عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-03-2013, 08:49 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

لما استولى تيمورلنك على بغداد وانهزم منه صاحبها القان أحمد بن أويس ، وصل أحمد إلى الرحبة من تخوم الشام فأراح بها وطالع نائبها السلطان بأمره ، فسرح بعض خواصه لتلقيه بالنفقات والأزواد ، وليستقدمه فقدم به إلى حلب وأراح بها ، وطرقه مرض أبطأ به عن مصر وجاءت الإخبار بأن تيمورلنك عاث في مخلفه واستصفى ذخائره ، ثم قدم أحمد بن أويس على السلطان بمصر في شهر ربيع سنة796 مستصرخاً به على طلب ملكه والإنتقام من عدوه ، .
ولقد سعى احمد بن اويس كسب رضاء تيمور بأرسال الهدايا الثمينة واعتذر عن عدم الحضور بنفسه ولكن هذا لم يصرف تيمور عنه فقد اصر على الدعاء له فى خطبة الجمعة و سك العملة باسمه وبالفعل استجاب احمد بن اويس له ولكن كل هذا لم يجدى معه فقد استغل تيمور كره الناس لأحمد ابن اويس “وهاجم ” واسط”و “البصرة”و بغداد”التى انزل بها اشد ويلات العذاب و”الكوفة” وقد ارسل تيمورلنك وفد مكون من تسعة مبعوثين محملين بالفرو و الصوف و المخمل و رسالة يطلب منه عقد معاهدة صداقة بين الجانبين و تسهيل التجارة وتسليم السلطان الجلائرى ,فماكان من السلطان المملوكى الا الرفض وانه لن يفرط فى السلطان الجلائرى او عن اقل مملوك من مماليك السلطان وأخذ يستعد للحرب كما تم قتل رسل تيمورلنك عند الرحبة ومما زاد من غضب تيمور قيام السلطان المملوكى بالقبض على سبعة جواسيس لتيمورلنك جاءوا فى هيئة تجار واعاجم فقد ارسل رسالة تهديد ووعيد للسلطان المملوكى فحواها ((قل اللهم فاطر السموات و الارض عالم الغيب و الشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون , إعلمو انا جند الله مخلوقون من سخطه , ومسلطون على من حل عليه غضبه , لا نرق لشاكى , ولا نرحم عبرة باكى, قد نزع الله الرحمة من قلوبنا , فالويل كل الويل لمن لم يمتثل لامرنا ولم يكن من حزبنا وجهتنا, قد خربنا البلاد , وايتمنا الاولاد , واظهرنا فى الارض الفساد, وأذلت لنا أعزتها , و ملكنا بالشوكة أزمتها , فأن خيل ذلك على السامع و استشكل , وقالإن عليه فيه مشكل , فقل له إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها ازلاء , وذلك لكثرة عددنا و شدة بأسنا , فخيولنا سوابق , ورماحنا خوارق , وأسنتنا بوارق, وسيوفنا صواعق وقلوبنا كالجبال و جيوشنا كعدد الرمال , ونحن أبطال و أقيال , وملكنا لا يرام , وجارنا لا يضام , وعدتنا ببذل السؤدد مقام, فمن سالمنا سلم , ومن حاربنا ندم , ومن تكلم فينا بما لا يعلم جهل ,,فأنتم فأن أطعتم أمرنا و قبلتم شرطنا فلكم ما لنا و عليكم ما علينا , وان أنتم خالفتم, وعلى بغيكم تماديتم , فلاتلوموا الا انفسكم ,الحصون منا مع تشييدها لا تنفع , ودعائكم علينا لا يستجاب و لا يسمع , وكيف يسمع الله دعاءكم وقد أكلتم الحرام , ورضعتم جميع الاثام , وأخذتم أموال الايتام , وقبلتم الرشوة من الحكام وأعددتم لدخول النار وبئس المصير,ولما فعلتم أوردتم أنفسكم موارد المهالك , وقد قتلتم العلماء , وأغضبتم رب الارض و السماء , و أرقتم