عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-25-2012, 12:56 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي أسلحة الدمار الشامل ...حقائق أغرب من الخيال


الدكتور محمد يوسف عدس

تحيط أمريكا دائما ترسانتها من أسلحة الدمار الشامل وجهودها في تطوير هذه الأسلحة بنطاق من السّرية الكاملة .. وتعتبر من يفشى سرّاً منها أو يبدى اعتراضه عليها خائنا للوطن .. وتعمد إلى تصفيته في صمت
.. خصوصاً إذا كان من العلماء المنخرطين في أبحاث أو في تطوير هذه الأسلحة السرية .. وقد تم اغتيال ستة علماء منهم في ظروف غامضة بالغة الغرابة .. وانتهت تحقيقات رجال الشرطة دائماً إلى إغلاق ملف القضية دون الوصول إلى نتيجة ..!! .. وتلك خصوصية أمريكية في أشهر جرائم الاغتيال التي استهدفت شخصيات تاريخية كبيرة مثل الرئيس جون كنيدي و الزعيمين السود مارتن لوثر كنج و مالكوم إكس ...!


أما إسرائيل (فيما يتعلّق بأسلحة الدمار الشامل التي تملكها ) فإنها تسلك مسلكاً نمطيّاً لا تحيد عنه : فهي لا تقوم بالإعلان عن ذلك رسمياً .. وإنما توعز لبعض الجهات الأخرى للقيام بذلك نيابة عنها .. وغالباً ما تكون أمريكية .. بهذه الطريقة تنأى بنفسها عن المساءلة وتلتزم الصمت فلا تأكيد ولا نفي .. بل تدع الخبر المبهم يحدث أثره في الأطراف المعنية .. بمزيج من الإرهاب والرعب والبلبلة الفكرية والاضطراب العصبيّ .. وكل هذا مطلوب بصفة دائمة حتى تظل الفريسة في حالة قلق ورعب وتوجّس .. مُستنزفة الطاقة عاجزة عن التفكير الصحيح .. يائسة من أيّ حلول ممكنة للخروج من المأزق .. والملاحظ في مثل هذا الموقف أن الفريسة تصبح أحيانًا من الهياج والاضطراب بحيث يسهل التصويب عليها في مقتل .. هل شاهدت منظر الثور في حلبة مصارعة الثيران وهو ينطح المنديل الأحمر الذي ينشره المصارع أمام وجهه ..؟؟ وهو لا يدري أن سلاح المصارع الحقيقي مخفيّ في يده الأخرى متحفز للحظة الانقضاض .. عندما تسقط الفريسة من الإعياء فيطعنها طعنة واحدة تكون هي القاضية ..!! هذه بعض حقائق علم نفس الحيوان .. والإنسان أيضاً الذي وضع نفسه باختياره في زمرة هذه الأمة من الخلق وأدار ظهره لأمّة لا إله إلاّ الله التي لا يخشى الإنسان فيها أن يلقى الله اليوم أو غداً .. بقنبلة نووية أو بشربة ماء على فراشه .. ولسان حاله يقول : ولست أبالي على أيّ وجه كان في الله مصرعي ..!

لا تملك إسرائيل من أسلحة الدمار الشامل القنابل النووية فحسب وإنما لديها أيضاً ترسانة أخرى من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية .. و حتى تجاربها في تغيير المناخ ليست خبراً جديداً فهي تتابع الجهود الأمريكية في هذا المجال منذ وقت طويل ولديها من كبار العلماء في هذه المجالات كلها ما يكفيها لكي تسابق الولايات المتحدة .. ولقد طالعتنا بعض الصحف العربية في النصف الثاني من شهر يونيه 2008 بخبر ( كأنه اكتشاف ) عن سلاح جديد لإسرائيل تجري الآن عليه تجاربها .. والواقع أن الموضوع قديم ينتمي إلى أكثر من عشر سنوات ماضية .. حيث جرى حوله الكلام بالنفي أحياناً حتى قيل إنه مجرد قصة من قصص الخيال العلمي ، وبالتأكيد أحياناً أخرى ، وهو تأكيد تدعّمه التفاصيل والتواريخ والأرقام ..

أما الخبر نفسه فيتضمّن كلاماً منسوباً إلى تقرير لمجلة (العلم والسلاح) الأمريكية.. مؤدّاه باختصار : ( أن إسرائيل قد تمكّنت من تطوير سلاح " أيكولوجى " يسمى كيمتريل Chemtrail .. وهو سلاح كيماوي يستهدف إحداث تغييرات مناخية غير مألوفة .. ينتج عنه صواعق وبرق ورعد .. ولكنه لا يسقط المطر بل يسبب الجفاف في المنطقة التي يُنشر في سمائها بواسطة الطائرات .. ويصحب هذه التغيرات عادةً انخفاض الرؤية بسبب العوالق الكيماوية الهابطة إلى الأرض على هيئة شبّورة .. يتبع ذلك كلام هو المقصود أصلاً من الرسالة حيث يقول : ( إن إطلاق الكيمتريل الإسرائيلي فوق شمال إفريقيا ومصر وشمال البحر الأحمر سيؤدى إلى انخفاض شديد ومفاجئ في درجات الحرارة وتكوين منخفض جوي يسبب اندفاع الرياح وتحويل مسارها الطبيعي ..فتهب حاملة معها أسراب الجراد الصحراوي متجهة إلى دول المغرب العربي ومصر والأردن ... وقد أُجريت هذه التجارب فوق مصر من 4 إلى 14 نوفمبر سنة 2004 وأدّى هذا إلى نزوح أسراب جراد هائلة إلى مصر ...) ثم ينتقل الخبر إلى آفاق درامية أبعد .. فيشير إلى بعض وقائع مأساوية لاستكمال عملية الترويع فيقول: (عندما أطلق الأمريكيون هذا السلاح لأول مرة في سماء كوريا الشمالية أحدث جفافاً هائلاً وتم إتلاف محاصيل الأرز الغذاء الرئيسي في البلاد .. [ كما أدّى إلى موت آلاف من السكان شهرياً حتى اليوم ] .. وقد استُخدم السلاح نفسه في منطقة تورابورا الأفغانية لتجفيفها ودفع سكانها إلى الهجرة منها .. كما أُطلق فوق العراق سنة 1991 قبل حرب الخليج .. وكان الأمريكيون قد احتاطوا للأمر فطعّموا جنودهم باللقاح الواقي من الميكروب المحمول مع الكيمتريل .. ومع ذلك فقد عاد 47 % منهم مصابين بالميكروبات ) ...

هذا الخبر ينطوي على بعض الغموض والالتباس ، فهو يبدأ بسلاح أيكولوجي متعلق بتغيير المناخ ثم ينتهي بسلاح آخر هو السلاح البيولوجي الذي يُفضى مباشرة إلى الموت .. ومع ذلك فإنه ينطوي على حقائق مروّعة عن أسلحة الدمار الشامل الكيماوية والبيولوجية التي تمتلكها كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ويستخدمانها بطرق سرية .. وتجري أمريكا تجاربها على البشر في أماكن كثيرة بأفريقيا وفي بعض البلاد العربية .. بل في الولايات المتحدة نفسها على نطاق محدود ومنظم وضد فئات معينة من البشر على الأخص السود والملونين .. المسجونين والمعوّقين والمتطوعين في الجيش [ بدون علمهم ] كما سنرى لاحقًا ...

