الإنتفاضة والثورة الفلسطينية الإلكترونية

الفلسطينية , الإلكترونية , الإنتفاضة , والثورة

هل يتنازل الفلسطينيون عن حقوقهم بإرادتهم!! ؟ هل يتنازلون عن قضيتهم وثورتهم بإرادتهم ؟؟هذا ما قاله أحدهم عندما طرحت مقارنة بين ما يقوم به جزء من الشعب السوري الثائر على نظام الحكم الآن وبشكل منظم ...والذي قام بهِ جزء من الشعب المصري الذي ثار أيضاً على نظام حكمه و أسقطه وسط مقاومة منيعة لثورته ...وهذا ما يردده البعض عندما يطرح الموضوع على سبيل المقارنة!!

لا نريد أن نظلم الشعب الفلسطيني المبتلى بعدو مجرم جاثم على صدر المقاومة الفلسطينية والمدعوم من أساطين القوى الإمبريالية العالمية ...ما تحمله الشعب الفلسطيني على مدى عقود لا يمكن تجاهله ....

القضية الفلسطينية الحية لن تموت إلاّ باسترجاع الحقوق المسلوبة وانتزاعها عنوة ممن اغتصبها شاء من شاء وأبى من أبى هذه حقيقة لا بد أن يتذكرها كل مسلم وكل عربي ،ولكن الأمر يرتبط بحجم التضحيات دائماً...

ما حدث في ديرياسين وفي كفر قاسم والقرى الفلسطينية التي هاجمها اليهود في فترة النكبة نراه كل يوم على الشاشات يحدث في مختلف المناطق السورية ويتكرر ...وحدث بالفعل في العراق وليبيا وفي أفغانستان ...ولكن الإرادة دائماً أقوى من التحديات ..وبقيت الشعوب صامدة على طريق التحرير...

عمر القضية الفلسطينية الطويل هو الذي جعلها أم القضايا العربية وجعلها تنبض بدماء الكفاح والتحرير ...وبعد هذه السنوات من التهجير والقتل وسفك الدماء أين وصلت القضية الفلسطينية الآن ؟؟ وهل نسيها أصحابها ؟؟؟؟ وأنا هنا لا أتسائل عن نتاج الأنظمة العربية على اختلاف اتجاهاتها ولا عن الجماعات والتيارات التي استنزفت الكثير من الجهود الوهمية والتي لا زالت تتصارع وتتنافس وتجهض الكثير من أحلام الشعب الفلسطيني...أنا أتسائل عن الشعب صاحب القضية الذي لا يهادن ولا يقايض ولا ينسى ...ماذا قدم أهل فلسطين لها حتى ولو كانوا بعيدين عنها؟؟

- كم محطة تلفزيونية عالمية تحمل رسالة القضية الفلسطينية خاطبت العالم وشعوب الأرض بلغاتهم وفضحت أكاذيب اليهود ورسخت حق الشعب الفلسطيني في أرضه؟؟؟ رغم توفر التمويل لدى الكثير من أصحاب المليارات من أصول فلسطينية ؟؟
- كم موقع وشبكة إلكترونية خاطبت شعوب الأرض و وثّقت لتاريخ النضال الفلسطيني بعيداً عن أوامر الانظمة العربية وسياساتهم ؟؟؟ رغم وجود الكفاءات الفلسطينية الفنية - القادرة على تصميم المواقع بأحدث اللغات البرمجية؟؟
- كم تطبيق هاتف يحكي قصة فلسطين وزّع حول العالم مجاناً باسم كل أهل فلسطين في الشتات؟؟
- ما هو حجم الدعاية الفلسطينية المواجهة لحجم الدعاية الصهيونية ؟؟؟


لا تنتظروا الأنظمة العربية ولا عباس ولا حماس ( القضية قضيتكم) ...هبوا فرادا وجماعات لتسخير هذه التقنيات لإيصال قضيتكم لشعوب الأرض لتضغط على حكوماتها .. نحن اليوم في عصر تتوفر فيه أدوات عابرة للقارات لا تستطيع الحكومات إيقافها ولستم بحاجة لموافقات لإيصال رسالتكم... الفيسبوك والتويتر واليوتيوب أسلحتكم... وقد أسقطت حكومات وأنظمة قوية ... !!فكيف سيكون تأثيرها على دولة محتلة ومخالفة للشرائع والقوانين الدولية ؟؟!!

على اليوتيوب نجد الصراع الفلسطيني الفلسطيني على أشده بين فتح وحماس وعلى بقية المواقع الإجتماعية تتكرر المأساة وتبقى القضية الأم بدون دعم منظم وبدون تظافر جهود حقيقية ...فإن لم يتوحد الفلسطينيين على الشبكة بعيداً عن صراع الفصائل على وطن لم يستعاد حتى الآن .. فمتى سيتوحّدوا؟؟


يبقى التساؤل عن إرادة الشعب الفلسطينيي داخل فلسطين وفي الشتات ودوره المحوري في قضيته مطروح دائماً ... ويبقى التساؤل عن ضعف وغياب ثورة الفلسطينيين المنظمة الحقيقية وانتفاضتهم على الشبكة مطروح وسط مئات الرسائل الثوريّة العربية التي ترسل للعالم بأسره كل يوم !!!

المصدر: ملتقى شذرات