#8  
قديم 02-06-2020, 10:52 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي

من قلمها..


وهذه فصول منتزعة من رسائلها نشرناها مقتضبة تلمح بمعانيها لمحا ليكون في هذا الاقتضاب شيء من الإبهام فتكون مع الإبهام كأنها لم تنشر ، مادامت هي تقول إنها لم تكتبها لتنشر....

فلسفة تأخير الرد..
أخرت جواب رسالتك لتجيب عنب بظنك وستجيب بأنواع متناقضة من يسوؤك ويسرك وتضع في أجوبتك مئة نعن ومئة لا ثم يأتيك بعد كلامي فينزل من نفسك منازل لا منزلة واحدة ، إذ تقابله بكل ما قدرت في نفسك من قبل ، فيسرك على قدر ما أحزنت هذه النفس ، ثم يعطيك من اليقين ما يسرك من ناحية أخرى بمحو الظن!!
هذه سياسة بعض ما يحتاج إلى الشرح في بعض علاقات النفوس يكون السكوت الطويل فيها هو أطول شرح للكلام الذي يأتي بعده....يفسره تفسيرا غير مكتوب...
*****



طفولة فلسفية..

أظن هذه الفترة التي انقضت في سكون ظاهر كانت كلها أحاديث ، أحاديث طويلة لم تعلم ..
إذا أنا سألتك مرة :أين البرهان ...لم يعجزك أن تأتي به من بلاغتك،وقد لا تكون ثمة قضية يقوم برهانها ، ولكنك تجعل البلاغة الساحرة نفسها قضية على ما ترسم ،كأنك مهندس منطق وبذلك تطمئن دائما لتأثير قوة يراهينك ،أي لإقناعي أنا.راضية أو غير راضية...

أما أنا فأقدم براهيني بسذاجة الأطفال الذين لا يعرفون ولا يستطيعون إلا أن يكونوا أطفالا وأقوى برهان الطفل أن يكون الطفل نفسه برهان عليه ....فما عساك تقول أترى الطفل هو عنك أيضا قضية بلاغة؟..

لله من الكناية إليك! ما أشدها طربا وأشدها صعوبة في وقت معا ، فأنا أخافك لأنك تستشف من الأحرف مالا يتبينه سواك من الصفحات ، وغريب أنني مع شدة هذا الخوف لا أكاد أمسك القلم حتى أسير به أو يسير بي أو نسير معا..ليس في أحد تروية ولا حذر ،كأنني أخاطب نفسي أو هو يكتب مذكراتي ...أي من قلبي لقلبي ...أتعجبك هذه الطفولة في الحديث...

نعم هي ألفاظ كالتي في ألسنة الأطفال ، لا في تلك التي في الكتب أو في صناعة البيان ، ولكن إذا أنت لم تغض عن ظاهرها فأين إذا الحفاوة بالمكنونات التي لا يراها إلا من خبئت له.....؟

******
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 02-06-2020, 10:53 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي

قياس الأشياء في الحب...

كم أراك تحتاط بطريقة ناعمة لا تصدم كبرياء النفس إلا قليلا ولكن أيذهب عنك انها حين تصدمها قليلا تكون قد صدمتها وكفى ..

ليس كل قليل هو قليلاً(هذا الضمير في مثل الموضع يسمى ..ضمير فصل ...وهو حرف لا اسم ) ولا كل كثير هو الكثير فقياس الأشياء بين الأصدقاء(انظر !!) لا يكون في الأشياء ذاتها بل في صلة الإحساس التي تكون في أنفسهم ...لأنها إنما تقدر بمقادير الشعور لا بمقادير المادة ...
أما رأيت هذه الصلة الوثيقة أيام كنت مريضا ...قد جعلتك مريضين!!

إذا كنت على ثقة من هذه القضية فأنا الآن راضية عن هذه الابتسامة الطويلة التي أثق أنك تبتسم بها وإن كنت لا أراها...



البربرية



باركت الوخزة التي فجرت منك هذه الآيات الساحرة وكدت أدعو لك بالآلام والأوجاع مادت لا تكتب إلا من جرح ………….أتعجبك تمنيات هذه الصديقة البربرية

ألا فليهنأ بك هذا القلم الذي اوتيتهفن ما كتبت به سيبقى دائما على آفاق هذه اللغة سحابة وحي تحمل تنزيلها.

وتالله من يتذوق طعم البراءة التي تقطر بها براعتك ، ليظل من بعدها في جوع دائم كجوع الأغنياء للذهب.

أرام تبتسم الآن بسمة الرضا : أفيعجبك ثناء هذه الصديقة البربرية…؟


السيد


تقول إن حبك مسرف وعداوتك متقصدة وإن هذا الحب كخضوع المستبد، والاستبداد في نفسه قوة فهو إذا خضع كان واثقا أن خضوعه قوة أيضا وإن هان وإن ذل..


يا صديقي السيد …نعم ثم نعم ولكن كلمتك تجعلني أرى في صلتنا هذه نوعا من تطفل الفتاة على سيادة الرجل ، إذا تقتحم بها الفتاة وإذ تجرء ألا تضع هذه الصلة موضعها الطبيعي؟ إن هي إلا خضوع وطاعة وعبودية للسيد…..


أليس كذلك ايها السيد…..


أما والله إن الرجل مهما يغلب نفسه ويحملها على الرقة ليصليها بنعومة الأنوثة من جانبها المصقول الناعم، فلا بد ان تغلبه نفسه مرارا حتى تظهر حقيقته الجافية الخشنة التي خلق منها ولها..

ولو أن حجرا أحد جوانبه ماس رقيق وسائر جوانبه الاخرى حجر ثم مسته الحياة فتمثل بشرا سويا لكان رجلا متحببا متظرفا مثلك يا سيدي ….وهو من جانب واحد يعتبر المحب ، أي الماس ومن ثلاثة جوانب يعتبر السيد أي …أي الحجر…!!>>


السيد ايضا…..


لا يسوؤك أيها الصديق ! فوالله ما أنا بالتي ترغب الإساءة إلى عدو …فكيف بها إلى صديق …وإلى صديق عزيز ؟؟أيغضب السيد من وصفه بالسيد…..!


ولكن ما كانت الصداقة لتحمل في يدها ميزان العدل لكل كلمة وكل معنى وكل إشارة، بل إنها لتصفح كثيرا عن كثير لتجعل الحق الذي لها أن تستوفيه كاملا كأنها حق عليها تؤديه كاملا فتكبر بتسامحها وتنمو…


كن أنت الحاكم على نفسك انتصافا لما ظلمت به نفسا أخرى …


وإني اهز يدك بقوة تؤكد لك أن حرارة الإخلاص هي ابدا قوية من أنها إخلاص، متجددة من أنها قوية، باقية من أنها متجددة………

وبكل هذا هي الحب وهي الصداقة…


هو المرض ولكن


نعم هو المرض الذي استحق منى كل هذه العناية ، ولكنه المرض على أنه في جسمك


أنا إنسانية اعطف على كل احزان العالم ، ولكني لو تألمت لكل المتألمين لما أثاروا في نفسي إلا الجزء الأصغر مما تثيره فيًّ آلام صديق…


ولو تألمت بنفسي أو لنفسي لاحتملت ، ولكن المي بك وشفاؤه فيك …فهو الم وجزع واضطراب … أتألم بثلاثة من حيث لا تتألم انت إلا بأحدها…


نعم إن المرض هو الذي أثار فيّ كل هذا ، ولكنه المرض على انه في جسمك !!!!


