#1  
قديم 12-10-2020, 10:42 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,536
افتراضي أدب الكاتب (أو) أدب الكتّاب


الكتاب: أدب الكاتب (أو) أدب الكتّاب
المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)
المحقق: محمد الدالي
الناشر: مؤسسة الرسالة
عدد الأجزاء: 1
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة رحمه الله تعالى: أما بعد حمد الله بجميع محامده، والثناء عليه بما هو أهله، والصلاة على رسوله المصطفى وآله؛ فإنِّي رأيت أكثر أهل زماننا هذا عن سبيل الأدب ناكبين، ومن اسمه متطيِّرين، ولأهله كارهين: أما النَّاشئ منهم فراغب عن التعليم، والشَّادي تارك للازدياد، والمتأدِّب في عنفوان الشباب ناسٍ أو متناسٍ؛ ليدخل في جملة المجدودين، ويخرج عن جملة المحدودين فالعلماء مغمورون، وبكرَّة الجهل مقموعون حين
(1/5)
________________________________________
خوى نجم الخير، وكسدت سوق البرِّ، وبارت بضائع أهله، وصار العلم عاراً علَى صاحبه، والفضل نقصاً وأموال الملوك وقفاً علَى شهوات النفوس، والجاه الَّذي هو زكاة الشرف يباع بيع الخلق وآضت المروءات في زخارف النَّجد وتشييد البُنيان، ولذَّات النفوس في اصطفاق المزاهر ومعاطاة الندمان. ونبذت الصنائع، وجُهل قدر المعروف، وماتت الخواطر، وسقطت همم النفوس، وزُهد في لسان الصدق وعقد الملكوت فأبعد غايات كاتبنا في كتابته أن يكون حسن الخط قويم الحروف، وأعلى منازل أديبنا أن يقول من الشِّعر أبياتاً في مدح قَيْنَة أو وصف كأس، وأرفع درجات لطيفنا أن يطالع شيئاً من تقويم الكواكب، وينظر في شيء من القضاء وحدِّ المنطق، ثمَّ يعترض علَى كتاب الله بالطعن وهو لا يعرف معناه، وعلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكذيب وهو لا يدري من نقله، قد رضي عوضاً من الله ومما عنده بأن يقال: فلان لطيف وفلان دقيق النظر يذهب إلى أن لُطف النظر قد أخرجه عن جملة النَّاس وبلغ به علم ما جهلوه؛ فهو يدعوهم الرَّعاع والغُثاء والغُثْر، وهو لعمر الله بهذه الصفات أولى، وهي به أليق؛ لأنه جهل وظنَّ أن قد علم، فهاتان جهالتان؛ ولأن هؤلاء جهلوا وعلموا أنهم
(1/6)
________________________________________
يجهلون. ولو أن هذا المُعجب بنفسه، الزاري على الإسلام برأيه، نظر من جهة النظر لأحياهُ الله بنور الهدى وثَلَجِ اليقين، ولكنه طال عليه أن ينظر في علم الكتاب، وفي أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، وفي علوم العرب ولغاتها وآدابها، فنَصَبَ لذلك وعاداهُ. وانحرف عنه إلى علم قد سلَّمه ولأمثاله المسلمون، وقلَّ فيه المتناظرون، له ترجمةٌ تروق بلا معنى، واسم يهول بلا جسم؛ فإذا سمع الغُمْرُ والحدَثُ الغِرُّ قوله: الكون والفساد، وسَمْع الكيان، والأسماء المفردة، والكيفية والكمية والزمان والدليل، والأخبار المؤلفة؛ راعه ما سمع، وظن أنَّ تحت هذه الألقاب كلَّ فائدة وكلَّ لطيفة، فإذا طالعها لم يَحْلَ منها بطائل، إنما هو الجوهر يقوم بنفسه، والعَرَضُ لا يقوم بنفسه، ورأس الخط النقطة، والنقطة لا تنقسم، والكلام أربعة: أمر، وخبر، واستخبار، ورغبة؛ ثلاثة لا يدخلها الصدق والكذب، وهي: الأمر، والاستخبار، والرغبة، وواحد يدخله الصدق والكذب وهو الخبر، والآنُ حدُّ الزمانين، مع هذيان كثير، والخير ينقسم إلى تسعة آلاف وكذا وكذا مائة من الوجوه، فإذا أراد المتكلم أن يستعمل بعض تلك الوجوه في
(1/7)
________________________________________
كلامه كانت وَبالاً على لفظه، وقيداً للسانه، وعيّاً في المحافل، وعُقْلَة عند المتناظرين.
ولقد بلغني أن قوماً من أصحاب الكلام سألوا محمد بن الجَهْم البرمكيَّ أن يذكر لهم مسألة من حد المنطق حسنة لطيفة، فقال لهم: ما معنى قول الحكيم: " أول الفكرة آخر العمل، وأول العمل آخر الفكرة "؟ فسألوه التأويل، فقال لهم: مَثَلُ هذا رجل قال: " إنِّي صانع لنفسي كِنَّا " فوقعت فكرته على السقف، ثمَّ انحدر فعلم أن السقف لا يكون إلا على حائط، وأن الحائط لا يقوم إلا على أُسّ، وأن الأُسَّ لا يقوم إلا على أصل، ثمَّ ابتدأ في العمل بالأصل، ثمَّ بالأسِّ، ثمَّ بالحائط، ثمَّ بالسقف؛ فكان ابتداء تفكره آخر عمله وآخر عمله بدء فكرته؛ فأية منفعةٍ في هذه المسألة؟ وهل يجهل أحد هذا حتى يحتاج إلى إخراجه بهذه الألفاظ الهائلة، وهكذا جميع
(1/8)
________________________________________
ما في هذا الكتاب؛ ولو أن مؤلف حد المنطق بلغ زماننا هذا حتى يسمع دقائق الكلام في الدين والفقه والفرائض والنحو لعدَّ نفسه من البُكْمِ، أو يسمع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته لأيقن أن للعرب الحكمة وفَصْلَ الخطاب.
فالحمد لله الذي أعاذ الوزير أبا الحسن - أيده الله - من هذه الرذيلة، وأبانه بالفضيلة، وحَبَاه بخيم السلف الصالح، وردَّاه رداء الإيمان، وغشَّاه بنوره، وجعله هُدًى من الضلالات، ومصباحاً في الظلمات، وعرَّفه ما اختلف فيه المختلفون، على سَنَن الكتاب والسُنَّة؛ فقلوب الخيار له مُعْتَلِقةٌ، ونفوسهم إله مائلة، وأيديهم إلى الله فيه مَظانَّ القبول ممتدَّةٌ، وألسنتهم بالدعاء له شافعة: يهجع ويستيقظون، ويغفُل ولا يغفُلون؛ وحُقَّ لمن قام لله مقامه، وصبر على الجهاد صَبْرَهُ، ونوَى فيه نِيَّته، أن يلبسه الله لباس الضمير، ويُرَدِّيه رداء العمل الصالح، ويَصُور إليه مختلفات القلوب، ويُسعده الصدق في الآخرين.
فإني رأيتُ كثيراً من كُتَّاب أهل زماننا كسائر أهله قد استطابوا الدَّعَة واستوطؤُا مركب العجز، وأعفَوْا أنفسهم من كدِّ النظر وقلوبهم من تعب
(1/9)
________________________________________
التفكر، حين نالوا الدرَك بغير سبب، وبلغوا البِغْية بغير آلةٍ؛ وَلَعمري كان ذاك فأين همةُ النفس؟ وأين الأنَفَةُ من مُجانسة البهائم؟ وأيُّ موقفٍ أخْزَى لصاحبه من موقف رجلٍ من الكتَّاب اصطفاه بعض الخلفاء لنفسه وارتضاه لسرّه، فقرأ عليه يوماً كتاباً وفي الكتاب " ومُطرْنا مطراً كثُر عنه الكلأ " فقال له الخليفة ممتحناً له: وما الكلأ؟ فتردَّد في الجواب وتعثّر لسانه، ثم قال: لا أدري، فقال: سَلْ عنه؛ ومن مقام آخر في مثل حاله قرأ على بعض الخلفاء كتاباً ذكر فيه " حاضرُ طيِّء " فصحَّفه تصحيفاً أضحك منه الحاضرين؛ ومن قول آخر في وصف بِرْذَوْنٍ أهداه " وقد بعثتُ به إليك أبيض الظهر والشفتين ". فقيل له لو قلت أرْثَمَ ألْمَظَ، قال: فبياض الظهر ما هو؟
(1/10)
________________________________________
قالوا: لا ندري، قال: إنما جهلتُ من الشفتين ما جهلتم من الظهر؛ ولقد حضرت جماعة من وجوه الكتَّاب والعمال العلماء بتحلّب الفَيْء وقتل النفوس فيه، وإخراب البلاد، والتوفير العائد على السلطان بالخُسْران المبين، وقد دخل عليهم رجل من النَّخَّاسين ومعه جاريةٌ رُدت عليه بسنّ شاغية زائدة، فقال: تبرأتُ إليهم من الشَّغَا فردُّوها عليَّ بالزيادة، فكم في فم الإنسان من سِنٍّ؟ فما كان فيهم أحد عَرَفَ ذلك، حتى أدخل رجل منهم سَبَّابته في فِيهِ يعُدُّ بها عَوَارضه فسال لُعابُه، وضمَّ رجل فاه وجعل يعدّها بلسانه. فهل يَحْسُن بمن ائتمنه السلطان على رعيته وأمواله ورضي بحكمه ونظره أن يجهل هذا في نفسه؟ وهل هو في ذلك إلا بمنزلة مَن جهل عدد أصابعه؟ ولقد جرى في هذا المجلس كلام كثيرٌ في ذكر عيوب الرقيق، فما رأيت أحداً منهم يعرف فَرْقَ ما بين الوَكَعِ والكَوَعِ، ولا الحَنَفَ من الفَدَع، ولا اللَّمى من اللَّطَع.
فلما أن رأيت هذا الشأن كل يوم إلى نُقصانٍ، وخشيت أن يذهب
(1/11)
________________________________________
رَسْمُه ويعفُوَ أثره؛ جعلت له حظاً من عِنايتي، وجزءاً من تأليفي؛ فعملتُ لمُغْفِل التأديب كُتُباً خفافاً في المعرفة، وفي تقويم اللسان واليد، يشتمل كلُّ كتاب منها على فن، وأعفيته من التطويل والتثقيل؛ لأنشطه لتحفُّظِه ودراسته إن فاءَتْ به همتهُ وأُقيد عليه بها ما أضلَّ من المعرفة، وأستظهر له بإعداد الآلة لزمان الإدالة أو لقضاء الوَطَر عند تبيّن فَضْل النظر، وألحقه - مع كَلال الحد ويُبْس الطينة - بالمُرْهَفِين، وأدخله - وهو الكَوْدَن - في مِضمار العِتَاق.
وليست كتبنا هذه لمن لم يتعلق من الإنسانية إلا بالجسم، ومن الكتابة إلا بالاسم، ولم يتقدم من الأداة، إلا بالقلم والدواة، ولكنها لمن شَدَا شيئاً من الإعراب: فعرف الصَّدْرَ والمصدر والحال والظرف، وشيئاً من التصاريف والأبنية، وانقلاب الياء عن الواو، والألف عن الياء، وأشباه ذلك.
ولا بد له - مع كتبنا هذه - من النظر في الأشكال لمساحة الأرَضِينَ، حتى يعرف المثلث القائم الزاوية، والمثلث الحادَّ، والمثلث المنفرج، ومساقِطَ الأحجار، والمربَّعات المختلفات، والقِسِي والمدورات، والعَمودَين، ويمتحن معرفته بالعمل في الأرَضِينَ لا في الدفاتر، فإن المَخْبَرَ ليس كالمُعايَنِ؛ وكانت العجم تقول: " من لم يكن عالماً بإجراء
(1/12)
________________________________________
المياه، وحَفْر فُرَضِ المشارب، ورَدْم المهاوي، ومجاري الأيام في الزيادة والنقص، ودَوَران الشمس، ومطالع النجوم، وحال القمر في استهلاله وأفعاله، ووزن الموازين، وذَرْع المثلث والمربَّع والمختلف الزوايا، ونَصْب القناطر والجسور والدَّوالي والنَّواعير على المياه، وحال أدوات الصُّنَّاع ودقائق الحساب؛ كان ناقصاً في حال كتابته ".
ولا بد له - مع ذلك - من النظر في جُمل الفقه، ومعرفة أصوله: من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، كقوله: البيِّنة على المدعي واليمين على المدعى عليه، والخَرَاجُ بالضمان، وجُرْح العَجْماء جُبَار، ولا يَغلقُ الرهنُ، والمنحة مردودة، والعارية مؤدَّاة، والزّعيم غارم، ولا وصية لوارث، ولا قطع في ثَمَر ولا كَثَرٍ، ولا قَوَدَ إلا بحديدة، والمرأة تُعاقلُ الرَّجُل إلى ثُلث الدية، ولا تَعقلُ العاقلةُ عمداً ولا عبداً ولا صلحاً ولا اعترافاً، ولا طلاق في إغلاق، والبَيِّعَان بالخيار ما لم يتفرَّقا، والجار أحقُّ بصَقَبه، والطلاقُ بالرجال، والعدَّة بالنساء، وكنهيه في البيوع عن المخابرة والمُحاقلة والمُزابنة والمُعاوَمَة والثُّنْيا، وعن ربح ما لم يُضمن، وبيع ما لم يُقبض،
(1/13)
________________________________________
وعن بَيْعَتَيْن في بَيْعة، وعن شرطين في بيع، وعن بيع وسَلَف، وعن بيع الغَرَر وبيع المُواصفة، وعن الكالئ بالكالئ، وعن تلقِّي الركبان، في أشباه لهذا كثيرة، إذا هو حفظها، وتفهَّم معانيها وتدبَّرها، أغْنَتْه بإذن الله تعالى عن كثير من إطالة الفقهاء.
ولا بدَّ له - مع ذلك - من دراسة أخبار الناس، وتحفّظ عيون الحديث؛ ليدخلها في تضاعيف سطوره متمثلاً إذا كتب، ويَصِلَ بها كلامه إذا حَاوَر.
ومدارُ الأمر عل القُطْب، وهو العقل وجَوْدة القريحة؛ فإن القليل معهما بإذن الله كاف، والكثير من غيرهما مقصِّر.
ونحن نستحبُّ لمن قَبل عنا وائتمَّ بكتبنا أن يؤدِّب نفسه قبل أن يؤدب لسانه، ويهذِّب أخلاقه قبل أن يهذب ألفاظه، ويصونَ مُروءَته عن دناءة الغِيبة، وصِناعته عن شَيْن الكذب، ويجانب - قبل مجانبته اللحنَ وخَطَل القول - شنيع الكلام ورَفَثَ المَزْح.
كان رسول الله
(1/14)
________________________________________
صلى الله عليه وسلم - ولنا فيه أُسوة حسنة - يمزح ولا يقول إلا حقاً، ومازَحَ عجوزاً فقال: " إن الجنة لا يدخلها عجوز ". وكان في عليٍّ عليه السلام دُعَابة، وكان ابن سِيرين يمزح ويضحك حتى يسيل لُعابه، وسئل عن رجل فقال: توفى البارحة، فلما رأى جزع السائل قرأ: " اللهُ يَتَوَفَّى الأنْفُسَ حينَ مَوْتِها والَّتي لمْ تَمُتْ في مَنَامِها " ومازح معاوية الأحنف بن قيس فما رؤُي مازحان أوقر منهما، قال له معاوية: يا أحنف، ما الشيء المُلَفَّف في البِجَادِ؟ قال له: السَّخينةُ يا أمير المؤمنين؛ أراد معاوية قول الشاعر:
إذا ما ماتَ ميتٌ من تَميم ... فسرَّكَ أن يعيشَ فجيء بزادِ
بخبزٍ أو بتمر أو بسَمْن ... أو الشيء المُلَفَّفِ في البجادِ
تراهُ يطوفُ الآفاق حِرْصاً ... ليأكلَ رأسَ لقمانَ بنِ عادِ
والملفَّف في البجاد وَطْبُ اللبن، وأراد الأحنف أن قريشاً
(1/15)
________________________________________
كانت تُعيَّرُ بأكل السَّخينة، وهي حساء من دقيق يُتَّخذ عند غلاء السِّعر، وعَجَف المال، وكَلَب الزمان؛ فهذا وما أشبهه مَزْحُ الأشراف، وذوي المُرُوءات؛ فأما السَّبَاب وشَتْمُ السَّلَف وذِكْرُ الأعراض بكبير الفَواحش؛ فمما لا نرضاه لخِسَاسِ العبيد وصِغار الولدان.
ونستحبُّ له أن يدع في كلامه التَّقعير والتَّقعيب، كقول يحيى بن يعمر لرجل خاصمته امرأته عنده: " أَأَن سألتْكَ ثَمَنَ شَكْرِهَا وشَبْرِك، أنشأت تَطُلّها وتَضْهَلُها "، وكقول عيسى بن عمر، ويوسف بن عمر بن هُبَيرة يضربه بالسياط: " والله إن كانت إلا أُثَيَّاباً في أُسَيْفَاطٍ قَبَضَها عَشَّاروك ".
فهذا وأشابهه كان يُستثقلُ والأدب غضٌّ والزمان زمان، وأهله يتحلَّوْنَ فيه بالفصاحة، ويتنافسون في العلم، ويرونه تِلْوَ المقادر في دَرَك ما يطلبون وبلوغ ما يؤمِّلُون، فكيف به اليوم مع انقلاب الحال، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أبْغَضَكُم إليَّ الثَّرْثَارونَ المُتَفَيْهِقُونَ المتشدّقون "؟؟
(1/16)
________________________________________
ونستحبُّ له - إن استطاع - أن يَعْدِلَ بكلامه عن الجهة التي تُلزمه مستثقَلَ الإعراب؛ ليَسْلم من اللحن وقباحة التقعير؛ فقد كان واصلُ بن عَطَاء سامَ نفسَه لِلُثْغَة كانت به إخراجَ الراء من كلامه، وكانت لُثْغَته على الراء؛ فلم يزل يَرُوضها حتى انقادت له طِبَاعُه، وأطاعه لسانه؛ فكان لا يتكلم في مجالس التناظر بكلمة فيها راء، وهذا أشدُّ وأعسر مَطْلَباً مما أردناه.
وليس حُكم الكتَاب في هذا الباب حُكم الكلام؛ لأن الإعراب لا يَقْبُح منه شيء في الكتَاب ولا يثقُلُ، وإنَّما يُكره فيه وَحْشِيُّ الغريب، وتعقيد الكلام، كقول بعض الكتَّاب في كتابه إلى العامل فوقه: " وأنا مُحتاجٌ إلى أنْ تُنْفِذَ إليَّ جَيْشاً لَجِباً عَرَمْرَمَا "، وقول آخر في كتابه: " عَضَبَ عارِضُ ألمٍ ألمَّ فأنهيتُه عُذْراً " وكان هذا الرجل قد أدرك صدراً من الزمان، وأُعطي بَسْطة في العلم واللسان، وكان لا يُشَان في كتابته إلا بتركِهِ سهلَ الألفاظ ومستعمل المعاني، وبلغني أن الحسن بن سهل أيام دولته رآه يكتب وقدر ردَّ عن هاء الله خطا من آخر السطر إلى أوله، فقال: ما هذا؟
(1/17)
________________________________________
فقال: طُغيان في القلم. وكان هذا الرجل صاحب جِدٍّ، وأخا وَرَعٍ ودينٍ، لم يمزح بهذا القول، ولا كان الحَسَنُ أيضاً عنده ممن يُمازحُ.
ونستحبُّ له أيضاً أن يُنَزّل ألفاظه في كتبه فيجعلها على قدر الكاتب والمكتوب إليه، وأن لا يعطيَ خسيس الناس رفيع الكلام، ولا رفيع الناس وضيعَ الكلام؛ فإنِّي رأيت الكُتَّاب قد تركوا تفقّد هذا من أنفسهم، وخلَّطُوا فيه؛ فليس يفرقون بين من يكتب إليه فَرَأْيَكَ في كذا وبين من يكتب إليه فإنْ رأيت كذا ورأيك إنما يُكتبُ بها إلى الأكفاء والمساوين، لا يجوز أن يكتب بها إلى الرؤساء والأستاذِين؛ لأن فيها معنى الأمر، ولذلك نُصِبَتْ، ولا يَفْرُقون بين من يكتب إليه وأنا فعلتُ ذلك وبين من يكتب إليه ونحن فعلنا ذلك ونحن لا يكتب بها عن نفسه إلا آمرٌ أو ناهٍ؛ لأنها من كلام الملوك والعظماء، قال الله عزّ وجلّ:

) إنَّا نحنُ نزَّلْنَا الذِّكْرَ وإنَّا لهُ لَحَافِظُونَ (وقالالكتّاب smile.gif إنَّا كلَّ شيءٍ خَلَقْناهُ بقَدَرٍ (وعلى هذا الابتداء خوطبوا في الجواب، فقال تعالى حكاية عمن حضره الموتالكتّاب smile.gif رَبّ ارجعونِ لَعَلّي أَعملُ صالحاً فيما تركتُ (ولم يقل
(1/18)
________________________________________
ربّ ارجعن. وربما صدَّرَ الكاتب كتابه بأكرمك الله وأبقاك فإذا توسط كتابه، وعدَّد على المكتوب إليه ذنوباً له، قال: " فَلَعَنَكَ اللُه وأَخْزاكَ " فكيف يكرمه الله ويلعنه ويخزيه في حال؟؟ وكيف يُجمع بين هذين في كتاب؟ وقال أبْرَويزُ لكاتبه في تنزيل الكلام: " إنما الكلام أربعة: سؤالك الشيء، وسؤالك عن الشيء، وأمرك بالشيء، وخبرُك عن الشيء؛ فهذه دعائم المقالات إن التُمس إليها خامس لم يوجد، وإن نقص منها رابع لم تتم؛ فإذا طلبتَ فأسجِحْ، وإذا سألت فأوضِحْ، وإذا أمرتَ فأحْكِمْ، وإذا أخبرتَ فحقق. وقال له أيضاً: " واجمع الكثير مما تريد في القليل مما تقول ". يريد الإيجاز، وهذا ليس بمحمود في كل موضع، ولا بمختار في كل كتاب، بل لكل مقام مقال، ولو كان الإيجاز محموداً في كل الأحوال لجرَّده الله تعالى في القرآن، ولم يفعل الله ذلك، ولكنه أطال تارة للتوكيد، وحذف تارة للإيجاز، وكرَّر تارة للإفهام، وعِلَلُ هذا مستقصاةٌ في كتابنا المؤلف في تأويل مُشْكل القرآن وليس يجوز لمن قام مقاماً في تحضيض على حرب
(1/19)
________________________________________
أو حَمَالة بدم أو صلح بين عشائر أن يُقلِّل الكلام ويختصرهُ، ولا لمن كتب إلى عامَّةٍ كتاباً في فتحٍ أو استصلاحٍ أن يوجز. ولو كتب كاتب إلى أهل بلد في الدعاء إلى الطاعة والتحذير عن المعصية كتاب يزيد بن الوليد إلى مروان حين بلغه عنه تلكّؤُهُ في بيعته. " أمَّا بعد؛ فإني أراكَ تُقدِّم رِجْلاً وتؤخِّرُ أُخرى، فاعتمدْ على أيتهما شئت، والسلام "؛ لم يعمل هذا الكلام في أنْفُسها عملهُ في نفس مروان، ولكن الصواب أن يُطيل ويُكرِّر، ويعيد ويُبدئ، ويُحذِّر ويُنذِرُ.
هذا منتهى القول فيما نختاره للكاتب؛ فمن تكاملت له هذه الأدوات، وأمدَّه الله بآداب النفس - من العفاف، والحلم، والصبر، والتواضع للحق، وسكُونِ الطائر، وخَفْضِ الجَنَاح - فهذا المتناهي في الفضل، العالي في ذُرَى المجد، الحاوي قَصَبَ السبق، الفائزُ بخير الدارين، إن شاء الله تعالى.
(1/20)
________________________________________
كتاب المعرفة
معرفة ما يضعُهُ النَّاسُ في غيرِ موضِعِه
من ذلك أشْفَارُ العَيْنِ يذهب الناس إلى أنها الشَّعرُ النابت على حروف العين، وذلك غلط، إنما الأشفار حروف العين التي ينبت عليها الشعر، والشَّعرُ هو الهُدْب. وقال الفقهاء المتقدمون: في كل شُفْر من أشفار العين رُبْعُ الدية، يعنون في كل جَفْن، وشُفْر كل شيء: حَرْفه، وكذلك شَفِيره، ومنه يقال: شَفير الوادي وشُفْرُ الرَّحم، فإن كان أحد من الفصحاء سمَّى الشعر شُفْراً فإنما سماه بمَنْبِته، والعرب تسمِّي الشيء باسم الشيء إذا كان مجاوراً له، أو كان منه بسببٍ، على ما بيَّنتُ
(1/21)
________________________________________
لك في باب تسمية الشيء باسم غيره ومن ذلك: حُمَةُ العقرب والزُّنبور يذهب الناس إلى أنها شوكة العقرب وشوكة الزنبور التي يلسعان بها؛ وذلك غلط، إنَّما الحُمَةُ سمُّهما وضرُّهما، وكذلك هي من الحية لأنها سم. ومنه قول ابن سيرين: " يكره التِّرياق إذا كان فيه الحُمَة ". يعني بذلك السم، وأراد لحوم الحيَّات لأنها سم. ومنه قوله: " لا رُقْية إلا من نَمْلة أو حُمَة أو نَفْس " فالنملة: قُرُوحٌ تخرج في الجنب، تقول المجوس: إن ولد الرجل إذا كان من أخته ثم خطَّ على النملة يشفى صاحبها، قال الشاعر:
ولا عيبَ فينا غيرَ عِرْقٍ لمعشرٍ ... كِرامٍ وأنَّا لا نخطُّ على النَّمْلِ
يريد أنا لسنا بمجوس ننكح الأخوات. والنفسُ: العين، يقال: أصابت فلاناً نفسٌ. والنافسُ: العائنُ، والحُمَةُ لكل هامَّة ذات سُمّ، فأما شوكة العقرب فهي الإبْرَةُ. ومن ذلك: " الطَّرَبُ " يذهب الناس إلى أنه في الفَرَح دون الجزَع،
(1/22)
________________________________________
وليس كذلك، إنما الطرب خفّة تصيب الرجل لشدَّة السرور، أو لشدَّة الجزع، قال الشاعر، وهو النابغة الجعدي:
وأرَانِي طَرِباً في إثْرِهِمْ ... طَرَبَ الوالِه أو كالمُخْتَبَلْ
وقال آخر:
يقُلنَ لقدْ بكيتَ فقلتُ كلاَّ ... وهلْ يَبكي منَ الطَّرَب الجليدُ
ومن ذلك " الحِشْمَة " يضعها الناس موضع الاستحياء، قال الأصمعي: وليس كذلك، إنما هي بمعنى الغضب، وحكى عن بعض فصحاء العرب أنه قال: " إن ذلك لممَّا يُحْشِمُ بني فلان " أي: يغضبهم.
قال الأصمعي: ونحوٌ من هذا قول الناس " زَكِنْتُ الأمر " يذهبون فيه إلى معنى ظننتُ وتوهمَّتُ، وليس كذلك، إنما هو بمعنى علمتُ، يقال: زَكِنْتُ الأمر أزْكَنُهُ، قال قَعْنَبُ بن أم صاحب:
(1/23)
________________________________________
ولنْ يُراجعَ قلبِي وُدَّهمْ أبداً ... زَكِنْتُ منهمْ على مثلِ الَّذي زَكِنُوا
أي: علمت منهم مثل الذي علموا مني ومن ذلك: " القافِلَةُ " يذهب الناس إلى أنها الرُّفقة في السفر، ذاهبةً كانت أو راجعةً، وليس كذلك، إنما القافلة الراجعة من السفر، يقال: قَفَلَتْ فهي قافلة، وقَفَلَ الجُندُ من مبعثهم، أي: رَجَعوا، ولا يقال لمن خرج إلى مكة من العراق قافلة حتى يَصْدُروا، ومن ذلك: " المأتمُ " يذهب الناس إلى أنه المصيبة، ويقولون: كنا في مأتمٍ، وليس كذلك، إنما المأتم النساء يجتمعن في الخير والشر، والجمع مآتم، والصواب أن يقولوا: كنا في مَنَاحة، وإنما قيل لها مَنَاحة من النَّوائح لتاقبلهن عند البكاء، يقال: الجبَلان يتنَاوحان، إذا تَقَابلا، وكذلك الشَّجرُ، وقال الشاعر:
عشيَّةَ قامَ النَّائحاتُ وشُقِّقتْ ... جيوبٌ بأيدِي مَأْتَمٍ وخدود
أي: بأيدي نساء، وقال آخر:
رَمَتْه أناةٌ مِنْ رَبيعةِ عامرٍ ... نَؤومُ الضُّحا في مَأْتَمٍ أيِّ مأتمِ
(1/24)
________________________________________
يريد في نساء أيّ نساء. ومن ذلك قول الناس: " فلان يتصدَّق " إذا أعطى، و " فلان يتصدَّق " إذا سأل، وهذه غلط، والصواب " فلان يسأل "، وإنما المتصدّق المُعطي، قال الله تعالىالكتّاب smile.gif وتَصَدقْ علينا إن الله يجزي المُتَصَدّقين " ومن ذلك: " الحَمَام " يذهب الناس إلى أنه الدَّواجن التي تُستفرخُ في البيوت، وذلك غلط، إنما الحمام ذوات الأطواق وما أشبهها مثل الفَوَاخِت والقَمارِيّ والقَطَا، قال ذلك الأصمعي، ووافق عليه الكسائي، قال حُميد بن ثور الهلالي:
وما هاجَ هذا الشَّوقُ إلاَّ حَمَامَةٌ ... دَعَتْ ساقَ حُرّ تَرْحَةً وتَرَنُّما
فالحمامة ههنا قُمريَّة. وقال النابغة الذبياني:
واحكُمْ كَحُكم فتاةِ الحيِّ إذْ نظرتْ ... إلى حمامٍ شِراعٍ وارِدِ الثَّمَدِ
(1/25)
________________________________________
قال الأصمعي: هذه زرقاء اليمامة نظرت إلى قطاً. قال: وأما الدواجن فهي التي تُستفرَخ في البيوت؛ فإنها وما شاكلها من طير الصحراء اليمام، الواحدة يمامة. ومن ذلك: " الرَّبيعُ " يذهب النَّاس إلى أنَّه الفصل الَّذي يتبع الشتاء ويأتي فيه الوَرْدُ والنَّوْرُ، ولا يعرفون الربيع غيره، والعرب تختلف في ذلك: فمنهم من يجعل الربيع الفصل الَّذي تُدرك فيه الثمار - وهو الخريف - وفصل الشتاء بعده؛ ثم فصل الصيف بعد الشتاء - وهو الوقت الذي تدعوه العامة الربيع - ثم فصل القَيْظ بعده، وهو الوقت الذي تدعوه العامة الصيف؛ ومن العرب من يسمي الفصل الذي تدرك فيه الثمار - وهو الخريف - الربيع الأول، ويسمي الفصل الذي يتلو الشتاء وتأتي فيه الكَمْأَةُ والنَّوْرُ الربيع الثاني، وكلهم مجمعون على أن الخريف هو الربيع. ومن ذلك: " الظلُّ والفَيْءُ " يذهب الناس إلى أنهما شيء واحد، وليس كذلك؛ لأن الظل يكون غُدوةً وعشيَّةً، ومن أول النهار إلى آخره،
(1/26)
________________________________________
ومعنى الظل السِّتْر، ومنه قول النَّاس " أنا في ظِلِّكَ " أي: في ذَرَاك وسِترك، ومنه " ظل الجنة "، وظل شجرها إنما هو سترُها ونواحيها، وظلُّ الليل: سواده؛ لأنه يستر كل شيء، قال ذو الرُّمة:
قدْ أعسِفُ النازِحَ المجهولَ مُعْسِفُه ... في ظلِّ أخضرَ يدعُو هامَهُ البُومُ
أي: في ستر ليل أسود، فكأن معنى ظل الشمس ما سترته الشخوص من مَسْقطها، والفيء لا يكون إلا بعد الزوال، ولا يقال لما قبل الزوال فيء، وإنما سمي بالعشي فيئاً لأنه ظلٌّ فاء عن جانب إلى جانب، أي: رجع عن جانب المغرب إلى جانب المشرق، والفيء هو الرجوع، ومنه قول الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif حتَّى تفيءَ إلى أمْرِ الله (أي: ترجع إلى أمر الله. وقال امرؤ القيس:
(1/27)
________________________________________
تَيَمَّمَتِ العينُ التي عندَ ضارِجِ ... يَفيءُ عليها الظلُّ عَرْمَضُهَا طامِ
أي: يرجع عليها الظل من جانب إلى جانب؛ فهذا يدلك على معنى الفيء.
وقال الشمّاخُ:
إذا الأرْطَى تَوَسَّدَ أبْرَدَيْهِ ... خُدودُ جَوازِئ بالرّمْلِ عِينِ
أبْرَداه: الظل والفيء، يريد وقت نصف النهار، وكأن الظباء في بعض ذلك الوقت كانت في ظل ثم زالت الشمس فتحول الظل فصار فيئاً فحوَّلتْ خدودها. ومن ذلك: " الآل والسَّراب " لا يكاد الناس يَفْرُقون بينهما، وإنما الآل أول النهار وآخره الذي يرفع كل شيء، وسمي آلاً لأن الشخص هو الآل، فلما رفع الشخص قيل: هذا آلٌ قد بدا وتبين، قال النابغة الجعدي:
حتَّى لحقنَا بهمْ تُعْدِي فوارسُنَا ... كأننا رَعْنُ قُفٍّ يرفعُ الآلا
(1/28)
________________________________________
وهذا من المقلوب، أراد كأننا رَعْنُ قُفٍّ يرفعه الآل، وأما السَّراب فهو الذي تراه نصف النهار كأنه ماء، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يحْسَبُهُ الظمآنُ ماء (ومن ذلك: " الدَّلَجُ " يذهب الناس إلى أنه الخروج من المنزل في آخر الليل، وليس كذلك، إنما الدَّلج سير الليل، قال الشاعر يصف إبلاً:
كأنها وقد بَرَاها الأخْمَاسْ ... ودَلَجُ الليل وهادٍ قيَّاسْ
ومَرِجَ الصِّفْرُ وماجَ الأحْلاسْ ... شرائِجُ النَّبْعِ بَرَاها القَوَّاسْ
يهوِي بهنَّ بَخْتَرِيٌّ هَوَّاسْ
وقال أبو زُبيد يذكر قوماً يَسْرُون:
فباتُوا يُدْلِجونَ وباتَ يَسْري ... بَصيرٌ بالدُّجَى هادٍ غَمُوس
(1/29)
________________________________________
يعني الأسد. وكان رجل من أصحاب اللغة يخطِّئ الشماخ في قوله:
وتشكُو بعينِ ما أَكَلَّ رِكَابَها ... وقِيلَ المُنادي أصبَحَ القومُ أَدْلِجي
وقال: كيف يكون الإدلاج مع الصبح؟ ولم يرد الشماخ ما ذهب إليه، وإنَّما أراد المنادي كان مرة ينادي " أصبح القوم " كما يقول القائل لقوم أصبحوا وهم نيام " أصْبَحْتم كَمْ تنامون "؟ وكان مرة ينادي " أدلجي " أي: سيري ليلاً. يقال: أدْلَجْتُ فأنا مُدلجٌ إدْلاجاً، والاسم الدَّلَجُ - بفتح الدال واللام - والدَّلْجَة؛ فإن أنت خرجت من آخر الليل فقد ادّلَجْتَ - بتشديد الدال - تَدَّلِجُ ادِّلاجاً، والاسم منه الدُّلجة - بضم الدال - ومن الناس من يجيز الدَّلجة والدُّلجة في كل واحد منهما، كما يقال: بَرهة من الدهر وبُرْهة. ومن ذلك: " العِرْضُ " يذهب الناس إلى أنه سَلَفُ الرجل من آبائه وأمهاته، وأن القائل إذا قال: شَتَمَ عرضي فلان إنما يريد شتم آبائي
(1/30)
________________________________________
وأمهاتي وأهل بيتي، وليس كذلك، إنما عِرْض الرجل نفسه، ومن شتم عِرْضَ رجل فإنما ذكره في نفسه بالسوء، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة: " لا يَبُولونَ ولا يَتَغَوَّطونَ، إنما هو عَرَق يخرج من أعراضهم مثل المِسْكِ " يريد يجري من أبدانهم، ومنه قول أبي الدرداء " أقْرِض من عِرضك ليوم فقرك " يريد مَن شتمك فلا تشتمه، ومن ذكرك بسوء فلا تذكره، ودَعْ ذلك عليه قَرْضاً لك ليوم القصاص والجزاء، ولم يرد أقرض عرضك من أبيك وأمك وأسلافك؛ لأن شَتْمَ هؤلاء ليس إليه التحليلُ منه، وقال ابن عُيَيْنة: لو أن رجلاً أصاب من عرض رجل شيئاً ثمَّ تَوَرَّع فجاء إلى ورثته أو إلى جميع أهل الأرض فأحَلّوه ما كان في حلٍّ، ولو أصاب من ماله شيئاً ثم دفعه إلى ورثته لكنا نرى ذلك كفاره له، فعِرْضُ الرجل أشد من ماله، قال حسان بن ثابت الأنصاري:
هجوتَ محمَّداً فأجبتُ عنهُ ... وعندَ الله في ذاكَ الجزاءُ
(1/31)
________________________________________
فإنَّ أبي ووالدَهُ وعِرْضِي ... لعِرْضِ محمَّدٍ مِنكمْ وِقاءُ
أراد فإن أبي وجَدِّي ونفسي وقاء لنفس محمد، ومما يزيد في وضوح هذا حديثٌ حدَّثنيه الزيادي عن حمَّاد بن زيد عن هشام عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيعجزُ أحدكمْ أنْ يكونَ كأبي ضَمْضَمٍ، كان إذا خرج من منزله قال: اللهم إني قد تصدَّقتُ بعِرْضِي على عِبادك ". ومن ذلك: " العِتْرَة " يذهب الناس إلى أنها ذُرّيَّةُ الرجل خاصَّة، وأنَّ من قال: " عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم " فإنما يذهب إلى ولد فاطمة رضي الله عنها، وعِتْرَة الرجل ذريته وعشيرته الأدْنَوْنَ: مَنْ مضى منهم، ومن غَبَرَ، ويدُلك على ذلك قول أبي بكر رضي الله عنه: " نحن عِتْرَة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي خرج منها، وبَيْضَته التي تَفَقَّأَتْ عنه، وإنما جِيبَتْ العربُ عنا كما جيبت الرحا عن قُطْبها " ولم يكن أبو بكر رضوان الله عليه ليدَّعي بحضرة القوم جميعاً ما لا يعرفونه.
(1/32)
________________________________________
ومن ذلك: " الخُلْف، والكَذِب " لا يكاد الناس يفرِّقون بينهما، والكذب فيما مضى، وهو أن يقول: فعلت كذا وكذا، ولم يفعله، والخلف فيما يُستقبل، وهو أن تقول: سأفعل كذا وكذا، ولا تفعله. ومن ذلك: " الجاعِرة " يذهب الناس إلى أنها حَلْقَة الدبر، وهو تحتمل أن تسمى جاعرة لأنها تجعَرُ، أي: تُخرج الجعْرَ، ولكن العرب تجعل الجاعرتين من الفَرَس والحمار موضع الرَّقْمتين من مؤخر الحمار، قال كعب بن زهير يذكر الحمار والأتُنَ:
إذا ما انْتَحَاهُنَّ شُؤْبُوبُهُ ... رأيتَ لجاعِرَتَيْهِ غُضُونا
شُؤْبوبه: شدة دَفْعَته، يقول: إذا عَدَا واشتدَّ عَدْوه رأيت لجاعرتيه تكسُّراً لقَبْضِه قوائمهُ وبَسْطه إياها. وأما قول الهذلي في صفة الضبع:
عَشَنْزَرَةٌ جَوَاعِرُهَا ثَمَانِ
(1/33)
________________________________________
فلا أعرف عن أحد من علمائنا فيه قولاً أرتضيه. ومن ذلك: " الفقير، والمسكين " لا يكاد الناس يفرقون بينهما، وقد فَرَق الله تعالى بينهما في آية الصدقات فقال جل ثناؤهالكتّاب smile.gif إنما الصَّدَقَاتُ للفُقَراءِ والمَسَاكين (وجعل لكل صنف سَهْمَاً، والفقير: الذي له البُلْغة من العيش، والمسكين: الذي لا شيء له، قال الراعي:
أمَّا الفقيرُ الَّذي كانتْ حلُوبَتُهُ ... وَفْقَ العِيالِ فَلَمْ يُتركْ لهُ سَبَد
فجعل له حَلُوبة، وجعلها وَفْقاً لعياله، أي: قوتاً لا فَضْلَ فيه. ومن ذلك: " الخائن، والسارق " لا يكاد الناس يفرُقُون بينهما، والخائن: الذي اؤتمن فأخذ فخان، قال النّمر بن تولبٍ:
وإنَّ بَنِي رَبيعةَ بَعْدَ وَهْبٍ ... كَرَاعِي البيتِ يحفظهُ فَخَانَا
(1/34)
________________________________________
والسارق: مَن سرق سراً بأي وجه كان. ويقال: كل خائن سارق، وليس كل سارق خائناً، والغاصب: الذي جاهَرك ولم يستتر، والقطعُ في السَّرَقِ دون الخيانة والغصب. ومن ذلك: " البخيل، واللئيم " يذهب الناس إلى أنهما سواء، وليس كذلك، إنما البخيل الشحيح الضَّنين، واللئيم: الذي جمع الشحَّ ومَهَانة النفس ودناءة الآباء، يقال: كل لئيم بخيل، وليس كل بخيل لئيماً.
قال أبو زيد: المَلُوم الذي يُلام ولا ذنب له، والمُليمُ الذي يأتي ما يُلام عليه، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif فالتقَمَهُ الحوتُ وهو مُلِيمٌ (والمِلآم: الذي يقوم بعذر اللئام. ومن ذلك: " التِّلاد، والتَّليد " لا يفرق الناس بينهما؛ والتَّليد: ما ولد عند غيرك ثم اشتريته صغيراً فنبت عندك، والتِّلاد: ما ولد
(1/35)
________________________________________
عندك، ومنه حديث شُريح في رجل اشترى جارية وشرطوا أنها مُوَلَّدة فوجدها تَليدة فردها، فالمولدة: بمنزلة التلاد، وهما ما ولد عندك، والتَّليدة - في حديث شريح - التي ولدت ببلاد العجم وحملت صغيرة فنبتت ببلاد الإسلام. ومن ذلك: " الحمد، والشكر " لا يفرق الناس بينهما؛ فالحمد: الثناء على الرجل بما فيه من حَسَن، تقول: حَمِدْت الرَّجُل إذا أثنيتَ عليه بكرم أو حَسَب أو شجاعة، وأشباه ذلك، والشكر له: الثناء عليه بمعروفٍ أوْلاكَهُ؛ وقد يوضع الحمد موضع الشكر؛ فيقال حمدته على معروفه عندي كما يقال: شكرتُ له عليه جشاعته. ومن ذلك: " الجَبْهة، والجَبِين " لا يكاد الناس يفرقون بينهما؛ فالجبهة: مَسْجِدُ الرجل الذي يصيبه نَدَبُ السجود، والجبينان: يكتنفانها، من كل جانب جبينٌ. ومن ذلك:
" اللَّبّة يذهب الناس إلى أنها النُّقرة التي في النّحر، وذلك غلط، إنما اللَّبّة المَنْحَر، فأما النُّقرة فهي الثّغْرة. ومن ذلك: " الآرِيُّ " يذهب الناس إلى أنه المِعْلَفُ، وذلك
(1/36)
________________________________________
غلط إنما الآرِيُّ الآخِيَّة التي تُشدُّ بها الدواب، وهي من تأرَّيْت بالمكان إذا أقمت به، وقال الشاعر:
لا يتأرَّى لمَا في القِدْرِ يرقُبُهُ ... ولا يعضُّ على شُرسوفهِ الصّفَرُ
أي: لا يتجسس على إدراك القدر ليأكل منها وتقدير آرِيّ من الفعل: فاعول. ومن ذلك: " المَلَّة " يذهب الناس إلى أنها الخُبْزَة، فيقولون: أطعمنا مَلَّةً وذلك غلط، إنما الملة موضع الخُبْزَة، سمي بذلك لحرارته، ومنه قيل: " فلانٌ يتململُ على فراشه " والأصل يتملَّلُ فأبدل من إحدى اللامين ميماً، ويقال: مَلَلْتُ الخُبزة في النار
(1/37)
________________________________________
أَمُلّها مَلاًّ. والصواب أن تقول " أطعمنا خُبْزَ مَلَّةٍ. ومن ذلك: " العَبيرُ " يذهب الناس إلى أنه أخلاطٌ من الطيب.
وقال أبو عبيدة: العَبير عند العرب الزَّعفران وحده، وأنشد للأعشى:
وتبرُدُ بَرْدَ رِداءٍ العَرُو ... سِ في الصَّيفِ رقرقْتَ فيهِ العَبِيرا
ورقرقت بمعنى رقَّقت، فأبدلوا من القاف الوسطى راء، كما قالوا: حَثْحَثْتُ والأصل حَثَّثْتُ، أي: صبغته بالزعفران، وصقلته. وكان الأصمعي يقول: إن العبير أخلاط تجمع بالزعفران، ولا أرى القول إلا ما قال الأصمعي؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة: " أتعجزُ إحداكنَّ أن تَتّخذَ تَوْمَتَيْنِ ثمَّ تَلْطَخْهُما بعَبِيرٍ أو وَرْس أو زعفران " ففرق صلى الله عليه وسلم بين العبير والزعفران؛ والتَّوْمة: حبة تعمل من فضة كالدُّرَّة.
وكان بعض أصحاب اللغة يذهب في قول الناس خرجنا ننتزَّه -
(1/38)
________________________________________
إذا خرجوا إلى البساتين - إلى الغَلَطِ، وقال: إنما التنزه التباعد عن المياه والريف، ومنه يقال فلان يتنزه على الأقذار أي: يُباعد نفسه عنها، وفلان نزيهٌ كريمٌ إذا كان بعيداً عن اللؤم، وليس هذا عندي خطأ؛ لأن البساتين في كل مصر وفي كل بلد إنما تكون خارج المصر؛ فإذا أراد الرجل أن يأتيها فقد أراد أن يتنزه، أي: يتباعد عن المنازل والبيوت، ثم كثر هذا واستعمل حتى صارت النزهة القعود في الخضَرِ والجِنان. ومن ذلك: " الأعجميُّ، والعجميُّ " و " الأعرابيُّ، والعربيُّ " لا يكاد عوامُّ الناس يفرقون بينهما؛ فالأعجمي: الذي لا يُفصح وإن كان نازلاً في البادية، والعجميُّ: المنسوب إلى العجم وإن كان فصيحاً، والأعرابي: هو البدوي وإن كان بالحضر، والعربيُّ: المنسوب إلى العرب وإن
(1/39)
________________________________________
لم يكن بدوياً. ومن ذلك: " إشْلاء الكَلْب " هو عند الناس إغراؤه بالصيد وبغيره مما تريد أن يحمل عليه، وذلك غلط، وإنما إشْلاء الكلب أن تدعُوَهُ إليك، وكذلك الناقة والشاة، قال الراجز:
أشْلَيْتُ عَنْزِي ومَسَحْتُ قَعْبِي
يريد أنه دعا عنزة ليحلبها، فأما إغراء الكلب بالصيد فهو الإيساد، تقول: آسَدْتُهُ وأوْسَدْته، إذا أغريته. ومن ذلك: " حاشية الثوب " يذهب الناس إلى أنها جانبه الذي لا هُدْبَ له، وذلك غلط، وحواشي الثوب: جوانبه كلها، فأما جانبه الذي لا هدب له فهو طُرَّته وكُفَّتُه. ومن ذلك: " الهُجْنَة، والإقْرَاف " في الخيل لا يكاد يفرق الناس
(1/40)
________________________________________
بينهما، فالهجنة إنما تكون من قِبَل الأم، فإذا كان الأب عتيقاً والأم ليست كذلك كان الولد هَجيناً، والإقْرَاف: من قِبَل الأب، فإذا كانت الأم من العتاق والأب ليس كذلك كان الولد هجيناً، والإقراف: من قبل الأب، فإذا كانت الأم من العتاق والأب ليس كذلك كان الولد مُقْرِفاً، وأنشد أبو عبيدة لهند بنت النعمان بن بشير في رَوْح ابن زِنْبَاعٍ:
وهلْ هندُ إلاَّ مُهرةٌ عربيَّةٌ ... سَليلةُ أفراسٍ تَجَلّلها نَغْلُ
فإنْ نُتِجَتْ مُهراً كريماً فَبِالحَرَى ... وإنْ يكُ إقْرافٌ فقدْ أقْرَفَ الفَحلُ

باب تأويل ما جاء مثنى في مستعمل الكلام
يقال: " ذهب منه الأطْيَبان " يراد به الأكل والنكاح.
و" أهْلَكَ الرجالَ الأحمَرَانِ " الخمرُ واللحمُ.
(1/41)
________________________________________
و " أهلك النساء الأصْفَرَانِ " الذهب والزعفران.
و" اجتمع للمرأة الأبْيَضَانِ " الشحم والشباب.
و" أتى عليه العَصْرَان " الغداة والعشي.
و" المَلَوَانِ " الليلُ والنهارُ، وهما الجديدان.
و" العُمَرَان " أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.
و" الأسْوَدَان " التمر والماء، قالت عائشة رضي الله عنها: " لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا الأسودان التمر والماء ". وقال حجازي لرجل استضافته: " ما عندنا إلا الأسودان " فقال له: " خير كثير " قال: " لعلك تظنهما التمر والماء، والله ما هما إلا اللَّيل والحرَّة ".
و" الأصغران " القلب واللسان.
و" الأصْرَمَان " الذئب والغُراب؛ لأنهما انصرما من النَّاس.
و" الخافِقَان " المشرق والمغرب؛ لأن الليل والنهار يخفقان فيهما.
وقولهم " لا يُدرَى أيُّ طَرَفيه أطول " يراد نسب أمه أو نسب أبيه، لا يدري أيهما أكرم. وأنشد أبو زيد:
(1/42)
________________________________________
وكيفَ بأطْرَافي إذا ما شَتَمَتْنِي ... وما بعدَ شتمِ الوالدينِ صُلُوحُ
يريد أجداده من قبل أبيه وأمه، يقال فلان كريم الطرفين يراد به الأبوان، وقال ابن الأعرابي في قولهم " لا يُدرى أي طرفيه أطول " قال: طَرَفاه ذكرُه ولسانُه.

باب تأويل المستعمل من مزدوج الكلام
" له الطِّمُّ والرِّمُّ " الطم: البحر، والرم: الثَّرى.
" له الضِّحُّ والريح الضِّحُّ: الشمس، أي: ما طلعت عليه الشمس، وما جرت عليه الريح.
" له الوَيل والأليلُ " الأليلُ: الأنين، قال ابن ميَّادة:
وقُولا لها ما تأْمُرينَ بِوَامِقٍ ... له بعدَ نوماتِ العُيونِ ألِيلُ
و" هو أكذبُ من دَبَّ ودَرَج " أي: أكذب الأحياء والأموات يقال للقوم إذا انقرضوا: قد دَرَجوا.
(1/43)
________________________________________
" لا يقبل الله منه صَرْفاً ولا عَدْلا " الصرف: التوبة، والعدل الفدية، قال الله تعالىالكتّاب smile.gif وإنْ تَعْدِلْ كلَّ عَدْلٍ لا يُؤخَذْ منها (. أي: وإن تفدِ كلَّ فِدَاء؛ وقال يونس: الصَرْف الحيلة، ومنه قيل: إنَّه يتصرَّف في كذا وكذا، قال الله تعالىالكتّاب smile.gif فما تَسْتَطِيعونَ صَرْفاً ولا نَصْراً (.
ويقولون " لا يعرف هرّاً من بِرّ " قال ابن الأعرابي: الهرّ دعاء الغنم، والبر: سَوْقُها؛ وقال غيره: هِرّ من هَرَرْته أي كرهته، يقال: هَرَّ فلان الكأسَ إذا كرهها، يريد: ما يعرف مَن يكرهه ممن يبرُّه.
" القوم في هِياط ومِياط " الهِياط: الصِّياح، والمِياط: الدفاع، والمَيْط: الدَّفْع ومنه " إماطة الأذى عن الطريق ".
وقولهم " كيف السامَّةُ والعامَّةُ " السامة: الخاصة.
ويقولون " حيَّاك الله وبَيَّاك " حياك الله: مَلَّكك الله، والتحية:
(1/44)
________________________________________
الملك، ومنه " التحيات لله " يراد: الملك لله، ويقال: بَيَّاك الله، أي: اعتمدك الله بالملك والخير، قال الشاعر:
باتتْ تَبَيَّا حَوْضَها عُكوفَا ... مثلَ الصُّفوفِ لاقتِ الصُّفوفَا
أي: تعتمد حوضها، وأنشد ابن الأعرابي:
منَّا يزيدُ وأبو مُحَيَّاهُ ... وعسعسٌ نِعْمَ الفتَى تَبَيَّاهُ
أي تعتمده، وفسره ابن الأعرابي: بَيَّاك جاء بك، ورُوي في
(1/45)
________________________________________
" بَيَّاك " أضحكك، وجاء هذا في حديث يُروى في قصة آدم النبي عليه السلام.
وقولهم " هو لك حِلٌّ وبِلٌّ قال الأصمعي: بلٌّ: مُباح بلغة حِمْيَر، وقال: وأخبرني بذلك المعتمر بن سليمان.
" ما به حَبَضٌ ولا نَبَضٌ " النَّبَضُ: التحرك، ولم يعرف الأصمعي الحبض.
" ما عنده خَيْر ولا مَيْر " المَيْر: مصدر مَارَهُمْ يَمِيرُهُمْ مَيْراً، من المِيرَة.
" ما له سَبَدٌ ولا لَبَدٌ " السبد: الشعر والوبر، يعني الإبل والمعز، واللبد: الصوف، يعني الغنم.
(1/46)
________________________________________
" ما يعرف قَبِيلا من دَبِير " القَبيل: ما أقبلت به المرأة من غَزْلها حين تَفْتِله والدبير: ما أدبرت به. وقال الأصمعي: أصله من الإقْبالة والإدْبارة، وهو شقٌّ في الأذن ثم يُفتل ذلك، فإذا أقبل به فهو الإقبالة، وإذا أدبر به فهو الإدبارة، والجلدة المعلقة في الأذن هي الإقبالة والإدبارة.
" هم بين حاذِف وقاذِف " الحاذف: بالعصا، والقاذف: بالحجَر.
" هو جائع نائع " قال بعضهم: نائع إتباع، وقال بعضهم: نائع عطشان، وأنشد:
لعمرُ بَنِي شِهابٍ ما أقاموُا ... صُدورَ الخَيْلِ والأسَلَ النِّيَاعا
يعني الرِّماح العِطاش.
و" ما ذقتُ عنده عَبَكةً ولا لَبَكة " العبكة: الحبَّة من السّويق، واللبكة: القطعة من الثَّريد.
(1/47)
________________________________________
ومنه " ماله ثاغِيَةٌ ولا راغية " الثاغية: الشاة، والراغية: الناقة.
ويقولون " لا يُدالِسُ ولا يُؤالسُ " يدالس: من الدَّلَس، وهو الظلمة، أي: لا يخادعك ولا يُخفي عنك الشيء؛ فكأنه يأتيك به في الظلام، ومنه يقال " دَلَّس عليَّ كذا "، ويؤالس: من الألْسِ، وهو الخيانة.
وقولهم: " فلان يُداجي فلاناً " مأخوذ من الدُّجْية وهي الظلمة، أي: يُساتره بالعداوة ويخفيها عنه.

