#1
|
||||
|
||||
شيخة الجبل وعبدة الشيطان
(( شيخة الجبل )) وعَبَدة الشيطان ـــــــــــــــــــــــــ *ـ كتب / فيصل بن علي الكاملي : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ أخبرني أحد الفضلاء قال : التقيت صديقي في مركز الدعوة بمدينة ((...)) في إحدى الدول العربية ، فحدثني أنه خرج ذات مرة يبحث عن محطة الحافلات ، لكنه ضلَّ الطريق فتجاوز المكان الذي توجد فيه المحطة . تلفَّت حوله يلتمس دليلاً ، فرأى على مقربة منه رجلاً فسأله عن بغيته ، فأجاب الرجل : المحطة ليست بعيدة من هنا . فقال له صديقي : لو بلَّغتَنيها سأوصلك إلى حيث تريد . فأجاب الرجل أن نعم ، ودلَّه على مكان المحطة . فلما حان وقت الوفاء قال صديقي أين تريد أن أوصلك ؟ فأجاب الرجل : إني أسكن في منطقة كذا . أخذ صديقي الرجل في سيارته حتى أوصله إلى المنطقة التي فيها داره ، وكانت منطقة جميلة تستتر بين الجبال ، تزينها شلالات مائية ، ويأتيها الزائرون من كل حدب وصوب للاستجمام . ـ كان الرجل الذي دلَّ صديقي من عامة الناس بسيط الهيئة ، قد امتهن حرفة الرسم ، فيرسم الطبيعة من حوله ثم يبيع لوحاته للزوار والسياح . وأما داره فكانت متواضعة جداً ، بيت من حجر لا تكاد تستبينه عن الصخور التي تحيط به . طلب الرجل من صديقي التفضل بالدخول ففعل . هنا فغر صديقي فاه ، ولم يتمالك نفسه مما رأى من الطراز المهيب الذي شيد به البيت من الداخل فهو طراز لا يتأتى لواحد من سِطَة الناس ! ـ سأله صديقي في دهشة : أنَّى لك هذه الدار ؟ فأجاب الرجل: إن لها قصة . ـ أخذ الرجل يسرد قصته قائلاً إنه بينما كان يرسم عند أحد الشلالات ذات يوم كعادته ، إذ أقبلت إليه امرأة شقراء بلجيكية فسألته عن حاله وعمله وأبدت اهتماماً بأمره وأصبحت تزوره أحياناً في بيته الحجري . حتى إذا اطمأنت له اقترحت عليه اقتراحاً غريباً ! قالت له ذات يوم : هل لك في أن أصلح هذه الدار على أن أسكن فيها شهرين من كل عام لا أراك فيهما ؟ قال نعم ، ثم إنها اقترحت عليه الزواج ، وأخبرته أنها تحمل الجنسية الإسرائيلية ، فإذا تزوجها سيحصل على الجواز الإسرائيلي ، فرفض الرجل وأوجس في نفسه خيفة . تملَّك الفضول صاحب الدار ، فبدا له أن يراقبها من مكان بعيد ليعرف سر هذين الشهرين من العام اللذين يُحرَم فيهما من دخول داره بل من رؤيتها . فكان مما رأى أنها تستيقظ قبيل طلوع الشمس ، ثم تجلس على صخرة تستقبل الشمس عند بزوغها ، وتبقى على حالها تلك بلا أكل ولا شرب حتى الثانية عشرة ظهراً ، ثم تنزل ، وتفعل ذلك عند الغروب أيضاً . ـ استمر صاحب الدار في مراقبة هذه المرأة فوجد أنها تجند الشباب ذكوراً وإناثاً فتأتي بهم إلى تلك الدار ، فيعيشون حياة غريبة : عهر وعربدة وموسيقى ؛ يأكلون الحشرات والهوام، ويفعلون ما يفعلون بالدماء والنجاسات ، بل لا يقلمون أظافرهم ، ولا يتطهرون من بولهم ونجوهم . ـ لكني صاحبي لم يصدق ما حُكي له من أمر الدار ، غير أنه أحس أن ثمة شيئاً غير سوي ، فالدار من طراز رفيع جداً لا يستطيعه إلا علية القوم . ـ قفل صاحبي راجعاً إلى منزله يحمل جبالاً من الشكوك والحيرة . وبينما هو يشق طريقه بين الجبال إذ عرض له شابان يطلبان الركوب كانا يحملان قيثارة وأشياء أخر . بمجرد دخول الشابين السيارة انبعثت منهما رائحة خبيثة نتة. صُدم صاحبي مما وجد . سألهما : أين كنتما ؟ فقالا : كنا في الـ "باراداس" (أي "الفردوس") . تأكد صديقي من صحة ما رواه صاحب الدار . سألهما : وماذا تأكلان ؟ وأين هي أمتعتكما ؟ فأجابا : كل شيء هناك ! وعرف منهما أن المطلوب منهما تجنيد شباب آخرين وكتمان هذا الأمر والعودة السنة المقبلة . ـ قال صديقي : ولما سافرت إلى إحدى المدن مع أهلي لقيت أحدهما فقلت لزوجتي : هذا واحد من الاثنين اللذين كلمتكِ عنهما . فذهب إليه ليُذكِّره فلم يعرفه ، فلما قال له : أنا الذي أحضرتكما من الشلال ، فزع الشاب الآخر وولى هارباً . ـ هذه قصة واقعية رويت لي ، وتحدثت إلى صاحبها طلباً لعلو السند . ولي معها وقفات : **ـ الوقفة الأولى : ـــــــــــــــــــــــــــ ـ عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تبرز ، وإذا غاب حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تغيب ، ولا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها فإنها تطلع بين قرني شيطان أو الشيطان ))ـ أخرجه البخاري في صحيحه ـ . قال ابن قتيبة في ((تأويل مختلف الحديث)) : وإنما أُمرنا بترك الصلاة مع طلوع الشمس لأنه الوقت الذي كان فيه عبدة الشمس يسجدون فيه للشمس . وقد درج كثير من الأمم السالفة على عبادة الشمس والسجود لها ، فمن ذلك ما قص الله تبارك وتعالى علينا في نبأ ملكة سبأ أن الهدهد قال لسليمان عليه السلام إني { وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ } [24:النمل]. وكان في العرب قوم يعبدون الشمس ويعظمونها ويسمونها ((الإلاهة)). قال الأعشى : فلم أذكر الرهب حتى انفتلت***قبيل الإلاهة منها قريباً يعني الشمس . وكان بعض القراء يقرأ { أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وإلَهتك } يريد ويذرك والشمس التي تعبد . ـ فكره لنا رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أن نصلي في الوقت الذي يسجد فيه عبدة الشمس للشمس ، وأعلمنا أن الشياطين حينئذ أو أن إبليس في ذلك الوقت ؛ في جهة مطلع الشمس فهم يسجدون له بسجودهم للشمس ويؤمنونه )) . ـ وفي هذا بيان أن ما انتشر من عبادة الشيطان في بعض بلاد الإسلام لا يختلف مطلقاً عن عبادة الشمس التي انتشرت بين الأمم الباطنية الوثنية كالبابليين والإغريق والروم وغيرهم . وهذا سر صلاة المرأة الباطنية أعلاه عند شروق الشمس وعند غروبها ، فإن الشمس حينئذ تكون بين قرني شيطان . **ـ الوقفة الثانية : ــــــــــــــــــــــــــــ ـ أن عبادة الشيطان في بلاد الإسلام لم تأتِ وليدة الصدفة ، بل هي مؤامرة عالمية ضد أهل الإيمان تدعمها دول الغرب الصليبية والصهيونية على حد سواء ، إذ يشترك أولئك في العبادة ذاتها باسم القبالاة والماسونية وحركة العصر الجديد.. .. وغيرها من الحركات