جو طليق وحرية..

أنت كما تقول : في الجو الطليق وفي حريتي المعبودة ، يحويني الفضاء وأحويه ولا قيد ولا حد ولكن مع كل هذا فهناك هماك في الجو جاذبية ، وهناك للحرية أشواق ، وما يعين لنا حدود مسراتنا إلا آلامنا…

أضيفك كلمتك إلى سجل هفواتك في حق هذه المخلوقة التي لا ذنب لها سوى طيبة نفسها …ومن استحق أن تكون طيبة نفسه من ذنبه ، فقد استحق أن تكون من عقابه عند نفسه أتريد مني التوبة عن أن أكون لك طيبة النفس……؟
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 02-06-2020, 10:53 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي

افتح للشمس ….


أعجب لقلبك ، يأبى أن يحتبس في هذه الفكرة المظلمة التي توهمك أني أسأت إليك وقصدت بالمهانة ....هل القلب يعادي صاحبه أحيانا فيعاديك قلبك ويأبى عليك إلا أن تصر وتكابر وتغلق النافذات كلها ثم تذهب تتهم الشمس ؟؟


ما حيلة الشمس في الحيطان والأبواب التي أنت تقيمها ؟؟

افتح لها تدخـــــــل...


من بعـــــــــــيد..


أكاد والله أنسى أني بعيدة عنك هذا البعد كله ، بعدا يتقاذف بكلماتي مسافات ومسافات إلى أن تؤدي إليك شعوري ولا أعلم هل يسلبها البعد هذه الصيغة الحقيقية التي أراها لها وانا أكتبها....وأراها لها حين تتركني ذاهبة إلى البريد؟


وأنا على هذا البعد حين أقرؤك أراك وإنك لأقرب إليّ ممن هو أقرب إلى ، وأشعر بالكلمات حارة متنفسة بين يدي كساعة كتابتها ....كأن قلبي كان عندك وأنت تكتبها فلما جاءته .جاءته على عهده بها ....


هناك مهما ابتعدت دائرة أنس لنفسي تسكن إليها وتتعلق بها ، ولا تجعل محيط أفكارها إلا منها ، فأنا بنفسي في هذه الجهة البعيدة التي تفصلك عني ..ولكني بها أيضا في المكان الذي أنت فيه ...




***



هاأنذا يا حبيبتي أجلس لكتاب الشوق ، وفي يدي القلم ومعانيك مني قريبة تكاد تحس وتلمس على تباعد ما بيننا ....لأن ما فيك هو في قلبي.


وهذه عينك الظاهرة دائما بمظهر استفهام عن شيء ، لأن وراءها نفسا متعنتة تأبى أن ترضى ...أو حائرة لا تكفيها معرفة أو غامضة تريد ألا تفسر ، أو على الحقيقة لأن وراءها نفسا فيها التعنت والحيرة والغموض ، إذ عرفت أنها معشوقة...


هذه عينك من وراء البعد تلقي علي نظرات استفهامها فتدع كل ما حولي من الأشياء مسائل تطلب جوابها من حضورك ومرآك لا غير وبذلك يهفو إليك القلب بأشواق لا تزال تتوافى ، فلا تبرح تتجدد ، فهي لا تهدأ ولا تسكن و ، وكأن غيابك سلب الأشياء في نفسي حالة عقلية كانت لها ، كما سلبني أنا حالة عقلية..


وآه من تباريح الحب! إنها لوحوش من الأحزان ثائرة ، فكل راجفة من رواجف الصدر كأنها من حر الشوق ضربة مخلب على القلب...


الشوق ...وما الشوق إلا صاعقة تنشئها كهرباء الحب في سحاب الدم يمور ويضطرب ويصدم بعضه بعضا من الغليان، فيرجف فيه حين الرعد القلبي يتردد صداه آه آه آه...

******

والآن يا حبيبتي ألقت عينك الساحرة عليّ نظرة استفهام أخرى بالصبابة ورقة الشوق، فأحسست بروحي كالغصن المخضر أثقله الزهر وقد طفقت أزهاره تتفتح وتسلم النسيم ودائع الجنة من نفحاتها وتسليماتها عليك..


وأشعر بالقلم في يدي وكأن له شأنا مع الكلمات التي أكتبها لك ، فهو يخطها حرفا حرفا ، ويقبلها كذلك حرفا حرفا...وكأنه الساعة ذو هيئة إنسانية (الريشة) التي فيه تمتد إلى الكلام امتداد الشفة الظمأى بالقبلات الكثيرة المخبوءة فيها!


وأشعر بالقرطاس وكأنه قد علم أن سيحمل أشواقي وأسرار قلبي فلا يعد صحيفة ورق تموج بالألفاظ بل صحيفة صدر ملأها جو من التنهد....آه آه آه ....

******

وبنظرة استفهام أخرى من عينيك أشعر بحقيقتك النسوية من حولي حافة بي..فمرتجة في صدري ، فملقية على قلبي المسكين من كل خطرة شوق لسعة ألم ...

نعم إنك يا حبيبتي ترسلين الأنوار في هذا القلب ، غير انها لم تكن أنوارا إلا من أنها شعلا مضطرمة ، والمحب الذي يضيئه عشقه ويظهر للجمال، وجوده الغرامي ، إنما ينيره احتراقه وفناء وجوده الذاتي ، كل قدر من النور بقر مضاعف من الاحتراق...


وكذلك البطل العظيم في الحرب تنهش من لحمه السيوف ويثقب في عظامه الرصاص وما مرقه الموت بهذه ولا تلك ولكن مزقه مجده !!


أما إنك يا حبيبتي لو ضربتني بسيف لقتلتني قتلة معطرة ...


أما إنك لو ضربتني بسيف لما كانت قد زدت بسيفك وضربتك على أن تكوني خلقت الحسن في نظرة قاسية من نظرات عينيك..

وهكذا علمتني حقيقتك أن الحب إن هو إلا تفسير كل شيء في العالم تفسيرا من القلب

******

أنت ممزوجة بآلامي وآلامي منك هي أشواقي ، وأشواقي إليك هي أفكاري ، وأفكاري فيك هي معانيك في نفسي ...ومعانيك هي الحب ....

