#1  
قديم 12-11-2019, 08:27 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي دراسة تطبيقية من منظور سلوكي في عينة من منشآت الاعمال الصناعية


اثر التحيز في اعداد الموازنات التخطيطية
دراسة تطبيقية من منظور سلوكي في عينة من منشآت الاعمال الصناعية
علي كريم الخفاجي صلاح مهدي جواد
كلية الادارة والاقتصاد-جامعة كربلاء
المقدمة
تمثل الموازنات التخطيطية احد اهم الادوات التي تستخدمها المنظمات ومنشآت الاعمال على اختلاف انواعها في ترجمة اهدافها في خطة عمل مستقبلية ومن ثم تحقيق التماسك والتكامل لمختلف اوجه النشاط الذي تقوم به. فهي تمكن الادارة من معرفة اثار الاهداف التي تضعها في استخدام الموارد المادية والبشرية من اجل تحقيق التوافق بين هذه الاهداف والامكانيات المتاحة لتحقيقها.
ومما لا شك فيه ان التغييرات الحاصلة في بيئة الاعمال وزيادة حدة المنافسة بين منشآت الاعمال، واستخدام الاثمنة بشكل واسع، مع اهمية ضمان الوصول الى سلامة التقديرات التي تتضمنها الموازنات التطبيقية بعيدا عن الاهداف الشخصية للمشاركين في اعدادها (رغم اهمية اسلوب المشاركة) يقودنا الى التاكيد على ضرورة اعداد هذه الموازنات بعيدا عن تضمينها مثل هذه الميول والرغبات والاهداف الشخصية التي يسهل الحصول عليها وهو ما يطلق عليه في التحيز في اعداد الموازنات او تراخي الموازنة. وبالتالي فان هذا سيعزز المنشأة في ممارسة وظيفة الرقابة ورسم السياسات واتخاذ التدابير والاجراءات الكفيلة بتنسيق انشطة المنشأة وتوطيدها وبالشكل الذي يجعل الموازنات تصلح لان تكون اداة كفوءة وفاعلة ومؤشرا يستعان به في وضع السياسات المستقبلية للمنشأة.
اولا: منهجية البحث
1- مشكلة البحث
لقد اخذت اغلب المنشآت في عصرنا الحاضر باعداد الموازنات التخطيطية التي تغطي جميع مظاهر النشاط الذي تقوم به، لما لهذه الموازنات من مزايا وفوائد جمه، ابرزها تمكين ادارة المنشأة في التخطيط للمستقبل وتحقيق التناسق بين مختلف النشاطات التي تقوم بها بالاضافة الى تمكينها من ممارسة وظيفة الرقابة. ولقد كشفت البحوث الميدانية في مجال اعداد الموازنات التخطيطية ان ثمة تحولا نحو اسلوب المشاركة، لما لهذا الاسلوب من مميزات، جعلت من عملية اعداد الموازنات اكثر فاعلية في مجال التخطيط والرقابة. ولكن مع ذلك، فان الممارسة العملية لهذا الاسلوب ان له اثار جانبية سلبية. فلقد اوضحت الدراسات الميدانية في هذا المجال، ان هنالك ظاهرة عامة اصبحت مرتبطة باسلوب المشاركة الا وهي ظاهرة التحيز او التراخي في اعداد تقديرات الموازنة حيث اتاح هذا الاسلوب المنفذين تضمين اهدافهم الشخصية في تقديرات الموازنة والتي قد تختلف عن الاهداف العامة للشركة التي يعملون فيها. ولقد ترتب على ذلك حدوث مايطلق عليه التحيز في الموازنة او (تراخي الموازنة). مع الاشارة الى ان التحيز في اعداد الموازنات التخطيطية لا يرجع الى اسلوب المشاركة بحد ذاته، وانما يرجع بالدرجة الاساس الى مجموعة عوامل تساهم بمفردها او مع بعضها البعض في تكوين معتقدات معينة لدى الافراد تؤثر في موقفهم تجاه الموازنة،ومن ثم توجيه سلوكهم الى خلق هذا التحيز في تقدير بنود الموازنة، ومن ابرز هذه العوامل ما يعود الى دوافع سلوكية تؤثر في الشخص القائم بعملية اعداد الموازنة.
