#1  
قديم 04-17-2012, 11:31 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي اتفاقية التضامن العربي بين الأردن والسعودية وسورية ومصر 1957


اتفاقية التضامن العربي بين الأردن والسعودية وسورية ومصر
المصدر: " المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 302-309".

اتفاقية التضامن العربي بين
الأردن والسعودية وسوريا ومصر
19 / 1 / 1957


( مجلس النواب السوري. الدور الاشتراعي السادس.
الدورة العادية السادسة لسنة 1957 الجلسة الرابعة،
تاريخ 7 / 3 / 1957 ص 131 - 136. والجلسة الثانية
عشرة، تاريخ 26 / 3 / 1957. ص 354 - 359 ).

مشروع قانون

مادة 1 - تصدق اتفاقية التضامن العربي المرفقة وملحقها الموقعة في القاهرة بتاريخ 19 / 1 / 1957 بين كل من الجمهورية السورية والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر.

مادة 2 - يعتبر الكتابان المرفقان الموقعان في دمشق بتاريخ 28 / 1 / 1957 من قبل الجمهورية السورية والمملكة الأردنية الهاشمية جزءاً متمما للاتفاقية المشار إليها في المادة الأولى.

مادة 3 - وزراء الدولة مكلفون بتنفيذ أحكام هذا القانون.

الأسباب الموجبة

تدعيما للخطة التي تسير عليها الدول العربية المتحررة في انشاء الكيان العربي والمحافظة على استقلاله وايمان هذه الدول ان هذا الاستقلال لا يتم الا بالتضامن والتعاون بينها مدفوعة برغبة شعوبها في السير قدما نحو الوحدة العربية المنشودة، فقد رأت كل من حكومات الجمهورية السورية والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر والمملكة الأردنية الهاشمية، ادراكا منها للمسؤوليات الملقاة عليها، ان تحقق خطوة ايجابية في هذا السبيل فاجتمع ممثلوها في 19 كانون الثاني عام 1957 في القاهرة ووقعوا على اتفاقية التضامن العربي رغبة منهم في تقوية التعاون وتنسيق الجهود في سبيل ادراك الغايات السامية التي ارادتها لنفسها شعوب الدول العربية المتحررة.

كما وانه جرى في دمشق في 28 كانون الثاني 1957 تبادل كتب بين ممثلي الجمهورية السورية والمملكة الأردنية الهاشمية وضعت فيها طرق تنفيذ الاتفاقية المشار إليها.

لذلك وايمانا بأن الاستقلال السياسي لأية دولة عربية لا يمكن ان يتحقق ويتثبت الا بعد ان يتحقق استقلالها المالي عن أية دولة أجنبية فقد أعد مشروع القانون المرفق راجين اقراره حتى نصل إلى الغاية المنشودة من التعاون العربي

اتفاقية التضامن العربي
بين
المملكة الأردنية الهاشمية
الجمهورية السورية
المملكة العربية السعودية
جمهورية مصر
ان حكومات المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية السورية والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر.
ادراكا منها للمسؤوليات الجسام الملقاة عليها للمحافظة على الكيان العربي واستقلاله، واستجابة لرغبة شعوبها وإيمانها بالتضامن لتحرير الوطن العربي.
وتقديراً منها بان تحقيق هذا التضامن خطوة ايجابية نحو الوحدة العربية المنشودة، وإسهاما في ***** الأمن والسلام وفقا لمبادئ ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأمم المتحدة.
ورغبة منها في عقد اتفاقية لتقوية التعاون وتنسيق الجهود في سبيل هذه الغايات، قد عينت وأنابت المفوضين الآتية أسماؤهم:
عن المملكة الأردنية الهاشمية.
حضرة صاحب الجلالة الملك حسين الأول
دولة السيد سليمان النابلسي، رئيس الوزراء ووزير الخارجية
عن الجمهورية السورية
دولة السيد صبري العسلي، رئيس مجلس الوزراء
عن المملكة العربية السعودية
حضرة صاحب الجلالة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود
عن جمهورية مصر
السيد الرئيس جمال عبد الناصر
الذين بعد تبادل وثائق التفويض التي تخولهم سلطة كاملة، والتي وجدت صحيحة ومستوفاة الشكل، قد اتفقوا على ما يأتي:
مادة 1 - تؤكد الحكومات المتعاقدة ايمانها بضرورة التضامن والتعاون لتدعيم الكيان العربي واستقلاله وتعلن تقديرها لما يتطلبه هذا من المشاركة في المسؤوليات المترتبة عليه.
مادة 2 - تشترك حكومات الجمهورية السورية والمملكة
<2>
العربية السعودية وجمهورية مصر في تكاليف الالتزامات التي تقع على عاتق حكومة المملكة الأردنية الهاشمية نتيجة لسياسة التعاون والتضامن في تدعيم الكيان العربي واستقلاله بمبلغ اجمالي قدره اثنا عشر مليونا ونصف مليون من الجنيهات المصرية سنوياً أو ما يعادلها. ( ويطلق عليه تعبير الالتزامات العربية ).
وينظم الملحق لهذه الاتفاقية، الذي هو جزء متمم لها، توزيع هذه المساعدات على الحكومات المشتركة وكيفية تقديمها.
مادة 3 - تخصص حكومة المملكة الأردنية الهاشمية المساعدات العربية للقوات المسلحة الأردنية الهاشمية بما فيها قوات الحرس الوطني وإعدادها.
مادة 4 - عقدت هذه الاتفاقية لمدة عشر سنوات من تاريخ نفاذها وإذا لم تعدل قبل انتهاء هذه المدة باتفاق الحكومات اتفاقية التضامن العربي بين الأردن والسعودية وسوريا ومصر، 1957 المتعاقدة تظل نافذة المفعول إلى حين انتهاء أجلها وبعد ذلك بانقضاء سنة من تاريخ تقديم احدى الحكومات المتعاقدة للحكومات الأخرى بالطرق الدبلوماسية اخطارا بالانتهاء.
