#1  
قديم 04-12-2012, 10:21 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي ديلي تلغراف: الغرب سيدفع ثمناً باهظاً إذا غادر أفغانستان في هذا الوضع الحرج


Con Coughlin - Daily Telegraph / قسم الترجمة



تلغراف: أفغانستان KabolUsaDed.jpg
يبدو أن السياسيين على جانبَي الأطلسي مصممون على وقف جميع العمليات القتالية التي ينفذها حلف الأطلسي بحلول نهاية عام 2014، لكن تكمن المشكلة الوحيدة في واقع أن هذه الخطة العظيمة تترافق مع غياب أي احتمال واقعي بأن يتمكن الأفغان من تدبر أمورهم خلال سنتين نظراً إلى الأوضاع القائمة.
بصفتي واحداً من أشرس المدافعين عن الحملة العسكرية في أفغانستان، كانت زيارتي للمقبرة الحربية البريطانية في كابول هذا الأسبوع تجربة مزعجة للغاية.

تقع المقبرة بين الركام وتذكّرنا جدرانها البيضاء بجميع الجنود البريطانيين الشجعان الذين خسروا حياتهم، وهم يحاربون في سبيل قضية لا يفهمها أو يدعمها الكثيرون في هذه الأيام. تقع لوحة القبر التي تعدد أسماءهم في جوار نصب يجسد ضحايا حقبة أخرى من التدخل العسكري البريطاني في أفغانستان (إنهم الجنود الذين هلكوا خلال عمليتَي تدخل مريرتين في القرن التاسع عشر).
ثمة 150 قبراً على وجه التحديد في ذلك المدفن الذي يضم الجنود الذين حاربوا في الحملات العسكرية بين عامي 1839 و1842 وبين عامي 1879 و1881. لكن عندما عادت القوات البريطانية إلى كابول في عام 2001 غداة الإطاحة بحركة “طالبان”، لاحظت أن المدفن تدنس وأن شواهد القبور تدمرت (لا شك أن أعمال التخريب حصلت على يد أنصار “طالبان”). منذ ذلك الحين، أُعيد ترميم شواهد القبور.

لكن خطرت لي هذه الفكرة المريعة: ما لم يحدث تغيير جذري تزامناً مع تطورات الصراع القائم، قد تعمد “طالبان” إلى تخريب المقبرة مجدداً بعد أن تستعيد قوتها.
عندما دخلتُ موقع المدفن، كان مجموع قتلى الحرب البريطانية في أفغانستان قد بلغ 405 أشخاص. في الوقت الذي غادرتُ فيه المكان، بعد مرور ساعة، ارتفع العدد إلى 407. فقد تعرض جنديان لإطلاق النار على يد ضابط أفغاني بحجة أنهما رفضا السماح له بدخول قاعدة “لاشكار غار” البريطانية لأنه لم يكن يملك تصريحاً يخوله دخول المكان.
الأمر المؤسف في هذه الحادثة بين الأفغان وجنود حلف الأطلسي هو أن أحد الأسباب الأساسية التي تبرر بقاء وحدة عسكرية منتشرة في جنوب أفغانستان يتعلق بتقديم المساعدة لتحويل قوى الأمن المحلية إلى وحدة قتال موثوقة. إذا أرادت القوات الغربية الانسحاب من ذلك المكان الخطير، فسيحتاج الأفغان إلى بلوغ مستوى عالٍ من الكفاءة والفاعلية كي يتمكنوا من استلام المهمات الأمنية في البلاد بدل الاتكال على مجموعة متنوعة من القوات الخارجية (يساهم 50 بلداً في مهمة حلف الأطلسي راهناً) للقيام بتلك العمليات مكانهم.
لماذا لا نتركهم يتدبرون أمورهم بأنفسهم؟ لقد دفع الغرب ثمناً باهظاً بما يكفي من أجل هذا البلد المضطرب وكل ما يحصل عليه في المقابل هو غضب الأفغان الذين يرفعون أسلحتهم في وجه الجنود الغربيين. لكن حبذا لو كان الوضع بهذه السهولة!
يبدو أن السياسيين على جانبَي الأطلسي مصممون على وقف جميع العمليات القتالية التي ينفذها حلف الأطلسي بحلول نهاية عام 2014. لكن تكمن المشكلة الوحيدة في واقع أن هذه الخطة العظيمة تترافق مع غياب أي احتمال واقعي بأن يتمكن الأفغان من تدبر أمورهم خلال سنتين نظراً إلى الأوضاع القائمة.
في المقام الأول، تتكل قوى الأمن والشرطة (على الرغم من تحسن وضعها بعد الفوضى التي كانت تشوبها عندما انتشرت قوات حلف الأطلسي في أفغانستان في صيف 2006) على دعم القوات الغربية، تحديداً الأميركية والبريطانية منها، لتنفيذ المهمات العسكرية.
كذلك، من المتوقع أن تحتاج تلك القوى إلى الدعم الغربي بعد موعد الانسحاب. لقد ثبت أن المجندين في الجيش الأفغاني بارعون في القتال (ليس الأمر مفاجئاً في بلدٍ يُعتبر فيه الذبح العشوائي طريقة محلية لتمرير الوقت). غير أن تنفيذ عملية عسكرية فاعلة يتطلب أكثر من مهارات قتالية جيدة، فلا بد من توافر تدابير لوجستية وخطط استخبارية ودعم جوي أيضاً.
لكن إذا تبين أن الدعم الغربي لأفغانستان بعد عام 2014 سيقتصر على إدارة نسخة أفغانية عن الأكاديمية العسكرية “ساندهيرست” في كابول، كما قال وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند هذا الأسبوع، فسينهار الجيش المحلي بكل بساطة وسيترافق الوضع مع تداعيات هائلة تهدد الأمن الأفغاني والغربي.
أخبرني مسؤول بارز في حلف الأطلسي في كابول: “الفكرة القائلة إن الأفغان يمكنهم تدبر أمورهم بأنفسهم عندما نوقف القتال في عام 2014 هي مجرد أمنيات. هم سيحتاجون إلى جميع أشكال المساعدة (مروحيات، واستخبارات، وتدريبات) إذا أرادوا الوقوف في وجه “طالبان” وحلفائها بعد مغادرتنا”.
ما من مؤشر على أن عناصر “طالبان” وحلفاءهم في “القاعدة” يوشكون على وقف حملتهم الإرهابية ضد الغرب والسماح لأفغانستان باستعادة دورها السابق كمحور تجاري أساسي في آسيا الوسطى.
تشير الاعتداءات شبه اليومية على قوات حلف الأطلسي إلى أن “طالبان” لا تنوي الالتزام بمفاوضات السلام. في الوقت نفسه، أدت سلسلة حوادث إطلاق النار على يد مسلح من “القاعدة” في تولوز إلى تسليط الضوء مجدداً على خطورة جنوب أفغانستان كمركز لتدريب المقاتلين الإسلاميين. قتل الفرنسي محمد مراح (24 عاماً) سبعة أشخاص خلال حوادث إطلاق نار دامت أسبوعاً كاملاً، وكان قد زار قندهار في عام 2010 كجزء من الطقوس اللازمة كي يتحول من مجرم بسيط إلى إرهابي حقيقي في “القاعدة”.
أخبرني بعض المسؤولين الاستخباريين عن وجود مئات المناصرين لـ”القاعدة” في باكستان المجاورة وهم ينتظرون الفرصة المناسبة للعودة إلى أفغانستان وإعادة إنشاء معسكرات التدريب التي استُعملت للتخطيط لاعتداءات 11 سبتمبر.
يجب أن يؤكد الغرب التزامه، بعد عام 2014، بمتابعة تمويل الحكومة الأفغانية والجيش الأفغاني طوال عقد آخر من الزمن على الأقل، إلى أن يصبح البلد قادراً على تطوير اقتصاده وتمويل نفسه. مقارنةً بعشرات مليارات الدولارات التي تدفقت خلال العقد الماضي، تقتصر كلفة الدعم بعد عام 2014 على 4.3 مليارات دولار فقط.

