#1  
قديم 12-07-2016, 03:00 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي استمطار السحب : جدلية بين الضرر والنفع


القصيم نيوز ـ متابعات :

في ظل مشكلة نقص المياه التي تعانى منها دول العالم ومنها المملكة، ومحاولات العلماء والباحثين السعوديين البحث عن بدائل لتوفير مصادر جديدة للمياه، ثار جدل علمي عميق حول عمليات الاستمطار التي تجريها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ففريق قال إن عمليات الاستمطار مهمة لتوفير المياه ولا تضرّ بالبيئة، فيما رأى فريق آخر أن استخدام مواد كيماوية في عمليات الاستمطار مثل يود الفضة يضر بالبيئة وأن ضررها أكبر من نفعها.
ورغم وجود هذه الحالة الجدلية حول عمليات الاستمطار، فإن الاتجاه السائد ينفي الاتهام بالتسبب في الأضرار بالبيئة، أو تنامي ظواهر مصاحبة للاستمطار، أو زيادة موجات الغبار وارتفاع درجات الحرارة.

ويجزم مدير إدارة تقنية تحسين الطقس بالبرنامج الوطني للاستمطار الدكتور أيمن غلام بعدم وجود أي تأثير سلبي للاستمطار في البيئة وظاهرة الجفاف، ويعتبرها ظاهرة طبيعية بسبب التغيرات المناخية وليس بسبب عمليات الاستمطار.
وعن تحرك السحب التي أجريت عليها عمليات البذر إلى أماكن أخرى غير مستهدفة قال إن السحب تتحرك بحسب اتجاه الرياح وهذه سنة كونية لا يستطيعون التحكم فيها ولكنهم يحاولون أن يجروا عمليات البذر على السحب التي يتوقع لها أن تدخل مناطق البذر والمغطاة بشبكة رادارات متطورة ولكن ليست السحب التي يتوقع تحركها خارج منطقة عمليات البذر.
أما فيما يخص تكون العواصف الرعدية ووميض البرق فهذه عوامل طبيعية تتم وفق قدرات إلهية بعد أن تصل السحابة لمرحلة معينة من مراحل تكونها ولا يمكن الجزم بتأثير عمليات البذر على تكون هذه الصواعق ولكن قد تساهم عمليات البذر في تطور بناء السحابة وكبر حجمها وزيادة كميات البلورات الثلجية التي قد تتسبب في تكون البرق.
كما نفى أيضا أن للاستمطار في المملكة علاقة بالكوارث التي حصلت في دول الخليج مؤخرا مشيرا إلى أن لهذا البرنامج مردوداً إيجابياً فيما يخص الشؤون البيئية وموارد المياه والغطاء النباتي ومواضيع التغير المناخي.
وقال غلام إن المملكة تتميز بموقعها الجغرافي وتنوع مظاهر سطحها واختلاف مناخها وتكويناتها الجيولوجية مما أدى إلى وجود العديد من البيئات الطبيعية فهناك أسباب طبيعية مثل قلة هطول الأمطار وتواتر فترات طويلة من الجفاف وارتفاع درجات الحرارة وارتفاع نسبة التبخر كل هذه العوامل أدت إلى زيادة رقعة التصحر وتراجع الغطاء النباتي وفقدان التنوع البيولوجي وزيادة حدة العواصف الترابية مما أثر على الصحة والبيئة والاقتصاد.
وأضاف أن مشكلة المياه باتت مشكلة عالمية في تزايد ومشكلة التصحر هي إحدى المشاكل البيئية العالمية التي تحتاج إلى تكاثف الجهود لإيجاد الحلول التي تخفف من آثارها السلبية ومكافحتها من أجل حماية التنوع الأحيائي وصون بيئة المجتمعات المتأثرة بالتصحر.

