#1
|
||||
|
||||
يعجبني فيك كذا وكذا
صاحبنا له ولد في التاسعة، وهو ذكر وحيد بين 5بنات... كان الولد من ذوي الطباع الصعبة، وحدث إن شئت ولا حرج عن ضربه أخواته، وعصيان والديه، إهمال الواجبات، فوضى الثياب و الممتلكات. كانت أسرة الطفل لاتفتأ تذكره بأخطائه وعيوبه في كل حين وخاصة إذا اجتمعت كل الأسرة. ذات مره ذهب الأب إلى ربه في جنح الليل، عند مقام إبراهيم عليه السلام، ونادى ربه سبحانه وتعالى : رب إني أعيذه بك وذريتي من الشيطان الرجيم، واجعله رب رضيا.. وما أسرع غوث الله لعبده ... لقد أحس الرجل بضميره يسأله بتعجب: عجبا لأمرك يافلان..... تزرع الشوك وتنتظر العنب؟؟! إن كلمات النقد التي تزرعها كل يوم في ابنك ماذا تنتظر أن تثمر؟ ؟ ؟ ؟ إن ولدك يسمع كل يوم نفس النغمة : أنت عنيد..... أنت مهمل.. أنت تضرب أخواتك دائما... هل تظن أن صورته ستكون عن نفسه إيجابية؟؟؟ لقد تاثر الأب وقرر أن يغير أسلوبه مع ابنه فذهب إليه وقال : يابني يعجبني فيك أنك تجيد استخدام الحاسوب بالرغم من صغر سنك.... يعجبني فيك ذهابك للمسجد دون أمر من أحد.. يعجبني فيك أنك تعرف إصلاح الأنابيب اليسيرة .. يعجبني أنك ترفع صوتك بالسلام حينما تدخل المنزل.. يقول صاحبنا؛ وبدات أكرر هذه الجمل على مسمعه باستمرار في مختلف الأوقات والمناسبات، وكنت أحس بأني رسام يقف أمام لوحه قاتمة السواد،، وفي كل مره أنطق بعباره إعجاب، كنت أضيف لونا زاهيا على تلك اللوحة... وماهي إلا فترة من الزمن و اختلف سلوك الطفل وطباعه تغيرت وذهبت تلك المشكلات التي طالما عانيناها معه.. إن كل طفل قد قسم الله له من الأخلاق والسلوك والمهارات والمزايا التي يستحق أن يمتدح عليها... وحينما نذكر له: بأنه يعجبني فيك كذا وكذا فأنت تشعره أولا بأهمية تلك الأخلاق التي يتحلى بها وتحمسه للاستمرار عليها ويتحفز ليطور نفسه ويزيد من قدراته... مرجعنا لهذه الأفعال هو حبيبنا وهادينا محمد صل الله عليه وسلم... فحينما رأى أحد الصحابة متأنيا في ركوب فرسه وفي وضع العدة على ذلك الفرس، وكان يوشك أن يذهب،، ناداه الرسول صل الله عليه وسلم وقال : إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم واﻷناة... ذكر الدكتور سلمان العودة في بعض محاضراته القديمه ما معناه أن الرسول صل الله عليه وسلم كان يثني على الخصال الحميدة في صحابته، وماكان يعيب على أخطائهم ولذلك فإنننا نجد في كتب السنة، أبوابا لمناقب الصحابة، مرتبة حسب الأسماء، كمناقب أبو بكر، ومناقب عمر.. ولكننا لم نجد في أي كتب الصحاح باب اسمه باب المثالب أو باب المعايب.. أحد أولياء الأمور عنده طفلة، وكانت دائما إذا ركبوا في السيارة أو جلسوا بالمنزل ولم يكن لديها شئ تفعله كانت تمسك المصحف وتتلو وتحفظ دون أن يطلب منها أحد ذلك تعودت البنت على هذه العادة ثم بعد مدة لاحظ والدها أنها بدات تتقاصر ونبه الزوجة بأن علينا أن نرسخ هذه الخصلة في البنت جاء الاب وقال؛ ياعبقرية يعجبني فيك أنك دائما تقرئين القرآن دون طلب وكان ذلك بمحضر الإخوة فانتبه الأب خشية أن تدب الغيرة إلى نفوس الأبناء. وحتى يرسخ فيهم خلالا فمر عليهم واحدا واحدا يعجبني فيك يا فلانة أنك دائما تقرئي الكتب والمجلات يعجبني فيك يا فلان أنك تحاول استكشاف ما في الحاسب الآلي من أسرار. يعجبني فيك يا فلانة بأنك إذا استيقظت تغسلين أسنانك دون طلب من أحد. فكل واحد له خصال تميزه وتستحق أن نعبر عن إعجابنا بها تمارين ✏1. اكتب 5 خصال لابنك وغيرها باستمرار ✏2. في أقرب لقاء مع أطفالك أخبر كل واحد بخصلة تعجبك فيه ✏3. اجعل هذا الأسبوع "أسبوع المناقب" حتي يعتاد لسانك على كلمة يعجبني فيك كذا وهي سنة ثابتة عن الرسول صل الله عليه وسلم ✏4. التجيء للرحمن سبحانه وتعالى بهذا الدعاء {ربنا هب لنا من اأزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما} المصدر: ملتقى شذرات
__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل " |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
يعجبني, وكذا |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
|
|