عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-07-2016, 09:31 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة وجه آخر لطغيان النظام النصيري في سورية


وجه آخر لطغيان النظام النصيري في سورية
ـــــــــــــــــــــ

(د. زياد الشامي)
ــــــــ

4 / 11 / 1437 هــ
7 / 8 / 2016 م
ــــــــــ

1280x960 (1)_11-thumb2.jpg






كثيرة هي أوجه طغيان النظام النصيري ضد أهل الشام الأحرار , ولا تكاد تحصى أساليب ظلمه وبطشه وقهره بأبناء عاصمة الأمويين من أهل السنة على وجه الخصوص , حتى أعيت كثرة هذه الأوجه إمكانية إحصائها أو تعدادها على الباحثين والمهتمين بالشأن السوري .


لم تكن ثورة أهل الشام - المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات ضد طاغية الشام - هي وحدها من كشف هذه الوجوه الخبيثة وأماط اللثام عن تلك الأساليب الدنيئة , فقد سبق أن كشف هذا النظام النصيري من قبل عن كثير من وجوه طغيانه , سواء في مجزرة مدينة حماة وأحداث عام 1982م , أو فيما تلاها من سنوات لم تخل يوما من إظهار وجه بشع جديد من وجوه طغيان واستبداد هذا النظام .


والحقيقة ان الوجه الذي أريد أن أتحدث عنه في هذا التقرير لا يقل بشاعة وطغيانا عن الأوجه الأخرى للنظام النصيري , فإذا كان القتل بجميع ألوانه وأشكاله البشعة التي قد لا تخطر على ذهن بشر هي سمة هذا النظام و وجه بارز من وجوه طغيانه واستبداده ..... فإن تسببه في معاناة مئات الآلاف من ذوي المعتقلين في سجونه وزنازينه لا يمكن إلا أن توصف بأنها وجه آخر من أوجه وحشيته وإجرامه .


لم تكن هذه المعاناة جديدة على السوريين أو طارئة على واقع حياتهم طوال فترة حكم آل الأسد لبلاد الشام منذ أكثر من أربعة عقود متواصلة , فما زال الآلاف من السوريين يجهلون مصير ذويهم الذين اعتقلوا منذ عقود في أعقاب مأساة حماة , ولا يعلمون عنهم شيئا حتى كتابة هذه السطور .


كل ما في الأمر أن هذا الوجه البغيض من وجوه طغيان هذا النظام قد ازداد توحشا وبغيا مع بداية ثورة أهل الشام , وأعداد المعتقلين والمختطفين دون سبب أو جريرة قد تضاعفوا أضعافا مضاعفة , ومعاناة ذوي المعتقلين قد تفاقمت إلى حد لا يحتمل أو يطاق .


وإذا كان القراء والمهتمون بالشأن السوري قد اطلعوا على شيء من رحلة المعاناة الشاقة التي يخوضوها ذوي المعتقلين في البحث عن أبنائهم وإخوانهم وأزواجهم وأرحامهم , فقد خفي عنهم الكثير من تفاصيل هذه المحنة الإنسانية التي قد لا يكون لها مثيلا في العصر الحديث , اللهم إلا في ظل أنظمة شبيهة بالنظام النصيري في سورية .


تبدأ قصة معاناة ذوي المعتقلين فجأة ودون سابق إنذار , فليس هناك حصر لأسباب اختفاء أي مواطن سوري أو اعتقاله , وربما لا يكون هناك سبب أصلا إلا ابتزاز ذوي المعتقل و نهب أموالهم , والتي تزيد من إثراء زبانية النظام وسماسرته , في الوقت الذي تزيد فيه من بؤس وفقر وحاجة ذوي المعتقل وأرحامه .


ونظرا لغياب أي مظهر من مظاهر معنى حقيقة الدولة والمواطنة في سورية منذ هيمنة واستيلاء آل الأسد على الحكم , حيث لا قانون ولا دستور يحكم البلاد والعباد , بل هي عبارة عن عصابة تسلطت على مقدرات وخيرات أرض الرباط والجهاد ..... فإن ذوي المعتقلين في سورية لا يستطيعون حتى السؤال عن مكان وجود ذويهم وسبب اختفائهم واعتقالهم , فمجرد السؤال عنهم قد يؤدي لاعتقالهم أيضا واختفائهم عن الأنظار .


ومن هنا فإن الوسيلة الوحيدة لمعرفة مكان المعتقل أو سبب اختفائه عن الأنظار على أحد حواجز النظام المنتشرة في جميع المناطق التي ما زال يسيطر عليها هي : التواصل مع المقربين والمعارف للتوصل إلى "مفاتيح" ضباط الحواجز والمقربين منهم، لمعرفة أين ذهب المعتقل، وبأي جرم توقف أو اعتقل، وما هي التهمة التي عادة ما يتم تضخيمها بشكل مخيف.


قصص ذوي المعتقلين السوريين مع هذا الوجه البغيض للنظام النصيري يمكن أن تكتب بشأنها وتفاصيلها مجلدات , ويكفي ذكر نموذج واحد للإشارة إلى حجم البغي والطغيان الذي وصل إليه هولاكو العصر وزبانيته :
تقول أم أسعد، وهي سيدة في العقد الخامس : "كنت أضطر أن أذهب من ريف درعا إلى دمشق كل أسبوع مرة ؛ في رحلة بحث مضنية عن زوجي وابني المعتقلين منذ أكثر من أربع سنوات بتهمة المشاركة في المظاهرات والتحريض على التظاهر" !!


وعن رحلة معاناتها لمعرفة مصير ابنها وزوجها في مزرعة آل الأسد – سورية - كما يصفها الكثير من المدركين لحقيقة هذا النظام أضافت أم سعد : إنه بعد "اتصالات عن طريق بعض المعارف مع وسطاء مقربين من أجهزة النظام الأمنية، ودفع مبالغ مالية كبيرة، وسؤال بعض المعتقلين الخارجين من معتقلات النظام، وجدت ابني في سجن صيدنايا، لكني لم أستطع زيارته إلا مؤخراً، بالرغم من المبالغ التي دفعتها للوسيط"، لافتةً إلى أنها دفعت ما يقارب الـ3 آلاف دولار حتى تحقق حلمها أخيراً بمعرفة مصير ابنها، وأنه ما زال حياً.


أما زوجها البالغ من العمر 57 عاما فقد لقي حتفه في السجن نتيجة إصابته بأزمة قلبية، وذلك بعد مرور شهر على اعتقاله، وفق ما أخبرها به الوسيط، الذي تقاضى من أجل ذلك ما يقارب الألف دولار , مؤكدة أنها حتى اليوم لم تحصل على أوراق زوجها الثبوتية، التي عادة ما تسلم لذوي المعتقلين المتوفين، وذلك رغم مرور كل هذا الوقت على واقعة الوفاة .


لم يكن وصف الناشط الحقوقي أبو قيس الحوراني لما يتعرض له أهالي المعتقلين في رحلة بحثهم عن أبنائهم من أشكال الكذب والتسويف والخداع من قبل الوسطاء مفاجئا أو جديدا , فعاصمة الأمويين لم تشهد ظلما وطغيانا بحق أبنائها من أهل السنة مثيلا له منذ استيلاء عصابة آل الأسد على الحكم فيها .


ولا نجاة لأهل الشام من هذا الطغيان والاستبداد إلا بمواصلة الجهاد والقتال ضد النظام النصيري وداعميه حتى تطهير أرض المحشر والرباط من رجس ونجس هذه العصابة المجرمة .




----------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59