2- هدف واهمية البحث.
يهدف البحث الى الكشف والاستدلال عن العلاقة والترابط الوثيقين بين اعداد الموازنات التخطيطية باعتبارها اداة مهمة في ممارسة وظيفة التخطيط والمحاسبة والجوانب او العوامل السلوكية للافراد، وبالتالي الاجابة عن كثير من التساؤلات في هذا المجال، خاصة تلك التي ترتبط بالرد على الاعتقاد السائد بأن اعداد تلك الموازنات خالٍ من تلك الجوانب وما هي الا مجرد لغة ارقام لحسابات معينة تم تسجيلها وفق مبادئ محاسبية مقبولة قبولا عاما. وعليه فان هدف البحث هو الكشف او التعرف على هذه العلاقة وتاكيدها. وازاء ماتقدم، تبرز اهمية تاشير ظاهرة التحيز عند اعداد الموازنات التخطيطية وتحديد ماهيتها، وتعريف تلك الظاهرة، ومحاولة التوصل الى الكشف عن مسبباتها ومظاهرها واشكالها من خلال اعتماد البحث الاستقصائي املا في ابعاد هذه الظاهرة عند اعداد الموازنات وتجنبها.
3- فرضيات البحث
لغرض تحقيق الهدف الاساس للبحث، قاما الباحثان في تحديد بعض العوامل التي من شانها ان تكشف عن مدى تاثير ظاهرة التحيز في عملية اعداد الموازنات التخطيطية وصياغة الفروض الخاصة بها وعلى النحو الاتي :-
أ‌- طبيعة عملية اعداد الموازنات التخطيطية. تتطلب عملية اعداد الموازنات اتخطيطية ضرورة اعتماد مبدأ المشاركة كاساس في اعدادها من قبل المستويات الادارية المختلفة وبالشكل الذي يحقق مبدا التنسيق او التوافق بين هذه المستويات فضلا عن ايمان الادارة العليا باهمية مشاركة كافة المستويات الادارية، وعليه يمكن بيان اثر طبيعة عملية اعداد الموازنات التخطيطية عن طريق اختبار الفرض التالي :- ((ان طبيعة عملية اعداد الموازنات التخطيطية للمنشأة بمستوياتها المختلفة تخلق شعورا لدى المسؤولين عن هذه المستويات بضرورة تطبيق مبدأ المشاركة في عملية اعداد الموازنات وبالشكل الذي يحقق الانسجام بين هذه المستويات وصولا الى الهدف الذي تطمح المنشأة بتحقيقه)).
ب‌-طبيعة العلاقة بين الموازنات ونظم تقويم الاداء. عادة ماتتطلب عملية نجاح اعداد الموازنات التخطيطية مع ضمان تنفيذها بشكل جيد ضرورة وجود نظام معين تتبعه المنشأة لتقويم اداء العاملين في المستويات الادارية المختلفة وانشطتها ومنها خلق نظام للحوافز لما له من ارتباط وثيق بنجاح تطبيق الموازنة. للكشف عن تاثير نظم تقويم الاداء فضلا عن ارتباطها بنظام الموازنات تم صياغة الفرض التالي :- ((هنالك ارتباط وثيق بين نظام الحوافز ونظام الموازنة في المنشأة، واعتماد الادارة العليا للتقديرات الموازنة بشكل اساسي في مجال تقويم الانشطة والافراد)).
ج-من حيث حاجات الفرد ومدى الاهتمام بها من قبل الادارة. طالما ان للموازنة هدف تطمح المنشأة بتحقيقه، فان هذا لا يجب ان يكون على حساب حاجات الفرد واهتماماته ورغباته. حيث تستلزم عملية نجاح الموازنة بشكل جيد ضرورة مناقشة الافراد العاملين في كافة المستويات الادارية بالمقترحات التي تراها المنشأة ضرورية لتحقيق هدف المنشأة. ولاختبار مدى الاهتمام بحاجات الفرد من قبل الادارات عند اعداد الموازنات تم صياغة الفرض التالي :- ((هنالك حاجات لدى الافراد القائمين بعملية اعداد الموازنات التخطيطية غير مشبعة، الامر الذي يدفع هؤلاء الافراد الى استغلال فرصة المشاركة في اعداد تقديرات الموازنة كمحاولة لاشباع تلك الحاجات وبالشكل الذي يؤدي الى تحقيق رغباتهم غير المتحققة وذلك من خلال اضافة تحيزهم الشخصي ضمن ارقام تقديراتهم الخاصة بموازنات انشطتهم)).
