عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-02-2018, 09:04 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي كتاب جديد: ”العصر الأول للرأسمالية 1415 ـ 1763”


كتاب جديد: ”العصر الأول للرأسمالية 1415 ـ 1763”؛

شبكة البصرة

ماجد مكي الجميل
تقديم كتاب

الكتاب: ”العصر الأول للرأسمالية 1415 ـ 1763/الجزء الأول، التوسع الأوربي”

الكاتب: آلان بيهر، أستاذ فرنسي في علم الإجتماع

دار النشر: أفان برومير (فرنسا)

الصدور: أيلول/سبتمبر 2018

عدد الصفحات: 700



العصر الأول للرأسمالية هو الذي شهد، من القرن الخامس عشر إلى منتصف القرن الثامن عشر، أوروبا الغربية تهاجم أربع قارات في وقتٍ واحد تقريباً: القارة الأميركية الشمالية، القارة الأميركية الجنوبية، القارة الأفريقية، والقارة الآسيوية، حسب الترتيب. هذا الموضوع الشاسع حول نشأة الرأسمالية وتطورها، تمت معالجته في ثلاثة أجزاء: يبدأ الجزء الأول منذ البدايات الأولى وهو ما أسماه الكاتب، آلان بيهر، بـ "العصر الأول" وتم تحديده من القرن الخامس عشر إلى منتصف القرن الثامن عشر.



يؤكد الكاتب أنه إذا كانت أوروبا الغربية هي مَهد الرأسمالية وأنها تمكنت، خلال قرونٍ، من أن تُشكِّل القوة الدافعة وراء تطورها ونموها، فهي مدينة بذلك، في المقام الأول، إلى إحكام قبضتها على بقية العالم.



يعود المجلد الأول إلى الخطوة الإفتتاحية الأولى لهذه العملية: هو التوسع الذي بدأته أوربا نحو القارات الأميركية، والأفريقية، والآسيوية، من القرن الخامس عشر فصاعداً وهو توسع سيستمر ويأخذ أشكالاً عدة على مدى القرون الثلاثة اللاحقة.



يصف الكتاب ويحلل الشكلين الأساسيين لهذا التوسع: التجاري والإستعماري. ويحدِّد الجهات الفاعلة الرئيسة: الدول ووكلاءها، الشركات التجارية، المغتربين الأوربيين في الأسواق (في البداية كانوا على شكل أفراد أو مجموعات صغيرة)، وحشد من المهاجرين المجهولين، وما إلى ذلك. يعطي الكتاب النتيجة العامة التالية: أنَّ دستور العالم الأول، او النظام العالمي الأول، بأشكاله التجارية، والإقتصادية، والإجتماعية، والسياسية، فيما بعد، قد تمحور آنذاك حول أوروبا الغربية إلى حد أنه من خلالها ومن أجلها ستجد القارات الأخرى نفسها مترابطة ومنفتحة على العالم الخارجي تدريجياً.



يُظهِر المجلد الأول من هذا الكتاب (700 صفحة) أنه من خلال المراكز أو النقاط التجارية التي فتحتها أوربا على شواطئها، وكذلك المراكز التجارية التي فتحتها في الأراضي التي تم إحتلالها واستعمارها، سواء على شواطئها أو في مناطقها النائية، هي التي بدأت بفتح أقاليم بأكملها من هذه القارات وإخضاعها لعملية الإستغلال والهيمنة.



يبحث ”الآن بيهر” بالتفصيل كيف أن الشركات الغربية تمكنت عِبرَ التجارة القسرية وغير العادلة، والتبادل التجاري غير المتكافئ، أو حتى بصورة أكثر مباشرة من خلال تخفيضها مستوى سكان هذه القارات إلى مستويات العبودية أو الإسترقاق، من تأسيس هياكل غير مسبوقة من التبادل التجاري الخاص بها مع سكان هذه القارات على أسس لم تعرفها أوربا من قبل، وكيف عطَّلَ التبادل التجاري الجديد في المناطق المُستَعمَرة الجديدة مفاهيم الهياكل الإنتاجية التقليدية للشركات التجارية في أوربا، وكيف أصبح لهذه الشركات، لأول مرة، سلطات سياسية أخذت تستخدمها في الإستغلال أو التدمير. يقول، بيهر، كان لذلك نتيجة رئيسية أدت في آخر المطاف نحو دعم حيوية تكوين الرأسمالية والنظام الرأسمالي في أوروبا نفسها.