لكن يبدو أن جو اللامبالاة الذي يسود في الغرب يزيد صعوبة جمع هذا المبلغ قبل قمة حلف الأطلسي خلال شهر مايو المقبل في شيكاغو، حيث سيدور النقاش حول مستقبل الالتزام الغربي.
قصدتُ السفارة البريطانية المحصنة لمقابلة ويليام باتي الذي تقاعد من منصبه بعد أن كان سفير بريطانيا في كابول، فأخبرني بضرورة المغادرة فوراً إذا لم يكن الغرب مستعداً على الأقل لتمويل الأفغان حتى عام 2024. وأضاف قائلاً: “تتوقف سياسة بريطانيا التي تقضي بسحب قواتها وترك البلد في وضع مستقر على قدرة المجتمع الدولي على تمويل الأفغان خلال عدد من السنوات المقبلة”.

إذا عادت أفغانستان إلى حالة الفوضى التي كانت تطبعها سابقاً، سيتجه عدد كبير من الشبان المضلَّلين مثل محمد مراح إلى معسكرات تدريب “القاعدة” الموجودة محلياً.
إذا حصل ذلك، فستذهب تضحيات الجنود البريطانيين الشجعان المكرمين في المقبرة العسكرية في كابول أدراج الرياح.





المصدر http://www.thirdpower.org/index.php?...ad&artid=88555

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أفغانستان, الحرج, العرب, الوضع, تلغراف:, ثمناً, باهظاً, يحمى, سيدفع, غادر


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع ديلي تلغراف: الغرب سيدفع ثمناً باهظاً إذا غادر أفغانستان في هذا الوضع الحرج
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ديلي تلغراف" :فضائح زعماء العالم على الإنترنت قريبا Eng.Jordan أخبار منوعة 0 05-10-2016 11:57 AM
خطورة الوضع في أفغانستان عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 12-16-2015 07:44 AM
إسرائيل تهدد الأسد: سندفعه ثمناً باهظاً Eng.Jordan أخبار الكيان الصهيوني 0 03-19-2014 03:27 PM
قائد عسكري أمريكي يحذر من تدهور الوضع في أفغانستان حال الانسحاب الأمريكي نهاية العام عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 03-14-2014 07:36 AM
ديلي تلغراف: شركة لـ "خامنئي" تطيح ب**** "bmw" في إيران Eng.Jordan أخبار اقتصادية 0 05-05-2013 02:38 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:20 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59