مادة 5 - يصدق على هذه الاتفاقية وفقاً للأوضاع الدستورية المرعية في كل من الدول المتعاقدة وتصبح نافذة من تاريخ تبادل وثائق التصديق على ان يتم تبادل هذه الوثائق في القاهرة.
واقراراً بما تقدم وقع المندوبون المفوضون المذكورون أعلاه هذه الاتفاقية.
حررت هذه الاتفاقية باللغة العربية في القاهرة بتاريخ 18 جمادى الثانية سنة 1376 هـ الموافق 19 يناير سنة 1957 م من خمس نسخ احتفظت كل من الحكومات المتعاقدة بواحدة منها وتودع النسخة الأخيرة في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
ملحق
اتفقت الحكومات الموقعة على اتفاقية التضامن العربي بالقاهرة بتاريخ 19 يناير سنة 1957 على ما يأتي:
مادة 1 - يكون نصيب كل من الدول المشتركة في الالتزامات العربية المنصوص عليها في المادة 2 من الاتفاقية المذكورة كما يلي:
الجمهورية السورية: مليونان ونصف مليون جنيه مصري أو ما يعادلها.
المملكة العربية السعودية: خمسة ملايين جنيه مصري أو ما
<3>
يعادلها.
جمهورية مصر: خمسة ملايين جنيه مصري أو ما يعادلها.
مادة 2 - تدفع كل حكومة نصيبها من الالتزامات المذكورة على قسطين متساويين الأول منهما عندما توضع هذه الاتفاقية موضع التنفيذ والثاني بعد ستة أشهر من تاريخ استحقاق القسط الأول وهكذا.
مادة 3 - تتعهد حكومة المملكة الأردنية الهاشمية بشراء جميع احتياجات القوات المسلحة، حينما تتوافر في بلاد الحكومات الموقعة، من مهمات وخلافه التي يمكن الحصول عليها من انتاج بلادها وتدخل قيمة هذه المشتريات في حسابات خاصة تصفى من نصيبها في الالتزامات العربية.
مادة 4 - من المتفق عليه ان الالتزامات العربية المنصوص عليها في المادة 2 من الاتفاقية مخصصة لتقوم مقام المعونة السنوية على كافة أنواعها التي تقدمها الحكومة البريطانية لحكومة المملكة الأردنية الهاشمية ( للقوات المسلحة بما فيها الحرس الوطني ) طبقا للاتفاقات المعقودة بينهما في هذا الشأن.
القاهرة في 18 جمادى الثانية 1376 هـ الموافق 19 يناير 1957 م.
معالي رئيس وفد المملكة الأردنية الهاشمية
لمباحثات اتفاقية التضامن العربي
بالإشارة إلى اتفاقية التضامن العربي الموقعة بالقاهرة في 19 كانون الثاني 1957 بين المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر وجمهورية سوريا.
نتشرف بإعلام معاليكم انه أثناء المفاوضات التي جرت بشأن تنظيم المدفوعات بين المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية السورية الخاصة بتنفيذ اتفاقية التضامن العربي.
قد تم الاتفاق على الأسس الموضحة فيما يلي:
1 - يقوم مصرف سوريا المركزي نيابة عن الحكومة السورية بفتح حساب خاص بالجنيهات المصرية باسم البنك الذي تعتمده الحكومة الأردنية الهاشمية بعمان نيابة عن حكومة المملكة الأردنية الهاشمية ويسمى هذا الحساب " الحساب الأردني الخاص باتفاقية التضامن العربي ".
2 - يقيد في الجانب الدائن من هذا الحساب ما تقوم الحكومة السورية بدفعه من الالتزامات العربية وفقا للملحق باتفاقية التضامن العربي وقدره ما يعادل مليونين ونصف مليون جنيه مصري بالليرات السورية وفقاً لسعر التحويل المنصوص عليه في البند ( 3 ) من هذا الكتاب، تدفع على قسطين متساويين الأول منهما عندما توضع الاتفاقية
<4>
المذكورة موضع التنفيذ والثاني بعد ستة أشهر من تاريخ استحقاق القسط الأول وهكذا في كل سنة من سني نفاذ الاتفاق.
3 - يجري تحويل الجنيه المصري إلى ليرات سورية وفقا لسعر شراء الجنيه المصري ( سعر التحويل ) لدى مكتب القطع السوري يوم استحقاق القسط.
4 - يقيد في الجانب المدين من هذا الحساب المدفوعات التالية:
أ - المدفوعات الخاصة بشراء احتياجات القوات المسلحة الأردنية الهاشمية بما فيها الحرس الوطني من مهمات وخلافه التي يمكن تصديرها من سوريا إلى المملكة الأردنية.
ب - المدفوعات الخاصة لتسديد قيمة صادرات سوريا إلى المملكة الأردنية الهاشمية والمدفوعات الخاصة المتعلقة بالصادرات السورية إلى المملكة الأردنية الهاشمية كالنقل والتأمين والمصاريف الأخرى.
ج - نفقات التمثيل الدبلوماسي والقنصلي والتجاري الخاص بالمملكة الأردنية الهاشمية في الجمهورية السورية.
د - نفقات البعثات التعليمية الأردنية الهاشمية في الجمهورية السورية.
هـ - نفقات السياحة والمعالجة والاستشفاء ونفقات المعيشة الخاص بمقيمين في المملكة الأردنية الهاشمية خلال إقامتهم في الجمهورية السورية.
و - المدفوعات نيابة عن الأردن إلى بلد ثالث تكون بينه وبين الجمهورية السورية اتفاق مدفوعات وذلك في حدود المبالغ التي يتفق عليها بين البلدين.
5 - إذا لم تستنفد المدفوعات المذكورة في البند السابق الحساب الأردني الدائن يتشاور الطرفان قبل حلول موعد دفع القسط الثاني على طريقة تسوية الحساب ونوع العملية التي قد تستعمل بهذه التسوية وذلك وفقا لحاجات البلدين وإمكانياتهما.
وفي هذه الحال يحول الرصيد الأردني الدائن بالليرات السورية إلى العملة الأجنبية المتفق عليها على أساس سعر مبيع هذه العملة الأجنبية بالليرات السورية لدى مكتب القطع في سوريا يوم التحويل.
