.
وآسية المقدسية والدة السيف بن المجد الحافظ.
قال أخوها الضياء: ما في زمانها مثلها.
لا تكاد تدع قيام الليل.
(3/237)
________________________________________
والجهة الأتابكية امرأة الملك الأشرف موسى صاحبة المدرسة والتربة بالجبل تركان بنت الملك عز الدين مسعود بن قطب الدين مودود بن أتابك زنكي.
وجمال النساء بنت أحمد بن أبي سعد الغراف البغدادية.
سمعت من ابن البطي وأحمد بن محمد الكاغدي.
توفيت في جمادى الأولى.
وسعيدة بنت عبد الملك بن يوسف بن محمد بن قدامة.
روت بالإجازة عن العثماني.
وعائشة بنت المستنجد بالله بن المقتفي وأخت المستضيء وعمة الناصر.
عمرت دهرًا وماتت في ذي الحجة.
وابن أبيه عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن الدجاجية.
روى عن الحافظ ابن عساكر ومات في المحرم.
وعبد العزيز بن مكي أبو محمد البغدادي.
روى عن ابن البطي وجماعة.
توفي في ربيع الآخر.
وصاحب المغرب الرشيد أبو محمد بن المأمون واسمه عبد الواحد بن إدريس المؤمني صاحب مراكش.
ولي الأمر سنة ثلاثين وست مائة.
وأعاد ذكر
(3/238)
________________________________________
ابن نومرت في الخطبة ليستميل قلوب الموحدين.
توفي غريقًا في صهريج بستانه وولي بعده أخوه المعتضد علي.
والعلم ابن الصابوني أبو الحسن علي بن محمود بن أحمد المحمودي الجويثي الصوفي والد الجمال ابن الصابوني المحدث.
أجاز له أبو المطهر الصيدلاني وابن البطي وطائفة.
وسمع من السلفي.
وكان عدلًا جليلًا وافر الحرمة.
توفي في شوال عن أربع وثمانين سنة.
وابن شفنين الشريف أبو الكرم محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن أحمد الهاشمي العباسي المتوكلي مسند العراق.
أجاز له أبو بكر بن الزاغوني ونصر بن نصر الكعبري وأبو الوقت ومحمد بن عبيد الله القرطبي.
وسمع من يحيى بن السدنك.
توفي في رجب وله إحدى وتسعون سنة.
وكان سريًا نبيلًا.
والمستنصر باله أبو جعفر منصور بن الظاهر بأمر الله محمد بن الناصر أحمد بن أحمد بن المستضيء حسن بن المستنجد يوسف بن المقتفي العباسي.
ولد سنة ثمان وثمانين وخمس مائة وهو ابن تركية.
استخلف في رجب سنة ثلاث وعشرين فحمدت سيرته.
وكان أشقر ضخمًا قصيرًا وخطه الشيب فخضب بالحناء ثم تركه.
توفي عاشر جمادى الآخرة بكرة الجمعة.
وبويع ولده المستعصم بالله.
سنة إحدى وأربعين وست مائة
فيها حكمت التتار على بلد الروم وألزم صاحبها ابن علاء الدين بأن يحمل لهم كل يوم ألف دينار ومملوكًا وجارية وفرسًا وكلب صيد.
(3/239)
________________________________________
وفيها توفي التقي الصريفيني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الأزهر الحافظ.
ولد سنة ثلاث وثمانين وخمس مائة بصريفين ورحل إلى الشام والعراق والجزيرة وخراسان وإصبهان وجمع وصنف وحدث عن حنبل وأبي روح وطبقتهما.
وكان ذا صدق وإتقان وحفظ.
توفي في جمادى الأولى بدمشق.
والأعز بن كريم أبو محمد الحربي الإسكافي البزاز.
سمع من يحيى بن ثابت وغيره.
توفي في صفر.
وحمزة بن عمر بن عتيق بن أوس الغزال أبو القاسم الأنصاري الإسكندراني.
روى عن السلفي.
وتوفي في ذي الحجة.
وسلطان بن محمود البعلبكي الزاهد أحد أصحاب الشيخ عبد الله اليونبني.
كان صاحب أحوال وكرامات.
وهو والد الشيخ الزاهد محمود رحمهما الله.
وعائشة بنت محمد بن علي بن البل البغدادي أمة الحكم الواعظة.
أجاز لها أبوالحسن بن غبرة والشيخ عبد القادر.
وكانت صالحة تعظ النساء.
توفيت في جمادى الأولى.
وعبد الحق بن خلف بن عبد الحق أبو محمد الدمشقي الحنبلي.
روى عن أبي الفهم بن أبي العجائز وابن صابر وجماعة.
توفي في شعبان عن نيف وتسعين سنة.
وكان صالحًا فاضلًا.
(3/240)
________________________________________
وأبو طالب بن القبيطي عبد اللطيف بن محمد بن علي بن حمزة الحراني ثم البغدادي الجوهري.
ولد سنة أربع وخمسين وسمع الكثير من ابن البطي وأبي زرعة والشيخ عبد القادر وطبقتهم.
وكان من أهل القرآن والصلاح والإسناد العالي.
توفي في جمادى الآخرة.
وقد تفرد بأشياء.
وأبو الوفاء عبد الملك بن عبد الحق ابن شرف الإسلام عبد الوهاب ابن الحنبلي الأنصاري الدمشقي.
روى عن السلفي وجماعة.
توفي في جمادى الآخرة أيضًا بدمشق.
وأبو المكارم عبد الواحد بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن محمد بن هلال الأزدي الدمشقي.
والتسارسي أبو الرضا علي بن زيد بن علي الإسكندراني الخياط.
روى عن السلفي.
وتسارس من قرى برقة.
توفي في رمضان.
وعلي بن أبي الفخار هبة الله بن أبي منصور بن محمد بن هبة الله الشريف أبو تمام الهاشمي العدل خطيب جامع ابن المطلب ببغداد.
روى عن ابن البطي وابن زرعة وجماعة.
وعاش تسعين سنة.
توفي في جمادى الآخرة.
وعمر بن أسعد بن المنجا القاضي شمس الدين أبو الفتوح التنوخي الدمشقي الحنبلي والد ست الوزراء.
سمع أبا المعالي ابن صابر والقاضي كمال الدين بن الشهرزوري وجماعة.
وولي قضاء حران كأبيه.
وأفتى ودرس.
وتوفي في
(3/241)
________________________________________
ربيع الآخر.
وقيصر بن فيروز البواب أبو محمد القطيعي.
روى عن عبد الحق اليوسفي.
توفي في رمضان.
وكريمة بنت عبد الوهاب بن علي بن الخضر مسندة الشام أم الفضل القرشية الزبيرية وتعرف ببنت الحبقبق.
روت عن أبي يعلى بن الحبوبي وعبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني وحسان الزيات وجماعة.
وأجاز لها أبو الوقت السجزي وأبو الخير الباغبان ومسعود الثقفي وخلق. وروت شيئًا كثيرًا. توفيت في جمادى الآخرة ببستانها بالميطور.
والجواد الذي تسلطن بدمشق بعد الكامل.
هومظفر الدين يونس بن ممدود بن العادل. كان من أمراء عمه الكامل وكان جوادا لكنه كان لا يصلح للملك
سنة اثنتين وأربعين وست مائة
جر الملك الصالح أيوب الخوارزمية وطلبهم من الجزيرة.
فعدوا الفرات وندبهم لمحاصرة عمه إسماعيل بدمشق.
واستنجد إسماعيل بالفرنج وبصاحب حمص.
فسلقت الخوارزمية واجتمعت بعده بعسكر مصر وجاءتهم الخلع والنفقات.
وبعث الناصر داود عسكره من الكرك نجدة لإسماعيل ثم وقع المصاف بقرب عسقلان في جمادى الأولى.
فانتصر المصريون والخوارزمية على الشاميين والفرنج.
واستحر القتل ولله الحمد بالفرنج وأسرت ملوكهم.
وخاف إسماعيل وحصن دمشق واستعد.
(3/242)
________________________________________
وفيها توفي التاج ابن الشيرازي أبو المعالي أحمد بن القاضي أبي نصر محمد بن هبة الله بن محمد الدمشقي المعدل.
روى عن جده والفضل بن البانياسي وجماعة.
وتوفي في رمضان وله إجازة من السلفي.
وحاطب بن عبد الكريم بن أبي يعلى الحارثي أبو طالب المزي.
عاش خمسًا وتسعين سنة.
وروى عن أبي القاسم بن عساكر.
توفي في المحرم.
وظافر بن طاهر بن ظافر بن إسماعيل بن سحم أبو المنصور الأزدي الإسكندراني المالكي وتاج الدين ابن حموية شيخ الشيوخ أبو محمد عبد الله ويسمى أيضًا عبد السلام بن عمر بن علي بن محمد الجويني الصوفي شيخ السميساطية.
ولد بدمشق سنة ست وستين وسمع من شهدة والحافظ أبي القاسم.
ودخل المغرب قبل الستمائة فأقام هناك سنين وله مجاميع وفرائد.
توفي في صفر.
والرفيع الجيلي قاضي القضاة بدمشق أبو حامد عبد العزيز بن عبد الواحد بن إسماعيل.
أحد قضاة الجور.
كان متكلمًا بارعًا في العقليات والفلسفة رقيق الديانة قبض عليه في آخر سنة إحدى وأربعين.
ثم بعث مع من رماه في هوة بأرض البقاع.
نسأل الله الستر.
والنفيس أبو البركات محمد بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الأنصاري الحموي.
سمع بمكة من عبد المنعم الفراوي وبالثغر من أبي الطاهر ابن عوف وأبي طالب التنوخي , توفي في آخر السنة عن ثمان وتسعين سنة.
(3/243)
________________________________________
والجمال ابن المخيلي أبو الفضل يوسف بن عبد المعطي بن منصور بن نجا الغساني الإسكندراني المالكي.
روى عن السلفي وجماعة.
وكان من أكابر بلده.
توفي في جمادى الآخرة.
سنة ثلاث وأربعين وست مئة
في أولها بل قبل ذلك حاصرت الخوارزمية دمشق وعليهم الصاحب معين الدين حسن ابن الشيخ.
واشتد الخطب وأحرقت الحواضر.
ورمي من الفريقين بالمجانيق وتعب الدمشقيون بالصالح إسماعيل أولًا وآخرًا وذاقوا من الخوف والقحط والوباء ما لا يعبر عنه.
ودام الحصار خمسة أشهر إلى أن ضعف إسماعيل وفارق دمشق وتسلمها الصاحب معين الدين.
فغضبت الخوارزمية من الصلح ونهبوا داريا وترحلوا وراسلوا الصالح إلى بعلبك وصاروا معه على الصالح نجم الدين.
وردوا معه.
فحاصروا دمشق في ذي القعدة لموت معين الدين ابن الشيخ وتلك الأيام كان الغلاء المفرط حتى أبيعت الغرارة بدمشق بألف وست مائة درهم.
وأكلت الجيف وتفاقم الأمر والخمور.
والفاحشة دائرة بدمشق.
وفيها توفي بدمشق خلق كثير من الأعيان والشيوخ منهم: السيف بن المجد الحافظ القدوة أبو العباس أحمد بن عيسى ابن الشيخ الموفق المقدسي الصالحي في أول شعبان.
وله ثمان وثلاثون سنة.
سمع من أبي القاسم بن الحرستاني فمن بعده بدمشق وبغداد.
وكان من أعيان الأذكياء ومن خيار الصلحاء رحمه الله تعالى.
والتقي بن العز العلامة المفتي أبو العباس أحمد بن محمد ابن الحافظ عبد
(3/244)
________________________________________
الغني المقدسي الصالحي الحنبلي في ربيع الآخر وله اثنتان وخمسون سنة.
روى عن الخشوعي وعفيفة الفرقانية وطبقتهما.
ومن محفوظاته الكافي لشيخه الموفق.
انتهت إليه مشيخة الحنابلة بسفح قاسيون.
وابن الجوهري الحافظ أبو العباس أحمد بن محمود بن إبراهيم نبهان الدمشقي مفيد الجماعة وله أربعون سنة.