ولكن ما هو الحب إلا ان يكون آلامي و أشواقي وأفكاري ومعانيك في نفسي .؟


ولروحك أنفاس تناسمني فأستنشقها مهما انصدعت المسافات بيننا ، كأن ما ملء النفس يملء الكون فمن شعوري الدائم بانسكاب روحك في روحي ينبعث غرامي ويرصد بهواك لي في منفذ كل معنى لى نفسي ، ومن هذا تنبعث أشواقي الحزينة ما دمت لا أراك وإذا كان الغرام هو سكر الروح بالروح ، فما الشوق إلا التمرد العنيف من حواس الجسم المحب إذا حرم أن يسكر بالجسم الذي يحبه ...

******

في بعدك لا أشعر بالزمن يفنى من الساعات والأيام ، بل مني ومن حياتي ، فأنا من بعدك أذوب ، أذوب فناء ، أي أذوب شوقا ، وأفنى صبرا وعمرا بين كل ساعة وساعة!


يا رحمة للمشتاق حين يكون فيما حوله وهو بعيد عنه ، وقد يتكلم بالكلمة وهو مسيرة شهر من معناها ....ويعيش في سكوت ملأته أرواح ألفاظ محبوبة تريد بما وسعه أن تتكلم ..ولا يمكن أن تتكلم ...إذ الفم الجميل الذي ينطقها بعيد في وديعة النوى ، ويروي أنه هو وحبيبه ناحية فكرية من نواحي الدنيا بعيدة عن الناس والأشياء ، كأنهما معتكفان في عزلة ، ومع ذلك ف****** عنه في بعـيد ، فكأنما المسكين غريب في دنياه وفكره معا ...ويحس الآلام لا تنتهي ،إذ كانت هي أشواقه الدائمة الحنين إلى من يهواه ، فالألم فيه يبدأ ولا يزال يبدأ....

ومن ذلك فأشواقي لك يا حبيبتي دائما تبدأ ولا تزال تبدأ ...وأنا دائما في أولها ..

آه من هذه الأفكار الحزينة التي جاءت تبحث عن دموعي ...

وما هذا المعنى الناري الذي يطير في دمي ...

وما هذا الرعد القلبي الراجف يتردد صداه :آه آه آه...
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 02-06-2020, 10:53 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي

رسالة الطيف


ألم بي طيفها بالأمس ، فاقتحم بناء النسيان الذي رفعته بيني وبينها وألقيت كبريائي في أساسه حتى لا يرجف ولا يتصدع وأعليته بهمومي منها وشددته بعزائمي وثقتي وجعلته بإزائها كالمعبد من الزنديق إن لا يكن لا يسخر من ذلك إلا هذا فما يلعن هذا إلا من ذلك....

ولم ينكشف الليل حتى رأيت معبدي أطلالا دارسة قد خلعتها روح السماء فلبستها روح الأرض فتحول كما يتحول الزاهد في سمته ووقاره وتعففه إلى الشحاذ في تبذله وحرصه وإلحافه، وتصدع فنونا وتبدل أشكالا وسرى طيفها في نيتي مسرى الزلزلة الراجفة في بقعتها من أرضها تشق في الأرض والصخر والجبل ما يشق المقراض قي سرقة من الحرير (يعني شقة من الحرير الرقيق والجمع سَرَق) بل اسرع وأقطع وأمضى ...ولو حدث بعد الذي فعل طيفها أن مدفعا من المدافع ألقى ظله على الأرض فانفجرت من ظله القنابل تخرب وتدمر وتأتي على ما تناله والمدفع ذاته قار ساكت لقلت عسى ولعله ، وأمر قريب ، ولعل المدفع كان امراة...


*****************

ولكن تحت أطلال نسياني وما تخرب من عزيمتي انكشف لي كنز من الخيال دخلته وملكته، ولم أر فيه الدر والجوهر والألماس والياقوت في جسم الأرض ، بل رايت فيه ******ة تسطع من جسمها البديع حقائق كل هذه الجواهر الكريمة حتى لكأنها والله في غرابة الحلم حسناء من در و ألماس وجوهر وأشعة تتلألأ ، وما شئت أن ارى صفاء ولا جمالا ولا حسنا ولا فتنة إلا رأيت فيها ......


طيف جاء الروح المهجورة ب******ة فاستنشتها كما هي نسمة طائفة على روضة من الورود ومر بروحي التي جفتها هي وجرحتها مرورا أنعم من لمس الشفة للشفة ، وغمرها بمحاسن تملؤها ذوقا وطيبا ، وتحول هو معها روح قبلة مشهاة على انتظار طويل ففيه مسها ولذتها وحلاوتها .


وفي الحلم يتجلى ****** لمحبه كما هو داخل في نظام عقله وكما هو مستقر في امانيه ، فيكون على ذلك كأنه من خلق النفس وتصويرها، فتفتن به أشد الفتنة وكأنها لم تر معانيه في أحد قط ولا فيه هو نفسه ، ومن هذا قلما ناجى ****** في رؤياه أو طارحه الهوى أو الحديث أو نوله مما يشتهي إلا انتبه المحب وكأنه لم يلم به من هذا كله شيء ، بل ذاب هذا كله في دمه حلاوة روح لها طعم ومذاق...


يا للرحمة من طيف يعذب العاشق بالرحمة ...إذ ينقل ****** كله إلا ****** نفسه ....ويحقق المحب أمانيه إلا بهذه الاماني ويختم على ظلمة الصدر بألوان من نهار يموت قبل النهار ....وفي عالم معذب من الهواجس والخيالات العاشقة المستلبة إرادتها ، ينصب عالم نعيم من الهواجس والخيالات المعشوقة مستلب الإرادة أيضا فكأنها سخرية النفس من جنون صاحبها........ ياللرحمة.

وتحت أطلال نسياني وما تخرب من عزيمتي . . . ظفرت بقصورة كأنها من مقاصير الجنة لها جو عبق نافج مليء من الإحساس الخالد والشعور الطروب ، كما مليء بالأسرار والألغاز ، ترف عليه معاني الضحكات والنظرات والابتسامات . . تمازجه تعابير الصوت والموسيقى والثياب الحريرية والروائح العطرة يسبح في ذلك كله جلال الحب وجمال المحبوب وروحي العاشقة ! !

وارتفعت حقيقتنا كلينا إلى عالم الكنايات والمجازات والاستعارات ، فكان الحب ثمة يتخذ شكله السماوي فيتسع بالإدراك في كل شيء إذ يجعل الحاسية كأنها من حواس الخلود . فلا نهاية لمسرة تتصل بها ، ولا نهاية للذة تخالطها . ومن ذلك لا نهاية لأفراح قلبي في الحلم . . .

وكانت هي كل تقاسيمها تعبيرات معنوية حتى لكأنها صورة متجسمة من أوصاف بارعة في الحب والجمال خصصت بعلمها أنا وحدي إذ لا يمكن أن يهتدي إليها إلا فيها وحدي وكنت مع طيفها كأني ملقى في حالة من حالات الوحي لا في ساعة من ساعات الكرى ...

ورايت حبا رائعا اشعرني إذ ملكته في تلك الخطرات أن الإنسان قد يملك من الجنة نفسها ملكا وهو على الأرض في دار الشقاء إذا هو احتوى بين ذراعيه من يحبه . . .