وأشار غلام إلى أنهم لا يريدون أن يصلوا لمرحلة حرجة يبحثون فيها عن بدائل سريعة مؤكدا أنه من الأجدر أن يبدؤوا في العمل على إيجاد البدائل والحلول من الآن فأحيانا وفي أوقات كثيرة من العام تظهر تشكيلات من السحب الممطرة وتكون السماء ملبدة بالغيوم حتى يتوقع هطول أمطار غزيرة من هذه السحب ولكن يكون سقوط المطر خفيفاً أو قد لا يسقط أحيانا، وهذا ما دعا علماء الأرصاد إلى التفكير في إيجاد طرق ممكنة لاستمطار هذه السحب وزيادة كميات هطول الأمطار الساقطة منها على الأرض، معرفا الاستمطار بأنه عبارة عن إطلاق مواد محفزة للسحب تعتبر كنوويات تكثف لمساعدة قطرات الماء الموجودة داخل السحب على التجمع وزيادة قدرتها في النمو لمستويات عالية محاولة حث هذه السحب الممطرة أصلا على زيادة كميات الهطول.

وأردف غلام أنه لا أحد يستطيع أن يدعي بأنه ينشئ السحب ولا يصنع المطر بل ما هي إلا محاولات لزيادة كميات الهطول والاستفادة من هذه الزيادة، مشيرا إلى أن هناك وسائل متعددة لتنفيذ عمليات البذر للسحب بوجه عام منها الطائرات والمدافع ومولدات أرضية خاصة ولكن رأت المملكة أن أنسب الطرق لطبيعة السحب التي تتكون عليها هي الطائرات في الوقت الحالي ولكن عمليات الاستمطار على جنوب غرب المملكة ستتم باستخدام تقنيات حديثة بالإضافة إلى الطائرات ويجب أن تتم عمليات البذر في المكان الصحيح وفي الوقت المناسب، حيث إن هناك أماكن محددة في السحاب تتم فيها عمليات البذر كما أن عامل الوقت من العوامل المهمة في نجاح عمليات البذر.
وفي السياق ذاته تحدث الدكتور أيمن غلام عن تجارب المملكة في الاستمطار قائلاً إن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وضعت مشكلة التصحر ونقص المياه ضمن أولوياتها من حيث المشاكل البيئية التي تبحث لها عن حلول وواكبت الدول المتقدمة في عمليات الاستمطار، حيث تعاقدت مع جامعات وشركات أمريكية متخصصة في عمليات الاستمطار بإشراف جهات علمية أمريكية وبدأت تجارب الاستمطار في عام 1986 على منطقة عسير في فصل الصيف وكانت عبارة عن دراسات بحثية لطبيعة السحب وتصنيفاتها واختبار عمليات الاستمطار عليها وأعطت تلك التجارب مؤشرات إيجابية لاستكمالها على المنطقة، مضيفا أن الرئاسة قامت بإعادة التجربة على منطقة عسير في صيف 2004 وأعطت أيضا مؤشرات إيجابية جيدة.
وفي عام 2006 وقعت المملكة اتفاقية مع شركة أمريكية متخصصة في هذا المجال وبإشراف علمي من قبل المركز الوطني الأمريكي لأبحاث الغلاف الجوي وبمشاركة فريق سعودي متخصص وقامت بتنفيذ التجربة على وسط المملكة لتشمل مناطق الرياض والقصيم وحائل خلال خريف 2006 وحتى ربيع 2007 وكان الهدف من البرنامج زيادة كمية الهطول عن طريق تلقيح السحب والحد من الجفاف ومحاربة التصحر بزيادة كمية الأمطار للمساهمة في الري واتساع الرقعة الزراعية والغطاء النباتي إضافة إلى دراسة خصائص السحب الفيزيائية ومعرفة الظروف المناسبة التي تتكون فيها ودراسة العوالق الترابية والملوثات الجوية التي تؤثر على المنطقة ومعرفة مسبباتها ومصادرها وزيادة المخزون الاستراتيجي للمياه وأخيرا نقل التقنية إلى الجانب السعودي لتنفيذ هذه البرامج بكوادر وطنية في المستقبل القريب.