سمع من أبي المجد القزويني وخلق ورحل إلى بغداد سنة إحدى وثلاثين وكتب الكثير واستنسخ وحصل وكان ذكيًا متقنًا رئيسًا ثقة.
والقاضي الأشرف أبو العباس أحمد بن ابن القاضي الفاضل عبد الرحيم ابن علي البيساني ثم المصري في جمادى الآخرة وله سبعون سنة.
سمع من فاطمة بنت سعد الخير والقاسم بن عساكر.
وحصل له في الكهولة غرام زائد بطلب الحديث فسمع الكثير وكتبه واستنسخ.
وكان رئيسًا نبيلًا وافر الجلالة يصلح للوزارة.
ومعين الدين الصاحب الكبير أبو علي الحسن ابن شيخ الشيوخ صدر الدين محمد بن عمر الجويني في رمضان وقد قارب الستين.
ولي عدة مناصب وتقدم عند صاحب مصر فأمره على جيشه الذين حاصروا دمشق.
فأخذها وولي وعزل وعمل نيابة السلطنة فبغته الأجل بعد أربعة أشهر ووجد ماعمل.
وربيعة خاتون الصاحبة أخت صلاح الدين والعادل وقد نيف على الثمانين ودفنت بمدرستها وسالم بن عبد الرزاق بن يحيى ابو المرجا المقدسي خطيب عقربا.
(3/245)
________________________________________
روى عن أبي المعالي بن صابر وجماعة.
وعاش أربعًا وسبعين سنة.
والشرف عبد الله ابن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة أبو محمد وأبو بكر المقدسي خطيب الجبل.
روى عن يحيى الثقفي وابن صدقة وابن المعطوش والبوصيري وخلق.
توفي في جمادى الآخرة.
وأبو سليمان عبد الرحمن ابن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الفقيه من كبار تلامذة الشيخ الموفق.
سمع بمصر من البوصيري وبدمشق من الخشوعي وببغداد من ابن الجوزي.
درس الفقه.
توفي في صفر.
وعبد الرحمن بن مقرب بن عبد السلام الحافظ أسعد الدين أبو القاسم التجيبي الإسكندري العدل تلميذ ابن المفضل.
روى عن البوصيري وابن موقا وطائفة.
وعني بالحديث وكتب وخرج.
توفي في صفر.
وعبد المحسن بن حمود الصدر العلامة أمين الدين التنوخي الحلبي الكاتب المنشىء.
روى عن حنبل وطبقته.
وله ديوان ترسل وديوان شعر.
وكتب لجماعة من الملوك.
توفي في رجب وله ثلاث وسبعون سنة.
وأبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني المقرئ.
روى عن ابن عساكر وغيره.
وتوفي في ذي القعدة عن تسعين سنة.
وتقي الدين بن الصلاح شيخ الإسلام أبو عمرو عثمان بن عبد
(3/246)
________________________________________
الرحمن بن موسى الكردي السهرزوري الموصلي الشافعي.
ولد سنة سبع وسبعين وسمع من عبيد الله بن السمين ومنصور الفراوي وطبقتهما.
وتفقه وبرع في المذهب وأصوله وفي الحديث وعلومه وصنف التصانيف مع الثقة والديانة والجلالة.
درس بالرواحية وولي مشيخة دار الحديث ثلاث عشرة سنة.
وتوفي في السادس والعشرين من ربيع الآخر.
وعلم الدين السخاوي العلامة أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد ابن عبد الأحد الهمذاني المقرئ النحوي.
ولد قبل الستين وخمس مائة وسمع من السلفي وجماعة.
وقرأ القراءات على الشاطبي والغزنوي وأبي الجود والكندي وانتهت إليه رئاسة الإقراء والأدب في زمانه بدمشق.
وقرأ عليه خلق لايحصيهم إلا الله.
وماعلمت أحدًا في الإسلام حمل عنه القراءات أكثر مما حصل عنه.
وله تصانيف سائرة متقنة.
توفي إلى رحمة الله في ثاني عشر جمادى الآخرة ودفن بتربته بجبل قاسيون.
وأبو الحسن بن المقير مسند الديار المصرية علي بن عبد الله الحسين ابن علي بن منصور البغدادي الحنبلي النجار.
ولد سنة خمس وأربعين وخمس مائة.
وسمع من شهدة ومعمر بن الفاخر وجماعة.
وأجاز له ابن ناصر وأبو بكر الزاغوني وطائفة.
وكان صاحب تلاوة وذكر وأوراد.
توفي في نصف ذي القعدة بالقاهرة.
والعز النسلبة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر الدمشقي.
صدر كبير محتشم فاضل.
سمع من عم والده الحافظ ومن أبي الفهم ابن أبي العجائز وطائفة.
توفي في جمادى الأولى.
(3/247)
________________________________________
والتاج أبو الحسن محمد بن أبي جعفر أحمد بن علي القرطبي إمام الكلاسة وابن إمامها.
ولد بدمشق في أول سنة خمس وسبعين وسمع من عبد المنعم الفراوي بمكة ومن يحيى الثقفي والفضل البانياسي بدمشق.
وطلب وتعب ونسخ الكثير وكان ذا دين ووقار.
توفي في جمادى الأولى.
وابن الخازن أبو بكر محمد بن سعد بن الموفق النيسابوري ثم البغدادي أحد مشايخ الصوفية الأكابر.
ولد في صفر سنة ست وخمسين وسمع من أبي زرعة المقدسي وأحمد بن المقرب وجماعة.
توفي في السابع والعشرين من ذي الحجة.
والشيخ الضياء أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي الحنبلي الحافظ.
أحد الأعلام.
ولد سنة تسع وستين وخمس مائة.
وسمع من الخضر بن طاوس وطبقته بدمشق ومن ابن المعطوش وطبقته ببغداد ومن البوصيري وطبقته بمصر ومن أبي جعفر الصيدلاني وطبقته بإصبهان ومن أبي روح المؤيد وطبقتهما بخراسان.
وأفنى عمره في هذا الشأن مع الدين المتين والورع والفضيلة التامة والثقة والإتقان.
انتفع الناس بتصانيفه والمحدثون بكتبه فالله يرحمه ويرضى عنه.
توفي في السادس والعشرين من جمادى الآخرة.
وابن النجار الحافظ الكبير محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن البغدادي صاحب تاريخ بغداد.
ولد سنة ثمان وسبعين وخمس مائة وسمع من ذاكر بن كامل وابن بوش وابن كليب
(3/248)
________________________________________
ورحل إلى إصبهان وخراسان والشام ومصر وكتب ما لا يوصف.
وكان ثقة متقنًا واسع الحفظ تام المعرفة بالفن.
توفي في خامس شعبان.
والمنتخب بن أبي العز بن رشيد أبو يوسف الهمذاني المقرئ نزيل دمشق.
قرأ القراءات على أبي الجود وغيره وصنف شرحًا كبيرًا للشاطبية وشرحًا للزمخشري.
وتصدر للإقراء.
توفي في ربيع الأول.
ومنصور بن أبي الفتح أحمد بن محمد بن محمد بن المراتبي الخلال أبو غالب بن المعوج.
ولد سنة خمس وخمسين وسمع محمد بن إسحاق الصابي وأبا طالب بن خضير وغيرهما.

توفي في والموفق يعيش بن علي بن يعيش الأسدي الحلبي.
ولد سنة ثلاث وخمسين وسمع بالموصل من أبي الفضل الطوسي وبحلب من أبي سعد بن أبي عصرون وطائفة وانتهى إليه معرفة العربية ببلده وتخرج به خلق كثير.
توفي في الخامس والعشرين من جمادى الأولى.
سنة أربع وأربعين وست مائة
لما اتفق الصالح مع الخوارزمية استمال الصالح أيوب صاحب حمص وأفسده على إسماعيل ثم كتب إلى عسكر حلب يحثهم على حرب الخوارزمية وأنهم قد خربوا الشام.
فبادر نائب حلب شمس الدين لولو واجتمع معه صاحب حمص بالعرب والتركمان وبعسكر دمشق.
وأقبل الصالح إسماعيل ومعه الخوارزمية وعسكر الكرك وأيبك صاحب صرخد.
فالتقى الجمعان على بحيرة حمص.
فقتل بركة خان مقدم الخوارزمية.
وانهزم الصالح وأيبك وراحت أثقالهم في المحرم.
ثم سارت الخوارزمية إلى البلقاء واتفق معهم الناصر
(3/249)
________________________________________
داود فجهز الصالح صاحب مصر جيشًا عليهم فخر الدين ابن الشيخ فكسروا الخوارزمية بنواحي الصلت وساقوا فنازلوا الكرك وتسلموا بعلبك وبصرى وأخذوا أولاد إسماعيل تحت الحوطة إلى القاهرة والتجأ إسماعيل إلى حلب وانقضت دولته.
فسبحان من لا يزول ملكه.
وصفت الشام لنجم الدين أيوب فقدمها
ودخل دمشق في ذي القعدة.
وكان يومًا مشهودًا.
ثم مر إلى بعلبك ومر إلى صرخد فأخذها من أيبك المعظمي وأخذ الصبيبة من الملك السعيد ابن العزيز وهو ابن عمه.
ثم مر ببصرى وبالقدس فأمر بعمارة سورها وأمر بصرف مغلها في سورها.
وفيها توفي أحمد بن علي بن معقل العلامة عز الدين أبو العباس الأزدي المهلبي الحمصي النحوي اللغوي الذي نظم الإيضاح والتكملة.
عاش سبعًا وسبعين سنة.
ومات في ربيع الأول.
أخذ عن الكندي وأبي البقاء وبرع في لسان العرب.
وكان صدرًا محترمًا غاليًا في التشيع.
والملك المنصور بن عمر ابن المجاهد أسد الدين شيركوه بن محمد بن شيركوه.
صاحب حمص وابن صاحبها وأحد الموصوفين بالشجاعة والإقدام.
مرض بدمشق ببستان الملك الأشرف ومات به في حادي عشر صفر.
ونقل فدفن عند عند أبيه بحمص.
وكان عازمًا على أخذ دمشق ففجأه الموت.
وقام بعده بحمص ابنه الملك الأشرف موسى.
والحسن بن علي بن أبي البركات بن صخر بن مسافر حفيد أبي البركات أخي الشيخ عدي شيخ العدوية الأكراد.
وكان لقب بتاج العارفين شمس الدين.
له تصانيف في التصوف وشعر كثير وله أتباع يغالون فيه إلى الغاية.
فقبض عليه صاحب الموصل بدر الدين وخنقه خوفًا من غائلته
(3/250)
________________________________________
لأنه خاف أن يثور عليه بالأكراد.
وإسماعيل بن علي الكوراني الزاهد.
كان عابدًا قانتًا صادقًا أمارًا بالمعروف نهاء عن المنكر ذا غلظة على الملوك ونصيحة لهم.
روى عن أحمد بن محمد بن الطرسوسي الحبي وتوفي بدمشق في شعبان.
وعبد المنعم بن محمد بن محمد بن أبي المضاء أبو المظفر البعلبكي ثم الدمشقي.
حدث بحماة عن أبي القاسم بن عساكر.
توفي في ذي الحجة بحماة.
ومحمد بن حسان بن رافع بن سمير أبو عبد الله العامري المحدث المفيد.
روى عن الخشوعي وجماعة.
وكتب الكثير توفي في صفر.
والتقي المراتبي محمد بن محمود الحنبلي أحد أئمة المذهب بدمشق.
كان عالمًا متفننًا متبحرًا لم يخلف في الحنابلة مثله.
توفي في جمادى الآخرة.
سنة خمس وأربعين وست مائة
في جمادى الآخرة أخذ المسلمون عسقلان
وأخذوا طبرية قبلها بأيام.
وكان الفتح على يد فخر الدين ابن الشيخ.
وفيها أخذ الملك الصالح نجم الدين الصبيبة من الملك السعيد وعوضه أموالًا وخبز مائة فارس وفيها نازل عسكر حلب مدينة حمص وأخذوها بعد أشهر في أول سنة ست.