6 - يتفق مصرف سوريا المركزي والبنك الذي تعتمده الحكومة الأردنية على جميع الأصول الفنية اللازمة لتنفيذ المدفوعات الناجمة عن هذا الاتفاق وحسن سيرها.
اننا نكون شاكرين إذا تفضلتم بالموافقة على ما تقدم.
وتفضلوا معاليكم بقبول فائق الاحترام.
دمشق في 26 جمادى الثانية 1376 الموافق 28 كانون الثاني 1957
<5>
عن حكومة الجمهورية السورية
وزير المالية
أسعد محاسن
وزير الاقتصاد الوطني
خليل الكلاس
وزارة الخارجية
سفارة المملكة الأردنية الهاشمية
دمشق
معالي رئيس وفد الجمهورية السورية
لمباحثات اتفاقية التضامن العربي
نتشرف باستلام كتابكم الموقع بتاريخ هذا اليوم والذي نصه كما يأتي:
بالإشارة إلى اتفاقية التضامن العربي الموقعة بالقاهرة في 19 كانون الثاني 1957 بين المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر وجمهورية سوريا، أتشرف بإعلام معاليكم انه أثناء المفاوضات التي جرت بشأن تنظيم المدفوعات بين المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية السورية الخاصة بتنفيذ اتفاقية التضامن العربي.
قد تم الاتفاق على الأسس الموضحة فيما يلي:
1 - يقوم مصرف سوريا المركزي نيابة عن الحكومة السورية بفتح حساب خاص بالجنيهات المصرية باسم البنك الذي تعتمده الحكومة الأردنية الهاشمية بعمان نيابة عن حكومة المملكة الأردنية الهاشمية ويسمى هذا الحساب " الحساب الأردني الخاص باتفاقية التضامن العربي ".
2 - يقيد في الجانب الدائن من هذا الحساب ما تقوم الحكومة السورية بدفعه من الالتزامات العربية وفقاً للملحق باتفاقية التضامن العربي وقدره ما يعادل مليونين ونصف مليون جنيه مصري بالليرات السورية وفقاً لسعر التحويل المنصوص عليه في البند ( 3 ) من هذا الكتاب، تدفع على قسطين متساويين الأول منهما عندما توضع الاتفاقية المذكورة موضع التنفيذ والثاني بعد ستة أشهر من تاريخ استحقاق القسط الأول وهكذا في كل سنة من سني نفاذ الاتفاق.
3 - يجري تحويل الجنيه المصري إلى ليرات سورية وفقاً لسعر شراء الجنيه المصري ( سعر التحويل ) لدى مكتب القطع السوري يوم استحقاق القسط.
4 - يقيد في الجانب المدين من هذا الحساب المدفوعات التالية.
أ - المدفوعات الخاصة بشراء احتياجات القوات المسلحة الأردنية الهاشمية بما فيها الحرس الوطني من مهمات وخلافه التي يمكن تصديرها من سوريا إلى المملكة الأردنية.
ب - المدفوعات الخاصة لتسديد قيمة صادرات سوريا إلى
<6>
المملكة الأردنية الهاشمية والمدفوعات الخاصة المتعلقة بالصادرات السورية إلى المملكة الأردنية الهاشمية كالنقل والتأمين والمصاريف الأخرى.
ج - نفقات التمثيل الدبلوماسي والقنصلي والتجاري الخاص بالمملكة الأردنية الهاشمية في الجمهورية السورية.
د - نفقات البعثات التعليمية الأردنية الهاشمية في الجمهورية السورية.
هـ - نفقات السياحة والمعالجة والاستشفاء ونفقات المعيشة الخاص بمقيمين في المملكة الأردنية الهاشمية خلال إقامتهم في الجمهورية السورية.
و - المدفوعات نيابة عن الأردن إلى بلد ثالث تكون بينه وبين الجمهورية السورية اتفاق مدفوعات وذلك في حدود المبالغ التي يتفق عليها بين البلدين.
5 - إذا لم تستنفد المدفوعات المذكورة في البند السابق الحساب الأردني الدائن يتشاور الطرفان قبل حلول موعد دفع القسط الثاني على طريقة تسوية الحساب ونوع العملة التي قد تستعمل بهذه التسوية وذلك وفقاً لحاجات البلدين وإمكانياتهما.
وفي هذه الحال يحول الرصيد الأردني الدائن بالليرات السورية إلى العملة الأجنبية المتفق عليها على أساس سعر مبيع هذه العملة الأجنبية بالليرات السورية لدى مكتب القطع في سوريا يوم التحويل.
6 - يتفق مصرف سوريا المركزي والبنك الذي تعتمده الحكومة الأردنية على جميع الأصول الفنية اللازمة لتنفيذ المدفوعات الناجمة عن هذا الاتفاق وحسن سيرها.
اننا نكون شاكرين إذا تفضلتم بالموافقة على ما تقدم.
وتفضلوا معاليكم بقبول فائق الاحترام.
ويسرنا ان نبلغ معاليكم موافقة الحكومة الأردنية الهاشمية على الاتفاق الذي تضمنه هذا الكتاب.
وتفضلوا معاليكم بقبول فائق الاحترام.
دمشق في 26 جمادى الثانية 1376 الموافق 28 كانون الثاني 1957
أعضاء وفد المملكة الأردنية الهاشمية
لمباحثات اتفاقية التضامن العربي
وزير الدولة للشؤون الخارجية
عبد الله الريماوي
وزير المالية
صلاح الدين طوقان
وزير العدلية والتربية والتعليم
شفيق رشيدات
الرئيس [ ناظم القدسي ] - يحال إلى اللجنتين القضائية والخارجية. وزير الاقتصاد الوطني السيد خليل الكلاس - سيدي الرئيس، ارجو توصية اللجان المختصة لتنظر بسرعة
<7>
في مشروع هذا القانون كي يتمكن مقام الرئاسة من وضعه مع التقرير في جدول أعمال جلسة يوم السبت السادس عشر من الشهر الحالي.
الرئيس - نعم وآمل ان تنجزه اللجان وتقدمه الينا في أسرع وقت.
ولدينا الآن تقارير اللجان حيث يتلو عليكم أمين السر التقرير الأول.
