عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-22-2012, 09:51 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي


2. 0 مقدمة :
تحدثت الموسوعة العربية العالمية، الجزء الرابع، عن نوعين من البحوث هما: البحث الأساسي أو البحث النظري أو مجرد البحث، والبحث التطبيقي، ويطلق عليه أحيانا اسم التطوير[1]. ولعل هذا التقسيم للبحوث ينطلق من منطلق طبيعة هذه البحوث ودوافعها، وفيما يلي أهم أنواع البحوث العلمية.
2 . 1 البحوث النظرية Theoretical Research
لا يرتبط هذا النوع من البحوث بمشاكل آنية، بل هدفها الأساسي هو تطوير مضمون المعارف المتاحة في مختلف حقول العلم. ويهدف إلى تحسين فهمنا لموضوع معين حتى لو لم يكن له تطبيق عملي. ومثال ذلك دراسة تركيب الذرة ودراسة ذاكرة الإنسان، أو دراسة آلية استغلال النبات للطاقة الشمسية، وما شابه من الدراسات.

ويطلق على هذا النوع من البحوث اسم البحوث الأساسية (Basic Research)، أو البحوث المجردة ( Pure Research)، وتهدف إلى إضافة علمية ومعرفية. كما تهتم بالإجابة على تساؤلات نظرية ما، وقد يتم تطبيق نتائجها علمياً أو لا يتم. ودافع هذه البحوث، هو التوصل للحقيقة، وتطوير المفاهيم النظرية.
ومن الصعب فصل البحوث التطبيقية عن النظرية وذلك للعلاقة التكاملية بينهم، فالبحوث التطبيقية تستمد فرضياتها من النظرية، كما أن البحوث النظرية تستفيد من نتائج الدراسات التطبيقية. وكثيرا ما تؤدي نتائج البحث الأساسي إلى حلول لمشاكل عملية. فالبحوث النظرية للعالم الفيزيائي الألماني المولد، ألبرت آينشتاين في مجال العلاقة بين الطاقة والمادة مكنت العلماء التطبيقيين من حساب الطاقة المتولدة من التفاعلات النووية.
والأكاديميون يهدفون غالباً إلى تطوير العلم والنظرية والترقيات العلمية في حين الجهات الحكومية تهتم أكثر بنتائج الدراسة وتطبيقها. والبحوث النظرية يمكن أن تكون تطبيقية، فالكثير من الأكاديميون يستخدمون النظريات في أبحاثهم التطبيقية لاختبار مدى مطابقتها للواقع أو لاستخدامها في تحليل وتفسير الظاهرة موضع البحث. مثال: يمكن استخدام النظرية الكينزية في تقييم دور الدولة في اقتصاديات الدول العربية. وتعتبر كافة البحوث التي تسعى إلى حل مشاكل معينة أو قضايا تعاني منها الشركات والمؤسسات والتي يمكن أن تتم على شكل بحوث أو دراسات وصفية، أو استكشافية أو تجريبية أو ميدانية أو مخبرية من البحوث التطبيقية (عبيدات وآخرون، 1997).
ويهدف هذا النوع من البحوث إلى تطوير مضمون المعارف الأساسية في مختلف مجالات العلم والمعرفة الإنسانية، ويطلق على هذا النوع من البحوث البحوث الأساسية Basic Research أو المجردة Pure Research (عبيدات وآخرون، 1997).
وتقوم البحوث النظرية بوضع تصور للإطار النظري للظواهر الاجتماعية والإنسانية ذات العلاقة المباشرة بالنماذج المثالية أو ما يجب أن تكون عليه المفاهيم من حيث اعتمادها على معايير أو مقاييس قابلة للقياس. وهناك احتمال لتطبيق نتائج البحوث النظرية والاستفادة منها بمجرد التوصل إليها أو في المستقبل، وقد لا تطبق هذه النتائج على الإطلاق (الرفاعي، 1998).
2 . 2 البحوث التطبيقية Applied Research
وتعتبر البحوث التطبيقية أكثر شيوعا من البحوث الأساسية, وقد تهدف إلى تحسين نوعية، أو تطوير منتج جديد في مجال الصناعة أو الزراعة. كما تهدف البحوث التطبيقية أيضا إلى معالجة مشاكل قائمة لدى المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية. وتعمل على بيان الأسباب الفعلية التي أدت إلى حدوث الظاهرة أو المشكلة، مع اقتراح التوصيات العملية التي يمكن أن تسهم في التخفيف من حدة المشاكل، أو إزالتها كلياً.
وقد عرف الرفاعي ( 1998) البحث التطبيقي (Applied Research) بأنه
"ذلك النوع من الدراسات التي يقوم بها الباحث بهدف تطبيق نتائجها لحل المشاكل الحالية" ويندرج ضمنها العديد من العلوم الإنسانية كالاقتصاد والإدارة والتربية والاجتماع.
مثال: يمكن دراسة مشكلة ارتفاع معدل الإفلاس (Death Rate) بين الشركات في قطاع غزة وخروجها من السوق، حيث يمكن للباحث أن يختار عينة من الشركات التي خرجت من السوق, ثم يتم إجراء الدراسة الميدانية عليها من خلال توزيع الاستبيان وتحليله وإجراء المقابلات مع خبراء في الأعمال والاقتصاد، ومن ثم تقديم ما يتم التوصل إليه من توصيات لعلاج ظاهرة فشل الشركات إلى أصحاب الشركات والى الجهات المعنية في السلطة الفلسطينية لعلاج المشكلة.