(3/251)
________________________________________
وفيها توفي الكاشغري أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن يوسف الزركشي ببغداد في حادي عشرة جمادى الأولى وله تسع وثمانون سنة.
سمع من ابن البطي وعلي بن تاج القراء وأبي بكر بن النقور وجماعة.
وعمر ورحل إليه الطلبة.
وكان آخر من بقي بينه وبين الإمام خمسة أنفس ثقات.
ولي مشيخة المستنصرية.
وشعيب بن يحيى بن أحمد أبو مدين ابن الزعفراني التاجر.
إسكندراني متميز.
جاور بمكة وحدث عن السلفي.
توفي في ذي القعدة.
والشيخ علي الحريري أبو محمد بن أبي الحسن بن منصور الدمشقي الفقير.
ولد بقرية بسر من حوران ونشأ بدمشق وتعلم بها نسج العتابي ثم تمفقر وعظم أمره وكثر أتباعه.
وأقبل على الطيبة والراحة والسماعات والملاح وبالغ في ذلك.
فمن يحسن به الظن يقول هو كان صحيحًا في نفسه صاحب حال وتمكن ووصول.
ومن خبر أمره رماه بالكفر والضلال.
وهوأحد من لايقطع عليه بجنة ولا نار فاطنا لانعلم بما ختم له لكنه توفي في يوم شريف يوم الجمعة قبيل العصر السادس والعشرين من رمضان.
وقد نيف على التسعين.
مات فجأة.
وأبو علي الشلوبين عمر بن محمد بن عمر الأزدي الأندلسي الإشبيلي النحوي أحد من انتهت إليه معرفة العربية في زمانه.
ولد سنة اثنتين وستين وخمس مائة وسمع من أبي بكر بن الجد وأبي عبد الله بن زرقون والكبار وأجاز له السلفي وكان أسند من بقي بالمغرب وكان في العربية بحرًا لا يجارى وحبرًا لا يبارى قيامًا عليها واستبحارًا فيها.
تصدر لإقراء نحوًا من ستين
(3/252)
________________________________________
عامًا.
أخذ عن أبي إسحاق بن ملكون وأبي الحسن نجيه.
وصنف التصانيف.
وله حكايات في التغفل.
وغازي الملك المظفر شهاب الدين ابن العادل.
كان فارسًا شجاعًا وشهمًا وملكًا جوادًا.
كان صاحب ميافارقين وخلاط وحصن منصور وغير ذلك.
حج من بغداد ثم توفي في هذه السنة وتملك بعده ابنه الشهيد الملك الكامل ناصر الدين.
وابن الدوامي عز الكفاة الصاحب أبو المعالي هبة الله بن الحسن بن هبة الله.
كان أبوه **** الخليفة الناصر وسمع هو من تجني الوهبانية وابن شاتيل.
وكان حاجب الحجاب مدة ثم تزهد وانقطع إلى أن توفي في جمادى الأولى.
ويعقوب بن محمد بن حسن الأمير الكبير شرف الدين الهذباني الإربلي.
روى عن يحيى الثقفي وطائفة وولي شد دواوين الشام.
وكان ذا علم وأدب.
توفي في ربيع الأول بمصر.
سنة ست وأربعين وست مئة
فيها قدم المصريون عليهم فخر الدين ابن الشيخ فنازلوا حمص بعد أن تملكها الحلبيون.
ورميت بالمجانيق وقدم الملك الصالح وعلموا التلاق تحت القلعة لتفرح.
فهلك سبعة أنفس وتهشم جماعة.
فمنع من عمل التلاق.
وكان يترتب عليه مفاسد عظيمة.
وفيها توفي أحمد بن سلامة الحراني النجار الرجل الصالح.
رحل
(3/253)
________________________________________
وسمع من ابن كليب وجماعة.
وكان ثقة عالمًا صاحب سنة.
توفي في وسط العام.
وإسماعيل بن سودكين أبو الطاهر النوري الحنفي الصوفي صاحب محيي الدين بن العربي.
وله كلام وشعر , توفي في صفر روى عن الأرتاحي.
وصفية بنت عبد الوهاب بن علي القرشية اخت كريمة.
لم تسمع شيئًا بل أجاز لها مسعود الثقفي والكبار.
وتفردت في زمانها.
توفيت في رجب بحماة.
وابن البيطار الطبيب البارع ضياء الدين عبد الله بن أحمد المالقي صاحب كتاب الأدوية المفردة.
انتهت إليه معرفة تحقق النبات وصفاته وأماكنه ومنافعه.
وله اتصال بخدمة الكامل ثم ابنه الصالح.
توفي بدمشق في شعبان.
وابن رواحة عز الدين أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله الأنصاري الحموي الشافعي.
ولد بصيقيلية وأبواه في الأسر سنة ستين وخمس مائة فخلصا وسمعه أبوه بالإسكندرية من وابن الحاجب العلامة جمال الدين أبو عمر عثمان بن عمر بن أبي بكر الكردي الأسنائي ثم المصري المالكي المقرئ النحوي الأصولي صاحب التصانيف.
توفي بالإسكندرية في السادس والعشرين من شوال وله خمس وسبعون سنة.
كان أبوه حاجبًا للأمير عز الدين موسك الصلاحي فاشتغل هو
(3/254)
________________________________________
وقرأ القراءات على الغزنوي وأبي الجود وبعضها على الشاطبي وبرع في الأصول والعربية.
وكان من أدباء أهل زمانه وأوجزهم بلاغة وبيانًا.
وابن الدباج العلامة أبو الحسن علي بن جابر النحوي المقرئ شيخ الأندلس.
أخذ القراءات عن أبي بكر بن صاف والعربية عن أبي ذر بن أبي ركب الخشني وساد أهل عصره في العربية.
ولد سنة ست وستين وخمس مائة وتوفي بإشبيلية بعد أخذ الروم الملاعين لها في شعبان صلحًا بعد جمعة فإنه هاله نطق الناقوس وخرس الأذان.
فما زال يتلهف ويتأسف ويضطرب ارتماضًا لذلك إلى أن قضى نحبه.
وقيل مات يوم أخذها.
وصاحب المغرب المعتضد ويقال له أيضًا السعيد أبو الحسن المؤمني علي بن المأمون إدريس بن المنصوريعقوب بن يوسف.
ولي الأمر بعد أخيه عبد الواحد سنة أربعين وقتل على ظهر جواده وهو يحاصر حصنًا بتلمسان في صفر.
وولي بعده المرتضى أبو حفص.
فامتدت دولته عشرين عامًا.
والقفطي الوزير الأكرم جمال الدين أبو الحسين علي بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد الشيباني وزير حلب وصاحب التصانيف والتواريخ.
جمع من الكتب على اختلاف أنواعها ما لا يوصف.
وكان ذا عزم مفرط بها.
ولما احتضر أوصى بها للناصر صاحب حلب وكانت تساوي نحوًا من أربعين ألف دينار.
توفي في رمضان.
والأفضل الخونجي محمد بن ناماور الشافعي الفيلسوف.
ولد سنة تسعين وخمس مائة واشتغل في العجم ثم قدم وولي قضاء مصر.
وأفتى وصنف
(3/255)
________________________________________
وبرع في المنطق والإلهي والطبيعي توفي في رمضان.
ومحمد بن يحيى بن ياقوت أبو الحسن الإسكندراني المقرئ.
روى عن السلفي وغيره.
توفي في سابع عشر ربيع الآخر.
ومنصور بن سند بن الدباغ أبو علي الإسكندراني النحاس.
روى عن السلفي.
توفي في ربيع الأول.
سنة سبع وأربعين وست مائة
رجع السلطان إلى مصر مريضًا في محفة واستناب على دمشق جمال الدين بن يغمور.
وفي ربيع الأول نازلت الفرنج دمياط برًا وبحرًا وكان بها خير الدين ابن الشيخ.
وعسكر فهربوا وملكتها الفرنج بلا ضربة ولا طعنة.
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وكان السلطان بالمنصورة فغضب على أهلها كيف سيبوها حتى إنه شنق ستين نفسًا من أعيان أهلها وقامت قيامته على العسكر بحيث إنهم تخوفوه وهموا به.
فقال فخر الدين: أمهلوه فهو على شفا.
فمات ليلة نصف شعبان بالمنصورة.
وكتم موته أيامًا وساق مملوكًا حافظًا بأعلى البرية إلى أن عبر الفرات وساق إلى حصن كيفا وأخذ الملك المعظم تورانشاه ولد الصالح وقدم
(3/256)
________________________________________
به دمشق فدخلها في آخر رمضان في دست السلطنة.
وجرت للمصريين مع الفرنج فصول وحروب إلى أن تمت وقعة المنصورة في ذي القعدة وذلك أن الفرنج حملوا ووصلوا إلى دهليز السلطان.
فركب مقدم الجيش فخر الدين ابن الشيخ وقاتل فقتل.
وانهزم المسلمون ثم كروا على الفرنج ونزل النصر وقتل من الفرنج مقتلة عظيمة.
ولله الحمد.
ثم قدم الملك المعظم بعد أيام.
وفيها أغارت التتار بعد أيام بأطراف العراق وقتلوا خلقًا كثيرًا.
وفيها توفي الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد بن العادل.
ومولده سنة ثلاث وست مائة.
بالقاهرة.
وسلطنه أبوه على حران وآمد وسنجار وحصن كيفا.
فأقام هناك إلى أن قدم وملك دمشق بعد الجواد.
وجرت له أمور.
ثم ملك الديار النصرية ودانت له الممالك.
وكان وافر الحرمة عظيم الهيبة طاهر الذيل خليقًا للملك ظاهر الجبروت.
وابن عوف الفقيه رشيد الدين أبو الفضل عبد العزيز بن عبد الوهاب ابن العلامة أبي طاهر إسماعيل بن مكي الزهري العوفي الإسكندراني: المالكي.
سمع من جده الموطأ.
وكان ذا زهد وورع.
توفي في صفر عن ثمانين سنة.
وعجيبة بنت الحافظ محمد بن أبي غالب الباقداري البغدادية.
سمعت من عبد الحق وعبد الله بن منصور الموصلي.
وهي آخر من روى بالإجازة عن مسعود والرستمي وجماعة.
توفيت في صفر عن ثلاث وتسعين سنة.
ولها مشيخة في عشرة أجزاء.
(3/257)
________________________________________
وابن البراذعي صفي الدين أبو البركات عمر بن عبد الوهاب القرشي الدمشقي العدل.
روى عن ابن عساكر وأبي سعد بن عصرون.
توفي في ربيع الآخر.
والسيدي أبو جعفر محمد بن عبد الكريم بن محمد البغدادي الحاجب.
روى عن عبد الحق وتجني وجماعة كثيرة.
وطال عمره.
وفخر الدين ابن شيخ الشيوخ الأمير نائب السلطنة أبو الفضل يوسف ابن الشيخ صدر الدين محمد بن عمر بن علي بن محمد بن حمويه الجويني.
ولد بدمشق بعد الثمانين وخمس مائة وسمع من منصور بن أبي الحسن الطبري وغيره.
وكان رئيسًا محتشمًا سيدًا معظمًا ذا عقل ووقار ودهاء وشجاعة وقد سجنه السلطان وقاسى شدائد وبقي في الحبس ثلاث سنين ثم أخرجه وأنعم عليه وقدمه على الجيش.
طعن يوم المنصورة وجاءته ضربتان في وجهه فسقط.
والساوي يوسف بن محمود أبو يعقوب المصري الصوفي.
روى عن السلفي وعبد الله بن بري وتوفي في رجب عن ثمانين سنة.
سنة ثمان وأربعين وست مائة
استهلت والفرنج على المنصورة والمسلمون بإزائهم مستظهرون لانقطاع الميرة عن الفرنج ولوقوع المرض في خيلهم.
ثم عزم ملكهم الفرنسيس على المسير في الليل إلى دمياط ففهمها المسلمون.
وكان الفرنج قد عملوا جسرًا
(3/258)
________________________________________
من صنوبر على النيل فنسوا قطعه فعبر عليه الناس وأحدقوا بهم.
فتحصنوا بقرية تهيه أبي عبد الله.
وأخذ أصطول المسلمين أصطولهم أجمع وقتل منهم خلق.