وعلى نحو مماثل لكنه مُناقض، يشرح الكاتب كيف أن المجتمعات المحلية الخاضعة للهيمنة الأوربية شَهدت بأعينها دورتها الإقتصادية البسيطة الخاصة بها في المعيشة والتبادل التجاري قد تعطَّلت، وكيف تغيَّرت هياكلها الإنتاجية، وكيف أن سلطاتها السياسية التقليدية قد تم إستغلالها وتدميرها وتحويلها إلى يد القادمين الجُدد.



بدلاً من توجيه كتابه في الحديث عن البؤس الذي أنزلته سياسات الشركات الغربية بالبلدان والسكان المنكوبين بالتوسع الأوروبي، يصرّ صاحب الكتاب في الحديث عن المقاومة التي كوَّنت هذه المجتمعات البسيطة بداياتها الأولى للتعبير عن معارضتها للأوروبيين، والتي إنتهت في كثير من الأحيان إلى الفشل.



مع ذلك، يقول أن المقاومة متفاوتة، كانت تعمل وتنجح إستناداً إلى درجة التطور التأريخي السابق للسكان، والهياكل الإجتماعية الفريدة التي حققت نجاحات مَيَّزتها عن مجتمعات أخرى، بل ذهب الكاتب إلى القول أن هذا التطور هو بحد ذاته هو الذي ساهم في تكوين المشهد العام الواسع للعالم في فجر العصر الحديث، وهو ما عبَّرَ عنه بـ ”بانوراما العصر الحديث”. لهذا السبب أولى الكتاب إهتماما كبيراً لحالة كل واحدة من المجتمعات التي سيعالجها الأوروبيون لتوطيد توسعهم الإستعماري.



أخيراً يحاول ”الآن بيهر” في هذا التحليل للتوسع الأوروبي أن يشرح التناقضات التي ستنشأ بسرعة بين الدول الأوربية بعد الشروع بحملاتها الإستعمارية. التناقضات عديدة، بعضها يتعلق بالجدول الزمني للشروع في هذه المغامرة باحتلال العالم، والأشكال التي ستحبذها الدول الإستعمارية في فرض هيمنتها، وأيضاً الخصومات والصراعات والحروب التي ستفرض نفسها على هذه القوى الإستعمارية، وكيفية شروعها في إعادة توزيع الأوراق بينها في عدة مناسبات بهدف إدامة وضعها، والأرباح غير المتكافئة جداً بين الشركات، وكيف سعت الشركات ومن ورائها دولها في تسوية عدم التكافؤ في الأرباح إمَّا بالتفاهم، أو الإحتكار، أو اللجوء إلى النزاع والقوة.



تجري حول الكتاب نقاشات واسعة في الأوساط الثقافية الأوربية (سيطرح في الأسواق في أيلول/سبتمبر 2018)، غير أن الشرح الكامل لكثير من النقاط، خاصة ما يتعلق بتسوية الشركات الأوربية خلافاتها ونزاعاتها، تم إحالته إلى الجزئين التاليين من الكتاب.



هناك مِن المتحاورين مَن قال أنَّ صعود بعض القوى الإقتصادية المعاصرة ”البلدان الناشئة" وعلى رأسها الصين، التي تأتي بعد اليابان ودول ”التنين” في جنوب شرق اسيا (كوريا، تايوان...)، تُلزِم المفكرين والإقتصاديين وعلماء الإجتماع على إعادة النظر في تأريخ الرأسمالية، بل حتى تنقيح هذا التأريخ.



طرح البعض تساؤلات عميقة، من بينها: إذا كان الدور الأول في تشكيل الرأسمالية، الذي ظلت أوروبا الغربية تحتفظ به منذ فتره طويلة، لم يكن سوى ”حادث عرضي” جاء نتيجة لمفاهيم النهب والإستغلال، فإن نتائجه ستُستَنفَد حتماً وأن هناك قوسين في طريقهما لغلق الرأسمالية.



”الآن بيهر” (1950) هو أستاذ فخري لعلم الاجتماع، وهو مؤلف نحو عشرين عملاً، الكثير منها تُرجم إلى العديد من اللغات، ليس من بينها العربية. نشر ”بيهر”، على وجه الخصوص، كتابه ”ما قبل تاريخ رأس المال” (2006)، و ”المنطق غير المعروف لرأس المال” (2010)، و”العلاقات الإجتماعية للطبقة” (2012)، و ”قاموس التفاوتات (2014)، و”الليبرالية الجديدة” (2017).

شبكة البصرة

الاحد 15 ذو الحجة 1439 / 26 آب 2018
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59