#1  
قديم 06-18-2013, 12:27 PM
ام زهرة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: العراق
المشاركات: 6,886
افتراضي دور الأب في الدعم النفسي للأبناء .. الخطوة الأولى


يكتفي بعض الآباء بدور الإنفاق و كفالة الأمان لأسرته والقيام ببعض الأعمال التي تدور في فلك الاسترزاق والحماية , ويغفل كثيرون منهم عن الدور النفسي الذي هو الأهم على الإطلاق .. فقد يكتفي الأبناء بالقليل من الرزق , إذا كان عندهم الكفاية القلبية والنفسية وقد يكتفون بالقليل من التأمين إذا قويت قلوبهم واستطاعوا مواجهة تقلبات الأيام , وما القوة النفسية والقدرة على مواجهة المشكلات إلا أثرا من آثار قوة القلب التي هي أثر من آثار التربية الوالدية ..
كثير من الآباء يعتبرون أبناءهم نماذج مكرورة أو آنية فارغة , ويغفلون عن كونهم تركيبات نفسية مستقلة تتأثر بما يحيط بها , وتكّون أحجار أسسها مما يمر بها من أحداث وخبرات .
وصحة الابناء النفسية هي الدافع وراء النجاح في الحياة بشتى مظاهرها الإيجابية , بل هو دافع حسن للرؤية الصالحة , ولتكوين الشخصية المسلمة النافعة
والاب له دور كبير في التكوين النفسي لابنائه , عبر مناح مختلفة , نتيجة
معايشته إياه , خصوصا والأبناء في فترات حياتهم الأولى تكون نفوسهم أشبه بالأطباق الهوائية التي تلتقط كل ما يبث من حولها غير مستطيعة لانتقاء الصواب من الخطأ والحسن من القبيح , كذلك يتأثر الابناء بالآباء كونهم يرونهم قدوتهم الكبرى عبر سني حياتهم الأولى , فيتعلقون بتلك القدورة , ويصيبهم الاحباط عندما يجدون الإساءة منها أو الإهمال أو يجدونها شخصية ضدية وخصمية لهم , أو يستشعرون منها القسوة أو غيره
في المراحل الاولى , يهتم الابناء بتقليد الآباء , تقليدا سببه الإعجاب والتعلق , فيصير الابن وكأنه صورة مصغرة من والده , حتى إنه ليتقمص دوره وشخصيته أثناء اللعب ويلبس ملابسه أثناء غيابه , ويقلده في طريقة الأكل والشرب والنوم بل والضحك والسخرية , ويقلده في الإيجابيات ايضا , الصلاة والذكر وغيرها ..
هنا يحتاج الابناء من الآباء نوعا معينا من الدعم النفسي يقوم مقام المصفى " الفلتر " الذي ينقي الوارد من الخارج , بحيث يفهمه الصواب من الخطأ , ويقول له بصراحة ووضوح " نعم افعل هذا فهو صواب " و " لا لا تفعل ذلك فهو خطأ " .. , ههنا يلزم الاب ألا يكتفي بمقولة خطأ أو صواب , لكن عليه أن يبين السبب ببساطة ويربط ذلك بالفضائل وبحب الله وبتشجيعه هو نفسه
الدعم النفسي للأبناء في هذه المرحلة يجب أن يهتم أيضا ببناء الثقة بين الآباء والأبناء
فيجب ألا تتغير معاملة الآباء لأبنائهم فجأة لمجرد الخطأ , بل عليه أن يكرر التحذير مرات ومرات ثم يبدأ في العقوبة , ويجب أن تكون العقوبة متدرجة من البسيط إلى الأصعب , ويجب ألا يكون من بينها الضرب إلا بنذر يسير جدا مع عدم الغضب اثناءه
كذلك يجب ألا يتواجد الابناء في محيط مشكلات الوالدين معا , لأنه قد يسمع ما يكرهه من ابيه أو أمه , أو من أحدهما تجاه الآخر مما يمكن أن يبقى في مخيلته سنين طويلة لا يمحى
التفسير هو الآخر مبدأ هام في تلك المرحلة , بمعنى تفهيم الولد سبب غضب أبيه منه أو سبب سعادته منه , والتفسير ههنا يعتبر نوعا من الدعم النفسي إذ إنه يبني معنى المبادىء في قلوب الأبناء ويفهمهم معنى القيم والمثل العليا , وإنما تبنى القيم في هذه المرحلة بالخصوص على أفضل وجه ..