د- من حيث درجة ووضوح المسؤولية التي يتحملها الافراد لتنفيذ اهداف الموازنة. ان عدم وجود درجة للمسؤولية التي يتحملها الافراد العاملين في المستويات الادارية المختلفة اضافة الى الغموض الذي قد يرافق بعض ارقام الموازنة الخاصة بمستوى اداري معين. قد يجعل من عملية نجاح تنفيذ الموازنة شيئا صعبا ان لم يكن مستحيلا ذلك لان ارقام تقديرية ستتضمنها الموازنة قد تعبر عن الاهداف الشخصية للاشخاص القائمين بعملية اعداد الموازنة. ولاختبار تاثير هذا العامل على تنفيذ اهداف الموازنة، تم صياغة الفرض التالي :- ((ان اعداد الموازنات التخطيطية في ظل عدم وجود درجة ووضوح للمسؤولية التي يتحملها الافراد لتنفيذ اهداف الموازنة يؤدي الى تحقيق نتائج سلبية تنعكس اثارها في عدم قيام المستويات الادارية بتحقيق اهدافها المحددة ضمن الموازنة)).
4- منهج البحث
لقد تم اعتماد المنهج الاستطلاعي المسحي في جميع البيانات الاولية لعينة البحث والمستقاة باسلوب العينة العشوائية باعتباره يضمن الدقة والمصداقية في البيانات الخاضعة للتحليل والتفسير والاستدلال وبالتالي والوصول الى الاستنتاجات وبناء التوصيات. كما تم اعتماد اسلوب الاحصاء الوصفي بحيث جرى انتقاء عددا من ادواته فضلا عن تطبيق المنهج المقارن بين استجابات فئات العينة محل البحث بقصد بيان مدى الاقتراب والتطابق في اراءها من جهة دقة عملية اعداد تقديرات الموازنة والعوامل التي من شأنها ان تؤثر في نشوء ظاهرة التحيز في عملية التقدير.
5- عينة البحث وحدوده
لغرض اختبار فرضيات البحث والتوصل الى حلول ناجحة تسهم في معالجة مشكلته وتتسم بالواقعية بحيث تكشف عن جوانب الاقتراب او الابتعاد من جهة دقة تقديرات ارقام الموازنة والعوامل التي قد تؤثر في عملية التقدير وتؤدي الى حدوث ظاهرة التحيز،تم الاعتماد في تحليل عينة البحث على توزيع (350) استبانة شملت كل من الادارة العليا، الادارة الوسطى، الادارة التنفيذية. وبعد ان استكملت عملية جمع الاستمارات وفحصها تبين ان عدد الاستمارات التي اكتملت اجاباتها واصبحت جاهزة للتحليل قد بلغ (315) استمارة.
وتاتي عملية اختبار الفئات المذكورة التي شكلت عينة للبحث اعتقادا من الباحثين بانها اكثر الفئات التي تظهر موضوعية الحكم في الاجابة عن الاسئلة التي تم تشخيصها واعتبرت كعوامل من شأنها ان تؤدي الى نشوء ظاهرة التحيز عند اعداد الموازنة التخطيطية الى جانب مساهمة هذه الفئات مساهمة فاعلة في اعداد تقديرات ارقام الموازنة. ولقد استغرقت عملية اعداد وتوزيع واستلام وتفريغ ومعالجة الاستبانة اربعة اشهر وتحديدا من صيف عام 2007 لتمثل حدودا زمنية للبحث. اما الحدود المكانية للبحث فقد شملت عددا من المنشآت العاملة في القطاع الصناعي العراقي والمتمثلة بكل من شركة القادسية للصناعات الكهربائية في ديالى، شركة الصناعات الخفيفة في بغداد، والمنشأة العامة للصناعات النسيجية في الحلة، ومعمل سمنت الكوفة، المنشأة العامة للصناعات المطاطية في الديوانية، مصنع البان الديوانية.
