عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 04-12-2012, 08:33 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

شذرات من السيرة النبوية المعطرة

بقلم فالح الحجية

4

قلت في الحلقة الثالثة ان النبي صلى الله عليه وسلم بقي ثلاث سنوات صابرا في دعوته و سريتها وانفراديتها اذ دخل في الاسلام اعداد من قريش ومن غيرها وصارت دعوته معروفة في قريش وقد تعرض بعض المؤمنين للاعتداء ولربما للتعذيب الا انهم لم يبالوا وخلال هذه الفترة كانت قد تهيأت لها الظروف والاجواء المناسبة لأ ظهارها علنية ونزل من القرآن الكريم ما يوضح السبيل امام ****** المصطفى صلى الله عليه وسلم في كيفية الدعوة وانجاحها . قال الله تعالى ( وانذر عشيرتك الأقربين * واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين* فان عصوك فقل اني بريء مما تعملون* ) الشعراء 214-216 .

فتوجه النبي صلى الله عليه وسلم الى بني هاشم وبعض بني المطلب في اول الدعوة علانية وخطب فيهم فحمد الله تعالى وتشهد بالشهادتين ( اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله ) وقال :
( ان الرائد لا يكذب اهله . والله لو كذبت الناس جميعا ما كاذبتكم ولو غررت الناس جميعا ما غررتكم والله الذي لا اله الا هو اني رسول الله اليكم خاصة والى الناس كافة . والله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون ولتحاسبن بما تعملون ولتجزون بالاحسان احسانا وبالسوء سوءا وانها الجنة ابدا او النار ابدا ) .

الا ان كل الحضور تكلموا بكلام طيب الا ابو لهب فقد تكلم بشدة لمنعه من مواصلة الامر غير ان ابا طالب عمه أيده ووقف بوجه كل من يحاول صده .
و كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يطوف في الكعبة المشرفة ويصلي في المسجد المرام على مسمع ومرأى من القرشيين .

وما هي الا ايام من اجتماع ****** المصطفى صلى الله عليه وسلم باقاربه حتى صعد الى اعلى قمة في جبل الصفا المجاور للبيت الحرام والكعبة المشرفة ثم وقف هاتفا ( يا صباحاه ) وهذه الكلمة كانت تعني لاهل مكة او تخبرهم بخطر يدهم مدينتهم كهجوم جيش عليها او وقوع امر عظيم فهرع اهالي مكة الى استجابة النداء وليستكشفوا الخبر من الهاتف فعلموا انه محمد فلما اجتمع الكثير اخذ ينادي او يهتف بالقبائل باسمائهم ثم خطب فيهم قائلا :

( ايها الناس ر ارأيتكم لو اخبرتكم ان خيلا بالوادي بسفح هذا الجبل تريد ان تغير عليكم اكنتم مصدقي)؟
اجابوا بنعم ما جربنا عليك الا صدقا .
فقال ( فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد . انما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق يربأ اهله فخشي ان يسبقوه فجعل ينادي ياصباحاه . يامعشر قريش اشتروا انفسكم من الله انقذوا انفسكم من النار فاني لا املك لكم ضرا ولا نفعا ولا اغني عنكم من الله شيئا ) ثم اخذ ينادي على القبائل والبيوتات الحاضرة وغير الحاضرة باسمائهم ( يابني.... انقذوا انفسكم من النار) حتى انتهى بنداء اقاربه باسمائهم ( ياعباس بن عبد المطلب لااغني عنك من الله شيئا
ياصفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله لا اغني عنك من الله شيئا
يافاطمة بنت محمد رسول الله سليني بما شئت انقذي نفسك من النار لا اغني عنك من الله شيئا )
ثم توجه الى الجميع فقال ( غير ان لكم رحما سابلها ببلالها)- أي ساصلها حسب حقها.
بهذا يكون قد انذر القريب والبعيد من القرشيين في مكة ومن معهم انذارا عاما وعلنيا . و بدء النبي صلى الله عليه وسلم يجاهر في دعوته ويدعو الناس الى الاسلام ويتلو عليهم مانزل عليه من القران الكريم ( ياقوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره ) ويعبد الله تعالى اما م اعينهم جهارا فلقيت دعوته قبولا ودخل في الاسلام عدد من القرشيين ومن غيرهم وكثر عدد المسلمين مما اثار التباغض بينهم وبين المشركين .
كان المسلمون يتعبدون في بيت الارقم بن ابي الارقم في مكة ومما يذكر ان اسلام ثلاثة اشخاص في سرية الدعوة الاسلامية وعلنيتها كان لهم اثرا كبيرا في امرالدعوة الاسلامية:
- اولهم ابو بكرالصديق فقد كان من رؤساء تيم كان رجلا عفيفا كريما جوادا معظما في جاهليته عليما بانساب القبائل العربية وايام العرب ذا مال ووجاهة في قريش وكان صديقا حميما لمحمد صلى الله عليه وسلم . اسلم في اليوم الاول للدعوة الاسلامية في يوم مبعث الرسول الكريم امن به دون تردد وصدقه وكان الساعد الايمن للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وكان يقصده الناس لعلمه وخلقه وفضله وحسن معاملته في تجارته فدعا اصدقاءه للاسلام فا من فضلاء من قريش منهم عثمان بن عفان الاموي و عبد الرحمن بن عوف الزهري وسعد بن ابي وقاص والزبيربمن العوام و طلحة بن عبيد الله التيمي فقد اتى بهم الى النبي واسلموا جميعا.
وثانيهما حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله واخيه من الرضاعة واعز فتى في قريش واشجعهم واقواهم كان اسلامه فضل من الله تعالى ودون قصد منه فقد روي ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان عند جبل الصفا فمر به ابو جهل فاذاه ونال منه وقيل اخذ حجرا بيده فضربه فشج راسه ونزف دم ****** المصطفى صلى الله عليه وسلم . ثم ذهب الى نادي قريش بجوار الكعبة المشرفة . وكانت ترقب الحالة مولاة عبد الله بن جدعان عن كثب من فوق سطح الدار فآلمها الامر . فلما مر الحمزة وكان مقبلا من الصيد وبيده قوسه خرجت اليه واخبرته الامر كله فذهب الحمزة يبحث عن ابي جهل حتى جاء اليه في النادي فشتمه قائلا له:
اتشتم ابن اخي وانا على دينه ؟؟
ثم ضربه بالقوس بيده فشجه شجا عميقا . فكان لسانه قال وانا على دينه دون قصد ثم شرح الله تعالى صدره للاسلام فاسلم . وكا ن اسلامه في السنة السادسة من مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم .

اما الاخر فهو عمر بن الخطاب. كان فتى فتيان قريش شجاعا ذا شكيمة لا يهاب احدا وكان شديد على المسلمين قبل اسلامه

قيل انه في ليلة من الليالي سمع سرا بعض ايات القران الكريم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في الكعبة المشرفة فوقع قلبه ان ماقرأه حق وفي احد الايام خرج متشوحا بسيفه قاصدا قتل ****** المصطفى صلى الله عليه وسلم فلقيه رجل من معارفه فقال له اين انت ذاهب ياعمر فقال له :
- ذاهب لاقتل محمدا .
- قال له :
- وكيف تأمن بني هاشم ان قتلت محمدا
- فرد عليه عمر:
- مااراك الا قد صبوت
- قال له
- الا اخبرك باعجب من ذلك ؟
- قال له عمر :
- وما ذاك؟؟
- قال :
- اختك وزوجها قد صبوا .
فتركه عمر وسار الى بيت اخته ليرى صحة ذلك . وكان عندهما خباب بن الارت يعلمهما القران الكريم فلما سمع صوت عمر اختبأ في البيت وسترت اخته الصحيفة التي فيها آيات القران الكريم فلما دخل عمر البيت قال :
- ماهذه الهينمة التي سمعتها ؟
قالت اخته وزوجها :
- كنا نتحدث فيما بيننا .
قال لهما
- فقد قيل لي انكما صبوتما .
فقال له زوج اخته
-ارايت ان كان الحق في غير دينك؟
فوثب عليه عمر وطرحه ارضا فجاءت اخته لترفعه عن زوجها فضربها على وجهها فأدماها فقالت له وهي غاضبة:
- ياعمر ان كا ن الحق في غير دينك ؟– اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله.

ندم عمر وخجل من اخته
وقال: اعطوني الذي عندكم لأقرأه
قالت له اخته: انك رجس و الذي عندنا لايمسه الا المطهرون فقم واغتسل وسنعطيكه .
فاغتسل عمر ثم تناول الصحيفة وقرا فيها ( بسم الله الرحمن الرحيم . طه * ما انزلنا عليك القران لتشقى – الى قوله (انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري* ) اربعة عشرة اية من سورة طه
فقال ما احسن هذا الكلام واكرمه ؟ دلوني على محمد.
عند ذلك خرج خباب من مخبئه فقال له: ابشر ياعمر فاني ارجو ان تكون دعوة الرسول صلى الله عليه .
وكا ن النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا في ليلة الخميس: اللهم اعز الاسلام بأحد الر جلين اليك : بعمر بن الخطاب او بأبي جهل بن هشام - وذكر له الخباب ان النبي صلى الله عليه وسلم موجود في دار الارقم بن ابي الارقم .
فقصد عمرالدار ولما وصل ضرب الباب فأطل رجل من ثقب فيها فرأى عمر بن الخطاب متوشحا سيفه فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم وابلغ المسلمين بذلك
فقال الحمزة عم النبي : مالكم ؟؟ .
قالو ا عمر
فقال : افتحوا الباب فأن كان يريد خيرا بذلناه وان كان يريد شرا قتلناه بسيفه
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحجرة فجذب عمرا جذبة آخذا بمجاميع ثوبه وسيفه
قائلا : اما تنتهي ياعمر
ثم قال : اللهم هذا عمر بن الخطاب اللهم اعز الاسلام بعمر .
فقال عمر بن الخطاب: اشهد ان لااله الاالله واشهد انك رسول الله . فكبر كل من في الدار تكبير ة بصوت عال سمعها من بالمسجد الحرام . وكان اسلامه بعد اسلام الحمزة بثلاثة ايام .
وبعد اسلامه ذهب الى اشد الناس كراهة للمسلمين فذهب الى ابي جهل فقال له:
- جئت لاخبرك باني امنت بالله وبرسوله محمد
- وذهب الى جميل بن معمر الجمحي فاخبره باسلامه فنادى جميل باعلى صوته ان عمر صبا
- فقال عمر لمن سمعه: كذب لكنني اسلمت
وذهب الى خاله العاصي بن هاشم فاخبره باسلامه ثم دارت معركة بينه وبين عدد من المشركين فقاتلهم.
كان المسلمون يصلون سرا فلما اسلم الحمزة وتبعه بثلاثة ايام عمر بن الخطاب فقال عمر للنبي محمد صلى الله عليه وسلم
- يارسول الله ألسنا على الحق ان متنا وان حيينا ؟
قال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم : بلى
- فقال عمر :ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لنخرجن .
فخرج المسلمون في صفين احمدهما يتقدمه الحمزة والاخر يتقدمه عمر بن الخطاب حتى دخلوا المسجد الحرام واصبحت الدعوة الاسلامية من ذلك اليوم علنية وجهرية .

فالح نصيف الحجية

العراق - ديالى - بلدروز
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59