العودة   > >

مقالات وتحليلات مختارة مقالات ..تقارير صحفية .. تحليلات وآراء ، مقابلات صحفية منقولة من مختلف المصادر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 12-10-2020, 08:32 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,207
ورقة إسرائيل في دوامة.. وباء وانتخابات ورئيس أمريكي جديد


إسرائيل في دوامة.. وباء وانتخابات ورئيس أمريكي جديد
_______________________________________

(أحمد مصطفى الغر)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

25 / 4 / 1442 هـــــــــــــــــــــــــــ
10 / 12 / 2020 م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

إسرائيل دوامة.. وانتخابات 804122020074737.png




يبدو أن أحلام السلام الشامل وأمنيات الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط ستظل من المستحيلات التي تُضاف إلى الغول والعنقاء والخل الوفي، فبالرغم من توقيع الكيان الإسرائيلي لاتفاقيات سلام وتطبيع للعلاقات مع الإمارات والبحرين، إلى جانب الحديث المتواصل مؤخرًا عن اتفاق سلام قريب مع السودان، إلا أن الكيان الإسرائيلي يبقى مهزوزًا بفعل أزماته ومشكلاته الأخرى، حيث تغرق إسرائيل في مستنقع سياسي مأزوم يدفعها نحو انتخابات برلمانية رابعة خلال عامين فقط، هذا إلى جانب التدهور الحادث نتيجة تفشي وباء كورونا المستجد، والتهديدات الأمنية والعسكرية التي تؤرقها منذ القدم، سواء من لبنان أو سوريا أو غزة أو إيران، كما أن ديناميكيات اللعبة السياسية في المحيط الإقليمي والعالمي تشكل نوعًا من الضغوط غير المحسوبة في الفترة الحالية، خاصةً وأن الرهان على فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة قد انتهى بفشل ذريع. فهل تعيش إسرائيل في دوامة أم أن الكيان العبري معتاد على التعايش مع مثل هذه الأزمات في آنٍ واحد وأنها مجرد زوبعة في فنجان؟!

منذ قيام الكيان الإسرائيلي على أراضي فلسطين، لم يسبق أن شهد جولتين انتخابيتين مبكرتين في عام واحد، ولكنه يمضي الآن نحو جولة رابعة خلال أقل من عامين، فقد صوّت الكنيست في القراءة التمهيدية على حل نفسه، داعيًا إلى تنظيم انتخابات جديدة، وهو ما يشير إلى قرب انهيار الائتلاف الحاكم بين بنيامين نتنياهو الذي يتزعم الحكومة الحالية وحزب الليكود، وشريكه بيني جانتس، زعيم تحالف "أزرق-أبيض" والذي يتولى منصب وزير الدفاع، وبصرف النظر عن الخيارات الممكنة لحل الأزمة، فإن كلًا منهما سيسعى في الانتخابات المقبلة ـ في حالة إتمام حلّ الكنيست ـ إلى تأمين أغلبية مريحة، تعفيه من اللجوء إلى الشراكة السياسية مجددًا، فنتنياهو كان قد أطلق تنهيدة ارتياح وتنفس الصعداء حين استطاع الإفلات من المحاكمة بفضل حصانته، وههو يبحث مجددًا عن طوق نجاة قبيل مرحلة الإثباتات في ملفات فساده، إذ يريد استباق المحكمة وخلق حالة إرباك في المشهد السياسي، على أمل تعزيز فرصته في تشكيل حكومة من اليمين المتطرف، تمكّنه من تشريع قانون جديد يمنع محاكمة رئيس الوزراء أثناء ولايته، لكن ثمة من يرى أن جانتس هو من يسعى لخلط الأوراق وخلق حالة من الفوضى لإفشال الائتلاف الحكومي، لزيادة تأليب جمهور الناخبين ضد نتنياهو، وتجهيز الرأي العام لقبول فكرة التوجه لانتخابات جديدة رغم أزمة كورونا، من أجل التخلص من نتنياهو الذي لا يقل خطورة عن الوباء.

بعيدًا عن الإنقسام الداخلي وحالة التشرذم السياسي في الداخل الإسرائيلي؛ فإن البيت الأبيض يتأهب لإستقبال ساكنه الجديد، وهو ما قد يعكس بشكل أو بآخر على الكيان الإسرائيلي، حيث يشكل فوز الرئيس المنتخب جو بايدن ـ أو بالأحرى خسارة دونالد ترامب ـ واقعًا صعبًا يجب أن يتعاملوا معه الآن، لا سيما وأن إدارة بايدن قد أظهرت مبكرًا أنها أقل تهديدًا للقضية الفلسطينية من سابقتها، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة ستسحب دعمها اللامحدود لإسرائيل، لتصبح أكثر حكمة وروية في تعاملها مع تصرفات الكيان الإسرائيلي، فعلى مدى السنوات الأربع الماضية، أعطت إدارة ترامب لإسرائيل مالم تعطيها إياه أيّ إدارة أمريكية سابقة، ولو قّدِّرَ لترامب أن يكمل فترة رئاسية ثانية ربما لمحى تماما ما تبقى للفلسطينيين من حقوق، صحيح أنه من السذاجة توقع أن يأتي بايدن بواقع مثالي للفلسطينيين، لكن على الأقل فإنه سيعيد بعض الأمور إلى ما كانت عليه في فترة ما قبل ترامب، بمعنى آخر فإن بايدن سيسمح للفلسطينيين بالحفاظ على مستوى معيشي مقبول يمنع حدوث أزمة إنسانية، لكنه لن يسمح لهم برفاهية قيام انتفاضة جديدة ضد الكيان الصهيوني، وفي المقابل سيحافظ على السماح لإسرائيل بإدارة الصراع، دون قطيعة تامة مع السلطة الفلسطينية، حيث سيعزز بايدن اتفاقيات التعاون الأمني وتقديم الخدمات بينهما، وربما قد يسعى إلى إعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات من أجل عملية سلام جديدة تحت رعايته، لكن هذا السيناريو الهزلي الذي حدث على أعتاب العام 1991 قد يتكرر مجددًا على أعتاب العام 2021، والمختلف فقط سيكون صور القادة المتفاوضين!