6- وسائل جمع البيانات ومعالجتها
لغرض تهيئة البيانات الخاصة بجانبي البحث النظري والتطبيقي، تم الاعتماد على الوسائل الاتية :
أ‌- المصادر الثانوية متمثلة بما نشر من مؤلفات وبحوث في حدود المتاح منها.
ب‌- الاستبانة التي شكلت الاداة الرئيسة في البحث وتحديدا في الجانب التطبيقي منه.
ولقد تمت الاستفادة من الدراسات النظرية المتيسرة في هذا المجال الى جانب الحوار الذي اجراه الباحثان مع مجموعة من ذوي الاختصاص والخبرة لاجل ان تكون الاستبانة اكثر واقعية ووضوحا والتي تالفت من جزأين يتعلق الاول منها بالمعلومات العامة التي تتضمن العنوان الوظيفي للاشخاص المجيبين عن الاستبانة وعدد سنوات الخدمة في المنشأة فضلا عن معرفة الجهة التي توكل اليها مهمة اعداد الموازنة التخطيطية في حال تعذر قيام المنشأة بحديد قسم معين يتولى هذه المهمة اما الجزء الثاني فقد ركز على مجموعة اسئلة وضعت امام المجيب بمحاور مختلفة تنسجم وفرضيات البحث وتحقيقا لهدفه ليختار من هذه الاسئلة ما يعكس الواقع الذي تتم على اساسه عملية اعداد الموازنة التخطيطية في المنشأة التي يعمل بها.
ويخضع مستوى الاستجابة المتوقع الى مقياس ليكرت الخماسي Likert (1967) اذ تصف الاستجابة الواقعة بين (3- 5) حالة اقتراب او تطابق راي عينة البحث مع المعلومات التي تم درجها في الجزء الثاني من الاستبانة واعتبرت اسئلة للمقياس، في الوقت الذي تؤشر الاستجابة الواقعة بين (1 – 2) الاتجاه المعاكس لذلك أي نفيه لاي معلومة وردت ضمن اسئلة المقياس.
اما بخصوص وسائل معالجة البيانات فيمكن تحديدها بما ياتي :
أ‌- الوسط الحسابي الذي استخدم لقياس درجة اقتراب او ابتعاد المجيب للمعلومات الواردة ضمن اسئلة المقياس.
ب‌- الانحراف المعياري لتحديد درجة تشتت استجابات العينة عن وسطها الحسابي.
ثانيا: الجانب النظري للدراسة
1- الموازنات التخطيطية، ماهيتها وانواعها
أ‌- ماهية الموازنات التخطيطية
عادة ما تقوم جميع المنشآت باعداد وتدبر الموازنة التخطيطية لغرض تحقيق اهداف محددة عن طريق تنسيق الانشطة (Coordination of Activities ) العاملة فيها (Johnson & Johnson , 1983 : 3).
ويرى (الجداوي واخرون، 1987 : 101) ان الموازنات التحطيطية ماهي الا احد الاساليب الرئيسية التي تعتمد عليها الادارة في التخطيط لاستخدام الموارد والطاقات المتاحة بما يمكن من تحقيق اهداف المنشأة باكبر قدر ممكن من الفاعلية والكفاءة ومن ثم تحقيق الرقابة على هذا الاستخدام. وتعتمد الادارة على استخدام الموازنة باعتبارها اسلوبا تخطيطيا ورقابيا سواء كان ذلك في المنشآت الصناعية او التجارية او الخدمية. فعن طريقها يمكن ترجمة اهداف المنشأة الى برامج عمل تتبناها الادارة من اجل الوصول الى افضل مستوى ممكن للاداء.
ويعرف (هيتجر، 1988 : 229) الموازنة التخطيطية بانها خطة كمية لاستغلال الموارد المتاحة للوحدة المحاسبية خلال فترة محدودة في المستقبل. اما (Moore et al , 1984 : 11) فيرى ان الموازنة هي خطة تبين كيفية الحصول على الموارد وكيفية استخدامها خلال فترة محددة.
