عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 01-10-2013, 07:45 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي

الفصل السابع
الحمـــــد
التوضيح الذي ذكرناه في الفصل السابق يفهم منه أن اول خطوه نحو الوصول للغنى هي أن يضع الشخص تصور واضح لما يريد أن يحصل علية في ذهنة ويحافظ على هذا التصور باستمرار, يتأمله باستمرار, ويؤمن به وأنه آته لا محاله , ويتصرف كأنه بالفعل حصل عليه. ويبعد أي فكره أخرى سلبية أو شك أو تردد.
هذا صحيح , ولتستطيع أن تفعل هذا يجب عليك أن تربط نفسك مع الله بتوافق تام .
إن الحفظ على هذا التوافق التام مع الله مهم جدا, لذا سوف اعطي هذا الموضوع الوقت الكافي من الشرح ,وأعطيك الإرشادات التى اذا اتبعتها بشكل جيد , سوف تتمكن من أن توثق صلتك بالله, وتصل الى حالة توافق تام ما بين عقلك والذات العليا.
كل عملية التكيف الذهني والنفسي هذه يمكن أن نعبر عنها بكلمة واحدة : الحمــــد , نعم الحمد والإمتنان . في البداية يجب أن تؤمن أن هنالك جوهر أصلي واحد خلقة الله , ومنه كل الأشياء تنبعث . ثانيا هذا الجوهر يمدك بكل شئ ترغبه , ثالثا, أن تربط نفسك وعقلك مع الذات العليا بشعور عميق وراسخ من الحمد والإمتنان.
كثير من الناس الذين ينظمون حياتهم على غير هذا الأساس يبقوا في الفقر بسبب عدم وجود الحمد والإمتنان لديهم . بمجرد أن يحصلوا على شئ من الله فإنهم يقطعوا صلتهم به بالبعد عن الشكر والعرفان .
من السهل أن نفهم أنه كلما أقتربنا من مصدر وخالق الثروات كلما حصلنا على الكثير منها . ومن السهل أن نفهم أيضا أن الروح الحامده الشاكره , تعيش بصلة أوثق مع الله من الروح التى لم تنظر لله بعين الشكر والعرفان . كلما كنا حامدين وشاكرين لله عندما نحصل على شئ جميل , كلما زادت فرصتنا في الحصول على المزيد , وبصوره أسرع , والسبب بكل بساطه أن الإنسان الحامد الشاكر, يمتلك عقل وفكر وثيق الصلة مع مصدر الخير كله .
إذا كانت هذه أول معرفتك بأن الحمد يأخذ جميع عقلك الى تناغم وانسجام تام مع مبدع الكون , إذا خذها بعين الإعتبار , وسوف تعلم أن هذا الكلام صحيح . الأشياء الجيده التى تملكها أتتك من قنوات رضخت لقوانين معينة , الحمد سيقود عقلك نحو الطريقة التى تأتيك بها الأشياء , سوف يبقيق على تواقف وتناغم تام مع الأفكار الإبداعية ويبعدك عن أي افكار سليبة تنافسية .
الحمد وحده سوف يحافظ على نظرتك وقناعتك بأن هناك وفره للجميع , ولا تقع في الخطأ بأن المصادر قليلة محدوده, وأنك اذا ما اعتقدت بأن المصادر محدوده فإنك سوف تقضي على أمالك. يوجد قانون الحمد , ومن المهم جدا أن تنتبه لهذا القانون إذا ما كنت تريد أن تحصل على ما تريد . قانون الحمد هوه الترجمه الطبيعية لقانون الفعل ورد الفعل المتساويان والمتعاكسان في الإتجاه. عقلك الحامد الممتن لله هو تحرير لطاقة كبيره لا يمكن أن تفشل في أن تصل الى وجهتها , والرد يصلك بأسرع مما تتصور .
تقرب من الله وستجد الله قريبا منك , وما إذا كان حمدك قوي ومتصل , فإن عطاء الله سيكون قوي ومتصل أيضا. والحمد ليس فقط للحصول على الخير الكثير في المستقبل , بل أيضا ليبعدك عن أي أفكار ساخطة على ظروفك الحالية . اللحظه التى تسمح بها لأفكار ساخطة على وضع وظروفك أن تتسرب لعقلك , هي اللحظه نفسها التى تفقد توازنك والأرضيه الثابتة التى يجب أن تكون عليها . إذا ثبتت عقلك على التفكير في الردائة في الفقر في المعتاد في البئس والخسة فإن عقلك سيأخذ شكل هذه الأمور , ثم ينقل عقلك صورة هذا الشكل الذهني الى الجوهر, ومن ثم فإن الردائة , الفقر , المعتاد , البئس والخسة سوف تظهر في حياتك ومن حولك .
أن تسمح لعقلك أن يقطن في الأدنى , فهذا يعني انك ستصبح أدنى وتحيط نفسك بالأدنى , من الناحية الأخرى , إذا ثبتت إنتباهك على الأفضل بهذا يعني أن يحيطك الأفضل وتصبح أفضل . الطاقة الخلاقة في داخلنا تجعلنا نصير حسب الصوره الذهنية التى نحفظها في عقولنا ونعطيها انتباهنا , نحن مخلوقون من جوهر فكري , وهذا الجوهر دائما يأخذ شكل الفكر الموجود فيه .
العقل الحامد الممتن دائما يركز على الأفضل , ولهذا فهويميل للأفضل , ويأخذ شكل وصفة الأفضل , وسوف يتلقى الأفضل .
أيضا الإيمان هو وليد الحمد والإمتنان , العقل الحامد دائما يتوقع الأفضل , التوقع يتحول الى إيمان , رد فعل الحمد على عقل شخص ما ينتج الإيمان , وكل موجه من الحمد تزيد من الإيمان , الإنسان الذي ليس لدية شعور الحمد لا يستطيع أن يحتفظ بإيمان حي , وبدون إيمان حي لا تستطيع أن تصل للغنى المبنى على الأسلوب الإبداعي , كما سنري في الفصول اللاحقة.
ولهذا فإنه من الضروري أن تصقل عادة الحمد والإمتنان عندك على كل ما تملك من فضل الله , وتشكر الله باستمرار , ولأن كل الأشياء ساهمت في تقدمك وتطورك , يجب أن تذكر كل الأشياء التى تملكها وأنت تحمد الله على فضلة . (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم )
لا تضيع أي وقت وأنت تفكر في الفقر والنقص أو الأمور السلبية في الحياة , لا تضيع وقتك في نقض السياسيين السيئين , كل هذا يزيد من تركيزك على السلبيات ويقلل من فرصك في الوصول الى ما تطمح الية .
الله قدر لنا أن نصل لهذا الوقت وإلا هذا المستوى الذي وصلت الية الصناعة والتجاره والإقتصاد , والله له حمكه في كل ما وصل اليه العالم اليوم . لا شك أنه سيزيل كل المتنفذين والسياسيين وإصحاب الشركات العملاقه المفسدين حالما ينتهي دورهم كما انتهى دور الدينوصورات في الحياه ويحل محلهم من يعمل على المستوى الإبداعي , لتكن مبدعا حامدا , فهذا سوف يجعلك في حالة تناغم وتوافق مع كل ما هو خير والخير في كل شئ سوف يأتي إليك.
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59