وتحرص أمريكا على أن تحافظ على السرية الكاملة على أسلحتها الكيماوية والبيولوجية حتى ولو اضطرت إلى التضحية بعشرات الألوف من مواطنيها كما حدث للجنود العائدين من حرب الخليج مصابين بأعراض مرضية خطيرة بلغت حد العجز الكلّي .. ورغم تفجّر ما عرف في الإعلام بقضية (ظاهرة مرض حرب الخليج) إلا أن البنتاجون دأب على إنكار حقيقة هذه الظاهرة حتى هذه اللحظة وما زال مصرًّاً على نسبة هذه الحالات المرضية إلى الاضطرابات النفسية والعقلية رغم ثبوت الأدلة الطبية بأنها أمراض عضوية خالصة ..

وقد تعرّض كبار العلماء الذين اكتشفوا الحقيقة للاضطهاد وقتل ستة منهم جميعاً في ظروف غامضة كما أسلفنا .. ولكن شاء الله أن ينجو اثنان آخران من محاولات اغتيال وتسميم .. وتمكّنا من الهرب بمساعدة عدد من الضباط تم علاجهم وشفاؤهم بواسطة هاذين العالمين .. ومن ثم استطاعا أن يسجّلا تجربتهما مع صناعة الأسلحة البيولوجية في كتاب منشور ليقرأ العالم قصة مغامرة حقيقية أغرب من الخيال .. وهذا ما نحاول عرضه في الجزء الثاني من هذه المقالة ...

لقاء عاصف مع الدكتورة ماري لوبين :

لفت نظر الدكتورة "ماري لوبين" عند دخولها لأول مرة مكتب الدكتور" بروك " رئيس القسم الذي تم تعيينها فيه ( كباحثة ومحاضرة ) أن جدران الغرفة مزيّنة بعدد كبير من الصور التي تستعرض نشاطاته الواسعة : صورة له مع جورج بوش الأب، وصور أخرى لزياراته إلى دول العالم الثالث ومنها مصر، وصور له في زياراته لسجون تكساس .. حيث كان يجرى أبحاثه على نزلائها بزعم مساعدتهم في تشخيص وعلاج أمراضهم .. مما أفاضت فيه الصحف الأمريكية .. ووصفته بالعالم الخيّر المحبّ للضعفاء والمقهورين ...

كانت دكتورة ماري في الثلاثينيات من عمرها .. طويلة القامة معتدلة القوام تمشى شامخة الرأس بثقة في النفس واضحة .. وتبدو على وجهها سيماء النبل والجمال .. مما لا يتوفر عادة في كثير من النساء المشتغلات بالأبحاث العلمية ..

أجلسها دكتور بروك في مقعد أمامه وهو ينظر إليها نظرة فاحصة ثم سألها: "ماري.. سوف أتحدث إليك مباشرة عن نقطة مهمة هي السبب الحقيقي لدعوتك إلى الحضور هنا .. أريد أن أستوضح منك : ما هو رأيك في الحرب البيولوجية ..؟

سؤال لم تتوقع سماعه في مثل هذا المناخ الأكاديمي بالذات .. ناهيك عن أن يصدر من دكتور بروك ..! لقد كان آخر شيء يمكن أن تتصوره من هذا العالم المشهور في الإعلام بروحه الإنسانية وسعيه في إنقاذ حياة المرضى بسجون تكساس ..! تمالكت دكتورة ماري نفسها وردت بإجابة حاسمة .. وربما صادمة أيضاً حيث قالت : "سيدي .. إن الحرب البيولوجية عمل لا أخلاقي تماماً .. ولعلي أضيف أيضاً بأنه عمل غبيّ إلى أقصى حدود الغباء .. فنحن لا نستطيع أن نسيطر على الكائنات الحية الدقيقة إذا أطلقناها من عقالها" ...

ابتسم دكتور روك ابتسامة صفراء وهو باديَ الامتعاض .. ثم تابع أسئلته في نفس الموضوع وكأنه لم يسمع إجابتها : "هل يمكن أن تشاركي في أبحاث من هذا القبيل ..؟" .. فهزت دكتور ماري رأسها بالنفي القاطع وأردفت قائلة : "لا .. على الإطلاق" .. ثم تابعت : "هل من المفيد أن أذكّرك يا دكتور روك بأنك خبير في علم البكتيريا والفيروسات .. فأجاب بشيء من السخرية لم يحاول إخفاءها .. قال: أعرف أنني خبير الفيروسات والبكتيريا.. فماذا تقصدين.. !؟".

أجابت ماري: "مع احترامي الشديد لك ولمكانتك العلمية .. ولكنك لا تعرف جوانب من سلوك بعض أنواع من البكتيريا التي أُجري عليها تجاربي .. وهي في صميم تخصصي وخبرتي..!
حك دكتور روك رأسه وقد بدا عليه مزيد من الاستياء والإحباط، ثم تابع أسئلته دون أن يعلق على ما قالته بشيء: "إذا سمعت عن أبحاث عن الحرب البيولوجية تجرى قريباً منك أو في محيطك فهل تلتزمين الصمت بإزائها ..؟".

ترددت دكتورة ماري هنيهة وهي تفكر في هذا الكلام العجيب ثم أجابت بلهجة تأكيد لا تدع مجالاً للشك : "لا .. لا أعتقد أنني يمكن أن أصمت ..!".

كان دكتور روك قد أفرغ آخر ما في جعبته في سبر أغوارها حيث بلغ قمة شعوره بالإحباط والكآبة ثم قال: "حسناً يا ماري .. إنك لا تصلحين كلاعب في فريق .. وأنت على كل حال أدرى بمصلحتك الخاصة .. ولكني أؤكد لك أن أفكارك لا تسير على نفس الخط من التفكير السائد هنا .. وموقفك غير ملائم برمّته من الناحية السياسية في هذا المناخ .. هل تفهمين ما أقول..؟".

لقد تبين لماري واضحاً في تعبيرات وجه دكتور روك غضب عارم وروح عداء سافرة وكأنه يتمنى لو ينشب أظافره في عنقها ..

من عرف دكتورة ماري يعلم أنها تتمتع بقدر كبير من الذكاء والتفوق في مجال تخصصها .. ولها إنجازات علمية لا تُنكر .. ولكن هذا لا يتنافي مع أن تكون في الناحية السياسية ساذجة.. فهي كغيرها من العلماء المنكبّين على أبحاثهم المستغرقين في نشاطاتهم التخصصية .. ليس لديهم أي فكرة ولا حتى فائض من الوقت يسمح لهم بالتدقيق في فهم البيئة التي يعملون في إطارها .. إنهم على قدر من السذاجة – في هذا الجانب – يجعلهم عاجزين أو قل ذاهلين عن فهم ما يدور حولهم ..

اهتز عالم دكتورة ماري من أقطاره كلها فجأة .. وأصيبت بصدمة في هذه الشخصية التي تمثل عندها نموذجاً للعالِم الإنسان المخلص في مساعدة البائسين والمقهورين من نزلاء السجون .. لقد انكشف لها فجأة الجانب المظلم لهذه الشخصية اللامعة .. وشعرت بتصادم هائل بين أهداف هذا الرجل وبين أحلامها الشابة ومثاليتها ..!