باب ما يُستعمل من الدعاء في الكلام
يقال " أرغَمَ الله أنفَهُ " أي: ألزَقَه بالرَّغام، وهو التراب، ثم يقال " على رَغْمه " و " على رَغْمِ أنفِهِ " و " إن رَغِم أنفُه ".
ويقولون " قَمْقَمَ الله عصَبَه أي: جمعه وقبضه، ومنه قيل للبحر " قَمْقَام " لأنه مُجتمع الماء.
(1/48)
________________________________________
ويقال: " استأصَل الله شأْفته " الشأفة: قَرْحة تخرج في القدَمِ فتُكوى فتذهب، يقال منه: شَئِفَتْ رِجْله تَشْأَفُ شَأَفاً، يقول: أذهبك الله كما أذهب ذاك.
" أسكت الله نأمَته " مهموزة مخففة الميم، وهي من النَّئيم وهو الصوت الضعيف. ويقال نامَّته - بالتشديد غير مهموز - أي: ما ينمُّ عليه من حركته.
ويقال " سخَّم الله وجهَهُ " أي: سوَّده، من السُّخام، وهو سواد القِدْر.
" أباد الله خَضْرَاءَهم " أي: سَوَادهم ومعظمهم، ولذلك قيل للكتيبة: خضراء.
قال الأصمعي: لا يقال " أبادَ الله خَضْرَاءَهم ولكن يقال " أباد الله غَضْراءَهم " أي: خَيْرَهم وغَضَارَتهم، والغَضْرَاء: طينة خضراء حُرَّة عَلِكة، يقال: أنْبَطَ بئره في غَضْرَاء.
(1/49)
________________________________________
وقوله " بالرِّفاءِ والبَنِين " يُدعى بذلك للمتزوّج، والرِّفاء: الالتحام والاتفاق، ومنه أخذ " رَفْء الثَّوب. ويقال: بالرِّفاء من " رَفَوْتُ الرجل " إذا سكَّنْته، قال الهذلي:
رَفَوْني وقالوا يا خُويلدُ لا تُرَعْ ... فقلتُ وأنكرتُ الوُجُوهَ هُمُ هُم
ويقال " منِ اغتابَ خَرَقَ، ومَنِ اسْتَغْفَرَ رَفأ.
وقولهم " مرحباً " أي: أتيت رُحْباً، أي: سَعَة، وأهلاً أي: أتيت أهلاً لا غُرَباء فأنَسْ ولا تستوحِشْ، وسهلاً أي: أتيت سهلاً لا حَزْناً، وهو في مذهب الدعاء، كما تقول: لقيتَ خيراً.

باب تأويل كلامٍ من كلامِ الناس مُستعمل
يقولون: " حَلَبَ فُلانٌ الدَّهرَ أشْطَرَه " أي: مرَّت عليه صُروفه من خيره وشره، وأصله من أخْلافِ الناقة، ولها شطران: قادِمان، وآخِران، فكل خِلْفين شَطْر.
ويقولون: " ما بفلان طِرْق " أي: ما به قُوَّة وأصل الطِّرْق
(1/50)
________________________________________
الشحم، فاستعير لمكان القوة؛ لأن القوة أكثر ما تكون عنده.
ويقولون: " ادْفَعْهُ إليهِ برُمَّته " وأصله أن رجلاً دفع إلى رجل بعيراً بحَبْلٍ في عنقه، والرُّمَّة: الحبل البالي، فقيل ذلك لكل مَنْ دفع شيئاً بجملته لم يحتبس منه شيئاً، يقول: " ادفعه إليه برمته " أي: كُلَّه. وهذا المعنى أراده الأعشى في قوله للخَمَّار:
فقلتُ له هذِهِ هاتِهَا ... بأَدْمَاءَ في حَبْلِ مُقْتَادِهَا
أي: بِعْني هذه الخمر بناقة برُمَّتها.
ويقولون: " ما به قَلَبَة "، قال الفَرَّاء: أصله من القُلاَب، وهو داء يصيب الإبل، وزاد الأصمعي: يشتكي البعير منه قَلْبَه فيموت من يومه، فقيل ذلك لكل سالم ليست به علة يُقَلّب لها فيُنظر إليه، قال الراجز:
(1/51)
________________________________________
ولَمْ يُقَلّبْ أرضَهَا البَيْطَارُ ... ولا لحبْلَيْهِ بِهَا حَبَارُ
الحَبَار: الأثَرُ، أي: لم يقلِّب قوائمها من علة بها. وقد كان بعضهم يقول في قولهم " ما به قَلَبَة " أي: ما به حَوَل؛ قال أبو محمد عبد الله: هذا هو الأصل، ثمَّ استعير لكل سالم ليست به آفة.
ويقولون: " فلانٌ نَسِيجُ وَحْدِه " وأصله أن الثوب الرفيع النفيس لا ينسج على منوال غيره، وإذا لم يكن نفيساً عُمل على منواله سَدَى عدَّة أثواب؛ فقيل ذلك لكل كريم من الرجال.
ويقولون: " لئيمٌ راضِعٌ " وأصله أن رجلاً كان يَرْضَع الغنم والإبل، ولا يحلبها لئلا يُسمع صوت الحَلَب؛ فقيل ذلك لكل لئيم من الرجال؛ إذا أرادوا توكيد لؤمه والمبالغة في ذمه.
ويقولون: " هو على يَدَيْ عَدْلٍ "، قال ابن الكلبي: هو العَدْل بن جَزْء بن سَعْد العشيرة، وكان وليَ شُرطة تُبّع،
(1/52)
________________________________________
وكان تُبّع إذا أراد قتل رجلٍ دفعه إليه، فقال الناس: " وُضِعَ على يَدَيْ عَدْلٍ " ثم قيل ذلك لكل شيء قد يُئس منه.
ويقولون لمن رفع صوته " قد رَفَعَ عَقِيرَتَهُ " وأصله أن رَجُلاً قُطعت إحدى رِجْليه فرفعها ووضعها على الأخرى وصرخ بأعلى صوته؛ فقيل لكل رافعٍ صوته: قد رفع عقيرته، والعقيرة: الساق المقطوعة.
ويقولون للمرأة السيئة الخلق " غُلٌّ قَمِلٌ " وأصله أن الغُلّ كان يكون من قِدٍّ وعليه شَعْر فيقمَل على الأسير.
ويقولون " هو ابنُ عمِّي لَحًّا " أي: لاصق النسب من قولهم " لَحِحَتْ عينُه " إذا لصقت، ويقولون في النكرة " هو ابنُ عم لَحّ ".
ويقولون " أرَيْته لَمْحاً باصراً " أي: نظراً بتحديقٍ شديد. ومَخْرَجُ باصِرٍ مخرجُ لابنٍ وتامر ورامح، أي: ذو تمر ولبن ورمح وبصر.
ويقولون " بَرِحَ الخفاء " أي: انكشف الأمر وذهب السِّتر، وبَرِحَ في معنى زال. ويقال: صار في البَرَاح، وهو المتَّسع من الأرض.
(1/53)
________________________________________
ويقولون " لا تُبَلّمْ عليه " أي: لا تُقَبّحْ، وأصله من " أبْلَمَت الناقة " إذا ورم حَيَاؤها من شدة الضّبعة.
ويقولون " النَّاسُ أخْيَافٌ " أي: مختلفون، مأخوذ من الخَيَفِ، وهو أن تكون إحدى العينين من الفَرَس سَوْداء والأخرى زَرْقاء.
ويقولون " صَدَقُوهم القتالَ " وهو مأخوذ من الشيء الصَّدْق، وهو الصُّلْبُ، يقال: رمح صَدْقٌ، ورجل صَدْقُ النظر، وصَدْقُ اللقاء.
ويقولون " طَعَنَهُ فقطَّرَه " أي: ألقاه على أحد قُطْرَيْه، والقُطْران: الجانبان.
ويقال " طعنه فجدَّله " أي: رمى به إلى الأرض، ومنه يقال للأرض: " الجَدَالَةُ " قال ذلك أبو زيد، وأنشد:
(1/54)
________________________________________
قدْ أركبُ الآلةَ بعدَ الآلَهْ ... وأترُكُ العاجِزَ بالجَدَالَهْ
مُنْعَفِراً ليستْ لهُ مَحَالَهْ
ويقولون " نَظْرَةٌ من ذي عَلَق " أي: من ذي هوًى قد عَلِقَ بمن يهواه قلبه.
ويقولون " بكى الصبي حتى فَحَم " بفتح الحاء، أي: انقطع صوته من البكاء، من قولك " فلانٌ مُفْحَم " إذا انقطع عن الخصومة وعن قول الشعر.
ويقولون " عمل به الفَاقِرَة " وهي الداهية، يراد أنها فاقرة للظهر، أي: كاسرة لفَقَاره، يقال " فَقَرَتْهُمُ الفَاقِرَة " و " رجل فَقِر، وفقيرٌ " أي: مكسور الفَقَار، ويقال: هو من " فَقَرْتُ أنفَ البعير " إذا حززته بحديدة، ثم وضعت على موضع الحزِّ الجرير وعليه وَتَر ملويٌّ لتذلَّه وتروّضه.
ويقولون " هو ابن بَجْدَتها " يقال: " عنده بَجْدَة ذلك " أي: عِلم ذلك، و " هو عالم ببَجْدَة أمرك " أي: بدِخْلَتِهِ.
(1/55)
________________________________________
ويقال " غَضِبَ واسْتَشَاطَ " أي: احتدَّ، وهو من " شاطَ يَشيطُ " إذا احترق، كأنه التهب في غضبه، قال الأصمعي: هو من قولهم " ناقة مِشْيَاط " وهي التي يظهر فيها السِّمَنُ سريعاً.
ويقولون " سَكْرَان ما يَبُتُّ " أي: لا يقطع أمراً، من قولك " بَتَتُّ الحَبْلَ " و " طَلَّقها ثلاثاً بَتَّة "، قال الأصمعي: ولا يقال يُبِتُّ، قال الفراء: هما لغتان: بَتَتُّ عليه القضاء، وأبتَتِّه.
وقولهم " صَدَقَةٌ بَتَّةٌ بَتْلة " من " بَتَلْتُ " أي: قطعتها، يراد أنها بائنة من صاحبها مقطوعة لا سبيل له عليها، ومنه قيل لمريم العذراء " البَتُول " أي: المقطوعة من الرجال.
(1/56)
________________________________________
ويقولون " كما تَدِينُ تُدان " أي: كما تَفعل يُفعل بك، وكما تُجازِي تُجازَى، وهو من قولهم " دِنْتُه بما صَنَعَ " أي: جازيته.
ويقولون " عَدَا فلانٌ طَوْرَه " أي: جاوَزَ مقداره، هو من " طِوَار الدَّار " أي: ما كان ممتداً معها من الفناء، ومنه يقال أيضاً " لا أطُور به " أي: لا أقْرَب فِنَاءه.
ويقولون " هو في أمرٍ لا يُنادَى وَلِيدُه " نرى أن أصله شدَّةٌ أصابتهم حتى كانت المرأة تنسى وليدها، وتذهل عنه فلا تناديه، ثم صار مَثَلاً في كل شدة، وقال أبو عبيدة: هو أمر عظيم لا يُنَادى فيه الصغار، وإنما يُنادَى فيه الجِلَّة الكبار، وقال أبو العَمَيثل الأعرابي: الصبيان إذا رأوا شيئاً عجيباً تحشّدوا له، مثل القَرَّاد والحاوي؛ فلا يُنادَوْنَ، ولكن يتركون يَفْرَحون، والمعنى أنهم في أمر عجيب. وقال غير هؤلاء: يقال هذا في موضع الكَثْرة والسَّعَة، أي: متى أهوَى الوليد بيده إلى شيء لم يُزجر عنه، وذلك لكثرة الشيء عندهم.
(1/57)
________________________________________
ونحوٌ منه قولهم " هم في خَيْر لا يُطَيَّرُ غُرابه " يقول: يقع الغراب على شيء فلا يُنفَّر؛ لكثرة ما عندهم.
ويقولون " هو جِلْفٌ " أي جافٍ، وأصله من أجْلافِ الشاء، وهو المسلوخة بلا رأس ولا قوائم ولا بطن.
ويقولون " لكل ساقِطَةٍ لاقِطَةٌ " أي: لكل نادرة مَنْ الكلام من يحملها ويُشِيعها.
ويقولون " حَلَفَ له بالغَمُوس " وهي اليمين التي تَغْمِسُ صاحبها في الإثم.
ويقولون " خاسَ البَيْعُ والطّعَامُ " وأصله من " خاسَتِ الجِيفَةُ " في أول ما تُرْوِح، فكأنه كَسَد حتى فَسَد.
ويقولون " افْعَلْ ذلك على ما خَيَّلْتَ " أي: على ما شَبَّهْتَ، من قولك: " هو مَخِيلٌ للخير " أي خليقٌ له.
ويقولون " تركته يَتَلَدَّد " أي: يتلفّت يميناً وشمالاً، وأصله في اللَّديدَين وهما صفحتا العنق.
ويقولون " لحمٌ ساحٌّ " بالتشديد، وأصله من سَحَّ يسحُّ
(1/58)
________________________________________
أي: صبَّ، كأنه يصبُّ الوَدَك صَبّاً.
ويقولون " كَبِرَ حتى صار كأنه قُفّة " وهي الشجرة اليابسة البالية، ويقال " قَفَّ شَجَرُنا " إذا يبس.
ويقولون " خَبيثٌ دَاعِرٌ " قال ابن الأعرابي: أُخذت الدَّعارة من العُود الدَعِر، وهو الكثير الدخان.
ويقولون " قال ذلك أيضاً، وفعل ذلك أيضاً " وهو مصدر " آضَ إلى كذا " أي: صار إليه، كأنه قال: فعل ذلك عَوْداً.
وقولهم " مائةٌ ونَيِّفٌ " مأخوذٌ من " أنافَ على الشيء " إذا أطلَّ عليه وأوْفَى، كأنه لما زاد على المائة أشْرَفَ عليها.
وقولهم " بِضْعُ سِنينَ، وبَضعَةَ عَشَرَ " قال أبو عبيدة: هو ما دون نصف العِقد، يريد ما بين الواحد إلى أربعة، وقال غيره: هو ما بين
(1/59)
________________________________________
الواحد إلى تسعة.
وقولهم " أسَدٌ خادِرٌ " أي: داخل في الخِدْر، يعنون بالخدر الأجَمَة.
وقولهم " نَصَّ الحديثَ إلى فلان " أي: رفعه إليه، وهو من النّصّ في السير، وهو أرفعه.
وقولهم " فلان يُحابي فلاناً " هو يفاعل من " حَبَوْتُه أحْبُوه " إذا أعطيته.
وقولهم " فُلانٌ فَدْم " أي: ثقيل، ومنه قيل: صِبْغٌ مُفَدَّم، أي: خاثر مُشْبَع.
وقولهم " هَرِمٌ ماجٌّ " أي: يمجّ ريقه ولا يستطيع أن يحبسه من الكِبَر.
وقولهم " أنتم لنا خَوَل " هو جمع خائل، وهو الراعي، يقال: فلان يَخُول على أهله، أي: يرعى عليهم، هذا قول الفراء، وقال غيره: هو من " خَوَّلَك الله الشيء " أي: ملكك إياه.
(1/60)
________________________________________
وقولهم " ماله دارٌ ولا عَقَار " العقار: النخل، ويقال " بيت كثير العَقار " أي كثير المتاع، قال الأصمعي: عُقْر الدار أصلها، ومنه قيل العقار، والعقار: المنزل والأرض والضياع، وقال أبو زيد: " الأثاث " المال أجمع: الإبل والغنم والعبيد والمتاع، والواحدة أثاثة.
وقولهم " أسْوَدُ مثل حَلَك الغراب " قال الأصمعي: هو سواده، وقال غيره: " هو أسود مثل حَنَك الغراب " وقال: يعني مِنْقاره.
وقولهم " ليت شِعْري " هو من " شَعَرْت شِعْرة "، قال سيبويه: أصله فِعْلَة مثل الدِّرْبة والفِطْنة، فحذفت الهاء، قال: والشاعر مأخوذ منه.
وقولهم " لا جَرَم " قال الفراء: هي بمنزلة " لا بدَّ " و " لا مَحالة " ثم كثرت في الكلام حتى صارت كقولك " حقاً "، وأصلها من " جَرَمْتُ " أي: كسبت، قال: وقول الشاعر:
(1/61)
________________________________________
ولقد طَعَنْتَ أبَا عُيَيْنَةَ طَعْنَةً ... جَرَمَتْ فَزَارَةُ بعدَهَا أنْ يَغْضبُوا
أي: كسبت لأنفسها الغضب، قال: وليس قول من قال " حُقَّ لفزارة الغضب " بشيء.
وقولهم " ما رَزَأْته زِبالاً " الزِّبَال: ما تحتمله النملة بفيها.
و" ما رَزَأْتُهُ فَتِيلاً " والفَتِيل: ما يكون في شق النواة، يراد ما رزأته شيئاً.
وقولهم " شَوْرَبه " إذا أخجله، وهو من الشَّوار، والشوار: الفرج، كأن رجلاً أبدى عورة رجل فاستحيا من ذلك فقيل ذلك لكل من فعل بأحدٍ فعلاً يُسْتَحْيا منه، ومن ذلك يقال " أبدى الله شَوَارك " ثم سُمي متاع البيت شَواراً منه.
(1/62)
________________________________________
وقولهم " بَنَى فلانٌ على أهله " أصله أنه كان من يريد منهم الدخول على أهله ضَرَبَ عليها قُبَّة، فقيل لكل داخل بأهله " بانٍ ".
وقولهم " كنَّا في إمْلاك فلان " هو من المَلِكْ، أي: أملكناه المرأة، وأمْلَكْناه مثل مَلَّكناه.
وقولهم " بيننا وبينهم مَسَافة " أصله من السَّوْف، وهو الشَّمُّ، وكان الدليل بالفَلاة ربما أخذ التراب فشمَّه؛ ليعلم أعلى قَصْدٍ هو أم على جَوْرٍ، ثم كثر ذلك حتى سموا البعد مسافة، قال رُؤْبة بن العجاج:
إذا الدَّليلُ اسْتَافَ أخْلاقَ الطُّرُقْ
أي: شمَّها.
وقولهم للدِّية " عَقْل " والأصل أن الإبل كانت تجمع وتُعقل بفِناء وليّ المقتول، فسميت الدية عقلاً، وإن كانت دراهم أو دنانير.
وقولهم للأخِيذِ " أسير " والأصل أنهم كانوا إذا أخذوا أسيراً شدُّوه
(1/63)
________________________________________
بالقِدّ، فلزم هذا الاسم كلَّ مأخوذ، شُدَّ به أم لم يُشدّ، يقال " ما أحسن ما أَسَرَ قَتَبَة " أي: ما أحسن ما شدَّه بالقِدّ، ومنه قول الله عزّ وجلّ) وَشَدَدْنَا أَسْرَهُم (.
وقولهم للنساء " ظَعائن " وأصل الظعائن: الهوادج، وكنَّ يكنُّ فيها، فقيل للمرأة: ظعينة، قال أبو زيد: ولا يقال ظُعُنٌ ولا حَمُول إلا للإبل التي عليها الهوادج، كان فيها نساء أم لم يكن.
وقولهم للمزادة " راوية " والراوية: البعير الذي يُستقَى عليه الماء، فسمي الوعاء راوية باسم البعير الذي يحمله.
ومثله " الحَفَضُ " متاع البيت، فسمي البعير الذي يحمله حَفَضاً.
وقولهم لغسل الوجه واليد " الوضوء " وأصله من الوَضَاءة، وهي الحسن والنظافة، كأن الغاسل وَجْهَهُ وَضَّأة، أي حَسَّنه ونظفه.
وقولهم للتمسُّح بالحجارة " استنجاء " وأصله من النَّجْوة، وهي الارتفاع من الأرض، وكان الرجل إذا أراد قضاء حاجته تستَّر بنجوة، فقالوا: ذهب يَنْجُو، كما قالوا: ذهب يتغوَّط، ثم اشتقوا منه
(1/64)
________________________________________
فقالوا " قد اسْتَنْجَى " إذا مسح موضع النَّجْو أو غسله؛ و " التغوط " من الغائط، وهو البطن الواسع من الأرض المطمئن، وكان الرجل إذا أراد قضاء حاجته أتى غائطاً من الأرض، فقيل لكل من أحدث " قد تغوَّط " و " العَذِرة ": فناء الدَّار، وكانوا يلقون الحَدَثَ بأفنية الدور، فسمي الحدث عَذِرة، وفي الحديث: " اليهود أنتن خلق الله عَذِرة " أي: فناء؛ و " الحُشّ " الكنيف، وأصله البستان، وكانوا يقضون حوائجهم في البساتين؛ فسمي الكنيف حُشّاً؛ و " الكنيف " أصله الساتر، ومنه قيل للترس " كنيف " أي: ساتر، وكانوا قبل أن يُحدِثُوا الكُنُف يقضون حوائجهم في البَرَاحات والصَّحارِي، فلما حفروا في الأرض آباراً تَستُر الحدث سميت كُنُفاً.
و" التيمم بالصعيد " أصله التعمُّد، يقال: تَيَمَّمتُكَ؛ وتأممتك وأممتك، قال الله عزّ وجلّ) فتيمَّمُوا صَعيداً طيِّباً (أي: تعمّدوا، ثم كثر استعمالهم لهذه الكلمة حتى صار التيمم مسح الوجه واليدين بالتراب.
(1/65)
________________________________________
وقولهم " فلان ضَخْمُ الدَّسيعة " وهو من " دَسَعَ البعيرُ بِجِرَّتِهِ " إذا دفع بها، والمعنى أنه كثير العَطِيَّة.
وقولهم " فلانٌ حامي الحقيقة " أي: يحمي ما يحقّ عليه أن يمنعه، و " حامي الذِّمَار " أي: إذا ذُمِرَ وغَضِب حمَى.
ومن المنسوب " عِنَبٌ مُلاحِيّ " بتخفيف اللام - مأخوذ من المُلْحة، وهي البياض.
و" عَسَل ماذِيّ " أي أبيض، والدِّرْع ماذيةٌ، أي: بيضاء.
" زيت رِكَابيّ " لأنه كان يُحمل من الشام على الإبل، وهي الركاب، وواحد الركاب راحلة.
والقطا " كُدْرِيٌّ " نسب إلى معظم القطا، وهي كُدْرٌ، وكذلك " القُمْرِيّ " منسوب إلى طيرٍ قُمْرٍ، أي: بيض، و " الدُّبْسِيُّ " منسوب إلى طير دُبْس.
مطر الخريف " وَسْمِيٌّ " لأن يَسِمُ الأرض بالنبات،
(1/66)
________________________________________
نُسب إلى الوَسْمِ.
والحدّاد " هالِكيٌّ " لأن أول من عمل الحديد الهالك بن عمرو بن أسد بن خزيمة؛ ولذلك قيل لبني أسد " القُيُونُ ".
الغراب " ابن دَأْيَةَ " لأنه يقع على دأية البعير الدَّبِر فينقرها، والدأية من ظهر البيعر: الموضع الذي تقع عليه ظَلِفة الرَّحْل فتعقِرُهُ.

باب أصول أسماء الناس
المُسَمَّوْنَ بأسماء النبات:
ثُمامَة: واحدة الثُّمام، وهي شجر ضعيف له خوص أو شبيه بالخوص، وربما حُشي به خَصَاص البيوت. قال عبيد بن الأبرص:
(1/67)
________________________________________
عَيُّوا بأمْرِهُم كَمَا ... عَيَّتْ بِبَيْضَتِها الحَمَامَهْ
جَعَلَتْ لها عُودَيْنِ مِنْ ... نَشَمٍ وآخرَ مِنْ ثُمَامَهْ
والحمامة: ههنا القُمْرية.
سَمُرَة: واحدة السَّمُر، وهو شجر أمِّ غَيْلان.
طَلْحة: واحدة الطَّلْح، وهي شجرٌ عظام من العِضَاه.
سَيابة: واحدة السَّياب، وهو البَلَح.
عَرَادة: واحدة العَراد، وهي شجر.
مُرارة: واحدة المُرَار، وهو نبت إذا أكلته الإبل قَلَصَتْ عنه مشافِرُها، ومنه قيل " بنو آكل المُرَار.
شَقِرَةُ: واحدة الشَّقِرِ، وهو شقائق النُّعمان؛ قال الشاعر وهو طرفة.
وعَلاَ الخيلَ دِمَاءٌ كالشَّقِرْ
عَلْقَمة: واحدة العَلْقَم، وهو الحنظل.
حَمْزة: بقلة، حدثني زيد بن أخرم الطائي، قال: حدثنا أبو
(1/68)
________________________________________
داود، عن شعبة، عن جابر، عن أبي نضرة عن أنس بن مالك، أنه قال: كنَاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقلة كنت أجتنيها، وكان يُكْنى " أبا حمزة ". وقد ذكرت هذا في كتابي " غريب الحديث " بأكثر من هذا البيان.
قَتادة: واحدة القَتاد، وهو شجر له شَوْك، وبها سمي الرجل.
سَلَمة: واحدة السَّلَم، وهي شجرة الأرْطَى، وبها سمي الرجل. والسَّلَم من العِضَاه وسَلِمة - إذا كسرت اللام - فهو حَجَر، واحد السِّلاَم.
أرْطَاة: واحدة الأرْطَى، وهي شجر.
أرَاكَةُ: واحدة الأراك، وبها سمي أبو عمرو بن أراكة.
رِمْثة: واحدة الرِّمْث، وبها سمي الرجل.
(1/69)
________________________________________
المُسَمَّوْنَ بأسماء الطير:
هَوْذَة: القطاة، وبها سمي الرجل.
القُطَاميُّ - بفتح القاف وضمها - الصَّقر، وهو مأخوذ من القَطَم، وهو الشَّهْوان للحم وغيره، يقال: " فحلٌ قَطِم "، إذا كان يشتهي الضِّرَاب.
اليعقوب: ذكر الحَجَل، واسم الرجل أعجميٌّ وافق هذا الاسم من العربي، إلا أنه لا ينصرف، وما كان على هذا المثال من العربي فإنه ينصرف، نحو يَرْبوع ويَعْسوب؛ لأنه وإن كان مزيداً في أوله فإنه لا يضارع الفعل وهو غير مختلف في صرفه إذا كان معرفة.
الهَيْثَم: فرخ العُقَاب.
السَّعْدانة: الحمامة.
عِكْرِمة: الحمامة.

المُسَمَّوْنَ بأسماء السباع
عَنْبَسٌ: الأسد، وهو فَنْعَل من العُبوس وبه سمي الرجل.
أَوْسٌ: الذئب، وبه سمي الرجل، ويقال: بل بالعطية، يقال:
(1/70)
________________________________________
" أُسْتُ الرجلَ أَأُوسُهُ أَوْساً " إذا أعطيته. قال الشاعر:
فلأَحْشَأَنّكَ مِشْقَصاً ... أوْساً أُوَيْسُ مِنَ الهبالَهْ
حَيْدَرة: الأسد، ومنه قول عليّ عليه السلام:
أنا الَّذي سَمَّتْنِ أُمِّي حَيْدَرَهْ
فُرَافِصَة - بضم الفاء - الأسد، سمي الرجل بذلك لشدته.
ذُؤالة: الذئب، وبه سمي الرجل.
أُسَامة: الأسد، وبه سمي الرجل.
ثَعْلبة: أنثى الثعالب.
هَيْصَم: الأسد.
هَرْثَمة: الأسد.
الهِرْمَاس: الأسد.
الضّيْغَم: الأسد، أخذ من " الضّغْم " وهو العَضُّ.
الدَّلَهْمَسُ: الأسد.
الضِّرْغَامة: الأسد.
نَهْشَلٌ: الذئب من " النَّهْشِ ".
كُلْثُوم: الفيل.
(1/71)
________________________________________
المُسَمَّوْنَ بأسماء الهَوَامّ:
الحَنَش: الحيَّة، وبه سمي الرجل حنشاً، والحنش أيضاً: كل شيء يُصاد من الطير والهوامِّ، يقال: " حَنَشْتُ الصَّيد " إذا صِدْته.
شَبَثٌ: دابة تكون في الرمل، وجمعها شِبْثَانٌ، سميت بذلك لتشبثها بما دبت عليه. قال الشاعر:
ترَى أثْرَهُ في صَفْحَتَيهِ كأنَّهُ ... مدَارجُ شِبْثَانٍ لهنَّ هَميمُ
جُنْدُبٌ: الجرادة، وبه سمي الرحل.
الذَّرُّ: جمع ذَرَّةٍ، وهي أصغر النمل، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه (أي: وزن ذرة، وبها سمي الرجل ذَرَّا، وكني أبا ذر.
العَلَسُ: القُرَاد، وبه سمي المُسَيَّب بن عَلَس الشاعر.
المازنُ: بيض النمل، ومنه " بنو مازن ".
الأراقم: بنو جُشَمَ وناسٌ من تغلب اجتمعوا فقال
(1/72)
________________________________________
قائل: كأن أعينهم أعين الأراقم، والأراقم: الحيَّات، واحدها أَرْقم.
الفَرْعَة: القَمْلة، وتصغيرها فُرَيعة، ومنه حسَّان بن الفُرَيْعَة.

المُسَمَّوْنَ بالصفات وغيرها:
النجاشيُّ: هو الناجش، والنَّجْشُ: اشتثارة الشيء، ومنه قيل للزائد في ثمن السلعة: ناجش، ونجَّاش؛ ومنه قيل للصياد: ناجش، وقال محمد بن إسحاق: النَّجاشِيُّ اسمه أصْحَمَة، وهي بالعربية عَطِية، وإنما النجاشي اسم الملك كقولك: هرَقْل، وقَيْصَر، ولست أدري أبا لعربية هو، أم وفاقٌ وقع بين العربية وغيرها؟ عُلاَثة: مأخوذ من " عَلَث الطعام يَعْلِثه " إذا خَلَطَ به شعيراً أو غيره.
مَرْثَد: مأخوذ من " رَثَدْت المتاع " إذا نضدت بعضه على بعض.
(1/73)
________________________________________
الشَّوْذَب: الطويل.
حَوْشَب: العظيم البطن.
خَلْبَس: الشجاع، ويقال: بل هو الملازم للشيء لا يفارقه.
الصِّمَّة: الشجاع، وجمعه صِمَمٌ.
عُكابة: من العَكُوب، وهو الغُبار.
ذُفافة: من قولك: " خفيف ذَفيف " والذفيف: السريع، ومنه يقال: " ذَفَفْتُ على الجريح " إذا أسرعت قتله.
النِّصَاح: الخيط، لأنه يُنصح به الثوب، أي: يُخاط به.
نَاشِرَة: واحدة النَّواشر، وهي العَصَب في باطن الذراع.
ابن القِرِّيَّة: والقِرِّيَّة: الحوصلة؛ قال أبو زيد: وهي الجرّية أيضاً.
سَلْم: الدلو لها عُرْوة واحدة.
الحَوْفَزان - بالزاي المعجمة - فَوْعَلان من " حَفَزَه " يقال: إنما سمي بذلك لأن
(1/74)
________________________________________
بسطام بن قيس حفزه بالرمح حين خاف أن يفوته، فسمي بتلك الحَفْزَة الحوفزان؛ قال الشاعر:
ونحنُ حَفَزْنا الحَوْفَزَانَ بطعنةٍ ... سقتهُ نَجِيعاً مِنْ دَم الجَوْفِ أشْكَلاَ
وَكِيع: من " استوكع الشيءُ " إذا اشتدَّ، يقال: دابة وكيع، وسِقاء وكيع، و " اسْتَوْكَعَتْ معدته " إذا قويت.
ناتِل: من قولك " اسْتَنْتَلْتُ " أي: تقدَّمتُ.
النَّضْر: الذهب.
عَجْرَد: الخفيف السريع، وقيل: مأخوذ من المُعَجْرد، وهو العُرْيان، ومنه حمَّادُ عَجْرَد.
الحَنْبَلُ: القصير، ويقال للفَرْوِ أيضاً: حنبل.
قُتَيْبَةُ: تصغير قِتْب، وجمعه أقتاب، وهي الأمعاء. قال الأصمعي والكسائي: واحدها قِتْبَة.
(1/75)
________________________________________
عامر بن فُهَيْرة: تصغير فِهْر، والفهر مؤنثة، يقال: هذه فِهْر.
عامر بن ضَبَارَة - بالفتح - من قولهم " فلان ذو ضَبَارَة " إذا كان مُوَثَّقَ الخلق، ومنه " ضَبَرَ الفرسُ " إذا جمع قوائمه ووثب، ومنه قيل للجماعة يغزون " ضَبْرٌ " ومنه " إضْبَارَة الكتب " و " ضَبَّرْتُ الكتب ".
وقرأت في كتاب بخط الأصمعي عن عيسى بن عمر أنه قال: " شُرَحْبِيل " أعجمي، وكذلك " شَرَاحيل "، قال: وأحسبهما منسوبين إلى " إيل " مثل جبرائيل وميكائيل و " إيل " هو الله عزّ وجلّ.
زُهَيْر: من " أزْهَر " مُصغَّر مُرخّم، مثل سُوَيْد من أسود، والأزهر: الأبيض.
الزِّبْرقان: القَمَر، ويقال: إنما سمي الزبرقان بن بدر بالزبرقان لصفرة عِمَامته، يقال: " زَبْرَقْتُ الشيء " إذا صَفَّرته، واسمه حُصَين.
(1/76)
________________________________________
الحارث: هو الكاسب للمال والجامع له، ومنه قول عبد الله بن عمر: " احْرُثْ لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعْمَلْ لآخرتك كأنك تموت غداً ".
كَهْمَس: القصير.
حَفْص: زَبِيل من جلود.
كَلَدَة: قطعة من الأرض غليظة، ومنه الحارث بن كَلَدَة.
النّكْث: أحد أنكاث الأخْبِية والأكسية، وهو ما نُقض منها ليغزل ثانية ويعاد مع الجديد، ومنه بِشْر بن النِّكْثِ.
الفِزْر: القطيع من الغنم.
جَوَّاب: من قولك " جُبْتُ الشيء " أي: خرقته وقطعته، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif وثمودَ الَّذينَ جابُوا الصَّخْرَ بالوَادِ (.
(1/77)
________________________________________
حِرَاش: جمع حَرْش، وهو الأثر، ومنه رِبْعِيُّ بن حِرَاش.
الدِّرْوَاس: هو الغليظ العنق من الناس والكلاب وغيرهم.
زُفَر، وقُثَم: بمعن زافر وقاثم، والزِّفْر: الحمل على الظهر، ومنه قيل للإماء اللواتي يحملن القُرَب: زوافر. ويقال " قَثَمْتُ " له أي: أعطيته، وعُمَر: معدول عن عامر أيضاً.
عَمْرو: واحد عمور الأسنان، وهو ما بينها من اللحم، و " عَمْرُ " الإنسان و " عُمْرُه " واحد، يقال " أطالَ الله عَمْرَكَ وعُمْرَك "، ومنه يقال: " لَعَمْرك " إنما هو الحلف ببقاء الرجل، و " لَعَمْر الله " هو قَسَمٌ ببقائه عزّ وجلّ ودوامه.
السّامُ: عروق الذهب، واحدها سَامَة، وبها سُمي سَامَةُ بن لُؤَيٍّ.
الفَرْزْدَق: قِطَع العجين، واحدها فَرَزْدَقَة، وهو لقب له؛ لأنه كان جَهْمَ الوجه.
الجَرِير: حبل يكون في عُنُق الدابة أو الناقة من أدَمٍ، وبه سُمِّي الرجل جريراً.
(1/78)
________________________________________
الأخْطَل: من الخَطَلِ، وهو استرخاء الأذن، ومنه قيل لكلاب الصيد " خُطْلٌ ".
دِعْبِل: الناقة الشارف.
ذو الرُّمَّة، و " الرُّمَّة " الحبل البالي.
ابن حِلِّزَة: و " الحِلِّزَة " القصير.
ابن الإطْنَابَة: و " الإطنابة " المِظَلَّة، وهي أيضاً السير الذي على رأس وَتَر القوس.
الطِّرمَّاح: الطويل، يقال " طَرْمَح البناء " إذا أطاله.
المُصْعَب: الفحل من الإبل، وبه سُمي الرجل مصعباً.
مُهَلْهِلٌ: من " هَلْهَلْتَ الشيء " إذا رققته، ويقال: إنما سُمي مُهَلْهِلاً؛ لأنه أول من أرَقَّ الشعر ويقال " ثوبٌ هِلْهَالٌ " إذا كان رقيقاً سخيفاً، أو خَلَقاً بالياً.
قُرَيْش: من التقَرُّش، وهو التكسّب من التجارة، يقال: " قَرَشَ يَقْرُشُ، ويَقْرِشُ " إذا كسب وجمع.
دَارِم: من " الدّرَمَان " وهو تقارب الخطو، وروي أن دارم بن
(1/79)
________________________________________
مالك كان يسمى بَحْراً، فأتى أباه قومٌ في حَمَالة، فقال له: يا بحر أئتني بخَريطة، وكان فيها مال، فجاءه بها يحملها، وهو يَدْرِمُ تحتها من ثقلها، فقال: قد جاءكم يَدْرِمُ، فسمي دارماً بذلك.
أزْدُ شَنُوءَة: من قولك " رجلٌ فيه شنوءَة " أي: تقزُّز، ويقال: بل سموا بذلك لأنهم تشانأوا وتباعدوا.
النّوْفَل: العطية، وهو من " تنفلت " إذا ابتدأت العطية من غير أن تجب عليك، ومنه قيل لصلاة التطوع " نافلة "، وبها سمي الرجل نَوْفَلاً.
مُضَرُ: سمي بذلك لبياضه، ومنه " مَضِيرة الطبيخ " ويقال: لا، بل المضيرة من اللبن الماضِر، وهو الحامض؛ لأنها تطبخ بها.
رَبيعة: بَيضة السلاح، وبها سمي الرجل.
فارِعَة: من أسماء النساء، وهو مأخوذ من قولك " فَرَعْتُ القوم "
(1/80)
________________________________________
إذا طُلْتَهُمْ.
عاتِكَة: القوس إذا قَدُمَت واحمرَّت، وبها سميت المرأة.
رَيْطَة: المُلاءَة، وبها سميت المرأة.
الرَّباب: سحاب، وبه سميت المرأة.
رَوْبَةُ: فروبة اللبن: خميرة تُلقى فيه من الحامض ليروب، وروبة الليل: ساعَةٌ منه، يقال: أهْرِقْ عنَّا من روبة الليل، ومنه قول الشاعر:
فأمَّا تَمِيمٌ تَميمُ بنُ مُرّ ... فألفاهُمُ القومُ رَوْبَى نِيَامَا
ألفاهم: وَجَدَهم. ويقال: رَوْبَى: خُثراء الأنفس مختلطون. ويقال: شربوا من الرائب فسكروا وناموا. ويقال: فلان لا يقوم برُوبَة أهله، أي: بما أسندوا إليه من حوائجهم، غير مهموز. ورُؤْبَة - بالهمز - قطعة من الخشب يُرْأَبُ بها الشيء، أي: يُسد بها، وإنما سمي رُؤْبة بواحدة من هذه.
(1/81)
________________________________________
وروى نَقَلَة الأخبار أن طَيِّئاً أول من طَوَى المناهل، فسمي بذلك، واسمه جَلْهَمة، وأن مُراداً تمرَّدت، فسميت بذلك، واسمها يُحابِرُ، ولست أدري كيف هذان الحرفان، ولا أنا من هذا التأويل فيهما على يقينٍ.

باب آخر من صفات الناس
رجلٌ مُعربدٌ في سُكْرِه، وهو مأخوذ من العِربدّ، والعربدُّ: حية تنفخ ولا تؤذي.
رجل " وَغْد " وهو الدَّنيء من الرجال، وهو من قولك " وَغَدْتُ القومَ أغِدُهُمْ " إذا خدمتهم.
أمَة " لَخْنَاء " من " اللَّخَن " وهو النَّتْن، يقال " لَخِن السقاء " إذا تغيرت رائحته.
أمة " وَكْعَاء " من " الوكَع " في الرجل، وهو أن تميل إبهام الرجل
(1/82)
________________________________________
على الأصابع حتى تزول فيرى شخص أصلها خارجاً.
رجل " مُتيَّم " تيَّمه الحب، أي: عبَّده واستعبده، ومنه " تَيْمُ اللاَّتِ " كأنه عبد اللات.
رجل " جميل " قالوا: أصله من الوَدَكِ، يقال " اجْتَمَلَ الرَّجلُ " إذا أذاب الشحم وأكله، والجميل: الوَدَك بعينه، ووَصْفُ الرجل به يُراد أن ماء السِّمَن يجري في وجهه.
و" المصلوب " أيضاً من الصَّليب، وهو الوَدَك، يقال " اصْطَلب الرجلُ " إذا جمع العظام فطبخها ليُخرج وَدَكها فيأتدم به، ومنه قول الكُمَيْت بن زيد:
واحتلَّ بَرْكُ الشِّتاءِ منزلَهُ ... وباتَ شَيْخُ العِيالَ يَصْطَلِبُ
وقال الهذلي:
جريمةَ ناهضٍ في رأسِ نِيقٍ ... ترَى لعظامِ ما جَمَعَتْ صَليبا
أي: وَدَكاً.
" المُخُنَّث " مأخوذ من الانخناث، وهو التكسر، والتَّثني، ومنه
(1/83)
________________________________________
سميت المرأة خُنُثاً، ومنه الخُنْثَى.
امرأة " مِقْلاَتٌ " إذا لم يعش لها ولد، مِفْعَال من القَلَتِ، وهو الهلاك، مثل مِهْلاَك، وحكي عن بعض العرب أنه قال: " إن المسافر ومتَاعَه لعلَى قَلَتٍ إلاَّ ما وَقَى الله تعالى ".
" الضَّيف ": مأخوذ من " ضاف " أي: عَدَل ومال، والإضافة: الإمالة.
رجل " مأفونٌ " أي: كأنه مُستخرج العقل، من قولك " أفَنَ فلان ما في الضَّرْع " إذا استخرجه.
رجل " مأبون " أي: مقروف بخُلّةٍ من السوء، من قولك " أبَنْتُ الرَّجل آبِنُهُ وآبُنُهُ بشر " إذا عِبْتَهُ، ومنه الحديث في وصف مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تُؤْبَنُ فيه الحُرَمُ " أي: لا تذكر بسوء.
و" الماجد ": الشريف.
و" الكريم ": الصفوح.
و" السيد ": الحليم.
و" الَّسفيه ": الجاهل، والسفَهُ: الجهل.
و" الأريب ": العاقل، والإرْبُ: العقل.
و" الحَسِيب " من الرجال: ذو الحسب، و " الحَسَب ":
(1/84)
________________________________________
العدد، يقال: " حَسَبْت الشيء حَسْباً وحُسْباناً وحِسَاباً " إذا عددته، والمعدود حَسَب، كما يقال " نَفَضْتُ الوَرَق نَفضاً " والمنفوض نَفَضٌ، ومنه يقال " ليكنْ عَمَلُك بُحَسَبُ كذا " أي: على قدره وعدده - بفتح السين - فكأنَّ الحسيب من الرجال الذي يَعُدُّ لنفسه مآثر وأفعالاً حسَنة، أو يعد آباء أشرافاً.