السيد على بوظو - يا سيدي سؤال صغير.
الرئيس [ ناظم القدسي ] - يا سيدي، ارجوكم ليكن في نصف الساعة، فمتى ما خرجتم عن جدول الأعمال فلا يمكننا ان ننتج شيئا، فأنا سألت المجلس ووافقت أكثريته على ان تكون نصف الساعة في آخر الجلسة. نعم ليتلو أمين السر التقرير الأول.
1 - تقرير لجنتي الخارجية والقوانين المالية على مشروع قانون اتفاقية التضامن العربي:
دولة رئيس مجلس النواب الموقر
في الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الخميس الواقع في 21 / 3 / 1957 عقدت لجنة القوانين المالية اجتماعاً ثانياً برئاسة رئيسها السيد رئيف الملقي وحضور مقررها السيد رزق الله سالم وأعضائها السادة:
رفيق بشور، عبد المجيد رستم، حسين مريود، قدري المفتي، عثمان اسبر، محمد يوسف ابو رومية، لطفي الحاج حسين. بحثت اللجنة في مشروع القانون المتضمن تصديق اتفاقية التضامن العربي وملحقها الموقعة في القاهرة بتاريخ 19 / 1 / 1957 بين كل من الجمهورية السورية والمملكة الأردنية الهاشمية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر، والكتابين الموقعين في دمشق بتاريخ 28 / 1 / 1957 بين كل من الجمهورية السورية والمملكة الأردنية الهاشمية.
وبعد تلاوة المشروع وأسبابه الموجبة والاطلاع على تقرير اللجنة القضائية بجواز النظر فيه وتقرير لجنة الشؤون الخارجية بالموافقة عليه كما ورد وإحالته إلى اللجنة المالية لدراسته في حدود اختصاصها من الوجهة المالية.
ونظراً لما ورد في الأسباب الموجبة للمشروع من غايات قومية وتدعيم لاستقلال بلد شقيق وافقت عليه اللجنة كما ورد بالإجماع.
<8>
واللجنة إذ ترفع تقريرها لمقامكم توصي المجلس الكريم بالموافقة على رأيها ودمتم.
دمشق في 21 / 3 / 1957
لقد ردد المجلس الكريم ارادة الأمة الاجماعية وقرر قبل سنة تقريباً باجماع منقطع النظير وبقلوب مليئة بالحماس والابتهاج الاتحاد مع مصر الشقيقة الكبرى فتجاوبت ارادة الأمة وارادة ممثليها مع رغبة الحكومة التي أدخلت في برنامجها الوزاري وفي بياناتها مشروع الاتحاد. ولا اعتقد أبداً ان هذا المشروع العظيم هو من البضاعات الممكن ادخالها لسوق الثقة المعروف ولذلك ارجو الحكومة المحترمة ان تبين لهذا المجلس الكريم الخطوات التي خطتها لتحقيق هذا الاتحاد وما تنوي عمله بهذا الخصوص لا سيما وان الأردن الشقيق يتأهب للدخول في هذا الاتحاد حسب برنامج حكومته وبيانات رئيس وزرائه.
إذا حالت الأحداث الأخيرة دون تنفيذ ما تم من الاجراءات والمقررات فترة من الزمن فقد أصبح من المتوجب بعد خروج القوى المعادية من أراضي مصر السير في طريق تنفيذ هذا المشروع الحيوي منبع القوة والمجد والنصر.
هنالك من يقول ان نتريث باقامة هذا الاتحاد لكي لا نثير غضب الأعداء الذين يتربصون بنا الدوائر ويتحينون الفرص للانقضاض علينا.
واني أريد ان أجيب بكلمة مختصرة على هذا الكلام ان مجرد وقوفنا على استعدادهم للنيل منا يكفي ليدفعنا بمنتهى السرعة لتحري وسائل القوة والمنعة وأولها الاتحاد.
من المحقق ان إسرائيل وحلفاءها يعملون بالليل والنهار ليس فقط للحيلولة دون الاتحاد بل لاتخاذ كل وسيلة لاحباط كل عمل فيه تقويتنا وسلامتنا.
وفي الحقيقة ان موقفنا خطير جداً إذ ان نهضتنا التي قام بها المرحوم الملك حسين والتي قدمنا طيلة أربع سنين ضحايا زكية، بنيت على المكر والخداع في أساسها يكفي ان نتذكر دائما ان بريطانيا خدعتنا أبشع خداع شهده التاريخ حينما قدمت لنا باسمها وباسم حلفائها باليد الواحدة عهود اعترافها باستقلال العرب ووحدتهم بينما باليد الأخرى وراء ظهرها حملت مشروع تجزئة الوطن العربي وصك الوطن القومي الصهيوني.
هذه هي السياسة التي استمرت عليها بريطانيا منذ ذلك الحين .. وهذه التجزئة التي نراها في الوطن العربي هي أثر تلك اليد الماكرة. هذه اليد لم تزل تلعب بالظاهر والخفاء فلنعجل إذاً لإزالة آثار التجزئة بتوحيد وطننا وتقوية كياننا.
<9>
ومنذ ذلك الحين سارت بريطانيا ومعها فرنسا وربيبتهما إسرائيل من مكيدة إلى مكيدة ومن عدوان إلى عدوان وانتهوا بالهجوم الأثيم على مصر مستهدفين اعادة الاستعمار إلى البلاد العربية جميعها. هذا بعد ان فشل الهجوم الغادر على مصر بفضل الله وبفضل التآزر العربي وبطولات بورسعيد وتدخل الأمم الحرة، أصبح الجو ملائما للمباشرة فورا لإقامة الاتحاد. فلا يجوز ان نتلهي بالأقوال فلنعمل حالا لوضع شكل الاتحاد ورسم خطوطه ونباشر بتوحيد القوى السياسية والعسكرية والاقتصادية وجعل الدول العربية المتحررة دولة واحدة تستطيع الصمود أمام هجوم جديد.
