#1
|
||||
|
||||
أعبد الناس ..
أعبد الناس .. ـــــــ (خالد رُوشه) ـــــ 16 / 8 / 1436 هــ 3 / 6 / 2015 م ــــــــــــ ليس أعبد الناس من أكثر من العبادات بغير علم , ولا من بحث عن اشقها عليه فقام بها , ولا من منع نفسه عن المباحات , ولا من أعرض عن الرخص التي شرعها الله سبحانه . قد أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أخبروا كأنهم تقالوها ، فقالوا : وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر , قال أحدهم : أما أنا فإني أصلي الليل أبداً , وقال آخر : أنا أصوم الدهر ولا أفطر , وقال آخر : أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً , فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ، فقال : " أنتم الذين قلتم كذا وكذا ، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني " متفق عليه . وعن عبد الله بن عباس قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت جويرية حين صلاة الصبح ، وكان اسمها برة فسماها جويرية كره أن يقال : خرج من عند برة ، قال ابن عباس : فخرج من عندها حين صلى الصبح ، ثم رجع إليها بعدما تعالا النهار ، وهي جالسة في مصلاها ، فقال لها : " لم تزالي في مجلسك هذا ؟ " قالت : نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لقد قلت بعدك أَربع كلمات ثلاث مرات لو وزن بجميع ما قلت لوزنتهن ، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته " أخرجه أحمد والنسائي وابو داود . إنما أعبد الناس من اتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه , وأخلص لربه سبحانه وتعالى , فاكتمل عنده الاخلاص والمتابعة , وهما شرطا قبول العمل . أعبد الناس من استطاع أن يمنع نفسه عما حرم الله سبحانه , فإن فعل الطاعات والنوافل قد يمكن لكثير من الناس و لكن فعلها مع ترك المنكرات لا يسهل إلا للصادقين العابدين . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اتق المحارم تكن أعبد الناس " رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني. (1) فترك المحرمات رقي عند الله سبحانه في مراتب العبودية , إذ قد جاهد المؤمن نفسه , وخالف هواه , وكبح جماح رغباته خشية لله وابتغاء مرضاته , قالت عائشة رضي الله عنها: "من سره أن يسبق الدائب المجتهد فليكف عن الذنوب" (2) , وقال الحسن البصري: "ما عبد العابدون بشيء أفضل من ترك ما نهاهم الله عنه" (3) ------------------------------ (1) انظر : صحيح الترمذي : 2305 , السلسلة الصحيحة: 930, صحيح الترغيب2567 (2) ابن المبارك في الزهد 67 (3) المقصود من تفضيل ترك المحرمات على فعل الطاعات، إنما أريد به نوافل الطاعات. ----------------------------------- المصدر: ملتقى شذرات |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أغبى, الناس |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع أعبد الناس .. | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حمل منهج لغتي ...المنهج الشامل لغتي لتعليم اللغة الـعـربيـة | Eng.Jordan | التعليم والتدريب | 0 | 10-16-2013 01:15 PM |
الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم | عبدالناصر محمود | مقالات وتحليلات مختارة | 0 | 06-29-2013 09:56 AM |
لغتي العربية | جاسم داود | أخبار ومختارات أدبية | 0 | 09-21-2012 11:10 AM |
لغتي العربية | جاسم داود | الملتقى العام | 0 | 07-13-2012 11:31 PM |
أجبن الناس وأحيل الناس وأشجع الناس | تراتيل | شذرات إسلامية | 1 | 01-30-2012 02:14 AM |