العودة   > >

شذرات إسلامية مواضيع عن الإسلام والمسلمين وأخبار المسلمين حول العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 11-02-2012, 08:48 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,159
ورقة رعي الإبل خير من رعي الخنازير


رَعْيُ الإبل خير من رعي الخنازير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*ـ يقول المقري في ((نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب)) : ـ

**ـ (( وكان يوسف بن تاشفين لا تزال تفد عليه وفود ثغور الأندلس مستعطفين ، مجهشين بالبكاء ، ناشدين بالله والإسلام، مستنجدين بفقهاء حضرته ووزراء دولته ، فيسمع إليهم ويصغي لقولهم وترق نفسه لهم )) .

ـ وذكر المقري أن الأذفونس [ ألفونسو ] لما ملك طليطلة أرسل إليه المعتمد الضريبة [ الجزية ] المعتادة فلم يقبلها منه، وأرسل يتهدده بأن يسلمه جميع الحصون المنيعة ، وأمعن في التجني وسأل في دخول امرأته إلى جامع قرطبة لتلد فيه ، إذ كانت حاملاً ، لما أشار عليه القسيسون والأساقفة بذلك لمكان كنيسة كانت في الجانب الغربي منه معظمة عندهم عمل عليها المسلمون الجامع الأعظم ، وكان السفير في ذلك يهوديًا فامتنع ابن عباد فراجعه اليهودي في ذلك وأغلظ في القول وواجهه بما لم يحتمله ابن عباد ، فأخذ ابن عباد محبرة كانت بين يديه وضرب بها رأس اليهودي فأنزل دماغه في حلقه ، وأمر به فصلب منكوساً بقرطبة .

ـ وبلغ الأذفونش ما صنع ابن عباد فأقسم بآلهته ليغزونه بإشبيلية ، وكتب إليه مهدداً :
*ـ كثر بطول مقامي في مجلسي الذباب ، واشتد الحر فأتحفني من قصرك بمروحة أروح بها على نفسي وأطرد الذباب عن وجهي ،
ـ فرد عليه ابن عباد :

*ـ قرأت كتابك وفهمت خيلاءك وإعجابك ، وسأنظر لك في مروحة من الجلود اللمطية [ يشير ابن عباد إلى المرابطين ] تروح منك لا تروح عليك إن شاء الله تعالى ، فلما وصلت الأذفونش رسالة ابن عباد وقرئت عليه أطرق إطراق من لم يخطر له ذلك ببال .

*ـ وفشا في الأندلس ما أظهره ابن عباد من العزيمة على جواز يوسف بن تاشفين والاستظهار به على العدو ، فاستبشر الناس وفرحوا بذلك وفتحت لهم أبواب الآمال ،

ـ وأما ملوك الطوائف فقد اهتموا منه ، ومنهم من كاتبه ومنهم من كلمه مواجهة وحذروه عاقبة ذلك ،

*ـ فأجابهم ابن عباد بكلمته التي أصبحت مثلاًً :
{ رَعْيُ الجمال خير من رعي الخنازير } ،
ـ أي أن كونه أسيراً لابن تاشفين يرعى جماله في الصحراء خير من كونه أسيراً للأذفونش يرعى خنازيره في قشتالة.[ هكذا يكون الولاء والبراء ] .

*ـ وما إن أرسل المعتمد رسوله إلى ابن تاشفين حتى أمر في الحال بعبور الجنود إلى الأندلس واجتمع بابن عباد في إشبيلية ،
*ـ وكتب إليه الأذفونش كتاباً يغلظ له في القول فكتب ابن تاشفين ـ رحمه الله ـ جواباً مختصراً على ظهر كتاب الأذفونش :
{ الذي يكون ستراه } ،
ـ فلما وقف عليه الأذفونش ، ارتاع له ، وعلم أنه بُلي برجل لا طاقة له به .

**ـ ثم التقى الجمعان واصطدم الجبلان بـ ((الزلاقة)) فانهزم الكلب واستؤصل جمعه وقل من نجا ، في رمضان سنة 479هـ ،
ـ وجرح المعتمد في بدنه ووجهه ، وشهد له بالشجاعة والإقدام ، وغنم المسلمون ما لا يوصف .

**ـ ومن نتائج معركة الزلاقة هذه أن سقوط الأندلس قد تأخر أربعة قرون أخرى .(*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) صرخات أندلسية ـ د/ محمد موسى الشريف .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الخنازير, الإبل, دحر, رعي


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع رعي الإبل خير من رعي الخنازير
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تشغيل منابر الإثم في الأماكن العامة عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 06-17-2015 08:13 AM
فوائد ألبان وأبوال الإبل ذكريات الملتقى العام 0 04-28-2013 11:00 PM
حتى لا تكون من مؤسسي شركات الإثم !!! يقيني بالله يقيني الملتقى العام 0 07-09-2012 01:54 AM
حليب الإبل Eng.Jordan رواق الثقافة 0 04-11-2012 12:15 PM
التداوي بألبان وأبوال الإبل تراتيل رواق الثقافة 2 03-27-2012 07:59 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:00 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59