فطلب الافرنسيس الطواشي رشيد الدين القيمري فأتوه.
فكلمهم في الأمان على نفسه وعلى من معه.
فعقدا له الأمان وانهزم جل الفرنج على حمية.
فحمل عليهم المسلمون ووضعوا فيهم السيف.
وغنم الناس ما لا يحد ولا يوصف.
وأركب الفرنسيس وطلبه في حراقة والمراكب الإسلامية محدقة به تخفق بالكوسات والطبول وفي البر الشرقي الجيش سائر تحت ألوية النصر وفي البر الغربي العربان والعوام.
وكانت ساعة عجيبة واعتقل الفرنسيس بالمنصورة وذلك في أول يوم من المحرم.
قال سعد الدين ابن حمويه: كانت الأسرى نيفًا وعشرين ألفًا فيهم ملوك وكنود.
وكانت القتلى سبعة آلاف.
واستشهد نحو مائة نفس.
وخلع الملك المعظم على الكبار من الفرنج خمسين خلعة فامتنع الكلب الفرنسيس من لبسها وقال: أنا مملكتي تقدر بمملكة صاحب مصر كيف ألبس خلعته.
ثم بدت من المعظم خفة وطيش وأمور خرج بسببها عليه مماليك أبيه وقتلوه وقدموا على العسكر عز الدين أيبك التركماني الصالحي وساقوا إلى القاهرة بعد أن استردوا دمياط.
وذلك أن حسام الدين بن أبي علي أطلق الفرنسيس على أن يسلم دمياط وعلى بذل خمس مائة ألف دينار للمسلمين.
فأركب بغلة وساق معه الجيش إلى دمياط فما وصلوا إلا وأوائل المسلمين قد ركبوا أسوارها.
فاصفر لون الفرنسيس.
فقال حسام الدين: هذه دمياط قد ملكناها.
والرأي أن لا نطلق هذا لأنه قد اطلع على عورتنا.
فقال عز الدين أيبك: لا أرى الغدر.
وأطلقه.
وأما دمشق فقصدها الملك الناصر صاحب حلب واستولى عليها في ربيع الآخر ثم بعد أشهر قصد الديار المصرية ليملكها.
فالتقى هو والمصريون في ذي القعدة بالعباسية.
فانهزم المصريون
ودخل أوائل الشاميين القاهرة.
وخطب بها للناصر.
فالتف على عز الدين أيبك والفارس أقطايا نحو ثلاث مائة من الصالحية
(3/259)
________________________________________
وهربوا نحو الشام.
فصادفوا فرقة من الشاميين فحملوا عليهم وهزموهم وأسروا نائب الملك الناصر وهو شمس الدين لولو فذبحوه وحملوا على طلب الناصر.
فكسروا سناجقه ونهبوا خزائنه.
فأخذه نوفل البدوي والحاصلية وساقوا إلى غزة ودخلت الصالحية بأعلام الناصر منكسة وبالأسارى.
وكانوا النصرة.
ولد السلطان الكبير صلاح الدين والملك الأشرف موسى بن صاحب حمص والملك الصالح إسماعيل ابن العادل وطائفة وقتل عدة أمراء.
وفيها توفي فخر القضاة ابن الحباب أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الحسين السعدي المصري وناظر الأوقاف وراوي صحيح مسلم عن المأموني.
سمع قليلًا من السلفي وابن بري.
توفي في رمضان وله سبع وثمانون سنة.
وابن الخير أبو إسحاق إبراهيم بن محمود بن سالم بن مهدي الأزجي المقرئ الحنبلي.
روى الكثير عن شهدة وعبد الحق وجماعة.
وأجاز له ابن البطي.
وقرأ القراءات ولقن دهرًا.
توفي في ربيع الآخر وله خمس وثمانون سنة.
قال ابن النجار: فيه ضعف.
والملك الصالح عماد الدين أبو الجيش إسماعيل بن العادل الذي تملك دمشق مدة.
انضم سنة أربع وأربعين إلى ابن أخيه صاحب حلب الملك النصصر.
وكان من كبراء دولته ومن جملة أمرائه بعد سلطنة دمشق.
ثم قدم معه دمشق وسار معه فأسرته الصالحية ومروا به على تربة الصالح مولاهم وصاحوا: يا
(3/260)
________________________________________
خوند أين عينك تبصر عدوك أسيرًا.
ثم أخذوه في الليل وأعدموه في سلخ ذي القعدة.
وأمين الدولة الوزير أبو الحسن الطبيب.
كان سامريًا ببعلبك فأسلم في الظاهر والله أعلم بسريرته.
ونفق علىالصالح إسماعيل حتى وزر له.
وكان ظالمًا نجسًا ماكرًا داهية.
وهو واقف الأمينية االتي ببعلبك.
أخذ من دمشق بعد حصار الخوارزمية وسجن بقلعة مصر فلما جاء الخبر الذي لم يتم بانتصار الناصر توثب أمين الدولة في جماعة وصاحوا بشعار الناصر.
فشنقوهم هو وناصر الدين ابن يغمور والخوارزمي.
والملك المعظم غياث الدين تورانشاه بن الصالح نجم الدين أيوب.
لما توفي أبوه حلف له الأمراء وقعدوا وراءه كما ذكرنا وفرح الخلق بكسر الفرنج على يده لكنه كان لا يصلح لصالحه لقلة عقله وفساد بالمرد.
ضربه مملوك بسيف فتلقاها بيده ثم هرب إلى برج خشب فرموه بالنفط فرمى بنفسه وهرب إلى النيل فأتلفوه وبقي ملقى على الأرض ثلاثة أيام حتى انتفخ ثم واروه.
وخطب بعده على منابر الإسلام لشجرة الدر أم خليل حظية والده.
قال أبو شامة: دخل في البحر إلى حلقة فضربه البندقداري بالسيف فوقع.
وابن رواج المحدث رشيد الدين أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر بن علي بن فتوح الإسكندراني المالكي.
ولد سنة أربع وخمسين وخمس مائة.
وسمع الكثير من السلفي وطائفة ونسخ الكثير وخرج الأربعين.
وكان ذا دين وفقه وتواضع.
توفي في ثامن عشر ذي القعدة.
والمجد الأسفراييني المحدث قارىء دار الحديث أبو عبد الله محمد بن
(3/261)
________________________________________
محمد بن عمر الصوفي.
روى عن المؤيد الطوسي وجماعة.
توفي بالسميساطية.
ومظفر ابن الفوي أبو منصور بن عبد الملك بن عتيق الفهري الإسكندراني المالكي.
الشاهد.
روى عن السلفي وعاش تسعين سنة.
توفي في سلخ ذي القعدة.
ويوسف بن خليل الحافظ الرحال محدث الشام أبو الحجاج الدمشقي الأدمي.
نزيل حلب.
ولد سنة خمس وخمسين وخمس مائة.
ولم يعن بالحديث إلى سنة بضع وثمانين.
فروى عن يحيى الثقفي وطائفة ثم رحل إلى بغداد قبل التسعين ثم إلى إصبهان بعد التسعين.
وأدرك بها إسنادًا عاليًا كبيرًا وكتب ملا يوصف بخطع المليح وانتشر حديثه ورحل الناس غليه.
توفي في عاشر جمادى الآخرة بحلب.
سنة تسع وأربعين وست مئة
أقامت عساكر الشام على غزة نحوًا من سنتين خوفًا من المصريين وترددت الرسل بين الناصر والمعز أيبك.
وفيها تملك المغيث بن الملك العادل بن الكامل الكرك والشوبك.
سلمها إليه متوليها الطواشي صواب.
وفيها توفي ابن العليق أبو نصر الأعز بن فضائل البغدادي الببصري.
روى عن شهدة وعبد الحق وجماعة.
وكان صالحًا تاليًا لكتاب الله.
توفي في رجب.
والنشتبري أبو محمد عبد الخالق بن الأنجب بن معمر الفقيه ضياء
(3/262)
________________________________________
الدين شيخ ماردين.
روى عن أبي الفتح ابن شاتيل وجماعة.
وكان له مشاركة قوية في العلوم.
قال شيخنا الدمياطي: مات في الثاني والعشرين من ذي الحجة وقد جاوز المائة.
وقال الشريف عز الدين في الوفيات: كان يذكر أنه ولد في سنة سبع وثلاثين وخمس مائة.
وعبد الظاهر بن نشوان الإمام رشيد الدين الجذامي المصري الضرير شيخ الإقراء بالديار المصرية.
قرأ على أبي الجود وسمع من البوصيري وجماعة.
توفي في جمادى الأولى.
وكان عارفًا بالنحو.
وأبو نصر بن الزبيدي عبد العزيز بن يحيى بن المبارك اللابعي اليماني البغدادي.
ولد سنة ستين
وابن الجميزي العلامة بهاء الدين أبو الحسن علي بن هبة الله بن سلامة ابن المسلم اللخمي المصري الشافعي المقرئ الخطيب.
ولد سنة تسع وخمسين بمصر حفظ الختمة سنة تسع وستين ورحل به أبوه فسمعه بدمشق من ابن عساكر وببغداد من شهدة وجماعة.
وقرأ القراءات على أبي الحسن البطائحي وقرأ كتاب المهذب على القاضي أبي سعد بن أبي عصرون وقرأه أبو سعد على القاضي أبي علي الفارقي عن مؤلفه.
وسمع بالإسكندرية من السلفي وتفرد في زمانه ورحل إليه الطلبة ودرس وأفتى وانتهت إليه مشيخة العلم بالديار المصرية.
توفي في الرابع والعشرين من ذي الحجة.
والسديد أبو القاسم عيسى بن أبي الحرم مكي بن حسين العامري
(3/263)
________________________________________
المصري الشافعي المقرئ إمام جامع الحاكم.
قرأ القراءات على الشاطبي وأقرأها مدة.
توفي في شوال عن ثمانين سنة.
قرأ عليه غير واحد.
وابن المني المفتي الإمام سيف الدين أبو المظفر محمد بن أبي البدر مقبل بن فتيان بن مطر النهرواني ثم البغدادي الحنبلي.
روى عن شهدة وعبد الحق وجماعة وتفقه على عمه ناصح الإسلام أبي الفتح بن المني وقرأ القراءات على أبي بكر بن الباقلاني وتوفي في جمادى الآخرة وهو في عشر التسعين.
وجمال الدين بن مطروح الأمير الصاحب أبو الحسين بن يحيى بن عيسى بن إبراهيم بن مطروح المصري صاحب الشعر الرائق.
ولد سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة وبرع في الأدب وخدم الملك الصالح وأقام عنده بحصن كيفا وسنجار ثم ولي نظر الخزانة بمصر في أيامه وعمل وزارة دمشق سنة ثلاث وأربعين ولبس زي الأمراء.
ثم عزله سنة ست لأمور بدت منه.
توفي في شعبان.
سنة خمسين وست مائة
فيها وصلت التتار إلى ديار بكر فقتلوا وسبوا وعملوا عوائدهم.
وفيها توفي الرشيد بن مسلمة أبو العباس أحمد بن المفرج بن علي الدمشقي ناظر الأيتام.
ولد سنة خمس وخمسين وخمس مائة وأجاز له الشيخ عبد القادر الجيلي وهبة الله بن الدقاق وابن البطي والكبار.
وتفرد في وقته وسمع من الحافظ ابن عساكر وجماعة توفي في ذي القعدة.
(3/264)
________________________________________
والكمال إسحاق بن أحمد المعري الشافعي المفتي تلميذ ابن الصلاح.
كان إمامًا بارعًا زاهدًا عابدًا.
توفي بالرواحية.
والصغاني العلامة رضي الدين أبو الفضائل الحسن بن محمد بن الحسن ابن حيدر العدوي العمري الهندي اللغوي نزيل بغداد.
ولد سنة سبع وسبعين وخمس مائة بلوهور ونشأ بغزنة وقدم بغداد وذهب في الرسلية غير مرة وسمع بمكة من أبي الفتوح بن الحصري وببغداد من سعيد بن الرزاز.
وكان إليه المنتهى في معرفة علم اللغة.
له مصنفات كبار في ذلك وله بصر بالفقه والحديث مع الدين والأمانة.
