العودة   > >

شذرات إسلامية مواضيع عن الإسلام والمسلمين وأخبار المسلمين حول العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 03-18-2015, 08:14 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,159
ورقة صحة الولاء والبراء


صحة الولاء والبراء السبيل الصحيح للذين أنعم الله عليهم
ـــــــــــــــــــــــــــ

(عبدالرحمن محمد أحمد الحطامي)
ــــــــــــــــــ


27 / 5 / 1436 هــ
18 / 3 / 2015 م
ــــــــــــ


2_120.gif


صحة الولاء والبراء السبيل الصحيح للذين أنعم الله عليهم
-----------------------------

فاتحةُ الكتاب التي نقرؤها في صلاتنا، وبغير قراءَتها تبطلُ الصلاة؛ لأنها ركنٌ من أركان الصلاة؛ وذلك لأهميتها، ولما فيها من العقيدة، وإجمالها لعموميات الوحي التي توزعَت بين طيَّات جميعِ سور القرآن، وهي الكافيةُ الشافية، والسبع المثاني التي ابتدأَت بها آي القرآن العظيم.

وضعَت الخط العام، ومعيارَ الصراط المستقيم للمهتدين السالكين دروبَ العبادة، اقتداء بمن سبقوهم ممَّن أنعم اللهُ عليهم؛ فلم يخطِئوا صراطَ الحق الذي يجنِّبهم الوقوعَ في الضلال الذي سلكه النصارى واعتمدوه صراطَهم الخاص بهم، مع العملِ على دعوة غيرهم من بقية الأمَم للسير وَفق الصراط الذي رسمه لهم اليهودُ واعتقدوه صراطَ الحق الذي يدينون به ربَّهم، فضلُّوا وأضلوا.

كما لم يخطئ مَن أنعم اللهُ عليهم؛ فلم يسلكوا الصراطَ الذي استحقوا به غضبَ الله تعالى؛ من التحايل على أحكامِ الشرع، ونصرهم لأهل الأهواء والمنحرفين، وسكوتِهم عن المنكرات والفواحش التي تلزمهم كتبُهم القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلمَّا لم يقوموا بما أوجب اللهُ عليهم، وسلكوا مع الله وأنبيائهم ورسلِهم صراطَ السكوت عن الفوَاحش والمنكرات، وقتلهم الأنبياء والرسل والذين يأمرون بالمعروف من الناس، والتحايل والتحريف لتعاليم ووصايا ما أنزلَه اللهُ عليهم - استوجبوا على أنفسهم سخطَ الله وغضبه، ولعائن الله ورسله والصالحين من عباد الله حتى تقوم الساعة؛ قال تعالى: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ﴾ [المائدة: 78 - 80].

فإذًا طريق المؤمنين ليس هو طريقَ الضالِّين من النصارى، كما أنه ليس طريقَ المغضوب عليهم؛ وهم اليهود.
وهكذا اختتمت الفاتحة بما افتتحت به سورة البقرة: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 6، 7]، ﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 1 - 5].

فالصراط المستقيم يبدأ أولاً بمخالفة اليهودِ والنصارى، والتأكيد على هذا واضحٌ وجلِيٌّ في سياق الآية الأخيرة من فاتحة الكتاب، والصراط المستقيم؛ في تحقيق الصفات التي أوردَتها بداية سورة البقرة، بعد التأكيد أن كتابَ الله لا شكَّ فيه، وفيه الهداية التي يطلبُها أصحاب الصراط المستقيم في كلِّ يوم وليلة؛ كلَّما أحرموا للصلاة يعاهدون اللهَ خالقهم وحبيبهم: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5] ﴿ إِيَّاكَ ﴾ دون غيرك نتوجَّه بالعبادةِ الكاملة الجامعة الشامِلة كما أمرتنا، ﴿ وَإِيَّاكَ ﴾ وبك ﴿ نَسْتَعِينُ ﴾ على ذلك، ما نطلبُه منك هو هدايتنا الصراطَ المستقيم؛ الذي لا اعوجاجَ فيه، فلا تكِلنا لأنفسِنا فنضِلَّ كما ضلَّت النصارى، وقد نتمادَى على علمٍ فنعصيك ونحتال على شريعتِك، فيحلُّ علينا غضبُك وسخطك.

إن الصراطَ المستقيم مادَّته وحقيقته وجذوره ومنبته ونشأتُه وصحته وسلامته - في إعلانِ البَرَاء من كلِّ المخالفين لشريعة الله كائنًا مَن كان.

وكلُّ مخالفٍ ومضادٍّ لشرع الله لا يخرج من عباءة النصارى في جهالَتهم وضلالهم والتسليم للتحريف من قبل رُهْبانهم لدينهم وكتبهم، كما لا يخرج مِن عباءَة من يتلاعبون ويتحايلون على دينهم وشريعتِهم؛ من اليهودِ ومن سلك دربَهم.

والصراط المستقيم حصانتُه وتمامُه وكماله؛ في إعلان الولاء لكلِّ السالكين دربَ من أنعم الله عليهم ممَّن هداهم الله واستعملهم في طاعته، فنِعْم الرفْقَة رفقتهم، ونِعم الصَّحب هم؛ ﴿ أُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 69، 70].

----------------------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الولاء, والبراء


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع صحة الولاء والبراء
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بيان عقيدة الولاء والبراء حول غزة عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 07-17-2014 04:22 AM
السيسي يتحدث عن الأمانة بعدما غدر برئيس أقسم له الولاء عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 03-27-2014 07:10 AM
مفهوم عقيدة الولاء البراء في الإسلام ابو الطيب شذرات إسلامية 0 09-27-2013 04:54 AM
أثر الاختلاف على عقيدة الولاء والبراء عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 06-10-2013 06:40 AM
دراسة ( الفكر الاسلامى وقابلية النماء ) - الباحث / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى شذرات إسلامية 2 11-01-2012 06:13 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:58 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59