**********

وقالت نفسها لنفسي : هلمي يا حبيبتي في غفلة من هذين العقلين العدوين نهدم عليهما المنطق الذي يعذبنا بأقيسته وقضاياه وإنما نحن روحان فوق الأقيسة والقضايا .

هلمي إلى حكم الحب في رقدة الفلسفة العنيدة القائمة بصاحبينا قيام محكمة بقاضيين جاهلين معا مكابرين معا فلا يرى كلاهما إلا أن صاحبه هو الجاهل وبذلك تتضاعف البلية منهما متى حكما . . . !

هلمي من وراء هذين المتغاضبين إلى شريعة الرضافليست إحدانا من الأخرى إلا كالصدى يجيب على الكلمة بالكلمة نفسها . . . إذ ليست إحدانا إلا الأخرى . . .

*********



عاد الحب أكبر من كلمة ..ورجع الرضا أكبر من ابتسام الشفتين وصارت الأذرع حدودا بعد أن كانت على فضاء وفراغ وحيا طيفها وسلم . . .


حيا وسلم ثم صافح تاركا


يده على الكبد التي أدماها


وأتى ليعتذر الغزال ، ولجلجت


كلمات فيه ، ففي فمي أخفاها


ودنا ليغترف الهوى فتهالكت


أسراره ، فرمت به فرماها


قلب ****** متى تكلم لم تجد


كلما ، ولكن اذرعا وشفاها...
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 02-06-2020, 10:54 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي

لمـاذا لمـــاذا؟


وكتب إليها :


قرأت كتابك وهو أسطر قليلة ، ولكنها إما ساحرة أو مسحورة ، فلقد خيل إلي أنها تنتهي ، إذ كنت فيها كأني أطارد معنى فارا مذعورا لا تمسكه الألفاظ فلا يبرح فوق السطور ، إذا بلغ آخرها وثب إلى أولها فإذا كان في أولها عاد إلى آخرها دواليك بدأ وعودا . ويتلجلج مثل ذلك في صدري فلا ينتهي حتى ينتهي عنه


تقولين يا حبيبتي : أي شيء عندك هو جديد في ؟ ولماذا لا تراني رؤيتك غيري ؟ وكيف بعدت في نظرك المسافة بين وجه امرأة ووجه امرأة أخرى ؟ وهل في وجوه النساء طريق متشعبة تذهب برجل يمينا وتلوي بغيره شمالا ، وتتوافى إلى غاية وتتفرق عن غاية ؟ ثم ما الذي جعلني عندك لغزا لا تفسير له ، وجعل النساء من دوني واضحات مفسرات كألفاظ الحياة الجارية في العادة والواقع المبذولة بمعانيها لمداولة الأخذ والعطاء ، على حين تزعم أني كالعبارة العقلية التي يضرب فيها الظن على وجوه شتى ، وأني كما تقول كلمة بسرها ؟


لا أكاد افهم يا صديقي (لاحظ أنه كان يناديها يا حبيبتي وكانت لا تكتب له إلا يا صديقي !!!!!)معنى كلمة بسرها ولا معنى قولك الذي قلت لي :إن الحب فيك انت كتعتيق الخمر يضيف إليها الوقت كل يوم أسرارا وقوى وخيالا وعملا وسطوة ورقة واراه في سواك كتعتيق الماء ....

لماذا لماذا ؟ ليس عندي جواب كلامك إنما هو عندك إذ تجاوز قدر معرفتي يا صديقي . . .
**********


وأما قبل . . . يا صديقتي فلا أزال أقول لك ما قلته : إن من النساء في مقابلة أشعة النفوس معاني . فمعنى كحائط ومعنى كمرآة . وواحدة تمسخ ظلا طامسا أراني فيها تحت الشعاع كأني ظل ممدود على التراب .والأخرى تبرق وتتلألأ وأراني فيها سويا كاملا كأني خلقت في ضوئها .
ومن النساء في مقابلة أهواء القلوب معان فمعنى كالقفر ، ومعنى كالحديقة ، وواحدة يكون وجودها حول فراغها ... والأخرى وجودها القلب فهو حولها .

لماذا لماذا ؟ لأن الإنسان غامض وتفسيره ليس فيه ولا بد من تفسيره وإلا كان كل شيء عبثا .إن الوجود كله مفسر للطفل تفسيرا صغيرا مثله في حب أمه وحنانها . .



وكذلك تبدأ الحياة من أول أنفاسها بالحب ولعل أول قبلة على وجه الطفل من أمه ساعة ينفصل منها إنما هي استقبال الحب لهذا الإنسان الجديد ومسه من شفتي أمه بالطابع الذي لو قرئ نقشه لكان هكــــذا : أنت وحدك . . .


فإذا كبر الوليد فلابد من تغير التفسير حالا بعد حال ولا يزال كذلك تغيره الأشياء والحوادث حتى يبلغ أسلوب الفلسفة العليا إذا انتهى إلى العشق وحينئذ تكون قبلة ******ة إنما هي استقبال الحب لهذا الإنسان المتجدد ومسه من شفتي حبيبته بالطابع الذي لو قرئ نقشه لكــــان " أنا وحــــدي"


لذا أنت يا حبيبتي الفلسفة العليا وأنت "كلمة بسرها" أما غيرك من النساء فجمالها عندي جمال الشكل لا جمال السر . . .


ومن ثم فهي مفسرة واضحة إذ لا يرى قلبي فيها ما يعسر فهمه ولا ما يبحث عن تفسيره ولا ما يفسر لي معنى من المعاني .

ومن ذلك فليس الجمال المعشوق إلا انطواء الجميل على أسرار مبهمة وبذلك فكل نظر في المرأة لا يرجع إلا بزيادة الوضوح فيها يعلو منها وما ينزل ، على حين كل ما في ******ة يزيد على تكرار النظر غموضا كأنه شيء جديد ويأبى جمالها ان يفسر ، إذا كان تفسير الشيء إنما هو إضافته إلى ما فرغت النفس منه . . .


إن جمالك أيتها ******ة ليس جمالك كما تظنين وإلا فقد شركتك الحسان فيه . لكنه بكلمة واحدة فن قلبي أنا .
والحياة التي تفيض عليك تملؤك وتملؤني معا ولذلك فكل معنى منك له معنى آخر في .




يا للجلال


في عينيك يا حبيبتي سحر ظاهر بمعاينيه يلقى الحب على من ينظر إليه.

أهو سر الضرورة الذي يشعرنا من معانيك الرحيمة بمعانيك القاسية، أم هو روح اضطراب مجهول أودعتك إياه ليخلق حولك العواطف القلبية؟

أم هو استبداد الجمال الذي خصصت به ليكون قلبك وحده في قوة القلوب كلها..

أم هو ذلك المعنى الخالق الذي يفيض على جمالك تميز جملتك البديعة في شيء شيء وفي حسن حسن؟

أم أنت أنت وذلك السر في عينيك معنى أنت؟

دائما يضيف وجهك على كلامك بلاغة إلـهية..

