العودة   > >

شذرات إسلامية مواضيع عن الإسلام والمسلمين وأخبار المسلمين حول العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 04-14-2015, 08:32 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,159
ورقة أساطير شيعية في خلفاء بني أمية


أساطير شيعية في خلفاء بني أمية
ـــــــــــــــ

(د. عامر الهوشان)
ـــــــــ

25 / 6 / 1436 هــ
14 / 4 / 2015 م
ــــــــــ

8402.jpg

رغم بعض الأخطاء التي وقع بها البعض من خلفاء بني أمية إلا أنها تتضاءل أمام الإيجابيات الحاصلة من أكثرهم، ولا يمكن أن تقارن مع الإنجازات الكبيرة التي تحققت على أيديهم وفي عهدهم، فسجل تاريخهم حافل بالانتصارات والمفاخر، وفي مقدمتها نشر الإسلام في أرجاء المعمورة، من خلال التوسع في الفتوحات التي وصلت حدا لم تبلغه أي دولة إسلامية بعدها، ناهيك عن التطور العمراني والإداري والمالي والعلمي الذي بلغ شأوا عظيما.

ومع كل هذه الإنجازات إلا أن تاريخ هذه الدولة لم يسلم من التشويه والتزوير، كما أن خلفاء هذه الدولة لم ينصفوا حق الإنصاف، وإنما نالهم الكثير من الطعن والقدح المتعمد، دون أي ذكر للمناقب والمحاسن، مما يتناقض مع أبسط أبجديات الموضوعية والإنصاف.

ورغم وجود أكثر من جهة اشتركت في تزوير تاريخ هذه الدولة، و اجتماع أكثر من فئة في تشويه سيرة خلفاء بني أمية، إلا أن الفئة التي كان لها الحظ الأوفر في هذا الإفك، والمسؤولية الأعظم من هذا التزوير والتشويه هم الرافضة، الذين يعتبرون خلفاء بني أمية ألد أعدائهم، ويعتبرون قيام دولتهم باطل وغير صحيح حسب زعمهم.

وتكمن خطورة هذه الأساطير وهذا التشويه في كونه لم يقتصر على كتابات المؤرخين من ذوي الميول الشيعية، وإنما تجاوزه إلى كثير من كتب التاريخ الإسلامي، وبعض المؤرخين والعلماء الذين لا يشك أحد في سلامة عقيدتهم وصدق طويتهم، كالإمام الطبري وغيره، ممن كان يتبع منهج رواية كل ما ينقل إليه، معتبرا ذلك من الأمانة العلمية.

وقد نبه الإمام الطبري إلى هذا الأمر في مقدمة كتابه "تاريخ الرسل والملوك" بقوله: "فما في كتابي هذا من خبر يستنكره قارئه، أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجهًا في الصحة، فليعلم أنه لم يأتِ ذلك من قبلنا، وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا، وإنما أدينا ذلك على نحو ما أُدِّيَ إلينا".

وفي هذا المقال سأحاول تناول بعض الأساطير الشيعية والتي تناولت خلفاء بني أمية بالذم والقدح والطعن، حيث لم تترك خصلة من خصال السوء والمنكر إلا رمتهم بها، ناهيك عن نعتهم جملة وتفصيلا بالظلم والبغي، وهو ما يتناقض مع حقائق التاريخ تناقضا واضحا.

ورغم أن هذه الأساطير قد شملت معظم خلفاء بني أمية ولم تكد تستثن منهم أحدا، إلا أن الحقيقة أن الصحابي "معاوية بن أبي سفيان" رضي الله عنه قد نال الحظ الأوفر من هذه الأساطير، نظرا لكونه مؤسس الدولة الأموية، ولاختلافه مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والمواجهات التي كانت بينهما بسبب فتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه.

ولعل أهم هذه الأساطير:
------------------

1- اتهام معاوية رضي الله عنه بالكذب و باختلاق الكتب على خصومه لتثبيت حكمه، فقد روى الطبري من حديث هشام عن أبي مخنف: (أن معاوية لما أيس من قيس أن يتابعه على أمره شق عليه ذلك لما يعرف من حزمه وبأسه، وأظهر للناس قيله وأن قيس بن سعد قد تابعهم فادعوا الله له، وقرأ عليهم كتابه الذي لان له فيه وقاربه، قال: واختلق معاوية كتابا من قيس بن سعد فقرأه على أهل الشام).