باب معرفة ما في السماء والنجوم والأزمان والرياح
" السماء ": كلُّ ما علاك فأظلَّك، ومنه قيل لسقف البيت: " سماء " وللسحاب: " سماء "، قال الله تعالىالكتّاب smile.gif وَنَزَّلْنا منَ السَّماءِ مَاءً مُبارَكاً (يريد من السحاب.
و" الفَلك ": مدار النجوم الذي يضمها، قال الله عزّ وجلّ) وكلٌّ في فَلَك يَسْبَحُون (سمَّاه فَلكاً لاستدارته، ومنه قيل " فَلكَةُ المِغْزَلِ " وقيل " فَلَكَ ثَدْيَ المرأة ".
(1/85)
________________________________________
وللفلك قُطبان: قطبٌ في الشمال، وقطبٌ في الجنوب، متقابلا.
و" مجرَّة النجوم " سميت مجرَّة لأنها كأثر المَجَرِّ، ويقال: هي شَرَج السماء، ويقال: باب السماء.
و" بُرُوج " السماء واحدها بُرْج، وأصل البروج الحصون والقصور، قال الله تبارك وتعالىالكتّاب smile.gif ولوْ كنتمْ في بُرُوجٍ مُشَيَّدةٍ (وأسماؤها: الحَمَل، والثَّور، والجَوزاء، والسَّرَطان، والأسد، والسُّنْبُلة، والميزان، والعَقْرب، والقَوْس، والجَدْي، والدَّلْو، والحُوت.
و" منازل القمر " ثمانية وعشرون منزلاً، ينزل القمر كل ليلة بمنزل منها، قال تعالىالكتّاب smile.gif والقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنَازلَ حتَّى عادَ كالعُرْجُونِ القديم (والعرب تزعم أن الأنواء لها، وتسميها نجوم الأخذ، لأن القمر يأخذ كل ليلة في منزل منها.
و" الأزمنة " أربعة أزمنة: الرَّبيع، وهو عند الناس الخَريف، سمَّته العرب ربيعاً لأن أول المطر يكون فيه، وسمَّاه النَّاس خريفاً؛ لأن الثمار تُخْتَرَف فيه، ودخوله عند حلول الشَّمس برأس الميزان، ونجومه من هذه المنازل: الغَفْر، والزُّبانى، والإكليل، والقَلْب، والشَّوْلة، والنَّعَائم، والبَلْدة، ثمَّ " الشتاء " ودخوله عند حلول الشَّمس برأس الجدي، ونجومه: سعد الذَّابح، وسعد بُلَعَ، وسعد السعود، وسعد الأخْبِيَة، وفرغ
(1/86)
________________________________________
الدلو المقدَّم، وفرغ الدلو المؤخّر، والرشاء. ثمَّ " الصيف " ودخوله عند حلول الشَّمس برأس الحَمَل - وهو عند النَّاس الربيع - ونجومه: السرطان، والبُطَين، والثُّرَيَّا، والدّبَرَان، والهَقْعة، والهَنْعة، والذِّراع. ثمَّ " القيظ " وهو عند النَّاس الصيف، ودخوله عند حلول الشَّمس برأس السَّرَطان، ونجومه: النّثْرة، والطَّرْف، والجَبْهة، والزُّبْرَة، والصَّرْفة، والعَوَّاء، والسِّماك الأعزل.
ومعنى " النّوْء " سقوط نجمٍ منها في المغرب مع الفجر وطلوع آخر يقابله في المشرق من ساعته، وإنما سمي نَوْءاً لأنه إذا سقط الغارب ناء الطالع يَنُوء نَوْءاً وذلك النهوض هو النَّوْء، وكل ناهض بثقلٍ فقد ناء به، وبعضهم يجعل النوء السقوط؛ كأنه من الأضداد، وسقوط كل نجم منها في ثلاثة عشر يوماً، وانقضاء الثمانية والعشرين مع انقضاء السنة، ثم يرجع الأمر إلى النجم الأول في استئناف السنة المقبلة، وكانوا يقولون: إذا سقط منها نجم وطلع آخر وكان عند ذلك مطر أو ريح أو حرٌّ أو برد نسبوه إلى الساقط إلى أن يسقط الذي بعده، فإن سقط ولم يكن معه مطر قيل: " قد خَوَى نجم كذا " " وقد أخْوَى ".
و" سَرَارُ الشهر " و " سَرَرُه " آخر ليلة منه؛ لاستسرار القمر
(1/87)
________________________________________
فيه، وبما استسرّ ليلة، وربما استسر ليلتين.
و" البَرَاء " آخر ليلة من الشهر، سميت بذلك لتبرُّؤ القمر فيها من الشمس.
و" المُحَاقُ " ثلاث ليال من آخر الشهر، سميت بذلك لامحاق القمر فيها أو الشهر.
و" النَّحيرة " آخر يوم من الشهر؛ لأنه يَنحر الذي يدخل فيه، أي: يصير في نحره.
و" الهلال " أول ليلةٍ والثانية والثالثة، ثم هو قمر بعد ذلك إلى آخر الشهر.
و" ليلة السَّوَاء " ليلة ثلاثَ عشرَة، ثم ليلة البدر لأربع عشرَة، وسمي بدراً. لمبادرته الشمس بالطلوع كأنه يُعجلها المغيب ويقال: سمي بَدراً لتمامه وامتلائه، وكل شيء تمَّ فهو بَدْر، ومنه قيل لعشرة آلاف درهم
(1/88)
________________________________________
" بَدْرة " لأنها تمام العدد ومنتهاه، ومنه قيل " عينٌ بَدْرَةٌ " أي: عظيمة.
والعرب تسمي ليالي الشهر كل ثلاثٍ منها باسم؛ فتقول: " ثلاثٌ غُرَر " جمع غُرَّة وغرة كل شيء: أوَّله، و " ثلاثٌ نُفَل "، و " ثلاث تُسَع " لأن آخر يوم منها اليوم التاسع، و " ثلاث عُشَر " لأن أول يوم منها اليوم العاشر، و " ثلاث بِيضٌ " لأنها تبيضُّ بطلوع القمر من أولها إلى آخرها، و " ثلاث دُرَع " وكان القياس دُرْع، سميت بذلك لاسوداد أوائلها، وابيضاض سائرها، ومنه قيل " شاةٌ درعاء " إذا اسودَّ رأسُها وعنقُها وابيضَّ سائرها، و " ثلاث ظلُم " لإظلامها، و " ثلاث حَنادسُ " لسوادها، و " ثلاث دَآدِيُّ " لأنها بقايا، و " ثلاث مُحَاق " لانمحاق القمر أو الشهر.
وللشمس " مَشْرِقان " و " مَغْرِبان " وكذلك للقمر، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif رَبُّ المَشْرِقَيْنِ وربُّ المَغْرِبَيْنِ (فالمشرقان: مشرقا الصيف والشتاء، والمغربا الصيف والشتاء؛ فمشرق الشتاء: مطلع الشَّمس في أقصر يوم من السنة، ومشرق الصيف: مطلع الشَّمس في أطول يوم من السنة، والمغربان على نحو من ذلك. ومَشَارق الأيام ومغاربها في جميع السنة بين هذين المشرقين والمغربين، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif فلا أُقسمُ بربِّ المَشَارِق والمَغَارِب (.
وسمي النَّجم " نجماً " بالطلوع، يقال: " نَجَم السِّنُّ " إذا
(1/89)
________________________________________
طلع، ونجمَ النجمُ. وسمي " طَارِقاً " لأنه يطلع ليلاً، وكلُّ من أتاك ليلاً فقد طَرَقَكَ، ومنه قول هندٍ بنت عُتبة.
نحنُ بَنَاتُ طارِقْ ... نَمْشِي علَى النَّمَارِقْ3َارِقْ
تريد أن أبانا نجمٌ في شرفه وعلوه، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif وما أدْرَاكَ ما الطَّارِق النَّجْمُ الثَّاقِب (.
وسمي القَمَر " قمراً " لبياضه، والأقْمَرُ: الأبيض، و " ليلة قَمْراء " أي: مضيئة.
والفجر فجران: يقال لأول منهما " ذَنَب السَّرْحان " وهو الفجر الكاذب شُبِّه بذنب السرحان لأنه مُسْتَدِقٌّ صاعد في غير اعتراض، والفجر الثاني هو " الفجر الصَّادق " الذي يستطير وينتشر، وهو عمود الصبح.
ويقال للشمس " ذُكَاء " لأنها تَذكو كما تَذكو النار، والصبح " ابنُ
(1/90)
________________________________________
ذُكَاء " لأنه من ضوئها. و " قَرْنُ الشمس " أعلاها، أو أول ما يَبدُو منها في الطلوع. و " حَواجبها " نواحيها. و " إِيَاةُ الشمس " ضوءُها.
و" الدارة " حول القمر يقال لها " الهالة ".
والرياح أربع: " الشَّمَال " وهي تأتي من ناحية الشام، وذلك عن يمينك إذا استقبلت قبلة العراق، وهي إذا كانت في الصيف حارَّةً " بارحٌ " وجمعها بَوَارح؛ و " الجَنُوب " تقابلها؛ و " الصّبَا " تأتي من مطلع الشمس، وهي " القَبُول " و " الدّبُور " تقابلها. وكل ريح جاءت بين مَهَبَّي ريحين فهي " نَكْباء " سميت بذلك لأنها نَكَبَتْ، أي: عدلت، عن مَهابِّ هذه الأربع.
و" دَرارِيّ النجوم " عظامها، الواحد دُرِّيٌّ - غير مهموز - نسب إلى الدرّ لبياضه.
و" الجَدْي " الذي تعرف به القبلة هو جَدْي بنات نَعْشٍ الصغرى، و " بنات نعش الصغرى " بقرب " الكبرى " على مثل تأليفها: أربع منها نعش، وثلاث بنات؛ فمن الأربع " الفَرْقَدَان " وهما المتقدِّمان، ومن البنات " الجَدْيُ " وهو آخرها، و " السُّهى " كوكب خفي في بنات
(1/91)
________________________________________
نعش الكبرى، والناس يمتحنون به أبصارهم، وفيه جرى المثل فقيل: " أُرِيها السُّهَى وتُرِيني القَمَرَ ".
و" الفَكَّة " كواكب مستديرة خلف السِّماك الرامح، والعامة تسميها " قَصْعة المساكين "، وقُدَّام الفكَّة " السِّماك الرامح " وسمي رامحاً بكوكب يقدمه يقال: هو رُمحه؛ و " السِّماك الأعزلُ " حد ما بين الكواكب اليمانية والشامية، سمي أعْزَل لأنه لا سلاح معه كما كان للآخر.
و" النَّسر الواقع " ثلاثة أنجم كأنها أثافِيُّ وبإزائه " النَّسر الطائر " وهو ثلاثة أنجم مصطفة، وإنما قيل للأول " واقع " لأنهم يجعلون اثنين منه جناحيه، ويقولون: قد ضمَّهما إليه كأنه طائر وَقَع، وقيل للآخر " طائر " لأنهم يجعلون اثنين منه جناحيه، ويقولون: قد بَسَطَهُما كأنه طائر، والعامَّة تسميها " المِيزان ".
و" الكَفُّ الخَضِيبُ " كف الثُّريَّا " المَبْسُوطة " ولها كف أخرى يقال لها " الجَذْمَاء " وهي أسفل من الشَّرَطَين.
و" العَيُّوقُ " في طرف المجرَّة الأيمن، وعلى أثره ثلاثة كواكب بَيِّنة، يقال لها: " الأعلام " وهي " توابع العَيُّوق "، وأسفل العَيُّوق نجم يقال له: " رِجْلُ العَيُّوق ".
و" سُهَيل " كوكب أحمر منفرد عن الكواكب، ولقربه من الأفق تراه
(1/92)
________________________________________
أبداً كأنه يضطرب، قال الشاعر:
أراقبُ لَوحاً مِن سِهَيْلٍ كأنَّهُ ... إذا ما بَدَا منْ آخرِ اللَّيْلِ يطرفُ
وهو من الكواكب اليمانية، ومطلعه عن يسار مستقبل قبلة العراق، وهو يُرى في جميع أرض العرب، ولا يُرى في شيء من بلاد أرمينية.
و" بنات نَعْشٍ " تغرب بعَدَن، ولا تغرب في شيء من بلاد أرمينية.
وبين رؤية " سُهَيْل " بالحجاز، وبين رؤيته بالعراق بِضْعَ عشرةَ ليلة.
و" قلب العقرب " يطلع على أهل الرَّبَذَة قبل النَّسر بثلاث.
والنسر يطلع على أهل الكوفة قبل قلب العقرب بسبع.
وفي مجرى قَدَمي سهيل من خلفهما كواكبُ بيض كبار، لا تُرى بالعراق، يسميها أهل الحجاز " الأعْيَار ".
و" الشِّعْرَيَان " إحداهما " العَبُور " وهي في الجَوْزاء، والأخرى " الغُمَيْصَاء " ومع كل واحدة منهما كوكب يقال له " المِرْزَمُ " فهما مِرْزَمَا الشِّعْرَيَيْن.
و" السُّعُود " عشرة: أربعة منها ينزل بها القمر، وقد ذكرناها،
(1/93)
________________________________________
والستة البواقي: سَعْد ناشِرة، وسعد الملِك، وسعد البِهَام، وسعد الهُمَام، وسعد البَارِع، وسعد مَطَر؛ وكل سعد منها كوكبان، بين كل كوكبين في رأي العين قدر ذراع، وهي متناسقة.
فهذه الكواكب، ومنازل القمر: مَشَاهير الكواكب التي تذكرها العرب في أشعارها.
وأما " الخُنَّس " التي ذكرها الله تعالى فيقال: هي زُحَلٌ، والمُشتري، والمِرِّيخ، والزُّهرة، وعُطَارد، وإنما سماها خُنَّساً لأنها تسير في البُرُوج والمنازل كسير الشَّمس والقمر ثم تَخْنِسُ، أي: ترجع، بَيْنَا يُرى أحدها في آخر البُرُوج كرَّ راجعاً إلى أوله، وسماها " كُنَّساً " لأنها تَكْنِسُ، أي تستتر، كما تكنس الظباء.
الأوقات: يقال: مَضَى هَزيعٌ من الليل، وهدءٌ من الليل، وذلك من أوله إلى ثلثه. وَجَوْزُ الليل: وَسَطه، وجُهْمَة الليل: أول مآخيره، والبُلْجَة: آخره، وهي مع السَّحَر، والسُّدْفَة مع الفجر، والسُّحْرَة: السَّحَر الأعلى، والتَّنوير: عند الصلاة، والخيط الأبيض: بياض النهار، والخيط الأسود: سَوَاد الليل، والضحى: من حين تطلع الشمس إلى ارتفاع النهار، وبعد ذلك الضَّحَاءُ - ممدود - إلى وقت
(1/94)
________________________________________
الزوال، والهَاجِرَة: من الزوال إلى قرب العصر، وما بعد ذلك فهو الأصيل، والقَصْرُ والعَصْرُ: إلى تطفيل الشمس، ثم الطَّفَلُ والجُنُوح: إذا جَنَحَت الشَّمس للمغيب، وهما شَفَقَان: الأحمر، والأبيض؛ فالأحمر: من لدن غروب الشمس إلى وقت صلاة العشاء، ثم يغيب ويبقى الأبيض إلى نصف الليل.
و" الصَّبُوحُ " شُرب الغداة، و " الغَبُوقُ " شُرب العَشِيِّ، و " القَيْلُ " شُرب نصف النهار، و " الجَاشِرِيَّةُ حين يطلع الفجر.
قال أبو زيد: سميت جاشِرِيَّة لأنها تُشرب سَحَراً إذا جَشَرَ الصبح، وهو عند طلوع الفجر.
و" الحِقَب " السُّنون، واحدها حِقْبَةٌ، و " الحُقْبُ " الدهر، وجمعه أحْقَاب و " القَرْن " يقال: هو ثمانون سنة، ويقال: ثلاثون.
ويوم الجمعة: يوم العَرُوبَة.
و" أيَّام العَجُوز " عند العرب خمسة: صِنٌّ، وصِنَّبرٌ، وأُخَيُّهُما وَبْرٌ، ومُطْفِئُ الجَمْرِ، ومُكْفِئُ الظَّعْنِ، هذه الراوية الصحيحة عندهم؛ قال ابن كناسة: وهي في نَوْءِ الصَّرْفَة، وسميت الصَّرْفَة لانصراف البرد وإقبال الحر.
ويوم " النَّحر " يوم الأضحى، ويوم " القَرِّ " بعده؛ لأن النَّاس يستقرُّون فيه بمنًى، ويوم " النّفْرِ " اليوم الذي بعده؛ لأن الناس ينفِرُون
(1/95)
________________________________________
فيه متعجِّلين، والأيام " المعلومات " عشرة ذي الحجة، والأيام " المعدودات " أيام التَّشريق، سميت بذلك لأن لحوم الأضاحي تُشَرَّق فيها. ويقال: سميت بذلك لقولهم: " أشْرِق ثَبِيرُ كيمَا نُغِيرُ ".
وقال ابن الأعرابي: سميت بذلك لأن الهَدْيَ لا يُنحر حتى تُشرق الشمس.
و" التَّأوِيبُ " سير النهار كله، و " الإسادُ " سير الليل كله.
و" رِبْعِيَّةُ القومِ " ميرَتُهم في أول الشتاء، و " الدَّفئيةُ " ميرَتهم في قُبُل الصيف، و " صَائِفَتُهُم " في الصيف.
المَطَر: " الوَسْمِيُّ " مطر الربيع الأول عند إقبال الشتاء، ثم يليه " الرَّبيع " ثم يليه " الصَّيِّف " ثم " الحَمِيم " الذي يأتي في شدَّة الحرِّ.
و" الثَّرَى ": النَّدى، تقول العرب: شهرٌ ثَرَى، وشهرٌ تَرَى، وشهرٌ مَرْعى؛ ويقال: " ثَرَيْتُ السَّويق " إذا بلَّلته بالماء، ويقال للعرق " ثَرَى ".
والعرب تسمى النَّبت " نَدًى " لأنه بالمطر يكون، وتسمِّي الشحم " ندًى " لأنه بالنَّبت يكون، قال ابن أحمر:
كَثَوْرِ العَدَابِ الفَرْدِ يضرِبُهُ النَّدَى ... تَعَلَّى النَّدَى في مَتْنِهِ وتَحَدَّرَا
(1/96)
________________________________________
فالندى الأول: المطر، والندى الثاني: الشحم.
ويقولون للمطر: " سَمَاء " لأنه من السماء ينزل، قال الشاعر:
إذا نَزَلَ السَّماءُ بأرضِ قومٍ ... رَعَيْناهُ وإنْ كانُوا غِضَابَا
وأضعَفُ المطر: الطَّلُّ وأشدُّهُ: " الوَابِلُ " ومنه يكون السَّيل، قال الشاعر:
هوَ الجَوَادُ ابنُ الجَوَادِ ابنِ سَبَلْ ... إنْ دَيَّمُوا جَادَ وإنْ جادُوا وَبَلْ
يريد أنه يزيد عليهم في كل حال، وقال الله تعالىالكتّاب smile.gif فإنْ لمْ يُصِبْها وَابِلٌ فَطَلٌّ (يريد أن أكلها كثير اشتدَّ المطر أو قلَّ.
(1/97)
________________________________________
باب النبات
" الخَلاَ " هو الرَّطب، و " الحَشِيش " هو اليابس، ولا يقال له رَطْباً حَشِيشٌ.
و" الشَّجَر " ما كان على ساق، و " النَّجم " ما لم يكن على ساق، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif والنَّجْمُ والشَّجَرُ يَسْجُدَان (.
و" النَّوْرُ " من النبت: الأبيض، و " الزّهرُ " الأصفر، يكون أبيض قبلُ ثم يصفرُّ؛ هذا قول ابن الأعرابي.
و" الأبُّ ": المرعى.
و" الوَرْس " يقال له: الغُمْرَة ومنه قيل: غَمَّرَت المرأةُ وجهَهَا.
و" الظَّيَّان " ياسمين البر، و " الخُزَامَى " خيريُّ البَرّ، و " العَرَار " بَهَار البر، و " الرَّنْفُ " بَهْرَامَج البَرّ، و " المَظُّ " رُمَّان البر.
و" الأيهَقَان " الجِرْجِير، ويقال: بل هو نبت يشبهه،
(1/98)
________________________________________
و " الأُقْحُوَان " البابونج، ويقال: هو القُرَّاص، قال الأخطل:
كأنَّهُ منْ نَدَى القُرَّاصِ مُغتسلٌ ... بالوَرْسِ أو خَارِجٌ منْ بيتِ عَطَّارِ
و" الذّرَق الحَنْدَقوق "، و " الحَوْكُ " الباذَرُوج، و " الحُرُضُ " الأشنان، وهو الحمض، و " الحَمْض " ما مَلُح من النبت، و " الخُلَّة " ما حلا، تقول العرب: الخُلَّة خبز الإبل، والحَمْض فاكهتها، و " الفَيْجَن " السَّذَاب، و " العُنْصُل " بصل البر، و " الفَرْفَخ " البقلة الحمقاء، وهي " الرِّجْلَة "، ومنه يقول الناس: " فلانٌ أحمقُ من رِجْلةٍ " والعوام يقولون: " من رِجْلِه "، وَالقَضْب " الرَّطبة، وهي أيضاً " الفَصَافص " وأصلها بالفارسية إسْبِسْت، و " العِظْلَم " الوسيمة، و " العَنْدَم " دم الأخوين، ويقال: هو الأيْدَع، ويقال: هو البَقَّم، و " الجادي " و " الرَّيهقان " الزَّعفران، و " اليُرَنأ " الحنَّاء، مقصور مهموز، وهو " الرَّقُون "، و " الرِّقان "، و " الغِسْل " الخِطميُّ، و " الفَنَا " مقصور: عنب الثعلب، ويقال: هو نبت يشبهه، و " الحَفَأ " مقصور مهموز: البرديُّ، و " الشَّقِر " شقائق النعمان، واحدة شَقِرة، و " اللَّصَف " شيء
(1/99)
________________________________________
ينبت في أصول الكَبَر كأنه خيار، و " الحِنْزَاب " جزر البر، و " القُسْط " جزر البحر، و " الرَّنْد " شجر طيب من شجر البادية، وربما سموا العود رَنْدا، و " الوَقْل " شجر المُقْل، واحدته وَقْلةٌ، وهو الدَّوم، و " الخَشْلُ " المقل بعينه واحدته خَشْلة، و " الصَّفصاف " الخلاف، و " الشُّوع " شجر البان، و " التُّوت " هو الفِرْصاد، و " البُطْم " الحبة الخضراء، و " المَقْرِ " الصَّبر، و " الشّرْي " الحنظل، وهو " الخُطْبان "، و " الهَبيِدُ " حبُّه، و " الصَّرب " الصمغ الأحمر، و " العَنْقَز " المَرْزَجوش، و " الحَبَلة " الكرم، وكذلك " الجَفْنة " و " الزَّرَجون " الكرم، قال الأصمعي: وهو الخمر، وهو بالفارسية زَرْكون، أي: لون الذهب، و " الفِرْسِك " الخوخ، و " البَلَس " التين، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من أحبَّ أن يرقَّ قلبهُ فليُدْمِنْ أكلَ البَلَس "، و " الضَّال " السِّدر البريُّ، و " العُبْرِيُّ " ما نبت على شطوط الأنهار منه وعَظُم.

باب أسماء القُطْنِيَّة
" البُلُس " العدس، و " الجُلُبَّان " الخُلَّر، وهو شيء يشبه الماش،
(1/100)
________________________________________
و " الفول " الباقِلا، و " الجُلْجُلان " السِّمسم، و " التِّقْدة " الكزبرة والكَرَويا و " الدُّخْن " الجاوَرْس، و " السُّلت " ضرب من الشعير رقيق القشر صغار الحب، و " الإحْريضة " حب العُصْفُر، وهو الفِرْطِم.

باب النخل
" الكِرْنافة " أصل السَّعفة التي تيبس، وجمعها كَرَانيف، و " الكَرَبة " التي تيبس فتصير مثل الكتف، و " الجَرِيد "، و " العُسُب " السَّعف، واحدها عَسِيب، و " الكَثَر "، و " الجَذَب " الجُمَّار، وهو قُلْب النخلة، وقَلْبها، وقِلْبُها، والجمع قِلَبةٌ، وصغار النخل " الأشَاء "، و " الوَدِيُّ " الفَسِيل، واحدها وَدِية، وأول حمل النخل " الطَّلْع " فإذا انشق فهو " الضَّحْك " وهو " الإغريض " ثم " البَلَح " ثم " السَّيَّاب " ثم " الجَدَال " إذا استدار واخضرَّ قبل أن يشتدَّ، ثم " البُسر " إذا عظم، ثم " الزَّهو " إذا احمرَّ، يقال: أزهَى يُزهِي، فإذا بدت فيه نقط من الإرطاب فهو " مُوَكِّتٌ " فإن كان ذلك من قبل الذنَب فهي " مُذَنَّبه " وهو " التُّذنوب " فإذا لانت فهي " ثَعْدة " فإذا بلغ الإرطاب نصفها فهي " مُجَزِّعة "
(1/101)
________________________________________
فإذا بلغ ثلثيها فهي " حُلقانة " فإذا عمها الإرطاب فهي " مُنْسَبتة ".
و" الخلب " اللِّيف، واحده خُلبة. وأهل الحجاز يسمون الدِّبس " الصَّقر " و " العَفَار ".
و" الإبارُ ": تلقيح النخل.
و" الجِباب " و " الجَباب " و " الجَداد " و " الجِداد " و " الجرام " و " الجِرام " و " القِطاع " و " القَطاع " كله الصِّرام.
وهو " فَحَّال النخل " ولا يقال فحلٌ.
و" العَذْق " النخلة نفسها، و " العِذْق " الكِباسة، وعودها " عُرْجون " و " إهان ".
و" الشِّمراخ " و " العِثْكال " ما عليه البُسْر.
وموضع التمر الذي يجمع فيه إذا صُرم " مِرْبَد " ويسمى " الجَرِين " أيضاً.
وجِماع النخل " الصَّوْر " و " الحائِشُ " ولا واحد له.
(1/102)
________________________________________
باب ذكور ما شهر منه الإناث
اليَعَاقيب ذكور الحَجَل، واحدها يَعْقُوب، والسُّلَكُ الذكَرُ من فراخها، والأنثى سُلَكَةٌ.
والخَرَب ذكر الحُبارَى.
وساق حُرّ ذكر القَمارِيّ.
والفَيَّاد ذكر البُوم، ويقال: هو الصَّدَى.
واليَعْسُوب ذكر النحل وهو أميرها.
والحُنْظُب، والعُنْظُب ذكر الجَراد، وقرأته في كتاب سيبويه العُنْظُباء بالمدّ، فأما الحُنْظَب - بفتح الظاء - فذكر الخنافس، وهو أيضاً الخُنْفُس.
والحِرْباء ذكر أم حُبَين.
والعَضْرَ فُوط ذكر العَظاءِ.
والضِّبْعانُ ذكر الضباع.
والأُفْعُوانُ ذكر الأفاعي.
والعُقْرُبان ذكر العَقارب.
والثُّعْلُبانُ ذكر الثعالب، قال الشاعر:
أرَبٌّ يَبولُ الثُّعْلُبانُ بِرَأْسهِ ... لَقدْ ذَلَّ مَنْ بالَتْ عَليْهِ الثَّعالِبُ
(1/103)
________________________________________
والغَيْلم ذكر السَّلاحِفِ، والأنثى سُلَحْفاة - بتحريك اللام وتسكين الحاء - ويقال: سُلَحْفية.
والعُلْجُوم ذكر الضَّفادع.
والشّيْهُمَ ذكر القنافذ، قال الشاعر:
لَئنْ جَدَّ أسْبابُ العَداوَةِ بَيْننا ... لَترْتَحِلَنْ مِنِّي على ظَهْرِ شَيْهَمِ
والخُزَز الذكر من الأرانب، وجمعه خِزَّان.
والحيْقُطان ذكر الدُّرّاج.
والظَّليم ذكر النَّعام.
والقِطُّ والضَّيْوَنُ ذكر السنانير.

باب إناث ما شهر منه الذكور
الأنثى من الذئاب سِلْقَة وذِئْبة.
والأنثى من الثعالب ثُرْمُلة وثَعْلَبة.
والأنثى من الوعول أرْوِية وثلاث أراوِيُّ إلى العَشر، فإذا كثرت فهي الأرْوَى.
والأنثى من القرود قِشّة وقِرْدة.
والأنثى من الأرانب عِكْرِشة.
والأنثى من العقبان لَقْوَة.
والأنثى من الأسود لَبُوءة بضم الباء وبالهمزة.
والأنثى من العصافير
(1/104)
________________________________________
عُصْفُورة.
والأنثى من النمور نَمِرَة.
ومن الضفادع ضِفْدَعَة.
ومن القنافذ قُنْفُذة.
ويقال بِرْذَوْن وبِرْذَوْنة.

باب ما يعرف واحده، ويشكل جمعه
الدُّخانُ جمعه دواخن، وكذلك العُثْان جمعه عَواثِنُ ولا يعرف لهما نظير، والعُثان: الغبار.
امرأة نُفَساءُ، وجمعها نِفاسٌ وناقة عُشَراء وجمعها عِشار.
وجمع رؤيا رُؤَى، والدنيا دُنًى مثل الكبرى والصغرى، تقول: الكُبَر والصُّغَر. وكذلك الجُلَّى - وهو الأمر العظيم - جمعها جُلَل.
والكَرَوان جمعه كِرْوان.
والمِرْآة جمعها مَراءِ.
والّلأمَة الدِّرْعُ جمعها لُؤَم على مثال فُعَل، على غير قياس، كأنه جمع لُؤْمَة.
والحِدَأَة الطائر جمعها حِدَأٌ وحِدْآن.
والبَلَصُوص طائر وجمعه البَلَنْصَى على غير قياس.
الحَظُّ جمعه حُظوظٌ وأَحُظٌّ على القياس، وأَحظٍ
(1/105)
________________________________________
وأَحاظٍ على غير قياسٍ.
طَسْتٌ والجمع طِساس بالسين - لأن أصلها السين؛ فأبدلوا من إحدى السينين تاء؛ استثقالاً لاجتماعهما في آخر الكلمة، فإذا جمعتَ فَرَّقَتْ بينهما الألف، فردَدْتَ السين، ومثلها ستّ أصلها سِدْس، وذلك أنك تقول في تصغيرها: سُدَيْسَة، وتقول: طُسَيْس وطسيسة، إذا أنِّثَت.
وتقول في جمع الأيام: سبت وسُبوت وأسْبُتٌ، وأحد وآحاد، والاثنان لا يثنى ولا يجمع؛ لأنه مثنى، فإن أحببت أن تجمعه كأنه لفظ مبنى للواحد قلت أثانين وثلاثاء وثَلاثاوات، وأربعاء وأرْبعاوات، وخميس وأخْمِساء وأخْمِسَة وجُمَعَة وجُمُعات وجُمَع.
وتقول في جمع الشهور: هوالمحرَّم والمحرَّمات، وصَفَرٌ وأصفار، وشهر ربيع وشهور ربيع، وكذلك شهر
(1/106)
________________________________________
رمضان وشهور رمضان، ورجب وأرجاب، فإن أفردت قلت أربعاء، وأرْبِعة ورمضانات وجُمادَيات وشعبانات وشوّالات وشواويل وذوات القَعْدَة وذوات الحِجَّة، وربيع الكلأ يُجْمَع أرْبِعَة وربيع الجدول أربعاء والسماءُ إذا كان مطراً تجمع سُمِيّاً وإذا كان السماء نفسها سَمَواتٍ.

باب ما يعرف جمعه، ويشكل واحده
الذَّرارِيح واحدها ذُرُحْرُح وذُرَّاح وذُرُّوح.
والمصارين واحدها مُصْرَان بضم الميم، وواحد المُصْران مَصيرٌ.
وأفواه الأزِقَّة والأنهار واحدها فُوَّهَة، وأفواه الطّيب واحدها فُوهٌ.
والغَرانيق طير الماء واحدها غُرْنَيق، وإذا وصف بها الرجال فواحدهم غُرْنُوق وغِرْنَوْق وهو الشابُّ التام الناعم.
وفُرادَى جمع فَرْد.
آوِنَةٌ جمع أوان على تقدير زَمان وأزْمِنَة.
(1/107)
________________________________________
الأولى في معنى الذين واحدها الذي وأُلو النهى واحدها ذو، وذَوُو وأُلو سواء.
فلان من عِلْية الرجال واحدُهم عَلِيّ مثل صبيّ وصِبْية.
الشمائل واحدها شِمال قال الشاعر، وهو عبد يَغوثَ بن وقّاصٍ الحارثي.
ألَمْ تَعْلما أنَّ المَلامةَ نَفْعُها ... قليلٌ وما لَوْمي أخي منْ شِمالِيا؟
بلغ أشُدَّه واحدها أشَد ويقال: شَدٌّ وأَشُدّ، مثل قَدّ وأَقُدّ، ويقال: لا واحد لها.
سَواسِية واحدها سَواء على غير قياس.
الزَّبانية واحدهم زِبْنِية مأخوذ من الزَّبْنِ وهو الدفع، كأنهم يدفعون أهل النار إليها. وقال قتادة: هم الشُّرَط عند العرب.
والكَمْأة واحدها كَمْء.
قال الكسائي: من قال أُلاكَ فواحدهم ذاك ومن قال أولئك فواحدهم ذلك.
(1/108)
________________________________________
باب معرفة ما في الخيل، وما يستحب من خلقها
يستحب في الأذنين الدقَّةُ والانتصاب، ويكره فيهما الخَذا وهو استرخاؤهما.
قال الشاعر:
يَخْرُجْنَ منْ مُسْتطيرِ النَّقْع دامِيَةً ... كأنَّ آذانَها أطْرافُ أَقْلامِ
ويستحب في الناصية السُّبوغُ، ويكره فيها السَّفا وهو خِفّة الناصية وقِصَرها، قال عبيد:
مُضَبَّرٌ خَلْقُها تَضْبيرا ... ينشَقُّ عنْ وَجْهها السَّبيبُ
وهو شعر الناصية. وقال سلامة بن جَنْدل:
لَيْسَ بأسْفَى ولا أقْنَى ولا سَغِلٍ ... يُعْطى دواءً قَفّي السّكْنِ مَرْبوبِ
والسَّفا في البغال والحمير محمود. قال الشاعر:
(1/109)
________________________________________
جاءَتْ بهِ مُعْتَجِراً بِبُرْدهِ ... سَفْواءُ تَرْدى بِنَسيج وَحْده
قال ابن كَيْسان: سَفْواء ههنا السريعة يعني بغلة.
ويكره أيضاً من النَّواصي الغَمّاء وهي المُفْرِطة في كثرة الشعر، والمحمود منها المعتدلة، وهي الجَثلة.
ويستحب في الخَدّ الأسالة والمَلاسَة والرِّقَّة وذلك من علامات العِتْقِ والكَرَم.
ويستحب في الجبهة السَّعَة، ولذلك قال امرؤ القيس:
لها جَبْهةٌ كَسَراةِ المِجَنّ ... حَذَّفهُ الصَّانِعُ المُقْتَدِرْ
والمجنُّ: التُّرْس.
ويستحب في العين السُّمُوّ والحِدَّة قال أبو داود:
طَويلٌ طامِحُ الطَّرْفِ ... إلى مَفْزَعةِ الكَلْبِ
حديدُ الطَّرْفِ والمَنْكِ ... ب والعُرْقوبِ والقَلْبِ
(1/110)
________________________________________
وهم يصفونها بالقَبَل والشَّوَس والخَوَص وليس ذلك عيباً فيها ولا هو خلقة، وإنما تفعله لعزَّةٍ قالت الخنساء:
ولمَّا أن رأيْتُ الخَيْلَ قُبْلاً ... تُباري بالخُدودِ شَبا العَوالي
ويستحب في المَنْخِرِ السَّعَة لأنه إذا ضاق شَقَّ عليه النَّفَسُ فكتم الرَّبْوَ في جَوْفه، فيقال له عند ذلك قدْ كَبا الفَرَس وهو فَرَس كاب، وربما شُقَّ مَنْخِره. قال امرؤ القيس:
لها مَنْخِرٌ كَوِجارِ الضِّباعِ ... فَمنْهُ تُريحُ إذا تَنْبَهِر
وقال آخر:
لها مَنْخِرٌ مثلُ جَيْبِ القَميصِ
ويستحب في الأفواه الهَرَت وهو السَّعَة، قال الشاعر:
هَريتٌ قَصيرُ عِذارِ اللِّجامِ ... أسيلٌ طويلُ عِذارِ الرَّسَنْ
لم يرد بقوله: " قصيرُ عذار اللِّجام " أنه قصير الخد، وكيف يريد
(1/111)
________________________________________
ذلك وهو يقول: " أسيل طويل عذار الرّسن؟ ولكنه أراد أنَّه هريت، وأن مَشَقَّ شِدْقَيْه من الجانبين مستطيل، فقد قصر عذار لجامه، ثمَّ قال: " طويل عذار الرّسن " لأن الرسن لا يدخل في فيه شيء منه كما يدخل فأس اللجام؛ فعذار رسنه طويل لطول خده، وقال أبو داود:
وهْيَ شَوْهاءُ كالجُوَالِقِ فُوها ... مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فيهِ الشَّكيمُ
الشّكيم: فأسُ اللجام. وقال طُفَيْل الغَنويّ:
كأنَّ على أَعْطافهِ ثَوْبَ مائِح ... وإنْ يُلْقَ كَلْبٌ بينَ لَحْيَيْهِ يذهبِ
ويستحب في العنق الطول واللين ويكره فيها القصر والجُسْأَةُ قال الشاعر:
مُلاعِبَةُ العِنانِ بِغُصْنِ بانٍ ... إلى كَتِفَيْنِ كالقَتَبِ الشّميمِ
وقد فرق سَلْمان بن ربيعة بين العِتاق والهُجْنِ بالأعناق، فدعا بطست من ماء فوضعت بالأرض، ثم قُدّمت الخيل إليها واحداً واحداً، فما ثَنى سُنْبُكَهُ ثم شرب هَجَّنَهُ، وما شرب ولم يَثْنِ سُنْبُكَهُ جعله عتيقاً، وذلك لأن
(1/112)
________________________________________
في أعناق الهجن قصراً فهي لا تنال الماء على تلك الحالة حتى تَثْني سنابكها.
ويستحب ارتفاع الكتفين والحارك والكاهل. قال الضبي:
وكاهِلٍ أُفْرِعَ فيهِ معَ ال ... إفْراغ إشْرافٌ وتَقْبيبُ
والمُفْرَع: المُشْرِف.
ويستحب من الفرس أن يشتدّ مُرَكَّب عُنُقهِ في كاهله؛ لأنه يتساند إليه إذا أحضر، ويشتد حَقْواه لأنهما مُعلّق ورِكَيْه ورِجْلَيْه في صُلْبه.
ويستحب عِرَض الصَّدْر قال أبو النجم:
مُنْتَفِجُ الجَوْفِ عريضٌ كَلْكَلُهْ
والكَلْكَلُ الصَّدْر؛ فأما الجُؤْجُؤُ والزَّوْر - وهما شيء واحد - فيستحب فيهما الضيق. قال عبد الله بن سليم الغامديّ:
(1/113)
________________________________________
مُتقارِبُ الثَّفِناتِ ضَيْقٌ زَوْرهُ ... رَحْبُ اللّبانِ شديدُ طَيِّ ضَريس
قال: يريد أنه طُويَ كما طُوِيَت البئر بالحجارة، والضّرْس: جَوْدَة الطيّ؛ فَوَصفه كما ترى بضيق الزور وسعة اللّبان، وفرق بينهما، ويقال: إن الفرس إذا دق جُؤْجُؤُه وتقارب مِرْفقاه كان أجود لجريه.
ويوصف أيضاً بارتفاع اللّبان ويحمد ذلك فيه. ويكره الدَّننَ وهو وهو تَطامُن الصَّدْر ودُنُوّه من الأرض، وهذا أسوأ العيوب.
ويستحب عِظَم جَنْبَيه وجَوْفِه وانْطِواء كَشْحه ولذلك قال الجَعْدي:
خيطَ على زَفْرَةٍ فَتمَّ ولمْ ... يَرْجِعْ إلى دقّةٍ ولا هَضَمِ
يقول: كأنه زافرٌ أبداً من عِظَم جَوْفه، فكأنه زَفَرَ فخيط على ذلك.
والهَضَم انضمام أعالي الضلوع، يقال: فَرَسٌ أهْضَمُ وهو عيب، قال الأصمعي: لم يسبق الحَلْبَة فرس أهضم قَطّ، وإنما الفرس
(1/114)
________________________________________
بعنقه وبطنهِ.
ويستحب إشْرافُ القَطاة وهي مقعد الردف. ويكره تَطامُنُها ولذلك قال امرؤ القيس:
كأنَّ مَكانَ الرِّدْفِ منهُ على رالِ
والرَّأْل: فرخ النعامة، وهو مُشْرِفُ ذلك الموضع.
ويستحب في الخيل: أن ترفع أذنابها في العَدْوِ، ويقال ذلك من شدّةِ الصُّلْب، قال النَّمِر بن تَوْلَب:
جَمومُ الشَّدِّ شائِلَةُ الذُّنابَى ... تَخالُ بياضَ غُرَّتِها سِراجا
ويستحب طول الذَّنَب ولذلك قال امرؤ القيس:
لها ذَنَبٌ مِثْلُ ذَيْلِ العَروسِ ... تَسُدُّ بهِ فَرْجَها من دُبُرْ
لم يرد بالفرج ههنا الرحم، وإنما أراد ما بين رِجْلَيْها تسُدُّه بذنبها.
(1/115)
________________________________________
وقالوا في صفة الفرس: ذَيَّالٌ يراد أنه طويلٌ طويل الذنب، فإن كان الفرس قصيراً وذنبه طويلاً قالوا: ذائِلٌ والأنثى ذائِلَةٌ أو ذَيَّال الذَّنَب فيذكرون الذنب.
ويستحب طول الشَّعْر وقِصَر العَسيب قال أبو محمد بن قتيبة: قال الأصمعيُّ: قال لي أعرابي: اخْتَرْهُ طويل الذّنَب قصير الذنب، يريد طول الشعر وقصر العسيب.
ويستحب في الفرس شَنَج النّسا والنّسا: عرق يستبطن الفَخِذَيْن حتى يصير إلى الحافر، فإذا هُزِلت الدابة ماجَتْ فَخِذاها فخفى، وإذا سمنت انفلقت فخذاها فجرى بينهما واستبان كأنه حية، وإذا قَصُر كان أشدَّ لرجله، وإذا كان فيه توتير فهو أسرع لقبض رجليه وبَسْطِهما، غير أنه لا يسمح بالمشي، قال الشاعر:
بِشَنِجٍ مُوَتّرِ الأنْساءِ
ومن الحيوان ضُروبٌ توصف بِشَنَج النّسا وهي لا تسمح
(1/116)
________________________________________
بالمشي: منها الظَّبْي قال أبو دواد:
وقُصْرى شَنِجِ الأنْسا ... ءِ نَبَّاحٍ منَ الشُّعْبِ
يعني الظِّباء.
ومنها الذِّئْب وهو أقْزَل، وإذا طُرد فكأنه يَتَوجَّى.
ومنها الغُراب وهو يحجل كأنه مُقيَّد، قال الطِّرمَّاح:
شَنِجُ النَّسا حَرِقُ الجَناحِ كأنَّهُ ... في الدَّارِ إثْرَ الظّاعنينَ مُقيَّدُ
فكأن شَنَجَ النَّسا يستحب في العِتاق خاصة، ولا يستحب في الهَماليج.
ويستحب في الكَفَلِ الامِّلاسُ والاسْتِواء ويكره فيه الفَرَق وهو إشْرافُ إحدى الوَرِكَيْن على الأخرى، ولذلك قال الشاعر:
(1/117)
________________________________________
لها كَفَلٌ كَصَفاةِ المَسيلِ
وقال آخر:
لها كَفَلٌ مثلُ مَتْنِ الطِّرافِ
والطِّرافُ: القُبَّةُ من أدَم.
ويستحب في القوائم الانْدِماجُ والتَّمْحيصُ. قال الشاعر:
وأحْمَرَ كالدِّيباجِ أمَّا سماؤُهُ ... فَرَيَّا وأمَّا أرْضُهُ فَمُحولُ
سماؤه: أعاليه، وأرْضُه: قوائمه.
ويستحب " قِصَر ساقَيْه " ولذلك قال أبو دواد:
لها سَاقَا ظَليمٍ خَا ... ضبٍ فُوجئَ بالرُّعبِ
وقال آخر:
لها متنُ عَيْرٍ وسَاقَا ظَليمٍ
(1/118)
________________________________________
ويستحب - مع ذلك - أن يكون ما فوق الساقين من فخذيه طويلاً؛ فيوصف حينئذ بطول القوائم قال الشاعر:
شَرْجَبٌ سَلْهَبٌ كأنَّ رِماحاً ... حملتهُ وفي السَّراةِ دُمُوجُ
ويستحب أن يكون في رجليه " انْحِناءٍ " و " تَوْتير " وهو " التَّجنيب " بالجيم، فإن كان في اليدين والصُّلب فهو " التَّحنيب " بالحاء غير معجمة، هذا قول الأصمعي.
قال أبو دؤاد:
وفي اليَدينِ إذا مَا الماءُ أسهَلَهُ ... ثَنْيٌ قليلٌ وفي الرِّجْلينِ تَجْنيبُ
وقال العُماني:
ترَى لهُ عظْمَ وَظِيفٍ أحْدَبا
ويستحب في العرقوب " التحديدُ " و " التأنيفُ " وهو الذي حد طرفه، ويكره منها " الأدْرَم " و " الأقْمَع " وقد بينا هذا في باب العيوب.
ويستحب أن تكون الأرساغ غلاظاً يابسة. قال الجعدي:
كأنَّ تماثيلَ أرْسَاغِهِ ... رِقابُ وُعولٍ على مشرَبِ
(1/119)
________________________________________
ويستحب أن تكون ثُنَنُه تامة سوداء لينة، ويكره " المَعَر " فيها. قال: امرؤ القيس:
لها ثُنَنٌ كَخَوافي العُقا ... بِ سُودٌ يَفِينَ إذا تَزْبَئِرْ
تزبئر: تنتفش، و " يفين " أي: يكثرن، يقال: " قد وَفى شعرُهُ " إذا كثر. وقال بعضهم: " يَفِئْن " يرجعن إلى مواضعهن، أي: هي لينة.
ويستحب " قِصَر الرُّسغ " إذا لم يكن معه انتصابٌ وإقبالٌ على الحافر؛ فإذا كان منتصباً مقبلاً على الحافر فهو " أقْفَد " والقَفَد عيب، قال أبو عبيدة والقَفَد لا يكون إلا في الرِّجل.
ويستحب أن تكون الحوافر صِلاباً غير نَقِدة، و " النَّقَد " في الرِّجل: أن تراها تتقشر، وتكون سوداً أو خضراً لا يبيضُّ منها شيء؛ لأن البياض فيها رقَّة، وتكون " نُسُورها " صِلاباً، وفيها تقعُّب مع سَعَة؛ قال عوف بن عطية بن الخَرِع:
لها حَافرٌ مثلُ قَعْبِ الوَليدِ ... يتَّخذُ الفأرُ فيهِ مَغَارا
وقال الآخر:
(1/120)
________________________________________
بكلِّ وَأْبٍ للحَصَى رَضَّاحِ ... ليسَ بمُصْطَرٍّ ولا فِرْشَاحِ
والوأب: المقعب، والمصطر: الضيّق، والفِرْشاح: المُنبطح.

باب عيوب الخيل
" الخَذَا " في الأذن: استرخاء أصول الأذنين على الخدَّين.
و" السَّعَف " بياضٌ يعلو الناصية.
و" القَنَا " احْدِيداب يكون في الأنف، وذلك يكون في الهُجْنِ.
و" السَّفَا " خِفَّة الناصية، وهو مذمومٌ في الخيل، ومحمودٌ في البغال.
و" الغَمَمُ " أن تُغطِّي الناصية عينيه.
و" الإغْرَاب " ابيضاض الأشفار مع الزَّرق.
و" القَصَر " غلظٌ في العنق.
و" الجُسْأة " يُبس المَعْطِف.
و" الكَتَفُ " انفراجٌ يكون في غَرَاضيب أعالي كتفي الفرس، مما يلي الكاهل.
و" الدَّنَنُ " طمأنينة في أصل العنق، يقال: " فرسٌ أَدَنُّ " فإذا اطمأنَّت من وسطها فذلك " الهَنَع " يقال: " عُنُقٌ هَنْعاء ".
و" الزَّوَرُ " في الصدر: دخول إحدى الفَهْدتين وخروج الأخرى.
و" الهَضَم " استقامة الضلوع ودخول أعاليها، يقال: " فرسٌ أهْضَم ".
و" الإخْطاف " لحوق ما خلف المَحْزِمِ من بطنه، يقال: " فرسٌ مُخْطَف ".
(1/121)
________________________________________
و " الصَّقِل " من الخيل: الطويل الصُّقلة، وهي الطِّفْطِفة، يقال: " قلَّما طالت صُقْلة فرسٍ إلاَّ قَصُرَ جنباه "، وذلك عيب.
و" الثَّجَلُ " خروج الخاصرة ورقَّة تكون في الصِّفاق، يقال: " فرس أثْجَلُ ".
و" القَعَس " أن يطمئن الصُّلْبُ من الصَّهوة وترتفع القَطَاة؛ فإن اطمأنت القطاة والصلب فذلك " البَزَخ ".
و" الفَرَق " إشراف إحدى الوركين على الأخرى، يقال: " فرسٌ أقْعَسُ، وأبْزَخُ، وأفْرَقُ ".
و" العَسَل " التواء عَسِيب الذنب حتى يبرز بعض باطنه الذي لا شَعْر عليه.
و" الكَشَف " أكثر من ذلك.
و" العَزَل " أن يعزِل ذَنَبه في أحد الجانبين، وذلك عادة لا خِلقة.
و" الصَّبَغ " بياض الذنَب.
و" الشَّعَل " أن يبيضَّ عُرْضه، وذلك عيب.
و" الفَحَج " تباعد ما بين الكعبين.
و" الصَّكَكُ " اصطكاك الكعبين، و " الحَلَل " رَخَاوتهما.
و" البَدَد " بُعد ما بين اليدين.
(1/122)
________________________________________
و " القَفَذُ " انتصاب الرُّسغ وإقباله على الحافر؛ ولا يكون القفد إلا في الرِّجل.
و" الصَّدَف " تداني الفخذين وتباعد الحافرين في التواء من الرُّسغين، و " التَّوجيه " نحوٌ من ذلك، إلا أنه أقلُّ منه.
و" الفَدَع " التواء الرُّسغ من عُرضه الوحشيِّ.
و" القَسَط " أن تكون رجلاه منتصبتين غير منحنيتين، وذلك عيب، يقال: " فرسٌ أقْسَط "؛ فإذا كان فيهما انحناء وتوتير؛ فذلك محمود في الخيل، وهو " التجنيب ". قال الأصمعي: التجنيب - بالجيم - في الرِّجلين، و " التحنيب " - بالحاء - في الصلب واليدين.
و" القَمَع " في العُرقوب: أن يعظم رأسه ولا يحد، وذلك عيب. ومن العراقيب " الأدْرَم " وهو الذي عظمت إبرته أي: طَرَفه، فإذا حدت إبرته فهو محمود، وهو " المُؤَنَّف ".
و" النَّقَد " في الحافر: أن تراه كالمتقشِّر. والحافر " المُصْطَرّ " هو الضيق، وذلك عيب. و " الأرحُّ " الواسع، وهو محمود.
(1/123)
________________________________________
و " الشَّرَج " - متحرك الراء - يقال: " فرسٌ أشْرَج " وهو الذي له بيضة واحدة.

باب العيوب الحادثة في الخيل
" الانتشار " انتفاخ في العَصَب للإتعاب، والعَصَبة التي تنتشر هي " العُجَاية " وتحرُّك الشَّظا كانتشار العَصَب، غير أن الفرس لانتشار العصب أشدُّ احتمالاً منه لتحرك الشَّظا، والشَّظا عُظَيم لاصقٌ بالذراع؛ فإذا تحرَّك قيل: " قد شَظِيَ الفرس ".
و" الدَّخَس " ورمٌ يكون في أُطْرة حافره.
و" الزَّوائد " أطراف عصبٍ تفترق عند العُجاية، وتنقطع عندها، وتلصق بها.
(1/124)
________________________________________
و " العَرَن " جُسوء في رسغ رِجله وموضع ثنتها لشيء يصيبه فيه من الشُّقاق أو المشقَّة.
و" الشُّقَاق " يصيبه في أرساغه، وربما ارتفع إلى أوْظِفته، وهو تشقُّق يصيبها.
و" الجَرَذ " كل ما حدث في عُرْقوبه من تزيُّدٍ أو انتفاخ عصبٍ، وهو يكون في عُرْض الكعب من ظاهرٍ أو باطنٍ.
و" السَّرَطان " داء يأخذ في الرُّسغ، فَيُيَبِّسُ عروق الرُّسغ حتى يقلب حافره.
و" الارتهاش " أن يَصُكّ بعرض حافره عَرْض عُجَايته من اليد الأخرى فربما أدماها، وذلك لضعف يده.
و" المَشَش " شيء يشخص في وظيفَيْه حتى يكون له حجم ليس له صلابة العظم الصحيح.
و" النَّمْلة " شَقٌّ في الحافر من ظاهره.

باب خلق الخيل
" قَوْنُس الفرس ": ما فوق الناصية من مَنْبِتها بين الأذنين.
(1/125)
________________________________________
و " القَذَال ": جِماع مؤخر الرأس وهو مَعْقِد العذار خلف الناصية.
و" الفَائق ": مَوْصِل العنق في الرأس، فإذا طال الفائق طال العنق.
و" العصفور " عظمٌ ناتئ في كل جبين.
و" قَلْت الصُّدْغ ": الوَقْبُ الذي أمام الصُّدغ.
و" المَرْسِن ": موضع الرَّسن من الأنف.
و" الجَحَافل ": ما تَنَاول به العَلَفَ، وفي الجَحْفلة فيدٌ وهو الشعر الذي عليها.
و" المعْرَفَةُ ": اللحم الذي ينبت عليه العُرْف؛ و " العُرْف ": الشعر الذي على العنق.
و" القَصَرَة ": أصل العنق.
و" العِلْبَاوان ": عَصبتان بينهما العُرف.
و" اللَّبَان ": ما جرى عليه اللَّبَب.
و" البَلْدة ": ثُغرة النَّحر.
وكل شيء من الظهر فيه فَقَار فذلك الصُّلب.
و" الحارِكُ ": فروع الكتفين، وهو أيضاً الكاهل.
و" المَنْسِج ": أسفل من ذلك.
و" الكاثِبة ": مُقدَّم المنسج.
وفي الظهر " صُرَد " وهو بياض يكون من أثر الدَّبَر.
و" الصَّهْوة ": مَقْعَد الفارس.
و" القَطَاة ": مقعد الرِّدْف.
و" المَعَدّان " في أعاليهما موقع دَفَّتي السَّرج من جنب الفرس.
و" الحَجَبات " رؤوس الوركين من أعاليهما.
(1/126)
________________________________________
و " الحَرْقَفتان " هما الجَجَبَتان.
و" الموْقِفان " و " الحارِقتان " سواء، وهما رؤوس الفخذين في الوركين.
و" الجاعِرَتان " منه: موضع الرَّقْمتين من است الحمار.
و" العُكْوَة " أصل الذنَب وعظم الذنب، وجلدته " العَسيب " وشعره " هُلْبه ".
و" العِجَان " بين أصل الخُصْية وفَقْحته، ومن الأنثى بين ظَبْيتها وضَرَّتها.
و" الفَهْدَتان " في الزّوْر: لحمتان ناتئتان مثل الفِهْرَيْنِ.
و" مَحْزِمه " ما جرى عليه الحزام.
و" المَرْكَلُ " حيث يقع عَقِبا الفارس.
و" حَصير الجَنْب " ما ظهر من أعالي ضلوع الجنب.
و" المَوْقِف " و " الشَّاكِلة " و " القُرْب " و " الأيْطَل " و " الحَقْو " كل ذلك قريبٌ بعضه من بعض، وهو الخاصرة وما يليها.
و" الحَالِبَان " عرقان مكتنفان السُّرَّة.
و" المَنْقَبُ " قدَّام السرة حيث ينقُب البَيْطَار.
و" القُنْب " وعاء جُرْدانه.
و" الثُّعْرُوران " مثل الحَلَمتين قد اكتنفا القُنب من خارج.
و" الصَّفَن " جلدة البيضتين.
و" القَرَفُ " الذي تراه مرتفعاً عن الغُرْمُول قِطَعاً كأنه سِحاء.
و" الحَلَق " البياض الذي في وسط الغرمول.
و" الضَّرّة " لحم الضرع، ولها أربعة أطْبَاء، وجلدة الضَّرْع هي خَيْف.
و" الإحليل " ثقبٌ يخرج منه الشُّخْب، ومن الذّكر ماؤه وبوله.
(1/127)
________________________________________
و " الخَوْرَانُ " مجرى الروث.
و" الظَّبية " الرحم.
وفي رؤوس المرفقين " إبرة ". وهي شَظِيَّة لاصقة بالذراع ليست منها.
و" الداغِصة " العظم المدور الذي يتحرك على رأس الركبة وهما اثنان.
و" الشَّظَى " عظمٌ لاصق بالركبة، فإذا شخص قيل " شَظِيَ الفرس " وفي باطن الركبتين " مَأبِضَان " وهما مُنثنى الوظيفين من باطن الركبتين، وفي الوظيفين " قَيْدَان " وهما حرفا وظيفي اليدين، وفيهما " أشْجَعَان " وهما عظمان شاخصان في الوظيفين من باطنهما.
و" العُجَايَتَان " عَصَبتان تكونان في باطن اليدين، وأسفل منهما هَنَاةٌ كأنهما الأظفار تسمى " السَّعْدانات ".
وفي الوظيفين " ثُنّتَان " وهما الشعر الذي يكون على مؤخَّر الرُّسغ، فإن لم يكن ثم شعر فهو " أمرد " و " أمرط " و " أمعر ". وفي الوظيف " حَوْشَب " وهو مَوْصِل الوظيف في الرسغ.
و" أُمُّ القِرْدَان " بين الثُّنَّة والحافر، والعامة تسميها السُّكُرَّجة.
و" السُّنْبُك " طرف مقدَّم الحافر.
و" الأشْعَر " ما أحاط بالحافر من الشعر.
و" إطار الحافر " ما أحاط بالأشعر.
و" الحَامِيتَان " عن يمين
(1/128)
________________________________________
السُّنبك وشماله؛ ويقال لجوف الحافر " صَحْن ".
و" النُّسُور " في باطنه كأنها النَّوى والحصى.
و" ألْية الحافر " مؤخَّره.
و" الكاذَتَان " ما نَتَأ من اللحم في أعالي الفخذين.
و" الجاعِرَتَان " مَضْرب الفرس بذَنَبه على فخذيه.
و" الفائِلان " عِرقان مستبطنا الفخذين.
و" النّسَيان " عرقان قد استبطنا الساق.
و" الحَمَاة " لحم الساق.
وفي العُرْقوبين " إبرتان " وهما حدُّ كل عرقوب من ظاهر.
وفي وظيفي رِجليه " ظُنْبُوبان " قال أبو عبيدة: وليس للفرس " طِحَالٌ ".
و" السَّيْساء " من الفرس: الحارِكُ، ومن الحمار: الظهر.
و" الأبْجَل " من الفرس والبعير: هو الأكحل من الإنسان.
و" الأبْلَق " من الخيل: هو الأبقع من الشاء والكلاب والطير.
و" الَّذيّال " الفرس الطويل الطويل الذنَب؛ فإن كان طويل الذنب قصيراً قيل " فرس ذائل ". قال النابغة:
بكلِّ مُجَرَّبٍ كاللَّيثِ يسمُو ... على أوصالِ ذَيَّالٍ رِفَنٍّ
(1/129)
________________________________________
أراد " رِفَلٍّ " فحوَّل اللام نوناً.
فرس " جَرُورٌ " يمنع القياد.
وفرس " قَئُودٌ " ينقاد.
و" المِشْيَاط " من الخيل: السريع السِّمن.
و" المِلْوَاح " الذي لا يسمن.
و" الوَقِعُ " الحَفِي من الخيل.
و" الرَّجيلُ " الذي لا يحفى.
و" الصَّلود " من الخيل: الذي لا يعرق.
و" الهِضَبُّ " الكثير العرق؛ قال طرفة:
مِنْ عَنَاجيجَ ذُكُرٍ وُقُحٍ ... وهِضَبَّاتٍ إذا ابتلَّ العُذُرُ
وفي الخيل " مُسْنِفاتٌ " - بكسر النون - مُتقدِّماتٌ، و " مُسْنَفاتٌ " في الإبل - بفتح النون - مشدودات بالسُّنُف والسُّنُف: جمع سِنَافٍ، وهو حبلٌ يشدُّ به.
ويقال للفرس: " عتيقٌ "، و " جوادٌ "، و " كريمٌ ". ويقال للبرذون، والبغل، والحمار: " فَارِهٌ ".
قال الأصمعي: كان عدي بن زيدٍ يُخطَّأ في قوله في وصف الفرس:
(1/130)
________________________________________
" فارِهاً مُتَتَابعاً ". قال: ولم يكن له علم بالخيل.

باب شِيَات الخيل
إذا ابيضَّ أعلى رأسه فهو " أصْقَع "، وإذا ابيضَّ قفاه فهو " أقْنَفُ "، وإذا ابيضَّ رأسه كله فهو " أغشى " و " أرخم "، فإن شابت ناصيته فهو " أسْعَف "، فإذا ابيضَّت كلها فهو " أصْبَغ " فإن كان بأذنيه نقشُ بياضٍ فهو " أذْرَأُ "، و " الغُرَّة " ما فوق الدِّرهم، و " القُرْحَة " قدر الدرهم فما دون؛ فإن سالت غُرَّته ودقَّت ولم تجاوز العينين فهي " العُصْفُور "؛ فإن دقَّت وسالت وجلَّلت الخَيْشُوم ولم تبلغ الجَحْفَلة فهي " شِمْرَاخ "؛ فإن ملأت الجبهة ولم تبلغ العينين فهي " الشَّادِخَة "؛ فإن أخذت جميع وجهه غير أنه ينظر في سواد فهي " المُبَرْقِعَة "؛ فإن رجعت غرَّته في أحد شقّيْ وجهه إلى أحد الخدَّين فهو " لَطِيم " فإن فَشَتْ حتى تأخذ العينين فتبيضَّ أشفارهما فهو " مُغْرَب "؛ فإن كانت إحدى عينيه زرقاء والأخرى كحلاء فهو " أخْيَف "؛ فإن كان بجحفلته العليا بياض فهو " أرْثَم "، وإن كان بالسُّفلى
(1/131)
________________________________________
بياض فهو " ألْمَظ "؛ فإن كان أبيضَ الرأس والعنق فهو " أدْرَعُ "، وإن كان أبيض الظهر فهو " أرْحَل "، وإن كان أبيض العجز فهو " آزَر "؛ فإن كان أبيض الجنب أو الجنبين فهو " أخْصَف "؛ فإن كان أبيض البطن فهو " أنْبَط ". و " التَّحْجِيل " بياض يبلغ نصف الوظيف، و " المُحَجَّل " أن تكون قوائمه الأربع بيضاً، حتى يبلغ البياض منها ثلث الوظيف أو نصفه أو ثلثيه، بعد أن يتجاوز الأرساغ ولا يبلغ الركبتين والعرقوبين فيقال " مُحَجَّل " القوائم فإن أصاب البياض من التحجيل حَقْوَيه ومغابنه ومرجع مرفقيه من تجبيب بياض يديه ورجليه فهو " أبْلَق "، وإن بلغ البياض من التحجيل ركبة اليد وعرقوب الرجل فهو فرس " مُجَبَّب " و " الجُبَّة " موصل الوظيف في الذراع، فإن تجاوز البياض إلى العضدين والفخذين فهو " أبْلَيُ مُسَرْوَلُ "، فإن كان البياض بيديه دون رجليه فهو " أعْصَم " فإن كان بإحدى يديه دون الأخرى قيل " أعصم اليمنى، أو اليسرى " فإن كان البياض في يديه إلى مرفقيه دون الرجلين فهو " أقْفَزُ "، فإذا كان البياض برجليه دون اليدين فهو " مُحَجَّل "، وذلك إن تجاوز الأرساغ، وإن كان بإحدى رجليه وتجاوز الرسغ فهو " مُحَجَّل الرِّجل اليمنى، أو اليسرى "، وإن كان
(1/132)
________________________________________
البياض كذلك متجاوز الأرساغ في ثلاث قوائم دون رجل أو يدٍ فهو " مُحَجَّل ثَلاَث " " مُطلَقُ يدٍ، أو رجلٍ ". ولا يكون التحجيل واقعاً بيد أو يدين إلا أن يكون معها أو معهما رِجل أو رِجلان؛ فإن قصر البياض عن الوظيف واستدار بأرساغ رِجليه دون يديه فذلك " التَّخديم " يقال: فرس " مُخَدَّم " و " أخْدَم " فإن كان برجل واحدة فهو " أرْجَل " فإن لم يستدر البياض وكان في مآخير أرساغ رجليه أو يديه فهو " مُنْعَلُ يَدِ كذا، أو رجل كذا، أو اليدين، أو الرجلين " فإن كان بياض التحجيل في يد ورجل من خلاف فذلك " الشِّكال " وهو يكره، وقوم يجعلون الشِّكال البياض الذي في ثلاث قوائم؛ وإذا كان محجَّل يدٍ أو رجلٍ من شق قالوا " هو مُمْسَك الأيامِنِ مُطْلَقُ الأياسِر، أو ممسك الأياسِر، أو ممسك الأياسر مُطلق الأيامن " وإن أصاب الأوظفة بياضٌ ولم يعدُها إلى أسفل ولا إلى فوق فذلك " التَّوقيف " يقال فرس " مُوَقَّف " فإن ابيضت أطراف الثُّنَن فهو " أكْسَعُ "؛ فإن ابيضت الثُّنن كلها، ولم يتصل ببياض التحجيل، في يدٍ كان ذلك أو في رجلٍ أو أكثر؛ فهو " أصْبَغُ "؛ و " الشّعَل " بياض
(1/133)
________________________________________
في عرض الذَّنَب؛ فإن ابيضَّ كله أو أطرافه فهو " أصْبَغ ".