توفي في شعبان وحمل إلى مكة فدفن بها.
ومحمد بن سعد بن عبد السلام شمس الدين الأنصاري المقدسي الصالحي الأديب الكاتب.
ولد سنة إحدى وسبعين وخمس مائة وسمع من أحمد بن الموازيني ويحيى بن الثقفي وجماعة.
وكان متشيعًا بليغًا وشاعرًا محسنًا ودينًا صينا.
توفي في شوال.
وسعد الدين بن حمويه الجويني محمد بن المؤيد بن عبد الله بن علي الصوفي صاحب أحوال ورياضيات وله أصحاب ومريدون وله كلام على طريقة الاتحاد.
سكن سفح قاسيون مدة ثم رجع إلى خراسان فتوفي هناك.
وهبة الله بن محمد بن الحسين بن مفرج جمال الدين أبو البركات المقدسي ثم الإسكندراني الشافعي ويعرف بابن الواعظ.
من عدول الثغر.
روى عن السلفي قليلًا وعاش إحدى وثمانين سنة , توفي في صفر.
(3/265)
________________________________________
وابن قميرة المؤتمن أبو القاسم يحيى بن أبي السعود نصر بن أبي القاسم ابن أبي الحسن التميمي الحنظلي الأزجي.
التاجر السفار بعد التاجر مسند العراق.
ولد سنة خمس وستين وخمس مائة وسمع من شهدة وتجني وعبد الحق وجماعة وحدث في تجارته بمصر والشام.
توفي في السابع والعشرين من جمادى الأولى.
سنة إحدى وخمسين وست مائة
دخلت وسلطان مصر هو الملك الأشرف يوسف بن صلاح الدين يوسف بن الملك المسعود أقسس بن الكامل وأتابكه المعز أيبك.
وفيها توفي الجمال بن النجار إبراهيم بن سليمان بن حمزة القرشي الدمشقي المجود.
كتب للأمجد صاحب بعلبك مدة.
وله شعر وأدب.
أخذ عن الكندي وفتيان الشاغوري.
توفي بدمشق في ربيع الآخر.
والملك الصالح صلاح الدين أحمد بن الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين يوسف بن أيوب صاحب عين تاب.
ولد سنة ست مائة وإنما أخروه عن سلطنة حلب لأنه ابن أمة ولأن أخاه العزيز ابن بنت العادل.
وقد تزوج بعد أخيه العزيز بفاطمة بنت الملك العادل.
وكان مهيبًا وصالح بن شجاع بن محمد بن سيدهم أبو التقا المدلجي المصري المالكي الخياط راوي صحيح مسلم عن أبي المفاخر المأموني.
كان صالحًا متعففًا.
توفي في المحرم.
(3/266)
________________________________________
والسبط جمال الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي بن عبد الرحمن الطرابلسي المغربي ثم الإسكندراني.
ولد سنة سبع وسبعين وخمس مائة وسمع من جده السلفي الكثير ومن بدر الجذداذي وعبد المجيد بن دليل وجماعة وأجاز له عبد الحق وشهدة وخلق وانتهى إليه علو الإسناد بالديار المصرية.
وكان عريًا من العلم.
توفي في رابع شوال بمصر.
وابن الزملكاني العلامة كمال الدين عبد الواحد ابن خطيب زملكا أبي محمد عبد الكريم بن خلف الأنصاري السماكي الشافعي.
صاحب علم المعاتي والبيان.
كان قوي المشاركة في فنون العلم خيرًا متميزًا وكان سريًا.
ولي قضاء صرخد ودرس مدة ببعلبك.
وتوفي بدمشق في المحرم.
وله نظم رائق.
والشيخ عثمان شيخ دير ناعس ابن محمد بن عبد الحميد البعلبكي الزاهد القدوة العدوي.
صاحب أحوال وكرامات ومجاهدات من مريدي الشيخ عبد الله اليونيني.
توفي في شعبان.
وأبو الحسن بن قطرال بن عبد الله بن محمد الأنصاري القرطبي.
سمع عبد الحق بن توبة وأبا القاسم ابن الشراط وناظر على ابن أبي العباس بن مضاء وقرأ العربية وولي قضاء شاطبة.
ثم ولي قضاء قرطبة وولي قضاء فاس.
وكان يشارك في عدة علوم وينفرد ببراعة البلاغة.
توفي بمراكش في ربيع الأول وله ثمان وثمانون سنة.
والشيخ محمد ابن الشيخ الكبير عبد الله اليونيني.
خلف أباه في
(3/267)
________________________________________
المشيخة ببعلبك مدة.
وكان زاهدًا عابدًا متواضعًا كبير القدر.
توفي في رجب.
سنة اثنتين وخمسين وست مائة
فيها تسلطن الملك المعز أيبك
وشال من الوسط الملك الأشرف.
وذلك بعد ما قتل الفارس أقطايا وهربت البحرية إلى الشام ورأسهم سيف الدين بلبان الرشيدي وركن الدين بيبرس البندقداري.
فبالغ الملك الناصر في إكرامهم وقووا عزمه ولزوه في المسير إلى مصر ليأخذها فإن العسكر مختبط.
فجهز جيشًا عليهم تورانشاه ابن السلطان صلاح الدين.
فساروا إلى غزة فخرج صاحب مصر المعز وقصدهم فلم يتم حال.
وفيها توفي الرشيد العراقي أبو الفضل إسماعيل بن أحمد بن الحسين الحنبلي الجابي بدار الطعم.
كان أبوه فقيهًا مشهورًا.
سكن دمشق واستجاز لابنه من شهدة والسلفي وطائفة.
فروى الكثير بالإجازة.
توفي قينصف جمادى الأولى.
وأقطايا الأمير فارس الدين التركي الصالحي النجمي.
كان موصوفًا بالشجاعة والكرم.
اشتراه الصالح بألف دينار.
فلما اتصلت السلطنة إلى رفيقه الملك المعز بالغ أقطايا في الإدلال والتجبر وبقي يركب ركبة ملك تزوج بابنة صاحب حماة وقال للمعز: أريد أعمل العرس في قلعة الجبل فأخلها لي.
وكان يدخل الخزائن ويتصرف في الأموال.
فاتفق المعز وزوجته شجرة الدر عليه ورتبا من قتله.
وأغلقت أبواب القلعة فركبت مماليكه وكانوا سبع مائة وأحاطوا بالقلعة فألقي إليهم رأسه فهربوا وتفرقوا.
وكان قتله في شعبان.
وشمس الدين الخسروشاهي أبو محمد عبد الحميد بن عيسى التبريزي المتكلم.
ولد سنة ثمانين وخمس مائة ورحل فاشتغل على فخر الدين الرازي
(3/268)
________________________________________
وسمع من المؤيد الطوسي وتقدم في علم الأصول والعقليات وقدم الشام وأقام مدة بالكرك عند الناصر.
وله يد طولى في الفلسفة.
توفي في الخامس والعشرين من شوال.
ومجد الدين بن تيمية شيخ الإسلام أبو البركات عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد الحراني الحنبلي.
ولد على رأس التسعين وخمس مائة ورحل إلى بغداد وهو مراهق في صحبة ابن عمه السيف عبد الغني.
فقرأ القراءات على عبد الواحد بن سلطان وسمع من عبد الوهاب بن سكينة وضياء ابن الخريف وطائفة.
وتفقه على أبي بكر ابن غنيمة وانتهى إليه
وعيسى بن سلامة بن سالم ابو الفضل الحراني الخياط المعمر.
ولد في آخر شوال سنة إحدى وخمسين وخمس مائة وسمع من أحمد بن الوفاء الصائغ.
وأجاز له ابن البطي وأبو بكر بن النقور ومحمد بن محمد بن السكن وجماعة.
وانفرد بالرواية عنهم.
نوفي في أواخر هذه السنة.
والناصح فرج بن عبد الله الحبشي الخادم مولى أبي حعفر القرطبي وعتيق المجد البهنسي.
سمع الكثير من الخشوعي والقاسم وعدة.
وكان صالحًا كيسًا متيقظًا.
وقف كتبه وعاش قريبًا من ثمانين سنة.
توفي في شوال.
والكمال محمد بن طلحة أبو سالم النصيبيني الشافعي المفتي.
رحل وسمع بنيسابور من المؤيد وزينب الشعرية وكان رئيسًا محتشمًا بارعًا في الفقه والخلاف.
ولي الوزارة مرة ثم زهد وجمع نفسه.
توفي بحلب في رجب وقد جاوز السبعين وله دائرة الحروف ضلال وبلية.
(3/269)
________________________________________
ومحمد بن علي بن بقاء أبو البقاء بن السباك البغدادي.
سمع من أبي الفتح بن شاتيل ونصر الله القزاز وجماعة.
توفي في شعبان.
والسديد مكي بن المسلم بن مكي بن خلف بن علان القيسي الدمشقي المعدل آخر أصحاب الحافظ أبي القاسم بن عساكر وفاة.
وتفرد أيضًا عن أبي الفهم عبد الرحمن بن أبي العجائز وأبي المعالي بن خلدون.
توفي في العشرين من صفر عن تسع وثمانين سنة.
سنة ثلاث وخمسين وست مئة
فيها توفي الشهاب القوصي أبو المحامد وابو العرب إسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي الشافعي **** بيت المال.
ولد في المحرم سنة أربع وسبعين بقوص ورحل إلى مصر سنة تسعين ثم إلى دمشق فسكنها.
روى عن إسماعيل بن ياسين والأرتاحي والخشوعي وخلق كثير.
وخرج لنفسه معجمًا في أربع مجلدات كبار فيه غلظ كثيرز وكان أديبًا أخباريًا فصيحًا مفوهًا بصيرًا بالفقه.
توفي في ربيع الأول ودفن بداره التي وقفها دار حديث.
وسيف الدين القيمري صاحب المارستان بالجبل.
كان من جملة الأمراء وأبطالهم المذكورين.
توفي بنابلس ونقل فدفن بقبته التي بإزاء المارستان.
وصقر بن يحيى بن سالم بن يحيى بن عيسى بن صقر المفتي الإمام
(3/270)
________________________________________
المعمر ضياء الدين أبو محمد الكلبي الشافعي.
ولد قبل الستين وخمس مائة وروى عن يحيى الثقفي وجماعة.
نوفي في صفر بحلب.
والنظام البلخي محمد بن محمد بن محمد بن عثمان الحنفي نزيل حلب.
ولد ببغداد سنة ثلاث وسبعين وتفقه بخراسان وسمع صحيح مسلم من المؤيد الطوسي.
وكان فقيهًا مفتيًا بصيرًا بالمذهب.
توفي بحلب في جمادى الآخرة.
والنور البلخي أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أحمد بن خلف المقرئ بالألحان.
ولد بدمشق سنة سبع وخمسين وخمس مائة وسمع بالقاهرة من التاج المسعودي واجتمع بالسلفي وأجاز له.
وسمع بالإسكندرية في سنة خمس وسبعين من المطهر الشحامي.
توفي في الرابع والعشرين من ربيع الآخر وكان صالحًا خيرًا.
سنة أربع وخمسين وست مائة
فيها كان ظهور النار بظاهر المدينة النبوية.
وكانت آية من آيات ربنا الكبرى.
لم يكن لها حر على عظمها وشدة ضوئها.
وهي التي أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى وبقيت أيامًا وظن أهل المدينة أنها القيامة وضجوا إلى الله بالدعاء وتواتر أمر هذه الاية.
وفيها كان غرق بغداد.
وزادت دجلة زيادة ما سمع بمثلها وغرق خلق كثير ووقع شيء كثير من الدور وأهلها وأشرف الناس على الهلاك وبقيت المراكب تمر في أزقة بغداد وركب الخليفة في مركب وابتهل الخلق إلى الله بالدعاء.
(3/271)
________________________________________
وفي أول رمضان احترق مسجد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من مسرجة القوام وأتت النار على جميع سقوفه ووقعت بعض السواري وذاب الرصاص وذلك قبل أن ينام الناس.
واحترق سقف الحجرة ووقع بعضه في الحجرة.
وفيها كان خروج الطاغية هولاوو.