ثم أورد الطبري نص الخطاب، وموقف علي بن أبي طالب واستنكاره لذلك، ثم رد قيس بن سعد عليه، وما جرى بينهما من محاورة. (1)

وهذا الإيراد هو من مرويات أبي مخنف، ينقلها عنه في كتابه، وليس له طريق إلا هو، و(أبو مخنف) هو لوط بن يحيى، وهو من رواة المتقدمين (ت 157 هـ) والمكثرين حتى بلغت مروياته في تاريخ الطبري (585) رواية، وفي فترة مهمة من فترات التاريخ الإسلامي ابتدأت من وفاة الرسول حتى سقوط الدولة الأموية سنة 132هـ. (2(

وهو رجل غارق في التشيع من أخمص قدميه حتى شحمة أذنيه، ولهذا قال عنه ابن عدي: شيعي محترق صاحب أخبارهم، وإنما وصفته للاستغناء عن ذكر حديثه فإني لا أعلم من الأحاديث المسندة ما أذكره، وإنما له من الأخبار المكروه الذي لا أستجيز ذكره. (3)

ولئن كان أمره مكشوفا لعلماء الجرح والتعديل وأرباب التاريخ المتقدمين، فليس الأمر كذلك لبعض المؤرخين المتأخرين الذين تناقلوا مروياته دون نظر أو تمحيص، ويكشف لنا المتقدمين حقيقته فيقول ابن معين: ليس بشيء. (4)

وقال ابن حيان: رافضي يشتم الصحابة ويروي الموضوعات عن الثقات. وقال فيه الذهبي: إخباري تالف لا يوثق به ومثله قال ابن حجر. (5)

2- اتهام معاوية رضي الله عنه -على لسان قيس بن سعد– بالزيغ والضلال، وقول الزور، بل وفوق ذلك بكونه طاغوتا من طواغيت إبليس!! وهي رواية اختلقها هشام عن شيخه أبي مخنف وإليك قطعة من نص هذه الرسالة:

"... من قيس بن سعد إلى معاوية بن أبي سفيان أما بعد: فإن العجب من اغترارك بي وطمعك في واستسقاطك رأيي، أتسومني الخروج من طاعة أولى الناس بالإمرة، وأقولهم للحق، وأهداهم سبيلا، وأقربهم من رسول الله وسيلة، وتأمرني بالدخول في طاعتك، طاعة أبعد الناس من هذا الأمر، وأقولهم للزور، وأضلهم سبيلا وأبعدهم من الله عز وجل ورسوله، ولد ضالين مضلين، طاغوت من طواغيت إبليس!!". تاريخ الطبري 4/551 وفيه سند الرواية عن هشام عن أشياخه.

والحقيقة أن هشام بن محمد بن السائب الكلبي هو من راوة الشيعة، وممن روى عنهم . (6)

وقد تحدث أئمة الجرح والتعديل عن تشيعه وغرابة مروياته وقال الذهبي: هشام لا يوثق به، ونقل عن ابن عساكر قوله: رافضي ليس بثقة، مات سنة أربع ومائتين. (7)

وقال عنه ابن حيان: من أهل الكوفة، يروي عن أبيه ومعروف مولى سليمان والعراقيين العجائب والأخبار التي لا أصول لها، وكان غالياً في التشيع، وأخباره في الأغلوطات أشهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفها(8)

3- اتهموا معاوية رضي الله عنه بالخداع والتبديل في شرع الله بصورة فجة وقبيحة، وقد ذكر ذلك المسعودي في كتابه "مروج الذهب" برواية طويلة مفادها: أن رجلا من أهل الكوفة قد رأى من غفلة جهل أهل الشام ما جعلهم لا يفرقون بين الناقة والجمل، فأحضره معاوية وقال له: أبلغ عليا – رضي الله عنه - أني أقاتله بمائة ألف ما فيهم من يفرق بين الناقة والجمل، ثم قال المسعودي: قد بلغ من طاعتهم العمياء لمعاوية – رضي الله عنه - أنه حل بهم الجمعة يوم الأربعاء عند مسيرهم إلى صفين!!