حاولت أن تدافع عن نفسها دون مزيد من التصادم مع رئيسها في العمل فقالت: "سيدي أعرف أنني مختلفة .. ولكنني أحاول فهم مواقف الآخرين وآرائهم .. ولا أعتقد أنني مخطئة في موقفي السياسي .. وإنما لدى مقتربات مختلفة لمعالجة المشكلات التي تواجهنا".

كانت غاية الرجل من كل أسئلته أن يسبر أغوار دكتورة ماري ليعلم مدى استعدادها لأن تضع التزامها الأخلاقي جانباً .. وأن تفعل شيئاً مخالفاً لهذا الالتزام لكي تحافظ على وظيفتها الجديدة .. ولكنها رسبت في هذا الاختبار ووقعت الواقعة، فلم يعد لكلام ماري الأخير أي تأثير أو معنى جدير بالالتفات إليه .. ولم تدرك أنها قد وصلت إلى باب مسدود بالنسبة لمصيرها الأكاديمي في قسم دكتور روك إن لم يكن في الجامعة كلها ...

نظر الرجل نحو النافذة ثم قال: "بالمناسبة يا ماري .. هل تحبين الناس؟ .. إنني أعتقد أنك عاطفية من الأعماق؟" .. ومرة أخرى تحس ماري برشقة جديدة في صميم مشاعرها مع استمرار مسلسل الأسئلة الغريبة التي يسددها إليها دكتور روك .. ووجدت ماري نفسها تنطلق في الكلام فتقول: "دكتور روك لقد قررت أن أكون واحدة من العالمات عندما حددت هدفي في الحياة وهو مساعدة أولئك الذين يعانون الأمراض .. لقد كرست حياتي لهذه الغاية خلال تجاربي في البحث العلمي" ... تحول روك بكليته نحو ماري قائلاً بحدة: "من أين جئت بهذه الأفكار الغبية ..؟!". ثم أضاف دون أن يدع لها فرصة للرد: "لا يهم الآن .." ثم تحول عن الموضوع وأضاف بسخرية واضحة: "لا شك يا ماري أن رحلتك إلى الخارج ستكون مثيرة لك .. ولكن قبل أن أنسى .. عليك أن تأخذي بعض التطعيمات الضرورية قبل السفر .. فليس هناك أتعس من أن يقع المرء فريسة للمرض وهو بعيد عن وطنه ، ولكي أريحك فقد أعددت لك كل الطعوم اللازمة بنفسي ، ويمكنك أن تعودي إلى مكتبي مرة ثانية في آخر النهار للحصول عليها ، كما أرجو أن تُعدّى ملخصاً وافياً للمؤتمر.." .

خفف دكتور روك من لهجته الحادة، فأصبح أكثر ليونة ولُطفاً عندما قال: "ماري .. إنه تشريف كبير لمن كان مثلك في مُبتدأ حياته الوظيفية هنا أن يُدعى إلى هذا النوع من المؤتمرات العالمية ذات المستوى الرفيع .. فأرجو ألا تُفسدي هذه المناسبة .. هل تفهمين ما أعنيه ..؟!" لم تجد ماري ما ترد به عليه سوى أن هزت رأسها بالإيجاب .. ولكنها لم تفهم كيف تحوّل الرجل من حدته فجأة إلى إنسان لطيف رقيق ..!

بعد هذا اللقاء العاصف شعرت دكتورة ماري أن أبواب الجحيم قد انفتحت عليها وبدأت الحرب الخفية تلاحقها في كل مكان بكلية "بلفورد" : شائعات لا يُعرف مصدرها عن الوافدة الجديدة .. وقبل أن تتعرف إلى الناس أو يتعرفوا عليها تشكلت ضدها مواقف معادية من جانب زملائها الأكاديميين الذين قاطعوها .. ومن موظفي الإدارة الذين عاملوها بازدراء، ومن طلاب الكلية الذين أمطروها بملاحظاتهم البذيئة .. وقاطعوها في محاضراتها، حتى إنها لم تستطع أن تكمل فكرة واحدة طرحتها في محاضراتها .. لقد بلغ انحطاط الشائعات أن نسبت إليها اتهامات في شرفها ..

سافرت ماري إلى المؤتمر ولكنها بعد عودتها بدأت تشعر بأعراض مرضية غريبة، فقد بدأت الطعوم التي حصلت عليها قبل السفر تفعل فعلها الآن .. إنها لم تدرك هذه الحقيقة إلا متأخراً ..

استقبلها رئيس القسم بتجاهل وإعراض شديدين وأخبرها صراحة أنها لم تعد تصلح للعمل في قسمه وعليها أن تبحث لها عن مكان آخر ...

هنا يتدخل دكتور "جاريد ماكنكولز" رئيس قسم السرطان بنفس الكلية الذي كان معجباً بأخلاقها وعلمها وجمالها وأصبح زوجها بعد ذلك .. تدخّل لينقذ حياتها ومستقبلها الأكاديمي – ولو بصفة مؤقتة فألحقها باحثة في القسم الذي يرأسه ...

الصدفة القدريّة هي التي جمعت الشخصين ليواجها مؤامرة واحدة ومصيراً واحداً فقد كان دكتور ماكنكولز مستهدفاً من داخل الجامعة وخارجها بسبب أبحاثه التي كشف فيها عن حقيقة مرض المحاربين القدامى العائدين من حرب الخليج الأولى في عهد الرئيس بوش الأب .. حيث أكّد أنهم ليسوا مصابين بأمراض عُصابية نفسية (كما يزعم البنتاجون) وإنما هي أمراض عضويّة ويمكن علاجها أو السيطرة عليها بالعلاجات الدوائية ...

وحدد الدكتور ماكنكولز بوضوح مصدر هذه الأمراض بأنها أمراض ناتجة من تعرّض هؤلاء الناس لملوّثات بكتيرية وكيميائية .. وبهذا تحدى الموقف الرسمي الذي أعلنه البنتاجون وأصر عليه وروّج له إعلامياً، بهدف القضاء على الشكوك التي بدأت تساور الأمريكيين حول سر هذه الأمراض وأسبابها الخفية .. حتى لا تتطرق إلى الرأي العام أي فكرة عن وجود أسلحة بيولوجية سرية ، تطوّرها الولايات المتحدة .. فتفقد بذلك فاعليتها، وكان البنتاجون يفضّل التضحية بمرضى حرب الخليج مع علمه أن المصابين منهم ومن أسرهم قد بلغ عددهم مائة ألف أو يزيدون على أن يفشى هذه الأسرار العسكرية، واعتبر أن من يتصدى لإفشائها خائن لبلاده ...

أما بالنسبة للدكتور ماكنكولز، فإنه كان يرى أن ترك ما يزيد على مائة ألف من الأمريكيين يعانون أمراضاً مجهولة العلاج حتى الموت هو جريمة وطنية لا أخلاقية ولا إنسانية، وبسبب هذا الموقف استحق دكتور ماكنكولز هو الآخر العقاب ...

