#1  
قديم 01-01-2015, 08:05 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة ظروف قاسية في غزة


تقرير مصور.. الحرب صنعت ظروف قاسية في غزة
ـــــــــــــــــــــــــــ

(محمد الصعيدي)
ــــــــ

10 / 3 / 1436 هــ
1 / 1 / 2015 م
ــــــــ

831122014020746.png

ما إن تطأ قدماك المناطق المدمرة جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، حتى تعود بك الذاكرة إلى مشاهد نكبة عام 1948م،حيث التهجير القسري للآمنين العزل عن بيوتهم التي حملت ذكريات جميلة محفورة في الوجدان.
ويستحضر أصحاب البيوت المدمرة كل يوم مشاهد الإجرام والقتل التي تعرضوا لها طيلة 51 يومًا من العدوان، محاولين ما استطاعوا لملمة الجراح التي نكأتها سريعًا أمطار فصل الشتاء، وهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، وسط وعود دولية ومحلية واهية بإعادة بناء منازلهم.
يعجز الإنسان عن تخيل حجم الدمار الهائل الذي حل بمناطق شاسعة من غزة، جراء آلة الإجرام الصهيونية، فيما رصدت المؤسسات الدولية وجود عشرات آلاف المهجرين،ممن كانوا يقطنون 90 ألف منزل مدمر، بينها أبراج سكنية ضخمة دُمرت بالكامل.
تدمير وتخريب
الحاج محمد أبوريدة من سكان بلدة خزاعة شرق محافظة خانيونس،أكد أنه لم يعرف طريق العودة إلى ركام بيته من هول الدمار الذي أصاب جميع المنازل في المنطقة، لافتًا إلى أن البلدة دُمرت عن بكرة أبيها.
وقال أبو ريدة: "نجونا بأعجوبة من حرب الإبادة؛ فالقذائف سقطت علينا خلال هروبنا من منازلنا كالمطر! وعندما عدنا بعد توقيع اتفاق التهدئة؛ لم نستوعب حتى الآن قوة الزلزال الذي ضرب المنطقة! وأصبحنا بلا مأوى، ولا أدنى مقومات الحياة الكريمة لأطفالنا ونسائنا".
وأضاف أبو ريدة :"نحن بعد مرور ثلاثة أشهر على انتهاء العدوان الغاشم،لانزال نترقب، والقلب يعتصر ألمًا، الوعود بإعادة الإعمار والحياة إلى بلدتنا الزراعية الجميلة؛ فالحياة تغيرت، والآلام ازدادت بعد فقدان الأحبة، وهدم المنازل التي شُيدت بالعرق والدم".
وجدد أبو ريدة تمسكه بأرضه رغم الآلام والعذابات التي حلت بهم، لافتًا إلى أن محاولات طردهم من منبتهم الأصلي لن تنجح، مهما اشتدت المصائب وتآمر القريب والبعيد.
آلام وآمال
أبو أيمن أبو زعيتر، من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، فقد هو الآخر منزله بالكامل بعد غارة إسرائيلية شنتها طائرة حربية مقاتلة بصاروخ واحد على الأقل.
وبيّن أبو زعيتر أنه شيّد عمارته السكنية على مدار عشرة أعوام كاملة، كان فيها العناء والتعب هو العنوان الواضح، واصفًا حالته بالمأساوية للغاية؛ فبيته المدمر مكون من 6 طوابق،ويحوي 15 شقة سكنية، قسمتها العائلة بين أبنائها، وهم الآن جميعًا في الشارع دون مأوى يقيهم برد الشتاء أو حر الصيف!
وطالب أبو زعيتر بسرعة إعمار ما دمره الاحتلال، وإعادتهم إلى منزل كريم، مشيرًا إلى أن إيجار الشقة الواحدة يفوق المائتي دولار أمريكي، دون أي مساندة حقيقة من المنظمات الدولية والحكومة الفلسطينية العاجزة عن إيواء عشرات ألاف النازحين.
أما الحاجّة سارة أبو نوارة التي تعدت الخامسة والثمانين؛ لم يشفع لها عمرها المتقدم لدى الاحتلال؛فقُصفت شقتها السكنية انتقامًا من أحد أحفادها الشهداء!
السيدة العجوز باتت اليوم تعيش في قبو أحد منازل جيرانها، يلفها البرد الشديد، دون أدنى تعاطف مع معاناتها.