ومن هنا يرى الباحثان ان الموازنات التخطيطية لا تخرج عن كونها تهدف الى التنسيق بين انشطة المنشأة واهدافها المختلفة لغرض استغلال الامكانيات المتاحة افضل استغلال، وهي بهذا تمثل :
أ-خطة لتنسيق وتوجيه سير العمل.
ب- معيار لتقويم الاداء عن طريق تحليل نتائج انشطة المنشأة.
اما عن الاهمية التي توليها عملية اعداد الموازنات التخطيطية، فانه يمكن تلخيصها بالآتي (مرعي دافرون، 10 : 2000) :
1- تحقيق الاستخدام الاقتصادي الامثل للموارد المالية والمادية والبشرية المتاحة
2- التنسيق بين الوحدات والاقسام الادارية المختلفة والافراد العاملين في الوحدة الاقتصادية.
3- تعمل على توفير قاعدة سليمة لقياس كفاءة الاداء.
4- توفير قاعدة معلومات عن جميع انشطة المنشأة والتي تساعد في اتحاذ القرارات الادارية المختلفة.
5- تسهيل وظيفة الرقابة من خلال اعتمادها اساسا ومعيارا رقابيا علميا.
6- تحديد مسؤولية كل فرد من الافراد العاملين في المنشأة وكل نشاط من انشطتها وعن النتائج المتحققة.
ب‌- انواع الموازنات التخطيطية
يرى (المزيتي، 86 : 1987) ان الموازنات التخطيطية تختلف باختلاف الهدف الذي توضع من اجله واختلاف اوجه النشاطات بين القطاعات المختلفة، ويمكن تقسيم الموازنات التخطيطية الى انواع عدة وكالاتي:-
1- من ناحية الفترة الزمنية التي تغطيها الموازنة التخطيطية. نقسم الموازنات وفق هذا المعيار الى ما يلي:-
- موازنات تخطيطية قصيرة الاجل : وهي تغطي فترة محاسبية واحدة عادة ما تكون سنة مالية مقبلة، وتقسم حسب طبيعة النشاط الى فترات اقصر كالموازنات الفصلية او الشهرية او الاسبوعية.
- موازنات تخطيطية طويلة الاجل : وهذا النوع من الموازنات يغطي فترة زمنية تزيد عن السنة وتمتد الى عدة سنوات، على ان الهدف من هذه الموازنات هو للتنسيق بين اهداف وامكانيات المنشأة مستقبلا في ضوء اهدافها وامكانياتها الحالية.
2- من ناحية المجال الذي تغطيه الموازنة التخطيطية. تقسم الموازنات وفق هذا التبويب الى موازنات تشغيلية تتعلق بالنشاط الجاري للمنشأة وموازنات رأسمالية تتعلق بالتخطيط الاستثماري الذي تمتد اثاره لعدة سنوات.
3- من ناحية المرونة : تقسم الموازنات وفق هذا التبويب الى موازنات ثابتة (والتي تعد لمستوى واحد من النشاط) وموازنات مرنة (والتي تعدلعدة مستويات من النشاط).
4- من حيث العناصر التي تحتويها الموازنة : تقسم الموازنات وفق هذا المعيار الى موازنات برامج (والتي تهتم بتجديد البرامج والخطط التي سوف تقوم بها المنشأة)، وموازنات المسؤولية (والتي تحدد الخطط من ناحية الجهات المسؤولة عن تنفيذها).
2- التحيز، مفهومه، اشكاله، دوافعه.
أ‌- مفهوم التحيز
يتوقف تعريف التحيز على مدى اتساع وشمول النظرة الى هذه الظاهرة، ويكشف استقراء الاعمال السابقة في مجال اعداد الموازنات التخطيطية عن وجود اتجاهين شائعين في الفكر المحاسبي والاداري، الاتجاه الاول يطلق عليه اصطلاح التحيز Bias، ويعرف بانه [ذلك المقدار الذي يعدل به المنفذ تقديراته من اجل تحقيق منفعة شخصية طبقا لادراكه الشخصي وبشكل مستقل عن العوامل التي قد تؤثر في النتائج الفعلية] (عبد المجيد، 750 : 1985).