2 . 3 : تقسيمات البحوث العلمية حسب مناهج وأساليب البحث المستخدمة
يقسم الباحثان عليان وغنيم (2000) البحوث العلمية حسب مناهج وأساليب البحث المستخدمة، إلى أقسام ثلاثة:
1- البحوث التاريخية Historical Research
وهي البحوث التي تعتمد المنهج التاريخي في تتبع الظاهرة منذ نشأتها ومراحل تطورها والعوامل التي تأثرت بها، بهدف تفسير الظاهرة في سياقها التاريخي
2- البحوث الوصفية De******ive Research
وهي البحوث التي تعتمد المنهج الوصفي في تفسير الوضع القائم للظاهرة أو المشكلة، من خلال تحديد ظروفها وأبعادها وتوصيف العلاقات بينها بهدف الانتهاء إلى وصف علمي دقيق متكامل للظاهرة أو المشكلة بالاعتماد على الحقائق المرتبطة بها.
3- البحوث التجريبية Experimental Research
وقد عرف الرفاعي ( 1998) البحوث التجريبية بأنها "البحوث التي تستخدم عند البدء من وقائع خارجة عن العقل سواء كانت خارجة عن النفس أم باطنة فيها"
ولا يتم الاعتماد على قواعد العقل والمنطق وحدها، بل يتم تغيير المتغيرات المستقلة واحداً تلو الآخر بشكل منظم لتحديد الأثر الناتج عن هذه المتغيرات.
ويشمل التغيير في المتغيرات المستقلة لجميع المتغيرات الممكن أن تؤثر في موضوع الدراسة مع إبقاء واحدًا للتعرف على أثره. هذا التغيير المستمر يسمى عادة بالتجربة Experiment. وفي البحث التجريبي يقوم الباحث بدور فاعل في الموقف البحثي.
والعديد من العلوم الرياضية والهندسية نشأت علوماً تجريبية، ويجمع الباحث بياناته بالملاحظة والقياس للمواقف والظروف والخصائص المتوافرة دون تغيير عليها، فالهندسة عند البابليين نشأت تجريبية لأحوال خاصة، ثم تم تعميمها.