فاخذ قلعة الألموت وغيرها وغاث بنواحي الري وسار ناجونورين بأمره إلى الروم.
فهرب صاحبها.
وملكت التتار سائر الروم بالسيف.
وتوجه الكامل محمد بن غازي صاحب ميافارقين إلى خدمة هولاوو فأكرمه وأعطاه الفرمان.
ثم نزل هولاوو أذربيجان عازمًا على قصد العلااق.
فجاء رسول الخلافة الباذرائي إلى الناصر بأن يصالح المعز ويتفقا على حرب التتار.
فأجاب الناصر وأمر عسكره بالمجيء من غزة.
وفيها توفي ابن وثيق شيخ القراء أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الأموي الإشبيلي المجود الحاذق.
ولد سنة سبع وستين وخمس مائة وذكر أنه قرأ القراءات السبع بالكافي وغيره سنة سبع وتسعين علي غير واحد من أصحاب أبي الحسن شريح وأن أبا عبد الله بن زرقون أجاز له.
فروى عنه التيسير بالإجازة.
قال: أنبأنا أحمد بن سسمحمد الخولاني عن الداني.
تنقل ابن وثيق في البلاد وأقرأ بالموصل والشام ومصر.
وكان عالي الإسناد.
توفي بالإسكندرية في ربيع الآخر.
والعماد بن النحاس الأصم أبو بكر بن عبد الله بن أبي المجد الحسن ابن الحسن بن علي الأنصاري الدمشقي.
ولد سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة وسمع من أبي سعد بن أبي عصرون.
وكان آخر من روى عنه ومن الفضل ابن البانياسي ويحيى الثقفي وجماعة.
وسمع بنيسابور من منصور الفراوي
(3/272)
________________________________________
وبإصبهان من علي بن منصور الثقفي , وكان ثقة خيرًا نبيلًا به صمم مفرط.
سمع الناس من لفظه ومات في الثاني والعشرين من صفر.
ونجم الدين الرازي العارف شيخ الطريق أبو بكر عبد الله بن محمد بن شاهاور الأسدي الصوفي.
ولد سنة ثلاث وسبعين وخمس مائة وأكثر التطواف والأسفار وصحب الشيخ نجم الدين الكبرى الخيوقي وسمع الكثير من منصر الفراوي وأبي بكر عبد الله بن إبراهيم الشحاذي وطبقتهما.
وهو من شيوخ الدمياطي توفي ببغداد في شوال.
وشمس الدين عبد الرحم بن نوح بن محمد المقدسي مدرس الرواحية وأجل أصحاب ابن الصلاح وأعرفهم بالمذهب.
توفي في ربيع الآخر وقد تفقه به جماعة.
والشيخ عيسى بن أحمد بن إلياس اليونيني الزاهد صاحب الشيخ عبد الله.
زاهد عابد صوام قوام خائف قانت متبتل منقطع القرين صاحب أحوال وإخلاص غلا أنه كان حاد النفس.
ولذلك قيل له سلاب الأحوال.
وكان خشن العيش في ملبسه ومأكله.
توفي في ذي القعدة ودفن بزاويته بيونين.
وكان كلمة إجماع بين البعلبكيين.
وابن المقدسية شرف الدين أبو بكر محمد بن الحسن بن عبد السلام التميمي السفاقسي الأصل الإسكندراني المالكي.
ولد في أول سنة ثلاث وسبعين وأحضره خاله الحافظ ابن المفضل
قراءة المسلسل بالأولية عند
(3/273)
________________________________________
السلفي.
واستجازه له ثم أسمعه من أحمد بن عبد الرحمن الحضرمي وغيره.
توفي في جمادى الولى.
وله مشيخة خرجها منصور بن سليم الحافظ.
والكمال بن الشعار أبو البركات المبارك بن أبي بكر بن حمدان الموصلي مؤلف عقود الجمان في شعراء الزمان توفي بحلب.
ومجير الدين يعقوب ابن الملك العادل.
أجاز له أبو روح الهروي وطائفة ويلقب باملك المعز.
توفي في ذي القعدة.
ودفن بالتربة عند أبيه.
وابن الجوزي العلامة الواعظ المؤرخ شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزأغلي التركي ثم البغدادي العوني الهبيري الحنفي سبط الشيخ جمال الدين أبي الفرج بن الجوزي.
سمعه جده منه ومن ابن كليب وجماعة.
وقدم دمشق سنة سبع وست مائة فوعظ بها وحصل له القبول العظيم للطف شمائله وعذوبة وعظه.
وله تفسير في تسعة وعشرين مجلدًا وشرح الجامع الكبير وجمع مجلدًا في مناقب أبي حنيفة ودرس وأفتى وكان في شبيبته حنبليًا.
توفي في الحادي والعشرين من ذي الحجة.
وكان وافر الحرمة عند الملوك.
سنة خمس وخمسين وست مائة
وفيها ترددت رسل هولاوو وفر أمينه إلى بغداد إلى ناس بعد ناس والمستعصم لايدري بشيء ولو درى لما درأ.
(3/274)
________________________________________
وفي رمضان بعث الملك الناصر ولده الملك العزيز وهو صبي مع ثقة الدين الحافظي في الرسلية إلى هولاوو بتحف وتقادم.
وفيها كانت فتنة السنة والرافضة ببغداد أدت إلى نهب وخراب وقتل جماعة وذلت الرافضة وأوذوا.
وفيها غضب الملك الناصر من البحرية وتخوفهم وقطع أخبازهم ففارقوه وساروا إلى غزة وانتموا إلى الملك المغيث صاحب الكرك وخطبوا له بالقدس.
ثم حصل انتصار عليهم فانهزموا إلى البلقاء ثم ساروا إلى مصر وخربوا بلادها.
وفيها توفي ابن باطيش العلامة عماد الدين أبو المجد إسماعيل بن هبة الله بن سعيد الموصلي الشافعي.
ولد سنة خمس وسبعين وسمع ببغداد من ابن الجوزي وطائفة وبحلب من حنبل ودرس وأفتى وصنف.
له كتاب طبقات الشافعية وكتاب المغني في غريب المهذب.
وكان عارفًا بالأصول قوي المشاركة في العلوم.
توفي في جمادى الآخرة.
والمعز عز الدين أيبك التركماني الصالحي صاحب مصر جهاشنكير الملك الصالح.
كان ذا عقل ودين وترك للمسكر.
تملك في ربيع اآخر سنة ثمان وأربعين.
ثم أقاموا معه باسم السلطنة الأشرف يوسف بن أقسيس وله عشر سنين , وبقي المعز أتابكه.
وهذا بعد خمسة أيام من سلطنة المعز.
فكان يخرج التوقيع وصورته: رسم بالأمر العالي السلطاني الأشرفي والملكي المعزي.
ثم بطل أمر الأشرف بعد مديدة وجرت لأيبك أمور إلى أن خطب ابنة صاحب الموصل.
فعادت أم خليل وقتلته في الحمام فقتلوها وملكوا ولده
(3/275)
________________________________________
عليًا وله خمس عشرة سنة.
وصار أتابكه علم الدين سنجر الحلبي.
وذلك في ربيع الأول ومات المعز كهلًا.
وشجرة الدر أم خليل كانت بارعة الحسن ذات ذكاء وعقل ودهاء.
فأحبها الملك الصالح.
ولما توفي أخفت موته وكان تعلم بخطها علامته.
ونالت من السعادة اعلى الرتب بحيث إنها خطب لها على المنابر وملكوها عليهم أيامًا فلم يتم ذلك.
وتملك المعز وتزوج بها.
وكانت ربما تحكم عليه.
وكانت تركية ذات شهامة وإقدام وجرأة.
وآل أمرها إلى أن قتلت وألقيت تحت قلعة مصر مسلوبة ثم دفنت بتربتها.
والباذرائي العلامة نجم الدين أبو محمد عبد الله بن أبي الوفاء محمد بن الحسن الشافعي الفرضي.
ولد سنة أربع وتسعين وسمع من عبد العزيز بن منينا وجماعة.
وبرع في المذهب ودرس بالنظامية ثم ترسل عن الخلافة غير مرة.
وبنى بدمشق مدرسة كبيرة.
وولي في آخر ايامه قضاء العراق خمسة عشر يومًا.
ومات في أول ذي القعدة.
وكان متواضعًا دمث الأخلاق واليلداني المحدث المسند تقي الدين عبد الرحمن بن أبي الفهم عبد المنعم بن عبد الرحمن الشافعي.
ولد بيلدان في أول سنة ثمان وستين وطلب الحديث وقد كبر فرحل وسمع من ابن كليب وابن بوش وطبقتهما.
وكتب الكثير وذكر أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال له في النوم: أنت رجل جيد.
توفي بقريته وكان خطيبها في ثامن ربيع الأول.
(3/276)
________________________________________
والمرسي العلامة شرف الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل اسلمي الأندلسي المحدث المفسر النحوي.
ولد سنة سبعين في أولها وسمع الموطأ من أبي محمد بن عبيد الله ورحل إلى أن وصل إلى أقصى خراسان وسمع الكثير من منصور الفراوي وأبي روح والكبار.
وكان كثير الأسفار والتطواف جماعة لفنون العلم ذكيًا ثاقب الذهن وله تصانيف كثيرة مع زهد وورع وفقر وتعفف.
سئل عنه الحافظ الضياء فقال: فقيه مناظر نحوي من أهل السنة.
صحبنا وما رأينا منه إلا خيرًا.
قلت: توفي في نصف ربيع الأول في الطريق ودفن بتل الزعقة.
سنة ست وخمسين وست مائة
كان المؤيد بن العلقمي قد كاتب التتار وحرضهم على قصد بغداد لأجل ما جرى على إخوانه الرافضة من النهب والخزي.
وظن المخذول أن الأمر تم وأنه يقيم خليفة علويًا.
فارسل أخاه ومملوكه إلى هولاوو وسهل عليه أخذ بغداد وطلب أن يكون نائبًا لهم عليها فوعدوهبالأماني.
وساروا.
فأخذ لؤلؤ صاحب الموصل يهيء للتتار الإقامات ويكاتب الخليفة سرًا.
فكان ابن العلقمي قبحه الله لا يدع تلك المكاتبات تصل إلى الخليفة مع أنها لو وصلت لما أجدت لأن الخليفة كان يرد الأمر إليه.
فلما تحقق الأمر بعث ولد محيي الدين بن الجوزي رسولًا إلى هولاوو يعده بالأموال.
فركب هولاوو في خلق من التتار والكرج ومدد من صاحب الموصل مع ولده الصالح إسماعيل.
فخرج ركن الدين الدويدار فالتقى ناجوانوين وكان على مقدمة هولاوو فانكسر المسلمون ثم
(3/277)
________________________________________
سار ناجو فنزل من غربي بغداد ونزل هولاوو من شرقيها.
فأشار ابن العلقمي على المستعصم بالله أني أخرج إليهم في تقرير الصلح.
فخرج الخبيث وتوثق لنفسه ورجع.
فقال: إن الملك قد رغب في أن يزوج بنته بابنك الأمير أبي بكر وأن تكون الطاعة له كما كان أجدادك مع الموك السلجوقية ثم يترحل.
فخرج إليه المستعصم في أعيان الدولة.
ثم استدعى الوزير العلماء والرؤساء ليحضروا العقد بزعمه فخرجوا.
فضربت رقاب الجميع.
وصار كذلك تخرج طائفة بعد طائفة فتضرب أعناقهم حتى بقيت الرعية بلا راع.
ثم دخلت حينئذ التتار بغداد وبذلوا السيف واستمر القتل والسبي نيفًا وثلاثين يومًا.
فقل من نجا.
فيقال إن هولاوو أمر بعد القتلى فبلغوا ألف ألف وثمان مائة ألف وكسر فعند ذلك نودي بالأمان.
ثم أمر هولاوو بناجونوين فضربت عنقه لأنه بلغه أنه كاتب الخليفة.
وأرسل رسولًا إلى الناصر صاحب الشام يهدده إن لم يخرب أسوار بلاده.
واشتد الوباء بالشام ولاسيما بدمشق وحلب لفساد الهواء.