فيما وراء المظاهر الحالية، تعيش إسرائيل التي تُظهر نفسها قوية، في حالة وهن شديدة بفعل جائحة كورونا المستجد، وسبق وأن حذر نيتنياهو، من أن إسرائيل على حافة الهاوية، خاصةً في ظل استمرار تشديد تدابير الإغلاق للمرة الثانية بسبب الوباء، وإغلاق المزيد من أماكن العمل وفرض قيود إضافية على الحركة، حيث تعدّ الأراضي المحتلة واحدة من أعلى معدلات الإصابة في العالم قياسًا بعدد السكان على نفس المساحة الجغرافية، وكعادته ـ حيث يُحسن استغلال الأزمات لصالحه ـ قام نتنياهو باستخدام الإجراءات الاحترازية كغطاء لوقف مظاهرات المعارضة ضده، لاسيما وأنه سبق وأن وصف التجمعات ضده بأنها مهزلة وأنها موجهة لإسقاطه والنيل منه، لكن في واقع الأمر فإن نتنياهو لا يُخفيّ إصراره على إدارة الأمور بمفرده ورفضه تمكين وزارء خلية الأزمة من تولي مسؤوليتهم لمواجهة الجائحة، لا سيما ما يتصل بفرض التعليمات الوقائية وأوامر العزل وإغلاق بلدات تنتشر فيها الجائحة بأعداد كبيرة، ففي الوقت الذي يرفض فيه أن يظهر معه أيّ شخص في الكادر ليبقى هو البطل الأوحد الذي يواجه الوباء، فإنه يرفض أيضا تحمل مسؤولية فشله في هذه المواجهة التي لا يزال ينتصر فيها الفيروس، لكن ما لا يدركه نتنياهو هو أن الوقت لم يعد مواتيًا لعدّ وإحصاء البطولات الزائفة التي يقوم بها، خاصةً وأن الوباء لا يحصد الأرواح فحسب، بلا يحصد الوظائف على حد السواء.

لكن مصائب نتنياهو لا تأتي فراداى، فآلاف اليهود لازالوا يخرجون في تظاهرات منذ 6 أشهر، وبالرغم من الطقس البارد والوباء القاتل، إلا انهم يخرجون بإصرار مطالبين باستقالته وخضوعه لمحاكمة عادلة، حيث يتهمونه بسوء إدارة أزمة كورونا والأزمة الاقتصادية الراهنة التي أدت إلى زيادة نسبة البطالة، هذا بخلاف التهم الرسمية الموجهة إليه، وهى الرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال في 3 قضايا فساد معروفة باسم قضايا 1000 و2000 و4000، وتتمحور جميعها حول محاولات التواطؤ مع الصحافة وهدايا مفترضة من السيجار والخمور وتبادل المصالح مع رجال أعمال وموظفين في الحكومة، وبالرغم من أن محاكمته قد تستغرق ما بين عامين أو ثلاثة، إلا أن القانون لا يلزمه بالاستقالة بعد اتهامه، وقد يتم تأجيل المحاكمات لشهور في حال إجراء انتخابات جديدة أو تحركه مجددًا لطلب الحصانة البرلمانية من المقاضاة، لكن بأيّ حال فإن تأثيراتها ستلقي بظلالها لا محالة على المستقبل السياسي لنتنياهو، لا سيما وأن نتنياهو يتولى السلطة منذ عام 2009، وقد هيمن على الحياة السياسة هناك لفترة طويلة، وهو الزعيم السياسي الأكثر بقاء في السلطة هناك، وبالبرغم من أنه من غير الواضح حتى الآن كيف ستنتهي الدوامة الراهنة التي يقبع فيها الكيان الصهيوني، لكن من الواضح فقط هو أنه في 20 يناير المقبل سيجد الإسرائيليون أنفسهم أمام رئيس أمريكي جديد، وفي مارس ربما يجدون أنفسهم أمام صناديق الإقتراع مجددًا، وربما في أي يوم قادم سيجدون أنفسهم أمام مواجهة عسكرية غير متوقعة مع إيران أو حزب الله أو حماس.




__________________________________________________
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أمريكي, جديد, دوامة.., إسرائيل, وانتخابات, وباء, ورئيس


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع إسرائيل في دوامة.. وباء وانتخابات ورئيس أمريكي جديد
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قرار أمريكي يثير خوف إسرائيل عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 07-07-2020 05:39 AM
كيف سيهدد قانون أمريكي أمن إسرائيل؟ Eng.Jordan أخبار الكيان الصهيوني 0 01-22-2019 08:44 PM
تكتيك أمريكي جديد بشأن الانسحاب من سورية عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 01-02-2019 07:50 AM
مسلمو فرنسا...وانتخابات الرئاسة عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 04-26-2017 09:07 AM
أول حوامة تركية عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 06-11-2014 06:59 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59