وسوف نكتشف ونحن نتابع مأساة دكتور ماكنكولز وزوجته ماري أن هناك سبباً إضافياً آخر لرغبة السلطات داخل الجامعة وخارجها في استئصالهما معاً: فقد كانت ماري هي الوريث الشرعي الوحيد لثروة طائلة تقدر بمليارات الدولارات، أوصى بها أبوها الذي توفي في ظروف غامضة وهي لا تزال طفلة، حيث تولّت أسرة أخرى تربيتها وأخفي عنها تماماً نسبها الحقيقي وميراثها .. عرفت ماري هذه الحقيقة متأخراً ..، وبدأت البحث عن ميراثها والمطالبة به، بل عرفت (أكثر من هذا) أن هناك مجلساً من الأوصياء الأشرار يديرون هذا الإرث وينهبون منه الملايين لخدمة مصالحهم الخاصة، بل الأدهى من ذلك أن الجزء الأكبر من هذا الإرث يموّل مراكز أبحاث الأسلحة البيولوجية في البنتاجون وفي عشرات من الجامعات الأمريكية من بينها الجامعة التي تعمل هي فيها .. ومن هذا تفهم سر عداء إدارة الجامعة لها وعلى رأسهم مدير الجامعة .. فهم جميعاً متعاونون مع مجلس الأوصياء ومع شخصيات ذات نفوذ في الإدارة الأمريكية للإبقاء على هذه الثروة تحت أيديهم حتى لو اقتضى الأمر تحطيم صاحبة الإرث الشرعية نفسياً وأكاديمياً ثم التخلص منها هي وزوجها نهائياً ...

وقد جرت محاولات عديدة لوضع السم في طعامها وفي طعام زوجها وأصيبت بأمراض قاتلة لولا وجود زوجها بجانبها في الوقت المناسب لإنقاذ حياتها وعلاجها .. ولم يقتصر الأمر عند ذلك فقط، بل دُبّرت لهما حوادث تصادم بسيارات نقل استهدفت سيارتهم الصغيرة لولا أن تداركتهما العناية الإلهية في كل مرة .. كما تم تحطيم سقف منزلهما واقتحامه والاستيلاء على أوراقهما وأجهزة الكمبيوتر التي يستخدمونها، بقصد الوصول إلى أي دليل لإدانتهما والتشهير بهما.

وأخيراً لم يجد الدكتور ماكنكولز وزوجته بُدّاً من الفرار بحياتهما بعيداً عن الجامعة وعن ولاية تكساس كلها .. لينشئا في كاليفورنيا مركزاً خاصاً للأبحاث ويواصلا علاج مرضاهم من رجال البحرية الأمريكية، وكان هؤلاء الضباط هم الذين ساعدوهما على الفرار خارج الولاية سراً .. وأصبحوا عوناً لهما في إنشاء هذا المركز ومساندة نشاطه وأعماله في مجال البحث والعلاج ...

التجربة في كتاب منشور:

قرر الزوج وزوجته أن يسجّلا هذه التجربة الرهيبة في كتاب مفصّل يفضح فريقاً من العلماء الأشرار المتآمرين على حياة البشرية مع مجموعة من المتنفذين في الإدارات الحكومية والبنتاجون بصفة خاصة في تطوير وصناعة أسلحة بيولوجية سرية يمكن أن تهدد حياة البشر على هذه الكرة الأرضية بالفناء التام .. جاء العنوان الفرعي للكتاب: "تراجيديا الحرب البيولوجية الأمريكية"، أما العنوان الرئيسي فهو: "مشروع داي ليلي" Project Day Lily، و"داي ليلي" نوع من الزهور الجميلة هي زهرة السوسن أطلقه علماء الأسلحة البيولوجية وصفاً لميكروب جديد تخلّق في معاملهم تحت إشراف البنتاجون وهو ميكروب بالغ الخطورة يتسبب في أمراض كثيرة .. ومن خطورته أنه لا يظهر في أي تحليلات معملية للدم وبالتالي يستحيل علاجه .. وبقاؤه سراً على هذا النحو ضروري لاستمرار فاعليته وتأثيره كسلاح سري في الحرب البيولوجية التي تشنها أمريكا على العالم ..

الاسم الحقيقي للمؤلفين هو: دكتور جارث نيكولسون ونانسي نيكولسون، وقد انتحلا في قصة الكتاب اسمين مستعارين هما: جاريد ماكنكولز وماري لوبين .. علماً بأن كل الأسماء الأخرى الواردة في الكتاب منتحلة أيضاً وليست حقيقة .. وقد نبّه المؤلفان القارئ إلى هذه الحقيقة في مقدمة الكتاب .. وأوضحا السبب في ذلك وهو أن ذكر الأسماء الحقيقية للشخصيات من شأنه أن يعرضهما لمساءلات قانونية لا قبل لهما بها .. ولكن رغم أن الأسماء مستعارة إلا أن الأحداث الواردة في الكتاب كلها حقيقية .. وكذا الحوارات التي دارت فيه فقد تمّ بناؤها من واقع خبرتهما الشخصية وذكرياتهما .. ومن شهود عيان تطوعوا بنقلها إليهما .. أما الحقائق العلمية التي نوقشت في الكتاب فهي صحيحة أيضاً .. وقد تم توثيقها في دراسات وأبحاث منشورة .. وفي تقارير وشهادات رسمية أمام لجان تحقيق رئاسية وفي الكونجرس الأمريكي .. إنها تجربة بالغة الغرابة أودعها المؤلفان في كتاب من 568 صفحة مشتملة على الوثائق والتقارير الرسمية في ملاحق الكتاب ...

نماذج غريبة من الشخصيات :

يصور المؤلفان شخصيات الكتاب تصويراً دقيقاً يرقى إلى مستوى الأدب الرفيع، وذلك من خلال حركاتها وسلوكها والحوارات التي دارت بينها .. وقد صيغ كل هذا صياغة أدبية محكمة تجعلنا نشعر أنها تعبّر تعبيراً صادقًا عن السمات الفريدة المتميزة لكل شخصية على حدة .. ومن خلال حواراتهم وسلوكهم يتبين لنا أن أكثر هؤلاء العلماء منخرط في هذا النشاط اللا أخلاقي بل الإجرامي – وأقصد به إنتاج أسلحة بيولوجية قاتلة (عن اقتناع) وكأن الواحد منهم يحقق أيديولوجيته الخاصة ورؤيته للعالم والبشر ..

ولكننا سنصادف أيضاً علماء آخرين (على قلّتهم ) قد انخرطوا مرغمين في هذا النشاط ولم يدركوا حقيقة ما تورطوا فيه إلا متأخراً .. وحينذاك تبيّن لهم أنه لا فكاك لهم، لأن حياتهم وبقاءهم مرهونان بالكتمان والاستمرار في العمل وعدم البوح بأسراره .. وأمامهم أمثلة بارزة على ذلك ..حيث فقد خمسة من العلماء حياتهم في ظروف غامضة لأنهم أبدوا اعتراضهم على الأسلحة البيولوجية وأرادوا الانسحاب من هذه المهمة الإجرامية .. بل إن جنرالاً في البحرية الأمريكية فقد حياته بنفس الأسلوب لمجرد أنه تجرّأ وحاول التحقق والبحث عن طبيعة "ظاهرة مرض حرب الخليج" .. حيث بدأ يتشكك في الرواية الرسمية للبنتاجون والحكومة .. تلك الرواية التي تزعم أنه مرض نفسي أصيب به الضباط والجنود بسبب ضراوة الحرب وأنه لا صلة له بالأمراض العضوية أو التعرض لمواد ملوثة بالبكتيريا أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل ..