والحقيقة أن المسعودي "علي بن الحسين المتوفى سنة 346 هـ، هو من المؤرخين الذين ساهموا في تشويه تاريخ الدولة الأموية، من خلال كتابيه: "مروج الذهب ومعادن الجوهر" و "التنبيه والإشراف"، وهو ذو ميول شيعية معروفة ومشهورة دفعته إلى التحيز ضد الأمويين، فقدم للقارئ تاريخا منحازا وغير محايد، وقد وصلت به عداوته لخلفاء بني أمية أنه لم يكن يعترف بهم كخلفاء ودولة إسلامية، بل يتناول ذكرهم بقوله: "أيام معاوية " " أيام عبد الملك "...

ولم يكن المسعودي وحده الذي تأثر في كتاباته التاريخية عن دولة وخلفاء بني أمية بنزعته الشيعية الواضحة، بل كان ذلك شأن اليعقوبي أيضا (ت 284 هجري) الذي اشتهر أيضا بميوله العلوية الشيعية، ومن يتأمل كتاباته يلحظ التعصب ضد بني أمية، وهو حال كثير من كتاب التاريخ في المدرسة العراقية. (9)

4- اتهام معاوية رضي الله عنه بأنه أمر بسب ولعن علي رضي الله عنه على المنابر طوال فترة عهده، والزعم بأن خلفاء بني أمية قد توارثوا ذلك حتى عهد عمر بن عبد العزيز الذي أوقف هذا الأمر، وهي من أكثر الأساطير الشيعية انتشارا وشيوعا، فقد سرت هذه الأكذوبة الشيعية في كتب المتقدمين، ونقلها عنهم بعض المتأخرين.

وكان ممن نقل هذه الأسطورة الطبري في تاريخه من طريق أبي مخنف - الشيعي الذي سبق الكلام بشأن روايته وكلام العلماء فيه - عند ذكر قصة التحكيم المكذوبة: قال: ".. وكان – أي عليا- إذا صلى الغداة يقنت فيقول: اللهم العن معاوية وعمراً وأبا الأعور السلمي وحبيباً وعبد الرحمن بن خالد والضحاك بن قيس والوليد –وفي هذا الكلام والرواية نسبة اللعن لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه ولم يكن كذلك أبدا- فبلغ ذلك معاوية، فكان إذا قنت لعن عليا وابن عباس والأشتر وحسنا وحسيناً"!! (10)

وهذه الراوية ظاهرة البطلان والكذب؛ لأنها من رواية الشيعي أبي مخنف لوط بن يحيى، ولذا قال ابن كثير بعد ذكرها في "البداية والنهاية": "ولا يصح هذا". (11)

وقد تناقل كتاب الشيعة هذه الرواية بشكل كبير وعجيب، (12) في محاولة منهم لتشويه صورة الدولة الأموية في نفوس وعقول المسلمين، ثم نقلها كتاب التاريخ المحدثين عن المتقدمين، دون توثيق علمي رصين، أو إظهار لكلام علماء الجرح والتعديل في راوي هذه الأكذوبة. (13)

وقد رد كثير من العلماء على هذه الأسطورة والفرية الشيعي (14)، وعلى رأسهم الشيخ الألوسي – رحمه الله– في كتابه "صب العذاب على من سب الأصحاب" فيقول: "وما يذكره المؤرخون من أن معاوية رضي الله تعالى عنه كان يقع في أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بعد وفاته ويظهر ما يظهر في حقه، ويتكلم بما يتكلم في شأنه مما لا ينبغي أن يعول عليه أو يلتفت إليه ؛ لأن المؤرخين ينقلون ما خبث وطاب، ولا يميزون بين الصحيح والموضوع والضعيف، وأكثرهم حاطب ليل، لا يدري ما يجمع، فالاعتماد على مثل ذلك في مثل هذا المقام الخطر والطريق الوعر والمَهمَه الذي تضل فيه القطا ويقصر دونه الخطا، مما لا يليق بشأن عاقل، فضلا عن فاضل". (15)