وفيها توفي أبو العباس القرطبي أحمد بن عمر بن إبراهيم الأنصاري المالكي المحدث الشاهد نزيل الإسكندرية.
كان من كبار الأئمة.
ولد سنة ثمان وسبعين وخمس مائة وسمع بالمغرب من جماعة واختصر الصحيحين وصنف كتاب المفهم في شرح مختصر مسلم.
توفي في ذي القعدة.
وابن الحلاوي الأديب شرف الدين أبو الطيب أحمد بن محم بن أبي الوفاء الربعي الموصلي الجندي الشاعر المشهور.
مدح الملوك والكبار وعاش ثلاثًا وخمسين سنة.
وكان في خدمة صاحب الموصل.
والكمال إسحاق بن أحمد بن عثمان المقدسي الشافعي المفتي الذي تفقه
(3/278)
________________________________________
عليه الشيخ محيي الدين النوري.
كان عالمًا عاملًا.
توفي في ذي القعدة.
والزعبي أبو إسحاق إبراهيم بن أبي بكر بن إسماعيل بن علي المراتبي الحمامي.
روى كتاب الشكر عن ابن شاتيل ومات في المحرم ببغداد.
والصدر البكري أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن عمروك بن محمد التميمي النيسابوري ثم الدمشقي الصوفي الحافظ.
ولد سنة أربع وسبعين وخمس مائة وسمع بمكة من عمر الميانشي وبدمشق من ابن طبرزد وبخراسان من أبي روح وبإصبهان من أبي الفرج بن الجنيد.
وكتب الكثير وعني بهذا الشأن أتم عناية.
وجمع وصنف.
وشرع في مسودة ذيل على تاريخ ابن عساكر.
وولي مشيخة الشيوخ وحسبة دمشق.
وعظم في دولة المعظم ثم فتر سوقه وابتلى بالفالج قبل موته بأعوام.
ثم تحول إلى مصر فتوفي بها في حادي عشر ذي الحجة.
ضعفه بعضهم.
وقال الزكي البرزالي: كان كثير التخليط.
والشرف الإربلي العلامة أبو عبد الله الحسين بن غبراهيم الهذباني الشافعي اللغوي.
ولد سنة ثمان وستين بإربل وسمع بدمشق من الخشوعي وطائفة وحفظ على الكندي خطب ابن نباتة وديوان المتنبي ومقامات الحريري.
وكان يعرف اللغة ويقرئها.
توفي في ثاني ذي القعدة.
والعماد داود بن عمر بن يوسف أبو المعالي الزبيدي المقدسي ثم الدمشقي اآباري خطيب بيت الآبار.
ولد سنة ست وثمانين وخمس مائة وسمع
(3/279)
________________________________________
من الخشوعي والفتن وطائفة.
وكان فصيحًا خطيبًا بليغًا.
ولي خطابة دمشق وتدريس الغزالية بعد ابن عبد السلام صثم عزل بعد ست سنين وعاد إلى خطابة القرية.
وبها توفي في شعبان ودفن هناك.
والملك الناصر داود بن المعظم بن العادل صاحب الكرك صلاح الدين أبو المفاخر.
ولد سنة ثلاث وست مائة.
وأجاز له المؤيد الطوسي وسمع ببغداد من أبي الحسن القطيعي.

وكان حنفيًا فاضلًا مناظرًا ذكيًا بصيرًا بالآداب بديع النظم كثير المحاسن.
ملك دمشق بعد أبيه ثم أخذها منه عمه الأشرف فتحول إلى مدينة الكرك فملكها إحدى وعشرين سنة ثم عمل عليه ابنه وسلمها إلى صاحب مصر الصالح.
وزالت مملكته.
توفي بظاهر دمشق بقرية البويضا ودفن عند والده الملك المعظم في جمادى الأولى.
وكانت أمه خوارزمية عاشت بعده مدة.
وكان جوادًا ممدحًا.
والبهاء زهير بن محمد بن علي بن يحيى الصاحب المنشىء أبو الفضل وأبو العلاء الأزدي المهلبي المكي ثم القوصي الكاتب.
وله ديوان مشهور.
ولد سنة إحدى وثمانين وخمس مائة بمكة.
كتب الإنشاء للملك الصالح نجم الدين ببلاد الشرق فلما تسلطن بلغه أرفع المراتب ونفذه رسولًا.
ولما مرض بالمنصورة تغير عليه وأبعده.
وكان سريع التخيل والغضب والمعاقبة عى الوهم ثم اتصل البهاء بالناصر صاحب الشام وله فيه مدائح.
وكان ذا مروءة ومكارم.
توفي بمصر في ذي القعدة.
والمستعصم بالله أبو أحمد عبد الله بن المستنصر بالله أبي جعفر منصور ابن الظاهر محمد بن الناصر العباسي آخر الخلفاء العراقيين.
وكانت دولتهم
(3/280)
________________________________________
خمس مائة سنة وأربعًا وعشرين سنة.
ولد أبو أحمد سنة تسع وست مائة في خلافة جد أبيه وأجاز له المؤيد الطوسي وجماعة وسمع من علي بن النيار الذي لقنه الختمة.
روى عنه محيي الدين ابن الجوزي ونجم الدين الباذرائي بالإجازة.
واستخلف في جمادى الأولى سنة أربعين.
وكان حليمًا كريمًا سليم الباطن قليل الرأي حسن الديانة مبغضًا للبدعة في الجملة.
وختم له بخير فإن الكافر هولاوو أمر به وبولده أبي بكر فرفسا حتى ماتا وذلك في حدود آخر المحرم.
وكان الأمر أشغل من أن يوجد مؤرخ لموته أو موار لجسده وبقي الوقت بلا خليفة ثلاث سنين.
والكفر طابي أبو الفضل عبد العزيز بن عبد الوهاب بن بيان القواس الرامي الأستاذ.
ولد سنة سبع وسبعين وسمع الكثير من يحيى الثقفي وعمر دهرًا.
توفي في الحادي والعشرين من شوال بدمشق.
وابن صديق أبو العز عبد العزيز بن محمد بن أحمد الحراني المؤدب وهو بكنيته أشهر ولهذا سماه بعضهم ثابتًا.
سمع من عبد الوهاب بن أبي حبة وحدث بدمشق وبها توفي في جمادى الأولى.
وعبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة الحافظ الكبير زكي الدين ابو محمد المنذري الشامي ثم المصري الشافعي صاحب التصانيف , ولد سنة إحدى وثمانين وخمس مائة وسمع من الأرتاحي وأبي الجود وابن طبرزد وخلق.
وتخرج بأبي الحسن علي بن المفضل ولزمه مدة.
وله معجم كبير مروي.
ولي مشيخة الكاملية مدة وانقطع بها نحوًا من عشرين سنة مكبًا على العلم والإفادة وكان ثبتًا حجة متبحرًا في علوم الحديث عارفًا بالفقه والنحو مع
(3/281)
________________________________________
الزهد والورع والصفات الحميدة.
توفي في رابع ذي القعدة.
وابن خطيب القرافة أبو عمر عثمان بن علي بن عبد الواحد القرشي الأسدي الدمشقي الناسخ.
كان له إجازة من السلفي فروى بها الكثير وتوفي في ثالث ربيع اآخر عن أربع وثمانين سنة.
والشاذلي أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار المغربي الزاهد شيخ الطائفة الشاذلية.
سكن الإسكندرية وصحبه بها جماعة.
وله عبارات في التصوف مشكلة توهم ويتكلف له في الإعتذار عنها وعنه أخذ الشيخ أبو العباس المرسي.
توفي الشاذلي بصحراء عيذاب متوجهًا إلىبيت الله في أوائل ذي القعدة.
وسيف الدين المشد صاحب الديوان المشهور الأمير أبو الحسن علي بن المظفر بن القاسم الربعي النشبي الدمشقي نائب الحسبة.
سمع الكثير من الخشوعي والقاسم بن عساكر وخلق.
وكان فصيحًا طيب الصوت بالقراءة كتب الكثير وكان يؤدب.
ثم صار شاهدًا.
توفي في ربيع الأول وقد جاوز التسعين.
والشيخ علي الخباز الزاهد أحد مشايخ العراق.
له زاوية وأتباع وأحوال وكرامات.
قتل شهيدًا.
(3/282)
________________________________________
وابن عوة أبوحفص عمر بن أبي نصر بن أبي الفتح الجزري التاجر السفار العدل.
حدث بدمشق عن البوصيري.
توفي في ذي الحجة.
وكان صالحًا.
والموفق بن أبي الحديد أبو المعالي القاسم بن هبة الله بن محمد بت محمد المدائني المتكلم الأشعري الكاتب المنشىء البليغ.
توفي ببغداد في رجب.
وله شعر جيد.
وشعلة الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين الموصلي الحنبلي المقرئ العلامة الذي اختصر الشاطبية.
كان شابًا فاضلًا صالحًا محققًا يتوقد ذكاء.
عاش ثلاثًا ومانين سنة , وتوفي بالموصل في صفر.
وابن الجرج أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الأنصاري التلمساني المالكي.
نزيل الثغر.
كان من صلحاء العلماء.
سمع بسبتة الموطأ من أبي محمد بن عبيد الله الحجري.
توفي في ذي القعدة عن اثنتين وتسعين سنة.
وخطيب مردا الفقيه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد بت أبي الفتح المقدسي النابلسي الحنبلي.
ولد بمردا سنة ست وستين وخمس مائة ظنًا وتفقه بدمشق وسمع من يحيى الثقفي وأحمد الموازيني وبمصر من البوصيري وغير واحد.
وتوفي بمردا في أوائل ذي الحجة.
والفاسي الإمام أبو عبد الله محمد بن حسن بن محمد بن يوسف المغربي
(3/283)
________________________________________
المقرئ مصنف شرح الشاطبية.
قرأ على رجلين قرءا على الشاطبي.
وكان فقيهًا بارعًا متفننًا متين الديانة جليل القدر.
تصدر للإقراء بحلب مدة.
وتوفي في ربيع الآخر.
وابن العلقمي الوزير المبير مؤيد الدين محمد بن محمد بن علي بن أبي طالب البغدادي الرافضي.
ولي وزارة العراق أربع عشرة سنة.
وكان ذا حقد وغل على أهل السنة.
قرر مع التتار أمورًا انعكست عليه وأكل يده ندمًا وبقي بعد تلك الرتبة الرفيعة يركب إكديشًا فصاحت امرأة: يا ابن العلقمي: أهكذا كنت تركب في أيام أمير المؤمنين ولي وزارة التتار على بغداد مشاركًا لغيره ثم مرض بعد قليل ومات غمًا وغبنا.
وكان الذي حمله على مكاتبة هولاوو عداوة الدويدار وأبي بكر بن المستعصم وما اعتمداه من نهب الكرخ وأذية الشيعة.
هلك قبل رجب من السنة ومات بعده ابنه.
وابن صلايا الصاحب تاج الدين أبو المكارم محمد بن نصر بن يحيى الهاشمي العلوي نائب الخليفة بإربل.
كان من رجال الدهر عقلًا ورأيًا وهيبة وحزمًا وجودًا سؤددًا.
قتله هولاوو في ربيع الآخر بقرب تبريز.
وابن شقير الشيخ عفيف الدين أبو الفضل المرجي بن الحسن بت علي ابن هبة الله بن غزال الواسطي المقرئ التاجر السفار.
ولد سنة إحدى وستين وخمس مائة بواسط قرأ القراءات على أبي بكر بن الباقلاني وأتقنها.
وتفقه وكان آخر من حدث عن أبي طالب الكتاني.
ذكر الفاروثي أنه عاش إلى حدود هذه السنة.
وابن الشقيشقة المحدث نجيب الدين أبو الفتح نصر الله بن أبي العز مظفر بن عقيل الشيباني الدمشقي الصفار الشاهد.
ولد بعد الثمانين وخمس مائة
(3/284)
________________________________________
وسمع من حنبل وابن طبرزد وخلق كثير وروى مسند أحمد.
وكان أديبًا ظريفًا مليح البزة.
رماه أبو شامة بالكذب ورقة الدين توفي في جمادى الآخرة ووقف داره بدمشق دار حديث.
