عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 01-10-2013, 07:48 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,419
افتراضي

الفصل الثاني عشر
الأداء الفعال
يجب أن تستخدم فكرك كما قلنا في الفصول السابقة وتبدأ من الآن أن تعمل ما تستطيع عمله حيث أنت , وتفعل كل ما تستطيع فعلة حيث أنت. تستطيع أن تتقدم فقط حين تصبح أكبر وأرحب من موقعك أو عملك الحالي. ولا يوجد إنسان أكبر وأرحب من موقعه أو عمله الحالي إذا لم يقم بأي عمل أو لم يؤدي أي واجب عليه تجاه ذك الموقع أو العمل , العالم يتقدم باؤلئك الذين يملأون أكثر من موقعهم أو عملهم الحالي , إذا لم يملأ كل إنسان موقعه بشكل صحيح , سوف تجد أنه يوجد تراجع في كل شئ , الذين لا يملآون موقعهم وعملهم بالشكل الصحيح هم عبء ووزن زائد على المجتمع , على الحكومات , وعلى الإقتصاد , مثل هؤلاء عالة على باقي المجتمع يعيشون على نفقته, العالم يتباطأ تقدمه بمثل هؤلاء الذين لا يملأون مواقعهم وأعمالهم وكراسيهم التى يتمسكون بها . هؤلاء ينتمون لعصور سابقة ومصيرهم الى الإنحلال والتلاشي لا محاله . المجتمع لا يتقدم إذا كان كل شخص أصغر من موقعه أو عمله الذي هو فيه , نمو المجتمع مرهون لقانون النمو الجسدي والعقلي .
في عالم الحيوان , النمو يحدث نتيجة زيادة الحياه , عندما يملك كائن حياة أكثر مما يمكن التعبير عنه من خلال وظائفة في مستواه الحالي , فإنه يطور الأعضاء لمستوى أعلى , وبالتالي أصناف جديده تنشأ.
لم يوجد مطلقا كائنات جديده نشأت لم تكن قد ملآت أكثر من موقعها مسبقا, القانون هو نفسه بالنسبة لك , وصولك للغنى يعتمد بالأساس على تطبيقك لهذا المبدأ في كل شؤون حياتك.
كل يوم يمر عليك إما يكون يوم ناجح أو يوم فاشل , والأيام الناجحة هي التى تحقق لك ما تريده , إذا كان كل يوم في حياتك يوم فشل , فلن تصل للغنى , ولكن إذا كان كل يوم فيه نجاح , سوف لن تفشل بأن تصبح غنيا .
إذا كان هنالك عمل ما تستطيع أن تقوم به اليوم ولم تقم به , فإنك تكون فشلت بقدر ما يحويه ذلك العمل من أهمية , وربما تكون النتائج أكثر كارثية مما تظن .
انك لا تستطيع أن تتنبأ بنتائج وأهمية أي عمل مهما كان ضيئلا , انت لا تعرف مدى انشغال وعمل القوى التى وضعت لتعمل من أجلك , بعضها يعتمد على عمل بسيط منك , ربما يكون ذلك العمل الضئيل السبب بفتح باب الفرص على مصرعية لكل الأحتمالات العظيمة في حياتك . أنت لا تدرك أو لا تستطيع أن تعرف التوليفات التى تعمل من أجلك التى وضعتها إرادة الله لك في الأشياء والناس . جهلك وفشلك في عمل أشياء بيسطه ممكن أن يؤجل بشكل كبير حصولك على ما تريد . اعمل في كل يوم كل ما تستطيع فعلة ذلك اليوم .
ربما هنالك معوقات ومؤهلات لما سبق يجب أخذها بالحسبان , لست مطالب بأن تعمل أكثر من طاقتك , ولا أن تندفع بشكل أعمى لتنجز في عملك أو وظيفتك أكبر قدر ممكن من الأعمال في أقصر وقت ممكن , لست مطالب أنت تعمل عمل الغد اليوم , أو تنجز عمل أسبوع في يوم , الحقيقة أن العبره ليست في عدد الأعمال أو المهام التى تنجزها بقدر ما هو في فعاليتك وكفائتك في انجاز كل عمل . كل عمل هو بحد ذاته إما أن يكون نجاح أو فشل , كل عمل هو بحد ذاته إما أن يكون فعال وحيوي أو غير فعال وغير حيوي . كل عمل غير فعال هو فشل وكلما قمت بأعمال غير فعاله أكثر كلما فشلت أكثر , من الناحية الأخرى كل عمل فعال ومتقن هو نجاح بحد ذاته , وإذا كان كل عمل في حياتك فعال ومتقن , سوف تكون كل حياتك نجاح . سبب الفشل هو عمل أشياء كثيره بدون فعالية وإتقان بدل من عمل أشياء بقدر كافي بفعالية . (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)
سوف تجد أنه افتراض بديهي أنك إذا لم تقم بأي عمل غير فعال , وأنك عملت عدد كافي من الأعمال الفعالة فإنك تصبح غنيا . إذا تمكنت الآن من أن تجعل كل عمل تقوم به عمل فعال , سوف تجد مره أخرى أن الوصول للغنى هو علم دقيق مثل علم الرياضيات .