باب ألوان الخيل
فرقُ ما بين " الكُمَيْت " و " الأشْقَر " بالعُرف والذَّنب: فإن كانا أحمرين فهو " أشقر "، وإن كانا أسودين فهو " كميت " و " الوَرْد " بينهما، والأنثى وَردة، والجميع وِرَادٌ، ووُرْدٌ أيضاً، و " الكُمَيْت " للذكر والأنثى سواء.
و" الأخْضَر " في كلام العجم " الدَّيْزَج "، وهو من الحمير " الأدْغَم " و " الوَرْدُ الأغْبَسُ " هو في كلام العجم " السَّمَنْدُ "، و " الصِّنابيُّ " هو الكُمَيْت، أو الأشقر يخالط شُقرته شعرةٌ بيضاء، ينسب إلى الصِّناب، وهو الخردل بالزبيب.
و" البَهيم " هو المُصمت الذي لا شِيَة به ولا وضح، أيَّ لون كان. ومما لا يقال له بهيم ولا شية به " الأبْرَش " و " الأنمَر " و " الأشْيَم " و " المُدَنَّر " و " الأبْقَع " و " الأبْلَق "؛ " فالأبرش ": الأرقط،
(1/134)
________________________________________
و " الأنمر ": أن تكون به بقعة بيضاء، وبقعة أخرى أي لون كان.
و" الأشْيَمُ ": أن تكون به شامةٌ أو شامٌ في جسده، و " المُدَنَّر " الذي تكون به نُكَتٌ فوق البَرش، و " الأبْقَعُ ": الذي تكون في جسده بقعٌ تخالف سائر لونه.

باب الدوائر في الخيل، وما يكره من شِيَاتِها
و" الدوائر " ثماني عشرة دائرةً، يكره منها " الهَقْعة " وهي التي تكون في عرض زوره، ويقال: إن أبقى الخيل " المَهْقُوع ". ودائرة " القالع " وهي التي تكون تحت اللِّبْد، ودائرة " النَّاخس " وهي التي تكون تحت الجاعرتين إلى الفائِلَين، ودائرة " اللَّطَاة " في وسط الجبهة، وليست تكره إذا كانت واحدة، فإن كان هناك دائرتان قالوا " فرس نَطيحٌ " وذلك مكروه، وما سوى هذه من الدوائر غير مكروه.
ويكره في الأشيم: أن تكون به شامةٌ بيضاء، أو غير بيضاء: في مؤخَّره، أو شِقِّه الأيمن.
ويكره " الشِّكال " وقد اختلف فيه، وروي عن النبي
(1/135)
________________________________________
صلى الله عليه وسلم وعلى آله أنه كان يكرهه.
ويُكره " الرَّجل " إلا أن يكون به وَضَحٌ غيره، قال الشاعر:
أسِيلٌ نَبيلٌ ليسَ فيهِ مَعَابَةٌ ... كُمَيْتٌ كَلَوْنِ الصِّرْفِ أرْجَلُ أقْرَحُ
فمدح بالرَّجل لما كان أقْرَح.

باب السوابق من الخيل
أولها " السابق "، ثم " المُصَلَّى " وذلك لأن رأسه عند صَلاَ السابِقِ، ثم الثالث والرابع كذلك إلى التاسع، والعاشر " السُّكَيْتُ " ويقال أيضاً " السُّكَّيت " مشددا، فما جاء بعد ذلك لم يعتدَّ به، و " الفِسْكِلُ " الذي يجيء في الحلبة آخر الخيل.

باب معرفة ما في خلق الإنسان من عيوب الخَلْق
من عيوب الخَلْق: " الفَقَمُ " في الفم وهو أن تتقدم الثَّنايا السُّفلى ذا ضمَّ
(1/136)
________________________________________
الرجلُ فاه فلا تقع عليها العليا.
و" الضَّزز " لصوق الحنك الأعلى بالحنك الأسفل، فإذا تكلم تكاد أضراسه العليا تمس السُّفلى.
و" الضَّجَم " ميلٌ يكون في الفم، وفيما يليه من الوجه.
و" الفَأْفَأَة " أن يتردَّد المتكلمُ في الفاء، فإذا تردد في التاء فهو " تَمْتام "، فإذا دخل بعض كلامه في بعض قيل " بلسانه لَفَفٌ ". و " الألْثَغُ " الذي يرجع لسانه في المنطق إلى الثاء والغين.
و" الشُّطُور " في البصر: هو أن تراه كأنما ينظر إليك وإلى آخر، يقال: " شَطَر بصرُه يَشْطِر شُطُوراً "، وَالإطراق " استرخاء الجفون، و " الغَرَبُ " ورم يكون في المآقي، يقال: " غَرِبَتْ عينُه تَغْرَبُ غَرَباً "، و " الخَفَشُ " صغر العين وضعف البصر، و " الدَّوَشُ " مثله، وهو ضيق العين مع ضعف البصر.
و" الذَّلَفُ " في الأنف: قصره وصغر أرنبته، و " الخَنَسُ " تأخر الأنف في الوجه وقصره، و " الفَطَسُ " عرض الأنف وتطامن قصبته.
و" الطَّرَامَة " الخضرة في الأسنان.
و" القَلَحُ " الصفرة فيها.
(1/137)
________________________________________
و " الوَقَصُ " قصر العنق.
و" الهَنَع " تطامنها.
و" الألَصُّ " المجتمع المنكبين يكادان يمسان أذنيه، و " الألصُّ " أيضاً: المتقارب الأضراس، و " الأحْدَل " المائل الشق.
و" اللَّطَعُ " في الشفاه: بياضٌ يصيبها، وأكثر ما يعتري ذلك السودان؛ وتعتريهم أيضاً " البُجْرَة " وهي خروج السرة.
و" الفَدَعُ " في الكف: زَيْغ في الرُّسغ بينها وبين الساعد، وفي القدم أيضاً كذلك: زيغ بينها وبين عظم الساق، و " الكَوَع " أن تعوج الكف من قبل الكوع، و " الفَلَج " الاعوجاج في اليد، فإن كان في الرجلين فهو " فَحَج ".
و" القَعَس " في الظهر: دخوله وخروج الصدر، و " الحَدَب " دخول الصدر وخروج الظهر.
و" الآدَر " عظيم الخُصْيتين، يقال: " رجل آدَرُ بيِّنُ الأدَرَة "،
(1/138)
________________________________________
و " الشّرَج " أن تعظم واحدة وتصغر الأخرى، و " المَشَق " أن تصطك أليتا الرجل حتى تتسحَّجا، فإذا عظمتا فلم تلتقيا قيل " رجل أفْرَج " وهذا يكون في الحَبَشَة.
و" المَدْح " أن تصطك فخذاه، و " الصَّكَكُ " أن تصطك ركبتاه، قال أبو عمرو: الصَّكك في الرِّجلين، و " البَدَد " في الناس: تباعد ما بين الفخذين، وفي ذوات الأربع في اليدين.
و" الأفْحَج " الذي تتدانى صدور قدميه وتتباعد عقباه وتتفحج ساقاه، و " الأرْوَح " الذي تتدانى عقباه وتتباعد صدور قدميه.
و" الوَكَعُ " ميل إبهام الرجل على الأصابع حتى تزول، فيرى شخص أصلها خارجاً، ومنه قيل " أمةٌ وَكْعاء "، و " الحَنَفُ " أن تقبل كل واحدة من الإبهامين على صاحبتها، قال ابن الأعرابي: " الأحْنَف ": الذي يمشي على ظهر قدميه، و " الأقْفَد " الذي يمشي على صدرهما.
و" الأعْلَم " المشقوق الشفة العليا، و " الأفْلَح " المشقوق الشفة السفلى، يكون ذلك خلقة، و " الأجْلَع " بالجيم المعجة - الرجل الذي لا تنضم شفتاه على أسنانه.
وفي النساء " الضَّهْيَاء " التي لا تحيض والتي لا ينبت ثدياها.
و" المَتْكَاء " التي لا تحبس بولها، وهو من الرجال الأمثن.
ويقال للمرأة التي لا تستر نفسها إذا خلت مع زوجها " جَلِيعٌ ".
(1/139)
________________________________________
و " المُفْضَاة " التي صار مسلكاها شيئاً واحداً، وهي " الشَّرِيم " أيضاً.
و" المأسوكة " التي أخطأت خافضتها فأصابت غير موضع الخفض، ومثلها من الرجال " المَكْمُور ".
و" القَرْنَ " كالعَفَلة؛ اختُصم إلى شُريح في جارية بها قَرْن، فقال: أقعِدوها، فإن أصاب الأرض فهو عيب، وإن لم يصب الأرض فليس بعيب.
ويقال: " حملت المرأة الغلامَ سَهْواً " أي: على حيضٍ.
" العِلَل ": تقول العرب: الدواء هو " الأزْمُ " يعنون الحمية، وأصل الأزم ضمُّ
(1/140)
________________________________________
الأسنان كأنه يعضُّ، وقال ابن مسعود: أصل كل داء " البَرَدةُ " يعني التخمة.
و" مَسُّ الحُمَّى " رَسُّها وَرَسيسها، وذلك حين تجد لها قِرَّة أو تكسيراً.
و" الوِرْدُ " يوم الحمى، و " الغِبُّ " أن تأخذه يوماً وتدعه يوماً، و " الرِّبْعُ " أن تدعه يومين وتأخذه اليوم الثالث.
و" المُومُ " البِرْسام.
و" العُذْرَة " وجع الحلق، وأكثر ما يعتري الصبيان فيُعلق عنهم، و " الأُعلاق " و " الدَّغْرُ " شيء واحد وهو أن تُرفع اللَّهاة، ونهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك، وأمر بالقُسْط البحريِّ. وقال جرير:
غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ يا فَرَزْدقُ كَيْنَهَا ... غَمْزَ الطَّبيبِ نَغَانِغَ المَعْذُورِ
قال الأصمعي: " الشُّغَاف " داء يسيل من الصَّدر، يقال: إنه إذا
(1/141)
________________________________________
التقى هو والطِّحال مات صاحبه، قال النابغة:
وقدْ حالَ هَمٌّ دونَ ذلكَ داخِل ... وُلوجَ الشُّغَافِ تَبْتَغيهِ الأصَابعُ
يعني أصابع الأطباء تلتمسه، تنظُر هل نزل أم لم ينزل.
و" الكُبَاد " وجع الكبد، قال النبي صلى الله عليه وسلم " الكُبَاد من العَبُّ " والعبُّ: شدَّة جرع الماء كما تجرع الدوابُّ.
و" الصُّفَار " و " الصَّفَر " هما اجتماع الماء في البطن، يعالج بقطع الغائط، وهو عرق في الصُّلب، قال العجاج:
قَضْبَ الطَّبيبِ نَائِطَ المصفورِ
وقد يعالج بالكيِّ واللَّدود وغير ذلك، قال ابن أحمر وكان سقي بطنه:
شربتُ الشُّكَاعى والْتَدَدْتُ ألِدَّةً ... وأقبلتُ أفواهَ العروقِ المَكَاوِيا
و" الذَّرَب " فساد المعدة، يقال: ذَرِبَت معدته تَذْرَبُ ذَرَباً، قال
(1/142)
________________________________________
النبي صلى الله عليه وسلم: " في ألبان الإبل وأبوالها شِفاء للذَّرَب ".
و" العِلّوْصُ " اللَّوى.
و" الرَّثْية " وجع المفاصل.
و" الهَلْس " و " الهُلاسُ " السّلُّ.
و" السَّنَق " كالتُّخمة.
و" العائر " الرَّمد.
و" اللبِنَ " الذي يشتكي عنقه من الوِسَاد أو غيره.
و" غَثيثَة " الجرح: مِدّته، و " الصّديد " الرقيق المختلط بالدم قبل أن تغلُط المدة.
و" العَقَابيل " بقايا المرض.
والداء الذي لا يُبرأ منه يقال له: " نَاجِسٌ " و " نَجِيسٌ.
" الشِّجَاج ": أول الشجاج " الحارصة " وهي التي تقشر الجلد قليلاً، ثم " البَاضِعة " وهي التي تشق اللحم شقاً خفيفاً، ثم " المتلاحمة " وهي التي أخذت في اللحم، ثم " السِّمْحَاق " وهي التي بينها وبين العظم قشرة رقيقة، ثم " المُوضِحة " وهي التي توضح العظم، أي: تبدي وضحه، ثم " الهَاشِمَة " وهي التي تهشم العظم، ثم " المنقِّلة " وهي
(1/143)
________________________________________
التي تخرج منها العظام، ثم " الآمّة " وهي التي تبلغ أم الرأس، وهي جلدة الدماغ.

أبواب الفروق
فروقٌ في خَلْق الإنسان:
ظاهر جلد الإنسان من رأسه وسائر جسده " البَشَرَة " وباطنه " الأَدَمَة "، والعربُ تقول: " فلان مُؤْدَم مُبْشَر " أي: قد جمع لِين الأَدَمَة وخُشُونة البَشَرة.
وشخص الإنسان إذا كان قاعداً أو نائماً " جُثَّة " فإذا كان قائماً فهو " قَامَةٌ " وقد اختلفوا في الجانب " الوَحْشي، والإنْسِي " قال الأصمعي: الوحشي: الذي يركب منه الراكب ويحتلب منه الحالب، وإنما قالوا فجال على وحشيه إلخ، وفانصاع جانبه الوحشي إلخ؛ لأنه لا يُؤتى في الركوب والحَلَب والمعالجة
(1/144)
________________________________________
إلا منه، فإنما خوفه منه. والإنسي: الجانب الآخر.
وقال أبو زيد: الإنسيُّ الأيسر، وهو الجنب الذي يركب منه الراكب، والوحشيُّ الأيمن. وقال أبو عبيدة: الوحشيُّ الأيسر من الناس والدواب، والأيمن الإنسيُّ، ويقال الأنسيُّ. وقال الأصمعي: كل اثنين من الإنسان - مثل الساعدين والزَّندين وناحيتي القدم - فما أقبل على الإنسان منهما فهو إنسيٌّ، وما أدبر عنه فهو وحشي.
و" الوَفْرَة " الشَّعرة إلى شحمة الأذن؛ فإذا ألمت بالمنكب فهي " لِمَّة "، والأنزع الذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته، فإذا ازداد قليلاً فهو " أجْلَح " فإذا بلغ النصف أو نحوه فهو " أجْلَى " ثم هو " أجْلَه ". و " الأفْرَع " التام الشعر الذي لم يذهب منه شيء، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفْرَع، وإذا سال الشعر من الرأس حتى يغطي الجبهة والوجه فذلك " الغَمَم " يقال " رجل أغَمُّ الوجه "
(1/145)
________________________________________
وكذلك إن سال في القفا يقال " أغمُّ القَفَا " وذلك مما يذم به، قال الشاعر - وهو هُدبة بن الخشرم العُذري -:
فلا تنكِحِي إنْ فرَّقَ الدَّهرُ بينَنَا ... أغَمَّ القَفَا والوجه ليسَ بأنْزَعَا
ويقال رجل " مَلْهُوز " إذا بدا الشيب في رأسه، ثم هو أشمط إذا اختلط السواد والبياض، ثم هو " أشْيَب ".
و" القَرَن " في الحاجبين: أن يطولا حتى يلتقي طرفاهما، و " البَلَجُ " أن يتقطعا حتى يكون ما بينهما نقياً من الشعر، والعرب تستحبه وتكره القَرَن، و " الزَّجَجُ " طول الحاجبين ودقتهما وسبُوغهما إلى مؤخر العينين.
و" المُقْلَة " شحمة العين التي تجمع السواد والبياض، والسواد الأعظم هو " الحَدَقَة "، والأصغر هو " النَّاظر " وفيه إنسان العين، وإنما الناظر كالمرآة إذا استقبلتها رأيت شخصك فيها، والذي تراه في الناظر هو شخصك، و " المَأْقُ " و " المُؤْق " واحد، وهو طرفها الذي يلي الأنف، و " اللَّحَاظ " مؤخرها الذي يلي الصُّدغ، قال أبو عبيدة: " ذِنَابة " العين مؤخرها، و " الخَوَصُ " صغر العين وغُئُورها، فإن كان في مؤخرها
(1/146)
________________________________________
ضيقٌ فهو " حَوَص " وبه سمي الأحوص، و " النَّجَل " سعتها وعظم مقلتها، و " الخَزَر " أن يكون الإنسان كأنه ينظر بمؤخرها و " الشَّوَس " أن ينظر بإحدى عينيه ويميل وجهه في شق العين التي ينظر بها.
و" الشَّمَمُ " في الأنف: ارتفاع القصبة واستواء أعلاها وإشرافٌ في الأرنبة، و " الفَنَا " طول الأنف ودقة أرنبته وحَدَبٌ في وسطه.
و" عَذَبَةُ اللسان " طرفه، و " عَكَدَته " أصله، والصردان العرقان اللذان يستبطنانه.
و" الشَّدَق " سعة الشدقين.
و" الجَيَد " طول العنق، و " التَّلَع " إشرافه، و " الهَنَعُ " تطامنه، و " الصَّعَرُ " ميله، و " الغَلَب " غلظه، و " البَتَع " شدَّته.
" الأخْدَعان " عرقان في موضع المَحْجَمتين، وربما وقعت الشَّرْطة على أحدهما فينزف صاحبه، و " الوَدَجان " العرقان اللذان يقطعهما الذابح، و " الوَرِيدان " عرقان تزعم العرب أنهما من الوَتين، و " الصَّلِيفان " ناحيتا العنق عن يمين وشمال، و " السَّالفتان " ناحيتا مقدم العنق عن يمين وشمال من لدن مُعلَّق القُرط.
و" الزُّجّ " طرف المرفق والباطن من المرفق يقال له " المأْبِض " وهو باطن الركبة أيضاً، و " الأسَلَة " مستدقُّ الذراع،
(1/147)
________________________________________
و " العَظَمة " وسط الذراع الغليظ منها و " الرُّسْغ " منتهى الكف عند المفصل، و " النَّواشر " عروف ظاهر الكف، وهو مغرز الأصابع، و " الرَّواجب " بطون السُّلاميات وظهورها، " والبَرَاجِم " رؤوس السُّلاميات من ظهر الكف، إذا قبض القابض كفه نشرت وارتفعت، و " الزَّنْدان " ما انحشر عنه اللحم من الذراع، ورأس الزند الذي يلي الخنصر هو " الكُرْسوع " ورأس الزند الذي يلي الإبهام هو " الكُوع ". والألية اللحمة التي في أصل الإبهام، و " الضَّرّة " اللحمة التي تقابلها.
و" النَّحْر " موضع القلادة، و " اللَّبة " موضع المنحر، و " الثُّغرة " الهزمه بين الترقوتين.
و" البَرْك " وسط الصدر، و " الكَلْكَلُ " معظم الصدر.
و" الأعْفَاج " من الناس ومن الحافر كله ومن السباع كلها والبهائم: الأمعاء، وإليها يصير الطعام بعد المعدة، واحدها " عَفَج "، و " المَصَارين " لذوات الخف والظِّلف مثلها، وهي التي تؤدي إليها الكرش ما دبغته، و " القَوَانص " للطير مثلها، وهي التي تؤدي إليها الحَوْصَلة، و " الحَوْصَلة " بمنزلة المعدة.
(1/148)
________________________________________
و " السُّرَّة " في البطن: ما بقي بعد القطع، و " السِّرَر " ما تقطعه القابلة.
و" الأهْيَف " من البطون: الضامر، و " الأثْجَل " المسترخي.
و" الإحليل " مخرج البول، و " الحُوق " حرف الكَمَرة وهو إطارها، و " الوَتَرَة " العرق الذي في باطن الكمرة.
و" العُصْعُص " عَجْب الذَّنَب، يقال: هو أول ما يُخلق، وآخر ما يَبلي.
و" عَيْر القَدَم " الشاخص في وجهها. و " أخْمَصُها " ما دخل من باطنها فلم يصب الأرض، فإن لم يكن فيها خَمَص فهي " رَحَّاء " يقال: " رجلٌ أرَحُّ ".
و" الثُّنَّةُ " ما بين السرة والعانة، وهي " مَرَاقُّ البطن " بالتشديد.

فروق في الأسنان:
قال أبو زيد: للإنسان أربع ثنايا، وأربع رباعيات الواحدة رباعية، مخففة، وأربعة أنياب، وأربع ضواحك، واثنتا عشرة رحىً: ثلاث في
(1/149)
________________________________________
كل شق، وأربعة نواجذ وهي أقصاها. وقال الأصمعي مثل ذلك كله، إلا أنه جعل الأرحاء ثمانياً: أربعاً من فوق، وأربعاً من أسفل.
و" النَّاجذ " ضرس الحلم، يقال: " رجلٌ مُنَجَّذٌ " إذا أحكم الأمور، وذلك مأخوذ من الناجذ، و " النواجذ " للإنسان والفرس، وهي " الأنياب " من الخف، و " السَّوَالغ " من الظِّلف. قال أبو زيد: لكل ذي ظلف وخُف ثنيَّتان من أسفل فقط، وللحافر والسباع كلها أربع ثنايا، وللحافر بعد الثنايا أربع رباعيات وأربعة قوارح، وأربعة أنيابٍ، وثمانية أضراس، قالوا: وكل ذي حافر يَقْرَح، وكل ذي خف يَبْزَل، وكل ذي ظِلف يَصْلَغ ويَسْلَغ.
و" الفرس " وكل ذي حافر أول سنة " حَوْليّ " والجميع حَوَاليّ، ثم جَذَعٌ وجذاع، ثم ثَنِيٌّ وثُنْيان، ثم رِباع - بالكسر - وجمعه رُبْعان، ثم قارِح وقُرَّحٌ، والأنثى جَذَعة وجَذَعَات، وثَنيَّة وثنيات، ورَبَاعية - مخففة - ورباعيات، وقارح وقَوَارح.
ويقال: أجْذَع المهر، وأثْنَى، وأرْبَعَ، وقَرَح، هذا وحده بغير ألف.
و" البعير " أول سنة " حُوَار " ثم " ابن مَخَاض " في الثانية، لأن أمه فيها من المخاض، وهي الحوامل، فنسب إليها، وواحدة المخاض
(1/150)
________________________________________
" خَلِفَةٌ " من غير لفظها، ثم " ابن لَبون " في الثالثة؛ لأن أمه فيها ذات لبن، ثمَّ " حِقٌّ " في الرابعة، يقال: سمي بذلك لاستحقاقه أن يُحمل عليه، ثمَّ " جَذَع " في السنة الخامسة، ثمَّ يلقى ثنيَّته في السادسة فهي " ثَنيٌّ " ثم يلقي رَبَاعيته في السابعة فهو " رَبَاع " ثم يلقي السن التي بعد الرباعية فهو " سَدِيس " و " سَدَس " وذلك في الثامنة. ثم يفطُر نابه في التاسعة فهو " بازلٌ "، فإذا أتى عليه عام بعد البُزُول فهو " مُخْلِف " وليس له اسمٌ بعد الإخلاف، ولكن يقال: مُخْلِفُ عامٍ، ومخلف عامين، فما زاد، ثم لا يزال كذلك حتى يكون " عَوْدا " إذا هرم.
قال أبو زيد: المؤنث في جميع هذه الأسنان بالهاء، إلا السَّديس والسَّدَس والبازل، فإن ذلك بغير هاء.
قال الكسائي: الناقة مُخلف أيضاً بغير هاء.
قال أبو زيد: الناقة لا تكون مخلفاً، ولكن إذا أتى عليها حول بعد البزول فهي بزل، إلى أن تُنَبِّب فتُدعى عند ذلك نَاباً.
وولد الضأن أو سنةٍ " حَمَلٌ " ثم يكون " جذَعاً " في الثانية ثم " ثَنيَّا "، ثم " رَبَاعيا "، ثم " سَديسا "، ثم " صالِغا "
(1/151)
________________________________________
و " سَالِغا " في السادسة، وليس له بعد ذلك اسم.
وولد المعز أول سنة " جَدْيٌ " ثم تنقُّله في الأسنان مثل تنقل الحَمَل.
وولد البقرة أول سنة " تَبيعٌ " ثم تنقُّله في الأسنان مثل تنقل ولد الضأن وولد المعز كذلك.
وولد الظبية أول سنة " طَلاً " و " خِشْفٌ " ثم هو في السنة الثانية " جَذَعٌ " ثم هو في الثالثة " ثَنِيٌّ "، ثم لا يزال ثنياً حتى يموت، قال الشاعر يصف إبلاً أخذت في دية:
فجاءتْ كسنِّ الظَّبيِ لمْ أرَ مثلَهَا ... سَنَاءَ قَتيلٍ أوْ حَلُوبَةَ جائِعِ
أي: هي ثُنْيانٌ.
وولد الضَّبِّ " حِسْلٌ " ولا تسقط له سنٌّ، ولذلك يقال في
(1/152)
________________________________________
المثل " لاآتيك سنَّ الحِسْلِ " أي: لا آتيك أبداً.
ويقال: أفرَّت الإبل إفراراً، للأثْنَاء، إذا ذهبت رواضعها وطَلَع غيرها.
قال أبو عبيدة: أحْفَرَ المهرُ، للأثناء والأرباع والقُرُوح.
وقال أبو زياد الكلابي: إذا سقطت رواضع الصبي، قيل: " ثُغِرَ فهو مَثْغُورٌ " فإذا نبتت أسنانه قيل: " أثْغَرَ واثّغَرَ واتَّغَرَ.
ويقال: " فمٌ مُقْنَعٌ " إذا كانت أسنانه معطوفة إلى داخل، فإن كانت مُنصبَّةً إلى قدَّام قيل " أدْفَقُ " وهو في الإبل عيب.

فروق في الأفواه:
" المِشْفَر " للخفِّ، و " المَرَمَّة " و " المَقَمَّة " للظِّلف، و " الجَحْفَلَة " للحافر و " الخَرَاطيم " للسِّباع؛ قال أبو زيد: منقار الطائر ومِنْسره واحد، وهو الذي ينسُرُ به نسراً.

فروق في ريش الجناح:
قالوا: جَنَاح الطَّائر عشرون ريشة: أربع قَوَادِم، وأربعٌ مَنَاكب،
(1/153)
________________________________________
وأربع أبَاهِر، وأربع خَوَافٍ، وأربع كُلَى، وجناحُ الطائر: يَدُه.

فروق في الأطفال:
ولد كل سبع " جَرْوٌ "، وولد كل ذي ريش " فَرْخٌ "، وولد كل وحشية " طِفْلٌ " هذا جملة هذا الباب.
ثم ولد الفرس " مُهْرٌ " و " فَلُوٌّ ".
وولد الحمار " جَحش " و " عِفْو " و " تَوْلَبٌ " وكذلك البغل الصغير.
وولدالبقرة " عِجلٌ " و " عِجَّوْلٌ " والأنثى " عِجْلةٌ ".
وولد الضائنة حين تضعه أمه ذكراً كان أو أنثى " سَخْلة " وجمعه سِخال وبَهْمة وبهم، فإذا بلغ أربعة أشهر وفُصل عن أمه فهو " حَمَلٌ " و " خَرُوفٌ " والأنثى " خَرُوفة " و " رِخْل ".
وولد الماعزة حين تضعه أمه ذكراً كان أو أنثى " سَخْلةٌ " و " بَهْمة " فإذا بلغ أربعة أشهر وفُصل عن أمه فهو " جَفْرٌ " والأنثى " جَفْرة " و " عَرِيض " و " عَتُود " إذا رعى وقوي، وجمعه عِرْضان وعِدَّان وأعتِدةٌ، وهو في كل ذلك " جديٌ " والأنثى " عَنَاقٌ ".
وولد الناقة في أول النتاج " رُبَع "، والأنثى " رُبَعَة "، والجميع " رِبَاع "، وفي آخر النتاج " هُبَع "، والأنثى " هُبَعَة " ولا يجمع هُبَع هِبَاعاً، وهو في ذلك كله " حُوَار ".
(1/154)
________________________________________
وولد الأسد " شِبْلٌ ".
وولد الأروية " غُفْرٌ ".
وولد الضبع " الفُرْعُل "، فإن كان من الذئب فهو " سِمْعٌ ".
وولد الدب " دَيْسَم ".
وولد الثعلب " هِجْرِس ".
وولد الفيل " دَغْفَلٌ ".
وولد الظبية " خِشْفٌ " و " طَلاً ".
وولد الخنزير " خِنَّوْص ".
وولد الأرنب " خِرْنِق ".
وولد الضب " حِسْل ".
وولد اليربوع والفأرة " دِرْص "، وولد الكلب والذئبة والهرة والجرذ " دِرْصٌ " أيضاً.
و" الرِّئال " فراخ النعام، واحدها رَأْلٌ، و " حَفَّانُها " صغارها، سميت بذلك لحفيف الطَّيران.
والفراخ من الحمام يقال لها " الجَوَازِل ".
و" النَّهَار " فرخ القطاة؛ ويقال " اللَّيل " فرخ الكَرَوَان.
وقالوا للذكر من أولاد الضأن إذا هو كبر: " كَبْش " والأنثى " نَعْجَة "؛ والذكر من أولاد المعز إذا كبر " تَيْسٌ " والأنثى
(1/155)
________________________________________
" عَنْزَة ".

فروق في السفاد:
يقال: " أَدْلى " الفرس ليضرب، و " وَدَى " ليبول.
وكل ذكر " يَمذي " وكل أنثى " تَقْذي ".
يقال " أَمْنى " الرجل، و " مَنَى " وأمنى أجود، والاسم المَنِيُّ مشدد.
و" المَذْي " و " الوَدْي " مخففان، فالمنيُّ: ما يخرج عن الجماع من الماء الدافق وقال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (والمَذْي: ما يخرج من الذكر عند الملاعبة والتقيبل، والوَدْي: ما يخرج بعد البول، ويقال: " مَذَى " و " أَمْذَى " ومَذَى أكثر، و " وَدَى " ولا يقال " أَوْدَى ".
(1/156)
________________________________________
ويقال للشاة إذا أرادت الفحل " حَنَتْ " فهي " حَانية " و " اسْتَحْرَمَت " أيضاً، و " الاسْتِحْرام " لكل ذات ظلفٍ.
ويقال للبقرة " اسْتَقْرَعَت "، وللكلبة " صَرَفَت "، و " اسْتَجْعَلَت "، وكذلك كل ذات مخلب.
ويقال لكل ذات حافر " اسْتَوْدَقت "، و " وَدَقَت "، ويقال للناقة " اسْتَضْبَعَت " و " ضَبِعَت ".
ويقال: " جَفَرَ " الفحل عن الإبل، و " عَدَل " إذا ترك الضراب، و " رَبَضَ " الكبش عن الغنم، ولا يقال " جَفَرَ ".
قال الأصمعي وأبو زيد: يقال للسباع كلها " سَفِدَ يَسْفَدُ سِفاداً "، وكذلك التَّيس والثَّور وكل طائر.
ويقال أيضاً: " قَرَعَ الثَّورُ "، و " كَامَ الفرسُ " و " طَرَقَ الفحل " و " بَاكَ الحمارُ يَبُوك بَوْكاً "، و " قَمَطَ الطَّائر " و " قَفَطَ ". وقال أبو زيد القَفْط لذوات الظِّلف.
(1/157)
________________________________________
ويقال في السِّباع كلها وفي الظِّلف وفي الحافر " نَزَا يَنْزُو نَزْواً ونُزَاءَ ".
و" العَسْب " ماء الفحل، ويقال: إنه " اليَرُون " وهو سَمٌّ و " الزَّأْجَل " ماء الظليم، و " رُوبَة الفرس " طرقُه في جَمَامه.
و" عَقِدَ " الكلب للكلبة، ويقال: " تَعَاظَلَت " الكلاب والعَظَاء والحَيَّات.

فروق في الحمل:
كل ذات حفر " نَتُوج " و " عَقُوق "، والناقة " خَلِفة "، والجميع " مَخَاض " وكل سَبُعة " مُلْمِع "، وذلك إذا أشرفت ضروعها للحمل واسودَّت حَلَماتها، وذوات الحافر أيضاً كذلك؛ وكل مَقْرِب من الحوامل فهو " مُجِحٌّ "، قال أبو زيد: أصل الأجحاح للسِّباع فاستعير في الإنسان، وأصل الحبَل للنساء.
(1/158)
________________________________________
فروق في الولادة:
إن خرجت يد الجنين من الرَّحم قبلُ فهو " الوَجِيه "، وإن خرج شيء من خلقه قبل يديه فهو " اليَتْن "، وإن ألقت الناقة ولدها لغير تمام فقد " خَدَجَت "، وإن ألقته لتمام العدة وهو ناقص الخلقة فقد " أَخْدَجَت " بالألف، فهي " مُخْدِج " والولد " مُخْدَج ".
وأول ولد الرجل " بِكْرُهُ " والذكر والأنثى فيه سواء، و " عِجْزَة أَبَويه " آخر ولدهما، والذكر والأنثى فيه سواء.
ويقال " أصَافَ الرَّجل " إذا وُلد له على الكبر، وولده " صَيْفِيّون "، و " أرْبَعَ " إذا وُلد له في الشبيبة، وولده " رِبْعِيُّون ".
و" البِكْر " التي قد ولدت واحداً، و " الثِّنْي " التي ولدت اثنين.
وإذا وضعت الأنثى واحداً فهي " مُفْرِد " و " مُوحِد " فإذا وضعت اثنين فهي " مُتْئِمٌ ".
(1/159)
________________________________________
فروق في الأصوات:
" أزْمَل " كل شيء: صوته، و " الجَرْس " صوت حركة الإنسان، و " الرِّكْز " الصوت الخفي، ونحو ذلك " الهَمْس ". و " الخَرير " صوت الماء، و " الغَرْغَرَة " صوت القدر، وكذلك " الهِزَّة "، و " الوَسْوَاس " صوت الحَلْي، و " الشَّخير " من الفم، و " النَّخير " من المَنْخِرين، و " الكَرِير " من الصدر، وقال الأعشى:
فنفسِي فداؤُكَ يومَ النِّزالِ ... إذا كانَ دعوَى الرِّجالِ الكَرِيرَا
وهو صوت المُختنق، وقال أبو زيد: الكرير: الحَشْرَجة عند الموت.
ويقال " هَجْهَجْتُ " بالسَّبع إذا صحت به وزجرته، ولا يقال ذلك لغير السبع، و " شَايَعْتُ بالإبل "، و " نَعَقْتُ بالغنم "، و " أَشْلَيْتُ الكلبَ " دعوته، و " دَجْدَجْتُ بالدَّجاجة "، و " سَأْسَأْتُ بالحمار "، و " جَأْجَأْتُ بالإبل " دعوتها للشرب، و " هَأْهَأْتُ بها " للعلف.
ويقال للفرس " يَصْهِل " و " يُحَمْحِمُ " إذا طلب العَلَفَ، و " الخَضيعة " و " الوَقيب " صوت بطنه. قال أبو زيد وأبو عبيدة:
(1/160)
________________________________________
وهو تقلقل الجُرْدان في القُنْب.
والبغل " يشحَجُ "، والحمار " يسْحِلُ " و " ينهَقُ "، والجمل " يَرْغُو " و " يَهْدِرُ "، والناقة " تَئِطِّ " و " تَحِنِّ "، والثَّور " يَخُورُ " و " يَجْأَرُ "، و " اليُعَار " للمعز، و " الثُّؤَاج " للضأن، والتَّيس " يَنِبُّ " و " يَهِبُّ " إذا أراد السِّفاد، والأسد " يزئِرُ " و " يَنْهِت " و " يَنْئِم " و " الزَّمْجَرَةُ " صوت صدره، والذِّئب " يَعْوي " و " يَتَضَوَّر " إذا جاع، والثَّعلب " يَضْبَح "، والكلب " يَنْبَح " و " يَهِرّ "، والسَّنور " تَهِرّ " و " تَمْأُو " و " تَأْمُو "، والأفعى " تَفِحُّ بفِيها " و " تَكِشُّ بجلدها " قال الشاعر:
كأنَّ صوتَ شَخْبِها المُرْفَضِّ ... كَشِيش " أفعَى أجْمَعَتْ لعَضِّ
فهيَ تحكُّ بعضَهَا بَبَعْضِ
والحية " تُنَضْنِضُ " ويقال: النَّضْنضة تحريك لسانها، وابن آوى " يَعْوي " والغراب " يَنْغِقُ " - بالغين معجمة - و " يَنْعب "، والديك " يزقُو " و " يَسْقَع "، والدجاجة " تَنِقّ " و " تُنْقِضُ " إذا أرادت البيض، والنَّسر " يَصْفِرُ "، والحمام " يَهْدِر " و " يَهْدِل "، والمُكَّاء " يَزْقو "
(1/161)
________________________________________
و " يُغَرِّد "، والقرد " يَضْحك، والنَّعام " يُعَارّ عِرَارا "، ويقال ذلك في الظليم، والأنثى " تَزْمِرُ زِمَاراً "، والخنزير " يَقْبَعُ " و " يُخَنْخِنُ خَنْخَنَةً "، والظبي " يَنْزِب نَزِيباً "، والأرنب " تَضْغَبُ ضَغِيباً "، والعقرب " تَنِقِّ " و " تَصْئِي "، ويقال: صأَى الفرخ والخنزير والفيل والفأرة واليربوع يَصْئِي صَئِيّاً؛ والضفادع " تَنِقُّ " و " تُنْقِضُ "، وكذلك الفَرَاريج، والجن " تَعْزِف "، والبلبل " يُعَنْدِل "، والبطَّة " تَطِنِّ "، والطاؤوس " يَصْرُخ "، والصَّدى " يَنْئِمُ ".

باب معرفة في الطعام والشراب
طعام العرس " الوليمة "، وطعام البناء " الوَكِيرة "، وطعام الولادة " الخُرْس " وما تطعمه النُّفساء نفسها " خُرْسَة "، وطعام الختان " إعْذار "، وطعام القادم من سفره " نَقيعة "، وكل طعام صنع لدعوة " مأدُبَة، ومأدَبَةٌ " جميعاً، ويقال: " فلانٌ يدعُو النَّقَرَى " إذا خصَّ، و " فلان يدعُو الجَفَلَى "، ويقال " الأجْفَلَى " إذا عمَّ.
قال طرفة:
(1/162)
________________________________________
نحنُ في المَشْتاةِ ندعُو الجَفَلَى ... لا تَرَى الآدِبَ فينَا يَنْتَقِرْ
ويقال للداخل على القوم وهم يَطعمون ولم يُدع " الوارِشُ "، وللدَّاخل على القوم وهم يشربون ولم يُدع " الواغِل "، واسم ذلك الشَّراب " الوَغْلُ ".
و" الضَّيْفَنُ " الذي يجيء مع الضيف ولم يُدع.
و" الأرشَمُ " هو الذي يتشمَّم الطعام ويحرص عليه، قال البعيث:
فجاءَتْ بِيَتْنِ للضِّيَافَةِ أرْشَمَا
و" البَشَم " في الطعام، و " البَغَر " في الماء؛ وعُيِّر رجل من قريش فيل له: مات أبوك بَشَماً، وماتتْ أمُّكَ بَغَراً.
ويقال " صلَّ " اللحم، و " أصَلَّ " إذا تغيَّر وهو نيءٌ، و " خمَّ " و " أخَمَّ " إذا تغيَّر وهو شِواءٌ أو طَبيخٌ.
(1/163)
________________________________________
و " سَنِخَ الدُّهن "، و " نَمِس " و " زَنِخَ ".
و" النَّقَاةُ " ما يُلقى من الطعام، وهو مثل " نُقَايَته "، و " النُّقَاوَة " خيارُه.
و" الجُود " الجوع، و " الجُؤَاد " العطش.
و" قَرِمْتُ إلى اللَّحم " و " عِمْتُ إلى اللَّبن " قَرَماً وَعَيْمَةً و " ظَمِئْتُ إلى الماء ".
ويقال يدي من اللحم " غَمِرَةٌ " و " زَهِمَةٌ "، و " الزَّهَمُ " الشَّحم، ومن الزُّبد واللَّبن " وَضِرَةٌ " قال أبو الهندي واسمه عبد المؤمن بن عبد القدوس ابن شبثٍ بن رِبْعي الرّياحيّ:
سَيُغْنِي أبا الهِندِيّ عن وَطْبِ سالِمِ ... أبارِيقُ لمْ يعلَقْ بِها وَضَرُ الزُّبْدِ
ومن السَّمك " سَهِكَةٌ "
(1/164)
________________________________________
ومن العسل " شَتِرَةٌ " ومن البيض والجبن " زَهِمَةٌ " ومن البول " وَحِرَة " ومن الغائط " قَذِرَة " ومن الماء " بَلِلَةٌ " ومن الطين " لَثِقَة " ومن الطيب " رَدِعَة " و " عَبِقَة " ومن الزيت " قَنِمَةٌ "، ومن الحديد " سَهِكَةٌ ".

معرفة في الشراب:
الماء " الفُرات " العذب، و " الأجاج " المِلح، ويقال: ماءٌ مِلْحٌ، ولا يقال مالحٌ، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif هذا عذبٌ فراتٌ سائغٌ شَرَابُهُ، وهذا مِلْحٌ أُجَاجُ (، و " الشَّريب " الماء الذي فيه عذوبة، وهو يشرب على ما فيه، و " الشَّرُوب " دونه في العذوبة، وليس يشرب إلا عند الضرورة، والماء " النَّمِير " النَّامي في الجسد، وإن كان غير عذبٍ.
و" القَهْوَة " الخمر، سمِّيت بذلك لأنها تُقْهي، أي: تذهب بشهوة الطعام، قال الكسائي: يقال قد أقْهَى الرَّجلُ، إذا قلَّ طُعمُهُ.
وتسمَّى " الشَّمُول " لأنها تشتمل على عقل صاحبها.
و" العُقار " لأنها عاقرت الدَّنَّ، أي: لزمته، ويقال: بل أخذ من عقر الحوض، وهو مقام الشَّاربة.
و" الخَنْدَريس " لقِدَمها، ومنه " حِنْطَةٌ خَنْدَريسٌ "، قال الأصمعي: وأحسبه بالرُّوميَّة؛ وكذلك
(1/165)
________________________________________
" الإسْفِنْط " و " النَّبيذ " لأنه نُبذ أي: تُرك حتى أدرك.
و" البِتْعُ " نبيذ العسل وحده، وهو يُتَّخذ بمصر، و " الجِعَة " نبيذ الشعير، و " المِزْرُ " و " السُّكْرُكَة " من الذُّرة، وهو شراب الحبشة.
و" الطِّلاء " الخمر، ومنهم من يجعله ما طُبخ بالنار حتى ذهب ثُلُثاه وبقي ثلثه، شُبِّه بطلاء الإبل، وهو القَطِران، في ثخنه وسواده، والعلماء بلغة العرب يجعلون الطِّلاء الخمر بعينها، ويحتجون بقول عبيدٍ:
هيَ الخمرُ تُكْنَى الطِّلاءَ ... كمَا الذِّئبُ يُكنَى أبَا جَعْدَةٍ
و" المَقَدِيُّ " شراب كانت الخلفاء من بني أمية تشربه بالشام.
و" المُزَّاء " شراب يقال: إنه إنما سمي بذلك لقولهم: " هذا الشراب أمَزّ من ذا " أي: أفضل، و " لهذا الشراب مَزٌّ على هذا " أي: فضلٌ، ومنها قيل للخمرة " مُزَّةً " و " مَزَّةً " لا يريدون الحموضة؛ لأن
(1/166)
________________________________________
الحموضة عيب فيها، ويقال للحامضة " خُمْطَةٌ "، ويقال: إنَّما قيل لها " مُزَّةٌ " للذعها اللسان، ويقال: الخَمْطة التي أخذت شيئاً من الرِّيح، قال الهذلي:
عُقارٌ كماءِ النِّيءِ ليستْ بِخَمْطَةٍ ... ولا خِلَّةٍ يكوي الشَّرُوبَ شِهَابُهَا
و" الكَسِيس " السَّكَرُ، قال الشاعر:
فإن تُسقَ من أعنابِ وَجٍّ فأِنَّنا ... لنا العينُ تَجرِي منْ كَسِيسٍ ومن خمرِ
و" المُصَفَّق " الممزوج، وكذلك " المُشَعْشَع " و " المُعْرَق ".
و" النَّياطِل " مكاييل الخمر، واحدها ناطِل.
و" القَمُّحَان " شبيهٌ بالذَّرِيرة يعلو الخمر، ويقال: هو الزَّبد، قال النابغة:
إذا فُضَّتْ خواتمُهُ علاهُ ... يَبِيسُ القَمُّحانِ من المُدامِ
(1/167)
________________________________________
ومن ألوانها " الصَّهباء " و " الكُمَيْت " و " الصَّفراء " و " المُزَعْفَرة " و " البيضاء " و " الحمراء ".
و" حُمَيَّاها " شدة أخذها بالمفاصل مع حِدَّةٍ.
و" الوَرْسِيَّة " و " الذَّهبيَّة " و " الرَّنَقِيَّة ".
ومن أسمائها " المَزَامِير ".

معرفة في اللبن:
" الصَّريف " الحار منه حين يُحلب، فإذا سكنت رغوته فهو " الصَّريح " و " المَحْض " الخالص الذي لم يخالطه الماء، حلواً كان أو حامضاً، فإذا أخذ شيئاً من التغير فهو " خامِطٌ " فإذا حذى اللسان فهو " قارِصٌ " فإذا خثر فهو " رَائِب " فإذا اشتدت حموضته فهو " حَازِرٌ ".
و" المَذِيق " المخلوط بالماء، ومنه يقال: " فلانٌ يَمْذُقُ الودّ " إذا لم يُخلصه و " الدُّوَاية " ما رَكِبَ اللبن كأنه جلد.
(1/168)
________________________________________
معرفة الطعام:
" السُّلْفَة " ما يتعجله الرَّجل من الطعام قبل الغذاء، وهو " اللُّهْنة ".
ويقال " فلان يأكُلُ الوجْبَة " إذا كان يأكل في اليوم مرةً واحدةً.
و" التَّمطُّق " بالشفتين: ضم إحداهما مع الأخرى مع صوتٍ يكون بينهما، و " التَّلمُّظ " تحريك الشفتين بعد الأكل، كأنه يتتبع بذلك شيئاً من الطعام بين أسنانه.
وتعرف العرب من أطبخة أهل الحضر وصنيعهم: " المَضِيرة " سميت بذلك لأنها طبخت باللبن الماضر، وهو الحامض، وتعرف " الهَرِيِسة " سميت بذلك لأنها تُهرس، أي: تُدقُّ، وتعرف " العَصِيدة " سميت بذلك لأنها تُعصد، أي: تُلوى، ومنه قيل للاَوِي عُنُقه " عَاصد " وكذلك " اللَّفِيتة " سميت بذلك لأنها تُلفت، أي: تُلوى.
والعرب تسمي الفالوذ " صِرطْرَاطاً " سميت بذلك للاستِرَاط، وهو الابتلاع، ومنه يقال في المثل " لا تكُن حُلواً فتُسْترط ولا مُرّاً فتُعْقِيَ " يقال " أعْقَى الشيءُ " إذا اشتدت مرارته.
(1/169)
________________________________________
فروق في قوائم الحيوان:
قال أبو زيد: في " فِرْسِن " البعير " السُّلامَى " وهي عظام الفِرْسِن، ثم " قَصَبُها "، ثم الرّسْغ "، ثم " الوَظيف "، ثم فوق الوظيف من يد البعير " الذراع "، ثم فوق الذراع " العَضُد "، ثم فوق العضد " الكَتِف " هذا في كل يد؛ وفي كل رجل بعد الفرسن " الرّسْغ "، ثم " الوظيف "، ثم " الساق "، ثم " الفَخِذ "، ثم " الوَرِك ".
ويقال لموضع الفرسن من الفرس والبغل والحمار " الحَافِر "، ثم " الرُّسغ "، ثم " الوَظِيف "، ثم " الذِّراع "، ثم " العَضُد "، ثم " الكَتِف "، هذا في كل يد؛ وفي كل رِجل " الحَافِر "، ثم " الرُّسْغ "، ثم " الوَظيف " ثم " السَّاق "، ثم " الفخذ "، ثم " الورك ".
وفي الغنم والبقر في اليد " الظِّلْف "، ثم " الرُّسغ "، ثم " الكُراع "، ثم " الذِّراع "، ثم " العَضُد "، ثم " الكَتِف "؛ وفي الرِّجل " الظِّلْف "، ثم " الرسغ "، ثم " الكُراع "، ثم " السَّاق "، ثم " الفخذ "، ثم " الوَرِك ".
قال أبو زيد: السِّباع لها " مَخَاليب " وهي أظافيرُها، يقال: " ظُفْرٌ "، و " أظْفَارٌ "، و " أُظْفُورٌ "، و " أظَافير "، و " البَرَاثن " منها بمنزلة
(1/170)
________________________________________
الأصابع من يد الإنسان ورِجله، واحدها " بُرْثُن " ولكل سبع " كَفَّان " في يديه؛ لأنه يكفُّ بهما على ما أخذ، والصَّقر له " كفان " في رِجليه؛ لأنه يكف على الشيء بهما، و " مِخْلَبُه " و " ظُفْرُه " واحد.

فروق في الضروع:
و" الضَّرْع " لكل ذات ظلف، و " الخِلْف " لكل ذات خف، و " الطُّبْيُ " للسِّباع وذوات الحافر، وجمعه أطْباءٌ، وقد يجعل الضَّرع أيضاً لذوات الخف، و " الخِلْف " لذوات الظلف، و " الثَّدْيُ " للمرأة.

فروق في الرحم والذكر:
" الحَيَاء " لكل ذات ظِلف وخف، ممدود، و " الظَّبْيَة " لكل ذات حافر، و " الثَّفْر " لكل ذات مخلب، و " الرَّحِم " للمرأة.
و" الغُرْمُول " قضيب كل ذي حافر، وغِلافُهُ " القُنْب " و " المِقْلم " قضيب البعير، وغلافه " الثيلُ "؛ فأما التيس فله " القَضِيب ".

فروق في الأرواث:
" نَجْوُ " السبع و " جَعْرُه "، و " رَوْث " الدابة وكل ذي حافر، و " بَعَر " الشاة، و " خِسْيُ "، الثور، وجمعه أخْثاء، و " ذَرْق " الطائر،
(1/171)
________________________________________
و " زَرْقه " و " خَزْقه "، و " ثَلْط " البعير: الرقيق منه، و " البَعَر " اليابس، و " صَوْم " النعامة، و " وَنِيمُ " الذباب قال الشاعر:
لقدْ وَنَمَ الذُّبابُ عليهِ حتَّى ... كأنَّ وَنِيمَهُ نُقَطُ المِدادِ
و" الحَصْرُ " احتباس البطن الحَدَثَ، و " الأُسْر " احتباس البول.

معرفة في الوحوش:
" الأرْآم " الظباء البيض الخوالص البياض، وهي تسكن الرمل، و " الأدْم " ظباء طوال الأعناق والقوائم بيض البطون سمر الظهور وهي أسرع الظباء عدواً، وهي تسكن الجبال، و " العُفْر " ظباء تعلو بياضها حمرةٌ قصار الأعناق، وهي أضعف الظباء عدواً، وهي تسكن القفاف وصلب الأرض.
و" نِعَاج الرَّمْل " هي البقر، واحدتها نَعْجة، ولا يقال لغير البقر من الوحش نعاج.
(1/172)
________________________________________
والشاة الثور من الوحش، قال الأعشى:
وكانَ انْطلاقُ الشَّاةِ منْ حيثُ خَيَّمَا
خيَّم: أقام.

جِحَرَةُ السباع، ومواضع الطير:
يقال لجُحر الضبع " وِجَار "، ولجحر الثعلب والأرنب " مَكاً " مقصور و " مَكْوٌ " و " النَّافِقَاء "، و " الرَّاهِطاء " و " الدَّامَاء "، و " القَاصِعَاء " جحرة اليربوع، إذ أخذ عليه منها واحد خرج من الآخر، و " عَرين " الأسد و " عِرِّيسته " واحدٌ، و " أُفْحُوص " القطاة: مجثِمُها؛ لأنها تفحصه برجليها، و " أُدْحِيّ " النعامة كذلك؛ لأنها تدحوه، وتقديره أُفْعول "، و " عُشُّ " الطائر، و " قُرْمُوصه "، و " وَكْره " واحد، و " الوُكْنَة " موقعه.

فروق في أسماء الجماعات:
يقال لجماعة الظباء والبقر " إجْلٌ " وجمعه آجال، و " رَبْرَبٌ "
(1/173)
________________________________________
و " الصُّوار " جماعة البقر خاصة، ولجماعة الحمير " عَانَةٌ "، ولجماعة النعام " خِيطٌ " و " خَيْطَى "، ولجماعة القطا والظباء والنساء " سِرْب "، ولجماعة الجراد " رِجْل " يقال " مرَّ بنا رِجْلٌ من جراد "، ولجماعة النحل " دَبْرٌ " و " ثَوْل " و " خَشْرَم " ولا واحد لشيء من هذا.
و" الذَّوْد " من الإبل ما بين الثلاثة إلى العشرة، وفوق ذلك " الصِّرْمَة " إلى الأربعين، وفوق ذلك " الهَجْمة " إلى ما زادت؛ وقال أبو عبيد: و " العَكْرة " ما بين الخمسين إلى المائة، وقال الأصمعي: ما بين الخمسين إلى السبعين، و " هُنَيْدةَ المائة من الإبل، ولا تدخل فيها ألف ولا لام، ولا تصرف، قال جرير:
أعْطَوْا هُنَيْدَةَ يحدُوها ثمانيةٌ ... ما في عطائهمُ منٌّ ولا سَرَف
والسرف: الخطأُ ههنا.
ويقال للضأن الكثيرة " ثَلَّة " وللمعزى الكثيرة " حَيْلَة " فإذا اجتمعت الضأن والمعزى فكثرتا قيل لهما ثَلَّة "، و " الثَّلَّة " الصوف، يقال: " كساء جيد الثَّلَّة " ولا يقال للشعر ولا للوبر ثَلَّة، فإذا اجتمع الصوف والوبر والشعر قيل: " عند فلانٍ ثَلَّة كثيرة ".
(1/174)
________________________________________
قال أبو زيد: " الفِزْرُ " من الضأن: ما بين العشر إلى أربعين، و " الصُّبَّة " من المعز مثل ذلك، و " الثُّلَّة " - بضم الثاء - القطعة من الناس، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif ثُلَّةٌ من الأوَّلين وقَليلٌ منَ الآخرين (.
ويقال لجماعة الخيل " رَعيلٌ "، والقطعة منها " رَعْلة " ولجماعة الناس " فِئَامٌ ".
وقالوا: " النَّفَر " و " الرّهْط " ما دون العشرة، و " العُصْبة " من العشرة إلى الأربعين، و " القَبِيل " الجماعة يكونون من الثلاثة فصاعداً من قوم شتى، وجمعه قُبُل، و " القبيلة " بنو أبٍ واحدٍ.
قال ابن الكلبي: " الشَّعْب " أكثر من القبيلة، ثم " القبيلة "، ثم " العِمَارة "، ثم " البَطْنُ "، ثم " الفَخِذ ".
وقال غيره: " الشعب " ثم " القبيلة " ثم " الفصيلة ".
و" أُسرة الرجل " رَهطه الأدنون، و " فَصِيلَته "، و " عِتْرته " كذلك، و " العشيرة " تكون للقبيلة، ولمن دونهم، ولمن قرب إليه من أهل بيته.
و" الرَّكْب " أصحاب الإبل، وهم العشرة، ونحو ذلك،
(1/175)
________________________________________
و " الأُرْكُوب " أكثر منهم، و " الرِّكاب " الإبل.