فإذا انتظرنا كما قال أحد العظماء ان ينبثق التنظيم النهائي للوحدة العربية من قلوب وعقول الشعوب العربية للمباشرة بتحقيق الاتحاد واعتقدنا بأن انتظارنا يوقف الأعداء عن مهاجمتنا نكون مفرطين بحقوق أمتنا. فالعدو لا يرحم ولا ينام ولا يحسب حسابا الا للقوة وللاتحاد الحقيقي الذي سيكون سداً منيعاً أمام هجماته واعتقد ان مصر العزيزة يجب ان تكون العامل الأول بين شقيقاتها العربيات لتنظيم هذا الاتحاد واخراجه لحيز الوجود.
ولقد سمعت من يقول ان مصر لم تظهر في الأيام الأخيرة متجاوبة تماماً مع رغبة سوريا والأردن الشديدة للاتحاد. ويعلل هذه البادرة إلى ان مصر لا تريد ان تبرر اتهامات الأعداء بانها تحمل ميولا استيلائية فان هذه المفتريات لا تستحق الا الإهمال واني اعتقد جازماً ان مصر ليست أقل احتياجا من البلاد العربية الأخرى للاتحاد رغم اتساع رقعتها وكثرة نفوسها وعظيم امكانياتها ذلك ان موضع مصر الجغرافي ووجودها بين القسمين العربيين الواسعين الشاسعين من افريقيا وآسيا تفرض عليها - شاءت أم أبت ان تحمل مشعل القومية العربية عالياً وان تنير طريق المجد والسؤدد لبني قومها. لقد اثبتت الأحداث الأخيرة ان القومية العربية هي عدة مصر وذخيرتها وانها كانت ولم تزل لحمتها وسداها وان اهمالها تكون كارثة عليها وعلى العالم العربي. وعلى كل حال لم تأت فرصة موآتية وضرورة ملحة لتنفيذ الاتحاد مثل هذه الأيام التي نحتاج فيها - بعد خذلان الأعداء - إلى تنشيط حياتنا القومية وخلق نسق جديد في موجوديتنا السياسية.
فانه غير منكر ان أكثرية الحكومات المشتركة في مؤتمر باندونغ دون ان يكون بيننا أي معاهدة مكتوبة تؤيدنا وتؤازرنا مادة ومعنى فيما إذا وقع علينا هجوم جديد كما أيدتنا وآزرتنا في الاعتداء الغربي الأخير على مصر العزيزة.
<10>
ولهذا السبب لا تهزنا مقررات برمودا ولا اشتراك اميركا في حلف بغداد. نحن سائرون في طريقنا عاملون بمقتضى مصالحنا الحيوية المشروعة.
فنحن اليوم أمام قوتين متوازيتين في الشرق والغرب فبامكاننا ان نقوي أنفسنا ونصلح أحوالنا ونعمل حسب مقتضيات مصالحنا دون ان نخشى بطش أحد الطرفين فنحن نسير في سياسة الحياد الإيجابي ولا نتخلى عنها وسياسة اللا تحدي والابتعاد عن الحرب الباردة ومع ذلك لا يزول التوتر بين المعسكرين الشرقي والغربي الا بتحقيق امرين لا ثالث لهما الأول قبول المعسكرين ضمان حياد البلد العربية ثانيا إذا أملأنا الفراغ الذي يدعون به وهذا الفراغ لا يسد الا باتحادنا مع الدول العربية المتحررة واتحادنا في الداخل جيشا وشعبا وأحزابا ومجلسا.
الرئيس [ ناظم القدسي ] - الكلمة للسيد على بوظو.
السيد على بوظو - سيدي الرئيس، اننا نوافق بدورنا على هذه الاتفاقية كل الموافقة ونعتبر انها ساعدت مساعدة فعالة في تحرير شقيقتنا العزيزة الأردن من آخر قيد كان يكبل سيادتها واستقلالها ولقد كانت سوريا صاحبة المبادهة في هذا الشأن إذ طلبت حكومة السيد سعيد العزي من الدول العربية المتحررة ان تقوم بتقديم معونة مالية إلى شقيقتنا الأردن تقوم مقام المعونة الانكليزية التي كانت تسد عجزاً في موازنة الجار ******، فقد شاء القدر ان يضع هذه الدولة الفتية على حدود عدوة العرب إسرائيل، وان هذه الحدود الواسعة تحتاج الى جيش كبير مزود بأحدث الأسلحة يكون على أهبة الاستعداد لرد كل اعتداء يقع عليه، ان الأردن يقع على الخط الأول من خطوط النار وان موارده المحدودة تضيق بتجهيز جيشه وحرسه الوطني تجهيزاً لائقاً كاملاً، وإذا كانت الظروف غير الملائمة لم تتح للأردن في الماضي ان يبدل الأموال الأجنبية بأموال عربية فاننا لنحمد الله ان وفقنا في هذه الأيام لابرام هذه الاتفاقية المباركة التي كما قلت، ساعدت شقيقتنا الأردن من الخلاص من آخر أثر لنفوذ أجنبي، وكانت من العوامل والأسباب التي مكنت شعبها الأبي من تحطيم الأغلال التي كانت تقف دون انطلاقه في طريق الحرية والاستقلال.
الأبي من تحطيم الأغلال التي كانت تقف دون انطلاقه في طريق الحرية والاستقلال.