واستطرد بقوله: لقد تم تنفيذ التجربة بواسطة 4 طائرات وأعطت التجارب نتائج إيجابية ومؤشرات دلت على إمكانية نجاحها مما تطلب إجراء دراسات وأبحاث موسعة وتحليلات لبيانات ومعلومات التجارب في كافة الحقول العلمية لفيزياء السحب الأمر الذي استدعى وقتاً أطول لإظهار هذه النتائج ومعرفة مدى نجاح هذه التجارب من وجهة نظر علمية بحتة مقرونة بنتائج حسابية وإحصائية.
وقال إن تحليلات البيانات أظهرت آلية تشكل السحب على المنطقة وتصنيفاتها وأنواعها، حيث كانت من الأنواع المناسبة لإجراء عمليات البذر عليها وبالتالي استطاع الفريق العلمي للبرنامج من تحديد الآلية والمواد والوسائل التي يمكن استخدامها في عمليات الاستمطار على المملكة العربية السعودية.
وفي عام 2007 تم تمديد فترات التجارب بناء على التوصيات العلمية لتمتد من خريف نفس العام حتى خريف عام 2008 وتغطي وسط وشمال وشمال غرب وجنوب غرب المملكة كل حسب الفترة الزمنية والمعلومات المناخية لتكون السحب على تلك الأجزاء وباستخدام عشر طائرات مجهزة بأحدث التقنيات وبدأت المرحلة الأولى على وسط المملكة «الرياض، القصيم، حائل» باستخدام عشر طائرات تقوم بعمليات البذر للسحب المناسبة لهذه العمليات.
وأشار إلى أن هناك سحباً دافئة يكون محتواها على شكل قطرات مائية ودرجة حرارتها فوق الصفر المئوي فهذا النوع من السحب يتم بذرها من قاعدة السحاب بمواد ملحية ككلوريد البوتاسيوم وكلوريد الكالسيوم وهناك سحب باردة تحتوي على بلورات ثلجية وتكون درجة حرارتها مابين الخمس إلى عشر درجات مئوية تحت الصفر يتم بذرها من قمم السحب بمادة أيوديد الفضة، مؤكدا أن الشركات المصنعة لهذه المواد قد زودتنا بشهادات بيئية تثبت عدم وجود الأضرار البيئية من هذه المواد إلا أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حرصت أن تتأكد من صحة هذه النتائج وقامت بإرسال عينات من هذه المواد لمختبرات متخصصة في الجامعات السعودية والهيئات الحكومية بالمملكة.
وشدد غلام على أن النتائج أظهرت عدم وجود أي أضرار بيئية من استخدام هذه المواد، مضيفا أنه ورغم أن المملكة تأثرت بموجة جفاف في العامين الماضيين إلا أن المرحلة الأولى من التجربة والتي أجريت على وسط المملكة قد أعطت نتائج ومؤشرات إيجابية من خلال تحليلات صور رادارات الطقس قبل وبعد عمليات الاستمطار ومقارنة النتائج، وأشار غلام إلى أنه قد بدأ تنفيذ المرحلة الثانية من التجربة على جنوب غرب المملكة بما في ذلك المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية بدأ من شهر مايو 2008 باستخدام عشر طائرات، حيث إن آلية تشكل السحب على المناطق الجبلية في فصل الصيف تختلف عنها في فصل الشتاء على وسط المملكة فهناك دراسات بحثية سوف تتم على العمليات والخصائص الفيزيائية والكيميائية لهذه السحب وتوصيات استخدام تقنيات حديثة تتوافق مع طبيعة تشكل هذه السحب.