ولو نطقت بألفاظ القوة التي تشبه أجراسها صلصلة السلاح لخرجت من شفتيك متنهدة...

ولو تكلمت بأشد ألفاظ القسوة لذابت في حلاوة شفتيك...ومتى نطقت باسمي خرج من فمك سكران....

أي سر هذا الذي يجعلك على كل أحوالك تفيضين بالقوة كأنما بنيت على شكل لا يزال يجمعها في نفسه ويبثها من نفسه؟

وإنه ولا ريب طابع الجاذبية على القوة ..

وأي إبداع هو الذي يظهرك في محاسنك مظهر كون خلق كله من الزهر وهو جميل في مجموعه بأجزائه وفي أجزائه بمجموعه!!

إنه ولا ريب طابع الألوهية على المعجزة.

حولك ما نحسه ولا نعرف منه إلا أنه حولك وحسب.والجو الذي أنت فيه ينعكس على جمالك في صورة سحرية فلو أنني طفت العالم كله لرايته من حولي أينما كنت وأبصرت وجهك دائما امام عيني كأني محدود بك في حدود مسحورة تدعك حيث أنت وتمضي معي حيث أكون!

وما الوجود إلا انسياب قوى المادة بعضها في بعض وفي هواك تنساب القوى من روحك إلى روحي فالأصل الذي بني عليه الكون في منافعه بنيت أنت عليه في محاسنك كأنه هو يعرض قوانينه التي تحس ولا تُرى في صورة منك تُحس وترى وتزيد على الرؤية أنها آخر حدود العشق ...

أما والله لو ناديتك بغير اسمك لوضعت لك اسما من معانيك ...ولو سميتك بهذه المعاني لما ناديتك إلا بهذا الاسم العظيم.....يا نسوية العالم.....
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 02-06-2020, 10:54 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي

استمداد فلسفة

وكتب إليها

جاءني كتابك ، بل جئتني أنت في كتابك ، فضممت الصحيفة إلى قلبي ضمة عرفتك فيها من خفقات هذا القلب واضطرابه !وقبلت الكلمات قبلا شعرت من سحرها في نفسي أن هذه الألفاظ قد خرجت من فمك الوردي فجاءت عطرا وحياة وجمالا ونقلت في الكتاب جوا رقيقا نديا كان مطيفا بشفتيك عند كتابتها كأنه نسمة من الفجر حول وردة تتنفس بعطرها الذكي .


كلما قرأت لك شيئا نفذ إلى روحي بالعطر الذي عطرك الله به . كأن الكلام بيننا أثير تسبح فيه مادة نفسينا : ولو كل الجميلات في العالم لفظن كلمة واحدة ثم لفظتها أنت لكنت أنت وحدك القادرة على أن تصنع روح الجمال وروح الحب وروح المرأة في تلك الكلمة لأن روحي لا تعرف الجمال والحب في المرأة إلا فيك .


تريني حين أقرأ كتابتك بين سحرين تظاهرا من ألفاظك ومعانيك فتجدينني كالنائم تخلق الذاكرة في خياله أجسام المعاني المحفوظة لتخرج له من الاسم صاحب الاسم وترد عليه من الحكاية واقعة الحكاية ، وتجرد منه شخصا لا حقيقة له ينطلق في عالم مسحور ليست له حقيقة ويألم النائم ويلذ كأنه من اليقظة لم يزل !


يذكرني هذا بما جادلتك فيه يوما من أن هناك عالما معنويا يخلق مما ننساه ونحن ننتقل إليه أحيانا بالنوم ، وأن هذا تمثيل لمعنى الخلود أو هو بعض أدلته ، إذ لست أرى الموت إلا رجعة الروح إلى عالم أنشئ لها من أعمالهاا في رحمة الله ونقمته ، فنحن على الأرض نبني لأرواحنا في السماء ، ومنا من يبتني لنفسه المدينة العظيمة بخيراته وحسناته ومن يبني لروحه السجن الضيق الوعر بآثامه وجرائمه !!

مالي أراني قد اندفعت إلى ما وراء الحياة ؟ولكن هل الحب إلا روحانية ترجع بنا إلى ما وراء أنفسنا لتضيف بعض المجهول إلى وجودنا ، وتزيد لنا نعيم الدنيا وآلامها ما لا يزيده شيء آخر غير الحب ؟


لو سألتني من هو العاشق لأجبتك إنه لن يكون عاشقا إلا من أحس أنه قذف به في الابتسامات والنظرات بمرة واحدة إلى مهبط السموات فيشعر أن نعيمه أهناأ من نعيم الأرض وأن عذابه أشد من عذابها وكأنه غذ يتنعم لم يصب أسباب النعيم بل أسباب الخلود في الجنة ، وإذ يتألم لم يجد مادة الألم . بل مادة نارية خالدة على قلبه .


كذلك لا يبدأ الحب إلا من آخر الدنيا فهو دائما على طرفها ، ولو نصب ميزان لعاشق من العشاق المتيمين ووضعت كرة الأرض بكنوزها وممالكها في كفة منه ثم وضع حبيبه في الكفة الأخرى لرجحت هذه عنده لأن فيها حبيبه وقلبه ، وبقيت الأخرى كأن لم يكن فيها شيء وإن كان فيها المشرق والمغرب!


وأعجب من هذا أننا نجد من الزهاد والمتنسكين من يقطع دهره كله متعبدا منصرفا عن الدنيا إلى ما بعدها جاعلا لسان حواسه الأرضية دائما سماوي اللغة ثم لا يجد من يقول إنه كالملائكة على حين أن الكلمة الأولى التي يقولها العاشق في وصف حبيبه ساعة يمس قلبه : إنه كالملك وإنه من السماء وإنه قانون من قوانين القدر وإنه الوجود كله مختصرا في نفس إنسانية ، والطبيعة كلها ممثلة في ذات لذات أخرى وإنه مظهر من مظاهر التقديس لا تحيط به إلا معاني الجلال والعبادة فلا يزال القلب يركع أمامه ويسجد !!!


أتذكرين ما قلته لك ذات مرة وقد رأيت كلبك الصغر الجميل كأنه من تراميه عليك ومن معاني نظراته لك –عاشق يريد أن تفهميه . . فقلت لك : إنني أراه يحبك بقوة أحسبها تحاول أن تقلبه إنسانا يحب . فإن كان هذا الحيوان ولم يزد عن معاني الوفاء والأمانة شيئا ، فليت شعري كيف تصنع هذه القوة في الإنسان وهي فيه أمانة ثم رغبة زائدة عليه ، ووفاء ثم غاية أعلى منه وحب إنساني ذاهب إلى طرفه الإلهي وشيء معلوم ثم شيء مجهول في المعلوم ؟


إنها والله لن تدعه إنسانا ابدا ما دامت لا تدعه في نفسه . آه . آه . !


ما أرى الحب إلا قوة تخرج النفس وتشيعها في الوجود كله أو تدخل الوجود كله إلى النفس وتدعه شائعا فيها ، ولهذا فمهما يبلغ من سعة العالم فإنه لن يمتلئ عند المحب إلا بواحد فقط . هو الذي يحبه .