معرفة في الشاء:
" الجَدُودُ " من الضأن القليلة الدَّرِّ، وهي " المَصُور " من المعزى، وشاة " لَبُون " في غنم لُبْن ولُبُن إذا كان بها لبنٌ، غزيرةً كانت أو بكيئة، وشاة " لَبِنة " إذا كانت كثيرة اللبن، ونعجة " رَغُوث "، وعنز " رَبَّى " وأعنز " رُبَابٌ " وهي التي وضعت حديثاً، و " الجَدَّاء " من الشاء: التي خف ضرعها، فإن يبس أحد خلفيها فهي " شَطُورٌ " فأما الشَّطور من الإبل فالتي يبس خلفان من أخلافها؛ لأن لها أربعة أخلاف، فإن يبس منها ثلاثة فهي " ثلُوث ".
يقال: " جَزَزت النعجة والكبش "، و " حَلَقت العنز والتيس " ولا يقال " جَزَزْتُهما " وهذه " حُلاقَة المعزى " و " جِزَّة الشاة ".
" العَقيقة " صوف الجذَع، و " الجَنِيبة " صوف الثَّنِيّ.

شيات الغنم:
قال أبو زيد في شِيات الضأن: " الرَّقْطاء " التي فيها سواد وبياض،
(1/176)
________________________________________
و " النَّمْراء " مثلها، فإن اسودَّ رأسها فهي " رَأْساء " فإن ابيضَّ رأسها من بين جسدها فهي " رَخْماء " فإن اسودَّت إحدى العينين وابيضَّت الأخرى فهي " خَوْصاء " فإن اسودَّت العنق فهي " دَرْعاء "، فإن ابيضَّت خاصرتاها فهي " خَصْفاء " فإن ابيضَّت شاكلتها فهي " شَكْلاء "، فإن ابيضَّت رجلاها مع الخاصرتين فهي " خَرْجاء "، فإن ابيضَّت إحدى رجليها فهي " رَجلاء "، فإن ابيضَّت أوظفتها فهي " حَجْلاء " و " خَدْماء " فأن ابيضَّ وسطها فهي " جَوْزاء " فإن اسودَّ ظهرها فهي " رَحْلاء " فإن اسودَّ طرف ذنبها فهي " صَبْغاء " فإن اسودَّت أطراف أُذُنيها فهي " مُطَرَّقة "، وهذا إذا كانت هذه المواضع مخالفةً لسائر الجسد من سواد أو بياض.
ومن المعزى " الذَّرْآء " وهي الرَّقْشاء الأذنين وسائِرُها أسود، و " النَّبْطاء " البيضاء الجَنْبِ، و " الغَشْواء " التي غَشِيَ وجهَها كلَّه بياض، و " الوَشْحاء " المُتوشِّحةُ ببياض، و " العَصْماء " البيضاء اليدين، ولذلك قبل للوعول " عُصْمٌ " و " العَقْصاء " التي التوى قرناها على أذنيها من خلفهما، و " القَبْلاء " التي أقبل قرناها على وجهها، و " النّصْباء " المنتصبة القَرْنَيْن، و " الشَّرْقاء " التي انشقَّتْ أذنها طولاً، و " الخَذْماء " التي انشقت أذناها عَرْضاً، و " القَصْواء " المقطوعة طرف الأذن.
(1/177)
________________________________________
قال أبو زيد: " خَصَيْتُ الفَحْلَ خِصاءَ " إذا نَزعت أُنثَييه، فإذا رَضَضْتهما فقد " وَجأْتَهُ " وهو الوِجاء، ومنه قيل في الحديث " الصَّوْم وِجاء " فإذا شددتهما حتى تَنْدُرا فقد " عَصَبْتَهُ عَصْباً ".

معرفة الآلات:
" المُحِلاَّت " القِرْبَةُ والفأسُ والقَداحة والدّلْوُ والشّفْرَة والقِدْر، وإنما قيل لها " مُحِلاّت " لأن الذي تكون معه يَحِلُّ حيث شاء، وإلاَّ فلا بد له من أن ينزل مع الناس.
و" الفَأْس " هي التي لها رأس واحد، و " الحَدَأَة " التي لها رأسان، وجمعها حَدَأَ، و " الصَّافُور " فأس عظيمة لها رأس تُكْسَر بها الحجارة، وهي " المِعْوَل "، و " الكِرْزينُ " فأس عظيمة يقطع بها الشجر، و " العَلاة " السّنْدان، ومنه الحديث: " إن آدم صلى الله عليه وسلم هَبَطَ معهَ
(1/178)
________________________________________
العَلاة "، و " العَتَلَة " وهي البَيْرَم.
و" الحُمْتُ " زِقاق السمن، واحدها حَمِيت، وكذلك " الأنحاء " واحدها نِحْيٌ، و " الوِطاب " زِقاق اللبن، واحدها وَطْب، و " الذّوارع " زِقاق الخمر، ولم أسمع لها بواحد، و " الأسْقِيَة " للماء، واسم " الزِّقِّ " اسمٌ يَجْمَع ذلك كله، و " الحُمْتُ " أيضاً تكون للعسل.
قال أبو زيد: يقال لِمَسْكِ السَّخْلة ما دامت ترضع " الشَّكْوَة " فإذا فطم فمسكه البَدْرَة فإذا أجْذَع فمسكه " السِّقاء ".
وهو " نِصابُ السِّكِّين والمُدْيَة "، و " جُزْأَة الإشْفَى والمِخْصَفِ ".
" الكَرّ " الحَبْلُ يُصْعَد به على النخل، ولا يكون كرّاً إلا كذلك، و " المَسَدُ " يكون من ليف أو خوص أو جلود، وسمي مَسَداً من المَسْد، وهو الفَتْل والضَّفْر و " المِطْمَر " الخيط الذي يُقَدَّر به البناء، وهو الإمام أيضاً، و " المِقْوَس " الحبل الذي يمد بين يدي الخيل في الحَلْبَة، وهو " المِقْبَصُ " أيضاً، ومنه قيل " أخذت فُلاناً على المِقْبَضِ ".
والخيط الذي يرفع به الميزان هو " العَذَبَةُ "، والحديدة المعترضة التي فيها اللسان هي " المِنْجَمُ ". ويقال لما يكتنف اللسان منها " الفِياران "، و " السَّعْدانات " العُقَدُ التي في أسفل الميزان، والحلقة التي تجمع فيها الخيوط في طَرَفي الحديدة هي " الكِظامة ".
(1/179)
________________________________________
والخشبتان اللتان تعترضان على الدَّلْو كالصليب هما " العَرْقُوَتان "، والسُّيُور التي بين آذان الدلو والعَراقي هي " الوَذَم "، و " العِناجُ " في الدلو الثقيلة: حَبْلٌ أو بِطان يشد تحتها، ثم يشد إلى العَراقي فيكون عَوْناً للوَذَم؛ فإن كانت الدلو خفيفة شُدَّ خيط في إحدى آذانها إلى العَرْقُوَة، و " الكَرَبُ " أن يشد الحبل إلى العَراقي ثمَّ يثنَّى ثم يثلث؛ قال الحطيئة:
قَوْمٌ إذا عَقَدوا عَقْداً لَجارِهِمُ ... شَدُّوا العِناجَ وشَدُّوا فَوقَهُ الكَرَبا
و" الدَّرَك " حبل يُوَثَّقُ به طَرفُ الحبل الكبير ليكون هو الذي يلي الماء فلا يَعْفَنُ الحبل؛ و " فَرْغُ الدّلْو " مَخْرَج الماء من بين العَرْقُوَتَيْنِ.
وفي البَكَرَة " المِحْوَرُ " وهو العمود الذي في وسط البكرة، وربما كان من حديد، و " الخُطَّاف " هو الذي تجري فيه البكرة إذا كان من حديد؛ فإن كان من خشب فهو " القَعْوُ "، و " القَبُّ " الذي في وسط البكرة، وله أسْنان من خشب.
و" السِّنَّة " حديدةُ الفَدّان وهي " السِّكَّة " و " النِّيرُ " هو الخشبة التي تكون على
(1/180)
________________________________________
عُنُق الثّوْر، و " المِقْوَم " الخشبة التي يمسكها الحَرَّاث.
و" المِنْسَغَة " الريش المجموع الذي يُنْسَغ به الخبز، أي: يُغْرز به.
و" المِسْياعُ " المالَجُ، و " السِّياع " الطين بالتبن، و " المِنْقاف " المِصْقَلة التي تُخْرَج من البحر.
وفي الحياض: " العُقْر " مؤخر الحوض، والإزاء مَصَبُّ الماء فيه؛ و " الصُّنْبور " مَثْعَبُه، و " عَضُد الحوض " من إزائه إلى مؤخره، و " المَدْلَجُ " ما بين الحوض إلى البئر، و " المَنْحاة " ما بين البئر إلى منتهى السانية، و " الزُّرْنُوقان " مَنارتان تُبْنَيان على رأس البئر من حجارة، وهما قَرْنان؛ فإن كانتا من خشب فهما دِعامَتان، و " النعَامَة " الخشبة المعترضة على الزُّرْنوقين، و " القِتْب " جميع أداة السانية.

معرفة في الثياب واللبس:
" الرَّيْطَة " كل مُلاءة لم تكن لِفْقَيْنِ، و " الحُلَّة " لا تكون إلا ثوبين من جنس واحد، و " النُّقْبَة " قطعة من الثوب قَدْرَ السراويل تُجْعل لها حُجْزَة، مَخيطة من غير نَيْفَق، وتُشَدّ كما تشد السراويل، فإن لم
(1/181)
________________________________________
تكن لها حُجْزة ولا ساقان فهي " النِّطاق "، فاًن كان لها حُجْزة وساقان ونَيْفَق فهي " السَّراويل " و " القَرْفَلُ " القميص الذي لا كم له، و " طُرَّة " الثَّوْب و " صِنْفَته " و " كُفّته " واحد، وهو الجانب الذي ليس فيه هُدْب، و " حَواشي " الثَّوْب جوانبه كلها، و " زِمام النعل " ما جرى فيه شِسْعُها بين الإبهام والسَّبَّابة، و " قِبالها " مثْلُه بين الأصبع الوسطى والتي تليها، و " الوَصْوَصَة " تضييق النِّقاب؛ فإن أنزلته إلى المَحْجِرِ فهو " النِّقاب "، وهو على طرف الأنْفِ " اللِّفام "، وهو على الفم " اللِّثام ".
ويقال: " حَسَرَ عنْ رَأسِه "، و " سَفَرَ عن وَجْههِ "، و " كشَفَ عن رِجْلَيه ".
و" الاضْطِباع " أن تجمع طرفَيْ إزارِكَ على مَنْكِبك الأيسر، وتُخْرِجَ أحد الطرفين من تحت يدك اليمنى، وتُبْرز مَنْكبك الأيمن.
و" اشْتِمالُ الصَّمَّاء " أن تُجَلِّل نفسك بثوبك، ولا ترفع شيئاً من جوانبه.
و" السَّدْل " أن تَسْدُلَ ثَوْبكَ، ولا تجمعه تحت يدك.
(1/182)
________________________________________
و " بُرْدٌ مُفَوَّفٌ " أي: فيه نَقْش، وأصله من الفوف في الظفر، وهو البياض في أظفار الأحداث.

باب معرفة في السلاح
يقال: " رَجُلٌ تَرَّاس " إذا كان معه تُرْس؛ فإذا لم يكن معه ترس فهو أكَشَف، و " رَجُل سائِف "، و " سَيَّاف " إذا كان معه سيف؛ فإذا لم يكن معه سيف فهو " أمْيَل "، وقد قيل: " المُسيفُ " الذي عليه السيف؛ فإذا ضَربَ به فهو " سائِف ".
ويقال: " عَصِيتُ بالسَّيْف، فأنا أعْصَى به " إذا ضربْتَ به، و " عَصَوْتُ بالعَصا، فأنا أعْصو بها " إذا ضربْتُ بها، والأصل في السيف مأخوذ من العصا فَفُرّق بينهما.
و" رَجُلٌ رامِح " إذا كان معه رُمْح؛ فإن لم يكن معه رمح فهو " أجَمّ " و " رَجُلٌ دارِعٌ " إذا كان عليه دِرْع؛ فإن لم تكن عليه درع
(1/183)
________________________________________
فهو " حاسِرٌ "، و " رجل نَبَّال " و " نابِل " إذا كان معه نَبْل؛ فإن كان يعملها فهو " نابِل "، وتقول: " اسْتَنْبَلَني فَأنْبَلْتُهُ " أي: أعطيته نَبْلاً؛ فإن كان مع الرجل سيف ونبل فهو " قارِن "، و " رجل سالِح " أي: معه سِلاح؛ فإن كان كامل الأداة فهو " مُؤْدِ " و " مُدَجَّج " و " شاكٍ في السِّلاح "، فإذا لم يكن معه سلاح فهو " أعْزَل "؛ فإذا كان عليه مِغْفَر فهو " مُقَنَّع "؛ فإذا لبس فوق درعه ثوباً فهو كافر و " قد كَفَرَ فَوْقَ دِرْعِه ".
وتقول: " هذا رَجُلٌ مُتَقَوِّس قَوْسَهُ " و " مُتَنَبِّلٌ نَبْلَه " إذا كان معه قوس ونبل.
السيف: " ذُباب السَّيْف " حدُّ طَرَفِه، وحَدَّاه من جانبيه " ظُبَتاه "، و " العَيْر " هو الناشز الشاخص في وَسَطه، و " غِرارُهُ " ما بين ظُبَتِه وبين العَيْرِ من وجهي السيف جميعاً،
(1/184)
________________________________________
و " السِّيلان " من السيف. والسكين: الحديدة التي تدخل في النِّصاب.
ويقال للذي لا سيف معه: " أمْيَلُ " وللذي لا رمح معه: " أَجَمّ " وللذي لا ترس معه: " أكْشَف ".
الرمح: " الجُبَّة " ما دخل فيه الرمْحُ من السِّنان، و " الثّعْلَب " ما دخل من الرمح في السِّنان، وما تحت الثعلب إلى مقدار ذراعين يُدعى " عامِلَ الرّمْح " وما تحت ذلك إلى النصف يُدْعى " عالِيَة الرّمْح "، وما تحت ذلك إلى الزُّجِّ يدعى " سافِلَة الرّمْح ".
القوس: " سِيَة القَوْس " ما عُطِفَ من طرفيها، و " العَجْس "، و " المَعْجِس " مَقْبِض الرامي، و " الكُظْر " الفَرْض الذي يكون فيه الوتَرُ، و " النَّعْل " العَقَبة التي تُلْبَس ظَهْرَ السِّيَة، و " الخِلَل " السيور التي تُلْبَس ظهور السِّيَتَيْن.
و" الغِفارَة " الرقعة التي تكون على الحزِّ الذي يجري عليه الوَتَرُ.
و" الإطْنابة " السير الذي على رأس الوتر.
(1/185)
________________________________________
و " العَتَل " القِسِيُّ الفارسية.
السهم: " الفُوقُ " من السهم: الموضع الذي يكون فيه الوَتَرُ، وحرفا الفُوقِ " الشّرْخان "، والعَقَبَة التي تجمع الفُوقَ هي " الأُطْرَة "، و " الرُّعْظ " مَدْخَل النصل في السهم، و " الرِّصاف " العقَبُ الذي يُشَدُّ فوق الرُّعْظِ، وريش السهم يقال له القُذَذ واحدتها قُذَّة.
و" الأقَذّ " القِدْحُ الذي لا ريش عليه، و " المَريشُ " ذو الريشِ.
و" النِّكْسُ " من السهام: الذي انكسر فُوقُه فجعل أسفله أعلاه.
النصال: في النصل " قُرْنَته " وهي طرفه، وهي " ظُبَتُه "، و " العَيْر " هو الناشز في وسطه، و " الغِرارانِ " الشَّفْرَتان منه، و " الكُلْيَتان " ما عن يمين النصل وشماله.
(1/186)
________________________________________
أسماء الصُّنَّاعِ:
كل صانعٍ عند العرب فهو " إسْكافٌ " قال الشاعر:
وشُعْبَتا مَيْسٍ بَراها إسْكافْ
أي: نَجَّار، و " النَّاصِح " الخيَّاط، و " النِّصَاح " الخَيْطُ، و " الهاجِرِيّ " البنَّاء، و " الهالِكِيّ " الحَدَّاد، و " الهبْرِقيّ " الصائغ، و " الجُنْثِيُّ " الزَّرَّاد و " السَّفْسير " السِّمْسار، و " العَصَّاب " الغزَّال؛ قال رؤبة:
طَيّ القَسامِيّ بُرودَ العَصَّابْ
و" القَساميّ " الذي يَطْوي الثياب أول طيها حتى تنكسر هم طيه، والماسِخِيّ القَوَّاس.

اختلاف الأسماء في الشيء الواحد لاختلاف الجهات
" الفَتْلُ الشَّزْر " إلى فَوْقُ، و " اليَسْر " إلى أسفل، و " الطَّعْن الشزر "
(1/187)
________________________________________
عن يمينك وشمالك، و " اليَسْر " حِذاء وجهك، والطعنة " السُّلْكى " هي المستويَةُ، و " المَخْلوجَة " ذات اليمين وذات الشمال، يقال: " طحنت بالرحى شَزْراً " إذا أدرت يدك من يمينك، و " بَتّاً " إذا ابتدأت الإدارة من يُسْراك فأدرت كذلك. قال الشاعر:
ونَطْحَنُ بالرَّحى شَزْراً وبَتّاً ... ولَوْ نُعْطى المَغازِلَ ما عَيِينا
و" الثِّبانُ " الوعاء تحمل فيه الشيء بين يديك، يقال " قد تَثَبَّنْتُ "؛ فإن حملته على ظهرك فهو " الحالُ " يقال " قد تَحَوَّلْتُ كذا "، فإن حملته في حِضْنِكَ فهو " خُبْنَة " يقال منه " خَبَنْتُ أَخْبِنُ خَبْناً ".
(1/188)
________________________________________
معرفة في السانح والبارح:
و" السَّانح " ما جرى من ناحية اليمين، و " البارِح " ما جرى من ناحية اليسار، و " النَّاطِح " ما تَلقَّاك، و " القَعيد " ما استدبرك.

معرفة في الطير:
العرب تجعل " الهَديلَ " مرة فَرْخاً، تزعمَ الأعراب أنه كان على عهد نوح عليه السلام، فصاده جارحٌ من جوارح الطير، قالوا: فليس من حمامة إلا وهي تبكي عليه، وأنشد في هذا المعنى:
فقلتُ أتَبْكي ذاتُ طَوْقٍ تَذكَّرَتْ ... هَديلاً وقدْ أوْدَى وما كان تُبَّعُ
أي: ولم يُخْلَق تُبَّع بَعْدُ، وقال الكُمَيْت في هذا المعنى:
وما مَنْ تَهْتِفين بهِ لِنَصْرٍ ... بأقْرَبَ جابَةً لكِ منْ هَديلِ
ومرة يجعلونه الطائر نفسه، قال جِران العود:
كأنَّ الهَديلَ الظَّالِعَ الرِّجْلِ وَسْطَها ... منَ البَغْيِ شِرِّيبٌ بِغَزَّةَ مُنْزفُ
(1/189)
________________________________________
ويروى يُغَرِّدُ مُنْزِفُ ".
ومرة يجعلونه الصَّوْتَ، قال ذو الرُّمَّة:
أرى ناقَتي عندَ المُحَصَّبِ شاقَها ... رَواحُ اليَماني والهَديلُ المُرَجَّعُ
و" القارِيَة " والقَواري جَمْعُها، وهي طير خُضْرٌ تَتيمَّن بها الأعراب، وسمعت العامة تقول " القَواريرُ " ولا أدري أتريد هذا الطائر أم لا.
و" السُّبْدُ " طائر ليِّنُ الريشِ لا يثبت عليه الماء، تُشَبِّه الشعراءُ الخيلَ به إذا عرقت.
و" التَّنَوُّطُ " طائر يُدْلي خيوطاً من شجر ويفرخ فيها.
و" التُّبَشِّر " قالوا: هي الصُّفارِيَّة.
و" الشُّرْشُور " هو البِرْقِش.
و" أبو
(1/190)
________________________________________
بَراقِش " طائر يَتَلوَّن ألواناً، قال الشاعر:
كَأبِي بَراقِشَ كُلَّ لَوْ ... نٍ لَوْنُهُ يَتَخيَّلُ
ويروى " كل يوم لونه يتخيل ".
و" الأخْيَلُ " هو الشِّقِرَّاقُ، والعرب تتشاءم به، وأهل اللغة يقولون: الشّرِقْراق.
و" الوَطْوَاط " الخُطَّاف، وجمعه وطاوط.
و" الحَاتِم " الغرابُ، سُمِّيَ بذلك لأنه عندهم يَحْتِم بالفِراقِ.
و" الوَاقِ " - بكسر القاف - الصُّرَدُ، سمي بحكاية صوته، قال الشاعر:
ولَسْتُ بِهَيَّابٍ إذا شَدّ رَحْلَهُ ... يَقولُ عَداتي اليَوْمَ واقٍ وحاتِمُ
و" الغَرانيقُ " طير الماء، واحدها غُرْنَيْق، ويقال له أيضاً ابن ماءٍ، قال ذو الرمة:
(1/191)
________________________________________
وَرَدْتُ اعْتِسافاً والثّرَيَّا كأنَّها ... على قِمَّةِ الرَّأْسِ ابنُ ماءٍ مُحَلِّقُ
ويروى " قطعت ".
و" الْبُوهُ " طائر مثل البُومَةِ، يُشَبَّه به الرَّجُلُ الأحمق، وهو البوهة أيضاً.
و" الدُّخَلُ " ابنُ تَمْرَة.
و" الفَيَّاد " يقال: هو ذكر البُومِ.
و" السِّقْطانِ " من الطائر جناحاه، و " العِفْرِيَة " عُرْف الديك، وعُرْفُ الخَرَب، وهو ذكر الحُبارَى، و " البُرَائل " ما ارتفع من ريش الطائر، واستدار في عنقه.
و" القَيْض " قِشْرُ البيضة الأعلى، وهو " الخِرْشاء "، و " الغِرْقيءُ " القشرة الرقيقة التي تحت القيض، و " المُحّ صفرة البيض، ويقال: إن الفَرْخَ يخلق من البياض ويغتذي المُحَّ.
(1/192)
________________________________________
و " المُكَّاء " طائر يسقط في الرياض ويَمْكُو، أي يَصْفِر، قال الشاعر:
إذا غَرَّدَ المُكَّاء في غَيْرِ رَوْضةٍ ... فَوَيْلٌ لأهْلِ الشَّاءِ والحُمُراتِ
و" قَصَنُ " الطائرِ زِمِكّاه.
ويقال " أَصْفَتِ الدجاجةُ والحمامةُ " إذا انقطع بيضهما، ويقال قَطَعَتِ الطيرُ إذا انحدرَتْ من بلاد البرد إلى بلاد الحر.

معرفة في الهَوامِّ والذباب وصغار الطير:
و" الغَوْغاء " صغار الجراد، ومنه قيل لعامة الناس: غَوْغاء.
و" الهَمَج " صغار البعوض، ولذلك قيل للجَهَلة والصغار: هَمَجٌ.
و" القَمَعَة " ذبابٌ أزرق عظيم.
و" النُّعَرة " ذبابٌ يدخل في أنف الحمار
(1/193)
________________________________________
فيركَبُ رأسه ويمضي، فيقال عند ذلك " حمار نَعِرٌ ".
و" اليَرَاع " ذباب يطير بالليل كأنه نار، واحدته يَراعة.
و" اليَعسوب " فَحْل النحل.
و" الجُدْجُد " صَرّار الليل، وهو قَفَّاز، وفيه شَبَهٌ من الجرادة.
و" السُّرْفَة " دابة تبني لنفسها بيتاً حسناً، والمثل يضرب بها فيقال " أصْنَعُ من سُرْفَة ".
و" العُثّ " دويبة تأكل الأدِيمَ.
و" اللَّيْثُ " ضرب من العناكب: قصير الأرْجُلِ، كثير العيون، يصيد الذباب وَثْباً.
و" أمّ حُبَيْنِ " ضرب من العظاء منتنة الريح، وقد يقال لها " حُبَيْنة "، قال مديني لأعرابي: ما تأكلون وما تَدَعُون؟ فقال: نأكل كلَّ ما دَبَّ ودَرَجَ إلا أم حبين، قال المديني: لِتَهْنيءْ أمَّ حبين العافِيَةُ.
و" الحِرْباء " أكبر من العَظاءَة شيئاً، يستقبل الشَّمس ويَدور معها كيف دارت، ويتلوَّنُ ألواناً بحرِّ الشمس.
و" الوَحَرَة " دويبة حمراء تَلْصَق بالأرض، ومنه قيل وَحِرَ صَدْرُ فلان عَلَيّ شبهوا لصوق الحقد بالصدر بلصوقها بالأرض.
و" الوَزَغُ " سامُّ أبْرَصَ، ولا يثنَّى ولا يُجْمع، وأنشد أبو زيد:
(1/194)
________________________________________
والله لَوْ كُنْتُ لهذا خالِصا ... لَكُنْتُ عَبْداً آكلُ الأبارِصا
فجمعه على اللفظ الثاني.
و" القَرَنْبَى " دويبة مثل الخنفساء أعظم منها شيئاً، تقول العرب: " القَرَنْبَى في عين أمِّها حَسَنة "، والعامة تقول: الخُنفسَاء.
و" النِّبْر " دويبة تدبُّ على البعير فيتورَّمُ، قال الشاعر يصف إبلاً:
كأنها مِنْ سِمَنٍ واسْتيفارْ ... دَبَّتْ عَليْها ذَرِباتُ الأنْبارْ
أراد جمع نِبْرٍ.
و" الحَلْكاء " دويبة تغوصُ في الرمل كما يغوص طير الماء في الماء.
(1/195)
________________________________________
و " الأسَاريعُ " دَوابّ تكون في الرّمل بيض مُلْسٌ، تُشَبّه بها أصابِعُ النساء، واحدها أُسْرُوع، ويقال: هي " شَحْمَة الأرض " أيضاً.
و" الخَدَرْنَق " العنكبوت الناسِجة.
و" الدُّلْدُل " عظيم القنافِذِ، وهو " الشَّيْهَم ".
و" الزَّبابَة " فَأْرَة صَمَّاء، تضرب بها العربُ المثل، يقولون: أسْرَقُ منْ زَبانَة؛ ويشبهون بها الرجل الجاهل، قال ابن حِلِّزَة:
وهُمُ زَبَابٌ حائِرٌ ... لا تَسْمَعُ الآذانُ رَعْدا.
و" الرَّقُّ " عظيمُ السَّلاحِف.
و" النِّمْسُ " دابَّة تقتل الثعبان.
و" نِزْكُ الضَّبِّ " ذَكَرُه، وله نِزْكان، وكذلك الحِرْذَوْنِ؛ وأنشد
(1/196)
________________________________________
الأصمعيُّ في وصف ضَبّ:
سِبَحْلٌ لَهُ نِزْكانِ كانا فَضيلَةً ... على كلِّ حافٍ في البِلادِ وناعِلِ
و" الكُشْيَةُ " شَحْمُ بَطنهِ، يقول قائل الأعْراب:
وأنْتَ لَوْ ذُقْتَ الكُشَى بالأكْبادْ ... لَما تَرَكْتَ الضَّبِّ يَعْدو بِالوادْ
و" مَكْنُهُ " بَيْضُه، قال أبو الهنديّ:
ومَكْنُ الضِّبابِ طَعامُ العُرَيْبِ ... ولا تَشْتَهيهِ نُفوسُ العَجَمْ
و" حُسولُهُ " وَلَدُه، ويقال: إنه يأكلها، ولذلك يقال في المثل: أَعَقُّ منْ ضَبّ.
و" حارِشُها " صائِدُها، وأنشد:
إذا ما كانَ حُبُّكَ حُبَّ ضَبٍّ ... فما يَرْجو بِحُبِّكَ مَنْ تُحِبُّ
(1/197)
________________________________________
و " الظَّرِبانُ " دابة كالهرَّة مُنْتِنَةُ الرائحة، تزعم الأعراب أنها تَفْسو في ثوب أحده إذا صادها، فلا تذهب رائحته حتى يَبْلَى الثوبُ؛ ويقولون في القوم يتقاطعون: فَسا بَيْنَهُمْ ظَرِبانٌ ويسمونه: مُفَرِّقَ النَّعَمِ؛ لأنه إذا فَسا بينها وهي مجتمعة تَفَرَّقَتْ.
و" الخُزَزُ " ذكر اليَرابِيع، وهو أيضاً ذكر الأرانب.
ويقال للبُرْغوث " طامِرُ " لطموره، أي: وَثْبِه، ومنه يقال: طامِرُ بن طامِرٍ.
و" الصُّؤابة " القَمْلَة، وجمعها صُؤاب وصِئْبان.
و" الحُرْقوصُ " كالبرغوث، وربما نبت له جناحان فطار.

معرفة في الحية والعقرب:
يقال: " نَهَشَتْهُ الحيَّة " و " نَشَطَتْهُ " و " لَدَغتْهُ العَقْربُ " و " لَسَبَتْهُ "، وقال أبو زيد: " نَكَزَتْهُ الحية " والنَّكْز بأنْفِها، " نَشَطَتْهُ "
(1/198)
________________________________________
والنَّشْط بأنيابها و " زُبانَى العَقْرَب " قَرْناها، و " شَوْلَتُها " ما تَشُول من ذنبها، وبذلك سميت النجوم تشبيهاً بها؛ و " حُمَة العقرب " - بالتخفيف - سَمُّها، والَّتي تلسع بها إبْرَتُها. و " الحارِبَة " الأفعى إذا صَغُرت من الكِبَر، و " الصِّلُّ " التي لا تنفع معها رُقْيَة، و " الثُّعْبان " أعظمها، و " الحُفَّاث " حية عظيمة تنفخ ولا تؤذي، قال الشاعر:
أيُفايِشُونَ وقَدْ رَأوْا حُفَّاثَهُمْ ... قدْ عَضَّهُ فَقَضى عليهِ الأشْجَع
والعرب تسمي الحية الخفيف الجسم النَّضْناضَ شَيْطاناً ويقال: منه قولُ الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif طَلْعُها كأنَّهُ رُؤوسُ الشَّياطين (.

معرفة في جواهر الأرض
" القِطْر " النُّحاسُ، ومنه قول الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif وأسَلْنا لهُ عَيْنَ
(1/199)
________________________________________
القِطْرِ (و " الآنُكُ " الأسْرُبُّ، ومنه الحديث: " مَنِ اسْتَمَع إلى قَيْنَةٍ صُبُّ في أُذُنيْهِ الآنُكُ يوم القيامة "، و " النَّضْرُ " الذهب، وهو " العِقْيان " أيضاً، و " اللُّجَيْن " الفضة، و " الصَّرْفان " الرصاص، ومنه قول الزَّباء:
ما لِلْجمالِ مَشْيُها وَئيدا ... أَجَنْدَلاً يَحْمِلْنَ أم حَديدا
أمْ صَرْفاناً بارِداً شَديدا ... أمِ الرِّجالَ جُثَّماً قُعودا

باب الأسماء المتقاربة في اللفظ والمعنى
" النَّضْخ " أكثر من النَّضْح ولا يقال من النضخ فَعَلْت.
و" الحَزْمُ " من الأرض: أرْفَعُ من " الحَزْنِ ".
و" القَبْضُ " بجميع الكف، والقَبْصُ بأطراف الأصابع، وقرأ الحسنالكتّاب smile.gif فقَبَصْتُ قَبْصَةً منْ أَثَرِ الرَّسول (.
(1/200)
________________________________________
و " الخَضْمُ " بالفم كله، والقَضْمُ بأطراف الأسنان، قال أبو ذَرّ رحمه الله: تَخْضِمونَ ونَقْضَمُ والمَوْعِدُ الله.
و" الخَصِرُ " الذي يَجِدُ البَرْدَ، و " الخَرِصُ " الذي يجد البرد والجوع.
و" الرِّجْز " العذاب، و " الرِّجْسُ " النّتْنُ.
و" الحَفَّة " الخشبة التي يَلُفُّ عليها الحائِكُ الثوب، و " الحَفّ " هو المِنْسَجُ.
و" الهُلاس " في البَدَن، و " السُّلاس " في العقل.
و" النَّارُ الخامِدَة " التي قد سكن لَهَبُها، ولم يُطْفَأْ جَمْرُها، و " الهامِدَة " التي طَفِئَتْ وذهبت ألبَتّة، و " الكابِيَةُ " التي غَطَّاها الرّماد.
و" الذَّفَرُ " شِدَّة ريح الشيء الطيب والشيء الخبيث، و " الدَّفرُ " النَّتْنُ خاصة، ومنه قيل للدنيا، أُمُّ دَفْر؛ وقيل للأمة: يا دَفار.
و" الماء الشَّروب " الملح الذ لا يشرب إلا عند الضرورة، و " الشَّريب " الذي فيه شيء من عذوبة وهو يشرب على ما فيه.
(1/201)
________________________________________
و " الرَّبْع " الدار بعينها حيث كانت، و " المَرْبع " المنزل في الربيع خاصة.
و" الشُّكْد " العطاء ابتداء، فإن كان جزاء فهو " شُكْمٌ ".
و" الغَلَط " في الكلام، فإن كان في الحساب فهو " غَلَت ".
و" المَائِح " الذي يدخل البئر فيملأ الدلو، و " المَاتِح " الذي ينزعها.
" رَجلٌ صَنَعٌ " إذا كان يعمله حاذقاً، و " امرأة صَنَاعٌ "، ولا يقال للرجل صَنَاع.

باب نوادر من الكلام المشتبه
" التَّقريظ " مدح الرجل حياً، و " التَّأبين " مدحه ميتاً.
" غَضِبت " لفلان إذا كان حياً، وغضبْتُ " به إذا كان ميتاً.
" عَقَلْتُ المقتول " أعطيت ديته، و " عَقَلت عن فلان " إذا لَزِمته دية فأعطيتها عنه؛ قال الأصمعي: كلمت أبا يوسف القاضي في هذا عند الرشيد فلم يفرق بين " عقلته " و " عقلت عنه " حتى فَهَّمته.
و" دَّوَمَ الطائر " في الهواء إذا حلَّق واستدار في طيرانه، و " دَوَّى السَّبع في الأرض " إذا ذهب.
(1/202)
________________________________________
و " البُسْلة " أجرة الراقي، و " الحُلْوان " أجرة الكاهن.
و" الخَسَا " الوِتْر، وهو الفرد، و " الزَّكَا " الشَّفْع، وهو الزَّوج.
و" عَبْد قِنّ " و " أمَة قِنّ " وكذلك الاثنان والجميع، وهو الذي ملك هو وأبواه، و " عبد مَمْلكةٍ " وهو الذي سُبي ولم يملك أبواه.
" اسْتَوْبَلت البِلاد " إذا لم توافقك في بدنك، وإن أحببتها، و " اجْتَوَيْتَها " إذا كرهتها، وإن كانت موافقة لك في بدنك.
وكل شيء من قبل الزوج - مثل الأب والأخ - فهم " الأحْمَاء " واحدهم حَماً، مثل قَفاً، وحَمُوه، مثل أبوه، وحَمْءٌ، مهموز ساكن الميم، وحمٌ، محذوف اللام مثل أبٍ، و " حَمَاة المرأة " أمُّ زوجها، لا لغة فيها غير هذه، وكل شيء من قبل المرأة فهم " الأُختان "، و " الصِّهْر " يجمع هذا كله.
وهي " عَجِيزة المرأةْ و " عَجْزُها "، و " عَجُزُ الرَّجل "، ولا يقال: عجيزته.
قال يونس: إذا غُلب الشاعر قيل: " مُغَلَّب "، وإذا غَلَب قيل: " غُلِّبَ ".
(1/203)
________________________________________
و " قد زَنَى الرَّجل " و " عَهَرَ " هذا يكون بالأمة والحرة، ويقال في الإماء خاصة " قَد سَاعَاها " ولا تكون المساعاة إلا في الإماء خاصة.
و" الخِبَاء " من صوف أو وَبَر، ولا يكون من الشعر، وَالطِّرَاف " من الأدَم.
و" الجَمْعُ " المجتمعون، و " الجمَّاع " المتفرقون، قال أبو قيس ابن الأسلت:
منْ بَينِ جَمْعٍ غيرِ جُمَّاعِ
قال الأصمعي: " فَوَّارة الورِكِ " بفتح الفاء، و " فُوَّارة القِدْر " هو ما يفور من حرِّها بضم الفاء.
" الغَيْلَم " المرأة الحسناء - بالغين معجمة، و " العَيْلَم " بالعين غير معجمة - البئر الكثيرة الماء.
يقال: " باتَ فلانٌ يفعلُ كَذا " إذا فعله ليلاً، و " ظلَّ يفعلُ كَذا " إذا فعله نهاراً.
ولا يقال: " رَاكِب " إلا لراكب البعير خاصة، ويقال فارسٌ،
(1/204)
________________________________________
وحَمَّار، وبَغَّال.
ويقال " النَّقَب " في يَدَي البعير خاصة، و " الحَفَا " في رجليه.
" ألحَّ الحمل "، و " خَلأَت الناقة " و " حَرَن الفرس " و " الخِلاَء " في الناقة مثل الحِران في الفرس، و " رَكَضَ البعيرُ " برجليه، ولا يقال " رَمَح " و " خَبَط " بيديه، و " زَبَنَت الناقة " إذا هي ضربت بثَفِنَات رجليها عند الحلب، والزَّبْن بالثَّفِنات، و " رَمَح " الفرس والحمار والبغل.
ويقال " بَرَك البعير " و " رَبَضَت الشاة " و " جَثَم الطائر " وهذه " مَبَارك الإبل " و " مَرَابض الغنم ".
ويقال أنخت البعير فبرك ولا يقال فَنَاخَ.
وهو " جُبَاب الإبل " و " زُبْد الغنم " و " الجُباب " كالزبد يعلو ألبان الإبل، ولا زُبْد لألبانها.
" جَلَّد فلان جَزُورَهُ " أي: نزع عنه جلده، و " سَلَخ شاته " ولا يقال سلخ جزوره.
(1/205)
________________________________________
و " ناقة تَاجِرة " للنافقة، و " أخرى كاسدة ".
و" عَطَنُ الإبل والغنم " و " مَعَاطِنُها " مباركُها عند الماء، ولا تكون الأعطان والمعاطن إلا عند الماء، و " ثَاية الغنم والإبل " مأواها حول البيوت، و " مُراح الإبل، ومُراح الغنم ".
سَرَحَت الإبل والماشية " بالغَدَاة، و " رَاحَت " بالعشيِّ، و " نَفَشت " بالليل، و " هَمَلَت " إذا أرسلتها ترعى ليلاً ونهاراً بلا راعٍ، ويقال: أرَحْتُها، وأنفشتُها، وأهملتُها، وأسَمْتُها، مثل أهملتها في المعنى وسَرَحتها هذه وحدها بغير ألف.
" إبل مُدْفَأَة " كثيرة الأوبار والشحوم، و " إبل مُدْفِئَة " أي: كثيرة، مَن نام وسطها دَفِئَ من أنفاسها.
وإذا كان الفحل كريماً من الإبل قالوا " فَحِيل "، قال الراعي:
(1/206)
________________________________________
أُمَّاتُهُنَّ وطَرْقُهُنَّ فَحِيلا
وإذا كان من النخل كريماً قالوا " فُحَّال " وجمعوه فَحَاحيل.
ويقال " أجْمَعَ بناقته " إذا صرَّ جميع أخلافِها "، و " ثَلَّثَ بها " إذا صرَّ ثلاثة أخلافٍ، و " شَطَّر بها " إذا صرَّ خِلفين، و " خَلَّف بها " إذا صرَّ خِلفاً.
قال أبو عيبدة: " المُعَلِّي " الذي يأتي الحَلوبة من قِبل شِمالها، و " البَائِنُ " من قبل يمينها.
و" السَّفيف " و " الحَقَب " و " التَّصدير " للرَّحْل، و " الوَضين " للهودَج، و " الحِزام " للسرج، و " البِطان " للقَتَب خاصة.
و" الحِلْسُ " كساء يكون تحت البَرْذَعة، و " الحِلْس، والبَرْذَعة " للبعير، و " القُرْطَاط " و " القُرْطَان " لذوات الحافر، و " الخِشَاش " من خشب، و " البُرَة " من صُفْر، و " الخِزَامة " من شعر، يقال: " خَشَئْتُ البعير " و " خَزَمْتُه " و " أبْرَيته " هذه وحدها بألف.
(1/207)
________________________________________
ويقال: " سَرْجٌ قَاتِر " أي: واق، و " قَتَبٌ وسرج مِعْقَرٌ وعُقَرُ "، وقتبٌ عقرٌ أيضاً غير واقٍ، قال:
ألدُّ إذا لاقيتُ قوماً بخُطّةٍ ... ألحَّ على أكتافهمْ قَتَبٌ عُقَرْ
ولا يقال " عَقُور " إلا للحيوان.

باب تسمية المتضادين باسم واحد
" الجَوْن ": الأسود، وهو الأبيض، قال الشاعر:
يُبَادِرُ الجَوْنَةَ أنْ تَغِيبَا
(1/208)
________________________________________
يعني الشمس.
و" الصَّريم " الليل، و " الصَّريم " الصبح.
و" السُّدْفَة " الظلمة، و " السُّدْفَة " الضوء، وبعضهم يجعل السدفة اختلاط الضوء والظلمة، كوقت ما بين طلوع الفجر إلى الإسفار.
و" الجَلَل " الشيء الكبير، و " الجَلَل " الشيء الصغير.
والنبل الصغار، والكبار، قال الشاعر:
أفرَحُ أنْ أُرْزَأُ الكِرامَ وأنْ ... أُورثَ ذَوْداً شَصَائِصاً نَبَلا
" النَّبَلُ " ههنا: الصِّغار، والشَّصائص: التي لا ألبان لها. وقال بعضهم: هي " نُبَلا " جمع نبلة وهي العطية.
و" النَّاهل " العطشان، و " النَّاهل " الريَّان، قال النابغة:
يَنْهَلُ منها الأسَلُ النَّاهِلُ
(1/209)
________________________________________
أي: يَروى منها الرّماح العِطاش.
و" الماثِلُ " القائم، و " الماثِلُ " اللاَّطئُ بالأرض، قال الشاعر:
فمِنْها مُسْتَبِينٌ وَمَاثِلُ
أي: دارس.
و" الصَّارخ " المستغيث، والمغيث.
و" الهاجِد " المصلِّي بالليل، وهو النائم أيضاً.
و" الرَّهْوَة " الارتفاع، والنحدار.
و" التَّلْعَة " مجرى الماء ينزل من أعلى الوادي، وهي ما انهبط من الأرض.
و" الظَّنُّ " اليقين، والشَّكُّ.
و" الخَشِيب " السَّيف الذي لم يُحكم عمله، وهو الصَّقيل أيضاً.
و" الإهْمَاد " السرعة في السير، و " الإهْمَاد " الإقامة.
و" الخَنَاذِيذُ " الخِصيان من الخيل، وهي الفُحُولة، قال بشر
(1/210)
________________________________________
بن أبي خازم:
وخِنْذِيذٍ تَرَى الغُرْمُولَ منهُ ... كطيِّ الزِّقّ عَلَّقَهُ التِّجَارُ
و" الأفْرَاء " الحِيَض، وهي الأطهار.
و" المُفْرِعُ " في الجبل: المُصعد، وهو المنحدر.
و" وَرَاءُ " تكون قُدَّاماً، وتكون خلفاً، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif وكانَ وَرَاءهمْ مَلِكٌ يأخُذُ كلَّ سَفِينةٍ غَصْباً (.
وكذلك " فَوْقُ " تكون بمعنى " دونَ " قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif إنَّ الله لا يَسْتَحي أن يضرِبَ مَثَلاً مَا بَعوضَةً فما فَوْقَها (أي: فما دونها، هذا قول أبي عبيدة، وقال الفرَّاء: " فما فوقَهَا " يعني الذُّباب والعنكبوت.
و" حَيٌّ خُلُوف " غُيَّبٌ، ومتخلِّفون.
و" أسْرَرَتُ الشيء " أخفيته، وأعلنته.
و" رَتَوْتُ الشيء " أظهرته، وكتمته.
و" شَعَبْتُ الشيء " جمعته، وفرقته، ومنه سميت
(1/211)
________________________________________
المنية شعوب؛ لأنها تُفرِّق.
و" طَلَعْتُ على القومِ " أقبلت عليهم حتى يَرَوْني، و " طَلَعْتُ عنهمْ " غبت عنهم حتى لا يَرَوْني.
و" بِعْتُ الشيء " بعتُه، واشتريته.
و" شَرَيْتُ الشيء " اشتريته، وبعتُه.
(1/212)
________________________________________
كتاب تقويم اليد
باب إقامة الهجاء
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم قال أبو محمد: الكتَّاب يزيدون في كتابة الحرف ما ليس في وزنه؛ ليفصلوا بالزيادة بينه وبين المشبه له، ويسقطون من الحرف ما هو في وزنه، استخفافاً واستغناء بما أبقي عما ألقي، إذا كان في الكلام دليل على ما يحذفون من الكلمة.
والعرب كذلك يفعلون، ويحذفون من اللفظة والكلمة، نحو
(1/213)
________________________________________
قولهم: " لم يكُ " وهم يريدون " لم يكن "، ولم " أُبَلْ " وهم يريدون " لم أُبال "، ويختزلون من الكلام ما لا يتمُّ الكلام على الحقيقة إلا به، استخفافاً وإيجازاً، إذا عَرَف المخاطبُ ما يعنون به، نحو قول ذي الرمة ووصف حميراً:
فلمَّا لبِسْنَ اللَّيلَ أو حينَ نَصَّبَتْ ... لهُ منْ خَذَا آذَانِها وهوَ جَانِحُ
خُبِّرت عن الأصمعي أنه قال: أراد " أو حين أقبل الليل نصبت آذانها وكانت مسترخية والليل مائل على النهار " فحذف، وقال النَّمر بن تولب:
فإنَّ المنيَّةَ منْ يَخْشَهَا ... فسوفَ تُصادِفُهُ أيْنَمَا
أراد " أينما ذهب " أو " أينما كان " فحذف، ومثل هذا كثير في القرآن والشعر.
وربما لم يُمكن الكتَّاب أن يفصلوا بين المتشابهين بزيادة ولا نقصان فتركوهما على حالهما، واكتفوا بما يدل من متقدم الكلام ومتأخِّره
(1/214)
________________________________________
مخبراً عنهما، نحو قولك للرجل: " لن يَغْزُو " وللاثنين " لن يَغْزُوَا " وللجميع " لن يَغْزُوا " ولا يَفصل بين الواحد والاثنين والجميع، وإنما يزيدون في الكتاب - فرقاً بين المتشابهين - حروف المد واللين، وهي الواو والياء والألف، لا يتعدَّوْنَها إلى غيرها، ويبدلونها من الهمزة، ألا ترى أنهم قد أجمعوا على ذلك في كتاب المصحف، وأجمعوا عليه في أبي جاد.
وأما ما ينقصون للاستخفاف فحروف المد واللين وغيرها، وسترى ذلك في موضعه، إن شاء الله تعالى.

باب ألف الوصل في الأسماء
تكتب " بسم الله " - إذا افتتحت بها كتاباً أو ابتدأت بها كلاماً - بغير ألف؛ لأنها كثرت في هذه الحال على الألسنة، في كل كتاب
(1/215)
________________________________________
يكتب، وعند الفَزَع والجَزَع، وعند الخبر يَرِدُ، والطعام يُؤكل، فحذفت الألف استخفافاً.
فإذا توسَّطت كلاماً أثبت فيها ألفاً نحو: " أبْدَأُ باسم الله " و " أختم باسم الله " وقال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif اقرأْ باسمِ ربِّكَ (و) فسبِّحْ باسمِ ربِّكَ العَظِيم (وكذلك كتبت في المصاحف في الحالين مبتدأة ومتوسطة.
و" ابن " إذا كان متصلاً بالاسم وهو صفة كتبته بغير ألف، تقول " هذا محمد بن عبد الله " و " رأيت محمد بن عبد الله " و " مررت بمحمد بن عبد الله " فإن أضفته إلى غير ذلك أثبت الألف، نحو قولك: " هذا زيدٌ ابنُك " و " ابنُ عَمِّك " و " ابنُ أخيك " وكذلك إذا كان خبراً كقولك " أظن محمداً ابن عبد الله " و " كان زيدٌ ابنَ عمرو " و " إن زيداً ابنُ عمرو " وفي المصحف) وقالتِ اليهودُ عُزَيْرٌ ابنُ الله وقالت النَّصارَى المسيحُ ابنُ الله (كتبا بالألف، لأنه خبر، وإن
(1/216)
________________________________________
أنت ثنَّيت الابن ألحقت فيه الألف، صفةً كان أو خبراً، فقلت: " قال عبد الله وزيدٌ ابنا محمد كذا وكذا " و " أظن عبد الله وزيداً ابْنَيْ محمد "، وإن أنت ذكرت ابناً بغير اسم فقلت: " جاءنا ابنُ عبد الله " كتبته بالألف، وإن نسبته إلى غير أبيه فقلت: " هذا محمد ابنُ أخي عبد الله " ألحقت فيه الألف، وإن نسبته إلى لقبٍ قد غلب على اسم أبيه أو صناعة مشهورة قد عرف بها كقولك: " زيد بن القاضي "، و " محمد بن الأمير " لم تُلحق الألف؛ لأن ذلك يقوم مقام اسم الأب.
وإذا أنت لم تلحق في " ابن " ألفاً لم تنون الاسم قبله، وإن ألحقت فيه ألفاً نونت الاسم.
وتكتب " هذه هند ابنة فلان " بالألف وبالهاء، فإذا أسقطت الألف كتبت " هذه هنت بنت فلان " بالتاء.
(1/217)
________________________________________
وقال غيره: إذا أدخلت فيه الألف أثبت التاء وهو أفصح، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif ومريَمَ ابنَةَ عِمْرَان (كتبت بالتاء.

باب الألف مع اللام للتعريف
والألف مع اللام اللتان للتعريف إذا أدخلت عليهما لام الجر حذفتها، فقلت " هذا للقوم، وللغلام، وللناس "، فإن أدخلت عليهما باء الصفة لم تحذفها فكتبت " بالقوم " و " بالغلام " و " بالناس " فإن جاءت ألف ولام من نفس الحرف وليستا للتعريف، نحو الألف واللام اللتين في " التقاء " و " التفات " و " التباس " ثم أدخلت عليهما لام الصفة أو باء الصفة؛ أثبتَّ الألف، نحو قولك " بالتقائنا " و " لالتفتنا " و " لالتباس الأمر عليَّ " و " بالتباسه "؛ لأنهما من نفس الحرف، وليستا بزائدتين، فإن أدخلت الألف واللام الزائدتين للمعرفة على الألف واللام اللتين من نفس الحرف، ولم تصل الحرف بباء الصفة ولا لام الصفة، لم تحذف شيئاً، فكتبت " الالتقاءُ " و " الالتفات " و " الالتباس "؛ فإن وصلتهما بباء الصفة لم تحذف، فكتبت " بالالتقاء " و " بالالتفات " و " بالالتباس " فإن وصلت بلام الصفة حذفت،
(1/218)
________________________________________
فكتبت " للالتقاء " و " للالتفات " و " للالتباس ".

باب ما تغير فيه ألف الوصل
تقول: " إيتِ فلاناً "، و " إيذَنْ لي على الأمير "، و " إيبقْ يا غلام " و " ايجَلْ من ربك "، و " إيئَسْ من كذا وكذا "، وفي الجمع " ايتُوا "، " ايذَنُوا " كل ذلك تثبت فيه الياء، فإذا وصلت ذلك بقاء أو واو أعدت ما كان من ذوات الواو إلى الواو، وما كان من ذوات الياء إلى الياء، وما كان مهموزاً إلى الألف، فكتبت " فأتِ فلاناً "، " فأْذَن له عليك "، " فَأْبَقْ يا غلام "، وكذلك إن اتصلت بواو، تقول: " وأْتُوني، وأْذَنُوا، وأْبِقُوا "، وتقول " فاوْجَلْ من ربك "، " فاوْسَنْ في ليلتك " من الوسن، وكذلك إذا اتصلت بواو، تقول:
(1/219)
________________________________________
" واوْجَل من ربك "، " واوْسَن " وتقول في فعل من الميسر: " يَسَرَ فلانٌ " وتقول " فايْسِرْ، وايْسِرْ ".
فإن اتصل هذا بثُمَّ أو بغيرها من سائر الكلام لم تحذف الياء، وكتبت " ايتِ فلاناً ثم ائْتِهِ. ايذَن لي على الأمير ثم ائْذَن " قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif ومنهمْ مَنْ يقولُ ائْذَنْ لِي (وقالالكتّاب smile.gif ثمَّ ائْتُوا صَفّاً (و) يا صالح ائْتِنا (.
والفرق بين الفاء والواو، وبين ثم، أن الفاء والواو يتصلان بالحرف فكأنهما منه، ولا يجوز أن يفرد واحد منهما كما تفرد ثم؛ لأن ثمَّ منفردة من الحرف.
وتكتب ما كان مضموماً نحو " أُومُر فلاناً بكذا " بالواو، فإن وصلتها بواو أو فاء قلت: " فأْمُر فلاناً بالشخوص، وأْمُر فلاناً بالقدوم "، فأسقطت الواو، فإن وصلتها بثم لم تسقط الواو، وكتبت: " أومر فلاناً ثمَّ
(1/220)
________________________________________
اؤمُرْه " بالواو، وكذلك اللهم " اؤْجُرْني في مُصيبتي " بالواو، فإن وصلت بفاء أو واو أسقطت الواو، ولا تسقطها مع ثمَّ، وفي المصحفالكتّاب smile.gif فليؤَدِّ الَّذي اؤْتُمنَ أمانَتَهُ (كتب على قطع " اؤتمن " من " الذي "، وكذلك القياس أن يكتب كل حرف على الانفراد، ولا ينظر إلى ما قبله مما يزيله عن حاله إذا أدرجت فتغيره إذا اتصل به، ولو كتب على الاتصال لكتب بإسقاط الواو، فإن وصلت " اؤْتُمِن " بواو أو فاء حذفت الواو فكتبت " وأْتُمن فلان على بيت المال، وأْتُجر عليه بكذا وكذا، وأْتُمر به "، وكذلك الفاء فإن اتصل ذلك بثم أثبتَّ الواو، فكتبت " اؤتمر ثم اؤتُمِرَ به ".
وتقول " ايجَلْ " و " لا تَوْجَل " تقلب الواو في الأولى ياءً، للكسرة قبلها، وكذلك " تَوْجَلُ " و " تَوْحر " و " تَوْسَن " و " تَوْهَل "
(1/221)
________________________________________
فإن اتصلت بواو أو فاء كتبت بالواو نحو قولك: " إي والله فاوْجَلْ، واوْحَرْ، واوْسَنْ، واوْهَلْ " فإن اتصلت بثم أو بغيرها من الكلام كتبت بالياء، تقول: " قد قلت لكم: ايجَلوا، وقلت لكم: ايهَلُوا، وقلت لكم: ايْسَنُوا، ثم ايْسَنُوا، ثم ايجَلُوا، ثم ايْهَلُوا ".
وإنما تفعل هذا لأنك تكتب الحرف على الانفراد، ولا تغيره لتغير ما قبله إذا وصلته به، فأما الواو فكأنهما من نفس الحرف لأنهما لا ينفردان كما تنفرد ثمَّ.

