#1  
قديم 11-18-2018, 07:43 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,147
24 همزة الوصل بين الزوجين


همزة الوصل بين الزوجين
ـــــــــــــ

(أميمة الجابر)
ـــــــ

10 / 3 / 1440 هـــ
18 / 11 / 2018 م
ـــــــــــــ

الزوجين SDi83157-thumb21_0.jpg?itok=_yBspTFE


تشكو بيوتنا كثيرا من جفاف العلاقة الزوجية بين الزوجين , وذهاب المحبة والمودة التي دائما ما تحدث الناس عنها , ولايجد الزوجان رابطا يربطهما – بعد سنين من الزواج – غير رابط الأولاد الذين هم بينهما , وقد تظل معاناة الزوجين فترات طويلة على المستوى النفسي والواقعي بلا حلول يمكنها أن تزيل تلك المعاناة
وقد بنى الإسلام الأسرة المسلمة بناية متينة على أساس لايبلى ولا يفتر , ذاك الأساس هو المودة المتبادلة بين الزوجين والقائمة على إرضاء الله سبحانه .



فأراد الإسلام منهجا يعمل به على ذاك الأساس , وشكلا للعلاقة الزوجية تقوم على نبت المودة والرحمة بينهما , قال تعالى: {وجعل بينكم مودة ورحمة}, فيتولد الحب الحقيقي بين الزوجين حينما تحسن العشرة بينهما وتنبت المودة والرحمة والرفق وحسن السلوك .



ونختلف كثيرا مع مقولة " إن الزواج يقتل الحب " وهي مقولة منتشرة بين الناس وهي ولاشك مستوردة من الخارج الغربي الذي يعتمد في العلاقة بين الرجل والمرأة على الحرية المطلقة التي تأبى أن تتقيد بالزواج .



فالإسلام عين ما ينبت المودة بين الزوجين وينعشها , فجعل التكافؤ والتفاهم وسيلة مهمة لتقوية الروابط بينهما , وحدد للمرأة طرقا لكسب قلب زوجها وتزويده بالمودة والرحمة , ونبهها لطاعة زوجها بقول النبي صلى الله عليه وسلم :" لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " ..



وعلى الجانب الآخر فقد وجه الزوج نحو كل معاني الرحمة والرفق , فالمرأة عندما تتزوج تنخلع من بيت أبيها وأمها وإخوتها وهؤلاء يمثلون لها نوعا من الرحمة والأمن , فالله تعالى جعل الزوج بديلا لكل هؤلاء لكن بعدما تنشأ المودة التي يمكنها أن تكون بديلا حقيقيا.



وبيّن الإسلام أن العنف أو الإضرار أو الأذي بين أفراد الأسرة سواء عنف الزوج أو العكس يؤدي إلى تدهور الحياة الأسرية وتحول المودة والرحمة إلى الشقاء والإضرار , مما يزيد الكراهية بين الزوجين , وقد تبين أن ذلك يسبب عدم الاحترام بين الزوجين , فكما يحتاج الإنسان إلى الطعام والشراب والرعاية فهو كذلك يحتاج إلى حقه في الاحترام والتقدير الشخصي وهو من أسرار دوام المحبة الزوجية واستمرار الاستقرار العائلي .



وقد ينشأ الزوج في بيئة أسرية تهين حق الزوجة أو تعاملها بسوء أو بإسهانة فيقلد الزوج بيئته فيتحول سلوكه إلى سلوك بغيض للزوجة , وتتحول محبتها له إلى كراهية , وعلى الجانب الآخر تبدي بعض الأمهات سيطرتها على زوجها وإهانتها له ببعض الألفاظ والافعال أمام بناتها فتتطبع البنت بطابع أمها فيعاني منها زوجها اشد المعاناة فيفتقد الطرفان نعمة الاحترام .



كذلك فقد بيّن الإسلام أن شكل تلك العلاقة بين الزوجين قائم على العطاء بينهما , وجعل التعاون من الأسباب لتمتين الروابط الزوجية , ورغب فيه وجاء بالنصوص الكثيرة في ذلك , ومن أشكال ذلك التعاون آداء العبادة كالصدقة والصيام وفي المستحبات كقيام الليل وغيره يقول صلى الله عليه وسلم :" رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء " أخرجه مسلم .