أعرف هذا منك أيته العزيزة لأني في هذا البعد أراك في كل مكان حتى لكأن هذا الوجود كله ورقة تصوير حساسة مصوبة بآلتها إلى قلبي تلتقط رسمك منه وتلقيه على كل شيء صرفت إليه عيني ، وهذا – ولا ريب- معنى من معاني اللا نهاية فلعل ناموس الحب لم يخلق إلا لترك منه الإنسانية ما يقرب لها الفكرة ما لا ينتهي ، فمادة ****** الممثلة في جسمه لا تفنى بل هي تنصب من عيني محبه على كل شيء وملء كل شيء .

****** محدود بعاشقه فقط . . . وهذا مثال يقرب للعقل كيف يفهم الخلود الذي لا ينتهي لأنه أبدا ممتد مع الخالق الأزلي الذي لا ينتهي ولا يفنى .


عذرا أيتها ******ة فمهما أكتب فلا يزال وراء الكلام ذلك المعنى الدقيق الذي لا يظهره الكلام وذلك المعنى المعجز الذي هو بلاغة فوق البلاغة . ذلك المعنى الجميل هو أنت . . . . .



وألم الحب

اما ألم الحب فذاك حين يأتي على اللحم والدم معنى لو تجسم لكان هو الذي يصهر الحديد في موج من لهب النار ويحطم الصخر في زلزلة من ضربات المعاول . . .

هناك الألم المدمر لا يكابده إلا إنسان كأنما يراد خلقه مرة ثانية فيهدم ويبني أو يزاد تنقيحه فيغير ويحول ..

وأعظمه لأعاظم الحكام والشعراء فهم وحدهم الخارجون دائما عن هندسة الحياة المنسجمة وهم وحدهم الذين يتحول كل شيء في أنفسهم إلى حقيقة عاملة فلا يبرحون في تغيير ومن ثم فلا بد فيهم من هدم . . .

ولا بد لهم من آلام على قياس العظمة تكون لكل منهم كالبراهين عن نفسه أنه غير إله وأنه حين يكون بين حكمتين غنما يكون بين ضربتين . . .

تجد الشاعر العظيم وإنه ليكاد يملأ الكزن ، فلا يضرب بالحب إلا الضربة الداوية تنطبق بها أقطار المشرق والمغرب. . .

وإنه لضغط بالوجود نفسه على بعض الناس ، كضغط الأرض بآلاف الأجيال على بعض الفحم المطمور في أعراقها ليتحول فيكون منه الألماس الكريم المتلألئ !.. ألا ما اهولها قوة في تبيض الأسود بطبيعته ، إلى جوهر النور بطبيعته ، وفي خلق شمس وألماسية وهاجة ، ولكن من ظلمة حالكة انعقدت في التراب . .

وما أهول مثلها من الآلام في مضاعفة الحكيم أو الشاعر بقدر إنسانيتين ، ليتسع لبؤس من الأشقياء وسرورها جميعا ، وليكون على مدرجة بين الخليقة وخالقها وليقى دائما من ضغط الوجود عليه كأنه محصور في عمر ساعة ألم قد جمدت حوله !

أولئك يتأوهون لا بالأنين كغيرهم من الناس ولكن برعد الأرواح يرجف إذ تنفجر بكهربائها ، ويبكون لا بالدموع ، ولكن بسحائب من معانيهم يؤلفها القدر ويراكمها ويضربها فيسوقها لتمطر على ناحية الجدب الإنساني

أولئك يتألمون لا بالألم ولكن بتمزيق في أنفسهم كتمزيق الأرض حين تودع أسرار الزرع ويتوجعون لا بمقدار عمل الواحد منهم بنفسه ولكن بمقدار عمل الدنيا به ، وليسمنهم البائس الحزين الذي نزل به الألم رغما وذلا ، ولكن البائس الجميل الذي اتخذته الحكمة ليبدع الصورة الكلامية من جمال نفسه لجمال الكون شعرا وبيانا وفنا . .

في موضع تقع الشرارة لتنطفئ ، وقد تنطفئ قبل وقوعها . . . وفي موضع آخر تقع وكأنها ولدت ثمة لتحيا وتكبر . . .فإذا هي من بعد نار تعمل أعمالها . . .وكذلك الألم ومن يتألمون . . . "وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة "

ومن قسوة القدر على الشاعر العظيم أن لا يجعل حبه حبا خالق الوحي إلا في امرأة على قدر تألهه عظة وسخرية .

يقول عنها : ما أحوجني إلى معجزة نبي تحول الحجر الذي في ضلوعها إلى القلب . . . وتقول هي عنه :ما أحوجني إلى بعض الملائكة والشياطين ليكشف لي سر نفسه المخبوءة تحت مكان الصبر في قلبه !

ويعيشان في الحب كما يعيش اثنان في قصة . . . وضعها مؤلف خيالي فأحكم عقدتها . . .وتخاصم سعادة كل منهما سعادة الآخر ويعملان كما يعمل الغني الشحيح . يفقد الحياة لينال الدنيا . ثم إذا سأت ذلك المسكين الأعظم : ما لذة هذا الحب الأليم اللهفان ؟ قال لك لذته أنه حب . . .

هي حينئذ كل العذوبة السيالة في روحه وهي بذاتها كل الاقذاء التي ألقيت في ينبوع نفسه ، وآلامها ميلاد حقيقي لمعانيه ، ولذاتها أكفان حقيقية لموتى هذه المعاني إذا أريد لها الموت ، وكلما يضع الآلام والأوجاع فيه يضع منها النور في كلماته !

من كونها هي في قلبه يشعر أن الكون فيه ، حتى ليقول في وحيه للجبال الراسية على أعضاد الأرض : آلمتني يا أعضائي . . .

وتقي في حياته ألوان عينيها وخديها وثغرها ألوانا وألوانا ، فإذا حياة فنية مزخرفة منقوشة بأبدع وأجمل مما في الطبيعة ورياضها وألوانها .

ولاتصالها بموضع السر من روحه تشعر السر العجيب سر الحب الذي يحير العاشق حين تفتنه من يهواها فيحسب كأن الجنس كله مستحيل وأمكنت واحدة ، أو كأن الجنس كله ممكن واستحالت واحدة .فكأنه لا جنس بل واحدة فقط

وتتصرف به في دلالها وهواها تارة وضدها ، فيراها حينا كما ينظر طفل إلى سكرة ، وحينا كما ينظر المريض إلى مقبرة

وإذا هي أنفقت أهلكت بلذة .... وإذا هي امتنعت أنفقت بألم . . . داء لا يدري أنى ي}تى له

يارحمة للمحب الذي يتوجع بآلامه وحقائقها ثم بمعانيها في روحه وأمانيه ثم بالصبر عليهما :ثلاثة آلام في ألم واحد.

ويا آلام الحب ، أنت ثقيلة ثقيلة ، لأنك نظام التراب في روحانيتي !