وتدعو الحاجة سارة الدول العربية والإسلامية لمساعدتها في إعادة بناء منزلها، خاصة مع دخول فصل الشتاء، واشتداد موجة البرد.
ترانسفير جديد
منزل المواطن سامي النجار، المكون من ثلاثة طوابق في حي الشجاعية شرق مدينة غزة،أتت عليه طائرات الاحتلال،أُسوة بمنازل جيرانه المحيطة، محولةً أمل سامي بحياة مستقرة بعد سنوات العذاب والتضحية إلى جحيم ورحلة تهجير جديدة.
يقول النجار:"ماجرى في الشجاعية خصوصًا،وباقي مناطق القطاع عمومًا،نكبة جديدة؛ فلم يُبقي الاحتلال أي منزل شرق مدينة غزة أو شارع أو بئر مياه إلا ودمرها؛ فأصبح الحي منطقة منكوبة غير صالحة للسكن".
ويضيف النجار:"شاهدنا أفلاما كثيرة، وسمعنا عن مجازر هنا وهناك، لكن بهذا الشكل الإجرامي لا.. لم أشاهد! فرائحة الموت تفوح من كل مكان، والناس أصبحوا لاجئين من جديد".
تأخر الإعمار
المواطن عبد الله محمد الهجين، 44 عامًا من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، يمتلك منزلين يؤويان تسعة من أفراد عائلته، فقدهما في الحرب الأخيرة، روى لنا قصة تخاذل المعنيين في إعادة إعمار ما دمره الاحتلال، مؤكداً وجود منازل لم تصلها حتى الآن اللجان المخصصة من الأمم المتحدة لمعاينة الأضرار، سواء كانت جزئية أو كلية.
ولفت الهجين إلى أنهم لم يحصلوا على مساعدات مالية تخفف من حجم المعاناة التي يمرون بها، حيث لا يستطيع المتضرر دفع بدل إيجارات منازل، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وتابع الهجين:"إن البدائل المطروحة مؤقتة وباهظة التكاليف؛ حيث إن استئجار وحدة سكنية - لا تصلح للعيش أصلا- يتطلّب مبالغ كبيرة"، مشيرًا إلى أنهم طرقوا جميع الأبواب للتحرك الجاد لمساعدتهم والتخفيف من معاناتهم.
ودعا المسئولين إلى ضرورة تسريع الإعمار وتوفير بدل إيجار في ظل عدم قدرته على توفير قوت أطفاله.
ويتقاسم الخمسيني الشيخ سليمان محمد عدوان من بيت حانون المعاناة مع المواطن الهجين؛ فلا منزل يأويه مع عائلته المكونة من 14 فردًا، بعد أن أتت الطائرات الحربية على منزله بالكامل.
ويقول عدوان:"الظروف غاية في القسوة مع بدء فصل الشتاء، ونحن مشردون من منزل لآخر، في محاولة للاحتماء من البرد القارص".
ويضيف عدوان:"ما يزيد الأمور تعقيدًا هو تأخر الالتزام بالتعهدات بسرعة إعادة الإعمار، في ظل استمرار إغلاق المعابر، ومنع دخول مواد البناء اللازمة لذلك، وعدم صرف أموال البدائل المؤقتة".
ويتخوف عدوان من استمرار عذاباتهم لسنوات طويلة، في ظل تقصير المؤسسات المحلية والدولية، متسائلًا عن مصير أموال مؤتمر القاهرة لإعادة الإعمار ومناشدا السلطة الفلسطينية ضرورةَ التحرك العاجل لنجدة المنكوبين، وضمان عودتهم لحياتهم الطبيعية.
الموقف الأممي
بدوره أوضح الناطق باسم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(الأونروا) عدنان أبو حسنة،أن المنظمة الدولية تسخر كل إمكانياتها المتاحة للتعامل مع ملف إعادة الإعمار، وفق ما اتُفق عليه مؤخرًا في العاصمة المصرية القاهرة.
وحول شكاوى المواطنين من تأخر المساعدات، لفت أبو حسنة إلى أن ضخامة أعداد الأفراد المدمرة بيوتهم،والمقدرة بقرابة 90 ألف منزل،تتطلب جهوداً جبارة لتوفير التعويضات المناسبة،حيث تقوم الوكالة بتعويض المئات منهم أسبوعيًا، وفق جداول معدة سلفًا.
وطمأن المتضررين قائلًا إن "تقديم العون في إزدياد مستمر،ومن لم يتسلم مواد البناء وأموال المساعدات خلال الأيام القادمة سيحصل على مستحقاته كما أقرتها اللجنة الميدانية".