2. 4 تقسيمات أخرى للبحوث العلمية
1- البحوث الاستكشافية: Exploratory Research
البحوث الاستكشافية هي الخطوة الأساسية للبحوث المصممة لتزويد صانع القرار بالمعلومات المناسبة. ويهدف إلى تشكيل فرضيات تساعد أولياً على حل المشكلة القائمة، مثل البحث في أسباب معينة لقضايا مهمة تخص الشركة، مثل نقص الأرباح، أو انخفاض الإنتاجية. كما تساهم البحوث الاستكشافية في تحديد المسارات لأي بحوث أخرى قد يتطلب الأمر القيام بإجرائها (المعلا، 1994) . والبحوث الاستكشافية هي بحوث استطلاعية تستخدم في دراسة قضايا أو مشاكل تكون فيه المعلومات نادرة. وقد حدد الرفاعي ( 1998) الإجراءات التي يمكن أن تساعد في إعداد البحوث الاستكشافية بما يلي:
1- الرجوع إلى المصادر الثانوية.
2- استخدام المقابلات في الحصول على المعلومات.
3- دراسة الحالات السابقة.
وفي العادة لا يتطلب إجراء مثل هذه البحوث استخدام عينات احتمالية كبيرة الحجم, أو استخدام استبيانات رسمية, لأن مخرجات البحوث الاستكشافية لا ترتقي إلى مستوى التحليل والتفسير العميق للظاهرة (المعلا، 1994). فعلى سبيل المثال، قد تستدعي ظاهرة انخفاض الطلب على منتجات الدهان الوطنية لدى إحدى الشركات الفلسطينية في غزة إلى اهتمام باحث التسويق في الشركة للتعرف على هذه الظاهرة، وهنا نجدة يلجأ إلى دراسة تاريخ هذه الظاهرة والاتصال بعينات من الزبائن لمعرفة الأسباب التي تكمن وراء إحجامهم عن شراء المنتج. ويساعد هذا الأسلوب الباحث في تكوين تصور أكثر دقة، كما يمكنه من تكوين إطار عام يساعد في القيام بدراسة أعمق لاحقا. وتهدف الأبحاث الاستكشافية إلى تحقيق التالي (Churchill, 1988):
1- إشباع فضول الباحث في رغبته للوصول إلى فهم أعمق للمشكلة أو الظاهرة محل البحث.
2- تطوير الطرق والأساليب التي يمكن استخدامها في الدراسات اللاحقة.
3- تحديد مدى جدوى القيام بأي دراسات إضافية أخرى.
ومما يميز البحوث الاستكشافية هو سرعة الحصول على معلومات أولية حول طبيعة المشكلة وأسبابها وذلك بشكل مبدئي. ولكن يعيب البحث الاستكشافي هو عدم شموليته وضعف قدرته في تزويد الباحث بنتائج معمقة، ويعود هذا إلى صغر حجم العينة المستخدمة في هذه البحوث مما يجعل عملية التعميم غير ممكنه (المعلا، 1994).

2 - البحوث الأكاديمية Academic Research
وتنقسم إلى ثلاث أنواع: البحوث القصيرة، وبحوث الماجستير، وبحوث الدكتوراة.
أولا: البحوث القصيرة Term Paper
وهذه البحوث يطلبها الأستاذ في أحد المساقات من الطلاب لتحفيز الطالب على الاستزادة والتعمق في الموضوع. وعادة لا يتوقع أن يتوصل الطالب إلى شيء جديد في مثل هذه البحوث، وإنما الهدف الرئيسي هو تطوير الاعتماد على النفس لدى الطالب في البحث والإطلاع وتطوير مفاهيم الطالب وقدراته التحليلية. كما يعتبر القيام بالبحوث القصيرة بمثابة تدريب للطالب على القيام ببحوث أكثر عمقا مثل رسائل الماجستير والدكتوراه ولاسيما وأن الإجراءات النمطية للبحث القصير لا تختلف كثيرا عن إجراءات القيام ببحوث الماجستير أو الدكتوراه (الهواري، 1980).
ثانيا: بحوث الماجستيرMaster's Dissertation:
وهي بحوث تكميلية لنيل درجه الماجستير، حيث يختار الباحث عند إعداد الرسالة مشكلة من المشاكل ويقوم بدراساتها وتحليلها ويضع الفرضيات لتفسيرها ثم يعمل على اختبار مدى صحة هذه الفرضيات. وقد يتوصل الباحث إلى إضافة جديدة إلى عالم المعرفة وقد لا يكون ذلك، فهي بمثابة تدريب للطالب على القيام ببحوث أعمق كبحوث الدكتوراه.
ثالثا: بحوث الدكتوراهDoctoral Thesis:
يقوم باحث الدكتوراه ببحث علمي شامل معتمدا على نفسه وبقليل من الإشراف بالتوصل إلى إضافة نوعية إلى عالم المعرفة. ولا يكفي أن يكون الباحث حاصل على درجه الماجستير بل يجب أن يقدم شيئا جديدا وان النتائج التي توصل إليها يجب أن تجعله من الأشخاص المعترف بهم بواسطة الآخرين في مجال تخصصه.


الفصل الثالث

أنواع مناهج البحث العلمي

Types of Scientific Research Methodology

1- المنـهج الوصـفيDe******ive Methodology
أولا : أنماط الدراسات الوصفية وتشمل :
1- المسح الاجتماعي
2- تحليل العمل
3- تحليل المضمون
ثانيا : ودراسات الروابط والعلاقات المتبادلة وتشمل :
1- دراسة الحالة،
2- الدراسات العلمية المقارنة
3- الدراسات الارتباطية
2- المنهج التاريخي Historical Methodology
3- المنهج التجريبي Experimental Methodology
4 - المنهج الاستقرائي والاستنباطيInductive & Deductive Methodology