والصرصري الشيخ العلامة القدوة ابو زكريا يحيى بن يوسف بن يحيى الصرصري الأصل البغدادي الحنبلي الضرير.
كان إليه المنتهى فيورفة اللغة وحسن الشعر.
وديوانه ومدائحه سائرة.
قيل إنه قتل تتاريًا بعكازه ثم استشهد.
وله ثمان وستون سنة.
ومحيي الدين بن الجوزي الصاحب العلامة سفير الخلافة أبو المحاسن يوسف ابن الشيخ أبي
الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد التيمي البكري البغدادي الحنبلي أستاذ دار المستعصم بالله.
ولد سنة ثمان وخمس مائة سمع من ذاكر بن كامل وابن بوش وطائفة.
قرأ القرآن بواسط على ابن الباقلاني.
وكان كثير المحفوظ قوي المشاركة في العلوم وافر الحشمة.
ضربت عنقه هو وأولاده تاج الدين والمحتسب جمال الدين وشرف الدين في صفر.
سنة سبع وخمسين وست مائة
فيها نزل هولاووعلى آمد وبعث رسله إلى صاحب ماردين.
فبعث ولده الملك المظفر بالتقادم فقبض عليه هولاوو.
وفي آخرها اشتدت الأراجيف بحركة هولاوو إلى الشام وهرب الخلق.
فقبض قطز المعزي على ابن أستاذه الملك المنصور علي وتسلطن ولقب بالملك المظفر لحاجة الوقت إلى ملك كاف.
وأول من جاوز الفرات أشموط ابن هولاوو في ذي الحجة.
ثم نازلوا حلب فناوشهم أهلها وجندها القتال.
فهربوا لهم ثم كروا عليه فقتلوا خلقًا واشتد الخطب وحار الناصر في نفسه.
(3/285)
________________________________________
وفيها توفي أبو العباس بن مامتيت أحمد بن محمد بن الحسن اللواتي الفاسي المحدث المعمر نزيل القاهرة.
كان صالحًا عالمًا خيرًا.
روى بالإجازة العامة عن أبي الوقت.
قال الشريف عز الدين:
وأبو الحسين بن السراج المحدث الكبير مسند المغرب احمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الأنصاري الإشبيلي.
ولد سنة ست وخمس مائة.
وسمع من ابن بشكوال وأبي عبد الله بن زرقون وعبد الحق بن بونة وطائفة.
وتفرد في زمانه.
وكانت الرحلة إليه بالمغرب.
توفي في سابع صفر.
والصدر بن المنجا واقف المدرسة الصدرية الرئيس أبو الفتح أسعد ابن عثمان بن وجيه الدين أسعد بن المنجا التنوخي الحنبلي المعدل.
ولد سنة ثمان وتسعين وخمس مائة وروى عن ابن طبرزد.
توفي في رمضان ودفن بمدرسته.
وابن اللمط شمس الدين أبو محمد عبد الله بن يوسف الجذامي المصري.
رحل وسمع من ابن دحية وسمع من أبي جعفر الصيدلاني وعبد الوهاب بن سكينة.
توفي في ربيع الآخر وله خمس وثمانون سنة.
وصاحب الموصل الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ الأرمني الأتابكي مملوك نور الدين أرسلان شاه بن عز الدين مسعود صاحب الموصل.
كان مدبر دولة أستاذه وبدولة ولده القاهر مسعود.
فلما مات القاهر سنة خمس عشرة أقام بدر الدين ولدي القاهر صورة وبقي أتابكًا لهما مدة ثم استقل بالسلطنة وكان
(3/286)
________________________________________
حازمًا شجاعًا مدبرًا خبيرًا.
توفي في شعبان وقد نيف على الثمانين وانخرم نظام بلده من بعده.
وابن الشيرجي الصدر نجم الدين مظفر بن محمد بن إلياس الأنصاري الدمشقي.
ولي تدريس العصرونية والوكالة.
وحدث عن الخشوعي وجماعة.
وولي أيضًا الحسبة ونظر الجامع.
توفي في آخر السنة.
ويوسف القميني الموله الذي يعتقد فيه العامة أنه ولي وحجتهم الكشف والكلام على الخواطر.
وهذا شيء يقع من الكاهن والراهب والمجنون الذي له قرين من الجن.
وقد كثر هذا في عصرنا والله المستعان.
وكان يوسف يتنجس ببوله ويمشي حافيًا ويأوي إلى قمين حمام نور الدين ولا يصلي.
سنة ثمان وخمسين وست مائة
في المحرم قطع هولاوو الفرات
ونهب نواحي حلب.
فراسل متوليها المعظم تورانشاه ابن السلطان صلاح الدين: بأنكم تضعفون عنا ونحن نقصد سلطانكم الناصر.
فاجعلوا لنا عندكم شحنة بالقلعة وشحنة بالبلد.
فإن انتصر عليها السلطان فاقتلوا الشحنتين أو ابقوهما وإن انتصرنا
فحلب والبلاد لنا ويكونون آمنين.
فأبى عليه تورانشاه فنزل على حلب في ثاني صفر فلم يصبح عليهم الصباح إلا وقد حفروا عليهم خندقًا عمق قامة وعرض أربعة أذرع.
وبنوا حائطًا ارتفاع خمسة أذرع ونصبوا عشرين منجنيقًا وألحوا بالرمي وشرعوا في نقب السور.
وفي تاسع صفر ركبوا الأسوار ووضعوا السيف يومهم ومن الغد.
وأحمى في حلب أماكن سلم فيها نحو خمسين ألفًا واستتر خلق وقتل أمم لا يحصون وبقي القتل والسبي خمسة أيام.
ثم نودي برفع السيف وأذن المؤذن يومئذ يوم الجمعة بالجامع وأقيمت الجمعة بأناس ثم أحاطوا بالقلعة وحاصروها.
(3/287)
________________________________________
ووصل الخبر يوم السبت إلى دمشق فهرب الناصر ودخلت يومئذ رسل هولاوو وقرىء الفرمان بأمان دمشق.
ثم وصل نائب هولاوو فتلقاه الكبراء وحملت أيضًا مفاتيح حماة إلى هولاوو فسير إليهم شحنة.
وسار صاحبها والناصر إلى نحو غزة وعصت قلعة دمشق فحاصرتها التتار وألحوا بعشرين منجنيقًا على برج الطارمة فتشقق.
وطلب أهلها الأمان فأمنوهم وسكنها النائب كتبغا وتسلموا بعلبك وقلعتها وأخذوا نابلس ونواحيها بالسيف ثم ظفروا بالملك وأخذوه بالأمان وساروا به إلى هولاوو فرعى له مجيئه وبقي في خدمته أشهرًا ثم قطع الفرات راجعًا وترك الشام فرقة من التتار.
وأما المصريون فتأهبوا وشرعوا في المسير من نصف شعبان.
وثارت النصارى بدمشق ورفعت رؤوسها ورفعوا الصليب ومروا به وألزموا الناس بالقيام له من حوانيتهم في الثاني والعشرين من رمضان ووصل جيش الإسلام عليهم الملك المظفر وعلى مقدمتهم ركن الدين البندقداري.
فالتقى الجمعان على عين جالوت غربي بيسان.
ونصر الله دينه وقتل في المصاف مقدم التتار كتبغا وطائفة من أمراء المغول.
ووقع بدمشق النهب والقتل في النصارى وإحرقت كنيسة لهم.
وعيد المسلمون على خير عظيم وساق البندقداري وراء التتار إلى حلب وخلت من القوم الشام وطمع البندقداري في أخذ حلب.
كان وعده بها الملك المظفر ثم رجع فتأثر وأضمر الشر.
فلما رجع المظفر بعد شهر إلى مصر مضمرًا للبندقداري أيضًا الشر فوافق ركن الدين على مراده عدة أمراء.
وكان الذي ضربه بالسيف فحل كتفه بكتوت الجوكندار المعزي ثم رماه بهادر المعزي بسهم قضى عليه وذلك يوم سادس عشر ذي القعدة بقرب قطية.
وتسلطن ركن الدين البندقداري الملك الظاهر.
وأما نائب دمشق علم الدين الحلبي فحلف الأمراء لنفسه ولقب الملك المجاهد.
وخطب له بدمشق مع الملك الظاهر.
وفي آخر السنة كرت التتار على حلب واندفع عسكرها بين أيديهم.
فدخلوا إليها وأخرجوا من بها إلى قربين وأحاطوا بهم ووضعوا فيهم السيف.
(3/288)
________________________________________
وفيها توفي ابن سني الدولة قاضي القضاة صدر الدين أبو العباس أحمد بن يحيى بن هبة الله بن
الحسن الدمشقي الشافعي.
ولد سنة تسعين وخمس مائة وسمع من الخشوعي وجماعة.
وتفقه على أبيه قاضي القضاة شمس الدين وعلى فخر الدين بن عساكر.
وقل من نشأ مثله في صيانته وديانته واشتغاله.
ناب عن أبيه وولي نيابة بيت المال ودرس بالإقبالية والجاروخية.
وولي القضاء مدة.
رجع من عند هولاوو متمرضًا وأدركه الموت ببعلبك في جمادى الآخرة.
وله ثمان وستون سنة.
وإبراهيم بن خليل نجيب الدين أبو إسحاق الدمشقي الأدمي.
ولد سنة خمس وسبعين وسمعه أخوه من عبد الرحمن بن علي الخرقي ويحيى الثقفي وجماعة وحدث بدمشق وحلب وعدم بها في صفر.
وتمام المسروري أبو طالب بن أبي بكر بن أبي طالب الدمشقي الجندي ولد سنة سبع وسبعين وسمع من يحيى الثقفي.
توفي في رجب.
وتورانشاه المعظم أبو المفاخر ابن السلطان الكبير صلاح الدين.
ولد سنة سبع وسبعين وسمع من يحيى الثقفي وابن صدقة الحراني وأجاز له عبد الله بن بري وكان السلطان يجله ويتأدب معه.
سلم قلعة حلب.
لما عجز بالأمان.
أدركه الموت إثر ذلك.
فتوفي في ربيع الأول وله ثمانون سنة.
والملك السعيد حسن بن العزيز عثمان بن العادل صاحب الصبيبة
(3/289)
________________________________________
وبانياس.
تملك سنة إحدى وثلاثين بعد أخيه الملك الظاهر إلى سنةبضع وأربعين.
فأخذ الصبيبة منه الملك الصالح وأعطاه إمرة بمصر , فلما قتل المعظم بن الصالح ساق إلى غزة وأخذ ما فيها وأتى الصبيبة فتسلمها.
فلما تملك الناصر دمشق قبض عليه وسجنه بالبيرة فلما أخذ هولاوو البيرة أحضر إليه بقيوده وخلع عليه بسراقوس وصار منهم.
وسلموا إليه الصبيبة.
وبقي في خدمته كتبغابدمشق.
وكان بطلًا شجاعًا.
قاتل يوم عبن جالوت.
فلما انهزمت التتار جيء به إلى الملك المظفر فضرب عنقه.
والمحب عبد الله بن أحمد بن أبي بكر محمد بن إبراهيم السعدي المقدسي الصالحي الحنبلي المحدث مفيد الجبل.
روى عن الشيخ الموفق وابن البن وابن الزبيدي.
ورحل إلى بغداد فسمع من ابن القبيطي وعلي بن أبي الفخار وطبقتهما.
وكتب الكثير وعني بالحديث أتم عناية.
توفي في جمادى الآخرة وله أربعون سنة.
وابن الخشوعي أبو محمد عبد الله بن بركات بن إبراهيم الدمشقي.
سمع من يحيى الثقفي وابيه وعبد الرزاق النجار واجاز له السلفي وطائفة.
توفي في أواخر صفر.
والعماد عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف المقدسي الجماعيلي الحنبلي المؤدب.
سمع من وابن العجمي أبو طالب عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن ابن الحسين الحلبي الشافعي.
روى عن يحيى الثقفي وابن طبرزد.
ودرس وافتى.
عذبه التتار على المال حتى هلك في الرابع والعشرين من صفر.
(3/290)
________________________________________
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59