الفصائل الفلسطينية
من ناحيته حمل رئيس لجنة الرقابة العامة وحقوق الإنسان في المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي بحركة حماس يحي موسى ،الاحتلال الإسرائيلي الذي يرغب في تعطيل الحياة الفلسطينية مسئولية تأخر الأعمار في قطاع غزة، كما انتقد عدم استعجال السلطة في استلام معابر غزة لتسهيل عملية البناء ورفع الحصار.
وطالب موسى السلطة الفلسطينية بالتحرك العاجل لاستلام المعابر دون إبطاء وإدخال مستلزمات الاعمار، قائلاً:"الشعب الفلسطيني لن يقبل باستمرار هذه الحالة، ولن ينتج عن هذه الضغوطات سوى استمرار الصراعات الاقليمية".
وتوافق القيادي في حركة فتح عضو الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة الدكتور فيصل أبو شهلا مع موسى بأن الاحتلال الإسرائيلي هو المستفيد الأول من تعطيل الحياة في قطاع غزة لأن الاحتلال يريد للمواطن الفلسطيني أن يترك أرضه ويرحل.
وانتقد أبو شهلا الآلية التي وضعتها الأمم المتحدة وإسرائيل لإعادة اعمار قطاع غزة والتي تتحكم في إدخال مواد البناء اللازمة إلى القطاع.
تأخر الاعمار
ومن جهته أرجع الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال أبو عوكل سبب تأخر عملية إعمار غزة إلى تباطؤ ضخ الدول المانحة للأموال، إضافة إلى تزايد حدة الخلافات بين الفصائل الفلسطينية.
واعتبر عوكل أن آليات إعادة الاعمار في قطاع غزة المعتمدة من الأمم المتحدة وإسرائيل آليات معقدة حيث يقوم الاحتلال بالتدخل بكميات مواد البناء القادمة لغزة.
وتوقع "عوكل" أن تستغرق عملية إعادة الإعمار 3 سنوات، معرباً عن تخوفه من استمرار الأزمة 20 عاما قادمة إذا ما وضعت آليات جديدة لإعادة فتح المعابر.
وتنص الإلية التي أقرتها اللجنة الأممية برفقة الاحتلال لإعادة ترميم وبناء من دُمر في قطاع غزة على تسجيل كل متضرر اسمه لدى اللجنة والكميات المتوقعة لترميم بيته أو إعادة بناءه دون جعل سلعة الاسمنت والحديد اللازمة للبناء موجودة في غزة أي أن الحصار ما زال مستمراً ولا شيء تغير في حين يحتاج قطاع غزة إلى 250 ألف وحدة سكنية إضافية لاستيعاب أبناء المستقبل.
ويأمل الفلسطينيين بعد ثلاثة حروب مرت على قطاع غزة خلال سبعة أعوام- وسط صمت دولي- بمستقبل أفضل يلفه الأمل رغم المعاناة والألم.

gaza01.png

gaza02.png

gaza03.png

gaza04.png

gaza05.png

gaza06.png

gaza07.png

gaza08.png

gaza09.png

gaza10.png

gaza11.png

gaza12.png

gaza13.png

gaza14.png

---------------------------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
ظروف, قاسية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع ظروف قاسية في غزة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
في ظروف لا زالت غامضة .. تحطم مروحية عسكرية امريكية في جزيرة أوكيناوا اليابانية ام زهرة أخبار عربية وعالمية 0 08-11-2013 01:11 AM
وفاة زوجة الأمير سطام اليهودية في ظروف غامضة بعد خلاف قضائي حول الوصاية على ابنتهما Eng.Jordan أخبار منوعة 0 08-20-2012 04:32 PM
عملية جراحية في العراء وفي ظروف صعبة اين انتم يامسلمين ياعرب تراتيل أخبار عربية وعالمية 2 04-16-2012 02:03 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:41 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59