3 . 0 مقدمـــة
هناك طرق وأساليب متعددة يمكن استخدامها في البحث العلمي، وتتنوع أساليب البحث تبعا لتنوع الظواهر التي يبحثها الإنسان. ويقصد بمنهج البحث العلمي هو الأسلوب الذي يستخدمه الباحث في دراسة ظاهرة معينة والذي من خلاله يتم تنظيم الأفكار المتنوعة بطريقة تمكن من علاج مشكلة البحث. ويهدف استخدام المناهج العلمية إلى توسيع آفاق المعرفة العلمية حول مختلف مجالات الاهتمام من قبل الباحثين في العالم وذلك لأسباب من أهمها تطور الحياة الإنسانية لبني البشر في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتكنولوجية وغيرها (زويلف والطراونة، 1997).ويشتمل هذا الفصل على أهم أنواع مناهج البحث العلمي وهي المنهج الوصفي والمنهج التجريبي والمنهج التاريخي والمنهج الاستقرائي والاستنباطي.
ويشمل المنهج الوصفي على: الدراسات المسحية ودراسات الروابط والعلاقات المتبادلة. وتتكون الدراسات المسحية من المسح الاجتماعي، دراسات الرأي العام، تحليل العمل، تحليل المضمون. وتشمل دراسات الروابط والعلاقات المتبادلة على منهج دراسة الحالة، الدراسات العلمية المقارنة والدراسات الارتباطية.
3. 1: تعريف المنهج الوصفي De******ive Methodology
يمكن تعريف المنهج الوصفي بأنه أسلوب من أساليب التحليل المرتكز على معلومات كافية ودقيقة عن ظاهرة أو موضوع محدد عبر فترة أو فترات زمنية معلومة وذلك من أجل الحصول على نتائج عملية تم تفسيرها بطريقة موضوعية تنسجم مع المعطيات الفعلية للظاهرة (عبيدات وعدس وعبد الحق، 1982). وهناك من يعرفه بأنه "طريقة لوصف الموضوع المراد دراسته من خلال منهجية علمية صحيحة وتصوير النتائج التي يتم التوصل إليها على أشكال رقمية معبرة يمكن تفسيرها" ( عريفج، وحسين، ونجيب، 1987، ص ص 131-132). وهناك تعريف آخر للمنهج الوصفي وهو "محاولة الوصول إلى المعرفة الدقيقة والتفصيلية لعناصر مشكلة أو ظاهرة قائمة، للوصول إلى فهم أفضل وأدق أو وضع السياسات والإجراءات المستقبلية الخاصة بها" (الرفاعي، 1998، ص122).
ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد منهج مثالي يوصى باستخدامه عند القيام بالبحوث والدراسات. فإذا أراد الباحث دراسة الدوافع الاستعمارية للحملة الصليبية على العالم العربي، فانه بحاجة إلى استخدام المنهج التاريخي، وإذا كان البحث يهدف إلى دراسة السلوك الشرائي للمستهلك في قطاع غزة وردود فعلهم تجاه المنتجات الوطنية فهذا يتطلب استخدام ما يسمى بمنهج دراسة الحالة، والذي يعتبر جزءا من المنهج الوصفي. وإذا أراد الباحث أن يقيس أثر تدريب رجال البيع على أدائهم البيعي، فهذا ربما يتطلب استخدام المنهج التجريبي من خلال تثبيت العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على أداء رجال البيع ثم تقديم البرامج التدريبية المناسبة والقيام بعد ذلك بالقياس والتقييم للتعرف على حجم التغير الحاصل على أداء رجال البيع. وإذا أراد الباحث دراسة سمات التخطيط الاستراتيجي لدى المدير العربي فانه سيستخدم المنهج الوصفي للتعرف على هذه السمات.
ويعتبر المنهج الوصفي من أنسب المناهج وأكثرها استخداما في دراسة الظواهر الإنسانية والاجتماعية مثل دراسة السلوك الإداري، ومعوقات البحث العلمي، وظاهرة تعثر الشركات، ودراسة سلوك الطفل. ويمكن استخدام المنهج الوصفي في دراسة الظواهر الطبيعية مثل وصف الظواهر الفلكية والبيولوجية.
ويستخدم الباحث المنهج الوصفي في ظل وجود معرفة مسبقة ومعلومات كافية حول الظاهرة موضع الدراسة. فمن خلال الدراسات السابقة يتمكن الباحث من تحديد مشكلة الدراسة والفرضيات ثم يعمل على جمع المعلومات الأولية والثانوية المناسبة من أجل صياغة الفرضيات واختبارها وهذا يساعد في تحليل وتفسير أكثر للظاهرة والوقوف على دلالاتها. ويرتقي المنهج الوصفي لمرتبة الأسلوب العلمي لأن فيه تفسير وتحليل للظاهرة وعمق في النتائج وهذا يساعد في التوصل إلى قانون علمي أو نظرية. ويتسم المنهج الوصفي بالواقعي لأنه يدرس الظاهرة كما هي في الواقع ويستخدم مختلف الأساليب المناسبة من كمية وكيفية للتعبير عن الظاهرة وتفسيرها من أجل التوصل إلى فهم وتحليل الظاهرة المبحوثة. فالتعبير الكمي يعطينا وصفا رقميا يوضح فيه مقدار الظاهرة أو حجمها ودرجه ارتباطها بالظواهر الأخرى، أما التعبير الكيفي فيصف لنا الظاهرة ويوضح خصائصها (الرفاعي، 1998).

