|
شذرات إسلامية مواضيع عن الإسلام والمسلمين وأخبار المسلمين حول العالم |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
من النعم أن يحجب عنك بعض النعم!
[gdwl]قال بعض الفضلاء: [/gdwl] كان لي صديق طيِّب القلْب، لا تخطئه صلاة في المسجد، يعين إخوانه ويخفض جناحه لهم، يحسن إلى المحتاج، وتراه سابقًا إلى كل خير. مريضًا كان بسحر عظيم، وأسأل الله أن يحفظ المسلمين. كلب جن مربوط إليه بالسلاسل لا يفارقه، وإذا دخل في الصلاة صرعه وجعله يصدر عواء ونباحًا، وقد يغمى عليه من شدته، رأيت هذا بعيني مرارًا، وأنا أرثي له. طاف على المعالجين، واستعمل ما وصل إليه من الوسائل حتى شفاه الله - عز وجل - بعد سنين. ولكن... بعد أنْ تَمَّ له الشفاء أصابتْه الانتكاسة، وحلق لحيته، وترَك الجماعة، ولبس لباس الشباب الغوي، ولا أدري ما حصل له بعد ذلك! سبحان الله! ألم يكن مرضُه الشديد هذا خيرًا له؟ سبحان الله! ما أعظمَ حكمة الله - عز وجل! لا يستبعد أن يكون كثيرٌ من إخوان هذا الرجل قد فكَّر في الحكمة مِن ابتلاء هذا الرجل بذاك المرض، سبحان الله! لو ظلَّ هذا الرجل مريضًا لظلَّ على طريق الاستقامة ولما أصابه النكول. قد يقول قائل: فلماذا إذًا شفاه الله إن كان في مرضِه تلك المصلحة؟ فالجواب: أن حكمة الله - عز وجل - لا يُدرَك منتهاها، ولا يحاط بغايتها، ومن حِكَم هذا الأمر مثلاً أن نعلم الحكمة السابق ذكرها، وأن نعلم أن ليس كل مرض شرًّا، وفي هذا فائدة عظيمة جدًّا لنا. سبحان الله! لو يعلم المريض أن مرضه قد يكون خيرًا له، لما تمنَّى زواله، وخاصة إن كان فيه الثواب منصوصًا؛ كما في الحديث: ((إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه - أي: عينيه - ثم صبر، لَم أجد له ثوابًا إلا الجنة))؛ رواه البخاري. وأما الحمَّى فهي مكفرة الذنوب؛ قال ابن القيم في "زاد المعاد": "وذكرتُ مرة وأنا محمومٌ قولَ بعض الشعراء يسبُّها: زَارَتْ مُكَفِّرَةُ الذُّنُوبِ وَوَدَّعَتْ تبًّا لَهَا مِنْ زَائِرٍ وَمُوَدِّعِ قَالَتْ وَقَدْ عَزَمَتْ عَلَى تَرْحَالِهَا: مَاذَا تُرِيدُ؟ فَقُلْتُ: أَلاَّ تَرْجِعي فقلتُ: تبًّا له إذ سبَّ ما نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن سبِّه، ولو قال: زَارَتْ مُكَفِّرَةُ الذُّنُوبِ لِصَبِّهَا أَهْلاً بِهَا مِنْ زَائِرٍ وَمُوَدِّعِ قَالَتْ وَقَدْ عَزَمَتْ عَلَى تَرْحَالِهَا: مَاذَا تُرِيدُ؟ فَقُلْتُ: أَلاَّ تُقْلِعِي لكان أولى به، ولأقلعتْ عنه، فأقلعت عنِّي سريعًا". سبحان الله! لو يعلم الفقير أنَّ الله قد حجَب عنه المال كي يخفف من ذنوبه، لَحمد الله على هذا الفقر، كما ورد في الأثر: ((إن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر، ولو أغنيتُه لفسد حاله، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الغنى، ولو أفقرته لفسد حاله)). سبحان الله! لو يعلم المحروم من المال أن أضرار المال عظيمة، وأنه لا ينجو منها إلا أقلُّ القليل، لَمَا تهافت على هذه المعضلات، ولو علم أن الغنى الذي يتمنَّاه قد يؤول به إلى الكفر، لزاد شُكره على النجاة من هذا البلاء. سبحان