#1  
قديم 06-18-2013, 09:57 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة مسلمو الفلبين وتحديات المحتلين


مسلمو الفلبين وتحديات المحتلين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

14 / 8 / 2011 م

http://taseel.com/UploadedData/Pubs/Photos/_1207.jpg

تقع الفلبين في المحيط الهادي شمال أستراليا ،وتتكون من سبعة آلاف ومائة جزيرة ، وتصل مساحتها ثلاثمائة ألف كيلو متر مربع ، وعدد سكانها حوالي واحد وخمسين مليون نسمة ،يشكل المسلمون منهم ثمانية ملايين ، وهناك دراسات تؤكد أن معدل اعتناق الإسلام تزايد فبلغ عدد المسلمين حوالي اثني عشر مليونا .

وقد ظلت الفلبين خاضعة للسيطرة الإسبانية والأمريكية واليابانية منذ عام 1521م حتى استقلت لتصبح دولة من دول قارة آسيا عام 1945م.
عاصمتها "مانيلا" وعملتها "البيزو"ونظام حكمها "جمهوري"ويطلق على المناطق التي يعيش فيها المسلمون بجنوب الفلبين "بنجسامورو" ومساحتها 37%من مساحة الفلبين ،وتضم هذه المناطق أكثر من سبعة ملايين نسمة من المسلمين .
وقد بدأت الدعوة في الجنوب ثم امتدت إلى بقية جزر الفلبين ، فالعرب المسلمون هم أول من اكتشف هذه الجزر.
وقد نشط الإسلاميون في الفلبين نشاطا ملحوظا ، فأنشأوا المساجد والجمعيات الإسلامية ،فمن أمثلة الجمعيات الإسلامية جمعية مسلمي الفلبين ومقرها العاصمة، وجمعية كامل الإسلام وجمعية المؤتمر الإسلامي وجمعية إقامة الإسلام ومقرها في مدينة مراوى ،والنهضة الإسلامية وجمعية نور الإسلام وجمعية الدعوة الإسلامية في مدينة كوتاواتو وجمعية مسلمي صولو في مدينة سولو.
ويبلغ عدد الهيئات والمؤسسات والمراكز الإسلامية في دولة الفلبين إلى حوالي مائة وأربعة وعشرين مركزا. منها مركز الدراسات الإسلامية بمدينة كوتاواتو الذي يتلقى الدعم من أهالي المنطقة ومركز الدعوة الإسلامية بمدينة مراوى والذي أقامه الدعاة العرب.
وفي سنة 854 هـ، أسس أول مسجد بالفلبين " مسجد توجاإيج "بجزيرة صولو ، ثم انتشرت المساجد بعد ذلك في العديد من الجزر والمدن الفلبينية، ويقدر عددها بأكثر من خمسة وعشرين ألف مسجد.
وطالما حاول الأسبان القضاء على الإمارات الإسلامية في جنوب الفلبين لكنهم وجدوا جهادا وكفاحا ومقاومة إسلامية كبيرة .
لكن بعد صراع دام مع إخطبوط الاحتلال الأسباني وقعت بنجسامورو في شرك المحتل الأسباني ، وكعادة المحتل أخذ الأسبان يقضون على وحدة المسلمين إعمالا لسياسة "ٌفرق تسد" واستمروا مقيدين لهم نحو أربعة قرون ، استطاع المسلمون بصعوبة بالغة أن يحافظوا على هويتهم العقدية ، رغم كثرة المحاولات التي حاولت طمس هذه الهوية وإذابتها في بوتقة الهوية الأسبانية.
واستمر الجهاد وخلد التاريخ ذكر شخصيات جهادية عظيمة ، لعل أبرزها اسم الأمير "راجا سليمان" وبالفعل خرج الأسبان من بنجسامورو والجزر الأخرى عام 1898م.
وكذلك الأمريكان جاءوا بعد الأسبان وهزموهم في المياه الفلبينية ، فباعت أسبانيا الفلبين لهم عام 1900م ، فأصدرت أميركا قرارا بأن جميع رخص امتلاك الأرض غير المصدق عليها من أسبانيا تعد ملكية عامة ، فأصبحت أرض المسلمين ملكا للحكومة الأمريكية ؛لأن أسبانيا لم تحكم المسلمين.
