اعــــــــتــــــذار





دعني أضمك يا ولـــــد

دعني أضمك ساعة يا ابن البلـــــد

دعني أضمك للأبـــــد

كم كنت فظا في انتقادك يا بنـــــي

كم نعتك بالتخلف والجهالـــــةِ

كم وصفتك بالفشـــــل

كم سخرت من ملابسك الغريبـــــةِ

كم رميتك بالكســـــل

والآن

الآن أحني هامتي مستصغرا نفسي أمامك يا بطـــــل



* * *






دعني أضمك يا ولـــــد

دعني أضمك ساعة يا ابن ******ـــــة

فكم مقتك حين كنت تغازل الفتيات في كل الزوايـــــا

ولكم كرهتك حين كنت تضيّع الساعات قدام المرايـــــا

ولكم ظلمتك يا فتايـــــا

حتى رأيتك بين نيران القنابل والشظايــــــا

تدق أبواب المنايـــــا

عبر لحظات رهيبـــــة

تخط تاريخا جديــــــدا

تحت أسوار الكتيبـــــة

***



دعني أضمك يا فتــــى

علّي أكفر عن ذنوبـــــي

عشرون عاما عشتها أحصي عيوبـــــك

وأغض طرفي عن عيوبـــــي

حتى رأيتك يوم الجمعة الأولي شهيدا تبتســـــم

في ساحة التحرير ملفوفا بألوان العلــــــم

ونشيدنا الوطني يصعد من حناجرنا لأبواب السمــــــاء

هذا أوان الابتــــــلاء

هذا ابتداء الملحمـــــة

كل بنغازي تكبـــــر

عند باب المحكمـــــة





*



شعر: إبراهيم مختار الزليتني *

بنغازي في :14/07/2011 م

الشاعر / إبراهيم مختار الزليتني ، تخرج من الكلية العسكرية سنة 1975، اعتقل في نفس العام في محاولة انقلاب عسكري ضد نظام الطاغية القذافي، أفرج عنه سنة 1988( أصبح الصبح)، له ديوانا شعر عن تجربة السجن تحت الطبع، التحم بثورة 17 فبراير منذ يوم 16 فبراير..