أجالِد اليأس
أيمن القادري
9-12-2013
يا ناحِرَ الـبِشْرِ في الأعـماقِ، ما الـخَبَر؟= هلْ باتَ وِجدانُكَ الــمَكْلومُ يَـــنتَحِرُ؟
تَنساقُ خَلْفَ فُقاعاتٍ مُضلِّلةٍ= مِن خالِصِ الـوَهْمِ، وهْيَ اليَومَ تُحتَضَرُ!
تَكْوي جِراحَكَ بالــنَّارِ الّــتي هدَرَتْ= والـــثَّغْرُ يَصرُخُ، والأوداجُ تَنشَطِرُ
يا أيُّــها الـمُسلِمُ، الأجيالُ راكِضةٌ= وأنتَ تَــحــــْضُنُكَ الأوحالُ والـحُفَرُ!
طَعْمُ الـمرارةِ في الأفواهِ قاطبةً...= ولو تُجَرَّعُ شَهْداً ما لَهُ أثَرُ
نعم... مآسِيكَ تُبكي الـصَّخْرَ... تَفلِـــقُهُ...= والاستِغاثةُ ملَّتْ منكَ، والـحَجَرُ
قُمْ مِنْ رُقادِ الأسى في عَزْمِ مُــنتَقِمٍ،= وقُلْ: تلَقَّ الـتَّحدِّي، أيُّــها الـخَطَرُ
فلا تَظُنَّ صُروفَ الـدَّهْرِ صاعِقَةً= صُمَّ الـجِبالِ، وقَلْباً نَبْضُهُ الشَّرَرُ
قَلْبي ذُؤابةُ إيمانٍ، إذا عَطِشَتْ= ألْفَتْ جُموعَ دَمٍ تَرْوي وتَعتَذِرُ
لنْ أستكينَ... ولوْ أمسَيتُ مُنفَرِداً= وضلَّ عنْ دَرْبيَ الـسَّاهُونَ، أوْ عَثَروا
لنْ أستَكينَ... ولَوْ ضلَّتْ مراكِبُهُمْ= ويَــمَّمُوا جَوفَ بُركانٍ، فما عُـمِرُوا
أُجالِدُ الـيَأسَ، أسْتَجْدي اليَقينَ نَدًى= وأتَّــــقِي ظُلُماتٍ، خانَها الــقَمَرُ
أنامِلي تَقْــتَفي الآياتِ مُحكَمةً= وأضلُعي تَكتَفي... ما سامَها ضَرَرُ
يا جمرةَ الفِتَنِ اعبُري زَمَني= ولَيسَ يَعبرُ قَلبي طَيفُكِ الـقَذِرُ
فوقَ الـثُّريّا طُموحُ الـحُرِّ يُثْــــمِلُها= بأكْؤُسٍ مِنْ سنًا، في جَوفِـها دُرَرُ
سأزرَعُ الـــــــــــبِيدَ وَرْدَ الأُقْحُوانِ ضُحىً= وأرقبُ الشَّمسَ حتّى يأذَنَ القَدَرُ
وسوفَ أصدَحُ بـــالآذانِ مُنفَرِداً= في قاربٍ... في مُحيطٍ... ما بهِ جُزُرُ
لَنْ أُسـتَبى دُرَّةَ الـتَّوحيدِ، فانسَحِبي= دُوّامةَ الـيأْسِ، قَلْبي دأبُهُ الـظَّفَرُ