عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-01-2014, 08:15 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,207
ورقة مسلمو الفلبين وتحديات مرحلة الحكم الذاتي


مسلمو الفلبين وتحديات مرحلة الحكم الذاتي*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

1 / 6 / 1435 هــ
1 / 4 / 2014 م
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

الفلبين _4118.jpg


بعد عقود طويلة من كفاح وجهاد مسلمي مورو من اجل الحصول على حكم ذاتي وبعد تقديمهم بتضحيات كبيرة ما يزيد عن من 150 ألف قتيل من أبناء جبهة مورو للتحرير الإسلامي, وبعد وعود كثيرة كاذبة من الحكومات الفلبينية المتعاقبة انتهت المفاوضات أخيرا إلى اتفاق تاريخي لينتهي هذا الصراع المسلح الدامي المستمر منذ عقد السبعينيات من القرن الماضي.

ففي جنوب الفلبين وفي المنطقة التي يشكل المسلمون أغلبية سكانها عقد اتفاق سلام ليمنحهم حكما ذاتيا بعيدا عن باقي أجزاء الفلبين التي يشكل فيها النصارى الكاثوليك 80 % من سكانها.

ويوضح غزالي جعفر نائب رئيس جبهة مورو الإسلامية للتحرير حجم المعاناة الشديدة التي عاناها مسلمو الفلبين من النظم الحاكمة فيها: "خضنا على مدى سنوات كثيرة كفاح شعب بانغسامورو الذي عاش الكثير من المحن, وهذا الاتفاق يضع حدا للمعارك حول مينداناو" وهي من كبريات مدن جنوب الأرخبيل الذي أصبح جراء هذه الحرب الدامية من المناطق الأكثر فقرا وفسادا في البلاد.

وشهد القصر الرئاسي في مانيلا –برعاية ووساطة ماليزية- توقيع هذا الاتفاق لإحلال سلام دائم والذي يعتبر تتويجا لجود مستمرة وطويلة بين الجانبين إذ يمثل هذا الاتفاق رابع وآخر نقطة في المفاوضات المستمرة منذ 13 عاما, ويعتبر كذلك النقطة الأكثر أهمية بعد التوصل لوقف إطلاق النار في أغسطس عام 2001.

وكالتزام ببنود هذا الاتفاق تعهدت جبهة مورو بتسليم السلاح مقابل الحكم الذاتي للمنطقة الواقعة جنوبي بعد توقيع اتفاق مُهِمّ لتقاسم السلطة، وهو الاتفاق الذي مهّد الطريق للتوصل إلى هذا الاتفاق النهائي الذي ينهي هذا الصراع المستمر منذ أربعة عقود.

وبحسب صحيفة (ذي انكيرير) المحلية ينص الاتفاق على إقامة منطقة ذاتية الحكم في جزيرة مينداناو التي تقطنها الأغلبية المسلمة البالغ عددها خمسة ملايين في هذه المنطقة الجنوبية من البلاد التي تعتبر أرضهم التاريخية.

وصدر البيان المشترك من الجانبين الذي يوضح طبيعة الاتفاق بأنه ملحق لما تقرر قبل ذلك من تقاسم للسلطة بين الحكومة المركزية وبين المسلمين الفلبينيين تحت الاسم الجديد "حكومة باسنغسامورو" والذي تم توقيعه في كوالالمبور يوم 8 ديسمبر 2013, وقالت تيريسيتا ديليس رئيسة لجنة السلام الحكومية إن "التوقيع على ملحق تقاسم السلطة يضمن تحقيق حكم ذاتي حقيقي وقابل للحياة في بانغسامورو". وكانت هذه النقطة إحدى العقبات الرئيسية الحقيقية في المحادثات بين الحكومة وجبهة تحرير مورو الإسلامية.

وقد خرجت عدة مجموعات عن جبهة مورو كانت أبرزها مجموعة "أبو سياف" التي انشقت عن الجبهة تحت اسم جبهة مورو الإسلامية للتحرر مستقطبا الشباب العاطل عن العمل حيث تنتشر البطالة بقوة في المناطق الإسلامية التي لا تحظى باهتمام يذكر من جانب السلطة المركزية في مانيل، ورفضت مجموعته الجديدة اتفاق السلام المبرم عام 1996 واتخذ من الأدغال موطنا ليبدأ عدة عمليات ضد الفريقين معا ضد الطرفين معاً, ويرجح كثير من المراقبين أن وجود هذه المجموعات فسر كثيرا موافقة الحكومة الفلبينية على هذا الاتفاق حيث تجعل من جبهة مورو والمنشقين عنها وجها لوجه في الحكومة الجديدة.

بينما يرى عدد من المحليين الغربيين أن هذا الاتفاق التاريخي سيضع حدا نهائيا للحرب الأهلية في الفلبين وسيفسح المجال لتنمية منطقة الحكم الذاتي الغنية بالموارد الطبيعية لكن سكانها يعانون من الفقر الشديد, ولكن يظل التخوف الأول والاهم على مسلمي الفلبين حيث أن مرحلة ما بعد الحرب دائما أصعب بكثير من مراحل الكفاح والجهاد, إذ أن البناء يستلزم الكثير من الجهد والتخطيط والبعد عن التطلعات الشخصية, فمرحلة الغنائم وتوزيعها أصعب بكثير من مرحلة الجهاد والتضحية والبذل.

فهل يمكن للإدارة الجديدة أن تحقق لمسلمي الفلبين ما يأملون فيه وخاصة مع وجود عقبات كثيرة ستضعها أمامهم الحكومة الفلبينية؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59