والأمنية التي نرنو اليها وتهفو لها افئدتنا بعد تحرير الأردن هي زوال هذه الحدود المصطنعة الزائفة التي اقامها المستعمر ضد رغبتنا وأمانينا وان نجتمع نحن والأردن لا في
<11>
اتحاد، بل في وحدة شاملة لأن الأردن هو جزء لا يتجزأ من سوريا وحدتهما الطبيعة وكانا على مر الزمان بلدا واحدا قبل ان تمتد يد الأجنبي إلينا فتمزق شملنا وتقيم على الأرض الواحدة دولا وحكومات حتى يبقى أطول وقت ممكن، فإذا كان العائق الأساسي الذي كان يقف في وجه هذه الوحدة وهو الاستعمار قد تخلصت منه سوريا منذ زمن بعيد وتتخلص منه الأردن الآن، فاننا مدعوون جمعياً إلى إقامة وحدة بين هذين البلدين حتى يعودا كما كانا بلداً واحداً، ثمة أمر خطير آخر، أثاره الزميل الذي تكلم قبلي وهو موضوع الاتحاد فانني ما زلت اذكر ان موضوع الاتحاد مع الأقطار العربية المتحررة وخاصة مع الشقيقة الكبرى مصر كان يشغل ذهن كل مواطن في هذه البلاد حتى ان أحزاب هذا المجلس وهيآته المختلفة قد اجمعت على ان يبدأ فوراً بالقيام بمراحل تحقيق هذا الاتحاد ويكون نواة لاتحاد عربي شامل بين الأقطار العربية المتحررة واني لأعلم بان الحكومة الموقرة قد وضعت في أولى مبادئ منهاجها الوزاري الذي أخذت الثقة على أساسه وكذلك كان شأن الحكومة القومية التي سبقت الحكومة الحاضرة، كما صرحت الحكومة مرارا وتكراراً بأنها قد ألفت لجنة وزارية لتباشر المفاوضات الآيلة لإخراج الاتحاد المنشود لحيز الوجود وما اظن ان عقبة تقف في وجه هذا الاتحاد فإذا كما قيل لنا، لتحقيق هذا الاتحاد ان تجمع سوريا على طلب ذلك فان هذا الإجماع قد تحقق، وان سوريا قد وافقت بحماس منقطع النظير بلسان مختلف هيآتها وأحزابها ونوابها بل بلسان كل فرد فيها، فما هي العقبة اذا، انني لأطلب جواباً شافياً على ذلك، لقد خطت سوريا في هذا السبيل خطوات كبيرة فعقدت مع شقيقتيها مصر والأردن اتفاقات عسكرية حتى تخلق من جيوش هذه الدول الثلاث وحدة عسكرية تقف في وجه العدوان الذي قد يشن على هذه البلاد كما شن في السابق وإذا كنا نقول لوقت قريب مضى باننا لا نكتفي بهذه الاتفاقات العسكرية وانما هي وسيلة من وسائل الوصول إلى الاتحاد المنشود، فاننا نستغرب كثيراً ان لا نصل حتى يومنا هذا لأي نتيجة ايجابية، وما ادري اذا كانت الحكومة قد قامت بمساع في هذه الصدد، فانها على كل حال مدعوة الى تقديم بيان شاف عن أسباب التلكؤ والتأخر، ذلك لان هذه الفكرة العظيمة هي الحلم الجميل الذي يدغدغ نفس كل مواطن في هذه البلاد، فنحن في سوريا قد نشأنا على حب العروبة وترعرنا على المطالبة بالوحدة العربية والتغني بها، ولقد كانت سوريا دائما وأبدا تنطلق منها الحركات النضالية في سبيل تحرر العرب ووحدتهم، لقد كان ذلك في السابق، حينما كانت سوريا ترزح كبقية البلاد العربية تحت
<12>
نير الاستعمار، اما وقد شاء الله ان يمن على سوريا بنعمة السيادة ويكلل جهادها وأضاحيها والدماء الزكية التي أراقتها ان يكلل ذلك بسيادة واستقلال، فإن سوريا مدعوة الآن ان تقود حركة الوحدة وان تسير فيها قدماً نحو الأمام، ولقد أثبتت الحوادث الأخيرة بأن هذا الاتحاد هو ضرورة قومية كبرى بالإضافة إلى انه أمنية الأمنيات وغاية الغايات، لأن النضال المرير الذي نخوضه ضد الاستعمار ومؤامراته وضد اعتداءات ربيبته إسرائيل تدعونا أكثر من أي وقت مضى لأن نجمع هذه الدول المبعثرة المشتتة في دولة واحدة قوية يكون لها شأنها وقيمتها في العالم.
ان بلاداً بعيدة عندما بسطنا لزعمائها امنيتنا في التحرر والوحدة وشرحنا لهم النتائج التي نتوخاها من وراء هذه الوحدة ابدوا استغرابهم الشديد وسألونا لماذا تتأخرون حتى الآن بتحقيق هذا الهدف العظيم، ولماذا لا تضعون في مناهجكم قبل كل شيء العمل على تحقيق وحدتكم فعندما تتوحدون تصبحون دولة كبيرة تستطيع ان تقف سداً منيعاً في وجه الاستعمار في الشرق الادني. ولقد اثبتت القومية العربية التي دخلت مرحلة ايجابية بانها كانت درعا واقيا ضد كل اعتداء يشن على أي قطر عربي فان مصر الشقيقة التي ناضلت نضالاً باسلاً ودافع شعبها دفاعا رائعا ضد العدوان الغادر الذي وقع على أرضها لم تكن لتستطيع ان تهزم العدوان شر هزيمة لو لم تتجاوب البلاد العربية معها ولو لم تقف القومية العربية صفاً واحداً ازاء المحاولات الاستعمارية لتواجه الاستعمار وتفسد عليه غاياته في ابتلاعه البلاد العربية قطراً وراء قطر، لذلك فاننا نكرر طلبنا باصدار بيان يطمئن النفوس في هذه الناحية القومية الخطيرة لان هذا المجلس عندما اعطى ثقته للحكومة السابقة والحكومة الحالية فانه كان يعطي هذه الثقة للمبادئ التي تضمنها منهاج الحكومة القومية وما تلك المبادئ الا البنود التي تضمنها وهو الميثاق القومي الذي اتفقت عليه جميع الأحزاب والهيئات النيابية ووقعته، وكان في رأس هذه المبادئ القيام بالخطوات الايجابية نحو الاتحاد مع الشقيقة مصر ليكون نواة للاتحاد مع البلاد عندما زرنا الأردن الشقيق ان الشعب جميعه وفي مقدمته الملك الشاب الذي يتجاوب مع الشعب والحكومة التي تمثل ارادة الشعب ان جميع هؤلاء كانوا يطلبون بإلحاح وقوة بأن تكون الخطوة التالية التي يجب ان تتحقق بعد تحرر الأردن هو ان يتحد مع أمه سوريا وان تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي الشرعي وان تؤلف في البلدين دولة واحدة تكون نواة للدولة العربية الواحدة المنشودة.
<13>
الرئيس [ ناظم القدسي ] - الكلمة للسيد احمد اسماعيل.