دم الا شراف , فأبشروا بالمذلة والهوان , يأهل البغى و العدوان , وقد غلب عندكم انا كفرة , وثبت عندنا والله أنكم الكفرة الفجرة , وقد سلطنا عليكم الاله الذى له الامور مقدرة, و الاحكام مدبرة , فعزيزكم عندنا ذليل , وكثيركم عندنا قليل , لانا ملكنا الارض شرقا و غربا , وأخذنا منها كل سفينة غصبا , وقد أوضحنا لكم الخطاب فأسرعوا رد الجواب قبل ان ينكشف الغطاء , وتضرم الحرب نارها , وتضع أوزارها , وتصير كل عين عليكم باكية , وينادى منادى الفراق (( فهل ترى لهم من باقية )) ويسمعكم صارخ الفناء بعد ان يهزكم هزا ((هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا)) ,وقد أنصفناكم ان راسلناكم فلا تقتلو المرسلين كما فعلتم بالاولين , فتخالفوا على عادتكم سنن الماضين و تعصوا رب العالمين , فما على الرسول الا البلاغ المبين فقد أوضحنا لكم الكلام فأسرعوا برد الجواب والسلام)) فما كان من الاخير الا ان بادله الرساله بأشد لهجة و اقوى تعبيرا فقد ورد بها ((قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك لمن وتنزع الملك ممن تشاء.وتعز من تشاء وتذل من تشاء . وتذل من تشاء . بيدك الخير)) وقد حصل الوقوف على ألفاظكم الكفرية , ونزعاتكم الشيطانية , وكتابكم مخبرنا عن الحضرة الجنابية , وسيرة الكفر الملاكية , وقولكم : انكم مخلوقون من سخطه ومسلطون على من حل عليه غضب الله , وانكم لا ترقون لشاكى , ولا ترحمون عبرة باكى , وقد نزع الله الرحمة من قلوبكم
, فذاك من أكبر عيوبكم , وهذه من صفات الشياطين لا من صفات السلاطين , ويكفيكم بهذه الشهادة الكافية وبما وصفتم به انفسكم ناهية)) وهناك رسالة أخرى اوردها بعض المؤرخين أرسلها السلطان برقوق لتيمورلنك وهى أشد ………………. واستعد كلاهما للقتال بالرغم من الازمة المالية التى كانت تعانيها مصر وخرج السلطان برقوق واحمد ابن اويس ووصلوا بالجيش لدمشق فى 1394م ثم لحلب وفى تلك الظروف عرض السلطان بايزيد العثمانى و طقتمش التحالف مع السلطان المملوكى لانهم جميعا مهددون بالخطر من توسعاته وانتهز المماليك ذلك فعبرت فرقة من المماليك نهر الفرات ليلا وألحقت بمقدمة جيش تيمورلنك الهزيمة فى ذلك الوقت جاءت اخبار لتيمور لنك بمهاجمة “طقتمش”بلاد القفجاق فما كان منه الا الرحيل ولكنه على اصرار بالهجوم على بلاد الشام كلها المرة القادمة .اما السلطان برقوق فقد عين “احمد بن اويس”نائبا له على بغداد وامتد نفوذ المماليك حتى الفرات.
فتح تيمور لنك للهند


كان تيمور لنك قد بلغ الستين من العمر ولكنه لم يركن لحياة البذخ والراحة والتمتع بالقصور فما ان سمع بموت فيروز شاه حاكم الهند والذى لم يكن هناك من يخلفه فى الحكم فاستغل ذلك وهاجم البلاد متذرعا بان هناك من يضطهد مسلمى الهند وينصرون الهندوس عليهم فأنقض بجيشه الجرار وانزل هزيمة ساحقة بقوات “محمود تغلق”واستولى على دلهى عاصمة دولة اَل تغلق ومن عظمة ما حل بها من التخريب انها لم تنهض الابعد قرن ونصف وعاد الى بلاده محملا بكل ماهو غالى ونفيس ومعه سبعون فيلا محملة بالرخام و الاحجار اللازمة لبناء مسجداَ له فى سمرقند بعد ان عاث فسادا فى الارض.