الله! لو تعلم المرأة القبيحة أن الله قد نجَّاها من إثم الممثلات والمغنيات والراقصات، لَمَا تمنت الجمال، لو تعلم أن المرأة تفتتن بجمالها أشد من فتنة الناس بها، لعلمت أنها في خيرٍ عظيم، ولو علمت أن الله زوى عنها فتنة لا تصبر على الوقوع فيها، لما فتئتْ حامدة شاكرة، وقديمًا قال الشاعر العربي: وَمَا رَأَيْتُ مَكَانًا مُمْرِعًا أَبَدًا إِلاَّ وَجَدْتُ بِهِ آثَارَ مُنْتَجَعِ سبحان الله! لو يعلم الضعيف أن الله قد نجاه من إثم بطش القوي بالمسكين، وظلمه للضعفاء، وتجبُّره على المحتاجين، لَمَا تمنَّى القوة. صَغِيرٌ يَطْلُبُ الكِبَرَا وَشَيْخٌ وَدَّ لَوْ صَغُرَا وَخَالٍ يَشْتَهِي عَمَلاً وَذُو عَمَلٍ بِهِ ضَجِرَا وَرَبُّ المَالِ فِي تَعَبٍ وَفِي تَعَبٍ مَنِ افْتَقَرَا فَهَلْ حَارُوا عَلَى الأَقْدَا رِ؟ أَمْ هُمْ عَارَضُوا القَدَرَا؟ وَهُمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّ هِ رَزَّاقًا وَمُقْتَدِرَا لَمَا لاقوا الَّذِي لاَقَوْ هُ هَمًّا لاَ وَلاَ كَدَرَا أسأل الله أن يصلح حالنا وحال المسلمين. الألوكة المصدر: ملتقى شذرات |
#2
|
||||
|
||||
السلام عليكم
أختي الكريمة تراتيل اللهم آمين أسأل الله ان يصلح حالنا وحال كل المسلمين وان يجعلنا نرضى بما قسمه لنا احمده سبحانه وتعالى حمداَ كثيراَ على نعمه التي لا تعد ولا تحصى تقديري لكِ دمتِ بخير
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
سلمتِ ودمتِ بنعمة ورضاء ..
تقديري .. |
#4
|
||||
|
||||
لو يعلم المريض أن مرضه قد يكون خيرًا له، لما تمنَّى زواله، وخاصة إن كان فيه الثواب منصوصًا؛ كما في الحديث: ((إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه - أي: عينيه - ثم صبر، لَم أجد له ثوابًا إلا الجنة))؛ رواه البخاري.
اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك
__________________
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot..._6762576_n.jpg
والخير أجمع فيما اختار خالقنا وفي اختيار سواه اللوم والشوم عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ * * * فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ * * * وَلَا تَصْحَبْ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
النعم, بعض, جيدة, عنك |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع من النعم أن يحجب عنك بعض النعم! | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أهمية البحوث في تطوير النظم الصحية | Eng.Jordan | بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد | 2 | 08-09-2022 01:57 PM |
قدروا النعم و اشكروا الخالق | صابرة | الملتقى العام | 0 | 08-01-2016 08:27 AM |
تلك هي النعم حقا فارعها! | عبدالناصر محمود | شذرات إسلامية | 0 | 02-15-2016 08:30 AM |
تبلور نظرية النظم مع عبد القاهر | أيمن أحمد رؤوف القادري | أخبار ومختارات أدبية | 0 | 09-21-2013 08:36 PM |
نظرية النظم وقراءة الشعر | Eng.Jordan | دراسات و مراجع و بحوث أدبية ولغوية | 0 | 02-04-2013 11:56 PM |