ومن الشخصيات المغلوبة على أمرها نصادف الدكتور "منج لون" وهو عالم صيني عبقري من علماء الأحياء الدقيقة .. فرّ من الصين ولجأ إلى الولايات المتحدة، حيث سقط في شباك عصابة الأسلحة البيولوجية .. يقول عنه الكتاب: إنه عالم فذ ذو نزعة إنسانية ولكنه غير قادر على مقاومة أوامر رؤسائه حتى عندما تبين له أنها ضد الإنسانية وضد الأخلاق .. ويعزو الكتاب ذلك العجز جزئياً إلى أنه قد اعتاد على طاعة رؤسائه السابقين في النظام الشيوعي الاستبدادي دون مناقشة ...

يعتقد دكتور منج لون أن فيروس الإيدز (HIV) وحده لا يقتل الإنسان وإن كان أحد أسباب هدم جهاز المناعة .. فقد لوحظ من الحالات التي فحصها لمرضى الإيدز وجود بكتيريا مصاحبة من نوع خطير من "المايكوبلازما" واستطاع أن يعزو التدهور السريع لجهاز المناعة إلى هذه البكتيريا لأنها على خلاف فيروس الإيدز قادرة على خداع خلايا المناعة .. حيث تتغلغل في أنسجة الجسم وأعضائه وتختفي تماماً من مجرى الدم، فلا تظهر في أي تحليل لدم المريض ...

قال وهو يتحدث إلى رئيسه الجنرال "آرمهوايت": "الذي يحيرني حقاً هو كيف دخلت المايكوبلازما هذه إلى مرضى الإيدز..!" هنا يتنبه جنرال آرمهوايت أن منج لون قد وصل إلى منعطف خطير في استفساراته .. فنظر إليه محذّراً في لهجة واضحة التهديد .. قال: يجب أن تتنبه أننا عندما نتحدث عن الإيدز فيجب أن نحصر كلامنا عن فيروس الـ HIV .. ونقطع ألسنتنا تماماً عن الخوض في المايكوبلازما المصاحبة لهذا الفيروس .. إن آلاف الأطباء في العالم يتعاملون مع الإيدز ويتحدثون عنه ولا يذكرون في حديثهم ولا يتشككون في وجود أي مكروب أو فيروس آخر إضافي مصاحب لفيروس الإيدز .." .. لاحظ الجنرال آرمهوايت أن منج لون يهز رأسه صامتاً وقد بدا على وجهه الوجوم وعدم الاقتناع فواصل تحذيراته بعبارات صارمة وجارحة في نفس الوقت .. حيث قال: "منج .. إنك تثير غضبي بسبب ما يعتريك من نوبات إنسانية تافهة من وقت لآخر .. لا تنس أننا توصّلنا إلى سلاح بيولوجي رائع .. إنه آخر شيء يمكن أن يتوقعه أي إنسان .. فهو ينتج عدداً لا حصر له من الأعراض المرضية المحيرة للإنسان تسلمه إلى الموت أو العجز المزمن .. وبهذا يمنحنا ميزة فائقة على المدى الطويل – فيما يتعلق بأهدافنا العسكرية – ضد الدول المارقة والمشاغبة مثل كوبا وكوريا الشمالية .. فانتشار العجز بين سكان هذه البلاد المعادية يمكن أن يؤدي بها إلى الإفلاس .. حيث يتحول العدد الأكبر من الناس إلى عجزة غير قادرين على الإنتاج" ...

هز دكتور منج لون رأسه مستنكراً وحاول مرة أخرى أن يوضّح فكرته مبدياً شكّه في القدرة على احتواء هذا المرض .. قال: "إذا تحول هذا المرض إلى وباء فلن ينجو منه الجنود الأمريكيون بل سينتقل معهم إلى أسرهم هنا .. و لن ننجو منه نحن كذلك ..! .. أنا لا أظن يا سيدي أنه مرض يمكن السيطرة عليه .. ولا أعتقد أن المضادات الحيوية ستكون ذات فاعلية في هذه الحالة" ...

زمجر جنرال آرمهوايت وردّ بحزم بادي العنف: "دكتور لون .. العلماء من أمثالي وأمثالك لن يصيبهم هذا المرض أبداً بسبب هذا الكائن الدقيق .. إننا كائنات مختلفة .. إننا علماء كبار .. من جنس أعلى شأناً من بقية الناس .. إننا نملك مفاتيح هذه الأسرار المستغلقة على سائر البشر" ..!.

لم يستسلم دكتور لون بعد بل مضى في محاولة إقناع الجنرال فألقى بآخر ما في جعبته من هواجس ومخاوف حيث قال: "سيدي .. إن إطلاق هذا الكائن بين الناس قد يتسبب في كوارث لا حدود لها .. فهو ميكروب قابل للتشكّل والتكيّف وتتغير خصائصه بمرور الوقت .. ومن ثم يصبح شرساً لا نستطيع مقاومته ..!".

أجاب الجنرال نافذ الصبر: "منج .. يجب أن تتوقف عن هذا الهراء والجدل العقيم .. لقد أصبح الأمر خارج أيدينا الآن .. إنه الآن في يد أعلى مستويات الإدارة السياسية للبلاد"..

في هذه الأثناء جاء الدكتور "دويْتشمان" وقد تناهت إلى مسامعه أطراف من الحديث فأراد أن يساند الجنرال .. قال وهو يوجه النقد إلى دكتور منج لون: "لا تكن شديد النبل يا دكتور منج .. فالأرض قد ضاقت بسكانها .. وإبادة هذه الجحافل من السكان المتخلفين يترتب عليها بالتأكيد تحسّن في وسائل العيش على هذا الكوكب .. انظر إلى أفريقيا وآسيا وغيرهما من قارات العالم الثالث وهي تعج بحشود من البشر .. هذه "المايكوبلازما" سوف تقوم بعمل رائع في خدمة أهدافنا السياسية العليا على المدى البعيد .. هل تحتاج إلى أن أذكّرك ..؟ إنها أهداف من شأنها أن توفّر الفرصة لعدد أقل من سكان هذا الكوكب – هم صفوة الصفوة – للتحكم في موارد الأرض .. تذكّر أيضاً أن هذا الانفجار السكاني الذي نشهده اليوم يعوق أهدافنا التي رسمناها للقرن الواحد والعشرين .. إن بقاء هذه الأعداد الهائلة من البشر سوف يحدث خللاً خطيراً في النظام العالمي الجديد ..! أنت مثلاً جئت هارباً من الصين الشيوعية .. تصور ماذا كان يمكن أن يحدث لو أن مجموعة من القادة الشيوعيين الأغبياء قد تمكنوا من السيطرة على العالم ..! إن العالم كله سوف يصبح مثل الصين الحمراء!" ...