السيد احمد اسماعيل - سيدي الرئيس، اخواني الزملاء الأكارم، ان هذه الاتفاقية لها طابع خاص وهي تختلف عما سبقها من اتفاقيات عقدت وأقرت في البلاد العربية، أجل لقد اقرت اتفاقية الجلاء في سورية وأقرت اتفاقية القنال في مصر وأقرت اتفاقيات متعددة في تونس ومراكش وغيرها من الدول العربية الا ان تلك الاتفاقيات ذات طابع منفرد تقع بين الدولة التي نالت استقلالها وبين الدولة المستعمرة فهي نتيجة عراك سلبي دام وقتاً طويلاً، وقد استطاعت هذه الدول التخلص من عبء الاستعمار، اما الاتفاقية التي نحن بصددها الآن فهي الاتفاقية الثانية التي نعتز بها بعد الاتفاقية الأولى التي اقرها هذا المجلس والمتعلقة بالقيادة المشتركة بيننا وبين مصر، فهذه الاتفاقية هي خطوة ايجابية نحو الاتحاد ونحو الوحدة العربية التي ننشدها، اننا نعتز كثيراً ان نجد في موازنتنا رقماً يخصص للشقيقة الأردن ونتمنى بل ندعو الحكومة السورية والحكومات العربية المتحررة ان تحقق الاتحاد بصورة مستعجلة لان الأحداث تمر سريعة وسريعة جداً ولا يجوز مطلقاً ان تعالج قضية الاتحاد الا على ضوء هذه الأحداث، والأحداث لا تنتظر والاستعمار يزيد في التطويق حولنا، والطريقة الوحيدة التي تمكننا من ان نقف في وجه الاستعمار، الطريق السليم الذي يجعلنا نخرج من هذه المعركة معتزين محافظين على كرامتنا وعلى حريتنا وعلى ما وصلت إليه البلاد العربية وتحقيق هذا الاتحاد. وعليه فاننا نقر هذه الاتفاقية بفخر واعتزاز لانها اتفاقية ايجابية في البلاد العربية لتحقيق الاتحاد بينها.
الرئيس [ ناظم القدسي ] - لدي اقتراح من السادة: عبد المجيد رستم وسعد الدين الخاني ورئيف الملقي يقولون فيه: كسباً للوقت نقترح الاكتفاء بالمناقشة وعرض تقرير لجنتي الخارجية والقوانين المالية على التصويت فالموافقون على الاكتفاء بالبحث يشيرون برفع اليد ( رفعت الأيدي ) قبل والآن الموافقون على تقرير اللجنتين والانتقال الى مناقشة المواد يشيرون برفع اليد ( رفعت الأيدي ) اذا يتلو عليكم أمين السر المادة الأولى:
مادة 1 - تصدق اتفاقية التضامن العربي المرفقة وملحقها الموقعة في القاهرة بتاريخ 19 / 1 / 1957 بين كل من الجمهورية السورية والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر.
الرئيس [ ناظم القدسي ] - الموافقون على المادة الأولى يشيرون برفع اليد ( رفعت الأيدي ) قبلت وننتقل الى المادة الثانية.
<14>
مادة 2 - يعتبر الكتابان المرفقان الموقعان في دمشق بتاريخ 28 / 1 / 1957 من قبل الجمهورية السورية والمملكة الأردنية الهاشمية جزءاً متمما للاتفاقية المشار إليها في المادة الأولى.
الرئيس - الموافقون على المادة الثانية يشيرون برفع اليد ( رفعت الأيدي ) قبلت وننتقل إلى المادة الثالثة.
مادة 3 - وزراء الدولة مكلفون بتنفيذ أحكام هذا القانون.
الرئيس [ ناظم القدسي ] - وهذه المادة مقبولة أيضاً واطرح المشروع بمجمله على التصويت العلني فالموافقون عليه يشيرون برفع اليد (رفعت الأيدي) لا مخالف إذا قبل المشروع بالإجماع وأصبح قانوناً.
قانون
أقر مجلس النواب القانون الآتي:
مادة 1 - تصدق اتفاقية التضامن العربي المرفقة وملحقها الموقعة في القاهرة بتاريخ 19 / 1 / 1957 بين كل من الجمهورية السورية والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر.
مادة 2 - يعتبر الكتابان المرفقان الموقعان في دمشق بتاريخ 28 / 1 / 1957 من قبل الجمهورية السورية والمملكة الأردنية الهاشمية جزءاً متمما للاتفاقية المشار اليها في المادة الأولى.
مادة 3 - وزراء الدولة مكلفون بتنفيذ أحكام هذا القانون.
دمشق في 24 شعبان 1376 و 26 آذار 1957
رئيس مجلس النواب
ناظم القدسي
الرئيس [ ناظم القدسي ] - والآن وبعد ان صدق هذا القانون فاننا نرجو من الله عز وجل ان يمكن البلاد العربية من السير قدما في طريق الاتحاد الذي تطلبونه وترغبونه جميعا على اختلاف احزابكم وميولكم، وانه كما تعلمون، وكما يقول السادة النواب في الماضي والحاضر، وكما سيقولون في المستقبل بأن هذا هو الطريق الوحيد للمحافظة على استقلالنا واستقلال البلاد العربية المتحررة، ووصول البلاد العربية الأخرى إلى حريتها واستقلالها، وتحقيق القومية العربية وتأمين هذه البلاد حرة عزيزة مستقلة.
السيد خالد بكداش - سيدي، أما وقد أقر هذا القانون .....
الرئيس [ ناظم القدسي ] - هل افتح الباب من جديد؟ إما ان افتح الباب لك ولغيرك وإما ان تنصاع للنظام؛ فإذا كنتم ترغبون التعليق على الموضوع ....
