عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-12-2015, 10:26 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
3 عندما ضحّت دول الخليج بسلاحها الوحيد المستخدم في ردع ايران


بقلم كاتبنا الرائع والراقي الأمير الفقير

وصلنا عبر بريد الموقع




--------------------------------------


عندما ضحّت دول الخليج بسلاحها الوحيد المستخدم في ردع ايران

نعم .. كانت مغامرة تنم عن رعونة وطيش سياسي وضيق أفق ، عندما غزا الراحل صدام حسين دولة الكويت العربية ، مهدما جدار البيت العربي المثلوم أصلا ، بمعاول القوة المفرطة ونشوة تنامي جيشه العرمرم المقدام .. وما زلنا لحد الآن نصفق الراح بالراح أسفا ولوعة وندامة على اندثار ذلك الجيش وشطبه من قائمة قوات الردع العربية الحقيقية .
ورغم ان قضية غزو الكويت كان من الممكن لها أن تحل في حينه من داخل البيت العربي بشكل سريع ومنصف ، والأبقاء على (صكّار) المطامع الأيرانية في تمددها وتدخلها في شؤون امتنا العربية ، والذي استطاع بشجاعة مشهودة ان يجعل رأس الشر في ايران يتجرع السم الزعاف وفقا لأعترافات القيادة الأيرانية نفسها .. إلا ان غشواة الأنتقام وفقدان بعد النظر كان قد مهد بشكل رسمي للتدخل الأجنبي الكبير في المنطقة ، والذي كان وما زال لحد الآن السبب الحقيقي فيما جرى ويجري في منطقة الشرق الأوسط وفي عالمنا العربي من تداعيات لا يعرف نهايتها سوى الله .. وقد كان لعرّاب التدخل الأجنبي في حينه ، ونقصد هنا الرئيس حسني مبارك ، موقفا مغايرا عند احتلال العراق لاحقا بعد أن عرف مقدار الخطأ الجسيم الذي تبنته القيادات العربية في حينه باشراف وقيادة حاسمة من قبله .. ومن المؤكد أنه يعض اصابع الندم في كل حين لأستبعاده الحل العربي .
الوحيد الذي استشعر خطر تنحية صدام حسين وجيشه من مشهد الردع العربي ، كان المغفور له العاهل الأردني الملك الحسين بن طلال رحمه الله .. لذلك كان موقفه من أزمة الكويت تنبع من قرائته العميقة للآتي من الأيام ، رغم ان موقفه ذاك كان قد لاقى الشجب والأستهجان من من يتمنون اليوم ان تعود تلك الأيام ويدعموا فيها الملك حسين بدون تحفظ أو شك .
تعلم (حكومة العالم الخفية) أن العراق كان يمثل حلقة التوازن في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم العربي .. ولم يجروء أي ناعق في منطقتنا عندما كان صدام حسين يحكم العراق أن يجهر بتبعيته القومية او المذهبية بشكل علني ابتداءا من القيادات الأيرانية وانتهاءا بالعصابات الأرهابية الداعشية او القاعدية الدموية .. حتى (كاهن) ضاحية بيروت الجنوبية لم تكن له الشجاعة أن يصرح حينها بما تجول به دواخله من شعارات طائفية مقيتة ساهمت لاحقا وبشكل كبير في تمزيق مجتمعاتنا بعد رحيل صدام حسين .. لذلك كان هدف تلك الحكومة الخفية الرئيسي هو ازالة صدام حسين وتدمير العراق من أجل تحقيق أهدافها في المنطقة والتي رسمتها في دهاليزها المظلمة .
سقوط العراق سادتي الأفاضل كان السبب في سقوط عروش وقيادات عربية كثيرة .. وما زال (الرحى) يدور .. من ذلك عليكم ان تتيقنوا وفق تلك القراءة أن (تقسيم) العراق سيؤدي أيضا الى تقسيم معظم دول المنطقة .. وتيقنوا ايضا أن اذرع حكومة العالم الخفية في تقسيم العراق هم الأكراد وبعض شيعة العراق من اولائك الذين انبطحوا تحت المشروع الأيراني التوسعي .. واعلموا أن التهيؤ والتحسب لمواجهة حاسمة مع ايران ووئد مشروعها في العراق وسوريا ولبنان واليمن هي البداية للحفاظ على كياناتنا ومجتمعاتنا .. وأن لم تتعظوا من دروس التاريخ .. فعليكم الأتعاض والقرائة المتأنية للمعجزات التي صحبت ولادة المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام ، عندما تسببت ولادته الكريمة في انطفاء نار المجوس وانشقاق ايوان كسرى .. وهنا نسأل لماذا لم تنطفيء نار الروم وينشق ايوان قيصر الروم ؟ ولماذا فارس حصرا .. وكأن الجبار الرحيم يريد ان يخبرنا بمقدار أذية بلاد فارس وحقدها (الأزلي) على الرسالة المحمدية وعلى أمة العرب .. فهل من متعض في قياداتنا العربية ، لكي يقف بحسم وحزم امام بوادر تقسيم العراق التي بدأت تتعامل معه القوى الكبرى وكأنه من المسلمات .


المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59