عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-21-2012, 12:10 AM
الصورة الرمزية جاسم داود
جاسم داود غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: سوريا
المشاركات: 1,456
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اجلس بنا نؤمن ساعة
قال أبو عبيد : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن جامع بن شداد ، عن الأسود بن هلال ، قال : قال معاذ بن جبل لرجل : اجلس بنا نؤمن ساعة يعني : نذكر الله وبهذا القول كان يأخذ سفيان والأوزاعي ومالك بن أنس ، يرون أعمال البر جميعا من الازدياد في الإسلام ، لأنها كلها عندهم منه وحجتهم في ذلك ما وصف الله به المؤمنين في خمس مواضع من كتابه ، منه قوله الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم ال**** (1) وقوله ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا (2) ، وقوله ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم (3) ، وموضعان آخران قد ذكرناهما في الباب الأول ، فاتبع أهل السنة هذه الآيات ، وتأولوها أن الزيادات هي الأعمال الزاكية وأما الذين رأوا الإيمان قولا ولا عمل فإنهم ذهبوا في هذه الآيات إلى أربعة أوجه : أحدها : أن قالوا : أصل الإيمان الإقرار بجمل الفرائض ، مثل الصلاة والزكاة وغيرها ، والزيادة بعد هذه الجمل وهو أن تؤمنوا بأن هذه الصلاة المفروضة هي خمس ، وأن الظهر هي أربع ركعات ، والمغرب ثلاثة وعلى هذا رأوا سائر الفرائض والوجه الثاني : أن قالوا : أصل الإيمان الإقرار بما جاء من عند الله ، والزيادة تمكن من ذلك الإقرار والوجه الثالث : أن قالوا : الزيادة في الإيمان الازدياد من اليقين والوجه الرابع : أن قالوا : إن الإيمان لا يزداد أبدا ، ولكن الناس يزدادون منه وكل هذه الأقوال لم أجد لها مصدقا في تفسير الفقهاء ، ولا في كلام العرب ، فالتفسير ما ذكرناه عن معاذ حين قال : اجلس بنا نؤمن ساعة ، فيتوهم على مثله أن يكون لم يعرف الصلوات الخمس ، ومبلغ ركوعها وسجودها إلا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد فضله النبي صلى الله عليه وسلم على كثير من أصحابه في العلم بالحلال والحرام ، ثم قال : « يتقدم العلماء برتوه » ؟ هذا لا يتأوله أحد يعرف معاذا وأما في اللغة : فإنا لم نجد المعنى فيه يحتمل تأويلهم ، وذلك كرجل أقر له رجل بألف درهم له عليه ، ثم بينها ، فقال : مائة منها في جهة كذا ، ومائتان في جهة كذا ، حتى استوعب الألف ، ما كان هذا يسمى زيادة ، وإنما يقال له : تلخيص وتفصيل ، وكذلك لو لم يلخصها ، ولكنه ردد ذلك الإقرار مرات ، ما قيل له زيادة أيضا ، إنما هو تكرير وإعادة ، لأنه لم يغير المعنى الأول ، ولم يزد فيه شيئا فأما الذين قالوا : يزداد من الإيمان ، ولا يكون الإيمان هو الزيادة ، فإنه مذهب غير موجود ، لأن رجلا لو وصف ماله فقيل : هو ألف ، ثم قيل : إنه ازداد مائة بعدها ، ما كان له معنى يفهمه الناس إلا أن يكون المائة هي الزائدة على الألف ، وكذلك سائر الأشياء ، فالإيمان مثلها ، لا يزداد الناس منه شيئا ، إلا كان ذلك الشيء هو الزائد في الإيمان وأما الذين جعلوا الزيادة ازدياد اليقين فلا معنى لهم ، لأن اليقين من الإيمان ، فإذا كان الإيمان عندهم كله برمته إنما هو الإقرار ، ثم استكمله هؤلاء المقرون بإقرارهم ، أفليس قد أحاطوه باليقين من قولهم فكيف يزداد من شيء قد استقصي وأحيط به ؟ أرأيتم رجلا نظر إلى الناس بالضحى حتى أحاط عليه كله بضوئه ، هل كان يستطيع أن يزداد يقينا بأنه نهار ، ولو اجتمع عليه الإنس والجن هذا يستحيل ويخرج مما يعرفه الناس .
(1) سورة : آل عمران آية رقم : 173
(2) سورة : المدثر آية رقم : 31
(3) سورة : الفتح آية رقم : 4

عن كتاب الايمان للقاسم بن سلام

الأخت القديرة
بارك الله فيكم
أثابكم الله وجعل جل أعمالكم في موازين حسناتكم
جعلم الله قلوبكم نوراً ووجوهكم نوراً وألبسكم ثياب الصالحين
ونحن معكم أجمعين وجمعنا حول حوض رسوله الكريم
لنرتوي الماء العذب الزلال من يدي خير المرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام
وصلى اللهُ على سيِّدِنا مُحمَّد وَعلى آلِهِ وصَحْبه وَسلّم
دمـتي برعـاية الله وحفـظه
__________________

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59