ويقتضي استخدام المنهج الوصفي مراعاة التالي:
1- جمع كافة المعلومات والبيانات المتوفرة والضرورية لفهم وتفسير مشكلة البحث، وهذا يتطلب استخدام المصادر الثانوية من كتب ومقالات وغيرها، أو استخدام المصادر الأولية مثل المقابلات أو الاستبيان أو الملاحظة إن لزم الأمر.
2- أن تتوفر لدى الباحث القدرة والمهارة اللازمتين لاستخدام أدوات القياس والتحليل المناسبة وخاصة عند استخدام الأسلوب الكمي في تحليل البيانات. ومن أهم المهارات المطلوبة القدرة على استخدام الأساليب والاختبارات الإحصائية المناسبة في التحليل.

مثال لو أرد الباحث أن يدرس معوقات البحث العلمي في كليات التجارة في جامعات قطاع غزة، فهذا يتطلب من الباحث جمع كافة البيانات والمعلومات المنشورة والغير منشورة حول الظاهرة، كما قد يقوم الباحث بتصميم الاستبيان وتوزيعه على عينة ممثلة من الباحثين في كليات التجارة في جامعات القطاع، ثم يتم تحليله من خلال استخدام البرنامج الإحصائي المناسب بهدف التأكد من صدق الفرضيات عبر استخدام أساليب الاختبار الإحصائية المناسبة من أجل معرفة مدى وجود العلاقات بين المتغيرات المستقلة والتابعة ومدى قوة أو معنوية هذه العلاقات.
3. 1. 1: خطوات المنهج الوصفي
كما ذكرنا سابقا، المنهج الوصفي أسلوب علمي يستخدم في إعداد البحوث العلمية وله خصوصياته، ويستخدم بكثرة في دراسة الظواهر الاجتماعية والإنسانية. ويمكن حصر خطوات استخدام المنهج الوصفي مع مثال تطبيقي كما يلي (عبيدات وعدس وعبد الحق، 1998):
1- الإحساس بالمشكلة وجمع البيات والمعلومات التي تساعد على تحديدها. مثل شعور أحد الأكاديميين العاملين في كلية التجارة في إحدى الجامعات الفلسطينية بوجود قدر محدود من الإنجازات البحثية لمدرسي كليات التجارة، ولمس من خلال الحوار والسماع للأكاديميين أن هذه المشكلة قائمة وتحتاج إلى تفسير.
2- تحديد المشكلة المراد دراستها ويفضل أن يتم صياغتها في شكل سؤال. حيث يمكن صياغة مشكلة البحث في السؤال التالي: ما هي أسباب ضعف ومحدودية الإنجازات البحثية لمدرسي كليات التجارة في الجامعات الفلسطينية؟
3- صياغة فروض الدراسة والتي يمكن أن تجيب عن سؤال البحث بصورة مؤقتة ومن ثم يبدأ الباحث بجمع المعلومات عنها إلى أن يتم إثباتها أو دحضها. ويمكن صياغة الفروض على النحو التالي:
الفرضية الأولى: توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أعضاء هيئة التدريس عند مستوى دالة 0.05 حول المعوقات المتعلقة بتوفر المعلومات تعزى إلى عامل المؤسسة التي يعمل فيها.
الفرضية الثانية: توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أعضاء هيئة التدريس عند مستوى دالة 0.05 حول تقدير درجه الصعوبات التي تواجههم والتي ساهمت في ضعف البحث العلمي تعزى إلى المعوقات الإدارية والمالية في الجامعة.
الفرضية الثالثة: توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أعضاء هيئة التدريس عند مستوى دالة 0.05 في تقدير درجه المعوقات المتعلقة بالنشر والتي ساهمت في ضعف البحث العلمي تعزى للدرجة الأكاديمية.
4- اختيار العينة التي ستجرى عليها الدراسة وتحديد حجمها ونوعها. قد يقوم الباحث باختيار عينة طبقية عشوائية من مختلف كليات التجارة في جامعات قطاع غزة مكونة من الأكاديميين حملة الماجستير والدكتوراة، ويبلغ حجم العينة 50 فرد أي ما يعادل 80% من المجتمع الأصلي لمدرسي كليات التجارة.