ومع بطلان رواية أبي مخنف فإن هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى كذب هذه الرواية، وتناقضها مع ما عرف عن معاوية رضي الله عنه من فضل ومكانة وخلق ودين، وسيرة حسنة شهد بها الكثير من السلف الصالح، يجعله منزها عن مثل هذه الفرية والأسطورة، ناهيك عما عرف من حلمه وحسن سياسته الذي وسع السفهاء وعامة المجاهرين له بالذم والشتم، فهل يمكن بعد كل هذا أن يأمر بلعن وسب علي رضي الله عنه، وهو الذي كان يعلن فضل علي بن أبي طالب بنص رواية ابن كثير: أن أبا مسلم الخولاني وجماعة معه دخلوا على معاوية فقالوا له: هل تنازع علياً أم أنت مثله؟ فقال: والله إني لأعلم أنه خير مني وأفضل، وأحق بالأمر مني..." (16)

ولعل الذي أوقع بعض الكتاب المتقدمين والمتأخرين في حبائل وشَرك أكذوبة الشيعة باتهام معاوية بلعن علي رضي الله عنه وسبه على المنابر، ما ورد في صحيح مسلم عن سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَمَرَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِى سُفْيَانَ سَعْدًا فَقَالَ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا التُّرَابِ فَقَالَ أَمَّا مَا ذَكَرْتُ ثَلاَثًا قَالَهُنَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَلَنْ أَسُبَّهُ لأَنْ تَكُونَ لِى وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ لَهُ خَلَّفَهُ فِى بَعْضِ مَغَازِيهِ فَقَالَ لَهُ عَلِىٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ خَلَّفْتَنِى مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّى بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نُبُوَّةَ بَعْدِى». وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ «لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلاً يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ». قَالَ فَتَطَاوَلْنَا لَهَا فَقَالَ «ادْعُوا لِى عَلِيًّا». فَأُتِىَ بِهِ أَرْمَدَ فَبَصَقَ فِى عَيْنِهِ وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ) دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ «اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلِى». (17)

قال النووي شارحًا هذا الحديث: " قول معاوية هذا، ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب، كأنه يقول: هل امتنعت تورعاً أو خوفاً أو غير ذلك، فإن كان تورعاً وإجلالاً له عن السب، فأنت مصيب محسن، وإن كان غير ذلك، فله جواب آخر، ولعل سعداً قد كان في طائفة يسبّون، فلم يسب معهم، وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم، فسأله هذا السؤال. قالوا: ويحتمل تأويلاً آخر أن معناه: ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده، وتُظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ" (18)

5- اتهام عبد الملك بن مروان بأنه ابتنى في بيت المقدس الصخرة، والزعم بأن الهدف من ذلك أن يحول إليها أفواج الحجاج من مكة، نظرا لكون خصمه ومنافسه السياسي قد استقر فيها. (19)

وهي فرية وأسطورة نقلها فيليب حتي عن المؤرخين ذوي الميول الشيعية، وهي لا ترقى حتى إلى مستوى الرد عليها، فمن المعلوم أن عبد الملك بن مروان كان متعبدا متورعا، كما وصفه ابن حجر وابن كثير وغيرهم، وقد احتج به الإمام مالك في كتابه الموطأ، فكيف يمكن لرجل هذه صفاته أن يرميه كتاب الشيعة وفيليب حتي بهذه الفرية دون توثيق أو سند أو منهجية ؟!! (20)

6- اتهام بعض خلفاء بني أمية بأنهم يشربون الخمور وينادمون الفساق ويسمعون الغناء والمجون ويتعلقون بالجواري والنساء، وهي أوصاف ساقها بعض المؤرخين من ذوي الميول الشيعية الواضحة كالمسعودي وغيره، والتي نقلها المستشرق "فلييب حتي" عن كتاب "الأغاني" للأصفهاني. (21)

وقد رد الباحث إبراهيم الأقصم في كتابه "الدولة الأموية في كتابات المسعودي – دراسة تحليلية مقارنة – " على هذه الافتراءات، كما فعل الأمر ذاته الدكتور حمدي شاهين في كتابه: "الدولة الأموية المفترى عليها –دراسة الشبهات ورد المفتريات–".