تمهّل دكتور منج لون قليلاً حتى تهدأ انفعالات "دويتشمان" ثم ابتدره بقوله: "ولكن يا سيدي ليس كل الناس أقوياء بدنياً وعقلياً في آن واحد .. ونحن نعلم أن بعض عظماء التاريخ كان من بينهم أناس معوّقون بدنيّاً ولكنهم عباقرة .. فإذا انتشر هذا الوباء الذي نشارك في صنعه سيكون أمثال هؤلاء العباقرة هم أول الضحايا" ...

هنا تدخل الجنرال آرمهوايت ليحسم الأمر وينهى الجدل .. قال: "من يحتاج مثل هؤلاء المعوقين ..!؟ فليذهبوا إلى الجحيم .. إن العالم سيكون أفضل إذا تخلّصنا منهم .. أمضوا إلى أعمالكم يا سادة وكفى جدالاً" ...

علماء ولكن أشرار:

هناك نماذج أخرى من الشخصيات المعقدة تعمل في الجامعة ومراكز الأبحاث بها .. مما يصوّره الكتاب أحسن تصوير .. من هذه النماذج شخصية دكتور "جيلتر" ودكتورة "آمى كرابنر" .. فدكتور "جيلتر" يتمتع بقدرة هائلة على إخفاء حقيقة ما يكنه من مشاعر تجاه الآخرين، حيث يظهر لهم المودة، بينما يدبر لهم المكائد في الخفاء للإيقاع بهم .. وهو دائم المفاخرة بما يتمتع به من مواهب عبقرية مزعومة وبما تم إنجازه على يديه .. وفي الحقيقة ما يزعم هو أنها إنجازات ليست أكثر من مبالغات، أو انتحالات من أعمال الآخرين الذين أوقعهم الحظ العاثر تحت سيطرته الإدارية .. أما عبقريته الحقيقية فتتجلى في قدرته على الخداع وتدبير المؤامرات للآخرين وتشويه سمعتهم بنسبة أشياء سيئة من صنع خياله الخصب إليهم ...

وتتجاوب مع هذه السمات الشيطانية دكتورة "آمى كرابنر" .. هذا إلى جانب كونها قبيحة الوجه حقودة وتافهة .. ومن ثم فلا عجب أن يتوافقا معاً في التآمر على زميلة لهما بالكلية تتمتع بقسط ملحوظ من الجمال والاستقامة والإنجازات العلمية الحقيقية هي الدكتورة "ماري لوبين" .. وهكذا بدأ دكتور جيلتر ودكتورة كرابنر في نسج شائعات مهينة عنها .. فعندما أصيبت بمرض غريب ( بسبب سموم وضعت لها في الطعام ) أشاع جيلتر وكرابنر أنها لا تعانى من مرض عضوي، ولكنه مجرد أعراض عصابية لمرض نفسي .. وينضم إليهما أستاذ ثالث من الشخصيات المرموقة في الكلية هو دكتور "جراهام" إذ يساهم بنشر شائعات كاذبة ضد دكتورة ماري لتيئيسها ودفعها إلى الجنون أو الانتحار .. لذلك وجدناه يسعى بين أعضاء هيئة التدريس والطلبة والإداريين بقصة لا يملّ من ترديدها .. مفادها أنها سرقت رسالتها للدكتوراه من أحد طلابها ثم حطمت مستقبله .. وأن الأستاذ الذي كان يشرف على رسالتها راودها عن نفسها فأذعنت له .. ولولا ذلك ما حصلت على درجة الدكتوراه ..!.

تلك عينة من البشر اختارهم مدير الجامعة المرموز إليه في الكتاب باسم "دكتور ماستر" ليقوموا نيابة عنه بالأعمال القذرة بل والإجرامية ضد ماري وزوجها ...

في هذه الأثناء يلقى دكتور " كانون" مصرعه في ظروف غامضة داخل مكتبه في الجامعة ويشيع مدير الجامعة أن تحقيقات الشرطة كشفت عن قاتله وهو إرهابي من أصل إيراني .. والحقيقة أن تحقيقات الشرطة لم تسفر عن شيء وقيّدت الحادثة ضد مجهول .. ثم تتوالى الاغتيالات لخمسة آخرين من العلماء بالجامعة وتُلفّق التحقيقات على نفس المنوال.

كانت دكتورة ماري تعتزم السفر إلى بريطانيا للمشاركة في مؤتمر ينعقد في جامعة أكسفورد، ووجدها مدير الجامعة فرصة للتخلص منها بعيداً عنه فجمع أتباعه وأخطرهم بالمهمة الجديدة ثم ترك لهم تدبير التفاصيل وحذّرهم في نهاية الاجتماع قائلاً: "أنا لا أريد أن أعرف ما ستفعلونه ولا متى .. أنا مهتمّ فقط بالنتائج .. لا يرد اسمي على ألسنتكم .. ولا تتصلوا بي أثناء العملية .. هذه العملية يجب أن تكون محكمة غير قابلة للاكتشاف" ...


وفي محاولة أخرى يجرى حوار طويل بين دكتور بلتشر نائب رئيس الجامعة للأبحاث وبين دكتور" إيطاليانو" المكلّف بمهمة جديدة لاغتيال دكتورة ماري .. وعندما أبدى إيطاليانو بعض الاعتراض عنّفه محذراً: " دعني أضع لك المسألة بطريقة أخرى ( كما فهمت من دكتور ماستر ) إذا لم تشارك في هذه المهمة وتفعل ما تؤمر به فسوف لن يكون لمكانك أو مركزك وجود في خطة الجامعة القادمة" .. وكذلك يريد بلتشر ألا يذكر إيطاليانو شيئاً عن رئيس الجامعة أو عنه شخصياً فيقول: "أنا ليس لي أي علاقة بالموضوع .. ولم أتحدث إليك بشيء .. هل فهمت ..؟!" فلما واصل إيطاليانو اعتراضاته ألقى إليه بلتشر بآخر تهديد – قال: " أنت تعرف أن هذه ليست أول مرة تقوم بخدمة مماثلة لدكتور ماستر .. أم أنك قد نسيت ..!!" هنا انهارت مقاومة إيطاليانو فجأة وشرع يسأل مع زملائه: "ما هي الجائزة والزيادة في المرتبات والحسابات البنكية ..!!".

أقول معلقاً: عندما يوجد شخص ما على رأس مؤسسة علمية مثل الجامعة يديرها بعقلية رئيس عصابة .. وعندما يكون مسئولاً عن تطوير مشروع إجرامي في الأسلحة البيولوجية السرية متستّراً تحت غطاء الجامعة وسمعتها العلمية ... لابد أن يسري الفساد في هذه المؤسسات إلى النخاع .. ولا يُستغرب أن تطفو على السطح وتبرز مثل هذه الشخصيات المنحرفة فتملأ المكان بالعفونة والشر .. وتُطارد الشخصيات التي تتمسك بنبلها الأخلاقي وكرامتها العلمية من أمثال دكتورة ماري وزوجها دكتور جاريد ...

عندما قرر (رئيس العصابة) التخلص من دكتور جاريد ماكنكولز (الاسم الرمزي لمؤلف الكتاب) بعث إليه بثعبان ناعم الملمس هو دكتور كلينجر .. جاءه بوجه بشوش هادئ ليسمح له بالمشاركة في اجتماع علمي مع زملاء لدكتور جاريد قادمين من هولندا .. وحرص أن يجلس على مائدة الطعام بجوار دكتور جاريد ليدسّ له السم في طعامه على غفلة منه .. ولكن دكتور جاريد أصبح يتوجس خيفة من تناول الطعام خارج بيته بعدما تكررت محاولات تسميمه هو وزوجته .. فاقتصر على تناول لقيمات قليلة .. ومع ذلك شعر في تلك الليلة بآلام حادة في معدته وتأكدت بذلك شكوكه في دكتور كلينجر ...