5- اختيار أدوات جمع البيانات والمعلومات المناسبة كالمقابلة والاستبيان والملاحظة والقيام بجمع المعلومات المطلوبة بطريقة منظمة. حيث يختار الباحث الأداة التي تناسب طبيعة المشكلة والفروض، ثم يعمل على حساب مدى صدق وثبات الأداة المختارة. وتكملة لمثالنا المذكور، يمكن أن يستخدم الباحث الاستبيان في جمع البيانات الميدانية من عينة البحث ثم يستخدم البرنامج الإحصائي SPSS للتأكد من صدق وثبات الاستبيان، ثم يقوم الباحث بتحديد نوع البيانات هل هي معلمية تتبع التوزيع الطبيعي أم غير معلمية لا تتبع التوزيع الطبيعي ومن ثم اختيار الاختبارات الإحصائية المناسبة لقياس العلاقات والفروق بين مختلف المتغيرات لاختبار فروض الدراسة.
6- يقوم الباحث بكتابة النتائج وتفسيرها ويختبر الفروض ويقدم عدد من التوصيات لعلاج ضعف ومحدودية الإنجازات البحثية في كليات التجارة في الجامعات الفلسطينية. وعند بدء مرحلة اختبار الفروض ومناقشتها لا بد من الرجوع إلى أدبيات الدراسة والى الدراسات السابقة للتعرف على مدى اتفاق نتائج البحث مع نتائج البحوث السابقة والعمل على تفسير أسباب الاتفاق أو الاختلاف.
3. 1. 2: أنماط الدراسات الوصفية
يكاد يستخدم المنهج الوصفي في دراسة معظم الظواهر. فالوصف العلمي للظواهر ضرورة لا مناص منها قبل قيام الباحث بالتعمق في تحليل الظواهر والحصول على تقديرات دقيقة لحدوثها والتعرف على طبيعة علاقاتها. وتتخذ الدراسات الوصفية أنماط مختلفة، ولا يوجد اتفاق بين الباحثين حول كيفية تصنيفها (عبيدات وعدس وعبد الحق، 1998). ومن التصنيفات المستخدمة للبحوث الوصفية ما يلي (الرفاعي، 1998؛ عبيدات وعدس وعبد الحق، 1998):
أولا : الدراسات المسحية: Survey Studies
يعتبر أسلوب المسح من المناهج الرئيسة المستخدمة في إعداد البحوث الوصفية. وتتم الدراسات المسحية من خلال جمع البيانات والمعلومات عن الظاهرة المبحوثة كما هي في الواقع، من أجل التعرف على طبيعة وواقع هذه الظاهرة ومعرفة جوانب القوة والضعف فيها، من أجل التوصل إلى تصور قد يقود إلى إحداث تغيير جزئي أو جذري على الظاهرة. والدراسات المسحية ليست قاصرة على جمع البيانات والمعلومات عن الظاهرة موضع البحث، بل يتعدى ذلك إلى التوصل إلى مبادىء وقوانين عامة في المعرفة (الرفاعي، 1998).
وتستخدم البحوث الوصفية في دراسة الظواهر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإدارية وغيرها من الظواهر. والمسح قد يكون شاملا من خلال إجراء الدراسة على كافة مفردات المجتمع، وقد يكون مسحا جزئيا من خلال إجراء دراسة على عينة مختارة وممثلة لمجتمع الدراسة.
وتختلف البحوث المسحية عن غيرها من الدراسات الأخرى من دراسات تاريخية وتجريبية وغيرها ومن أهم هذه الفروق ما يلي (عبيدات وعدس وعبد الحق، 1998):
· يختلف البحث المسحي عن التجريبي في أن البحث المسحي يدرس الظاهرة كما هي على الواقع دون تدخل من قبل الباحث للتأثير عليها. أما البحث التجريبي فالباحث يخلق بيئة اصطناعية يؤثر من خلالها على سير الظاهرة من أجل قياس أثر العامل التجريبي على المتغير التابع من أجل معرفة الأسباب المباشرة التي أدت إلى هذا الواقع.
· يتميز المسح عن البحث التاريخي في أن المسح يركز على الواقع الحالي والوضع الراهن، بينما البحوث التاريخية تركز على أحداثا قديمة وأوضاعا سابقة.
· تختلف البحوث المسحية عن دراسة الحالة في المستوى والمجال، فدراسة الحالة أكثر عمقا وتحليلا في دراسة الظواهر ولكنها تركز على عدد محدود من الحالات، أما الدراسات المسجية فهي أكثر شمولا وأقل عمقا في التحليل.