باب دخول ألف الاستفهام على ألف الوصل
إذا دخلت ألف الاستفهام على ألف الوصل ثبتت ألف الاستفهام وسقطت ألف الوصل، في اللفظ والكتاب، قال الله تعالىالكتّاب smile.gif سواءٌ عليهِمْ أستغفرْتَ لهُمْ (ومثلهالكتّاب smile.gif أصْطَفَى البَنَات علَى البَنِينَ (وتقول إذا استفهمت: " أشْتَرَيْتَ كذا " و " أفْتَرَيْتَ على فلان "؟
(1/222)
________________________________________
باب دخول ألف الاستفهام على الألف واللام التي تدخل للمعرفة
إذا أدخلت ألف الاستفهام على الألف واللام اللتين للتعريف ثبتت ألف الاستفهام، وحدثت بعدها مدة، نحو قول الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif آلله خيرٌ أمْ ما يُشْرِكون () آلآنَ وقدْ عَصَيْتَ قبلُ (وتقول: آلرَّجُلُ قال ذاك، تكتبه بالألف، ولا تبدل من المدة شيئاً.

باب دخول ألف الاستفهام على ألف القطع
إذا أدخلت ألف الاستفهام على ألف القطع وكانت ألف القطع مفتوحة نحو قول الله تعالىالكتّاب smile.gif أَأَنْتَ قُلتَ للنَّاس () أَأَنْذَرتهمْ أمْ لمْ تُنْذُرْهمْ (فإن شئت أثبت الهمزتين معاً في اللفظ، وإن شئت همزت الأولى ومددت الثانية، فأما في الكتاب فإن بعض الكتاب يثبتهما معاً ليدل على الاستفهام، ألا ترى أنك لو كتبت) أنتَ قلت للناس () أنذرتهم أم لم تنذرهم (لم يكن بين الاستفهام والخبر فرقٌ، وبعضهم يقتصر على واحدةٍ استثقالا لاجتماع ألفين.
(1/223)
________________________________________
فإذا كانت ألف القطع مضمومة ودخلت عليها ألف الاستفهام نحو قولك: أَؤُكرمك، أَؤُعطيك) أَؤُنَبِّئكم بخيرٍ من ذلِكُم (قلبت ألف القطع في الكتاب واواً، على ذلك كتاب المصحف، وإن شئت كتبت ذلك بألفين على مذهب المحقق، وهو أعجب إليّ.
وإذا كانت ألف القطع مكسورة ودخلت عليها ألف الاستفهام نحو قولك: " أئِنَّك ذاهب " " أئِذَا جئتُ أكرمْتَني " قلبت ألف القطع ياء، على ذلك كتاب المصحف، وإن شئت كتبت ذلك بألفين على مذهب التحقيق، وهو أعجب إليّ.
ومَن كان من لغته أن يُحدث بين الألفين مدة مثل قول ذي الرمة:
أيَا ظَبيةَ الوَعْساءِ بينَ جَلاجِلِ ... وبينَ النَّقَا آأَنْتِ أمْ أمُّ سالِم
ويُروى " حُلاحل "؟ فلا بد من إثبات ألفين؛ لأنها ثلاث ألفات
(1/224)
________________________________________
في الحقيقة، فتحذف واحدة؛ استثقالاً لاجتماع ثلاث ألفات، ولا يجوز أن تحذف اثنتين فتخل بالحرف.

باب ألف الفصل
ألف الفَصْلِ تُزاد بعد واو الجمع مخافة التباسها بواو النَّسَق في مثل " وردوا وكَفَروا "، ألا ترى أنهم لو لم يدخلوا الألف بعد الواو ثم اتصلت بكلام بعدها ظن القاريء أنها كفرَ وفَعَل ووَرَد وفعل، فحِيزت الواو لما قبلها بألف الفصل، ولما فعلوا ذلك في الأفعال التي تنقطع واوها من الحروف قبلها نحو ساروا وجاءوا؛ فَعَلوا ذلك في الأفعال التي تتصل واوها بالحروف قبلها نحو كانوا وبانوا؛ ليكون حكم هذه الواو في كل موضع حكماً واحداً.
وتُزاد ألف الفصل أيضاً بعد الواو في مثل " يغزوا ويدعوا " وليست واو جميع، ورأى يعض كتاب زماننا هذا ألا تُلحق بها
(1/225)
________________________________________
الألف في مثل هذه الحروف، فكتبوا " هو يَرجُو " بلا ألف، و " أنا أدعُو " كذلك؛ إذ لم تكن واو جميع، وذلك لأن العلة التي أدخلت لها هذه الألف في الجميع لا تلزم في هذا الموضع، ألا ترى أنت إذا كتبت الفعل الذي تتصل واوٌ به مثل " أنا أرجو " و " أنا أدعو " لم تشبه واوه واو النسق؛ لاتصالها بالفعل، وإذا كتبت الفعل الذي تنفصل واوه منه مثل " أنا أذْرُو التراب، وأسْرُو الثوب " - أي أنزعه لم تشبه واوه واو النسق إلا بأن تزيل الحرف عن معناه؛ لأن الواو من نفس الفعل، لا تفارقه إلا في حال جزمه، والواو في " كفروا ووردوا " واو جميع، والفعل مكتفٍ بنفسه يمكن أن يجعل للواحد وتتوهم الواو ناسقةً لشيء عليه، وقد ذهبوا مذهباً، غير أن متقدمي الكتاب لم يزالوا على ما أنبأتك من إلحاق ألف الفصل بهذه الواوات كلها؛ ليكون الحكم في كل موضع واحداً.

باب الألفين تجتمعان فيقتصر على إحداهما
والثلاث يجتمعن فيقتصر على اثنتين
تكتب يإبراهيم " و " يإسحق " و " يأبوب " و " يأبانا " بألف واحدة،
(1/226)
________________________________________
وتحذف واحدة؛ لأن فيما بقي دليلاً على ما ذهب، وتكتب " آدم " و " آخَرَ "، و " آثِب "، وآمر بألف واحدة، وتحذف واحدة؛ لأن فيما بقي دليلاً على ما ذهب، وكذلك الفعل، نحو " آمَنَ " و " آزَرَ فلانٌ فلاناً ".
وتكتب " مآباً " وما أشبه ذلك بألف واحدة، وتحذف واحدة.
وتكتب " براءة " و " مَساءة " و " فُجَاءة " بألف واحدة، وتحذف واحدة، فإذا جمعت كتبت " براءات " و " مساءات " و " بداءاتك " و " بداءات حوائجك " بألفين؛ لأنها في الجمع ثلاث ألفاتٍ، فلو حذفوا اثنتين أخلوا بالحرف، وتقدير الحرف من الفعل فعالات واحده فعالة، وتقول للاثنين " قد قرأا " و " ملأا " فتكتبه بألفين؛ لتفرق بالألف الثانية بين فعل الواحد وفعل الاثنين، وكان الكتاب يكتبون ذلك فيما تقدم بألفٍ واحدة، والألفان أجود مخافة الالتباس.
وإذا نصبت الحرف الممدود نحو " قبضتُ عطاءً " و " لبستُ
(1/227)
________________________________________
كساءً " و " شربتُ ماءً " و " جزيتُك جزاءً " فالقياس أن تكتبه بألفين؛ لأن فيه ثلاث ألفاتٍ: الأولى، والهمزة، والثالثة وهي التي تبدل من التنوين في الوقف، فتحذف واحدة، وثبتت اثنتين، والكتَّاب يكتبونه بألف واحدة ويَدَعُون القياس على مذهب حمزة في الوقف عليها.
فإذا كان الحرف مهموزاً مثل قولك: أخطأت خطأ كثيراً و) لوْ يَجدُونَ مَلْجأَ (كتبته بألف واحدة؛ لأنه في الأصل بألفين، فتحذف واحدة وتبقى واحدة على القياس.
وتكتب " هأنتم " و " هأنت " و " هأنا " بألف واحدة وتحذف واحدة.

باب حذف الألف من الأسماء وإثباتها
تحذف الألف من الأسماء الأعجمية نحو: إبراهيم،
(1/228)
________________________________________
وإسمعيل، وإسرئيل وأسحق، استثقالاً لها، كما تترك صرفها، وكذلك سُلَيمن وهرُون وسائر الأسماء المستعملة؛ فأما ما لا يستعمل من الأسماء الأعجمية، ولا يُتَسمَّى به كثيراً، نحو قارون، وطالوت، وجالوت، وهاروت، وماروت؛ فلا تحذف الألف في شيء من ذلك، إلا " داود " فإنه لا تحذف ألفه وإن كان مستعملاً؛ لأن الألف لو حذفت وقد حذفت منه إحدى الواوين لاختل الحرف.
وما كان على فاعل - مثل صلح، وخلد، وملك - فإن حذف الألف منه حسنٌ وإثباتها حسن، وإذا جاء منها أسماء ليس يكثر استعمالها - نحو جابر، وحاتم، وحامد، وسالم - فلا يجوز حذف الألف في شيء منها.
وكل اسم منها يستعمل كثيراً ويجوز إدخال الألف واللام فيه - نحو الحرِث - فإنك تكتبه مع إثبات الألف واللام بغير ألف؛ فإذا حذفت الألف
(1/229)
________________________________________
واللام أثبت الألف فكتبت " حارثٌ قال ذاك ". وقال بعض أصحاب الإعراب: إنهم كتبوه بالألف عند حذف الألف واللام لئلا يشبه " حَرْبا " فيلتبس به، ثم أدخلوا الألف واللام فحذفوا الألف حين أمنوا اللبس؛ لأنهم لا يقولون الحرب، وهو اسم رجل.
وأم ما كان مثال عُثْمَن، ومَرْوان، وسُفْين، فإثبات الألف حسن، والحذف حسن إذا كثر.
ومن ذلك ما لم تحذف ألفه وهو مستعمل؛ مثل: عِمران.
وكتبوا " الرَّحمن " بغير ألف حين أثبتوا الألف واللام، وإذا حذفت الألف واللام فأحبُّ إليَّ أن يعيدوا الألف فيكتبوا " رَحْمَان الدنيا والآخرة ".
وأما شيطان ودِهقان فإثبات الألف فيهما حسن، وكان القياس أن
(1/230)
________________________________________
يكتبوهما إذا دخلت الألف واللام فيهما بغير ألف، إلا أن الكتَّاب مجمعون على ترك القياس.
و" السَّلم عليكم " و " عَبْدُ السَّلمِ " بغير ألفٍ.

باب حذف الألف من الأسماء في الجمع
الخاسرون والشاكرون والصادقون والكافرون والظالمون والفاسقون والفائزون وما أشبه ذلك مما يكثر استعماله، إن حذفت منه الألف فحسنٌ، وإن أثبت الألف فيه فحسنٌ، وأما ما كان من ذوات الواو والياء فليس يجوز فيه إلا إثبات الألف، نحو: هم القاضون والرامون والساعون، وذلك لأنهم حذفوا الياء لالتقاء الساكنين لما استثقلوا ضمةً في الياء بعد كسرة؛ فسكنوا، ثمَّ حذفوا الياء، فكرهوا أن يحذفوا الألف أيضاً فيجحفوا بالحرف، وكذلك المضاعف - نحو: العادّين، والرادادّين - ليس يجوز في إلا لإثبات الألف
(1/231)
________________________________________
للإدغام وذهاب إحدى الدالين في الكتاب.
وحذفوا الألف من السَّموات لمكان الألف الباقية فيها، وهو أجود.
فأما " المسلمات " و " الصالحات " فالإثبات في " المسلمات " أجود من حذفها، وحذف الألف من " الصالحات " أحسن من إثباتها؛ لأنه لا ألف في " المسلمات " إلا التي تحذف، وفي " الصالحات " ألف غير المحذوفة.
و" الدَّهَاقين " وَالدَّكاكين " و " الدَّنانير " و " التَّماثيل " و " المَحَاريب " و " المَصَابيح " إثبات الألف فيها كلها أجود وأحسن.
وكل جماعة ليس بينها وبين وحدها إلا الألف فلا يجوز حذف الألف؛ لئلا يشبه الجميع الواحد، نحو " مساكين " لا يجوز أن تحذف الألف فيظن أنه مسكين، وكذلك " مساجد " و " دراهم " إذا كانت في موضع لا يقع فيه الواحد كتبت بغير ألف فإن كانت في موضع يجوز أن يتوهم فيه الواحد أثبتَّ الألف.
(1/232)
________________________________________
و " الملائكة " إثبات الألف فيها حسنٌ، وحذفها حسن، وهي مكتوبة في المصحف بغير ألف.
و" ثلاثة وثلثون " بغير ألف. و " ثمنية " بغير ألف. و " ثمانون " أثبتَ بعضهم الألف لما حذف الياء، وحذفها بعضهم. و " ثمان عشرة " بألف وغير ألف: إن جعلت فيها الياء حذفت الألف، وإن حذفت الياء منها أثبتَّ الألف، قال الأعشى:
ولقد شرِبْتُ ثَمَانِياً وثَمَانِيا ... وثمانَ عَشْرَةَ واثْنَتَيْنِ وأربَعَا
و" ثمان " إذا كتبتها مفردة غير مضافة أثبت فيها الألف وحذفت الياء. وإذا أضفتها أثبتَّ الياء وحذفت الألف، فتكتب " لثمنِي ليالٍ خلون " و " ثمنِي نِسوةٍ ".
(1/233)
________________________________________
باب " ما " إذا اتصلت
تقول: " ادعُ بم شئت "، و " سل عمَّ شئت "، و " خذه بم شئت "، و " كُن فيم شئت "، إذا أردت معنى سَلْ عن أي شيء شئت نقصت الألف، وإن أردت سل عن الذي أحببت أتممت الألف فقلت: ادعُ بما بدا لك، وسلْ عما أحببت، وخذه بما أردت؛ كل هذا تتم فيه الألف، إلا " بم شئت " خاصةً؛ فإن العرب تنقص الألف منها خاصة، فتقول: ادعُ بمَ شئت، في المعنيين جميعاً.
واعلم أن الحرف يتصل بما اتصالاً لا يتصل بغيرها، تقول إذا استفهمت: فيمَ ضربت؟ فتنقص الألف؛ وإذا كانت في غير الاستفهام أتممت؛ فتقول " جئت فيما سألتُك "، وتقول: " كل ما كان منك حسن " و " إنَّ كلَّ ما تأتيه جميل " فتقطعها؛ لأنها في موضع الاسم، فإذا لم تكن في موضع اسم وصلتها فتقول " كلَّما
(1/234)
________________________________________
جئتُك بَرَرْتَني " و " كلَّما سألتُك أخْبَرْتَني ".
وتكتب " إنما فعلت كذا " و " إنما كلَّمت أخاك "، و " إنما أنا أخوك " فتصل، فإذا كانت في موضع اسم قطعته، فكتبت " إن ما عندك أحبُّ إليَّ " و " إنَّ ما جئتَ به قبيحٌ "، وقد كتبت في المصحف، وهي اسم، مقطوعةً وموصولة، كتبواالكتّاب smile.gif إنَّ ما توعَدُون لآتٍ (مقطوعة، وكتبواالكتّاب smile.gif إنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحرٍ (موصولةً، وكلاهما بمعنى الاسم، وأحبُّ إليَّ أن تفرق بين الاسم والصلة، بأن تقطع الاسم وتصل الصلة.
و" مع ما " إذا كانت بمعنى الاسم فهي مقطوعة، وإذا كانت " ما " صلة فهي موصولة.
وتكتب " أينما كنت فافعل كذا "، و) أينَمَا تكونُوا يُدْرِكْكم الموتُ (و " نحن نأتيك أينما تكون "، موصولةً؛ لأنها في هذا
(1/235)
________________________________________
الموضع صلةٌ وصلت بها " أين "، ولأنه قد يحدث باتصالها معنى لم يكن في " أين " قبل؛ ألا ترى أنك تقول: أين تكون، فترفع؛ فإذا أدخلت " ما " على أين قلت: أينما تكُن نكُن، فتجزم؛ لأن " تكون " في الأول بمعنى الاستفهام، وإذا كانت " ما " في موضع اسم مع " أين " فصلت، فقلت: أينَ ما كنت تَعِدُنا؟ أين ما كنت تقول؟ وتكتب " أيَّما الرجلين لقيت فأكرم "، و) أيَّما الأجَلَيْنِ قَضَيْتَ فلا عُدوانَ علي (متصلةً؛ لأنها صلة؛ ألا ترى أنك تقول " أي الرجلين لقيت فأكرم " و " أيّ الأجلين قضيت فلا عدوان عليَّ ".
وتكتب " أيُّ ما عندك أفضل "، و " أيُّ ما تراه أوفق " فتقطع؛ لأنها في موضع اسم.
وأما " حيثما " فتكتب موصولة، وكتبها بعضهم مفصولةً، وذلك خطأ؛ لأن " حيث " إذا انفردت فهي بمعنى مكان، وترفع الفعل إذا
(1/236)
________________________________________
وليها، تقول " حيث يكون عبد الله أكون "، فإذا زيد فيها " ما " تغيرت وصارت بمعنى " أين " وجزمت الفعل؛ تقول " حيثما تكن أكن "؛ فدخول " ما " عليها يُغير معناها، فكأنها و " ما " حرف واحد، وعلى أن " ما " معها لا تكون أبداً في موضع اسم كما كانت مع " أين " وغيرها في موضع اسم فيجوز فيها ما جاز في غيرها من الفعل.
و" نِعِمَّا " إن شئت وصلت، وإن شئت فصلت، وأحبُّ إليَّ أن تصل للإدغام، ولأنها موصولة في المصحف، و " بئسما " كذلك؛ لأنها وإن لم تكن مدغمة فهي مشبهة بها، وحُجَّة من قطع " نِعْمَ ما " و " بئس ما " أن " ما " معهما في معنى الاسم.
وتكتب " فيمَ أنت " فتصل وتحذف الألف، فإذا كان الكلام خبراً قطعت، فقلت: " تكلم فيما أحببت "؛ لأن " ما " في موضع الاسم.
و" عمَّا " تكتب موصولة للإدغام: كانت " ما " فيها صلة أو اسماً.

باب " مَنْ " إذا اتصلت
تكتب " عَمَّنْ سألتَ " و " ممَّنْ طلبتَ " فتصل للإدغام، وهي ههنا
(1/237)
________________________________________
بمعنى الاستفهام، تريد: عن أي الناس سألت؟ ومن أيهم طلبت؟.
وتكتب " سلْ عمَّنْ أحببت " و " اطلب ممَّن أحببت " فتصل أيضاً، وهي في موضع الاسم للإدغام.
وتكتب " فيمَنْ رغبت؟ " فتصل للاستفهام، وتكتب " كن راغباً في مَنْ رغبت إليه " مقطوعة لأنها اسمٌ.
وتكتب " عمَّا " إذا كانت صلة أو غير صلة، موصولةً للإدغام، نحو قول الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif عمَّا قليلٍ ليُصْبِحُنَّ نادِمين (فهي ههنا صلة؛ لأنه أراد عن قليل، وتقول " سله عمَّا صار إليه " فهي ههنا في موضع اسم.
فأما " مع مَنْ " فإنها مفصولة؛ إذا كانت اسماً أو استفهاماً؛ تقول " مَعَ مَنْ أنت؟ " و " كن مَعَ مَنْ أحببت ".
و" كُل مَنْ " مقطوعة في كل حال.
فأما " مِمَّنْ " و " مِمَّا " فإنهما موصولتان أبداً.
(1/238)
________________________________________
باب " لا " إذا اتصلت
تكتب " أردت ألاَّ تفعل ذلك " و " أحببت ألا تقولَ ذلك " ولا تظهر " أَنْ " في الكتاب ما كانت عاملةً في الفعل؛ فإذا لم تكن عاملة في الفعل أظهرت نحو قولك " علمت أن لا تقولُ ذلك " و " تيقَّنتُ أَنْ لا تفعل ذلك "، ومنه قول الله تعالىالكتّاب smile.gif لئلاَّ يعلَمَ أهلُ الكِتابِ ألاَّ يَقْدِرونَ على شيء مِنْ فَضْلِ الله (ولأن فيه ضميراً، كأنك أردت: علمت أنك لا تقول ذاك، ولئلا يعلم أهل الكتاب أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله.
وتكتب أيضاً " عَلمتُ أنْ لا خيرَ عندهُ " و " ظننت أن لا بأسَ عليه "، فتظهر " أَنْ " لأنه بمعنى علمت أنه لا خير عنده، وظننت أنه لا بأس عليه.
وتكتب " إلاَّ تفعلْ كذا يكُن كذا " فلا تظهر " إنْ ".
(1/239)
________________________________________
وتكتب " كي لا " مقطوعة؛ لأنك تقول " أتيتك كي تفعل " وتقول " أتيتك كي لا تفعل " كما تقول " حتى تفعل " و " حتى لا تفعل ".
وتكتب " كَيْمَا " موصولةً؛ لأنك تقول: " جئتك كي تكرمنا "، و " كيما تكرمنا "، و " لكيما تكرمنا " فيكون المعنى واحداً، وهي ههنا صلة.
وتكتب " هلاَّ فعلت " فتصل، وتكتب " بلْ لا تفعلْ " فتقطع، والفرق بينهما أنَّ " لا " إذا دخلت على " هل " تغير معناها، فكأنها معها حرف واحد، مثل " لم " تكون بمعنى، فإذا أدخلت عليها " ما " تغيرت؛ ألا ترى أنك تقول: " قاربت ذلك الموضع ولمَّا " وتسكت؛ ولا يجوز أن تقول " قاربته ولم " إلاَّ أن تقول " أفْعَلْ "، وكذلك " لو " و " لولا " و " حيث " و " حيثما " وإنما قطعت " بلْ لا " لأنها لا تغير المعنى؛ وإنما هي " لا " التي تدخل للإباء، نحو " بل تفعل " و " بل لا تفعل " مثل " كي تفعل " و " كي لا تفعل ".
وتكتب " لِئَلاَّ " مهموزة وغير مهموزة بالياء؛ وكان القياس أن تكتب بالألف. ألا ترى أنك تكتب " لأنْ " إذا كانت اللام مكسورة بالألف، وكذلك
(1/240)
________________________________________
يجب أن تكتب إذا زيدت عليها " لا "، ولم يحدث في الكلام شيء غير معنى الإباء، إلا أن الناس اتبعوا المصحف، وكذلك " لئنْ فعلت " كذا لأفعلنَّ كذا " كتبت بالياء، اتباعاً للمصحف، وكان القياس أن تكتب بالألف لأنها " إنْ " زيدت عليها اللامُ.

باب حروفٍ تُوصل بما وبإذ، وغير ذلك
تقول: " عمَّ تسأل " و " فيم ترغب " و " فيم جئت " و " لمَ تكلمتَ " و " بمَ " و " حتَّامَ " و " عَلاَمَ " تحذف الألف في الاستفهام؛ فإذا كان الكلام خبراً أثبتَّ الألف فقلت " سلْ عمَّا أردت " و " تكلم فيما أحببت ".
و" يَوْمَئِذٍ " و " حينَئِذٍ " و " لَيْلَتَئِذٍ " و " زَمَانَئِذٍ "، يوصل ذلك كله.
وتكتب " وَيْلُمِّهِ " موصولة إن لم تهمز كما قال الهذلي:
(1/241)
________________________________________
وَيْلُمِّهِ رَجلاً تأتي بهِ غَبَناً ... إذا تَجَرَّدَ لا خَالٌ ولا بَخَلُ
فإن أنت همزت كتبت " ويلٌ لأمِّه ".

باب الواوين تجتمعان في حرف واحد والثلاثة يجتمعن
تكتب " طاوُس " وَناوُس " و " داوُد " بواو واحدة، وتحذف واحدة استخفافاً؛ إذ كان ما بقي دليلاً على ما ذهب. وكذلك) فأْوُا إلى الكهفِ (و " ساوُا فلاناً في مكانه " و) هلْ يَسْتَوُن (و) يَلْوُن ألسنتهمْ (، هذا كله يكتب بواو واحدة، وذلك أقيس إذا انضمت الواو الأولى؛ وقد كتب ذلك كله بواوين أيضاً.
فإذا انفتحت الواو الأولى لم يجز إلا أن يكتب بواوين، نحو: " احْتَوَوْا على المكان " و " اسْتَوَوْا " و " اكْتَوَوْا ") لَووْا رُؤوسهُم (و) آوَوْا ونصروا (، وهذا كله ماضٍ.
(1/242)
________________________________________
فإذا اجتمعت ثلاث واواتٍ حذفت واحدة واقتصرت على اثنتين، نحو قول الله تعالىالكتّاب smile.gif لَوَّوْا رُؤُسهم (، وكذلك إن كان ما قبل الواو الأولى مضموماً نحو " أنتم تسوؤُن زيداً " و " تَنُوؤُن بالأيدي " و " أنتم مغزُوُّون " و " مدعوُّون " تكتب هذا كله بواوين وتسقط واحدة.

باب الألف واللام للتعريف
يدخلان إلى لامٍ من نفس الكلمة
كل اسم كان أوله لاماً ثم أدخلت عليه لام التعريف كتبته بلامين نحو قولك " اللَّهمَّ " و " اللَّحم " و " اللَّبن " و " اللّجام " إلا " الَّذي " و " الَّتي " فإنهم كتبوا ذلك بلام واحدة، لكثرة ما يستعمل؛ فإذا ثنَّيت " الَّذي " كتبت " اللَّذان " و " اللَّذين " بلامين؛ لتفرق بين التثنية والجمع؛ فأما " اللَّتان " و " اللاَّتي " و " الَّلائي " فكلُّها يكتب
(1/243)
________________________________________
بلامين، و " الَّتي " تكتب بلام واحدة.
وقد اختلفوا في " اللَّيلة " و " اللَّيل " فكتبه بعضهم بلام واحدة اتباعاً للمصحف، وكتبه بعضهم بلامين.
وكل شيء من هذا إذا أدخلت عليه لام الإضافة كتبته بلامين وحذفت واحدة؛ استثقالاً لاجتماع ثلاث لامات.

باب هاء التأنيث
هاء التأنيث تكتب هاء أبداً، إلا أن تضاف إلى مَكْنِيٍّ فتصير تاء، نحو " شَجَرَتُكَ " و " نَاقَتُك " و " رَحْمَتك "، وقد كتبوها تاء في مواضع من القرآن، وهاء في مواضع؛ فأما من كتبها تاء فعلى الإدراج، وأما من كتبها هاء فعلى الوقف.
وأجمع الكتاب على أن كتبوا " السَّلمُ عَلَيْكُم ورَحْمَت الله " بالتاء، وأعجب إليَّ أن تكتبه كله بالهاء على الوقوف عليه، إلا ما
(1/244)
________________________________________
اجتمعوا عليه في " رحمت الله " خاصة في أول الكتاب وآخره.
و" هَيْهَات " يوقف عليها بالهاء والتاء، والإجماع في كتابتها على التاء.

باب ما زِيدَ في الكتاب
تدخل في " عمرٍو " - في حال رفعه وجره - الواو؛ فرقاً بينه وبين " عُمَر " فإذا صرت إلى حال النصب لم تلحق به واواً؛ لأن " عَمْراً " ينصرف، و " عُمَر " لا ينصرف؛ فكان في دخول الألف في عمرو، وامتناعها من دخولها في عُمَر في حال النصب فرق، فلم يأتوا بفرقٍ ثانٍ؛ فإذا أضفته إلى مَكْنِيّ لم تلحق به واواً في شيء من حالاته؛ فتقول " هذا عَمْرك " و " عَمْرنا " لأن المضمر مع ما قبله كالشيء الواحد، وهو كالزيادة في الحرف؛ فكرهوا أن يجمعوا فيه زيادتين؛ فإذا
(1/245)
________________________________________
قلت " لَعَمْرُ الله " لم تلحق به واواً؛ فإذا أردت عُمْراً من عمور الأسنان لم تلحق به واواً؛ لأنه لا يقع فيه لَبْس بينه وبين غيره فيحتاج إلى فرق.
و" أُولئك " زيد فيها واو؛ ليفرق بها بينها وبين " إليك " و " أولي " أيضاً بواو.
و" مائة " زادوا فيها ألفاً؛ ليفصلوا بها بينها وبين " منه " ألا ترى أنك تقول: " أخذتُ مائة " و " أخذتُ مِنْهُ " فلو لم تكن الألف لالتبس على القارئ.
وتكتب " يَأُوخَيَّ " مصغراً بواو مزيدة؛ ليفرق بها بينها وبين " يا أَخِي " غير مصغر.
وزادوا ألف الفصل بعد الواو ليفرق بها بين واو الجميع وواو النسق، وقد بينا ذلك فيما تقدم من الكتاب.
(1/246)
________________________________________
باب من الهجاء أيضاً
تكتب " الصَّلوة " و " الزكَوة " و " الحيوة " بالواو اتباعاً للمصحف، ولا تكتب شيئاً من نظائرها إلا بالألف مثل " قَطَاة " و " قَنَا " ة و " فَلاة "، وقال بعض أصحاب الإعراب: إنهم كتبوا هذا بالواو على لغات الأعراب، وكانوا يميلون في اللفظ بها إلى الواو شيئاً، وقيل: بل كتبت على الأصل، وأصل الألف فيها واوٌ؛ فقلبت ألفاً لما انفتحت وانفتح ما قبلها، ألا ترى أنك إذا جمعت قلت: صَلَوات، وزَكَوات، وحَيَوَات، ولولا اعتياد الناس لذلك في هذه الأحرف الثلاثة وما في مخالفة جماعتهم لكان أحبَّ الأشياء إليَّ أن يكتب هذا كله بالألف.
فإذا أضفت شيئاً من هذه الحروف إلى مَكْنِيّ كتبتها كلها بالألف، تقول: " صَلاَتي " و " صَلاَتك " و " زَكَاتي " و " زَكَاتك "
(1/247)
________________________________________
و " حَيَاتي " و " حَيَاتك ".
وتكتب في صدر الكتاب " سَلمٌ عليكَ " وفي آخره " السَّلمُ عليك "؛ لأن الشيء إذا بديء بذكره كان نكرة، فإذا أعدته صار معرفة، وكذا كل شيء نكرة حتى يُعرَّف بما عُرِّف، تقول " مرَّ بنا رَجل " ثم تقول " رأيتُ الرَّجل قد رَجَعَ " أو تقول " رأيتُهُ قد رَجَعَ " فكذلك لما صرت إلى آخر الكتاب، وقد جرى في أوله ذِكر السلام عرفته أنه ذلك السلام المتقدم.
وتكتب " أيُّها الرَّجل " و " أيُّها الأمير " بألف، وقد كتبت في المصحف بألف وغير ألف على مذهب القراء واختلافهم في الوقوف عليها.
وتكتب " إذاً " بالألف ولا تكتبه بالنون؛ لأن الوقوف عليها بالألف، وهي تشبه النون الخفيفة في مثل قوله تعالىالكتّاب smile.gif لَنَسْفَعاً بالنَّاصية () ولَيَكُوناً منَ الصَّاغرين (إذا أنت وقفتَ وقفت
(1/248)
________________________________________
بألف، وإذا وصلتَ وصلت بنون.
وقال الفراء: ينبغي لمن نصب بإذن الفعل المستقبل أن يكتبها بالنون؛ فإذا توسطت الكلام، وكانت لغواًُ، كتبت بالألف.
وأحبُّ إليَّ أن تكتبها بالألف في كل حال؛ لأن الوقوف عليها بالألف في كل حال.
وتكتب " فَرَأيكما " و " فَرَأيكم " فإن نصبت رأيك فعلى مذهب الإغراء، أي: فَرَأيك، وإن رفعت لم ترفع على مذهب الاستفهام، ولكن على الخبر، وكتبت " موفقاًَ إن أردت الرأي، و " مُوَفَّقَيْن " إن أردت الرجلين، وإن كتبت إلى حاضر فنصبت، وإن كنت تنصب " فَرَأيك " لم يجز أن تكتب " فَرَأى الأمير " لأنه بمنزلة الغائب، ولا يجوز أن تُغري به.
(1/249)
________________________________________
باب ما يكتب بالياء والألف من الأفعال
إذا كان الفعل على ثلاثة أحرف، ولم تدرِ أمن ذوات الياء هو أو من ذوات الواو رددته إلى نفسك، فما كانت اللام فيه ياء كتبته بالياء، نحو: قَضَى ورَمَى وسَعَى، لأنك تقول: قَضَيتُ ورَمَيتِ وسعيتُ، وما كان لام فعلتُ منه واواً كتبته بالألف، نحو: دَعَا وغَزَا وسَلا؛ لأنك تقول: دعوت وغزوت وسَلَوْتُ.
وكل ما لحقته الزيادة من الفعل لم تنظر إلى أصله وكتبته كله بالياء؛ فتكتب " أغزَى فلانٌ فلاناً " بالياء وهي من " غزوت " و " أدنى فلانٌ فلاناً " وهو من " دَنَوْت " و " ألهَى فلانٌ فلاناً " وهو من " لَهَوْت " فتكتب ذلك كله بالياء؛ لأنه يصير إلى الياء، ألا ترى أنك تقول:
(1/255)
________________________________________
أغْزَيت وأدْنَيت وأَلْهيت، وكذلك يكتب يُغْزى ويُلْهى ويُدْنى ويُدْعى، وكل ما كان من الياء والواو فتثنيته بالياء؛ لأنك تقول: يُغْزَيان ويُدْعَيان ويُدْنَيان ويُلْهَيان.

باب ما يكتب بالألف والياء من الأسماء
كل اسم مقصور على ثلاثة أحرف: فإن كان من بنات الياء كتبته بالياء، وإن كان من بنات الواو فاكتبه بالألف، ويدلك على ذلك تثنية الاسم والرجوع إلى الفعل الذي أخذ منه الاسم، فتكتب " قَفاً " و " عَصاً " و " رَجَا البئرِ " بالألف؛ لأنك تقول في تثنيته: قَفَوَان وعَصَوَان ورَجَوَان، وترد إلى الفعل؛ فتقول " قد قَفَوْت الرَّجل " إذا اتبعته، و " عَصَوْتُه " إذا ضربته بالعصا، ولم يمكنك في " رَجَا " أن ترده إلى فعل فدلَّتك عليه التثنية، قال الشاعر:
(1/256)
________________________________________
فلا يُرمَى بيَ الرَّجَوَانِ إنِّي ... أقلُّ القومِ مَنْ يُغنِي مَكَانِي
وتكتب الهُدى والهَوى - هوى النفس - والمَدَى الغابة؛ بالياء؛ لأنك تقول في تثنيته: هُدَيَان، وهَوَيَان، ومَدَيَان.
فإن أشكل عليك من هذا الباب حرف ولم تعرف أصله ولا تثنيته فرأيت الإمالة فيه أحسن فاكتبه بالياء، وإن لم تحسن فيه الإمالة فاكتبه بالألف حتى تعلم.
وإذا ورد عليك حرف قد ثُنِّي بالياء وبالواو عملت على الأكثر الأعم، نحو رَحَى؛ لأن من العرب من يقول " رَحَوْت الرَّحَا " ومنهم من يقول " رَحَيْت الرَّحَى " وأن تكتبها بالياء كان أحبُّ إليَّ؛ لأنها اللغة العالية، قال مُهلهلٌ:
كأنَّا غُدوةً وبَني أبِينَا ... بجَنْبِ عُنَيْزَةٍ رَحَيَا مُديرِ
(1/257)
________________________________________
وكذلك " الرِّضا " من العرب من يثنيه " رِضَيَان " ومنهم من يثنيه " رِضَوَان " وأن تكتبه بالألف أحبُّ إليَّ؛ لأن الواو فيه أكثر، وهو من " الرِّضوان ".
وكل مقصور جاوز ثلاثة أحرف فاكتبه بالياء؛ لأنك إنما تثنِّيه بالياء، نحو: مُعَلًّى، ومُثَنًّى، ومَغْزًى، ومَلْهًى، ومُدَّعَى، ومُشْتَرًى، وكذلك " أعْمَى " و " أظْمَى " و " أعْشَى "، و " هو أدْنَى منك " و " أعلى عيناً " وكذلك " مِقْلى " وهو من " قَلَوْت البُسْرَ " و " مُعَافَى " و " مُنَادًى "، ولا تبال أكان أصله الواو أم الياء، وتكتبه بالياء على التثنية.
إلا ما كان في آخره ياآن فإنه يكتب بالألف؛ لكراهتهم اجتماع ياءين في آخر الاسم، نحو " العُلْيا " و " الدَّنيا " و " القُصْيَا " ونحو " مُعَيًّا " و " مُحَيًّا " و " عام حَياً " و " رُؤْيا " و " سُقْيا "، خلا " يَحْيَى " الذي هو اسم؛ فإن الكتَّاب اجتمعوا على أن كتبوه بالياء، ولم يلزموا فيه القياس،
(1/258)
________________________________________
وأحسبهم اتبعوا فيه المصحف، وكذلك إذا كان مثل هذا على يفعل فلانٌ نحو " فلان يَعْيا بالأمر " و " يَحْيَا سِنينَ " كتبت بالألف؛ كراهة لاجتماع ياءين في آخره.
وكذلك تكتب " شَأي فلانٌ فُلاناً " أي: سَبَقَه، بالياء، وهو من " شأوْتُ " كراهة لاجتماع ألفين في آخره.
وتعتبر المصادر بأن ترجع إلى المؤنث؛ فما كان من المؤنث بالياء كتبته بالياء، نحو " العَمَى " و " الظَّمَى " لأنك تقول: " عَمْياء "، و " ظَمْياء "، وما كان من المؤنث بالواو كتبته بالألف، نحو " العَشَا " في العين، و " العَثَا " وهو كثرة شعر الوجه، و " القَنَا " في الأنف، تقول: عَشْواء، وقَنْواء، وَعَثواء.
وكذلك كل جمع ليس بينه وبين واحده في الهجاء إلا الهاء من
(1/259)
________________________________________
المقصور، نحو: الحَصَى، والنَّوى، والقَطَا؛ فما كان جمعه بالواو كتبته بالألف، نحو: قطاً، لأنه يجمع أيضاً قَطَوات، وما كان جمعه بالياء كتبته بالياء، نحو: حصًى، ونوًى، لأنه يجمع أيضاً حَصَيَات، ونَوَيَات.
وكل هذه الحروف إذ أنت أضفتها إلى مَكْنِيّ كتبت ما كان منها بالواو بالألف، وما كان منها بالياء بالألف؛ فتكتب صُغْراهم وكُبْراهم وحَصَاك ونَوَاك وأشباه ذلك وإحداهما، وكذلك الأفعال إذا أوقعتها على مَكْنِيّ كتبت ما كان منها بالياء بالألف، نحو " قضاه حقَّه " و " رَمَاهم عن قوس "، و) فَدَلاَّهُما بِغُرُورٍ (وقد خالف الكتَّاب في هذا المصحف.

باب الحروف التي تأتي للمعاني
تكتب " عَسَى " بالياء؛ لأنك تقول " عَسَيْتُ أن أفعل ذاك " قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif فَهَلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيتمْ (قرئت بفتح السين وكسرها.
(1/260)
________________________________________
وتكتب " بَلَى " و " مَتَى " و " أنَّى " بالياء؛ لأن الإمالة فيها أحسن وأفصح من التفخيم.
فأما " عَلَى " و " إلى " و " لَدَى " فإن القياس كان فيها أن يكتبن بالألف؛ لأن الإمالة لا تجوز فيهنَّ، وإنما كتبن بالياء؛ لأنك تقول: عَلَيك، وإِلَيْك، ولَدَيك.
وأما " كِلاَ " و " كِلْتا " فقد اختلف فيهما، والذي أستحب أن يكتبا إذا وليا حرفاً رافعاً بالألف؛ فتكتب " أتاني كِلاَ الرَّجلين " و " أتاني كِلْتَا المرأتين " وإذا وليا حرفاً ناصباً أو خافضاً كتبا بالياء؛ فتكتب " رأيت كِلَى الرجلين "، و " مررت بِكِلْتَى المرأتين "، وإنما قرنت بينهما في الكتاب في هاتين الحالتين؛ لأن العرب فرقت بينهما في اللفظ مع المكنى، فقالوا: " رأيتُ الرجلين كِلَيْهِما " بالياء، و " مَرَرْتُ بهما كِلَيْهما " و " رأيتُ المرأتين كلتيهما " و " مررت بهما كلتيهما "؛ فلفظوا بهما مع الناصب والخافض بالياء، وقالوا: " جاءَنِي الرَّجُلان
(1/261)
________________________________________
كِلاَهُما " و " المرأتان كِلْتَاهُما "؛ فلفظوا بهما مع الرافع بالألف.

باب ما نقص منه الياء لاجتماع الساكنين
تكتب " هذا قاضٍ " و " غازٍ " و " رامٍ " و " مُهْتَدٍ " و " مُقْتَضٍ " و " مُفْتَرٍ " و " مُشْتَرٍ "، وكل ما أشبه هذا في حال الرفع والخفض بلا ياء، استثقالاً لمجيء الضمة بعد الكسرة والياء، ومجيء كسرة بعد كسرة وياء؛ ولأن أكثر العرب إذا وقفوا وقفوا بغير ياء؛ فإذا صرت إلى حال النصب أتممته فقلت: " رأيتُ قاضياً " و " رامياً " و " مُهْتَدِياً " و " مُشْتَرِياً ".
فأما مالا ينصرف مثل: جَوَارٍ، ولَيَالٍ، وسَوَارٍ؛ فإنك تكتبه في حال الرفع والخفض بلا ياء، تقول " هؤُلاء جَوَارٍ " و " مضتْ ثلاثُ لَيَالٍ "، فإذا صرت إلى حال النصب قلت " رأيتُ جَوَارِيَ " و " سرتُ لَيَاليَ " فلا تصرفه لأنه تم في حال النصب؛ فصار جمعاً ثالثه ألف، وبعد الألف حرفان، ونقص في حال الرفع والخفض فصرفته.
وكل هذا إذا أضفته إلى ظاهرٍ أو مَكْنِيّ أثبتَّ فيه الياء؛ لأن التنوين يذهب مع الإضافة فترد الياء؛ فإذا ألحقت في جميع هذا ألفاً ولاماً للتعريف أثبت الياء في الكتاب، نحو قولك: " هذا القاضي " و " هذا المهتدي " و " هنَّ الجواري "، وقد يجوز حذفها؛ وليس بمستعمل إلا في كتاب المصحف؛ فإن كانت الياء مثقلة لم تحذف، نحو " بَخَاتِيّ " و " أَمَانِيّ " و " أَوَارِيّ ".
وتكتب " لثمانٍ خَلَوْن " فإن أضفت الثماني إلى الليالي كتبت بالياء؛ فتقول " لِثَمَنِي لَيَالٍ خَلَوْن " فتلحق الياء مع الإضافة، وليس سبيل ثمان سبيل جَوَارٍ وسَوَارٍ في الامتناع من الانصراف؛ لأن ثمانياً بمنزلة " رَجُل يَمَانٍ " منسوب إلى اليمن؛ خففت ياء النسب فيه وألحقت الألف بدلاً منها، قال الأعشى:
ولقدْ شربتُ ثَمَانياً وثَمَانياً ... وثَمَان عَشْرَةَ واثْنَتَيْنِ وأرْبَعَا
فصرف " ثمانياً " إذ كانت على ما أخبرتك به وشبيهٌ به في النسب - وإن لم يكن مثله - " بِرْذَوْنٌ رَبَاعٍ "، فإذا نصبت قلت " ركبتُ بِرْذَوْناً رَبَاعِياً " فأتممت، قال الشاعر:
رَبَاعِياً مُرْتَبِعاً أوْ شَوْقَبَا

باب الأمر بالمعتلّ من الفعل
تقول " قلْ " و " بعْ " و " خَفْ "، ذهبت الواو والياء والألف لاجتماع الساكنين؛ فإذا ثنَّيت قلت " قُولا " و " بِيعا " وكذلك في الجميع " قُولُوا " و " بِيعُوا " و " خَافُوا " تظهر ما ذهب في الواحد؛ لتحرُّك الحرف الآخر، وتقول للمرأة " قُولي " و " بِيعي " و " خَافي " فلا تُسقط حرف المد لتحرك الحرف الذي يليه.
فإذا أمرت بالمهموز من الأفعال مثل " أمَر يأمُر " و " أكَل يأكُل " وسَأل يسأل " و " جَاء يجيءُ " فالمستعمل في أمر يأمر أن تقول " مُرْ فلاناً بكذا " فإذا اتصل بواو أو فاء قبله قلت " وأْمُر فلاناً، فأمره " قال الله سبحانه وتعالىالكتّاب smile.gif وأْمُرْ قومَكَ يأخُذُوا بأحْسَنِها (، وقال تعالى) وأْمُرْ أهلَكَ بالصَّلاةِ واصْطَبِرْ عَلَيْها (، ويجوز " اومُرْ فلاناً " بلا واو ولا فاء قبله، وليس بمستعمل، والمستعمل في " كُلْ " الحذف في كل حال: اتصل بواو أو فاء أو لم يتصل، ولم يسمع غير ذلك، والمستعمل في مثل " أَجَرَهُ الله يأجُرُه " الإتمام، في الانفراد والاتصال، تقول " الَّلهمَّ اؤجُرْني في مُصيبتي "؛ فأما " سأل يسأل " فإن شئت ابتدأت فقلت: " اسأَلْ فلاناً عن كذا "، وإن شئت قلت " سَلْ فلاناً " وهو أحبُّ إليَّ؛ لأنها كذلك كتبت في المصحف إذا لم تتصل، بلا ألف قبلها؛ وإن اتصلت بواو أو فاء؛ فإن شئت ألحقت فيها ألفاً في أولها وهمزت فقلت: " واسْأَلِ الله، فاسْأَلِ الله "، وإن شئت حذفت الألف وحذفت الهمزة فقلت: " وَسَلِ الله، فاسْأَلِ الله "، وإذا أمرت من جاء يجيء قلت " جيءْ إلينا "، وكذلك إن اتصل، وإن ثنيت قلت " جيآ "، و " جِيؤُا " في الجمع، مثل جِيعا وجِيعُوا.
وإذا أمرت من مثل " وَعَيت الحديث " و " وَقَيْتك بنفسي " و " وَشَيْت الثَّوب " زدت هاء في اللفظ إذا وقفت، وهاء في الكتاب؛ فتكتب " عِهْ كلامي " قِهْ زيداً بنفسك "، " شِهْ ثوبك " لأنه لا تكون كلمة على حرفٍ واحدٍ؛ فإن وصلت ذلك بفاء أو واو؛ فإن شئت أقررت الهاء، وإن شئت حذفتها، والحذف أحبُّ إليَّ، تقول " قُمْ فَقِ زيداً بنفسك " و " اذهبْ فَلِ عَمَلَكَ و " اذهبْ فَشِ ثوبَكَ "، وإن وصلت ذلك بثُمَّ ألحقت الهاء؛ لأن ثم حرف منفصل قائم بنفسه لا يتصل بما بعده اتِّصال الواو والفاء.
وتقول: " رُدَّ وارْدُدْ، وشُدَّ واشْدُدْ "؛ فإذا ثنيت قلت: " ردَّا، وشدَّا " ولا تقول: " ارْدُدَا واشْدُدَا "، وكذلك الجمع، إلا في النساء؛ فإنك تقول " ارْدَدْنَهُ ".

باب الهمز
إذا سكنت الهمزة وقبلها فتحة كتبت ألفاً، نحو " قَرَأت " و " مَلأت " و " رأس " و " بأس "، وإن انكسر ما قبلها كتبت بالياء، نحو " بَرِئْتُ " و " شِئْتُ "، وإن انضم ما قبلها كتبت واواً، نحو " جَرُؤْت " و " وَضُؤْت " و " جُؤْنَة " و " لُؤْم ".
فإذا كانت آخراً قبلها فتحة كتبت في الرفع والنصب والخفض ألفاً؛ فتقول " مررتُ بالملأ " و " أقررتُ بالخطأ " و " رأيتُ الملأ " و " عرفتُ الخطأ " و " هذا الملأُ " و " هو يقرأُ " و " يبرأُ منك "؛ فإن أضفت الحرف إلى ظاهرٍ فهو على حاله، تقول: " رأيتُ ملأهُم " و " عرفتُ خَطَأهُم " و " لن أقْرَأَه " وتجعلها في الرفع واواً، تقول هو " يَقْرَؤهُ " و " يَمْلَؤه " و " هل أتَاكَ نَبَؤُهم " و " مَلَؤُهم "، هذا المذهب المتقدم.
وكان بعض كتَّاب زماننا يدع الحرف على حاله بالألف فيكتب " هو
(1/262)
________________________________________
يقرأُه " و " هو يملأَه " و " هذا ملأُهُم " و " هو يَشْنَأك " و " الله يكلأُك " و " فلانٌ لا يَرْزَأُك شيئاً "، ويدل على الهمز والإعراب فيها بضمة يوقعها فوق الألف، وإنما اختار الألف لأن الوقوف على الحرف إذا انفرد وأبدل من الهمزة على الألف، وكذلك يكتب منفرداً، فتركه على حاله إذا أضيف.
وتجعلها في الخفض ياء فتقول " مررتُ بِمَلَئِهمْ " و " سمعت بِنَبَئِهم ".
وكان المختار في الرفع أن تترك الحرف على حاله مكتوباً بالألف، ويختار في الخفض مثل ذلك، وتوقع تحت الألف كسرة يدل بها على الهمزة والإعراب.
فإن انضم ما قبل الهمزة جعلتها واواً على كل حال، فتكتب " لم يَوْضُؤ الرجل " و " لن يَوْضُؤَ الرجل " و " مررت بأكْمُؤِكَ " و " رأيت أكْمُؤَكَ ".
(1/263)
________________________________________
وإن انكسر ما قبلها جعلتها ياء على كل حال، فتكتب هو " يُقْرِئك السلام " و " هذا قارِئُنا " و " هو يريد أن يستقرِئَكَ ".
وإذا كانت الهمزة مضمومة أو مكسورة وبعدها ياء أو واو كتبت بياء واحدة أو واو واحدة، وحذفت الهمزة، فتكتب " اقرَؤُا " و " قد قَرَؤُا القرآن " و " هم يقرُؤُن " و " وهم يَهْزَؤن بنا " و " هم يَمْلَؤن " و " هم مُسْتَهزِؤُن " و " هؤلاء مُقْرِؤُن " و " مُخْطِؤُن "، هذا الذي عليه المصحف ومتقدمو الكتاب.
وقد كتبه بعض الكتاب بياء قبل الواو " مستهزئون " و " مقرِئون "، وذلك حسنٌ.
وكذلك إذا كان بعد الهمزة ياء الجميع أو ياء المؤنث اقتصروا على ياء واحدة، نحو قولك للمرأة " أنك تَسْتَهْزِئِنَ " و " تَتَّكِيئِنَ، ونحو قولك " مررت بقوم مُتكِئِنَ " و " مُخْطِئِنَ " لا اختلاف في ذلك.
(1/264)
________________________________________
ومما اختلفوا فيه " مَؤُنة " و " شؤُن " جمع شأن، و " رُؤُس " و " رجل سَؤُل " و " يَؤُس ": كتبه بعضهم بواوين، وكتبه بعضهم بواو واحدة، وكلٌّ حسن.
فأما " الموْؤُدة " فإنها كُتبت في المصحف بواو واحدة، ولا أستحب للكاتب أن يكتبها إلا بواوين؛ لأنها لثلاث: إحداهن همزة مضمومة تبدل منها واواً، فإن حذفت اثنتين أجحفتَ بالحرف.
وكذلك اختلفوا في مثل " لَئِيم " و " رَئِيس " و " بَئِيس " و " زَئِير " فكتبه بعضهم بياء واحدة اتباعاً للمصحف، وكتبه بعضهم بياءين، وهو أحبُّ إليَّ.
وأما ما جاء على أفْعُلٍ والعين همزة نحو " أفؤس " و " أرؤس " جمع فأس ورأس، و " أسْؤُق " جمع ساق، و " أثْؤُب " جمع ثوب؛ فأحبُّ إليَّ أن يكتب ذلك كله بواو واحدة، وحذفها جائز.
(1/265)
________________________________________
باب الهمزة في الفعل إذا كانت عَيْناً وانفتح ما قبلها
إذا كانت كذلك كتبت إذا انضمت واواً، وإذا انكسرت باء، وإذا انفتحت ألفاً، نحو " سأل " و " زَأر الأسد " و " سَئِم " و " يَئِس " و " لَؤُم " و " بَؤُس " إذا اشتدت حاجته، فإذا قلت من ذلك يفعل حذفت، فكتبت " يَسْئَل " و " يَزْأَر " و " يَسْئَم " و " يَيْئَس " و " يَلْئُم " و " يَبْئُس " وقد أبدل منها بعضهم، والحذف أجود، وبالحذف كتبت في المصحف إلا في حرف واحد) يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ (، وإنما كتبت كذلك على قراءة من قرأها " يَسَّاءلون " بمعنى يَتَسَاءلون، وكذلك تكتب " مَسَئْلَة " و) أَصْحَابُ المَشْئُمُة (بالحذف، وكذلك يكتب " مَشْؤُم " و " مَسْؤُل " و " مَشْؤُف " بواو واحدة؛ لسكون ما قبلها واجتماع واوين.

باب الهمزة تكون آخر الكلمة وما قبلها ساكن
إذا كانت الهمزة كذلك حذفت في الرفع والخفض، نحو قول الله عزّ وجلّ) يومَ ينظرُ المرُء مَا قَدَّمتْ يَدَاهُ (، و) لكمْ فِيها
(1/266)
________________________________________
دِفْءٌ (و) مِلءُ الأرضِ ذَهَباً (، وكذلك إن كانت في موضع نصب غير منون، نحو قوله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif يُخْرِجُ الخِبْءَ (، فإذا كانت في موضع نصب منون ألحقتها ألفاً نحو قولك: " أخرجتُ خِبئاً " و " أخذتُ دِفئاً " و " بَرَأتُ بُرْءاً " و " قرأتُ جُزْءاً "، فإن أضفتها إلى مضمرٍ فهي في الرفع واو، وفي الجرياء، وفي النصب ألف، تقول " خَبْؤُك " و " دِفْؤُهم " و " مررت بمَرْئِكَ " و " خَبْئِكَ " و " شربت مِلأها " و " أخذت دِفْأها "، كذلك إذا ألحقتها هاء التأنيث جعلتها ألفاً؛ لأن هاء التأنيث تفتح ما قبلها، تقول " المرأة " و " الكَمْأة " و " الجُرْأَة " و " النَّشْأَةُ الأولى " و " وَجَأته وَجْأة " فإن كان قبل هاء التأنيث ياء أو واو أو ألف حذفت الهمزة، نحو " الهَيْئَة " و " السَّوْءَة " و " الفَيْئَة ".
وتكتب مثل " جايٍّ " و " شايٍّ " بياء واحدة وتجعل الياء تدل على الهمزة إذا كانت مكسورة، فأما الياء الثانية فمحذوفة كما
(1/267)
________________________________________
حذفت من قاضٍ ورامٍ، وكذلك تكتب " مَرَايءٍ " جمع مرآة، و " مَسَايءٍ " جمع مَسَاءة، بياء واحدة، وتكتب " مُنِيءٍ " و " مُرِيءٍ " إذا أردت مفعلا من أنآني فلانٌ، أي: أبْعَدَني، وأَرَأْتِ الشاة إذا استبان حَمْلُها - بياء واحدة.

