كل جماعة وكل فرد مجبول على بعض خصال الخير وبعض خصال الشر . فأما الخير فأنني لن أتكلم عنه لأنه خير , ولأنه لا شبع منه ولا شكوى . أما الشر أما الضرر فإنه هو الذي نريد أن نستعرضه في هذه الكلمة . فالضرر ضرران ضرر لايتعدى شره صاحبه وهذا أخف الضررين و واجب الأخوة الأنسانية والأسلامية أن نحاول إزالة هذا الضرر سالكين إلى ذلك الطرق السليمة والمنطق الحكيم . واذا لم يمكن إزالة هذا الضرر إلا بحدوث ضرر أكبر منه فإن أحتمال أخف الضررين هو الطريق المشروع . أما الضرر المتعدي الذي لايقتصر شره على صاحبه فهذا هو الجرثومة الخبيثه التي اذا تركت حتى تكبر وتستفحل أودت بصاحبها وبمن حوله . ودفعت بهم وبه الى الهاويه , والواجب في هذه الحالة إيقاف الخطر باللين والرفق فإن لم ينجح هذا العلاج فان الضرورة تدعوا إلى إيقافه بالعنف والشده .
مثل هؤلاء كمثل قوم أشتركوا في سفينة وأختص كل واحد منهم بجناح من أجنحتها وبينما كانت تمخر في عباب البحر خطرت على بال أحدهم خاطرة رعناء بأن يثقب الجناح الذي يخصه . ليرى ماذا سيحصل , ورفاقه يعرفون مقدما ماذا سيحصل لو تركوا لشريكهم هذه الحرية الكاملة ليعمل في جناحه مايشاء .
إن النتيجة هي أن يدخل الماء في جوف السفينة ثم يبتلعها اليم بمن فيها . فان أخذوا على يده نجوا ونجا هو معهم وإلا فان المصير المحتوم معلوم .
هذا مثل واحد يعبر في بساطة وجلاء عن حالة واحدة من حالات الضرر المتعدي ولكنه في الواقع ينطبق على حالات كثيرة لايحصيها العد ولا يحصرها الحد .
فلنأخذ على أيدي السفهاء منا محافظة على سلامة الجموع .
خالد العتيبي