ويا آلام الحب أنت جميلة جميلة لأنك إشراق السر الأعلى في نفسي.

ويا آلام الحب أنت حبيبة ولو أنك آلام ....بل حبيبة لأنك آلام ...





شجرات الشتاء

يممتهن اليوم فإذا هن ذابلات عليهن الضحى عريانا وكن من ورقهن في حلل الظل ، وفيهن انكسار ذي العارية وكان يتجمل بعاريته ثم ردها فما يتوارى إلا من الأعين التي كان يتعرض لها من قبل ، ويحس أنه أصبح لحنا من خطأ فاحش في لغة النعمة واليسار ، لا يكاد يظهر نفسه إلا قيل له : يا غلطة تحتاج إلى من يصححها ...
ورأيتهن واقفات في مثل ذلك الحزن النسائي الغرامي الذي يخلط المرارة في حلاوة المرأة الجميلة فتبدي عن عاطفة مسكينة لا يصورها لك إلا أن ...أن تتخيل جزع لؤلؤة تخسى أن تتحول إلى حصاة ..
ذليلات ذليلات كأنهن مطلقات الربيع ....
****
وقالت لي صديقة منهن : لقد كنت في جانب منا ، أفمنحرف أنت إلى الجانب الآخر ؟ وكان لك فينا من رأي الحب ما يكسونا مع كسوتنا ، أفيكون لك من رأي البغض ما يجردنا مع تجردنا ؟ أم ستقول : طاووس انسل ريشه الجميل فرده القبح دجاجة ، وشجرة سلبت زينتها فعادت كأن لم يخلقها الله ولكن أقانها نجار . . .أم انت رادنا إلى المسخ فمجر علينا حكم الرجل على المرأة ، متى قبحت في عينه قبحت في قلبه إذ لا يطلب إلا معنى فيها تحت الرونق لمعنى فيه تحت الدم ، فإذا هي لم تعد من إيمانه . . .كفى ذلك وحده أن يجعلها من كفره ...
أظالمني أنت فتعرف لي ذلا بعد عوة ، وتصف لي خضوعا بعد كبرياء ، ولا تضع بإزائي في ميزان قلبك إلا المعاني الثقيلة التي تلقيها تزن بها ما تكره لكي تمتلأ نفسك منه بغضا وكراهة ؟
*****
كلا يا صديقتي ! إنما تتحولين لأجد منك معنى جديدا في نفسي . فكأنك تخرجين مني رجلا في الربيع ورجلا في الشتاء ، وكأني أعرف بك كيف أتحول في بعض معاني الحياة من نسيم إلى عاصفة ، أنت ك******ة المخلصة التي تبالغ في إصفاء الود ، فتمتنع وتهجر لتهب محبها الفكر في جمالها كما وهبته النعمة بجمالها ، فيصيب اللذة ومعناها ، ثم يجد الشوق الذي يضاعف معناها ، فإني رأيت الذي لا يفكر في معاني الجمال حين يمتنع ويبعد لا يدرك كل معانيه حين يمكن ويدنو. *** ومن امتلأ مِن فقد السرور ، كان حقيقا أن يكون هو الذي يمتلئ من وجوده ، فاللذة لذة واحدة بنفسها ، ولكنها تتعدد بموقعها وبحالتها بمقدار فهمها وبقوة الشوق إليها ، وما أشبه النفس في هذا المعنى بقصر العروس ، إن لم تتقدم العروس معانيها فتزين القصر وتزخرفه وتكسوه وتجعل في كل مكان منه جمالا يومئ إليها وزينة تشاكلها وحسنا يتمها أو يفسر منها –لم تكن العروس على القصر إلا أرملة .
كلا يا شجراتي ، فلست ظالما فأجري عليكن حكم المرأة في شتاء حبها ، فإن المرأة متى بردت . . .ظهرت كالسحب الثقيلة المطبة بأرجائها السوداء : لها في سمائها لون الوحل قبل أن تستوحل بها الأرض . . . . وبها من الظلمة ملء ليل طويل يموت فيه النهار الطالع وشمسه معا . . .ويكلح بها وجه الحب ويبرد ويظلم لتكون في بلائها مادة إنسانية تقع منها صاعقة . . .
آه لو أن شجرة لم تحمل كل أغصانها إلا من قشور الثمر المطروحة في الطريق ، لكانت هذه المرأة أسخف منها ، ولو أن شجرة حين أورقت لم تورق من جذعها إلى بواسقها وأعاليها إلا بأجنحة الذباب . . .ليتقذر صاحبها .لأشبهتها هذه المرأة !! كلا يا شجراتي ، فقد ذهب ربيعي مثلكن ولم يكن ربيعا في قلبي ، فسأقضي شتائي وأنتظر أنا وجذوري ، إنه عهد ليس أشقى منه لوعة ولا أسعد منه ذكرى إذا جعلنا نحن إلى حياة ليست في حياتنا ، بل ذهبت عنا بحبيب نأى أو حبيب هجر.
***
عجبا!ماذا يحدث في الحياة من هنات وهنات ؟ تمرض الشجرة فصلا من سنتها وتشرف على الموت فصلا آخر ثم يطير فيها لهب الشمس فإذا هي تغلي بالشعاعا وعليها ضبابة خضراء من غليان ألوان الشمس في جوفها ، فليس من جمال إلا وبعض مادته في أصلها من القبح كما ترى ، يظهر لك في الطبيعة الجميلة ، لأنها عدوة التصنع ، ويخفى في النساء الجميلات ، لأنهمن عدوات الطبع ، حتى أجمل ما في المرأة ا لجميلة ، لا تراه بعيدا من أقبح ما فيها حتى دلال المرأة التي تحبها ، فهو بعينه لو حققت ، هو معنى ظريف رقيق من . . من . . وقاحتها . . .
****
أين الجزء المسكر في الكأس إلا مع غير المسكر فيها ؟ وأين المرأة الجميلة إلا مع مكروهاتها يغرك منها ما يغر ؟


لهفي لأشجار المحبة مر فصل ربيعها

جد الهوى في عرسها ليجد في تقطيعها

كل الفتوق لها الرقاع ترم من تصديعها

وإذا تمزقت المحبة حرت في ترقيعها ....!
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 02-06-2020, 10:55 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي

في العتاب.


" وكتب إليها مرة كتاب هوى ، فتفترت في الرد عليه تريد أن يطول به الانتظارفيؤلمه ، أو تريد أن تزيد به الشوق فيؤلمه أو كأنها تطمعه بألا تطمعه ليتألم "!!