<15>
السيد خالد بكداش - أريد ان اقول كلمتين فقط وسوف لن اتكلم في السياسة وانما فيما يتعلق بالمادة الأولى من الاتفاقية التي تقول: ( تعدل اتفاقية التضامن العربي وملحقها الموقعة في القاهرة بتاريخ 19 / 1 / 1957 بين كل من الجمهورية السورية والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر ) وكان نتيجة لهذه المادة هذا القانون الذي اقررناه الآن، ولكن في اعتقادي ان اقرار هذا القانون وإن كان خطوة كبيرة فانه لا يحل كل المشكلة القائمة في الأردن، ولكن كما قال الاخوان يجب ان تكون الخطوة الثانية هي السعي لاقرار الاتحاد، ولكن هنالك الآن تدابير ملموسة يمكن ان نلفت إليها نظر الحكومة وذلك فيما يتعلق بالتطور القريب المقبل للأوضاع في الأردن من جميع نواحيه فمن المعروف مثلا ان الوضع الاقتصادي في الأردن سيء جداً لان الاستعمار سعى طيلة وجوده ان لا يجعل في الأردن أي مشروع اقتصادي وأية نهضة اقتصادية صناعية وحتى من الناحية الزراعية الأمر معروف أيضاً فستبرز في المستقبل مشاكل متعددة وذلك في المستقبل القريب، ويكفي مثلا ان نعلم ان النقد الأردني بالذات هو تحت السيطرة الكاملة للرأسمال الانكليزي فليس هناك مصرف اصدار إلى آخر ما هنالك من المشاكل لذلك فقضية السعي لاتخاذ تدابير سريعة حتى قبل تحقيق الوحدة التي نأملها بين سوريا والأردن هي مسألة واقعة تضع نفسها بنفسها، فمثلا يقتضي في كل مدة اتخاذ تدابير للوحدة الاقتصادية بين سوريا والأردن حول هذا الموضوع ولكن لا ادري ماذا جرى بشأن هذا المشروع الحيوي الذي بدونه ستكون الأوضاع في الأردن سيئة. ثم من الناحية العسكرية ما الذي يمنع توحيد الجيشين السوري والأردني ثالثا هناك السياسة الخارجية وهذه السياسة ما دامت في الأردن وسوريا واحدة تقريباً فلماذا لا تسعى الآن حكومتنا وحكومة الأردن الشقيق، لماذا لا تسعى بخطوات ملموسة في الميدان الاقتصادي والعسكري والتمثيل الخارجي. على ان أموراً مثل هذه يمكن ان تكون لها نتائج أوسع في المستقبل ولقد اقررنا مشروعا وهو الاشتراك في مشروع البوتاس الأردني وهناك أمور أخرى من هذا القبيل يمكن ان تتقدم بها الحكومة والرجاء ان تكون موضع تفسير جدي، ان هناك فرحة كبرى لدى الشعب الأردني لإلغاء المعاهدة ولكن .....
الرئيس [ ناظم القدسي ] - هناك اقتراح بالاكتفاء بالبحث وقد اقر، وأنت تصر على الكلام. فهل كلامك غير كلام غيرك؟ فأنت بشر وغيرك بشر مثلك.
السيد خالد بكداش - ارجوك يا سيدي ان لا تقول بشر وغير بشر.
<16>
الرئيس [ ناظم القدسي ] - لقد قالوا الاكتفاء بالمناقشة.
السيد خالد بكداش - يا سيدي، انا احتج على هذه اللهجة لأنني اقترح ان يعمل بتوحيد الأمور الاقتصادية والعسكرية أي ان تتخذ تدابير للوحدة الاقتصادية والعسكرية والسياسة الخارجية ثم لا يجوز ان يقال لي أنت بشر أو غير بشر فانا لا أقبل ذلك يا سيدي.
الرئيس [ ناظم القدسي ] - انك تقول انني اتكلم غير ما تتكلمون وأنت تطلب أشياء كلها من مستلزمات الاتحاد ...
السيد خالد بكداش - فلماذا تمنعني من الكلام يا سيدي؟
الرئيس [ ناظم القدسي ] - كنت تريد الكلام وأنا قلت لك إذا كنت تريد ان تتكلم فالمجلس قد قرر الاكتفاء والكل تكلم بالاتحاد وأنت تتكلم مرة أخرى عن الاتحاد وكل ما نطلبه نحن جميعاً هو الاتحاد.
السيد خالد بكداش - لماذا يا سيدي تلومني وتسمح لي بالكلام؟ فإما ان تلومني وتمنعني عن الكلام فأسكت وإما ان تسمح لي بالكلام ولا تلومني .....
الرئيس [ ناظم القدسي ] - انا لا أمنعك ولا أمنع غيرك ....
السيد خالد بكداش - أنا اعتذر ظننت انك تمنعني عن الكلام.
الرئيس [ ناظم القدسي ] - يريد ان يتكلم غيرك كما تتكلم أنت وبالتساوي مع الآخرين ما دمت تكلمت فسأسمح للآخرين بالكلام.
السيد خالد بكداش - يا سيدي أريد ان أقول بان الوحدة الكاملة هي ما نطلبه جميعاً (أصوات لقد اقر الاكتفاء بالبحث) إذا كنتم تطلبون الاكتفاء وعدم البحث فأنا لا اتكلم.
السيد رشاد برمدا - هذا ما أقره المجلس.
<17>


المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
1957, الأردن, التضامن, العربى, اتفاقية, بين, ومصر, والسعودية, وسورية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع اتفاقية التضامن العربي بين الأردن والسعودية وسورية ومصر 1957
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
توقيع اتفاقية بناء اول محطة نووية في الأردن Eng.Jordan الأردن اليوم 0 03-25-2015 10:48 AM
يعالون: الأردن ومصر يعترفان بيهودية "اسرائيل" Eng.Jordan أخبار الكيان الصهيوني 0 06-10-2014 06:33 PM
الأردن .. "جبهة العمل الإسلامي" تدعو لرفض اتفاقية "سيداو" لتحرير المرأة ابو الطيب الأردن اليوم 0 11-10-2013 01:23 AM
"وول ستريت"...السيسي حذر أميركا من زعزعة إستقرار الأردن..."ومصر..؟؟" Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 07-11-2013 09:53 PM
ستة من كل عشرة ينشرون مواضيع دينية على الفيسبوك في كل من الأردن وتونس ومصر Eng.Jordan مواقع التواصل الاجتماعي 0 12-22-2012 09:02 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 03:09 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59