وتبعا لهذا القانون تدفقت الهجرات الصليبية إلى الجنوب، وازداد الأمر وضوحا ولم يعد خفيا حرصهم على طمس الهوية الإسلامية خاصة بعد صدور قانون آخر يبيح لكل مهاجر امتلاك أربعة وأربعين هكتارًا من الأرض، بينما المواطن الأصلي في الجنوب يحق له أن يمتلك 4 هكتارات من الأرض فقط، مفارقة لا يقبلها ذو ضمير ، إضافة إلى ذلك أعطي القانون الحق لكل شركة في امتلاك مائة وستين هكتارًا، فجاء النصارى بأسماء شركات وهمية لامتلاك أراضي المسلمين.
وأراد الأمريكان أن يخدعوا الفلبينيين في معاهدة باريس ، لكن السكان رفضوها ، كما حاول الأمريكان تنصير المسلمين ، لكنهم قاوموا وقاتلوا لمدة ثمانية وثلاثين عاما ، قتل فيها كثير من المجاهدين شهداء عند الله ، ولكن حيل العدو لا تنقضي فشنوا حرب الجراثيم "مكر الليل والنهار" فعمت البلاد الأوبئة من كوليرا وجدري وطاعون فتساقط الناس آلافا آلافا فبلغ عدد الضحايا أكثر من ألفي ألف شخص حسب تقرير لجنة تافت الغربية.
ويزداد الفلبينيون المسلمون رسوخا وثباتا رغم المحاولات التي باءت بالفشل ، فتتجه أميركا إلى عقد معاهدة مع المسلمين ، واضطرت إلى احترام دينهم ، ثم قررت أنها ستقيم لهم دولة ولكن تحت إدارتها .ثم نالت الفلبين استقلالها بعد ذلك كاملا.
وكذلك اليابان حاولت أن تأكل من قصعة الفلبين ، لكنهم خرجوا بعد مقاومة مديدة ومريرة ، فاستسلمت اليابان عام 1945م .
وكأن الغرض من هذا كله هو تصفية المسلمين والقضاء عليهم ، فالأسبان واليابانيون والأمريكان الكل يريد أن يطفيء نور الله ، لكن الله متم نوره ولو كره هؤلاء أجمعون.
وهكذا استطاعت إرادة الشعب التي قويت بصدق الإيمان بقضيتهم أن تحصل الفلبين على استقلالها ،وطالب المسلمون المورو بالحصول على استقلالهم ، وعرض الشعب- المورو- قضيتهم في المحافل الدولية الإسلامية ، إلى أن عقدت المعاهدة بين حكومة الفلبين وشعب المورو المسلم في مدينة طرابلس بليبيا عام 1976م بإشراف منظمة المؤتمر الإسلامي ،حيث منح الشعب المورو المسلم الحكم الذاتي.
ويبدو أن هذا الاستقلال كان وهما فقد مارست الحكومات الفلبينية المتتابعة مظاهر القهر والقسر على المسلمين الذين استضعفوا شر استضعاف ، ووسائل الإعلام صماء بكماء ، وإن تكلمت أشادت بما تقوم به الحكومات الفلبينية .
فمن حصيلة العنف والظلم سقوط ثلاثين ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، واسترقاق ستة آلاف من المسلمات الفلبينيات اللاتي وقعن سبايا في أيدي الأعداء يسومونهم سوء العذاب.وتشريد أكثر من مليوني مسلم،وغير ذلك من نهب وسلب وغصب ....
وقد أدت هذه العمليات الإرهابية إلى انتشار الفقر والمرض بين المسلمين مما جعلهم فريسة سهلة للتبشيريين والشيوعيين الذين يقفون كالذئاب ترجو أن يغمض الراعي طرفه فتنقض على الفريسة انقضاضا لا هوادة فيه.
وهذا ما حدث بالفعل فقد مثلوا بجثث القتلى اقتلعوا الأعين وقطعوا الرؤوس ، ومزقوا الأعضاء ، غل وحقد وكراهية ظاهرة وواضحة لكل من ينادي بالإسلام .وصدق الله العلي القدير حين قال" لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ"التوبة آية 10.