رئيس مركز أبحاث البيئة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور أحمد العبدالقادر أكد أنه لم يتم إجراء دراسة علمية لديهم بخصوص موضوع الاستمطار ولكنهم اطلعوا على العديد من المراجع العلمية بهذا الخصوص والتي لا توجد بها إشارة واضحة بوجود مضار بيئية لعملية الاستمطار، مشيرا إلى أنه لو تم الافتراض بوجود مضار منها فمن الممكن أن تكون بعيدة المدى مع تراكم المواد والتراكيز التي تستخدم في عملية تحريض السحب والتي متى زادت فقد تسبب مشاكل بيئية.
وقال إنه وجد في أحد المراجع المدروسة تحذيراً من بعض الجهات على أن عملية الاستمطار غير مجدية وضارة حيث إنه قد ينتج منها هذه المشاكل من حيث المواد المستخدمة كـ أيود الفضة وكلوريد الصوديوم والتي تستخدم لتحريض السحب على إنزال المطر فهي مواد تضر بالتربة عندما يضعونها بشكل بسيط ولكن مع مرور الوقت قد تؤدي لزيادة تراكيزها في التربة لتسبب مشاكل فيها،معلقا بأنه إذا افترضنا عدم وجود أي مشاكل بيئية منها بعد الدراسة فستكون بذلك عملية جيدة من أجل استدرار الماء من السحب مقترحا إجراء مزيد من البحوث والدراسات قبل التوسع في عمل هذه العمليات من أجل التأكد من سلامة عملية الاستمطار.
أستاذ الفقه في كلية الشريعة بالقصيم الدكتور عبدا لله السحيباني قال إن الاستمطار يعتبر بالمفهوم المتقدم من القضايا المستجدة في هذا العصر الذي استطاع فيه الإنسان بما سخر الله له- أن يصل إلى السحب في السماء ويطير فوقها ويبحث في مكوناتها مما جعله يفكر في مثل هذا التصرف لعله يستطيع أن يتصرف تصرفاً لم يسبق إليه يدفعه لذلك الحرص على نفع نفسه بما وهبه الله من مقدرات ومما أعطاه من هبات، مشيرا إلى أن الحقيقة أن مثل هذا العمل لا يظهر فيه محذور أو مانع شرعي إذ الأصل أن كل ما في هذا الكون من مسخرات مباحة للإنسان فهي تحت تصرفه يفعل بها ما يشاء ما دام أن عمله داخل تحت دائرة المباح الذي لم يرد النص أو الدليل العام أو الخاص بالمنع منه حيث قال إن بعض علماء البيئة من الباحثين في علم الاستمطار أنه من خلال التجارب التي أجريت في مجال زيادة الأمطار فإن النتائج كانت في أغلبها سلبية وأخفقت العديد من المشاريع خاصة مشاريع بذر السحب بحيث لم تحقق الهدف الذي تبتغيه، بل كانت النتيجة معاكسة وهي حدوث تناقص في الهطول وكانت نسبة التناقص في العديد من المشاريع تفوق نسبة الزيادة المعتادة والمتوقعة. قبل إنجاز المشروع. وأشار السحيباني إلى أن عمليات إسقاط المطر لا تزال غير اقتصادية ومكلفة ولذا لم تخرج إلى حيز التنفيذ الميداني إلا على شكل تجارب بحثية بهدف الدراسة. وأكد أن بعض الباحثين يرون أنه لا فائدة من الاستمطار بل إنه يجر إلى مشكلات اقتصادية وذكر السلبيات المترتبة عليه والمضار أهمها أن التكنولوجيا ما زالت غير متطورة تماماً وهذا مما يجعل النتائج غير مضمونة، والصعوبات في تقييم النتائج، حيث يتطلب جمع معلومات موثوق بها وقتاً طويلاً « خمس سنوات على الأقل»، إضافة إلى أن تلك العمليات تعتمد على الأحوال الجوية وتتوقف فيها النتائج على ما يمكن أن يكون في الجو من ظروف وتغيرات. وتساءل هل تساوي التكاليف والنفقات التي تحتاجتها تلك العمليات ما ينتج عنها من ثمرات أم أن التكاليف تفوق تلك النتائج بكثير؟ مما يعني زيادة العبء الاقتصادي على الدولة التي تتبنى مثل هذه العمليات.


استمطار 25.gif
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الصيب, الضرر, استمطار, جدلية, والنفع


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع استمطار السحب : جدلية بين الضرر والنفع
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جدلية التاريخ والحضارة Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 01-15-2016 08:35 AM
الجارديان: ألحقنا الضرر بالعالم الإسلامي...فلندعه يحل مشاكله بنفسه Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 07-12-2014 01:42 AM
مدينـة القـدس: جدلية التاريخ والجغرافيا عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 02-06-2014 08:24 AM
"الصحة" تنسق مع منظمة الصحة العالمية وتستعين بخبراء غربيين لمحاصرة فايروس كرونا Eng.Jordan أخبار منوعة 0 09-27-2012 08:22 PM
الضرر في الفعل الضار وفقاً للقانون الأردني Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 08-03-2012 05:19 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:32 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59