الورقة الثانية لستَ بعيداً كي يتعذر علي جس قلقكَ ...
أُحسكَ ..
وأحس كيف هي الهواجس تدق على رأسك بأفكارٍ جديدة لم يكن ليخطر على بالها يوماً أنها ستستطيع اقتحام فكرك ..
ولكن منذ أيامٍ قليلة غزتْ واستسلمتَ لها خانعاً ..
وكيف لا .. وفكركَ الآن أباً لابنةٍ هي الروح وأكثر.
كيف لكَ أن تقاوم السواد وروحكَ شاردة هناك حيث الغيب .. حيث القلق .. حيث السؤال .. حيث الضعف ثم الضعف.
أنتَ الآن طفلٌ أمام بضعة من قلبكَ ..
تود منها لو تحتضنك كي تنعم بدفء تطمنيها لك " أنا بخير يا أبي .. ما بال ليلكَ أرقاً "
وأنتَ أبٌ لزهرةٍ وديعة هي نقاء الياسمين وحنان المطر ..
حين تنظر لعينيها وقلبها يتفتح لاستقبالك ..
تنسى الوجود ويمحو عن ذهنك كل اسمٍ إلا اسمها ..
وتدعو الله أن تظل ابتسامتها رفيقاً لوجنتيها ولكَ ..
ويبقى قلبها الرقيق هو المفتاح الذي تذلل به مشاق الدنيا والقلق
أدعو الله أن يحفظها لكَ .. وتبقى نوراً يضيء حياتك ..
............................ وعطراً يتجدد في نفسك مع كل فجر
[RIGHT][IMG]