هذا غيض من فض الروايات الرافضية الكاذبة عن خلفاء بني أمية، وبالجملة فإن الإمام ابن القيِّم رحمه الله اعتبر كل حديث في ذم بني أمية كذب فقال: (وكلُّ حديث في ذمِّ بني أُميَّةَ فهو كذِبٌ) (22)

ليس المقصود من هذا المقال تبرئة الدولة الأموية من الأخطاء، ولا تنزيه خلفاء بني أمية من الوقوع في بعض الهفوات، فكل بني آدم خطاء، ولا عصمة لأحد من البشر بعد الأنبياء والمرسلين.

وإنما المقصود هو المطالبة بالإنصاف والموضوعية في حق الدولة الأموية وخلفائها، وإزالة ما علق بتاريخ خلفاء هذه الدولة من افتراء وزور وكذب، من خلال تفنيد ودراسة روايات الرافضة حسب قواعد علم الجرح والتعديل المعروف عند أهل السنة والجماعة، ليظهر الحق من الباطل، ولتكتمل الصورة الصحيحة عن خلفاء الدولة الأموية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تاريخ الطبري 4/553

(2) مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري ص487

(3) الكامل في ضعفاء الرجال 6/2110

(4) تاريخ يحيى بن معين 2/500

(5) لسان الميزان 4/366 و ميزان الاعتدال 3/419

(6) فهارس مرويات الطبري عن هشام 10/ 443 – 444 وانظر: "ندوة مسجلة اشترك فيها:. سلمان العودة، و محمد بن صمايل السلمي نزعة التشيع وأثرها في الكتابة التاريخية"

(7) ميزان الاعتدال 4/304-305

(8) المجروحين من المحدثين والمتروكين 3/91

(9) مصادر التاريخ الإسلامي سيد كاشف ص33 منهج المسعودي في كتابة التاريخ / رسالة دكتوراه / سليمان السويكت.

(10) تاريخ الطبري 5/113

(11) البداية والنهاية لابن كثير 7/295

(12) فذكرها المسعودي في كتابه "مروج الذهب" 3/41 – 42، وكذلك الشيعي المعتزلي ابن أبي الحديد في كتابه "شرح نهج البلاغة" 1/778 وغيرهم كثير

(13) فذكرها الدكتور حسن ابراهيم حسن في كتابه "تاريخ الإسلام" 1/323، وذكرها العقاد في كتابه عن معاوية رضي الله عنه ص14، والمودودي في الخلافة والملك ص 112 – 113 وغيرهم كثير.

(14) محمد بن العربي التباني في "تحذير العبقري من محاضرات الخضري" 2/198، والدكتور عبد العزيز محمد نور ولي في رسالته: "أثر التشيع على الرويات التاريخية في القرن االأول الهجري" ص370 وغيرهم كثير

(15) صب العذاب على من سب الأصحاب ص421

(16) البداية والنهاية 8/132

(17) صحيح مسلم 7/120 برقم 6373.

(18) شرح النووي على صحيح مسلم 15/175

(19) افتراءات "فيليب حتي" للدكتور عبد الكريم بن علي الباز ص61 – 78

(20) فقه التاريخ عبد الحليم عويس 214- 215

(21) فقه التاريخ ص114 – 115

(22) المنار المنيف في الصحيح والضعيف لابن القيم ص117

---------------------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
لمدة, أساطير, حلفاء, شيعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع أساطير شيعية في خلفاء بني أمية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حلفاء إيران يرفضون عاصفة الحزم عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 03-27-2015 07:10 AM
بعض أساطير التحالف الإيراني عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 03-12-2015 08:27 AM
أساطير شيعية.. عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 01-11-2014 09:42 AM
أكبر حلفاء البشير يعتزم الانسحاب من الحكومة ابو الطيب أخبار عربية وعالمية 0 10-02-2013 09:33 PM
حلفاء كوريا الشمالية الباقون ..أربعة Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 04-07-2013 01:49 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:43 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59