وتنقسم الدراسات المسحية إلى عدة أنواع منها:
· المسح الاجتماعي
· تحليل العمل
· تحليل المضمون

(1) المسح الاجتماعي Social Survey

كلمة مسح مستعارة من العلوم الطبيعية، فكما تمسح الأرض للتعرف على مساحتها وخصائصها تمسح الظاهرة الاجتماعية للتعرف على طبيعتها وخصائصها. ويعتبر ويلز Wells من أوائل من عرفوا المسح لاجتماعي، حيث يقول "المسح هو دراسة تستهدف اكتشاف الحقائق التي تتصل أساسا بحالة الفقر التي تعيشها الطبقة العاملة وبطبيعة المجتمع والمشكلات التي يعاني منها" (أبو طاحون، 1998).
ويرى هويتي أن المسح الاجتماعي هو "محاولة منظمة لتقرير وتحليل وتفسير الوضع الراهن لنظام اجتماعي أو جماعة أو بيئة معينة، وهو ينصب على الموقف الحاضر وليس على اللحظة الحاضرة، كما أنه يهدف إلى الوصول إلى بيانات يمكن تصنيفها وتفسيرها وتعميقها وذلك للاستفادة منها في المستقبل وخاصة في الأغراض العملية".
وتتفق تعريفات المسح الاجتماعية فيما بينها على السمات التالية (أبو طاحون، 1998):
1- الدراسة العلمية للظواهر الموجودة في جماعة معينة وفي مكان معين.
2- ينصب على الوقت الحاضر حيث أنه يتناول أشياء موجودة بالفعل وقت إجراء المسح وليست ماضية.
3- يتعلق بالجانب العملي ويحاول الكشف عن الأوضاع القائمة لمحاولة النهوض بها ووضع خطه أو برنامج للإصلاح الاجتماعي.

موضوعات المسوح الاجتماعية:
تتنوع موضوعات المسوح الاجتماعية بحيث أصبحت تشتمل على معظم الظواهر الاجتماعية. ومن هذه الموضوعات ما يلي (أبو طاحون، 1998):
1- تتناول مشكلات اجتماعية معينة فرضت نفسها نتيجة للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية، مثل بحوث الفقر والجريمة وأوضاع الأسرة ومشكلة العمل والعمال.
2- المسوح الديموجرافية: وتهتم بدراسات السكان بمختلف مجالاتها ولعل أهمها الهجرة والخصوبة وتنظيم الأسرة والخصائص المختلفة للسكان.
3- مسوح تركز على خصائص المجتمعات المحلية المختلفة، سواء كانت هذه المجتمعات ريفية أو حضرية، أو أقل حجما كدراسة حي من مدينة وذلك لهدف تقديم صورة جديدة شاملة عن خصائص البناء الاجتماعي والاقتصادي والمهني والعمراني لهذه المجتمعات.
4- بحوث الإسكان والتخطيط الإقليمي، وتسعى إلى دراسة طبيعة المسكن وظروف الإقامة في منطقة معينة، بهدف إعادة تخطيط هذه المنطقة من الناحية العمرانية.
5- مسوح الرأي العام والاتجاهات السياسية، إذ يستهدف المسح في هذه الحالة استطلاع الرأي حول قضية معينة أو موضوع ما ذات طابع هام في المجتمع. ولقد اتجهت هذه المسوح اتجاهين: 1) اتجاه ذات طابع اقتصادي وتمثل مسوح السوق، 2) اتجاه سياسي، ويهدف إلى قياس الرأي العام حول قضايا سياسية مهمة، مثل قياس شعبية الرئيس، الموقف من السياسات الحكومية المتبعة تجاه بعض القضايا المحلية والعالمية، والسلوك الانتخابي والتصويت. ولقد اتسع نطاق هذه البحوث بحيث توجد الآن في عدد من الأقطار معاهد خاصة لدراسة الرأي العام وتقدير اتجاهاته.
وخطوات قياس الرأي العام شبيهة إلى حد ما بخطوات البحث الوصفي ولكن هناك بعض الخصوصيات لدراسة الرأي العام. وهذه الخطوات كالتالي:
§ تحديد المشكلة أو الموضوع المراد قياس رأي الجمهور حوله.
§ تحديد مجتمع البحث الأصلي والتعرف على خصائصه.
§ تحديد حجم ونوع العينة الممثلة.
§ اختيار أداة البحث المناسبة للتعرف على الرأي العام. هذه الأدوات هي الاستبيان أو المقابلة أو الاتصال الهاتفي أو تحليل أساليب إسقاطيه أو تحليل الشائعات والنكات.
§ استخلاص النتائج وتنظيمها.
ولضمان دقة النتائج في قياس الرأي العام يلزم الدقة في تحديد مجتمع الدراسة وفي اختيار العينة الممثلة وفي صياغة وتوجيه الأسئلة الواضحة المحددة.
6- مسوح النظم الاجتماعية، مثل دراسات الأسرة والتعليم والصحة والترويح ووقت الفراغ.
7- مسوح العلاقات الصناعية والروح المعنوية والتي تهدف إلى قياس معنويات العمال وعلاقاتها بالإنتاجية.