وتتحول المسأله الى مجرد سؤال : هل تستطيع أن تجعل كل عمل تقوم به نجاح في حد ذاته ؟؟, وهذا بإمكانك فعله بكل تأكيد , تستطيع أن تجعل كل عمل نجاح , لأن الطاقة الكل تعمل من أجلك والطاقة الكل لا يمكن أن تفشل .
الطاقة تعمل في خدمتك , ولكي تجعل كل عمال تقوم به فعال , ما عليك إلا أن تضع فيه طاقة , كل عمل أو فعل إما أن يكون قوي أو ضعيف, وعندما يكون كل عمل قوي , إذا أنت تعمل بالطريقة العينة التى سوف تجعلك غنيا .
كل عمل تقوم به يمكن جعلة قوي وفعال بأن تثبت على صورتك الذهنية لما تريد وأنت تقوم به, وان تضع كل طاقة ايمانك وعزمك فيه .
هذه هي النقطه التى عندها الناس الذين يفصلون الطاقه العقلية عن الأداء الشخصي يفشلون.فهم يستخدمون طاقة وقوة العقل في مكان معين وفي وقت معين , ثم يعملون بطريقة مغايره في مكان آخر ووقت آخر .و لهذا يكون أدائهم غير ناجح وغير فعال , ولكن لو أن كل الطاقة وضعت في كل فعل وأداء بغض النظر عن كم هو مألوف وعادي , سوف يكون هذا الأداء وهذا الفعل نجاح بحد ذاته. ولأنه من الطبيعي أن كل نجاح يفتح الطريق لنجاح آخر , فإن تقدمك باتجاه ما تريد , وتقدم ما تريده باتجاهك يتسارع .
تذكر أن الأداء والفعل الناجح هو تراكمي النتيجه, لأن الرغبة في الزياده في الحياه كامنة في كل الأشياء ,عندما يبدأ أي شخص بالتقدم نحو حياة أوسع وأرحب, فإن أشياء وأمور أكثر تربط نفسها به , وتأثير رغبتة يتضاعف.
أعمل في كل يوم ما تستطيع عمله في ذلك اليوم , وليكن أدائك وعملك باسلوب فعال .
عندما أقول انه يجب عليك أن تحتفظ بصورتك الذهنية وأنت تؤدي كل عمل مهما كان عاديا , لا أعنى بذلك أنه عليك أن ترى صورتك الذهنية بكل تفاصيلها الصغيرة , التفاصيل الدقيقة والصغيره أتركها للأوقات راحتك, تأملها في أوقات راحتك حتى ترسخ في ذاكرتك , إذا كنت تريد نتائج أسرع , حاول أن تستغل كل أوقات راحتك وفراغك في تأمل تفاصيل صورتك الذهنية . بالتأمل المتواصل تستطيع تكوين صوره واضحة لما تريد بكل تفاصيلها الدقيقة , وفي أوقات عملك أنت بحاجه للرجوع لصورتك الذهنية من وقت لآخر لتحث إيمانك وعزمك ولتدفعك لأفضل جهد عندك . تأمل صورتك الذهنية في أوقات فراغك حتى يصبح وعيك مليئ بها بحيث تستطيع أن تستوعبها بسرعة كبيره , سوف تصيبك بالحماس بوعودها البراقة بحيث مجرد تذكر بسيط منك لها يوقد طاقتك الوجدانيه كلها من جديد.
لنعيد صياغة منهجنا مره أخرى ولكن مع تغيير بسيط في الجملة الختامية لتتلائم مع النقطة التى وصلنا إليها في هذا الفصل :
هنالك جوهر فكري أصلي خلقة الله , ومنه كل الأشياء انبثقت , وهو في حالة الأصلية يتخلل ويتغلغل في فسحات الكون.
كل فكر في هذا الجوهر ينبثق عنه الشئ المصور في الفكر .
الإنسان يستطيع أن يكون اشكال في فكره , وحين يطبع فكرته على الجوهر , يجعل الشئ الذي يتصوره ينبثق .
ومن أجل أن يحقق الإنسان ذلك علية أن ينتقل من العقل والفكر التنافسي التزاحمي الى الفكر المبدع , يجب أن ُيكَِون صوره ذهنية واضحة لما يريد أن يتحقق , ويجب عليه عمل – بالإيمان والعزم – كل ما يمكن عمله في ذلك اليوم , ويؤدي كل عمل بأسلوب فعال .
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59