كلما كبر الابن عاما كلما كان محتاجا لزيادة دعمه النفسي , ففي المرحلة الوسطى تبدا شخصية الأبناء في التكوين والبلورة , وههنا يجب على الآباء استعمال أنواع جديدة من الدعم النفسي , فالتشجيع نوع مهم من أنواع الدعم النفسي لهم ,
ويجب أن يكون التشجيع متعلقا بالإنجاز , ويمكن أن يبدأ التشجيع ببحث الأب مع ابنه عن مميزاته الشخصية, فيساعده على معرفة نفسه , فيقول له : أنت متميز في اشياء كثيرة ولكني اريدك أن تركز لي على أكثر الاشياء التي تحبها وهي مقربة إلى قلبك , وعليه أن يدعمه في ذلك بأن يشتري له كتابا في مجال تميزه أو يصطحبه معه لشراء هدية في مجال تميزه , أو أن يلحقه بدورات متخصصة أو مثال ذلك
بث معنى التفاؤل وعدم الياس في نفس الابن نوع آخر من الدعم النفسي , فيجب أن يتعلم الابناء أن يجربوا ويخطئوا ويكرروا محاولاتهم حتى يصلوا إلى النجاح والأب ههنا داعم لهم مع كل خطأ , حتى يصل لنجاح تجربته فعندئذ يستغل الاب الموقفويجزل له الثواب
في مرحلة المراهقة يحتاج الأبناء إلى تعامل خاص من آبائهم , ذلك التعامل القائم على المحبة والاحترام وشىء من الصداقة , فالأب الذي ينجح أن يقيم بينه وبين ابنه محبة واحتراما وصحبة فقد نجح في المرور بابنه من مرحلة المراهقة بسلام .
فيجب أن يكون داعما له في اختياره اصدقائه , ليس عن طريق اختيار الاسماء والأشخاص , بل عن طريق تفهيم طبائع الناس وكيفية الحكم عليهم , وكيف يختار صديقه و وكيف يتعامل مع المواقف السلبية من الأصدقاء , وكيف يكون قائدا لا مقودا بين اصدقائه , وكيف يخرج السلبي من سلوكهم ويبتعد عنه وكيف يستطيع أن يكون عنصر إصلاح بينهم , وغير ذلك
هناك جانب آخر هام في مجال الدعم النفسي للأبناء خصوصا في مرحلة المراهقة , وهو ما يتعلق بالمال وإنفاقه , فيجب ألا يشعر الابن ببخل ابيه عليه في الإنفاق , بل يشعره بحبه أثناء عطائه , وإن كان الاب فقيرا ايضا فعليه أن يفهمه أنه يبذل جهده لأجل سعادته , ولكن مع ذلك يجب أن يستمع الأبناء إلى دروس خفيفة في حسن إنفاق المال , ووضعه في مكانه , وقيمة المال في يد المرء الصالح وغيرها , إن طريقة العطاء البخيل تنتج شابا بخيلا ايضا محبا للمال , وطريقة عطاء الكريم تنتج شابا كريما محبا للعطاء والصدقة والنفع للآخرين ...



خالد رُوشه





المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
للأبناء, الأب, الأولى, الدعم, الخطوة, النفسى, دور


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع دور الأب في الدعم النفسي للأبناء .. الخطوة الأولى
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مشكلات وحلوووول للأبناء صابرة البيت السعيد 0 10-16-2016 04:51 AM
أساليب معاملة الأب كما يدركها الأبناء وعلاقتها بالشعور بالأمن النفسي Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 10-30-2012 01:45 PM
الخطوة الأولى جاسم داود الملتقى العام 0 10-15-2012 04:23 PM
إنك لا تستطيع اتخاذ الخطوة التالية دون أن تعرف مكانك الحالي Eng.Jordan الملتقى العام 1 03-13-2012 03:48 PM
وصايا الآباء للأبناء عبدالناصر محمود الملتقى العام 0 03-04-2012 08:25 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:08 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59