تصاعدت محاولات اغتيال دكتور جاريد وزوجته وتعددت أساليبها .. وقد سبق أن أشرنا إلى محاولة بعض سيارات نقل كانت تتحرش بسيارتهما الصغيرة والتصادم بها في الطريق .. كما لاحظ دكتور جاريد أن حرس الجامعة يتربصون به لقتله عند خروجه من الجامعة فكان يتخذ في كل مرة طريقاً مختلفاً بعيداً عن أعين الرقباء .. وفي إحدى الأُمسيات وهو عائد إلى منزله جرت مطاردة له .. ولكنه تمكن من الإفلات منهم .. وبلغ الأمر بالتحرّشات والاعتداءات إلى درجة السّطو على منزلهما وسرقة وثائق وملفات خاصة بهما.. كما سُرقت عينات الدم والأنسجة التي حصلا عليها من مرضى حرب الخليج (لفحصها) في معملهما بالكلية ...

رئيس الجامعة يسفر عن أنيابه :

ضيّق عليهما رئيس الجامعة الخناق والمحاصرة .. وفُرضت الرقابة الكاملة على اتصالاتهما وبريدهما والفاكسات التي تصل إليهما في الجامعة .. فكانت هذه كلها ترسل إلى رئيس الجامعة أولا لفرزها أو حجزها لديه إذا لزم الأمر .. فقد قرر الرجل حرمانهما من كل نشاط علمي : فلا ندوات ولا محاضرات ولا مقابلات صحفية ولا نشر لأبحاثهما في مجلات علمية ...

فلما فشلت كل محاولات الاغتيال قرر إبعادهما نهائياً من الجامعة .. فسلط على دكتور" جاريد " لجان تحقيق وجّهت إليه اتهامات .. أبطلها بحججه ومنطقه .. وأخيراً قام رئيس الجامعة بتشكيل لجنة عليا برئاسته وعضوية نوابه الكبار للنظر في أبحاثه وتقييمها وإثبات تجاوزاته للنظام الجامعي .. كانت أسئلة المحققين تُصوّب إليه كالرصاص من كل جانب باستفزاز واضح .. ولكن دكتور جاريد امتصّ غضبه بهدوء وأجاب عليهم إجابات منطقية أفحمتهم جميعاً .. ثم شرع يهاجم مواقفهم ويكشف عما فيها من تناقضات .. مما جعل أحد أعضاء لجنة التحقيق يبدى امتعاضه من أسلوب المحققين المستفزّ والهجوم الذي لا مبرر له على زميل لهم من كبار العلماء ...

فلما تبين للرئيس أن الطوق الذي أحكمه على رقبة دكتور جاريد بدأ ينكسر وأنه لا فائدة من الاستمرار في التحقيق .. وقف فجأة بادي الإحباط ثم أشار بانتهاء الجلسة وانفض الجمع إلى حال سبيله ... ولكن دكتور جاريد أيقن أنه لا سبيل إلى بقائه في هذا الجحيم وأنه لم يعد أمامه هو وزوجته غير الفرار..

كانت بداية اهتمام دكتور ماكنكولز بالظاهرة التي أطلق عليها مرض حرب الخليج عندما عادت ابنته مريضة .. وكانت مجندة في حرب الخليج الأولى .. كانت تعاني من مرض غريب أبرز أعراضه الإعياء الشديد المزمن مع تدهور في صحتها العامة .. وقد صنّفها أطباء الجيش مع الأمراض النفسية كغيرها من العائدين من الحرب .. ولكن أباها وهو الطبيب العالم فحصها وتأكد أنها لا تعانى أي اضطرابات نفسية .. وإنما مصابة بنوع من الميكروب يسمى "مايكوبلازما فرمنتانس" Mycoplasma Fermentans.

أكد هذا الاتجاه عند دكتور ماكنكولز أن دكتور "موشى" – من أطباء الجيش – قد تشكك هو أيضاً في الحالات المرضية للجنود العائدين، حيث لاحظ أنها لا تستجيب للعلاجات النفسية العصبية .. فأحال بعضهم للدكتور ماكنكولز لفحصهم وعلاجهم .. هؤلاء الجنود والضباط الذين تحقق الشفاء لهم على يد دكتور ماكنكولز كانوا أكبر دعاية له في أوساط القوات البحرية وأسرهم ممن يعانون من أعراض مماثلة .. وكانوا أكبر عون له في محنته مع إدارة الجامعة، وفي إنشاء مركز أبحاثه الخاص بكاليفورنيا ...

انفتاح الأفق:

من هنا فصاعداً سوف نشير إلى صاحبي القصة باسميهما الحقيقيين: جارث نيكولسون ونانسي نيكولسون .. ونهمل الاسم المستعار (جاريد وماري ماكنكولز) .. فقد حدث تغير جذري في حياتهم : كانا ممنوعين (أثناء عملهما بالجامعة) من التحدّث إلى الصحافة والإعلام .. بل من المحاضرة أو الاشتراك في المؤتمرات العلمية .. ولكن بنضالهما ومساعدة أصدقائهما في القوات البحرية والكونجرس انفتح الطريق أمامهما لمخاطبة الرأي العام الأمريكي على نطاق واسع .. وتمكّنا من المحاضرة في وزارة الدفاع وفي إدارة المحاربين القدامى ...

واستطاع دكتور جارث نيكولسون تقديم تقارير مفصلة إلى الكونجرس وأدلى بشهادته (تحت القَسَم) أمام لجنة المحاربين القدامى .. وجاء تقريره في 24 يناير 2002 شاملاً وقاطعاً ومدعّماً بالوقائع والأدلة العلمية المستخلصة من دراسته وفحصه لعدد كبير من مرضى حرب الخليج .. واستطاع أن يلفت نظر البنتاجون بقوة إلى ضرورة الاعتراف بحقيقة المرض والبدء في علاجه بالطريقة الصحيحة .. باعتباره مرضاً عضويّاً لا علاقة له بالأمراض النفسية ..

وقد أثبت في تقريره الحقائق التالية:
1- أن المرضى قد تعرضوا في حرب الخليج لمواد كيمائية سامة ولأشعة ذرية ولأسلحة بيولوجية.
2- أن المرض قد انتقل إلى أفراد أسر الضحايا الأكثر اختلاطاً بهم.
3- وجود نوع من بكتيريا المايكوبلازما يسمى "فرمنتانس".
4- وجود أعراض مرضية ناتجة من تحلّل الجهاز العصبي المركزي منها مرض الإعياء الشديد المزمن (فيبروميولوجيا).
5- إمكانية علاج إصابات (المايكوبلازما) بنوع من المضادات الحيوية هي: دوكسيسكلين ...
وشدّد دكتور نيكولسون في نهاية تقريره على ضرورة محاكمة المسؤولين عن إعداد الجيش للمعركة وعن إنكار حقيقة المرض والمماطلة في علاجه ...