والمذاهب الباطنية . ـ وهذه المرأة القبالية لا تعمل بمفردها ، بل هي جزء من أجندة عالمية لنشر الفكر الباطني في بلاد الإسلام ، وتتلقى في سبيل ذلك دعماً سخياً ، ولذا لم يحتج من جُنِّد من قِبَلها إلى طعام أو كساء فـ " كل شيء هناك"! وما الأيكة البوهيمية إلا مثال على انتشار هذه العبادة حتى بين النخب . **ـ الوقفة الثالثة : ــــــــــــــــــــــــــ ـ طقوس الباطنيين أشبه ما تكون بعمل *****ة ، بل ممارسة ***** جزء من الطقوس الباطنية ؛ ولذا تجد من *****ة من لا يتطهر من نجاساته الأيام الطوال ، ومنهم من لا يقص أظافره ، ومنهم من يواقع من لا يحل له ، ومنهم من يتقرب بالذبح وسفك الدماء ، وهذا عين ما يصنعه الباطنيون عبدة الشمس (أو الشيطان) في خلواتهم ، وهو سر الرائحة الخبيثة التي وجدها صاحب القصة من الشابين اللذين ركبا معه . **ـ الوقفة الرابعة : ـــــــــــــــــــــــــــ ـ تذكرنا هذه القصة بشيخ الجبل الحسن بن الصباح ، زعيم الحشاشين ، الفرقة الإسماعيلية الباطنية الشهيرة . فقد كان يقطن قلعة " ألَموت " بفارس في منطقة جبلية وعرة المسالك ، وكان يستدرج بعض الناس إلى قلعته ، ويدخلهم إليها ، ويقنعهم بأنهم الآن في الجنة ، ويريهم أنهاراً من لبن وخمر تجري في أخاديد ، وعازفات وفواكه شتى ، ويعدهم حياة الجنان المزعومة ؛ مقابل أن يأتمروا بأمره . ـ وفي هذه القصة أن الشابين أسميا البقعة التي يجتمعون فيها "بارادايس" أي الجنة أو الفردوس ، تشابهت قلوبهم ! ـ ـ ـ ـ ـ أخيراً : ظهرت في الآونة الأخيرة ، صيحات ، قد لا تصرح بعبادة الشيطان ، لكنها بلا ريب تنحو نحوها ، منها : تيارات "الإيمو" و "القوط" وبعض ممارسات البرمجة اللغوية العصبية ، ففيها من بذور الوثنية ما لا ينكره إلا جاهل بحقيقتها أو مكابر ، فينبغي للمرء أن يحتاط لدينه وأن يبتعد عن سبل الشيطان ، فالمعركة بين حزب الله [ أهل السنة والجماعة ] وحزب الشيطان باقية إلى قيام الساعة ، جعلنا الله من حزبه المفلحين .(*) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ (*) الغرب : قراءة عقدية : فيصل بن علي الكاملي . ـ م : البيان ـ ع: 303 ـ ـــــــــــــــــــــــــــــ المصدر: ملتقى شذرات |
#2
|
||||
|
||||
[size="7"]جزاك الله خير الجزاء /size]
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الحبل, الشيطان, صحية, وعبدة |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع شيخة الجبل وعبدة الشيطان | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الشاي بالنعناع واكليل الجبل | صابرة | البيت السعيد | 0 | 01-08-2017 09:31 AM |
غضب في الأردن بسبب حفل للشواذ وعبدة الشيطان | عبدالناصر محمود | الأردن اليوم | 0 | 04-28-2016 06:45 AM |
هل ستقطع الحبل ؟؟؟ | صباح الورد | الملتقى العام | 0 | 08-24-2014 09:48 AM |
بدوي الجبل | Eng.Jordan | شخصيات عربية وإسلامية | 0 | 03-03-2013 07:34 PM |
نبات إكليل الجبل | Eng.Jordan | الملتقى العام | 0 | 10-24-2012 01:59 PM |