حيث يركز التعريف اعلاه على التحيز المتعمد الذي يقوم به المنفذين، بحيث ان ارتكابهم لهذا النوع هو بقصد تحقيق منافع شخصية. وهو يختلف بطبيعة الحال عن التحيز غير المتعمد الذي ينتج عن عدم الكفاءة للاشخاص الذين يرتكبونه.
اما الاتجاه الثاني الذي يدرس ظاهرة التحيز، فهو اكثر شمولا من الاتجاه الاول، ويطلق عليه اصطلاح التراخي التنظيمي. حيث يعرف التراخي التنظيمي بانه "الفرق بين اجمالي الموارد المتاحة للمنشأة واجمالي الموارد الضرورية لاستمرار المنشأة في مزاولة نشاطها واستمرار التآلف التنظيمي الذي يقوم عليه " (شاهين، 6 : 1981).
ب‌- التحيز المقبول والتحيز المرفوض.
على الرغم من ان التحيز في اعداد الموازنات التخطيطية Budgeting يمثل الجانب السلبي للمشاركة، الا انه ليس، وكقاعدة عامة، امر مرفوض تماما. ويرجع ذلك الى ان عملية اعداد الموازنة التخطيطية لا تخرج عن كونها مسألة اعداد تقديرات وحسب، وانما هي وبصفة اساسية مسألة سلوكية. وعلى ذلك فان أي نظام للموازنات يجب ان يقبل حقيقة طبيعية في الحياة، وهي ان للافراد اهداف خاصة يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار عند اتباع اسلوب المشاركة(المحسن، 265 : 1987).
وعليه، فان التحيز في تقديرات الموازنة ليس امرا مرفوضا، والا انتفى اسلوب المشاركة، فالتحيز يكون مقبولا –الى حد ما– اذا ما ادى الى توحيد اهداف المنفذين مع اهداف المنشأة (عبد الرحيم، 98 : 1985 ).
وبناءً عليه، فان التحيز المقبول هو التحيز الذي يؤدي الى تحقيق اكبر قدر ممكن من تطابق الاهداف/ اما ما زاد عن ذلك المقدار الذي يسمح للمنفذين بتحقيق اهدافهم الشخصية، فيعتبر غير مقبول (الجداوي، 61: 1986).
ج- اشكال التحيز
يرى (شريف، 198 : 1992) ان الدراسات التي اجريت بصدد موضوع التحيز، قد اوضحت ان التحيز يتمثل عمليا اما في المغالاة في تقدير التكاليف او إحداث تخفيض في تقدير الايرادات او الاثنين معا. حيث تتحقق المغالاة في التكلفة عن طريق :
1- استخدام عمالة اكثر من العدد المقدر للنشاط.
2- تضمين الموازنة تكاليف لاجزاء غير ضرورية.
3- المغالاة في تقدير المخزون المستهدف Target Iuventory .
اما بالنسبة للايرادات، فيتم تحقيق التحيز في التقديرات عن طريق :
1- تخفيض حجم النشاط المتوقع.
2- تخفيض سعر البيع المستهدف للوحدة Target price perunit .
د- دوافع التحيز
تشير الكثير من الدراسات النظرية والميدانية التي تناولت موضوع اعداد الموازنات التخطيطية، الى ان من الاسباب التي تدعو الى المغالاة عند اعداد تقديرات الموازنة مايلي (شريف،200 – 199 : 1992):
1- الخبرة السابقة : حيث يلاحظ ان اكثر تقديرات الموازنة المرفوعة من الادارة الدنيا الى الادارة العليا في مرحلة الاعداد وقبل اقرارها، تقطع وتخفض من قبل الادارة العليا، باعتيبار ان اكثر المصروفات الظاهرة ضمن تقديرات الموازنة تكون اما متضخمة او غير ضرورية. لذلك تلجأ الادارة الدنيا الى المغالاة والتضخيم بارقام تقديراتها من البداية وقبل رفعها الى الادارة العليا، ذلك لانها مدركة لهذه الحقيقة.
2- استخدام الموازنة كاداة لتقويم الاداء. ان ربط نظام تقويم الاداء بالموازنة، يزيد من تحيز المدراء عند اعداد تقديراتهم. فكلما استخدمت تلك التقديرات فيما بعد لقيلس الاداء، يحاول الافراد المسؤولين عن تنفيذ الموازنة الى تحسين المقياس الذي يستخدم في تقويم اداءهم.
