تصاعد الصراع بين الأتراك والإيرانيين في القوقاز

الأتراك , الصراع , القوقاز , بين , تساعد , والإيرانيين

تصاعد الصراع بين الأتراك والإيرانيين في القوقاز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ


غرة ربيع الأول 1443 هــــــــــــــــ
7 / 10 / 2021 م
_______________________







في مقالة نشرتها وكالة "سبوتنك" الروسية قالت "إن حرب فره باغ ونتائجها الأخيرة سببت قلقا كبيرا لدى إيران التي اعتبرت أنها قد تؤدي إلى حصول متغيرات جيوسياسية في المنطقة، حيث تسعى تركيا وحليفتها أذربيجان إلى توسيع وتعزيز سيطرتهما في القوقاز ما يشكل تهديدا مباشرا لأمن طهران القومي المتمثل بإقليم "نخجوان".

وشهدت منطقة القوقاز حروبا تاريخية عديدة، حيث كانت السيطرة التاريخية فيها تعود إلى الإمبراطورية الفارسية، لكن مسار الحروب الخاسرة جرد الإيرانيين والفرس هذه البقعة لصالح الأمبراطورية الروسية سنة 1911 والتي استمرت حتى عهد الاتحاد السوفياتي.

ونالت أذربيجان استقلالها عام 1991 وأصبحت مع السنوات دولة نفطية باحتياطات كبيرة وتحتل موقعاً جيوسياسياً مهماً على بحر قزوين وبالقرب من الحدود الإيرانية، كما أدى تراجع الدور الروسي في المنطقة خلال التسعينات إلى ظهور لاعبين مؤثرين جدد ساهموا بتعزيز التعاون مع باكو وأبرزهم تركيا الحليف المجاور وأوروبا والكيان الصهيوني.

وتابعت الوكالة " ساهم الانتصار التركي الأذربيجاني في حرب قاره باغ إلى توسيع الأحلام التركية في المنطقة حيث بدأت كل من باكو وأنقرة التخطيط للتوسع، فتركيا ستحاول جاهدة تغيير جغرافية المنطقة ربطا بحلم أردوغان التاريخي بإنشاء إمبراطورية تجمع القومية التركية،كما تسعى أنقرة إلى إيجاد منفذ بري جديد لها يكون صلة الوصل بينها وبين أذربيجان عبر إقليم نخجوان (منطقة ذاتية الحكم بأكثرية أذربيجانية موالية لتركيا) الذي سيؤدي إلى فتح ممر استراتيجي لأنقرة عبر تلك المنطقة على بحر قزوين، وبذلك تكون تركيا قد أمنت لنفسها حضورا على حوض بحر إضافي ويعطيها أفضلية تجارية واقتصادية واستراتيجية مرتبطة بمبادرة طريق الحرير الصينية."

ورغم إظهارها الحياد إعلامياً إلا أن طهران تعتبر ما يحدث يشكل خطراً حقيقياً على أمنها القومي من المد والتوسع التركي عبر الأراضي الأذربيجانية وصولا إلى تغيير جيوسياسي على حدودها الشمالية، ما يهدد بقطع أيّ تواصل بينها وبين أرمينيا، وبالتالي بينها وبين أوروبا وتصبح بذلك رهينة ومحكومة بتجارتها من أنقرة".

وقد شهدت الأراضي الحدودية التي سيطرت عليها باكو من يريفان مؤخرا نزاعا بين إيران وأذربيجان من خلال اعتبار الأخيرة أن الشاحنات الإيرانية تمر بطريقة غير شرعية في المنطقة وأنها أراض تحت نفوذ أذربيجان. ما استدعى ردا إيرانيا التي أعلنت أن باكو تقدمت بطريقة غير شرعية، مخالفةً في ذلك اتفاق قره باغ الثلاثي لوقف إطلاق النار.

لذلك وبحسب المقال فقد ذهبت طهران إلى تنفيذ مناورة عسكرية "فاتحي خيبر" بصورة مفاجئة في تلك المنطقة كرسالة واضحة للجميع مفادها أنها "لن تسمح بأن تصبح المنطقة الشمالية وحدودها مسرحاً لأنشطة تهدد مصالحها القومية والتجارية والاقتصادية".



__________________________________________________ _____________

المصدر: ملتقى شذرات