باب الهمزة تكون عيناً واللام ياء أو واواً
نحو " رَأَيت " و " نَأَيت " و " وَأَيْتُ " و " شَأَوْتُ القوم " أي: سبقتهم، و " بَأَوْتُ عليهم " إذا تعظمت عليهم؛ تكتب فَعَلَ من ذلك كله بألف وياء بعدها، نحو " رأى " و " نَأَى " و " شَأَى " و " بَأَى " و " وَأَى " وإنَّما كتبت بنات الواو منه بالياء لأنك كرهت الجمع بين ألفين، وتكتب يَفْعَل منه مثل " يَنْأُى " و " يَشْأَى " و " يَبْأَى " بياء بعد ألف، وكان بعضهم يكتبه بغير ألف " يَنْئَى " و " يَشْئَى " و " يَبْئَى " كما كتب " يَسْئَل " و " يَسْئَم " بلا ألف، ولا أحب ذلك؛ لأن هذا معتلُّ موضع اللام من الفعل؛ فلا يجمع عليه مع الاعتلال الحذف.
فأما " يَرَى "؛ فكلهم يحذف الهمزة منها فيكتبها أيضاً بالحذف.
(1/268)
________________________________________
فإن أضفت إلى المضمر فهو أيضاً بألف واحدة نحو " نآهُ " و " شآهُ " و " وآهُ " لأنك تجعل بنات الواو مع المضمر ألفاً، فاستثقلوا جمع ألفين وكذلك " رآهُ ".

باب ما كانت الهمزة فيه لاما وقبلها ياء أو واو
نحو " جِئت " و " شِئت " و " سِؤْتُ فلاناً " و " نُؤْت " تكتبه إذا أردت تَفْعُلُون " تَسُوؤُن " و " تَنُوؤُن " بواوين؛ لأنها ثلاث واوات فتحذف واحدة، وكذلك أنتم مسوؤن فإذا أردت تفعلون من أساء قلت: " يُسِيؤُن " بياء وواو واحدة؛ لأنهما واوان فتحذف واحدة.
ولو كان الحرف من غير المعتل مثل تفعلون من أخطأ لكتبت
(1/269)
________________________________________
" تُخْطِؤُن " و " تُقْرِؤن " حذفت الياء كما أخبرتك، ولا تحذف الياء من " تسيؤن " لأنك قد حذفت واواً؛ فلو حذفت الياء أيضاً لأجحفت بالحرف، فإذا قلت للمرأة " أنت تُسِيئنَ " و " تَجِيئِنَ " حذفت ياء واحدة واقتصرت على اثنتين، وكذلك " تَنُوئِنَ " و " تَسُوئِنَ فلاناً " بياء واحدة وتحذف واحدة.

باب التأريخ والعدد
المؤنث فيما بين الثلاث إلى العشر بغير هاء، تقول " ثلاث ليالٍ " إلى " عشر ليال " والمذكر بالهاء، تقول " ثلاثة أيام " إلى " عشرة أيام "، وتقول " إحدى عشرَةَ ليلَةً " و " اثنتا عشرة ليلةً " إلى " تِسْعَ عَشْرَةَ ليلة " فتلحق الهاء في العدد الثاني وتحذفها من الأول، وفي المذكر " أَحَدَ عَشَرَ يوماً " و " اثْنَا عَشَرَ يوماً " و " ثَلاثَةَ عَشَرَ يَوماً " إلى " تِسْعَةَ عَشَرَ يَوماً " فتلحق الهاء في العدد الأول وتحذفها من الثاني؛ فرقاً بين المذكر والمؤنث.
واعلم أن ما جاوز العشرة من العدد إلى تسعة عشر اسمان جعلا اسماً واحداً؛ فهما منصوبان أبداً، في حال الرفع والنصب والخفض، في
(1/270)
________________________________________
المذكر والمؤنث، إلا في " اثْنَيْ عشر " و " اثْنَتَيْ عشرة " فإن نصب أول العددين وخفضه بالياء ورفعه بالألف، والثاني منصوب على كل حال، و " إحدى " في التأنيث ساكنة في الوجوه كلها، ويقال " عَشْرَةَ " و " عَشَرَةَ " و " عَشِرَة " للمؤنث، وللمذكر " عَشَرَ " لا غير، وكله منصوب.
فإذا أرادوا التأريخ قالوا للعشر وما دونها " خَلَوْنَ " و " بَقِينَ " فقالوا: " لتسعٍ ليالٍ بَقينَ " و " ثَمني ليالٍ خَلَوْن " " مضت " و " بقيت "، لأنهم بيَّنوه بجمع، وقالوا لما فوق العشرة " خلت " ولأنهم بينوه بواحد فقالوا " لإحدى عَشْرَةَ ليلةً خَلَتْ " و " لثَلاثَ عَشْرَةَ لَيْلةً بَقِيَتْ ".
وإنما أرخت بالليالي دون الأيام: لأن الليلة ول الشهر، فلو أرخت باليوم دون الليلة لذَهَبَتْ من الشهر ليلة.
وقولهم " هذه مائة دِرْهَمٍ " و " ألف درهم " و " ثلاثة آلاف درهم " و " مائة ألف درهم " هذا كله نكرة مضاف؛ فتكتب " قد بعثتُ إليكَ بثلاثة آلاف درهم صِحَاح " و " مائة ألف درهمٍ مُكَسَّرَة "، فإذا
(1/271)
________________________________________
أردت أن تعرف ذلك قلت " مائةُ الدِّرهمِ " و " ألفُ الرَّجُل " وكذلك ما دون العشرة، تقول " عَشَرَةُ الدَّراهم "، و " ثلاثةُ الأثْواب "، لأن المضاف إنما يُعرَّف بما يضاف إليه.
وكذلك العدد المضاف كله، فأما ما ميزت به فلا تُدخل فيه الألف واللام، لأن الأول لا يكون به معرفة، لا يقولون " عشرون الدرهم "، لأن " عشرين " ليست مضافةً إلى " الدرهم "، فيكون تعريفك للدرهم تعريفك لعشرين.
وقد يقول بعضهم " الثَّلاثةَ عَشَرَ الدّرهم " و " العِشرون الدرهم " لما أدخلوا الألف واللام على الأول أدخلوهما على الآخر، وذلك رديء، والجيد أن تقول: " ما فَعَلَتُ العشرون دِرْهماً " و " الثَّمانِيَ عَشْرَةَ جارِيَة ".
وكذلك ما بين أحد عشر، إلى تسعة عشر، وإلى تسعة وتسعين،
(1/272)
________________________________________
تدخل في الأول واللام، فأما في العشرة وما دونها والمائة وما فوقها، فإدخال الألف واللام في الأول خطأ في القياس.
على أن أبا زيد قال: من العرب من يقول " المائة الدرهم " و " الألف الدرهم " و " الخمس المائة الدرهم " و " الخمسة العشر الدرهم " وهو رديء في القياس وليس بلغة قوم فصحاء، تقول على ما رسمت لك: " ما فَعَلَتْ ثَلاثَةُ الأثْوابِ " و " أربعةُ الأرْدِيَةِ " و " عَشَرَةُ الدَّراهم " ولا يجوز " العَشَرَةُ أثوابٍ " و " الأربعة دَرَاهم ".
ويجوز أن تقول: " ما فَعَلَتْ تلكَ التِّسعة الدَّراهمُ " و " العَشْرُ النُّسوةُ " إذا أذهبتَ الإضافة وجعلت الدراهم والنسوة وصفاً للتسعة لا وللعشر.
فإذا جاوزتَ العشر قلت: " ما فَعَلت الثَّلاثَةَ عَشَرَ ثَوْباً " و " الأحدَ عَشَرَ رَجُلاً " و " ما فعلت التسعَ عشرَةَ امْرَأةً " و " ما فعل العشرون رَجُلاً " فإذا جاوزت العشرين قلت " ما فَعَلَ الثلاثَةُ والعشرونَ رجُلاً " كذلك إلى المائة، و " ما فعل الخمس والثلاثون امرأةً "، فإذا بلغت مائة رجعت إلى الإضافة فقلت " ما فعلتْ مائةُ الدرهم " و " مائتا الدرهم " و " خمسمائة الدرهم " إلى الألْفِ، فإذا بلغت الألف قلت: " ما فعل ألْفُ
(1/273)
________________________________________
الدِّرْهم " و " ثلاثةُ آلافِ الدِّرْهم "، ولا يجوز أن تقول: " ما فعلت المائةُ الدرهمُ " و " الألْفُ الدرهمُ " على أن تجعل الدرهم وصفاً للمائة وللألف كما فعلت ذلك في قولك " ما فعلت التسعة الدراهمُ " لأن الدرهم لا يكون مائة كما تكون الدرَاهم تسعةً.
وإذا أردت أن تُعَرِّف عدداً تكثرُ ألفظاه، نحو " ثَلثُمائةِ ألْفِ دِرْهمٍ " " وخمسمائة ألف دِرْهمٍ " ألحقت الألف واللام في آخر لفظة منها، فقلت: " ما فعلت ثلثمائة ألْفِ الدِّرْهم " و " خمسمائة ألْف الدرهم ". هذا مذهب البصريين، لا يجيزون غيره، والبغداديون يجيزون " ما فَعَلَت ثلاث مائة الألف الدرهم ".

باب ما يَجْري عليه العدد في تذكيره وتأنيثه
العددُ يجري في تذكيره وتأنيثه على اللفظ لا على المعنى تقول " لفلان ثلاثُ بَطَّاتٍ ذكورٌ " و " ثلاثُ حماماتٍ ذكورٌ " و " رأيت ثَلاثَ حَيَّاتٍ ذكوراً " و " كتبت لفلان ثلاثَ سِجِلاَّتٍ " فتؤنث على اللفظ؛ والواحد سِجِلٌّ مذكر، و " مررت على ثلاث حَمَّامات " فتؤنث والواحد
(1/274)
________________________________________
حَمَّام، وتقوم " له خَمْسٌ من الغَنَم ذكور " و " له ثلاث من الإبل فحول " فتؤنث العدد إذا كان الَّذي يليه الإبل والغنم، لأنهما لفظان مؤنثان موضوعان للجمع، ولا واحد لشيء منهما من لفظه، وهما يقعان على الذكور، وعلى الإناث، وعليهما جميعاً، وتقول: " له ثلاثةُ ذكورٍ من الإبل " ذَكَّرْتَ لما فَرَّقْتَ بين ثلاثة وبين الإبل، وتقول " سار فلان خَمْس عَشْرَة ما بين يوم وليلَةٍ ": العدد يقع على الليالي، والعلم محيط بأن الأيام قد دخَلْتَ معها، قال الجعدي يصف بقرة:
فَطافَتْ ثَلاثاً بَيْنَ يَوْمٍ ولَيْلةٍ ... وكانَ النَّكيرُ أنْ تُضيفَ وتَجْأَرا
يريد ثلاثة أيامٍ وثلاثَ لَيالٍ، ولا يُغَلّب المؤنث على المذكر إلا في الليالي خاصةً، وتقول: " سِرْنا عَشْراً " فيعلم أن مع كل ليلةٍ يوماً.

باب التثنية
إذا ثنيت مقصوراً على ثلاثة أحرفٍ؛ فإن كان بالواو ثَنَّيته بالواو،
(1/275)
________________________________________
نحو: قَفاً قَفَوان، وإن كان بالياء ثَنَّيته بالياء، نحو: مَدًى مَدَيان.
وإن كان المقصور على أربعة أحْرُف ثنيته بالياء على كل حال، نحو: مِدْرًى مِدْرَيان، ومِقْلَى مِقْلَيان، وهو من قَلوْت البُسرَ، فأما قولهم " مِذْرَوان "، فإنهم تركوا الواو؛ لأنهم لا يُفْرِدون الواحدَ منه فيقولون مِذْرًى، إنَّما هو للفظ جاء مُثَنّى لا يُفْرَد واحِدُه.
وإذا ثنيت ممدوداً غير مؤنث تركت الهمزة على حالها؛ فتقول: كِسَاءان، ورِدَاءَانِ، فأما قولهم " عَقَله بِثِنايَيْنِ " بياء غير مَهْموزَة؛ فإن هذا أيضاً لفظ مثنى لا يفرد واحده؛ فيقال: ثِنَاءٌ، فتركوا الياء في وسط الكلمة على الأصل على حسب ما فعلوا في " مِذْرَوَيْنْ " ولو قيل: ثِنَاءٌ فَأفرد، لقيل في التثنية: ثِناءَانِ، وأصل الهمزة في ثِناءٍ لو قيل مفرداً ياء؛ لأنه فِعال من ثَنَيْت.
وإذا ثنَّيت ممدوداً مؤنثاً قَلَبْتَ الهمزة واواً، فقلت: حَمْراوَان،
(1/276)
________________________________________
وثَلاثاوَانِ، وأرْبَعاوَانِ، وعُشَراوَانِ.
وإذا جمعت مقصوراً بالواو والنون حذفت الألف، فيبقى ما قبل الواو والياء مفتوحاً، نحو قولك: مُصْطَفَوْن، ومُثَنَّوْن، ومُعَلَّوْن، ومُعْطَون، وكذلك النصبُ مُصْطَفَيْنَ ومُعْطَيْنَ.

باب تثنية المبهم وجمعه
يقولون في تثنية " ذَا " أو " ذي ": ذَانِ، وفي تثنية " تا " أو " ذِهِ ": تانِ، وفي تثنية " الَّذي " و " التي ": اللّذان، واللّتان، فتحذف الياء، وإذا ثنيت " ذات " قلت في الرفع: ذَوَاتا، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif ذَواتا أفْنانٍ (وفي النصب والخفض ذَواتَيْ قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif جَنَّتَيْن ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ (، وفي الجمع: ذَواتُ، ومن قال " ذاك " قال في الجمع: أُلاك، ومن قال " ذلك " قاتل في الجمع: أُولئِك، و " أُولُو " واحدها ذو، وهي وذَوَا سواء، و " الأولى " في معنى الذين واحدها الذي.
(1/277)
________________________________________
باب ما يستعمل كثيراً من النسب في الكتب واللفظ
كل مقصور على ثلاثة أحرف نَسَبْتَ إليه فإنك تقلب ألفه واواً، نحو قَفاً وعَصاً ونَداً، تقول: قَفَوِيٌّ، وعَصَوِيٌّ، ونَدَوِيٌّ، وكل ممدود نسبت إليه مثل كِسَاء ورداء فإنك تقول فيه: كِسَائي ورِدَائيٌّ، وتَنْسُب إلى السماء سمائيٌّ، فإذا كان الممدود على فَعْلاء مثل حَمْراء قلت: صَفْرَاويٌّ، وحَمْراويٌّ، وكذلك كل ممدود لا ينصرف نحو زكريّاء؛ تقول: زَكَريّاويٌّ، وأرْبَعاوِيٌّ، وثَلاثاويٌّ، وتَنْسبُ إلى فُعْلى مثل بُشرى وحُبْلَى: بُشْرَوِيٌّ، وحُبْلَوِيٌّ.
وإذا كان المقصور على أربعة أحرف وألفه لغير التأنيث فأكثرهم يقلبها واواً فتقول في " مَرْمًى ": مَرْمَوِي، وفي " أَحْوَى ": أحْوَوِيّ، ومنهم من يحذف فيقول: مَرْمِيٌّ، وأَحْوِيٌّ، فإذا جاوز
(1/278)
________________________________________
المقصورُ أربعةَ أحرفٍ فكل العرب يحذف الألف؛ فيقول في جُمادَى " جُمادِيٌّ "، وفي " حُبارَى ": حُبارِيٌّ.
وإذا نسبت إلى مثل عَلِيٍّ وعَدِيٍّ وبَليٍّ حذَفْتَ الياء فقلت: عَلَويّ، وعَدَويّ، وبَلَويّ، وكذلك قُصَيٌّ وأُمَيَّةَ، تقول: قُصَوي، وأُمَوِي، إذلا ما أشذوا.
وإذا نسبت إلى اثنين فهو بمنزلة الواحد، فتنسب إلى " رامَتَيْنِ " رامِيٌّ، وإلى " قَنَوَيْن " قَنَوي، إلا ثلاثة أحرف: نسبوا إلى " البَحْرَيْن " بَحْرانِيٌّ، وإلى " الحِصْنَيْن " حِصْنانِيٌّ، وإلى " النَّهْرَين " نَهْرانِيّ، للفرق بين النسب إلى البحر والبحرين، والحصن والحصنين، والنهر والنهرين.
وإذا نسبت إلى الجمع إذا لم تُسَمِّ به رددته إلى واحده، تنسب إلى " المساجد " مَسْجِديّ، وإلى " العُرَفاء " عَريفيٌّ، وإلى " القَلانِس " قَلَنْسِيّ، فإن سميت به لم تردُدْهُ. إلى واحده، تنسب إلى
(1/279)
________________________________________
" كِلابٍ " كِلابيٌّ، وإلى " أنمار " أنمَاريّ.
وتنسبُ العربُ إلى ما في الجسد من الأعضاء فيخالفون النسب إلى الأب والبلد؛ فيقولون للعظيم الرأس: رُؤَاسِيُّ، وللعظيم الشفة: شُفَاهي، وأيَاريّ، ويقولون: جُمَّانِيُّ، ورَقَبانِيّ، وشَعْرانِيّ.
وتنسب إلى " الربيع " رِبْعِيٌّ، وإلى " الخريف " خَرَفيٌّ - بفتح الراء - وقالوا أيضاً: خَرْفِيٌّ - بتسكين الراء - وإلى " صَنْعاء " و " بَهْراء " صَنْعانِيّ وبَهْرانِيّ، والقياس أن تكون بالواو.
وتنسب إلى " اليَمَن " وإلى " الشام " و " تِهامَة " يَمانٍ، وشآمٍ، وتَهامٍ.
وإذا نسبت إلى اسم مصغر - كانت فيه الهاء أو لم تكن - وكان مشهوراً أُلقيت الياء منه، تقول في " جُهَيْنَة " و " مُزَيْنَة ": جُهَنِيٌّ ومُزَنِيٌّ، وفي " قُرَيش ": قُرَشيّ، وفي " هُذَيْل ": هُذَلِيٌّ، وفي " سُلَيْم ": سُلَميٌّ، هذا هو القياس، إلا ما أشَذُّوا.
وكذلك إذا نسبت إلى فَعيل أو فَعيلة من أسماء القبائل
(1/280)
________________________________________
والبلدان وكان مشهوراً ألقيت منه الياء، مثل: رَبيعة وبَجيلة، تقول: رَبَعِيٌّ، وبَجَليُّ، وحَنيفَةَ حَنَفِيٌّ، وثقيف ثَقَفِيٌّ، وعَتَيك عَتَكي، وإن لم يكن الاسم مشهوراً لم تحذف الياء في الأول ولا الثاني.
وتنسب إلى مثل " عَمٍ " و " شَجٍ " عَمَويٌّ وشَجَويٌّ، وإلى " اسْمِ " و " ابْنِ " و " امْرِيء " و " اسْتٍ " سَمَوِيّ وبَنَويّ وسَتَهيّ ومَرَئيّ، وإلى " اثنين " ثَنَوي، وإلى " أخت " و " بنت " أخَوِيّ وبَنَوِيّ، ويقال أيضاً: أُخْتِيٌّ وبِنْتِيٌّ، وإلى " سَنَةِ " سَنَوِيّ.
وإن نسبت إلى اسم قبل آخره ياء ثقيلة خففتها فتقول في " سَيِّد " سَيْدِيٌّ، و " حُمَيِّر " حُمَيْرِيٌّ، و " طَيِّب " طَيْبِيٌّ.

باب ما لا ينصرف
كل أسماء المؤنث لا تنصرف في المعرفة، وتنصرف في النكرة، إلا أن تكون في آخره ألف التأنيث، مقصورةً كانت أو ممدوة، نحو صَفْرَاء، وحَمْرَاء، وحُبْلَى، وبُشْرَى، وحُبارى، فإن ذلك لا ينصرف في معرفة ولا نكرة.
(1/281)
________________________________________
وما كان منها اسماً على ثلاثة أحْرُفٍ وأوسطه ساكن، فمنهم من يصرفه، ومنهم من لا يصرفه، قال الشاعر:
لَمْ تَتَلَفَّعْ بِفَضْلِ مِئْزَرِها ... دَعْدٌ، ولَمّ تُسْقَ دَعْدُ في العُلَبِ
فصرف، ولم يصرف.
والأسماء الأعجمية لا تنصرف في المعرفة، وتنصرف في النكرة، وما كان منها على ثلاثة أحرف وأوسطه ساكن، نحو " نُوحٍ، ولوطٍ " فإنه ينصرف في كل حال، وترك بعضهم صرفه كما فعل بما كان في وزنه من أسماء المؤنث.
وأسماء الأرَضينَ لا تنصرف في المعرفة، وتنصرف في النكرة، إلا ما كان منها اسماً مذكراً سمي به المكان؛ فإنهم يصرفونه، نحو " واسِط " وما كان منها على ثلاثة أحرف وأوْسَطُه ساكن؛ فإن شئت
(1/282)
________________________________________
صرفته، وإن شئت لم تصرفه، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif ادْخُلوا مِصْرَ إنْ شاءَ الله آمنين (وقال تعالىالكتّاب smile.gif اهْبِطوا مِصْراً (.
وأسماء القبائل لا تنصرف، تقول " هذه تميمُ بنت مُرٍّ، وقَيْسُ بنت عَيْلان " في المعرفة، فإذا قلت: " بنو تميم "، و " بنو سَلُول " صرفت؛ لأنك أرَدْتَ الأبَ.
وأسماء الأحياء مصروفة، نحو " قُرَيش وثَقيف " وكل شيء لا يقال فيه: بنو فلان؛ وثَمُود وسَبَأ: إن جعلا مذكرين صَرِفا، وإن أُنِّثا لم يصرفا، ومما جعلوه قبيلة فلم يصرفوه " مَجُوس " و " يَهود ".
وكل اسم على فَعْلان مؤنثه فَعْلى فإنه لا ينصرف في معرفة ولا في نكرة، وكذلك مؤنثه نحو " عَطْشان " و " رَيَّان " و " غَضْبَان ".
وما كان مؤنثه فَعْلانة فإنه لا ينصرف في المعرفة، وينصرف في النكرة، نحو قولك " رجلٌ سَيْفانٌ " و " امرأة سَيْفانة "، وهو الطويل المَمْشوق، و " رجلٌ مَوْتان الفؤاد "، وكذلك " مَرْجان " و " طَهْمان ".
(1/283)
________________________________________
وكذلك كل شيء كان في آخره ألف ونون زائدتان، نحو " عُرْيان " و " عُثْمان " إن كانت نونه أصلية صرفته في كل حال نحو " دِهْقَان " من الدَّهْقَنَة، وشيطان من الشيطنة، و " سمَّان " إن أخذته من السَّمّ لم تصرفه، وإن أخذته من السمن صرفته، وكذلك " تَبَّان " إن أخذته من التَّبّ لم تصرفه، وإن أخذته من التِّبْن صرفته، وكذلك " حسَّان " إن أخذته من الحِسّ لا يصرف، وإن أخذته من الحُسْن صرفته، و " ديوان " نونه من الأصل فهو ينصرف، و " رمَّان " فُعَّال فهو ينصرف؛ لأن نونه لام الفعل، و " مُرَّان " يصرف؛ لأنه من المَرَانة سمي بذلك للينه.
وكل اسم على أفْعَلَ وهو صفة فإنه لا ينصرف في معرفة ولا نكرة، وذلك لأن مؤنثه فَعْلاء؛ فأجرَوْه مجرى مؤنثه، نحو " أحمر " و " أحول " و " أقرع " فإن كان ليس بصفة ولا مؤنثه فعلاء لم ينصرف في المعرفة، وصرف في النكرة، نحو " أفْكَل "
(1/284)
________________________________________
و " أيْدَع " و " أرْبَع " وكذلك إن كان اسماً، نحو: أحمد وأسلم، ويقولون " رأيته عاماً أولَ " و " عاماً أولاَ " فيجعل صفة وغير صفة.
وكل جمع ثالث حروفه ألفٌ وبعد الألف حرفان فصاعداً؛ فهو لا ينصرف في المعرفة ولا في النكرة، نحو " مَسَاجد " و " مَصَابيح " و " مَوَاقيت " و " قَنَاديل " و " مَحَاريب " إلا أن يكون منه شيء في آخره الهاء، فينصرف، نحو " جَحَا جِحَة " و " صَيَاقِلة ".
وقد يأتي الاسْمُ عن الأعجمية وغيرها على هذا الوزن فلا يُصرف تشبيهاً بها، نحو " سَرَاوِيلَ " و " شَراحِيل " و " حَضاجِرَ " وهي الضبع، و " مَعافِرَ " من اليمن.
و" أشْيَاءُ " لا تنصرف في معرفة ولا نكرة؛ لأنها أفْعِلاءُ، وأسماءٌ
(1/285)
________________________________________
تنصرف لأنها أفْعَال.
وكل اسم آخره ألف جمع أو تأنيث لم ينصرف، نحو " عُرَفَاء " و " صُلَحَاء " و " أصْفِياء " و " أَكْرِياء " وأشباه ذلك.
وكل اسم في أوله زيادة، نحو " يَزيد " و " يَشْكُر " و " يَعْصُر " و " تَغْلِبَ " و " إصْبَع " و " أُبْلُم " و " يَرْمَع " و " إثْمِد "، كل هذا لا ينصرف في المعرفة، وينصرف في النكرة، هذا إذا كان الاسم بالزيادة مضارعاً للفعل؛ فإن لم يكن مضارعاً للفعل صرفته، نحو " يَرْبوع " و " أسْلُوب " و " إصْلِيت " و " يَعْسُوب " و " تَعْضوض " وهو تَمْر.
وكل اسم عُدِل نحو " أُحاد " و " ثُناء " و " ثُلاث " و " رُباع " و " مَوْحَدَ " فهو لا ينصرف في المعرفة ولا النكرة.
(1/286)
________________________________________
وما كان على فُعَلَ نحو " عُمَر " و " زُفَرَ " و " قُثَم " فهو لا ينصرف في المعرفة، وينصرف في النكرة؛ لأنه معدول عن عامر وزَافِر وقاثِمٍ.
وما لم يكن معدولاً انصرف نحو " جُعَلٍ " و " صُرَدٍ " و " جُرَذٍ "، وفَرْقُ ما بينهما أن المعدول لا تدخله الألف واللام، وغير المعدول تدخله الألف واللام.
والألقاب إذا كانت مفردة أضفتها فقلت " هذا قَيْسُ قُفّةَ " و " سَعيدُ كُرْزٍ " و " زَيْدُ بَطَّةَ ".
فإن كان أحدهما مضافاً جعلت أحدَهُما صفةً للآخر على مذهب الأسماء والكُنَى، كقولك " زَيْدٌ أبو عمرٍو " وتقول " هذا زَيْدٌ وَزْنُ سَبْعةٍ " و " هذا عبد الله بَطَّةُ "، وكذلك " هذا عبدُ الله وَزْنُ سبعة ".

باب الأسماء المؤنثة التي لا أعلام فيها للتأنيث
السماءُ، والأرْض، والقَوْس، والحَرْب، والذَّوْد من الإِبل، ودِرْع الحديد، فأما دِرْعُ المرأة - وهو قَميصها - فمذكر، وعَرُوضُ
(1/287)
________________________________________
الشّعْرِ، و " أخذ في عَروضٍ تُعْجِبُني " أي: في ناحية، والرَّحِم، والرِّيح، والغُولُ، والجَحيم، والنَّارُ، والشَّمْس، والنَّعْل، والعَصا، والرَّحى، والدَّار، والضُّحَى.
باب ما يذكر ويؤنث " المُوسى " قال الكسائي: هي فُعْلى، وقال غيره: هو مُفْعَل من " أُوْسَيْتُ رأسَه " أي: حَلَقْتُه، وهو مذكر إذا كان مُفْعَلاً ومؤنث إذا كان فُعْلى، و " الدَّلْو " الأغلبُ عليها التأنيث، و " الأضْحَى " جمع أضْحَاة وهي الذبيحة، وقد تُذَكَّر يُذْهَبُ بها إلى اليوم، و " السِّكِّين " و " السَّبيل " و " الطَّريق " و " السُّوق " و " اللِّسان " من أنَّثه قال: أَلْسُنٌ، ومن ذكره قال: أَلُسِنَةٌ، و " العَسَل " و " العاتِق " و " الذِّراع " و " المَتْن " و " الكُراع " قال سيبويه: الذراع مؤنثة، وجمعها أَذْرُعٌ لا غير، و " الحالُ " و " القَليب " و " السِّلاح " و " الصَّاع "، و " الإزار "، و " السَّراوِيل "، و " العُرْسُ " و " العُنُقُ "، و " الفِهْر "،
(1/288)
________________________________________
و " السَّلم " - وهو الصلح - و " الخَمْر "، و " السُّلطان " و " الفَرَس ".

باب ما يكون للذكور والإناث وفيه علم التأنيث " السَّخْلة " تكون للذكر والأنثى، و " البَهْمة " كذلك، و " الجِدايَة " الرّشأُ، و " العِسْبارة " ولد الضَّبُعِ من الذئب، هذا كله الذَّكَرُ والأنثى فيه سواء، وكذلك " الحيَّة " والعرب تقول: فلان حَيَّةٌ ذَكرٌ، وكذلك " الشاة " والشاة أيضاً الثور من بقر الوحش؛ قال الشاعر:
فَلَما أضاءَ الصُّبْحُ قامَ مُبادِراً ... وكانَ انْطلاقُ الشَّاةِ مِنْ حَيْثُ خَيَّما
خَيَّمَ: أقامَ، و " بَطَّةٌ " و " حَمامَة " و " نَعامَة "، تقول: هذه نَعامة ذكر، حتى تقول ظَليمٌ.
(1/289)
________________________________________
وكل هذا يُجْمَعُ بِطَرْح الهاء، إلا " حية " فإنه لا يقال في جمعها حَيٌّ.
باب ما يكون للذكور والإناث

ولا علم فيه للتأنيث إذا أريدَ به المؤنثُ
" عُقابٌ " يكون للذكر والأنثى، حتى تقولَ " لَقْوَةٌ " فيكونُ للأنثى خاصّة، و " أفْعى " تكون للذكر والأنثى، حتى تقول " أُفْعُوَانٌ " فيكون للذكر خاصّةً، و " ثَعْلَبٌ " يكون للذكر والأنثى، حتى تقول " ثُعْلُبانٌ " فيكون للذكر خاصة، قال الشاعر:
أرَبٌّ يَبولُ الثُّعْلُبانُ بِرَأْسهِ ... لقدْ ذَلَّ من بالَتْ عليهِ الثَّعالِبُ
وبعضهم يقول للأنثى: ثَعْلَبَةٌ، و " عَقْرَبٌ " يكون للذكر والأنثى، حتى تقول " عُقْرُبانٌ " فيكون للذكر خاصَّةً، على أنَّ بعضهم قد قال:
عَقْرَبَةٌ يَكومُها عُقْرُبانْ
(1/290)
________________________________________
وكذلك قولهم " عُصْفورةٌ "، و " فَرَسٌ " يكون للذكر والأنثى، قال الأصمعيُّ: هو بمنزلة الإنسان، يقال للرجل " هذا إنْسَانٌ " وللمرأة " هذه إنْسَانٌ "، وحكى بعضُ العرب: " شربتُ من لَبن بعيري ".

باب أوصاف المؤنث بغير هاء
ما كان على فَعيلٍ نَعْتاً للمؤنث وهو في تأويل مَفْعول كان بغير هاء، نحو " كفٌّ خَضيبٌ " و " مِلْحَفَة غَسيل " وربما جاءت بالهاء يذهب بها مذهب النعوت نحو " النَّطيحة " و " الذَّبيحة " و " الفَريسة " و " أَكِيلَة السبع "، يقال " شاة ذَبيحٌ " كما يقال " ناقة كسيرٌ "، وتقول " هذه ذبيحتك " وذلك أنك لم ترد أن تخبر أنها قد ذُبِحَتْ، ألا ترى أنك تقول هذا وهي حية؟ وإنما هي بمنزلة
(1/291)
________________________________________
ضَحِيَّة، وكذلك " شاة رَمِيٌّ " إذا رُمِيَتْ، وتقول " بئس الرَّمِيَّة الأرنب " إنما تريد بئس الشيء مما يُرْمَى الأرنبُ، فهذا بمنزلة الذبيحة، وقالوا " مِلْحَفَة جَديدٌ " لأنها في تأويل مجدودة، أي: مَقطوعة حين قطعها الحائك، يقال: جَدَدْتُ الشيء، أي قطعته، وأنشد:
أبَى حُبِّي سُلَيْمى أنْ يَبيدا ... وأمْسَى حَبْلُها خَلَقاً جَديداً
أي: مقطوعاً.
فإن لم يَجُزْ فيه مفعول فهو بالهاء، نحو: مريضة وكبيرة، وصغيرة، وظريفة.
وجاءت أشياء شاذة، قالوا: " ناقة سَديسٌ " و " ريحٌ خَريق " و " كتيبة خَصيف " فيها سواد وبياض.
وإن كان فَعيل في تأويل فاعل كان مؤنثه بالهاء، نحو: رَحِيمة، وعَليمة، وكريمة، وشريفة، وعتيقة في الجِمالِ وسعيدة.
وإذا كان فَعُول في تأويل فاعل كان بغير هاء، نحو " امرأة
(1/292)
________________________________________
صَبُور " و " شَكور " و " غَفور " و " غَدور " و " كَفور " و " كَنود ".
وقد جاء حرف شاذ، قالوا: " هيَ عَدُوَّة الله " قال سيبويه: شبهوا عدوة بصديقة.
وإذا كان في تأويل مفعول بها جاءت بالهاء، نحو " الحَمولَة " و " الرَّكُوبة " و " الحَلوبَة " فالواحد والجميع والمذكر والمؤنث فيه سواء؛ تقول " هذا لجمل من رَكوبتهم، وأكُولتهم ".
وما كان على مِفْعيلٍ فهو بغير هاء، ونحو " امرأة مِعْطير " و " مِئشير " من الأشَرِ، و " فَرَسٌ مِحْضِير ".
وشذ حرف، قالوا: " امرأة مِسْكينة " شَبَّهوها بِفَقيرة.
وما كان على مِفْعالٍ فهو بغير هاء، نحو " امرأة مِعْطارٌ " و " مِجْبالٌ " وهي العظيمة الخلق سمينته، و " مِتْفال " وكذلك مِفْعَلٌ، نحو: " امرأة مِرْجَم ".
وما كان على مُفْعِل مما لا يوصف به مذكر فهو بغير هاء،
(1/293)
________________________________________
ونحو " امرأة مُرْضِعْ " و " مُقْرِب " و " مُلْبِن " و " مُشْدِن " و " مُطْفِل " لأنه لا يكون هذا في المذكر، فلما لم يخافوا لَبْساً حذفوا الهاء، فإذا أرادوا الفِعْلَ قالوا " مُرْضِعة " قال الله تعالىالكتّاب smile.gif تَذْهَلُ كلُّ مُرْضِعةٍ عمَّا أرْضَعَتْ (وقال بعضهم: يقال " امرأة مرضع " إذا كان لها لبن رَضاعٍ، و " مُرْضِعة " إذا أرضعت ولدها.
وما كان على فاعل مما لا يكون للمذكر وصفاً فهو بغير هاء؛ قالوا " امرأة طالِقٌ " و " حامِلٌ " و " طامِثٌ ".
وقد جاءت أشياءُ على فاعل تكون للمذكر والمؤنث فلم يفرقوا بينهما فيها، قالوا " جمل ضامِر " و " ناقة ضامِر " و " رَجُلٌ عاشِق " و " امرأة عاشِق " و " رَجُل عاقِرٌ " و " امرأة عاقِر " و " رجل عانِس " و " امرأة عانِس " إذا طال مكثهما لا يُزَوَّجان، و " رأس ناصِل " من الخِضابِ، و " لِحْيَةٌ ناصِلٌ " و " جمل نازع إلى وطنه " و " ناقة نازِع "، فإذا أرادوا الفعل
(1/294)
________________________________________
قالوا: طالِقَة وحامِلة، قال الأعشى:
أيا جارَتي بِينِي فإنك طالِقَهْ ... كذاك أُمورُ النَّاسِ غادٍ وطارِقَهْ
وقد يأتي فاعل وصفاً للمؤنث بمعنيين فتثبتُ الهاء في أحدهما وتسقط من الآخر للفرق بين المذكر والمؤنث، فيقال " امرأة طاهِرٌ " من الحيض، و " امرأة طاهِرَةٌ " نقية من العيوب؛ لأنها منفردة بالطهْرِ من المحيض لا يَشْرَكها فيه المذكر، وهو يشركها في الطهارة من العيوب.
وكذلك " امرأة حامل " من الحَبَلِ، و " حامِلةٌ " على ظهرها، و " امرأة قاعِد " إذا قعدت عن المحيض، وقاعدة من القعود، وقالوا " والدة " للأم لأن الأب والدٌ؛ ففرقوا بينهما بالهاء.
ومما فرقوا فيه بين المؤنَّثَيْنِ فأثبتوا الهاء في إحداهما وأسقطوها من الأخرى قولهم " ناقة جَبَّار " إذا عظمت وسمنت والجمع
(1/295)
________________________________________
جَبابير، و " نَخْلَة جَبَّارة " إذا فاتت الأيدي، و " بلدة مَيْتٌ " لا نبات بها، و " مَيْتة " بالهاء للحيوان.
وقالوا " امرأة ثَيِّب " و " رجل ثيِّب "، و " امرأة ِبْكرٌ " و " رجل بِكْرٌ "، و " امرأة أَيِّمٌ " لا زوج لها، و " رجل أيِّمٌ " لا امرأة له، و " هذا فرس كُمَيْتٌ " للذكر، و " هذه فرس كُمَيْتٌ " للأنثى، و " فرس جواد " و " بَهيم " للمذكر والمؤنث، و " امرأة وَقاحُ الوَجْهِ " وكذلك الرجل، و " امرأة جَوادٌ " و " كلٌّ عليك " و " مُحِبٌّ لك "، و " هي قَرْنٌ لك " في السن، و " قِرْنٌ لك " في الشدة، و " امرأة مُغيبَة " بالهاء، و " مُشْهِد " بغير هاء، و " عَبْدٌ قِنٌّ " و " أمة قِنّ "، والرجل " زَوْج " المرأة، والمرأة " زوج " الرجل، لا تكاد العرب تقول " زَوْجَته " قال الله تبارك اسمهالكتّاب smile.gif اسْكُنْ أنتَ وزَوْجُكَ الجَنَّة (و " رجل جُنُبٌ " و " امرأة جُنُبٌ " و " عَدْلٌ " و " رِضاً " مثله.
وتقول: المرأة شاهِدي، ووصِيّ، وضَيْفي، ورَسُولي،
(1/296)
________________________________________
وخَصْمي، وكذلك الاثنان والجميع.

باب ما يستعمل في الكتب والألفاظ من الحروف المقصورة
الهوى هوى النفس، والنَّدَى ندى الأرض ونَدَى الجُودِ، والحَفَى من حَفِيَتِ الدابة، والشَّجَى في الحلق والشَّجَى الحُزْنُ، والكَرى النوم، والأذى، والقَذى في العين، والخَنى الفُحْش، والضَّنَى المرض، والرَّدَى الهلاك، والطَّوَى الجوع، واللَّوَى مصدر لَوَيْت، والأسَى الحزن، والوَنَى من وَنَيْت، والعَمى في العين والقلب، والجَنى جنى الثمرة، والصَّدى العطش، والشّرَى في الجسد، والضّوَى الهُزَال، والنَّوى ما نَوَيْتَ من قرب أو بعد، والتَّوَى توى المال، والهُدى، والوَجَى الظّلَع، والصَّرَى الماء المجتمع، والثرى التراب الندِيّ، والجَوى داء في الجوف، والسُّرى سير الليل، والسَّلَى سَلَى الناقة، ومعنى مكة، والمَدى الغاية، والصَّدى الطائر، يقال: إنه ذكر البوم، والنّسَا: عرق في
(1/297)
________________________________________
الفخذ، وطُوًى اسم وادٍ، والوَغى الحرب، والوَرى الخَلقُ، وأنا في ذَرى فلان والذَّرَى الناحية، والمِعَى واحد الأمعاء؛ والحِجَى العقل، والنُّهى مِثْلهُ، والحَشى واحد أحْشَاء الجوف، ومكاناً سُوًى، هذا كله يكتب بالياء.
ومما يكتب بالألف: العَصا، وقَفا الإنسان، والقَرا الظَّهْر، ونَثا الحديث، والقَنا في الأنف والرّماح، والعَشا في العين، وخَساً وزَكاً وهما الزوج والفرد ومَناً من الوزن رِطْلان، والصَّغا مَيْلُك إلى الرجُل، وقَطاً جمع قَطاة، ولَهاً جمع لَهاة، وشجرُ الغَضا، والفَلا جمع فَلاة.
(1/298)
________________________________________
باب أسماء يتفق لفظها وتختلف معانيها
هَوى النفس مقصور بالياء، والهواءُ الجوُّ ممدود.
ورَجا البثر مقصور بالألف، والرجاء من الطمع ممدود.
والصَّفا الصخر مقصور بالألف، والصَّفاءُ من المودة والشيء الصافي ممدود.
والفَتى واحد الفتيان مقصور بالياء، والفَتاء من السن ممدود، قال الشاعر:
إذا عاش الفَتى مائَتَيْنِ عاماً ... فقَدْ ذَهَبَ اللَّذاذَةُ والفَتاءُ
وسَنا البرق مقصور بالألف، وسَناءُ المجد ممدود.
ولِوَى الرمل مقصور بالياء، ولِواءُ الأمير ممدود.
والثِّرَى التراب الندِيُّ مقصور بالياء، والثّراء الغنى ممدود.
(1/299)
________________________________________
والغِنَى من السَّعة مقصور، والغِناء من الصوت ممدود.
والخَلا رَطْبُ الحشيش مقصور بالألف، والخَلاءُ من الخَلْوَة ممدود.
والعَشا في العين مقصور بالألف، والعَشاءُ والغَداء ممدودان.
والعَرَا الفِناءُ والساحة مقصور بالألف، والعَراء المكان الخالي ممدود.
والحَفى حَفَى القدم والحافر إذا رقّاً مقصور بالياء، والحَفاءُ مَشْيُ الرجل حافياً بلا خف ولا نعل ممدود.
والنَّقا الرمل مقصور يكتب بالألف والياء؛ لأنه يقال في تثنيته: نَقَوان، ونَقَيان، والنقاء من النظافة ممدود.
والحَيا الغيث والخِصْب مقصور بالألف، والحَياء من الناقة ومن الاستحياء ممدود.
والصِّبى من الصغر مقصور بالياء، والصَّباءُ من الشوق
(1/300)
________________________________________
ممدود، وصَبا الريح مقصور بالألف.
والمَلا من الأرض مقصور بالألف، والمَلاء من قولك غَنِيٌّ مَليءٌ ممدود.
والجَدا من العطية مقصور بالألف، والجَداء ممدود الغَناءُ، تقول: هو قليل الجَداء عني، ممدود.
والعِدَى الأعداء مقصور بالياء، والعِداء المُوَالاة بين الشيئين، ممدود.

باب حروف المد المستعمل
المكسور الأول: الرِّداء، وسِلاء السَّمْنِ، والحِذاء من النعال والمحاذاة، ورِثاء الناس وهجاء الحروف والشِّعرِ، والسِّقاء، والرِّشاء: الحَبْل، والكساء، والحِباء: العطية، والنِّداء من ناديت، والشتاء، والبناء، والخِصاء، والكِراء، والشِّفاء، والوِجاء: نحوٌ من الخِصاء، والإزاء، والطِّلاء، والهِناء، والبِغاء: الزِّناء، وخَيْلٌ بِطاء، ووِكاء القِرْبَة، والإناء الذي يشرب فيه، وجِلاء المرآة والسيف، وفعلْتُ ذلك
(1/301)
________________________________________
ولاءً، وهِداءُ العروس، وأصابهم سِباء، والغِذاء من الطعام، وفِناء الدار، والوِعاء، والإخاء، والإساء: الأطِبَّاء، والقِثَّاء، والحِنَّاء، وحِراء: جبل بمكة، وسِحاء القرطاس جمع سِحاءَة، والدِّماء، ولحاء الشجر، والرِّواء: الحبل، والعِفاء: الريش، والطِّلاء، الشراب، والغِطاء، والعِشاء: وقتا صلاة العتمة، والخِفاء: الكساء، والجِلاء، مصدر جلوت العروس، والشِّوَاء، والمِراءُ، والإباء، والكِفاء من الكُفؤ، واللِّحَاء: الملاحاة، وبالرِّفاءَ والبنين، والغِشاءُ، واللِّقاءُ؛ هذا كله مكسور الأول.
ومن الممدود المفتوح الأول: العَطاءُ، والغَنَاءُ، والسَّماءُ، والثَّناءُ، والفَناءُ، والبَقاءُ، والنَّماءُ، والهَباءُ، وبَرِحَ الخَفاءُ، والعَلاءُ، وداءٌ عَيَاءٌ والبَذاء، والبَهاء، وزَجاءُ الخراج: تَيَسُّر جِبايته، والوَطاء، والذَّماء: بقية النَّفْس، والوَفاءُ، والقَضاءُ، والشَّقاءُ، واللَّفاءُ، والعَزاءُ، والبَلاءُ، والحَساءُ، والوَلاء في العِتق، والزَّكاء،
(1/302)
________________________________________
والرَّخاء، والدَّهاء، وعليه العَفاءُ، والفَضاءُ، والعَناءُ والفَتَاءُ، والدَّواء، والجَفاء، والثَّوَاءُ والخَلاء من الخَلوة والخَلاء أيضاً المُتَوَضَّأُ، والجَلاء: الأمر الجليّ وكذلك هو من الخروج عن الموضع، والجَزاء، والوَحاء من تَوَحَّيت، والبَداء من بدا له في الأمر، والنَّجاء مصدر نجوت، والعَراء، والوَضاء: الحُسْنُ، والذَّكاء من ذَكَوْتُ، والقَواء من أقْوَى المنزل، والعَساء من عَسا العود يَعْسُو، والقَساءُ من قسوة القلب، والعَداء: الظلم، والأناء من التأخير، وسواء الشيء: وسَطُه، والعَباء: جمع عباءة، والعَظاء: جمع عَظاءة، والأشاء: جمع أشاءة وهي النخل الصغار.
ومن الممدود المضموم أوله: الدُّعاء، والحُدَاء، والرُّغاء، والبُكاء، والمُكاء: الصفير، والمُكّاء - مشدد - طائر، والثُّغاء، والصُّغاء والعُواء كل الأصوات ممدود مضموم الأول، إلا أن الغِناء والنِّداء مكسوران، والغُثاء، والجُفاء: ما رماه الوادي، وزُقاء الديك، والرُّخاء: الريح اللينة، والمُلاء: جمع مُلاءة، وهم زُهاء
(1/303)
________________________________________
كذا، أي: مقدار كذا، وسُلاء النخل، ولِفُلانٍ رُواءٌ، أي: منظر، وبَغَيْتُ الشيء بُغاءَ.

باب ما يمد ويقصر
" الزِّناء " يمد ويقصر، وإذا قصر كتب بالياء.
و" الشِّرَاء " يمد ويقصر وإذا قصر كتب بالياء.
و" الشَّقاء " يمد ويقصر، وإذا قصر كتب بالألف.
و" الضَّواء " يمد ويقصر، وإذا قصر كتب الياء.
و" الوَنَاء " يمد ويقصر، وإذا قصر كتب بالياء.
و" البُكاء " يمد ويقصر، وإذا قصر كتب بالياء، قال الشاعر:
بَكَتْ عَيْني وحُقَّ لها بُكاها ... وما يُغْني البُكاءُ ولا العَويلُ
(1/304)
________________________________________
و " الدَّهْناءُ " تمد وتقصر، وإذا قصرت كتبت بالألف.
و" الهَيْجاءُ " كذلك.
و" فَحْوَى كلامه " يمد ويقصر، فإذا قصرت كتبت بالياء.
و" هؤلاءِ " يمد ويقصر، فيكتب إذا قصر بالياء.
وحروف المعجم يُمْدَدْنَ ويقصرن، وإذا قصرن كتبت كل واحدة منهن بالألف، إلا الزاي فإنها تكتب بياءٍ بعد ألف.