3- المشاركة في تحديد الاهداف. تعتبر الموازنة من الاساليب السلوكية الرشيدة التي تستخدم في اشباع الرغبات. فعندما يشارك الفرد في اعداد الموازنة فانه يطمح بذلك الى تحقيق الاهداف التي تعبر عنها تلك لموازنة ، مع شعوره باهميتها كلما تحققت تلك الاهداف، وهذا يمثل الجانب الايجابي من مشاركة الافراد في اعداد الموازنة، ولكن في نفس الوقت، هنالك جوانب سلبية منها اعطاء الافراد الفرصة للتاثير على الموازنة وادخال تحيزهم الشخصي عليها، من خلال تسخير اهداف المنشأة لاهدافه الشخصية.
4- استقرار بيئة العمل : تعتبر المخاطرة وعدم التناكد في البيئة التي تعمل فيها المنشأة من العوامل الاساسية لنل في بيئة غير مستقرة كلما كان من الصعب اجراء التقديرات عند اعداد الموازنات، وكلما حاول المدراء في مستويات ادارية مختلفة ادخال موارد احتياطية اكبر من موازناتهم التقديرية لمقابلة المخاطر والعكس بالعكس.
5- شخصية المدير : يعتمد ميل المدير في بناء الموارد المخبأة Slack على طبيعة شخصية المدير، فالمدير المتفائل، عادة ما يكون ميله اقل في بناء تلك الموارد من خلال وضع حجم اقل للاحتياطيات، وعلى عكس المدير المتشائم، كذلك المدير الطموح الذي يطمح الى تحقيق اهدافه الخاصة واهداف منشأته او القسم الذي يرأسه معا، فانه يضع حجم اكبر للموارد المخبأة أي انه يتحيز في اعداد تقديراته.
ثالثا : الجانب العملي للدراسة
تأتي هذه الفقرة متممة للافكار النظرية والمنهجية التي تمت اثارتها وتبني ما ينسجم منها مع مشكلة البحث وفرضياته حيث سيتم التركيز على تحليل نتائج اختبار كل فرضية من فرضيات البحث في ظل اراء كل من الادارة العليا، والادارة الوسطى، والادارة التنفيذية وذلك فيما يخص بعض المؤشرات التي تم تشخيصها واعتبرت كعوامل تسبب ظاهرة التحيز عند اعداد الموازنات التخطيطية
1- تحليل نتائج اختبار الفرضية الاولى.
يشير الجدول (1) الى التحليل الاحصائي لاستجابات المبحوثين فيما يتعلق بطبيعة اعداد الموازنات التخطيطية والتي تعتبر كفرضية اولى للبحث. اذ يتضمن الجدول على الاوساط الحسابية الموزونة والانحرافات المعيارية في ظل الاراء الثلاث المبينة اعلاه.
حمل المرجع كاملاً من المرفقات
المصدر: ملتقى شذرات

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc humanities_ed1_6.doc‏ (239.5 كيلوبايت, المشاهدات 0)
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
منشآت, منظور, الاعلام, الصناعية, تطبيقية, دراسة, سلوكي, عيوب


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع دراسة تطبيقية من منظور سلوكي في عينة من منشآت الاعمال الصناعية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دراسة عاملية عن مشكلة الاغتراب لدى عينة من طالبات الجامعة السعوديات في ضوء عصر العولمة Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 2 01-15-2016 07:59 AM
دور العلاقات العامة فى القطاع الدبلوماسى: دراسة تطبيقية على مكاتب السفارات العربية والأجنبية Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 11-03-2013 09:01 PM
تقييم كفاءة الأداء المؤسسي للهيئات العامة لأسواق المال مع دراسة تطبيقية على هيئة السوق المالية السعودية Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 2 03-05-2013 02:53 PM
اكتشاف التغير باستخدام البيانات الرقمية للأقمار الصناعية دراسة تطبيقية على مدينة مكة المكرمة وما ح Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 12-17-2012 02:41 PM
الرضا الوظيفي وعلاقته بالانتاجية: دراسة تطبيقية لموظفي جمارك الرياض Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 1 12-08-2012 11:11 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:45 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59