فلما انتهى فيه دلالها إلى الضجر ، كتب إليها هذه الرسالة يؤلمها بها وجعلها على طريقة السجع التي كان يتراسل بها فحول الكتاب في القرن الرابع للهجرة وما بعده ، لأنها هي تكره هذه الطريقة وتجد لها ألما في نفسها ، ولذلك مضى بها مسجوعة إلى آخرها ، ليبالغ في إيلامها والتهكم بها وبفلسفتها ، وردت في الرسائل بكل ذلك إرادتها ، وهذه هي الرسالة :

كتبت إليك من أيام يشفع لها قربك من نفسي فلا أقول إنها بعيدة وتمر قديمة ولكن ما في هذه النفس منها ومن آلامها يجعلها دائما جديدة وكأنها تجري بي إلى الفناء فهي تطول إلى غير حد ، وتأخذ معنى اليأس الذي يمضي به الأمس فتقي به في معنى الأمل الذي يأتي به الغد ، والأيام تعد بالأرقام ولكنك أنت جعلت هذه الأيام تعد بانها لا تعد .

وانتظرت رد كتابي أو ورقة من شجر عتابي ، فما زالت تتقطع الساعة من الساعة ويلتقي اليوم باليوم ، ويذهب اللوم إلى العتاب ويجيء العتاب إلى اللوم ، وكتابك على ذلك كأنه مغمى عليه لا هو في يقظة ولا هو في نوم . . .

فسبحان من علم آدم الأسماء كلها لينطق بها وعلمك أنت من دون أبنائه وبناته السكوت . . .والسلام عليك في ازلية جفائك التي لا تنتهي .أما أنا فالسلام على يوم ولدت ويوم أموت .!!

ما هذا يا سيدتي وليس خيط عمري في إبرتك ولا ما يتمزق من أيامي تصلحه (ماكينة الخياطة )بقدرتك ، وإن كنت أنا أقل من (أنا )فلست أنت باكثر من( أنت ) وما علمنا أنك مع القدر تحركت ولا مع القدر سكنت !!

أتحسبينك لما خفت المحاكم في قتلي جعلت تقتلين بهجرك أيامي ، ولما عرفت أنك من اشد سروري أردت أن أعرف كذلك أنك من اشد آلامي ، أم أنت في نورك وظلامك تريدين أن تنقصي من الأعمار كما ينقص منها الليل والنهار ؟ أم تحسبيننا خلقنا بهذه الرقة لنعرف بها كيف يتحجر قلبك ويجمد وأنبتنا الله في مزرعة العمر ليجيئنا منك صاحب المزرعة فيحصد ؟ أم انت خلقت في يد الله إرادة ماضية وخلقنا عليها اتكالا ، وجئنا على الطاعة شكلا واحدا وجئت أنت من يد الله في الكبرياء أشكالا ...؟

فإن كان قلبك يا سيدتي قلبا غير القلوب فما نحن شيئا غير الناس ، وإن كنت هندسة وحدها في بناء الحب ، فما خلقت أعمارنا في هندستك للقياس ، وهبي قلبك خلق مربعا ، أفلا يسعنا ضلع من أضلاعه ، أو مدورا أفلا يمسكنا فحيطه في نقطة من انخفاضه أو ارتفاعه ، وهبيه مثلثا فاجعلينا منه بقية في الزاوية ، أو مستطيلا فدعينا نمتد معه ولو إلى ناحية ....!

ما بال كتابنا يمضي ((سؤالا ))من القلب فيبقى عندك بلا ( جواب ) ونبنيه نحن على (( حركة ))قلوبنا فتجعلينه أنت مبنيا على السكون . . ثم لا محل له من الإعراب . . .وما بالنا نقطع في انتظار الرد مسافة من هجرك، ولو طار فيها البريد لانتهى بكل الحسنات والسيئات إلى السماء . ولو طاف الأرض لتقدم حتى لا يبقى في الأرض أمام ، وتأخر حتى لا يبقى في الأرض وراء ، فإن كنت تضنين أن توجهي إلينا من عرشك خطابا ، أو تنزلي علينا من سمائك كتابا ، فقد أقفل باب النبوة من قبلنا ..فما هذا الباب ؟ واحتجب الوحي من زمن بعيد ...فيا سيدتي ما هذا الحجاب ؟

لقد هممت أن أعاقب القلم الذي كتبت به إليك فأحطم سنه ، وأجعله من ناحيتي في خبر كان حتى لا يبقى من ناحيتك في خبر (إنه)، وقلت :كيف –ويحك-سودت وجه صحيفتي بما هو في سواده مداد مع المداد ، وفي نفسه سواد أقبح من السواد ؟ فقال : وهل أنا في نغمات حبك إلا عود ، وهل صورت إلا حركات وجدك من قيام وقعود، وسل الدواة من أمدها ، والصحيفة من أعدها ، وسل أناملك كيف كانت تضغط على كأنها تسلم على ******ة سلاما ، ولا تخط إليها كلاما ، وسل نفسك كيف كانت في حركتي تضطرب ، وقلبك كيف كان من كلمة يبتعد ومن كلمة يقترب ؟


فما نعلم يا سيدتي وقد أحببناك أنعدك من ذنوب الزمان أم من أعذاره وهل نأخذك في الحب من وقائعه أم في الجفاء من أخباره ؟ فإن أبيت أن تكوني منا إلا كالسماء من أرضها ، وأن نكون من ك كالسُّنة من فرضها ، وأبيت أنت وأنت مفرد الحسن إلا أن نعدك أنت وكبرياءك مثنى بألف ونون ، وإلا أن تكوني على غير ما نريده ثم لا نكون إلا كما أردت أن نكون فإن خاطبناك قالنا يا فلانتان ... ويا أيتها ******تان ويا غضباوان وراضيتان وأنشدنا في هواك : ((ولو كان هم واحد .. .ولكنه هم وثان .. .))وإن أبيت إلا ما نأبى ولم ترضي مع صدقنا في حبك إلا كذبا ، قلنا لك بلغة اليأس منك : لشد ما أصاب الزمان فينا وأخطأ فليصب بك أو ليخطئ ، وكثيرا ما أعطانا الدهر وأخّ ، فلتكوني فيما يأخذ أو يعطي ، ونقول مع الذكر والنسيان ، وما عسى أن ينقص العالم بإنسانة أو إنسان ، ومن ظن (بصرفنا )عن نفسه أنه كبير ، جعلناه من (نحونا ) في باب التصغير ، ومثلنا لا يتكلم غلا بفائدة ، ولا يسكت إلا بفائدة فإن أخطأنا معك في واحدة أصلحنا واحدة ، وما أكثر ما يجد الكاتب إذا عز عليه أن يعاتب ، وفي ذكائك لا محالة ، بقية الرسالة .


ولعلنا ولعلك ..... والسلام !
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أوراق, الورد


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع أوراق الورد
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حمل كتاب أوراق الورد لمصطفى صادق الرافعي Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 2 02-06-2020 10:41 AM
علم طريقة زراعة الورد في المنزل واستمتع بزراعة الورد Eng.Jordan الزراعة 0 11-10-2015 10:53 PM
تحت الورد شوك أم فوق الشوك ورد صابرة الملتقى العام 0 10-20-2015 01:04 PM
اشهى من الورد زهير شيخ تراب الشاعر زهير شيخ تراب 0 11-06-2013 10:32 AM
حمل كتاب أوراق الورد الرافعي Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 0 01-25-2012 12:45 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 03:40 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59