ثلاثة عوامل تصنع من أفغانستان منطقة نفوذ جديدة للأتراك

للأتراك , أفغانستان , منطقة , ثلاثة , تصنع , جديدة , عوامل , نفوذ

ثلاثة عوامل تصنع من أفغانستان منطقة نفوذ جديدة للأتراك
___________________________________________

15 / 1 / 1443 هــــــــــــــــ
23 / 8 / 2021 م
____________________





أظهرت تركيا مرونة كبيرة في التعامل مع الأزمة الأفغانية، وصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده منفتحة في العمل مع حركة طالبان، وهذا الأمر أكده أيضاً المتحدث باسم الحركة، سهيل شاهين، الذي وصف تركيا بالشريكة الرئيسي في إعادة إعمار أفغانستان و "بناء الإمارة الإسلامية".

وتحاول تركيا تحويل الأزمة الأفغانية إلى فرصة سريعة هدفها منحها المزيد من النفوذ الإقليمي في وسط أسيا، لذلك أكدت أن قواتها البالغ تعدادها 500 جندي ستبقى في كابول لحماية بعثاتها الدبلوماسية والمساهمة في حماية وتشغيل مطار كابول.

ويقول الدكتور سمير صالحة، إن ستحاول أنقرة أن تكون جزءًا من معادلة جديدة في أفغانستان تأخذ بعين الاعتبار مصالحها (هناك) مع المحور الغربي الذي اعترف بالهزيمة وخسارة الكثير، والمحور الشرقي المحسوب على مجموعة شنغهاي (الصين وروسيا) الذي يقول إنّه خرج منتصراً من المشهد".

وأعلنت وزارة الخارجية التركية، أنها تُجري محادثات مع جميع الأطراف في أفغانستان، بما في ذلك طالبان، وتنظر بإيجابية إلى الرسائل التي بعث بها قادة الحركة منذ سيطرتهم على البلاد. وتبرر تركيا تحسين علاقتها مع طالبان لكونها تعكس إرادة الشعب الأفغاني ويجب التعامل معها كأمر واقع، وفي يونيو 2021، عرضت أنقرة على واشنطن استعداد القوات التركية تحمل مسؤولية حماية مطار كابول، وقال الرئيس رجب طيب أردوغان إن تركيا هي "البلد الوحيد الموثوق به الذي يحتفظ بقوات في أفغانستان". وكان وزير الدفاع التركي خلوصي آكار قد تحدث لصحيفة "حرييت" المقربة من الحكومة، بقوله "بقاؤنا في أفغانستان، مشروط بالدعم السياسي والمالي واللوجستي من الحلفاء".

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأميركية في يوليو الماضي، أن من بين التنازلات التي تريدها تركيا مقابل حماية مطار كابول، سماح الولايات المتحدة لها بالاحتفاظ بنظام الدفاع الجوي الروسي "إس - 400" وتشغيله.

وكانت وكالة "رويترز"، نقلت عن مصادر أمنية تركية في 17 أغسطس، أن أنقرة تخلت عن خطط حراسة وتشغيل مطار كابول، في حين أبدت استعدادها بدلاً من ذلك، لتقديم المساعدة الفنية والأمنية إذا طلبت طالبان ذلك، وفقاً للمصادر ذاتها.

وتبرز أهمية أفغانستان بالنسبة لأنقرة من الناحية الجيوستراتيجية حيث تُعد بوابتها إلى آسيا الوسطى، المنطقة التي تجمعها بها روابط ثقافية ولغوية قائمة على التقارب العرقي مع الأقليات التركمانية والأوزبكية. بالإضافة إلى علاقات تركيا القوية مع رموز سياسية أفغانية مثل الجنرال عبد الرشيد دوستم وزعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار.

وتفتح أنقرة ثلاثة خطوط للتعاون مع حركة طالبان، أولها الجانب الإنساني في تلبية الاحتياجات لتخفيف الأزمة الإنسانية، والجانب السياسي عبر الحوار الدبلوماسي مع قادة الحركة وكذلك التعاون الأمني مع القيادة الأمنية التي تدير البلاد. وعيش في تركيا مئات الآلاف من اللاجئين الأفغاني الذين هربوا إليها خلال سنوات الحرب، كما أنها رافد مهم للواردات إلى منطقة وسط آسيا وتعد أفغانستان منطقة عبور مهمة للإقتصاد التركي، كذلك فإن التقديرات الغربية تشير إلى إمتلاك أفغانستان لثروات معدنية تزيد قيمتها عن ترليون دولار أبرها مادة الليثيوم المستخدمة في صناعة البطاريات.






__________________________________________________ __________________

المصدر: ملتقى شذرات