وقد وصف المؤرخ ابن تغريردى حمله تيمور لنك للهند فى المنهل الصافى فقال
((سار من سمرقند في ذي الحجة سنة ثمانمائة إلى مولتان وحاصر ملكها سارنك خان ستة أشهر وكان في عسكر سارنك خان ثمانمائة فيل حتى ملكها ، ثم سار تيمور إلى مدينة دلي وهي تخت الملك فخرج لقتاله صاحبها ملو المذكور وبين يديه عساكره ومعهم الفيلة ، وقد جعل على كل فيل برجاً فيه عدة من المقاتلة ، وقد ألبست تلك الفيلة العدد والبركستوانات وعلق عليها من الأجراس والقلاقل ما يهول صوته ليجفل بذلك خيول الجغتاي ، وشدوا في خراطيمها عدة من السيوف المرهفة ، وسارت عساكر الهند من وراء الفيلة لتنفر هذه الفيلة خيول التمرية بما عليها ، فكادهم تيمور وحسب حسابهم بأن عمل آلافاً من الشوكات الحديد مثلثة الأطراف ونثرها في مجالات الفيلة وجعل على خمسمائة جمل أحمال قصب محشوة بالفتائل المغموسة بالدهن، وقدمها أمام عسكره، فلما تراءى الجمعان وزحف الفريقان للحرب أضرم تيمور في تلك الأحمال النار وساقها على الفيلة فركضت تلك الأباعر من شدة حرارة النار، ثم نخسها سواقوها من خلف هذا، وقد كمن تيمور كميناً من عسكره ثم زحف بعساكره قليلاً قليلاً وقت ***** ، فعندما تناوش القوم للقتال لوى تيمور رأس فرسه راجعاً يوهم القوم أنه قد انهزم منهم ، ويكفُّ عن طريق الفيلة كأن خيوله قد جفلت منها ، وقصد المواضع التي نثر فيها تلك الشوكات الحديد التي صنعها ، فمشت حيلته على الهنود ومشوا بالفيلة وهم يسوقونها خلفه أشد السوق ، حتى داست على تلك الشوكات الحديد ، فلما وطئتها نكصت على أعقابها ! ثم التفَّ تيمور بعساكره عليها بتلك الجمال وقد عظم لهيبها على ظهورها وتطاير شررها في تلك الآفاق وشنع زعاقها من شدة النخس في أدبارها ، فلما رأت الفيلة ذلك جفلت وكرت راجعة على العسكر الهندي ، فأحست بخشونة الشوكات التي طرحها تيمور في طريقها فبركت وصارت في الطريق كالجبال مطروحة على الأرض ، لا تستطيع الحركة وسالت أنهار من دمائها ! فخرج عند ذلك الكمين من عسكر تيمور من جنبي عسكر الهنود ثم حطم تيمور بمن معه ، فتراجعت الهنود وتراموا بالسهام ، ثم إنهم تضايقوا ، وتقاتلوا بالرماح ، ثم بالسيوف والأطبار ، وصبر كل من الفريقين زماناً طويلاً إلى أن كانت الكسرة على الهنود بعد ما قتل أعيانهم وأبطالهم وانهزم باقيهم ، بعد أن ملوا من القتال ! فركب تيمور أقفيتهم حتى نزل على مدينة دلي وحصرها مدة حتى أخذها من جوانبها بعد مدة عُنوة ، واستولى على تخت ملكها واستصفى ذخائرها ، وفعلت عساكره فيها على عادتهم القبيحة من الأسر والسبي والقتل والنهب والتخريب.
حملة السنين السبع

اقرا المزيد عن تيمورلينك و حملة السنوات السبع

اضغط هنا
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59