كما وجد الرافضة في الفلبين التي مزقتها يد الأعداء تربة خصبة لنشر المذاهب الشيعية ، فاستخدموا سلاح المال لإغراء من هده الفقر والجوع ، ودعوة علماء السنة الفلبيين إلى السفر إلى إيران ،وكثير منهم تشيع وعاد يدعو إلى التشيع ،كما تنظم الرافضة مؤتمرات وندوات في المناسبات الدينية وتدعو خلالها إلى التشيع،كما لعبت وسائل الإعلام دورا خطيرا .
ولازالت الأحداث مستمرة تحمل في طياتها العنف من جانب الحكومة الفلبينية للمسلمين في الفلبين، فكل يوم تذاع أخبار القتلى من المسلمين الذين يدافعون عن أرضهم وحرياتهم ، وقد نقلت رويترز خبر اتجاه الفلبين إلى استراتيجية جديدة لإنهاء الصراع مع المسلمين الساعين للانفصال في الجنوب ، حيث تعهد الرئيس بنينو أكينو بإجراء إصلاحات في الجزء الجنوبي الخاص بالمسلمين ، وفي إطار الاستراتيجية الجديدة أجلت مانيلا انتخابات إقليمية كان مقررا إجراؤها الأسبوع المقبل وأصدرت قانونا لتحديد شهر مايو عام 2013 موعدا للانتخابات لإتاحة الفرصة للحكومة لتنفيذ إصلاحات مالية في المنطقة المسلمة التي تتمتع بحكم ذاتي.
ولكن مع من سيكون السلام؟ مع من يصفونهم بالجانب المعتدل الذي يريدون به تقسيم المقاومة إلى معتدلة وغير معتدلة ،فمن والى النظام والحكومة فهو معتدل ومن خرج واعترض إرهابي !! ، فنور ميسوراى الذى انفصل عن جبهة مورو واختار خيار الاندماج تحت السلطة المركزية للحكم الفلبينى ، ثم عاد بعدما وجد الطريق مغلقا وانفصل عن السلطة المركزية طورد ووجه بالسلاح حتى هرب وبعد القبض عليه فى ماليزيا وتسليمه للحكومة المركزية.. أعلنت رئيسة الفلبين –في ذلك الوقت- أنه إرهابي .
فهل تستطيع الحكومة الفلبينية أن تتخلى عن مخططات الغرب التي تسعى إلى إبادة المسلمين وتكفل للمسلمين حريتهم ؟ وتتناقش مع المجاهدين الذين يتسمون بقبول لدى المسلمين هناك؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
{مركز التأصيل للدراسات والبحوث}
14 / 8 / 2011 م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مسلمو, المحتلين, الفلبين, وتحديات


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع مسلمو الفلبين وتحديات المحتلين
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المالية الإسلامية وتحديات التنمية عبدالناصر محمود أخبار اقتصادية 0 09-29-2014 08:12 AM
مسلمو الفلبين وتحديات مرحلة الحكم الذاتي عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 04-01-2014 08:15 AM
اليمن وتحديات ما بعد الحوار الوطني عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 02-22-2014 08:48 AM
علوم وتقنيات النانو وتحديات القرن الواحد والعشرين Eng.Jordan علوم وتكنولوجيا 0 11-02-2013 03:36 PM
نعوم تشومسكي: العنف والكرامة، وتحديات العقل المفكر Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 03-28-2013 11:20 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:18 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59