إن الرهبان والقساوسة منذ زمان طويل جدا وهم يمارسون النصب والاحتيال وكل ما هو سيء، فأفعالهم في حياتهم الخاصة تخالف ما يظهرونه في الحياة العامة وتخالف ثقافتهم المعلنة، يدعون الناس على منابر الكنيسة إلى الخلاق الفاضلة في حين يقومون هم بما هو عكس ذلك، إنه النفاق، لذلك سميت الفترات التي هيمنت فيها الكنيسة على الحياة والإنسان بالعصور المظلمة، وبسبب الجرائم الفظيعة والطويلة المدى ثارت الشعوب الغربية آنذاك على الرهبان وملوك الإقطاع المتواطئون معهم وعلى الديانة النصرانية بصفة عامة، وأقاموا بدلا عنها أنظمة وثنية من ماضيهم البعيد وسموها ’’العلمانية’’ فكانت وبالا على تلك الشعوب حيت نقلتها إلى البهيمية بسبب منحها الحرية الشخصية المفرطة دفعتهم إلى التعود على الجشع المادي والشذوذ الجنسي، فكان وزر ذلك كله يقع على من كانوا يمثلون الديانة النصرانية، وصدق الله العظيم الذي أخبر عنهم فقال:
( يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ) من سورة التوبة.
__________________
|