وردت في ثنايا الكتاب حقائق أخرى كثيرة بعضها جاء عرضاً .. ولكن في مجموعها تستحق من القارئ المحلل كثيراً من البحث والتأمل .. فوق أنها تثير تساؤلات مهمة منها مثلاً: أي نوع من النظام هذا الذي يحكم الولايات المتحدة ..؟!

من هذه الحقائق:
1- اعترف الجنود المرضى بأن قياداتهم أمروهم بتلقي عدد كبير من التطعيمات قبل الذهاب إلى الجبهة بزعم أنها ضرورية لمقاومة آثار الأسلحة ذات الدمار الشامل التي عند صدام حسين .. وأمروهم ألا يفصحوا لأحد عن هذه التطعيمات حتى لا يفسد صدام حسين هذه الخطة ..!
2- حصل دكتور نيكولسون على تقارير من أصدقاء له في منطقة الشرق الأوسط عن تفشي أمراض الإنهاك المزمن والسرطان بشكل ملحوظ بين الأهالي في المناطق العسكرية ..
3- عندما تفجر موضوع ظاهرة مرضى الخليج في الإعلام الأمريكي اختفت الطعوم المخزّنة بالآلاف حتى لا يتم فحصها في أي تحقيق محتمل .. وفعلاً عندما طلب الكونجرس ملفّات هذه الطعوم للتحقيق لم يحصل على شيء ...
4- عرف دكتور نيكولسون من حراس سجون تكساس الذين لجأوا إليه لعلاجهم عن جوانب مروّعة من التجارب التي أُجريت على نزلاء السجون دون علمهم بحقيقة هذه التجارب ، فلما فقدوا حياتهم قام الجيش بنقلهم إلى معسكراته .. حيث أحرقت جثثهم مع سجلاتهم في مدافن خارج المدينة .. وقال أحد الحراس إن الجيش أخذ صورة من هذه السجلات كما أخذ تعهّدات منا إذا وجدنا أي ملفات أخرى مفقودة، فإن من وجدها مسؤول عن تسليمها فوراً إلى الجيش .
5- دكتور تشارلز مورفي: ضابط طبيب بالبحرية الأمريكية كان رئيساً لوحدة مهمتها إجراء تجارب على بعض المتطوعين المجندين في البحرية في أحد المستشفيات العسكرية ، أفلت أحد ضحاياه من الموت وجاء يطلب مساعدة دكتور نيكولسون .. إنه المجنّد "مايكل جونز" .. يقول: "عندما أفقت من إحدى النوبات التي انتابتني أثناء التجارب سألت الممرضات عن زملائي المتطوعين فعرفت أنهم قد ماتوا جميعاً ولم يبق سواي .. فلما ذهبت إلى دكتور ميرفي أستفسر منه ، أنكر الواقعة تماماً .. بل أنكر أنه عمل في المستشفي الذي ذكرتُه له وكنت أخضع فيه لتجاربه ، كذلك أنكرت القوات البحرية وجود اسمي ضمن سجلات مرضاها.."، ولكن مع إصرار المجنّد ومساعدة نائب الكونجرس عن ولايته تمكّن من استرجاع ملفّه الطبي من المستشفى .. وظهر توقيع دكتور مورفي عليه مصحوباً بخاتم مكتوب عليه [تجارب الحرب البيولوجية ] ...
6- أعجب ما ورد في الكتاب من أخبار دكتور مورفي هذا أنه عمل فترة من الوقت رئيساً لمعمل أبحاث خاص بالحرب البيولوجية (في مصر) .. [ طبعاً هو مركز أمريكي ..! يذكر الكتاب أنه معروف باسم "مركز أبحاث أمراض المناطق الحارة" .. فأي مركز هذا ..؟ وفي أي موقع يوجد على خريطة المحروسة ..؟ وماذا كان يفعل دكتور مورفي في مصر ..!؟ ]
هذا "المورفي" الذي لم يتورّع عن استخدام مواطنيه الأمريكيين حيوانات تجارب على الأسلحة البيولوجية هل يتورع عن استخدام المصريين التعساء الذين تغص بهم المستشفيات العامة ويموت منهم العشرات يومياً في صمت – هل يتورع عن استخدامهم حيوانات تجارب للحرب البيولوجية ..؟! سؤال يحتاج إلى بحث قد لا أطيقه ولا أشعر بقدرتي على المواصلة فيه رغم أهميّته البالغة ولكن يكفي أنني قمت بواجب التنبيه إليه .. !

من هما المؤلّفان ..؟؟

ما ورد في هذا المقال ليس قصة أدبية من نسج الخيال .. وإنما هي وقائع وأحداث حقيقية جرت على الأرض .. هي حقائق عاشها شاهدا عيان وكانا من ضحاياها .. وشاءا أن يسجلاها للتاريخ والعبرة في كتاب .. وليس المؤلفان شخصين عاديين .. ولا صحفيّين ممن يجرون وراء الأخبار المثيرة لإمتاع القراء ونيل الشهرة .. إنما هما من أبرز العلماء وأكثرهم شهرة في الولايات المتحدة .. وضعهما القدر – في مرحلة من حياتهما معاً – في واحد من أكبر مراكز تطوير الأسلحة البيولوجية في العالم .. إنهما الزوجان دكتور جارث نيكولسون ونانسي نيكولسون ...

الأول هو مدير وكبير العلماء في أشهر مركز أبحاث طبية بهانجتون في ولاية كاليفورنيا .. كان في السابق أستاذ الطب التكاملي في جامعة كابتول .. كما عمل أستاذاً في جامعة "نيوكاسل" بأستراليا ، ثم في جامعة تكساس .. تعتبر أبحاثه وكتاباته من أهم المراجع التي يحرص الباحثون على الاتصال بها ، لمعرفة آخر تطورات البحث العلمي في الكائنات الدقيقة .. نُشر له أكثر من 250 دراسة علمية وطبية .. وحرر 14 كتاباً لمجموعة من كبار العلماء .. وعمل في مجالس تحرير عشرين مجلة طبية وعلمية .. وهو الآن رئيس تحرير مجلتين علميتين .. حصل على جوائز عديدة في الطب والعلوم من الولايات المتحدة وبريطانيا.

أما زوجته وشريكته في تأليف الكتاب فهي رئيسة مجلس إدارة المركز المذكور .. عملت في كثير من الجامعات الأمريكية ، ونُشر لها خمسون بحثاً علمياً مرموقاً .. وحاضرت في مؤتمرات علمية عالمية بالولايات المتحدة وخارجها .. بلغ عددها 60 مؤتمراً .. وحصلت هي أيضاً على جوائز علمية .. وكانت امرأة العام العلمية سنة 1996 – 1997م ..

مركز الأبحاث الطبية الذي يملكه الزوجان العالمان ، طبّقت شهرته الآفاق ..وله موقع على الإنترنت يحظى باحترام واسع من العلماء ، وهو مؤهل لزيارة عشرات الألوف من المستفسرين وطالبي العلاج والمؤيدين لتوجهات المركز والمساندين له في أنحاء العالم. ورقمه على شبكة الإنترنت هو www.immed.org لمن أراد أن يتثبّت ...

المصدر http://www.altareekh.com/article/pri...8A%D8%A7%D9%84

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59