ماهية المسوح الاجتماعية

هي طريقة لجمع المعلومات تتخذ شكل إجابات مكتوبة لأسئلة معدة مسبقا توزع على الأفراد للإجابة عليها (Sellitiz and Deutch****, 1956). وهناك متطلبات للقيام بالمسوح الاجتماعية، منها تحديد الأسئلة وعدم غموضها، وبعدها عن التحيز، والموضوعية، والتوضيح الدقيق لمحتوى الأسئلة، واختيار العينة الممثلة عند توزيعها.
ومما تتميز به المسوح هو قلة تكاليفها وقدرتها على استجواب أكبر عدد من المستجيبين. أما عيوبها فهي مشابهة لعيوب الاستبيان.
(2): تحليل العمل Job Analysis
ويعتبر هذا التحليل جزء من مساق مادة إدارة الأفراد. ويقوم الباحث بتحليل العمل من خلال التعرف والواجبات والمسئوليات المرتبطة بعمل معين. ويساعد تحليل العمل في التعرف على خصائص العامل الذي يجب أن يشغل الوظيفة وخبراته، والأجر الواجب دفعة، وعلاقة الوظيفة بالوظائف الأخرى (الرفاعي، 1998).
ومن الأدوات التي تستخدم في تحليل العمل ما يلي:
1- تصميم استبيان يوزع على عينة من الأشخاص الذين يشغلون العمل، وترتبط الأسئلة بالعمل.
2- إجراء المقابلة لعينة من الأفراد الذين يشغلون العمل.
3- الملاحظة وتتم من خلال ملازمة الباحث لعدد من العاملين ممن يشغلون الوظيفة ويقوم بالتعرف على مهامهم ومسئولياتهم التي يمارسونها.
4- دراسة أراء عدد من الرؤساء الذين يشرفون على هذا العمل من خلال المقابلة أو الاستبيان.
ويمكن للمحلل أن يستخدم أداة واحدة أو أكثر في آن واحد عند تحليل العمل.
(3): تحليل المضمون Content Analysis
إذا كانت الدراسات المسحية السابقة من مسح اجتماعي ودراسة الرأي العام وتحليل العمل، ترتبط بدراسة أراء الإنسان بشكل مباشر من خلال سؤاله ومقابلته كونه يملك المعلومات، فان تحليل المضمون هو اتصال غير مباشر بالأفراد من خلال الاكتفاء بالرجوع إلى الوثائق والسجلات والمقابلات التلفزيونية والصحفية المرتبطة بموضوع الدراسة. فالباحث بعد اختيار الوثائق والسجلات المناسبة يقوم بتحليلها مستندا إلى البيانات الصريحة الواضحة المذكورة فيها. ويستند هذا الأسلوب إلى القناعة التي تقول بأن اتجاهات الجماعات والأفراد تظهر بوضوح في كتاباتها وآدابها ومقابلاتها الصحفية وفنونها. ويتعين على الباحث التأكد من صدق تمثيل الوثيقة أو السجلات المستخدمة في التحليل سواء كان من حيث أهميتها أو أصالتها أو موضوعيتها (عبيدات وعدس وعبد الحق، 1998).
ومن الصعوبات التي تواجه الباحث في تحليل المضمون ما يلي (الرفاعي،1998):
1. قد تكون الوثائق مثالية وغير واقعية.
2. تزوير الوثائق وعدم أصالتها.
3. صعوبة الإطلاع على بعض الوثائق لسريتها.


[1] - عطوي جودت، البحث العلمي مفاهيمه – أدواته – طرقه الإحصائية، 2000.













يتبع ...............................................
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59