لما استولى تيمورلنك على بغداد وانهزم منه صاحبها القان أحمد بن أويس ، وصل أحمد إلى الرحبة من تخوم الشام فأراح بها وطالع نائبها السلطان بأمره ، فسرح بعض خواصه لتلقيه بالنفقات والأزواد ، وليستقدمه فقدم به إلى حلب وأراح بها ، وطرقه مرض أبطأ به عن مصر وجاءت الإخبار بأن تيمورلنك عاث في مخلفه واستصفى ذخائره ، ثم قدم أحمد بن أويس على السلطان بمصر في شهر ربيع سنة796 مستصرخاً به على طلب ملكه والإنتقام من عدوه ، .
ولقد سعى احمد بن اويس كسب رضاء تيمور بأرسال الهدايا الثمينة واعتذر عن عدم الحضور بنفسه ولكن هذا لم يصرف تيمور عنه فقد اصر على الدعاء له فى خطبة الجمعة و سك العملة باسمه وبالفعل استجاب احمد بن اويس له ولكن كل هذا لم يجدى معه فقد استغل تيمور كره الناس لأحمد ابن اويس “وهاجم ” واسط”و “البصرة”و بغداد”التى انزل بها اشد ويلات العذاب و”الكوفة” وقد ارسل تيمورلنك وفد مكون من تسعة مبعوثين محملين بالفرو و الصوف و المخمل و رسالة يطلب منه عقد معاهدة صداقة بين الجانبين و تسهيل التجارة وتسليم السلطان الجلائرى ,فماكان من السلطان المملوكى الا الرفض وانه لن يفرط فى السلطان الجلائرى او عن اقل مملوك من مماليك السلطان وأخذ يستعد للحرب كما تم قتل رسل تيمورلنك عند الرحبة ومما زاد من غضب تيمور قيام السلطان المملوكى بالقبض على سبعة جواسيس لتيمورلنك جاءوا فى هيئة تجار واعاجم فقد ارسل رسالة تهديد ووعيد للسلطان المملوكى فحواها ((قل اللهم فاطر السموات و الارض عالم الغيب و الشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون , إعلمو انا جند الله مخلوقون من سخطه , ومسلطون على من حل عليه غضبه , لا نرق لشاكى , ولا نرحم عبرة باكى, قد نزع الله الرحمة من قلوبنا , فالويل كل الويل لمن لم يمتثل لامرنا ولم يكن من حزبنا وجهتنا, قد خربنا البلاد , وايتمنا الاولاد , واظهرنا فى الارض الفساد, وأذلت لنا أعزتها , و ملكنا بالشوكة أزمتها , فأن خيل ذلك على السامع و استشكل , وقالإن عليه فيه مشكل , فقل له إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها ازلاء , وذلك لكثرة عددنا و شدة بأسنا , فخيولنا سوابق , ورماحنا خوارق , وأسنتنا بوارق, وسيوفنا صواعق وقلوبنا كالجبال و جيوشنا كعدد الرمال , ونحن أبطال و أقيال , وملكنا لا يرام , وجارنا لا يضام , وعدتنا ببذل السؤدد مقام, فمن سالمنا سلم , ومن حاربنا ندم , ومن تكلم فينا بما لا يعلم جهل ,,فأنتم فأن أطعتم أمرنا و قبلتم شرطنا فلكم ما لنا و عليكم ما علينا , وان أنتم خالفتم, وعلى بغيكم تماديتم , فلاتلوموا الا انفسكم ,الحصون منا مع تشييدها لا تنفع , ودعائكم علينا لا يستجاب و لا يسمع , وكيف يسمع الله دعاءكم وقد أكلتم الحرام , ورضعتم جميع الاثام , وأخذتم أموال الايتام , وقبلتم الرشوة من الحكام وأعددتم لدخول النار وبئس المصير,ولما فعلتم أوردتم أنفسكم موارد المهالك , وقد قتلتم العلماء , وأغضبتم رب الارض و السماء , و أرقتم دم الا شراف , فأبشروا بالمذلة والهوان , يأهل البغى و العدوان , وقد غلب عندكم انا كفرة , وثبت عندنا والله أنكم الكفرة الفجرة , وقد سلطنا عليكم الاله الذى له الامور مقدرة, و الاحكام مدبرة , فعزيزكم عندنا ذليل , وكثيركم عندنا قليل , لانا ملكنا الارض شرقا و غربا , وأخذنا منها كل سفينة غصبا , وقد أوضحنا لكم الخطاب فأسرعوا رد الجواب قبل ان ينكشف الغطاء , وتضرم الحرب نارها , وتضع أوزارها , وتصير كل عين عليكم باكية , وينادى منادى الفراق (( فهل ترى لهم من باقية )) ويسمعكم صارخ الفناء بعد ان يهزكم هزا ((هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا)) ,وقد أنصفناكم ان راسلناكم فلا تقتلو المرسلين كما فعلتم بالاولين , فتخالفوا على عادتكم سنن الماضين و تعصوا رب العالمين , فما على الرسول الا البلاغ المبين فقد أوضحنا لكم الكلام فأسرعوا برد الجواب والسلام)) فما كان من الاخير الا ان بادله الرساله بأشد لهجة و اقوى تعبيرا فقد ورد بها ((قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك لمن وتنزع الملك ممن تشاء.وتعز من تشاء وتذل من تشاء . وتذل من تشاء . بيدك الخير)) وقد حصل الوقوف على ألفاظكم الكفرية , ونزعاتكم الشيطانية , وكتابكم مخبرنا عن الحضرة الجنابية , وسيرة الكفر الملاكية , وقولكم : انكم مخلوقون من سخطه ومسلطون على من حل عليه غضب الله , وانكم لا ترقون لشاكى , ولا ترحمون عبرة باكى , وقد نزع الله الرحمة من قلوبكم
, فذاك من أكبر عيوبكم , وهذه من صفات الشياطين لا من صفات السلاطين , ويكفيكم بهذه الشهادة الكافية وبما وصفتم به انفسكم ناهية)) وهناك رسالة أخرى اوردها بعض المؤرخين أرسلها السلطان برقوق لتيمورلنك وهى أشد ………………. واستعد كلاهما للقتال بالرغم من الازمة المالية التى كانت تعانيها مصر وخرج السلطان برقوق واحمد ابن اويس ووصلوا بالجيش لدمشق فى 1394م ثم لحلب وفى تلك الظروف عرض
السلطان بايزيد العثمانى و طقتمش التحالف مع السلطان المملوكى لانهم جميعا مهددون بالخطر من توسعاته وانتهز المماليك ذلك فعبرت فرقة من المماليك نهر الفرات ليلا وألحقت بمقدمة جيش تيمورلنك الهزيمة فى ذلك الوقت جاءت اخبار لتيمور لنك بمهاجمة “طقتمش”بلاد القفجاق فما كان منه الا الرحيل ولكنه على اصرار بالهجوم على بلاد الشام كلها المرة القادمة .اما السلطان برقوق فقد عين “احمد بن اويس”نائبا له على بغداد وامتد نفوذ المماليك حتى الفرات.