وكذا التعاون في شئون البيت , ومخطىء من ظن أن التعاون في بعض شأن البيت نقص في قوامته فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله وكان يخصف نعله ويرقع ثوبه ويعاون زوجه .
وكذا التعاون من جانب الزوجة إذ توفر للزوج جو الراحة وتهىء طعامه وثيابه وشأنه , فيشعر بنوع من الاستقرار ويستطيع ممارسة أعماله دون إرهاق , وكذا يتم التعاون بينهما في تربية الأبناء إذ هي مسئولية مشتركة بينهما لقوله صلى الله عليه وسلم: "الرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها" , وكلما أخلص الشريكان في تربية الأبناء وتعاونا على ذلك وقام كل واحد منهما بدوره نضج نبت الاسرة وخرج الأبناء مستقيمين صالحين ناجحين .



وكذلك مما يزيد المودة بينهما ما نسميه العطاء بين الطرفين , فعندما يكون احدهما أنانيا لايهتم إلا بشأن نفسه فيبين الخلل ويتوسع وينهار البيت , ومن ذلك ما يظهر عندما تمنح الزوجة زوجها كل الحب والعرفان والجهد فتقابل بالتجاهل والنكران , فيولد ذلك إحباطا نفسيا لديها مما يوقف قدرتها على العطاء , وقد قال صلى الله عليه وسلم " خيركم خيركم لأهله " أخرجه الترمذي , وقد تستمر الحياة بعطاء من طرف واحد لكن هذا يكون تنازلا من أجل الأبناء أو من أجل ألا يهدم البيت , وهنا يظهر أثر الخلل الذي كان مختبئا عبر السنين .



فعندما تتعقد الحياة وتكثر المشكلات ويتمنى كل طرف أن ينفصل عن الآخر إذ لايشعر تجاهه برابطة , تظهر رابطة الأبناء كهمزة وصل ورابط يربطهما فيفكران كثيرا قبل الانفصال .



ونحن ههنا نرفع إشارة تنبيه لكل زوجين حتى لا يصل الحال بينهما أن تنعدم الروابط أو تصير هي رابطة الأبناء فحسب , فالإسلام – كما ذكرنا – أوضح لنا سر تلك السعادة التي تملأ جو البيت المسلم عندما بين فضل المسامحة والعفو وغض الطرف عن أخطاء الآخر , مع محاولة الإرشاد والنصح بهدوء مع اعتماد الرفق والرحمة , فذلك يثمر توطيد العلاقات ويدعم روابط المحبة القلبية التي تبقى طوال رحلة الزواج , وقد أشار كثير من الخبراء أن السعادة والحياة الزوجية أمران لا ينفصلان , فالسعيد هادىء البال هو الأكثر استقرارا في بيته خصوصا بعدما كفل التشريع الإسلامي حياة آمنة مستقرة حينما بين لكل زوج وزوجة مالهم من حقوق وما عليهم من واجبات , فأنشأ المودة وبذر الرحمة وأعلى شأن الرفق .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الزوجين, الوشم, همسة


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع همزة الوصل بين الزوجين
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العالم يتجه نحو تشجيع زيادة النسل ! عبدالناصر محمود الملتقى العام 0 04-20-2017 08:12 AM
حفظ النسل: مقصد إسلامي وعبث غربي! عبدالناصر محمود دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 03-24-2016 07:47 AM
كيف حفظ الإسلام النسل؟ عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 06-03-2015 06:49 AM
«نيويورك تايمز»: مصر تعتقل همزة الوصل بين الولايات المتحدة و«الإخوان» Eng.Jordan شذرات مصرية 0 02-15-2014 05:51 PM
عرض تقدمي حول مشـروع النزل السيـاحي البيئـي Eng.Jordan عروض تقدمية 0 06-25-2012 01:48 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:54 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59