باب ما يقصر، فإذا غُيِّرَ بعضُ حركات بنائه مُدَّ
" البِلَى " بلى الثَّوْب، و " الإنى " من الساعات، و " سِوَى "، و " القِلَى " البغضُ، و " ماءٌ رِوَى "، كل ذلك إذا كسر أوله قُصر وكُتب بالياء، وإذا فُتح أولُه مُدَّ.
و" اللّقاءُ "، و " البِناءُ " إذا كسر أولهما مُدَّا، وإذا ضُم أولهما قصرا وكتبا بالياء.
و" غَمَى البَيْت " و " غَرَا السَّرْج " و " هو فَدًى " لك، كلُّ هذا إذا فتح
(1/305)
________________________________________
أوَّلهُ قصر وكتب بالياء، ما خلا " غَرا السَّرْج " فإنه يكتب بالألف، وإذا كُسر أوَّلُ ذلك كلِّه مُدَّ.
و" النُّعْمَى " و " البُؤْسَى " و " العُلْيا " و " الرُّغْبَى " و " الضُّحَى " و " العُلَى "، كل ذلك إذا ضُمَّ أوَّلُه قُصر وكُتِبَ بالياء، إلا " العُلْيا " فإنها تكتب بالألف كراهةً لاجتماع ياءَيْنِ، وإذا فُتح أولُ ذلك كله مُدَّ.
و" الباقِلَّي " و " الباقِلاءُ " و " المِرْعِزّى " و " المِرْعِزاءُ " و " القُبَّيْطَي " و " القُبَيْطاء " إذا خُفِّف مُدَّ، وإذا شُدِّدَ قُصر وكتب بالياء.
تم كتاب الهجاء بحمد الله ومنه
(1/306)
________________________________________
كتاب تقويم اللسان
بسم الله الرحمن الرحيم
باب الحرفين اللَّذين يتقاربان في اللفظ وفي المعنى ويلتبسان فربما وضع الناسُ أحَدَهما موضع الآخر
قالوا: " عُظْمُ " الشَّيْء " أكثره، و " عَظْمُه " نفسه.
و" كِبْرُ الشَّيْء " معظمه قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif والَّذي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لهُ عذابٌ عَظيم (، وقال قيسُ بنُ الخَطيم يذكر امرأةً:
تَنامُ عنْ كِبْرِ شَأْنِها فإذا ... قامَتْ رُوَيْداً تَكادُ تَنْغَرِفُ
ويقال " الوَلاءِ للكُبْر " وهو أكبر ولد الرجل من الذكور.
(1/307)
________________________________________
و " الجُهْدُ " الطاقة، تقول " هذا جُهْدي " أي: طاقتي، و " الجَهْد " المشقة، تقول " فَعَلْتُ ذلكَ بِجَهْدٍ " وتقول " اجْهَدْ جَهْدَكْ "، ومنهم من يجعل الجُهْدَ والجَهْدَ واحداً، ويحتج بقولهالكتّاب smile.gif والَّذينَ لا يَجِدونَ إلا جُهْدَهُمْ (وقد قرئ) جَهْدَهم (.
و" الكُرْه " المشقة، يقال: " جِئْتُك على كُرْهٍ " أي: على مشَقَّة، ويقال: " أَقامَنِي على كَرْهٍ " إذا أكرهَكَ غيُرك عليه، ومنهم من يجعل الكُرْه والكَرْه واحداً.
و" عُرْضُ الشَّيْء " إحدى نَواحيه، و " عَرْضُ الشَّيء " خلافُ طولهِ.
و" رُبْض الشَّيْء " وَسَطه، و " رَبَضُه " نَواحيه، ومنه قيل: " رَبَض المَدينة ".
و" المَيْل " بسكون الياء - ما كان فعلاً، يقال: " مالَ عن الحَقِّ
(1/308)
________________________________________
مَيْلاً "، و " المَيْل " مفتوحُ الياء - ما كان خِلْقَةً، تقول: " في عُنُقِهِ مَيَلٌ ".
و" الغَبْن " في الشراء والبيع، و " الغَبَن " في الرأي، يقال " في رأيه غَبَن " و " قَدْ غَبِنَ رَأيه " كما يقال " سَفِهَ رَأْيَهُ ".
و" الحَمْل " حَمْل كل أنثى وكُلِّ شجرة؛ قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif حمَلَتْ حَمْلاً خَفيفاً (و " الحِمْلُ " ما كان على ظهر الإنسان.
و" فُلان قَرْنُ فُلانٍ " إذا كان مثلَه في السِّن، و " قِرْنُه " إذا كان مثله في الشدة.
و" عَدْل الشَّيء " بفتح العين - مثلُه، قال الله سبحانه وتعالىالكتّاب smile.gif أو عَدْلُ ذلكَ صِياماً (و " عِدْلُ الشَّيء " بكسر العين - زِنَتُه.
و" الحَرْق " في الثوب وغيره من النار، و " الحَرَق " النارُ نَفْسُها،
(1/309)
________________________________________
يقال: " في حَرَق الله "؛ وقال رؤبة.
شَدَّا سَريعاً مثلَ إضْرامِ الحَرَق
يعني النارَ، و " الحَرَق " في الثوب من الدَّقِّ.
و" العَرُّ " الجَرَب، و " العُرُّ " قُروحٌ تخرج في مَشافرِ الإبل وقَوائمها، قال النابغة الذُّبْياني:
فَحَمَّلْتَني ذَنْبَ امْرىءٍ وتَركْتَهُ ... كَذي العُرِّ يُكْوى غَيْرهُ وهوَ راتِع
وأما " العَرَرُ " فَقِصَرُ السَّنام.
و" جِئْتُ في عُقْبِ الشَّهْرِ " إذا جئت بعدما مضى، و " جِئْتُ في عَقِبِه " إذا جئت وقد بَقِيَتْ منه بقية.
(1/310)
________________________________________
و " القُرْحُ " يقال: إنه وجع الجراحات، و " القَرْح " الجراحات بأعيانها.
و" الضَّلْع " المَيْل، يقال " ضَلْع فُلانِ معَ فُلانِ " أي: ميله، و " قد ضَلَعْتَ عَلَيَّ " أي: مِلْتَ، و " الضَّلَعُ " الاعوجاج.
و" السَّكْن " أهل الدار، و " السَّكَن " ما سكنتَ إليه.
و" الذَّبْح " مصدرُ ذبَحْتُ، و " الذِّبْحُ " المذبوح.
و" الرَّعْي " مصدرَ رَعَيْتُ، و " الرِّعْيُ " الكَلأ.
و" الطَّحْن " مصدرُ طَحَنْتُ، و " الطِّحْن " الدقيق.
و" القَسْم " مصدر قَسَمْتُ، و " القِسْم " النصيبُ.
و" السَّقْيُ " مصدر سَقَيْتُ، و " السِّقْي " النصيب، يقال " كم سِقْيُ أرضك؟ " أي: نصيبُها من الشِّرْب.
و" السَّمْع " مصدر سَمِعت، و " السِّمْع " الذِّكْر، يقال: " ذَهبَ سِمْعُهُ في النِّاس ".
(1/311)
________________________________________
ونَحْوٌ منه " الصَّوْتُ " صوت الإنسان، و " الصِّيت " الذكرُ، يقال: " ذهَبَ صيتُه في النَّاس ".
و" الغَسْلُ " مصدرُ غَسَلْت، و " الغِسْلُ " الخِطْمِيُّ وكلُّ ما غُسِل به الرَّأسُ، و " الغُسْلُ " بالضم - الماء الذي يُغْتَسَل به.
و" السَّبْق " مصدر سَبَقْتُ، و " السَّبَق " الخَطَر.
و" الهَدْم " مصدرُ هَدَمْتُ، و " الهَدَمْ ما انهدم من جوانب البئر؛ فسقط فيها.
و" الوَقْص " دقُّ العُنُق، و " الوَقَص " قِصَر العنق.
و" السَّبُّ " مصدر سَبَبْتُ، و " السِّبُّ " الذي يُسابُّكَ.
و" النَّكْسُ " مصدر نَكَسْتُ، و " النِّكس " الفَسْلُ من الرجال مُشَبه بالنِّكس من السهام؛ وهو الذي نُكِسَ، و " النُّكس " - بالضم - هو أن يُنْكَس الرجل في عِلَّتِهِ.
و" القَدُّ " مصدر قَدَدْتُ السير، و " القِدُّ " السير.
و" الضُّر " الهُزَال وسوء الحال، و " الضَّر " ضد النَّقع.
(1/312)
________________________________________
و " الغوْل " البُعد، و " الغُول " - بالضم - ما اغتال الإنسانَ فأهْلَكَه.
و" الطُّعْم " الطَّعام، و " الطَّعْمُ " الشهوة، قال أبو خِراش:
أَرُدُّ شُجاعَ البَطْنِ قدْ تَعْلَمينَهُ ... وأُوثِرُ غَيْري منْ عِيالِكِ بالطُّعْمِ
بضم الطاء وقال أيضاً:
وأَغْتَبِقُ الماءَ القَراحَ فَأنْتَهي ... إذا الزَّادُ أمْسَى لِلْمُزَلّج ذا طَعْمِ
بفتح الطاء و " الطّعْمِ " أيضاً ما يؤدِّيه الذوق.
و" الهُجْرُ " الإفحاش في المنطق، يقال: " أهْجَرَ الرَّجلُ في مَنْطِقه "، و " الهَجْرُ " الهذَيان، يقال: " هَجَرَ الرَّجلُ في كلامه ".
و" الكُور " كور الحَدَّاد المبنيُّ من طين، و " الكِير " زِقُّ الحداد.
و" الحِرْمُ " الحَرَام، وكذلك الحِلُّ الحلال، يقال: حِرْمٌ وحَرامٌ، وحِلٌّ وحَلال؛ قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif وحَرَامٌ على قَرْيَةٍ
(1/313)
________________________________________
أهْلَكْناها (وقرئت) وحِرْمٌ على قَرْيةٍ (، و " الحُرْمُ " الإحرام.
و" الجِرْمُ " البدَن، و " الجُرْمُ " الذَّنْب.
و" السَّلْم " الصُّلح، و " السَّلَمُ " الاستسلام.
و" الإِرْبُ " الدَّهاء، يقال: " رَجُلُ ذو إِرْبٍ " ذو دَهاء، و " الأرَبُ " الحاجة.
و" الوَرِق " المال من الدراهم، و " الوَرَق " المال من الغنم والإبل.
و" العِوَجُ " في الدين والأرض؛ قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif ويَبْغونَها عِوَجاً (و " العَوَج " في غيرهما: ما خالف الاستواء، وكان قائماً مثل الخشبة والحائط ونحوهما.
و" النُّصْب " الشر؛ قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif بِنُصْبٍ وعَذَاب (، و " النُّصُبُ " ما نُصِب؛ قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif كأنَّهُمْ إلى نُصُبٍ يوفِضون (وهو النُّصْب أيضاً، و " النَّصَب " التَّعَب
(1/314)
________________________________________
قال الله تعالىالكتّاب smile.gif لقَدْ لَقينا منْ سَفَرِنا هذا نَصَباً (.
و" الذِّلُّ " ضد الصُّعوبة، و " الذُّلُّ " ضد العز، يقال " دابَّةٌ ذَلول بَيِّنةُ الذِّلِّ " إذا لم تكن صَعْباً، و " رَجُلٌ ذَليلَ بَيِّن الذُّلِّ ".
و" اللَّقْط " مصدر لَقَطْت، و " اللَّقَط " ما سقط من ثمر الشجر فلقُط.
و" النَّفْضُ " مصدرُ نَفَضْتُ الشيء، و " النَّفَضُ " ما سقط من الشيء تنفضه.
و" الخَبْط " مصدر خَبَطْتُ الشيء خَبْطاً، و " الخَبَط " ما سقط من الشيء تَخْبِطه: من ذلك خَبَطُ الشيء تَخْبِطه: من ذلك خَبَطُ الإبل الذي تُوجَرُه، إنما هو ورق الشجر يُخْبَطُ فينتثر.
و" الخَلْفُ " الرديء من القول، ومنه قولهم في المثل: " سَكَتَ أَلْفاً ونَطَقَ خَلْفاً ". ويقال " هذا خَلْفُ سوء " قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif فَخَلَفَ منْ بَعْدِهمْ خَلْف (و " هذا خَلَفٌ من هذا " إذا قام مَقَامه.
(1/315)
________________________________________
و " المَرْطُ " النَّتْفُ، و " المَرَط " ذهاب الشّعَر.
و" الحَوْرُ " الرجوعُ عن الشيء، ومنه: " أعوذُ بالله منَ الحَوْرِ بعد الكَوْر "، و " الحُورُ " النقصان؛ قال الشاعر:
لا تَبْخَلَنَّ فإنَّ الدَّهْرَ ذو غِيرِ ... والذّمُّ يَبْقى وزادُ القَوْمِ في حُورِ
و" الأكْل " مصدر أكَلْتُ، و " الأُكْل " المأكول، و " فلان ذو أُكْلٍ " إذا كان ذا جَدّ وحظ.
وتقول " لا آتيك إلى عشر من ذي قَبَل " لا غيرُ، أي: إلى عَشْر فيما أسْتَأنِفُ، و " رأيتُ الهلال قَبَلاً " في أول ما يرى، و " لا قِبَلَ لي بفلان " أي لا طاقة لي، و " رأيت فُلاناً قِبَلاً، وقَبَلاً وقُبُلاً " أي: عِيانا.
(1/316)
________________________________________
و " العَذْقُ " النخلة نفسها، و " العِذْقُ " الكِباسَةُ.
و" الشّقُّ " الصَّدْع في عود أو زُجاجة، و " الشِّقُّ " نصف الشيء، وهو أيضاً المشقة.
و" امرأة حَصَان " بفتح الحاء - العَفيفة، و " فرس حِصان ".
و" جَمَام الفرس " بالفتح، و " جُمامُ المَكُّوك " دقيقاً بالضم.
و" السَّدَاد " في المنطق والفعل بالفتح، وهو الإصابة، و " السِّداد " - بكسر السين - كل شيء سددت به شيئاً مثلَ سِداد القارورة، وسِداد الثَّغْر أيضاً، ويقال " أصبت سِداداً من عيش " أي: ما تَسُد به الخَلّة، و " هذا سِداد من عَوَزٍ ".
و" القَوَام " العَدْل، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif وكانَ بَيْنَ ذلكَ قَواماً (و " قَوام الرجل " قامته، و " القِوام " - بكسر القاف -
(1/317)
________________________________________
ما أقامَكَ من الرزق، ويقال " أصبت قِوَاماً من عيش " و " ما قِوَامي إلا بكذا ".
و" لَيْلٌ تِمَام " بالكسر لا غير، و " ولَدٌ تِمَام " و " قمر تِمام " بالفتح والكسر فيهما.
و" الدِّعْوَة " في النسب بكسر الدال، و " الدَّعْوَةُ " إلى الطَّعام بالفتح.
و" الكِفَّةُ " بكسر الكاف - كِفَّة الميزان، وكِفة الصائد وهي حِبالته، و " كُفَّة " القميصِ والرمل: ما استطال - بضم الكاف - قال الأصمعي: كل ما استدار فهو كِفَّة بالكسر نحو كفة الميزان وكفة الصائد؛ لأنه يديرها، وما استطال فهو كُفَّة بالضم نحو كُفَّة الثوب وكُفة الرمل.
و" الوَلاية " ضد العداوة، قال الله عزّ وجلّ) ما لَكُمْ من وَلايَتِهمْ من شيء (و " الوِلاية " من وَليتُ الشيءَ.
و" عَلاقَةُ " الحُب والخصومة بالفتح، و " عِلاقَة " السَّوط بالكسر.
(1/318)
________________________________________
و " الحَمالة " الشيء تَتَحمَّله عن القوم، و " الحِمالة " بالكسر مِحْمَلُ السيف.
وقال الأصمعي: " مَسْقَطُ السوط " و " مَسْقَط النجم " حيث سقطا، مفتوحان، و " مَسْقِط الرمل " أي: مُنْقَطِعُهُ، و " مَسْقِط رأسه ": حيث وُلد، مكسوران.
و" فلان حَسَن في مَرْآة العين " بالفتح، و " المِرْآة " التي يُنْظَر إلى الوجه فيها، بالكسر.
و" المِرْوَحَة " التي يُتَرَوَّح بها، و " المَرْوَحَة " التي تخترق فيها الريح، قال الشاعر:
كأنَّ راكِبَها غُصْنٌ بِمَرْوَحَةٍ ... إذا تَدَلَّتْ بِهِ أو شارِبٌ ثَمِلُ
و" الرُّحْلَة بضم الراء - أوَّل السَّفْرَة، و " الرِّحْلَة " الارتحال.
قال الكسائي: " دُولَةٌ " - بضم الدال - مثل العارية، يقال: " اتخذوه دولَة " يتداولونه بينهم، و " دَوْلَةٌ " - مفتوحة الدال - من " دالَ عليهم
(1/319)
________________________________________
الدَّهْرُ دَوْلَةً "، و " دالَتِ الحَرْبُ بهم ".
وقال عيسى بن عمر: تكونان جميعاً في المال والحرب سواءً ولست أدري فَرْقَ ما بينهما.
قال يونس: " غَرَفْتُ غَرْفَةً واحدة " بالفتح، و " في الإناءِ غُرْفَةٌ " فَفَرَق ما بينهما، وكذلك قال في " الحَسْوَة " و " الحُسْوَة ".
وقال الفراء: " خَطَوْتُ خَطْوَةً " بالفتح، و " الخُطْوَةُ " ما بين القدمين.
و" الثَّقِلَةُ " - بكسر القاف - أثْقالُ القوم، و " أنا أجِدُ ثَقَلَة في بدني " - بفتح الثاء والقاف -.
و" الطَّفْلَةُ " من النساء الناعمة، و " الطِّفْلَةُ " الحديثة السِّن.
و" الخَمْرَةُ " الريحُ الطيبة - بفتح الخاء والميم -، و " الخُمْرَة " - بضم الخاء وتسكين الميم - الخميرة في اللبن والعجين والنبيذ.
و" الجَدُّ " - بفتح الجيم - الحَظُّ، يقال منه: رجل مَجْدود، وفي
(1/320)
________________________________________
الدعاء: و " لا ينفع ذا الجَدّ منك الجدّ "، و " الجَدّ " عظمة الله من قول الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif وأنَّهُ تَعالَى جَدُّ رَبِّنا (أي عظمة ربنا و " الجِدُّ " الاجتهاد والمبالغة.
و" اللَّحْنُ " - بفتح الحاء - الفِطْنَة، يقال " رَجَلٌ لَحِنٌ " إذا كان فَطِناً، و " اللَّحْنُ " الخطأ في الكلام.
ويقال " هذا رجل شَرْعُكَ منْ رَجِلٍ " أي: ناهيك به، و " القَوْمُ فيه شَرَعٌ " أي: سَواء، بفتح الراء.
و" العَرْضُ " مصدر عَرَضْتُ الجُنْدَ، قال يونس: يقالُ: " قَدْ فاتَهُ العَرْضُ "، كما يقال: " قَبَضْتُ قَبْضاً "، و " قد ألقاه في القَبْضِ ".
(1/321)
________________________________________
و " فلان مُنْكَر بَيِّن النَّكْرِ "، و " النُّكْرُ " المُنْكَر، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif لقَدْ جِئْتَ شيْئاً نُكْراً (أي: منكراً.

باب الحروف التي تتقارب ألفاظها وتختلف معانيها
و" الإِرْبَة " الحاجةُ، و " الأُرْبَةَ " العُقْدَةُ.
و" الحَدَأَة " الفأسُ ذات الرأسين، وجمعها حَدَأٌ، والحِدَأَةُ الطائر، وجمعها حِدَأٌ.
و" الأُمَّةُ " القامة والإِمَّةُ " النِّعمة، والدينُ " إِمَّةٌ " و " أُمَّةٌ ".
و" اللِّقْوَة " العُقابُ - بكسر اللام وفتحها -، و " اللَّقْوَة " داءٌ في الوجه، بالفتح.
و" الرُّمَّةُ " القطعة من الحَبْل، و " الرِّمَّةُ " العظام البالية.
و" شِعَار القَوْم في الحَرْب " بالكسر، و " الشِّعارُ " ما وَلِيَ الجلْدَ
(1/322)
________________________________________
من الثياب بالكسر أيضاً، و " أرض كثيرة الشَّعَارِ " أي: كثيرة الشجر، بفتح الشين.
و" مَحْجِرُ العَيْنِ " - بكسر الجيم -، و " المَحْجَر " بفتحها من الحِجْر، وهو الحرام.
و" المَنْسِرُ " جماعة من الخيل، و " المِنْسَرُ " - بكسر الميم - مِنْسَرُ الطائر.
و" المِحْلَبُ " الإناءُ يُحْلَبُ فيه، و " المَحْلَبُ " - بالفتح - من الطيب.
و" الوَقْرُ " - بفتح الواو - الثِّقَلُ في الأُذُنِ، و " الوِقْرُ " الحِمْلُ.
و" الغَرْبُ " الدَّلْو العظيمة، و " الغَرَب " الماء الذي بين البئر والحوض.
والسَّلْم الدَّلْوُ لها عُرْوَةٌ واحِدَةٌ و " السَّلْم " والسِّلْم أيضاً الصلح، و " السَّلَم " السَّلَف، يقال " أسْلَم في كذا وكذا أي: أسْلَفَ فيه و " السَّلم الاستسلام؛ قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif ولا تَقولُوا لِمَنْ أَلْقَى إليكُمْ السَّلَم (.
(1/323)
________________________________________
و " الوَكْف " وَكْف البَيْتِ، و " الوَكْفُ " أيضاً النِّطَعُ، و " الوَكَف " الإثم، و " الوَكَفُ " العَيْبُ، قال قيسُ بنُ الخطيم:
الحافِظو عَوْرَةِ العَشيرَةِ لا ... يَأتيهُمُ ْمن ورَائهِمُ وَكَفُ
و" النَّشْر " الرِّيح الطيبة، و " رَأَيْتُ القَوْمَ نَشَراً " أي: منتشرين.
ويقال: " أَلْفٌ صَتْمٌ " أي: تامٌّ، و " جَمَلَ صَتَمٌ " أي: غليظ شديد.
و" السَّرْب " الطريق، و " السَّرْب " جماعة الإبل، هذان مفتوحان، و " فُلانٌ آمِنٌ في سِرْبِهِ " أي: في نفسه، و " هو واسع السِّرْب " أي: رَخِيُّ البال، و " السِّرْبُ " جماعة النساء والظباء.
و" الرَّقُّ " ما يكتبُ فيه، و " الرِّقُّ " المِلْكُ.
(1/324)
________________________________________
و " الغَمْرُ " الماء الكثير، و " رَجُلٌ غَمْرُ الخُلْق " أي: واسعهُ، و " فَرَس غَمْرٌ " أي: جَواد، و " الغِمْرُ " الحِقْدُ، و " الرجل الغُمْر " الذي لم يكن يُجَرِّب الأمور.
" الأثْرُ " الفِرِنْد في السَّيْف، و " الإِثْرُ " خُلاصَة السَّمْن، و " الأثَرُ " الحديث، يقال: " أثَرْتُهُ آثِرُهُ أَثْراً "، و " الأُثْرُ " - بالضم - أثَرُ الجراح، و " فلان في إِثْرِ فلان "، و " أَثَرِهِ " أي: خَلْفَهُ.
و" الهُونُ " أي: الهَوان؛ قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif عَذابَ الهُون (، و " الهَوْنُ " الرِّفْقُ، يقال: " هو يمشي هَوْناً ".
و" الرَّوْعُ " الفَزَعُ، و " الرُّوع " النَّفْس، يقال: " وقع ذلك في رُوعِي " أي: في خَلَدي.
و" اللوحُ " العَطَش، و " اللَّوْح " الهَوَاء.
و" المَوْرُ " الطريق، و " المُورُ " الغُبَار.
(1/325)
________________________________________
و " الشُّفْرُ " شُفْرُ العَيْنِ، و " شَفْرٌ " أيضاً، و " ما بالدَّارِ شَفْرٌ " أي: ما بها أَحَدٌ.
و" البَوْصُ " السَّبْقُ والفَوْت، و " البُوصُ " اللَّوْن، و " البُوصُ " العَجُز.
و" كَوْرُ العِمامَة " بالفتح، وكذلك " الكَوْرُ " من الإبل، وهو الكثير، و " الكُورُ " - بالضم - الرَّحْل بأداته.
و" القَتْلُ " مصدر قَتَلْتُ، و " القِتْلُ " العَدُوُّ.
و" الخَيْرُ " ضِدُّ الشر، و " الخِيرُ " الكَرَم.

باب اختلاف الأبْنِية في الحرف الواحد لاختلاف المَعَاني
قالوا: " رَجَلٌ مُبَطَّنٌ " إذا كان خَميصَ البَطْن، و " بَطينٌ " إذا كان عظيم البطن في صحة، و " مَبْطونٌ " إذا كان عليل البطن، و " بَطِنٌ " إذا كان منهوماً نَهِما، و " مِبْطانٌ " إذا ضَخُم بَطْنُه من كثرة ما يأكُل.
(1/326)
________________________________________
ورجل " مُظَهَّرٌ " إذا كان شديد الظَّهْرِ، و " رَجُلٌ ظَهِرٌ " إذا اشتكى ظَهْره، مثلُ " فَقِر " إذا اشتكى فَقَاره، قال طَرَفة:
وإذا تَلْسُنُني أَلْسُنُها ... إنَّني لَسْتُ بِمَوْهونٍ فَقِرْ
و" رجُلٌ مُصَدَّرٌ " شديد الصَّدْر، و " مَصْدور " يَشْتَكي صَدْرَهُ، ومنه قول القائل:
لا بُدَّ لِلْمَصْدورِ مِنْ أنْ يَنْفُثا
و" النَّحْض " الكثرُ اللَّحْمِ، و " النَّحيض " الذي قد ذهب لَحْمُه.
قال الفرَّاء: " هذا رَجُلٌ تَمْرِيٌّ " إذا كان يُحِبُّ أكل التَّمْرِ، فإذا كان يَبيعُهُ فهوَ " تَمَّار "، فإن كثر عِنْدَه التَّمْرُ وليسَ بتاجِرٍ فهُوَ " مُتْمِرٌ "، وإذا أطْعَمَهُ النَّاسَ فهو " تامِرٌ " ومنه قول الحطيئة:
وغَرَرْتَني وزَعَمْتَ أنَّ ... كَ لابِنٌ بالصَّيْفِ تامِرْ
أي: تَسْقي الناس اللبنَ وتُطْعمهم التَّمر، وغيره يقول: " لابِنٌ " ذو لَبنِ، و " تامِرٌ " ذو تمْرٍ.
(1/327)
________________________________________
قال: وتقول " هذا رجُلٌ شَحِمٌ لَحِمٌ " إذا كان قَرِماً إلى الشّحْم واللحم وهو يشتهيهما، فإذا كان يبيعُهُما قلت " شَحَّام ولَحَّامٌ " وإذا كثرا عنده قلت " مُشْحِمٌ مُلْحِمٌ " فإن أطعمهما الناس قلت " شاحِمٌ لاحِمٌ " فإذا كثر اللحم والشحم على جسمه قلت " لَحِيمٌ شَحِيمٌ " فإن كان مرزوقاً من الصَّيْدِ مُطْعماً له قلت " رجل مُلْحَمٌ ".
وتقول " رجل مُلْبِنٌ " و " قوم مُلْبِنون " إذا كثر عندهم اللبنُ، و " رجل لَبِنٌ " إذا كان يَعام إلى اللّبن و " مَحِضٌ " إذا كان يحبُّ المحْضَ، وهو الحليبُ، و " رجلٌ لابِنٌ " يسقي الناسَ اللبَنَ، يقال: هو يلبُنُ جيرانه، و " رجل مَلْبُونٌ " و " قومٌ مَلْبُونون " إذا ظهر منهم سَفَهٌ وجَهْلٌ يصيبُهُم من شُرْب اللبن كما يُصيب شُرَّاب النبيذ، وهذا " رجل مُسْتَلِبِنٌ " أي: يطلب لعياله أو لضيفانه لبناً.
و" طعام مَسْمُونٌ " إذا لُتَّ بالسَّمْنِ أو جُعل فيه، يقال: " سَمَنْتُه أسمُنُه " بضم لا غير، و " سَمَنْتُ القومَ " إذا جعلت أُدْمَهم السَّمْنَ، و " سَمَّنْتُهم " إذا
(1/328)
________________________________________
أنت زَوَّدْتَهم السَّمْنَ، و " جاؤوا يَسْتَسْمِنونَ " أي: يَسْتوهِبونَ السَّمْنَ.
و" طعام مَزِيتٌ " و " مَزْيوت " إذا لُتَّ بالزَّيْت أو جُعل فيه، و " قد زِتُّه أزِيتُه زَيْتاً " و " زِتُّ القومَ " أي: جعلت أُدْمَهم الزَّيْتَ، و " زَيَّتُّهُم " إذا زَوَّدتهم الزيت، و " جاؤوا يَسْتَزِيتُون " أي: يستوهِبُون الزيتَ.
ومثله " عَسَلْت الطعامَ، والقومَ " إلا أنك تقول " أَعْسِلُهُ " و " أَعْسُلُه " جميعاً، و " طَعامٌ مَعْسولٌ " و " قوم مَعْسولون " و " عَسَّلْتُهم " إذا زَوَّدْتَهم العَسل و " جاؤا يستَعسِلون ".
و" بَعير غاضٍ " يأكلُ الغَضا، و " بَعير غَضٍ " إذا اشتكى من أكل الغضا، وإذا نسبتَه إلى الغضا قلت " غَضَوِيٌّ.
و" بَعير عاضِهٌ " يأكلُ العِضاه، و " هو عَضِهٌ " يَشْتَكي من أكل العِضَاه، وإذا نَسَبْتَه إلى العِضاه قلت " عِضَاهيٌّ " وإذا نسبته إلى واحدةِ العِضاه - وهي عِضَةٌ - قلت " عِضَهِيٌّ ".
و" بعير حامِض " يأكل الحَمْضَ، و " هارِمٌ " يأكل الهَرْمَ، وهو
(1/329)
________________________________________
ضَرْبٌ من الحَمْض، و " آرِكٌ " يأكل الأراكَ، و " عاشِبٌ " يأكل العُشْبَ، ومن البَقْل " بعير مُبْتَقِلٌ " و " مُتَبَقِّل " إذا كان يأكل البَقْلَ.
و" أرض عَضيهةٌ " و " أرض حَميضَة " إذا كانت كثيرةَ العِضَاه والحَمْض.
ويقال: " امرأة مِتْآمٌ " مثل مِفْعال إذا كان من عادتها أن تَلِدَ كل مرَّة تَوْأَمين، فإن أرَدْتَ أنها وضَعَت اثنين في بَطْنٍ قلت " مُتْئم " وكذلك " مِذْكارٌ " و " مَذْكِر "، و " مِحْماقٌ " إذا كان من عادتها أن تلدَ الحَمْقى، و " مَحْمِقٌ " إذا ولدَتْ أحْمَقَ، و " امرأة مِئْناثٌ " و " مُؤْنِثٌ " كذلك.
ومِفْعالٌ يكونُ لِمَنْ دامَ منه الشيءُ أو جَرَى على عادةٍ فيه، تقولُ: " رَجل مِضْحَاك " و " مِهْذَار " و " مِطْلاق " إذا كان مُديماً للضَّحك والهَذْرِ والطلاق.
وكذلك ما كان على " فِعِّيلٍ " فهو مكسورُ الأوَّلِ لا يُفتح منه شيءٌ، وهو لمن دام منه الفعلُ، نحو: " رجلٌ سِكِّير " كثيرُ السُّكرِ، و " خِمِّيرٌ " كثيرُ الشربِ للخَمْرِ، و " فِخِّيرٌ " كثير الفَخْر، و " عِشِّيقٌ " كثير العِشْق، و " سِكِّيت " دائمُ السكوت، و " ضِلِّيل " و " صِرِّيع " و " ظِلِّيم " ومثلُ ذلك كثير، ولا يقال ذلك لمن فَعَل الشيء مرة أو مرَّتين، حتى يكثرَ منهُ أو
(1/330)
________________________________________
يكونَ له عادة.
وكذلك كلُّ اسمٍ يكونُ على " فَعُولٍ " نحو " قَتُول للرجال " و " ضَروب بالسيف "، أو على فَعِّالِ نحو " قَتَّال " و " ضَرَّاب ".
قال أبو زيد: يقال " رجل مُقْطَع " إذا لم يُرِدِ النساء ولم يَنْتَشِر، يقالُ منه " قد أقْطَعَ الرجلُ إقطاعاً " ويقال للرجل الغريب " مُقْطَع عن أهْله " يقال منه " قد أُقْطِعَ عنهم إقْطَاعاً "، و " رجل مُقْطَعٌ " أيضاً، وهو الذي يُفْرَض لنُظَرائه، ويُتْرَكُ هو، و " رَجُل مُقْطِعٌ " - بكسر الطاء - وهو الذي انقطعت حُجَّته، يقال: " أقْطَعَ الرَّجلُ " إذا بَكَّتوهُ بالحقِّ فلم يُجِبْ، و " رجل مَقْطوعٌ به " إذا قُطِعَ عليه الطريقُ، يقال: " قُطِعَ بِفُلانٍ قَطْعاً " و " رجل مُنْقَطَع به " إذا عَجَزَ عن سفَرِه من نَفَقَة ذَهَبَت أو راحلةٍ قامت عليه أو ضَلَّتْ له، يقال منه: انْقُطِعَ به انقطاعاً.
وقال غيرُ واحد: " فُقْت السَّهْمَ أفُوقُهُ " إذا كسرتَ فوقَه، و " هو " سْهمٌ مَفُوقٌ " و " فَوَّقْتُهُ تَفْويقاً " عملتُ له فوقاً، و " هو سَهْم
(1/331)
________________________________________
مُفَوَّق " و " أَفَقْتُ السهمَ، وبالسهم، فهو سَهْمٌ مُفاقٌ، ومُفاقٌ به " إذا وضَعْتُه في الوَتَر لترميَ به، ويقال أيضاً: " أَوْفَقْت السهمَ، وبالسهم " في هذا المعنى، فهو " مُوفَقٌ به " و " انْفاقَ السهم فهو مُنْفاقٌ " إذا انشقَّ فوقُه.
قالوا: وكلُّ حَرَفٍ على فُعَلةٍ وهو وصفٌ فهو للفاعل، نحو " هُذَرَة " و " نُكَحَة " و " طُلَقَة " و " سُخَرَة " إذا كانَ مِهذاراً نَكَّاحاً مِطلاقاً ساخِراً من الناس، فإن سَكَّنت العَيْنَ من فعلَةٍ وهو وَصْفٌ فهو للمفعول به، تقول " رجل لُعْنَةٌ " أي: يَلْعَنه الناسُ، فإن كان هو يَلْعَن الناسَ قلتَ " لُعَنَةٌ ". و " رجل سُبَّة " أي: يسبه الناسُ، فإن كان هو يَسُبُّ الناسَ قلت " سُبَبَة " وكذلك " هُزْءَةٌ وهُزَأَة "، و " سُخْرَةٌ وسُخَرةٌ "، و " ضُحْكة وضُحَكةٌ "، و " خُدْعَةٌ وخُدَعَةٌ ".
(1/332)
________________________________________
باب المصادر المختلفة عن الصدر الواحد
يقال: وجدتُ في الغضب " مَوْجِدة، " ووجدتُ في الحزم " وَجْداً "، ووجدتُ الشيءَ " وِجْدَاناً ووُجُوداً "، وافتقَرَ فلان بعد " وُجْدٍ ".
ووَجَبَ القلبُ " وَجيباً "، ووَجَبَتِ الشمسُ " وُجُوباً "، ووَجَبَ البيعُ " جِبَةً ".
وغَلَتِ القِدرُ " غَلْياً "، و " غَلَيَاناً "، وغَلَوتُ في القولِ " غُلُوّاً "، وغَلا السِّعر " غَلاءً "، وغلوتُ بالسَّهمِ " غَلْواً ".
وكَلَّ بصرُهُ " كِلَّةً، وكُلُولاً " وكذلك اللِّسان، وكلَّ السيفُ " كِلَّةً " إذا لم يقطع، وكلَّ من الإعياء يَكِلُّ " كَلاَلاً ".
وبَرَأْتُ من المرض " بُرْأ "، وبَرِئتُ منه " بَرَاءً "، وبَرَأ اللهُ الخلقَ يبرؤُهُمْ " بَرْأَ "،
(1/333)
________________________________________
وبَرَيْتُ القلمَ أبْرِيه " بَرْياً ".
ونَحَلَ جسمه يَنْحَلُ " نُحُولاً "، ونَحَلْتُهُ من العطيَّة أنْحَلَه " نُحْلاً، ونِحْلَةً " ونحلتُهُ القول أنحله " نَحْلاً ".
وأوَيْت له " مَأوِيَةً، وإيَّةً " أي: رَحِمته، وأويتُ إلى بني فلانٍ آوِي " أُوِيًّا "، وآويتُ فلاناً " إيوَاءَ ".
وعَثَرَ في ثوبه يعثُرُ " عِثَاراً "، وعَثَرَ عليهم يعثُرُ " عَثْراً، وعُثُوراً " أي: اطَّلع وأعثرت فلاناً على القوم، من قول الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif وكذلكَ أعْثَرْنَا عليهمْ (.
ووقعتُ في العمل " وُقُوعاً "، ووقعتُ في الناس " وَقِيعَةً ".
وَسَكَرَتِ الرِّيحُ " سُكُوراً " أي: سكنت بعد الهبوب، وسَكَرْتُ البِثْقَ أسكُرُه " سَكْراً " إذا سددته، وسَكِرَ الرَّجل يَسْكَرُ " سُكْراً، وسَكْراً ".
وعَبَرَ الرُّؤْيا يعبُرُها " عِبَارةً "، وعَبَرَ النَّهرَ يعبُرُه " عُبُوراً "، وعبر الرجلُ يَعْبَرُ " عَبَراً " إذا استعبرَ، و " العَبَر " سُخْنة العين، يقال: لأمِّهِ العَبَرُ.
(1/334)
________________________________________
وجادَ له بالمال " جُوداً " وجاد المطرُ يَجُود " جَوْداً "، وجاد عمله يَجُودُ " جَوْدَةً "، وفرس " جَوَادٌ " بين " الجُودَة والجَوْدَة ".
ضَوَيْتُ إليه فأنا أضْوي " ضُوِيًّا "، وروى أبو زيد ضويت إليه " ضَيَّا " إذا أويت إليه، وضَوِيتُ من الهزال فأنا أضَوْى " ضَوًى ".
وغارَ الماءُ يَغُورُ " غَوْراً "، وغارتْ عينهُ تَغُورُ " غُؤُراً "، وغار على أهله يغار " غَيْرَةً "، وغار أهله، بمعنى مارَهُم، يَغِيرُهُم " غِيَاراً "، وغارَ الرجلُ يَغُورُ " غَوْراً " إذا أتى الغَوْرَ، وأنجَدَ بالألف، وغَارَني الرَّجلُ يَغِيرُني ويَغُورُني، إذا أعطاك الدِّية والدِّية " غِيرَةٌ " وجمعها غِيَرٌ.
وقَبِلَتِ العينُ تَقْبَلُ " قَبَلاً " وقَبِلَ الهديَّة " قَبُولاً " بفتح القاف - وقَبِلَتِ المرأة القابلةُ " قِبَالَةً ".
تلوتُ القرآن فأنا أتْلُوهُ " تِلاَوَةً " وتلوتُ الرجلَ: تَبِعْته، فأنا أتْلُوهُ " تُلُوًّا "، وتَلِيَتْ لي من حقي " تَلِيَّةٌ " و " تَلاوَةٌ " أي:
(1/335)
________________________________________
بقيت بقيَّة.
وفَرَكْتُ الحَبَّ أفْرُكه " فَرْكاً " وفَرِكَت المرأة زوجَهَا تَفْرَكه " فِرْكاً ".
ولَبَسَتْ عليه الأمرَ، إذا شبَّهتَ عليه، فأنا ألبس " لَبْساً " ولبستُ ثوبي، فأنا ألبَسُ " لُبْساً ".
وخَطَبْتُ المرأةَ " خِطْبَةً حَسَنَةً "، وخَطَبْتُ على المنبر " خُطْبةً ".
وحَمَيْتُ المريض أحميه " حِمْيَةً، وحِمْوَةً "، وحميتُ القومَ " حِمَايَة " أي: نَصَرْتُهُم ومنعتُ مَنْ ظَلَمَهم، وحميتُ الحمى " حَمْياً " إذا منعت منه، فأما أحميت المكان - بالألف - فجعلته " حِمًى "، وقد حميتُ من الأنَفَة " حَمِيَّةً، وَمَحْمِيَةً ".
وشبَّ الغلامُ يَشِبُّ " شَبَاباً " وشبَّ الفرسُ يَشُبُّ " شِبَاباً، وشَبِيباً "، وشَبَبْتُ النارَ فأنا أشُبُّها " شَبًّا وشُبُوباً ".
(1/336)
________________________________________
بَلَوْتُه أبلوه " بَلْواً " إذا جرَّبته، وبَلاه الله يَبْلوه " بَلاَءً " إذا أصابه بِبَلاءٍ، يقال: اللَّهمَّ لا تَبْلُنا إلا بالتي هي أحسنُ، وأبلاه الله يُبليه " إبْلاءً حَسَناً " إذا صنع به صنعاً جميلاً، وقال زهير:
جَزَى اللهُ بالإحسانِ مَا فَعَلا بكمْ ... فأَبْلاهُمَا خَيْرَ البَلاَءِ الَّذي يَبْلُو
أراد الذي يختبرُ به عِبَادَه، وبَلِيَ الثوبُ " بَلاءً " مفتوح الأول ممدودٌ، و " بِلًى " مكسور الأول مقصورٌ.
نَزَعْتُ الشيءَ من موضعه " نَزْعاً "، ونزعتُ عن الشيء " نُزوعاً " إذا كففت عنه، ونازعتُ إلى أهلِي " نِزَاعاً، ومُنَازَعَة ".
وحَفِيَتِ الدَّابة تَحْفَى " حَفًى " إذا رقَّ حافرها، وحَفِيَ فلان يَحْفَى " حِفْيَةً، وحِفَاية، وحِفْوَة " فهو حَافٍ، والأول حَفٍ، والأنثى حَفِيَةٌ، مُخفَّفةً الياء، وقد حَفِيَ فلانٌ بفلانٍ " حَفَاوَة، وحِفَاوَة " إذا عُني به وبَرَّه.
(1/337)
________________________________________
وحالَتِ القوس تَحُول " حَوْلاً "، وكذلك حالَ عن العهد يَحُول " حَوْلاً " وحَالَت الناقة تَحُول " حِيَالاً ".
وحلَّ بالمكان يَحِلُّ " حُلولاً " وحلَّ لك الشيء يَحِلُّ " حَلاًّ "، وحلَّ العَقْدَ يَحُلُّه " حَلاًّ ".
وحدَّ الأرض يَحُدّها حَدًّا " من الحدود، وكذلك حَدَّه، أي: جَلَدَه الحد، وحَدَّ يَحِدُّ حَدًّا، وحِدَّةً " إذا أصابته عجلة.
وجَمّتِ البئر تَجُم " جُمُوماً " كثر ماؤها، وجمَّ الفرس يَجُمُّ " جَمَاماً ".
وهَبَّتِ الريحُ تَهُبُّ " هُبُوباً، وهَبِيباً "، وهبَّ من نومه يَهُبُّ " هَبًّا، وهُبُوباً "، وهبَّ التيسُ يَهِبُّ " هَبِيباً، وهِبَاباً ".
وهَدَاه اللهُ في الدَّين " هدًى "، وهَدَاه الطريق " هِدَايةً "، وهَدَى العروس إلى زوجها " هِدَاءً ".
وبَغَتِ المرأة تَبْغِي " بِغَاءً " وبَغَيْتُ الشيء " بُغاءً، وبُغْيَة "،
(1/338)
________________________________________
وبغيت على القومِ " بَغْياً ".
وسَفَرْتُ عن وجهه أسفِرَ " سَفْراً "، وسفرت أنا " سُفُوراً "، وسفرت بينهم " سِفَارَة " من السفير، وأسفَرَ وجهي يُسْفِرُ " إسْفَاراً " إذا أشرق.
ورأيت في المنام " رُؤْيا " ورأيت في الفقه " رَأياً "، ورأيت الرجل " رُؤْيةً ".
وبَطَلَ الأجير يبطُلُ " بَطَالَةً " وبطل الشيء يبطُلُ " بُطْلاً، وبُطْلاناً "، وهو بَطَلٌ بيِّن " البُطُولَة ".
وزَلَّتِ الدراهم تَزِلُّ " زُلُولاً "، وزَلِلْتُ في الطين أزَلُّ " زَلَلاً " وزَلَلْت أيضاً أزِلُّ " زَلِيلاً ".
وعِفْتُ الطير أعِيفُها " عِيَافَة " زجرْتُها، وعافت الطير تَعِيفُ " عَيْفاً " إذا حامت على الماء، وعافَ الرجل الطعام يعافه " عِيَافاً " إذا كرهه.
وحَسِبْتُ الشيء بمعنى ظننت " حِسْباناً " وحَسَبَتُ الحساب " حُسْباناً "؛ قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif الشَّمسُ والقمرُ بِحُسْبَان (، أي: بحساب.
وفاح الطيبُ يَفُوحُ " فَوْحاً " وفاحت الشجة تَفِيح " فَيْحاً " بالدم.
(1/339)
________________________________________
وكَبَا الفرس يكبو " كَبْواً " وكبا الزنذ يكبو " كُبُوًّا " إذا لم يُورِ.
وقَنِعَ يَقْنَعُ " قَنَاعةً " إذا رضي، وقَنَعَ يقنعُ " قُنُوعاً " إذا سأل، ومنه) وأطعِمُوا القانِعَ والمُعْتَرَّ (.
ورَضِعَ الصبي يَرْضَع ورَضَعَ يَرْضِع " رَضَاعاً " " ورِضَاعاً "، ورَضُعَ الرجل يرضُعُ " رَضَاعَةً " إذا لَؤُم، من قولك: لئيم راضِعٌ، والأصل فيهما واحدٌ؛ لأن أصل قولهم: " لئيمٌ راضعٌ " أنه يرضع الإبل والغنم، ولا يحلبهما كي لا يسمع صوت الحلب، ثم قيل لكل لئيم إذا وكد لؤمه: " راضعٌ " فانتقل عن حد الفعل إلى مذهب الطبائع والأخلاق فقيل رضع كما قيل: لَؤُم، وجَبُن؛ وشَجُع، وظَرُف.
وكذلك أكثر هذه الحروف إذا أنت رجعت إلى أصولها وجدتها من موضع واحد، وفرق بين مصادرها وبين بعض أفاعيلها؛ ليكون لكل معنًى لفظٌ غير لفظ الأخر.
وبَعُدَ فلانٌ يَبْعُد " بُعْداً " وبَعِدَ - بكسر العين - يَبْعَد " بَعَداً " إذا هلك، من قول الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif كما بَعِدَتْ ثَمُودُ (و " بُعْداً " أيضاً.
(1/340)
________________________________________
وعَرِضَتْ له الغُولُ تَعْرَض " عَرَضاً " وغيرها عَرَضَ يَعْرِض " عَرْضاً ".
وضَرَب الفحلُ الناقة يضربها " ضِرَاباً " وضرب العِرْقُ يضرب " ضَرَبَاناً " وضرب الرجل في الأرض إذا خرج يطلب الرِّزق " ضَرْباً ".
ولَوى يده " يْلويها " لَيًّا " ولَواه بدَيْنِهِ يَلْويه " لَيَّاناً " إذا مَطَله.
وقرَّ يَقِرُّ " قَرَاراً " إذا سكن، وقرَّ يومنا يَقَر " قَرًّا " وحرَّ يومُنا يحَرُّ حَرارَة وحَرّاً، وقرَّت عيني به تَقِرُّ وتَقَرُّ " قَرَّةً، وقُرُوراً ".
ونَفَرَ القوم في الأمر يَنْفِرُون " نُفُوراً " ونفر الحاج " نَفْراً " ونفرت الدابة تنفر " نِفَاراً ".
ونَفَقَ البيع يَنْفُق " نِفَاقاً " ونَفَقَت الدابة إذا ماتت تَنْفُقُ " نُفُوقاً ".
وجَلَوْتُ السيف أجلوه " جَلاَءً " وجلوت العروس " جِلْوَةً " وجلوت بصري بالكحل " جَلْواً ".
وخطر ببالي " خُطُوراً " وخطر في مشيته " خَطَرَاناً " وخطر البعير بذنبه " خَطْراً، وخَطيراً ".
(1/341)
________________________________________
طافَ حول الشيء يَطُوف " طَوْفاً، وطَوَافاً " وطاف الخيال يَطيفُ " طَيْفاً " واطَّاف يَطَّاف " اطِّيافاً " إذا قضى حاجته، وأطاف به يُطيف " إطافَةً " إذا ألمَّ به.
وعَجَزْت عن الشيء أعجِزَ " عَجْزاً، ومَعْجُزة " وعَجِزَت المرأة تَعْجَزُ " عَجَزاً، وعُجْزاً " إذا عظمت عجيزتها، وعَجَّزتْ تُعَجِّز " تَعْجيزاً " إذا صارت عجوزاً.
وحَسِرَ يَحْسَرُ " حَسَراً " من الحَسْرة، وحَسَر عن ذراعيه يَحسِرَ " حَسْراً ".
وقطعتُ الحبل " قَطْعاً "، وقطع رحمه " قَطِيعةً " و " قَطَعَتِ " الطير " قُطُوعاً " إذا انحدرت من بلاد البرد إلى بلاء الحر، وقَطَعْتُ النهر " قُطوعاً ".
ومن المصادر التي لا أفعال لها: رجلٌ بيِّن الرُّجُولة والرُّجُولية، ورَاجلٌ بيِّن الرُّجْلة؛ وفارسٌ على الدَّابة بيِّن الفُرُوسَة، والفُرُوسِية؛ وفارسٌ بالعين بيِّن الفِرَاسَة؛ ورجل
(1/342)
________________________________________
غَمْرٌ - أي: سخيٌّ - بيِّن الغُمُورة من قومٍ غِمَارٍ وغُمُور، وكذلك ماء غَمْرٌ، ورجلٌ غَمْرٌ، أي غير مجرَّبٍ للأمور بيِّن الغَمَارَ، من قوم أغْمار.
وكلبة صارفٌ بيِّنة الصُّرُوف، وناقة صَرُوفٌ بيِّنة الصَّريف؛ وامرأة حَصَانٌ بيِّنة الحَصَانَة، والحُصْنِ؛ وفرس حِصَانٌ بيِّن التَّحْصين، والتحَصُّن؛ وحافرٌ وَقَاحٌ بيِّن الوَقَاحَة، والوُقْحِ، والقِحَة؛ ورجل وَقَاحُ الوجه بيِّن القَحة، والقِحة، والوَقَاحَة، ورجل هَجِينٌ بيِّن الهُجُونة، وامرأةٌ هِجَانٌ بيِّنة الهَجَانة؛ وفرس هَجين بيِّن الهُجْنة؛ وجاريةٌ بيِّنة الجَرَاءِ، والجَرَاء، وجريءٌ بيِّن الجَرَاءة، والجَرَاية.
أَمَةٌ بيِّنة الأمُوَّة؛ وأمٌّ بيِّنة الأُمُومة؛ وأب بيِّن الأُبُوَّة؛ وأخت بيِّنة الأُخُوَّة؛ وبنت بيَّنة البُنُوَّة؛ وخالٌ بيِّن الخُؤُولة؛ وعمٌّ بيِّن العُمُومَة؛ ورجل سَبِطُ الشَّعر بيِّن السُّبُوطَة، وسَبِطُ الجسم بيِّن السَّباطَةِ.
(1/343)
________________________________________
باب الأفعال
" عَلَوْتُ " في الجبل عُلُوًّا، و " عَلِيت " في المكارم عَلاَءً.
و" حَلِيتَ " في عيني وفي صدري تَحْلى حَلاَءً، و " حَلاَ "، في فمي الشراب يَحْلُو حَلاَوَةً.
و" لَهِيتُ عن كذا " فأنا ألْهَى، إذا غفلْت، و " لَهَوْتُ " من اللَّهو فأنا أَلْهو.
و" هذا شراب يَحْذي اللسان "، و " هو يَحْذُو النعل ".
و" قَلَوْتُ اللَّحم والبُّسر "، و " قَلِيتُ الرجلَ " أبغضته.
و" فَلَوْتُ المُهر عن أُمِّه " فطمتُهُ، و " فَلَيْتُ رأسَه ".
و" حَنَوْتُ عليه " عطفت، و " حَنَيْتُ العود "، و " حَنَيْتُ ظهري "،
(1/344)
________________________________________
و " حَنَوْتُ " لغةً.
و" كَبِرَ الرَّجُل " إذا أَسَنَّ، و " كَبُرَ الأمْرُ " إذا عَظُمَ.
و" بَدُنَ الرجل " يَبْدُنُ بُدْناً وبَدَانةً، وهو بادِنٌ، إذا ضَخُمَ، و " بَدَّنَ الرجل " إذا أسَنَّ تَبْدِيناً، وهو رجلٌ بَدَنٌ؛ قال الأسْوَدُ بن يَعْفُر:
هَلْ لِشَبابٍ فاتَ منْ مَطْلَبِ ... أمْ ما بُكاءُ البَدَنِ الأشْيَبِ
وقال حُمَيدٌ الأرْقط:
وكُنْتُ خِلْتُ الشَّيْبَ والتَّبْدينا ... والهَمّ ممَّا يُذْهِلُ القَرينا
ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " إني قد بَدَّنْتُ فلا تسبقوني بالركوع والسجود " أي: قد كَبِرْتُ.
وتقول: " اسْتَخْبَيْنا خِباءَنا " إذا نَصَبْناه ودخلنا فيه، و " أخْبَيْناه " نَصَبْناه.
و" اسْتَعَمَّ الرَّجلُ عَمَّا " إذا اتخذه عَمَّا، هذا قول الكسائيِّ،
(1/345)
________________________________________
وقال أبو زيد: " تَعَمَّمْتُ الرجلَ " إذا دَعَوْته عَمَّا.
و" زُعْتُ النَّاقَة " عَطَفْتَها، قال ذو الرُّمَّة:
وخافِقِ الرَّأْسِ فَوقَ الرَّحْلِ قُلْتُ لهُ: َّ ... زُعْ بالزِّمامِ وجَوْزُ اللَّيْلِ مَرْكومُ
أي: اعْطِفِ النَّاقَة بالزِّمام، و " وَزَعْتُ الناقة " كَفَفْتها، وجاء في الحديث: " منْ يَزَعُ السُّلْطان أكثَرُ ممَّنْ يَزَعُ القُرْآنُ "، ومنه الوازعُ في الجيش، ولا بُدَّ للناس من " وَزَعَةٍ " أي: من سُلْطان يَكُفُّهُم.
و" قُتِلَ الرجلُ " بالسَّيْف ونحوه، فإن قَتَله عِشْقُ النساء أو الجن، فليس يقال فيه إلا " اقْتُتِلَ "؛ قال ذو الرُّمَّة:
إذا ما امْرُؤٌ حاوَلْنَ أنْ يَقْتَتِلْنَهُ ... بلا إحْنَةٍ بينَ النُّفوسِ ولا ذَحْلِ
(1/346)
________________________________________
و " تأيَّيْتُ " بالتشديد والقصر - تَحَبَّسْتُ، قال الكُمَيْت:
قِفْ بالدِّيارِ وُقوفَ زائِرْ ... وتَأيَّ إنَّكَ غيرُ صاغِرْ
و" تآيَيْتُ " بالمد وترك التشديد - تَعَمَّدْت.
و" تَهَجَّدْتُ " سَهِرْتُ، و " هَجَدْتُ " نمتُ.
و" جُبْتُ القَميصَ " قَوَّرْتُ جَيْبه، و " جَيَّبْتُهُ " جعلتُ له جَيْباً.
و" نَمَيْتُ الحديثَ " نقلْتُه على جهة الإصلاح، و " نَمَّيْتُهُ " مشدداً - نَقَلْته على جهة الإفساد.
و" ثُغِرَ الصَّبيُّ " إذا سقطت رَواضِعُه، و " أَثْغَرَ " و " اثغَرَّ " إذا نبتت أسنانه، و " ثُغِرَ الرجلُ " فهو مَثْغورٌ إذا كُسِرَ ثَغْرُهُ، قال جريرٌ:
أيَشْهَدُ مَثْغورٌ عَلَيْنا وقدْ رَأى ... سُمَيْرَةُ مِنَّا في ثَناياهُ مَشْهَدا
و" عَرِجَ الرجل يعرَجُ " إذا صار أعرج، و " عَرَجَ يَعْرُجُ " إذا
(1/347)
________________________________________
أصابه شيءٌ فجَمَع وليس ذاك بخلْقَةٍ، وعَرَجَ في الدَّرَجَة والسُّلَّم يَعْرُجُ عُروجاً.
و" ضاعَفْتُ للرجل الشَّيء " أعطيتُه أضعافاً مثله، و " أضْعَفْتُه " أعطيته ضِعفه.
و" آزَرَني فلان " عاوَنَني، و " وازَرَني " صار لي وزيراً.
و" نَشَطْتُ العقدة " إذا عقدتها بأنْشُوطة، و " أنْشَطْتها " حللتها، ومنه يقال: كأنما أُنْشِطَ من عِقال.
و" أمْلَحْتُ القِدْرَ " إذا أكثرتَ ملحها، و " مَلَحتُها " بالتخفيف إذا ألقيت فيها مِلْحاً بقَدَرٍ.
و" حَمَأْتُ البئر " إذا أخرجت حَمْأتها، و " أحمأْتها " جعلت فيها حَمْأة.
و" أدْلى الرَّجُل دَلْوَهُ " إذا ألقاها في الماء ليستقي، فإذا جَذَبها ليخرجها قيل: " دَلا يَدْلو دَلْواً ".
(1/348)
________________________________________
و " فَرَى الأديمَ " قَطَعَهُ على جهة الإصلاح، و " أفراه " قطعهُ على جهة الإفساد.
و" تَرِبَتْ يَداك " افْتَقَرْتَ، و " أتْرَبَت يداك " استغنيت.
و" أخْفَيْتُ الشيء " إذا سترته، و " خَفَيْتُه " إذا أظهرته؛ وقال أبو عبيدة: أخفيته في معنى خفيته إذا أظهرته.
و" أنْصَلْتُ الرمح " إذا نزعت نصله، وكان يقال لرجب " مُنْصِل الأسِنَّة " لأنهم كانوا ينزعون الأسنة فيه، و " نَصَّلتُه " ركَّبْتُ عليه النصل.
و" أعْذَرْتُ في طَلَبِ الحاجَة " إذا بالغت، و " عَذَّرْتُ " - مشدداً - إذا توانَيْتَ.
و" أفْرَطَ في الشَّيءِ " جاوز القَدْر، و " فرَّط " قَصَّر.
و" أقْذَيْتُ العَيْن " ألقيت فيها القَذَى، و " قَذَّيْتُها " أخرجت منها القذى.
" أمْرَضْتُ الرَّجُل " فعلت به فعلاً يمرض عنه، و " مَرَّضْتُهُ " قمت
(1/349)
________________________________________
عليه في مرضه.
" أعْلِ عَنِ الوِسادَةِ " ارْتَفَعْ عنها، و " اعْلُ فوقَ الوسادَة " أي: صِرْ فوقها، من عَلَوت.
" قَسَطَ " في الجور فهو قاسط، و " أقْسَطَ " في العدل فهو مُقْسِطٌ.
و" أضَفْتُ الرَّجُلَ " أنزلته، و " ضِفْتُهُ " نزلت عليه، و " ضَيَّفْتُهُ " أنزلته منزلة الضيف، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif فَأبَوْا أنْ يُضَيَّفوهُما (.
قال أبو عبيدة: كل شيء من العذاب يقال فيه " أُمْطِرْنا " بالألف؛ قال الله تعالىالكتّاب smile.gif فأمْطِرْ علَينا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ (، وكل شيء من الرحمة والغيث يقال فيه " مُطِرَ "، وغيره يجيز مُطِرْنا وأُمْطِرْنا في كل شيء.
" أَدينُ " بالفتح - آخُذُ بالدَّيْنِ؛ قال الأنصاري:
أدينُ وما دَيْني عَلَيْكُمْ بِمُغْرَمٍ ... ولكنْ على الشُّمِّ الجِلادِ القَراوِحِ
يعني النخل، و " أُدينُ " بالضم - أُعْطي الدَّيْنَ؛ قال الهذلي:
(1/350)
________________________________________
أدانَ وأَنْبَأهُ الأوَّلونَ ... بأنَّ المُدانَ مَليءٌ وفِيُّ
و" أقْصَرَ عن الأمْرِ " نَزَعَ عنه وهو يقدر عليه، و " قدْ قَصَرَ عنه " إذا عجز عنه.
و" وَعَدْتُكَ " خيراً وشراً؛ قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif النَّارُ وعَدَها الله الَّذينَ كَفَروا (والاسم الوَعْدُ، و " أوْعَدْتُكَ " شراً، والمصدر الإيعاد، والاسم الوعيد و " تَوَعَّدْتُكَ " تهددتك، و " واعَدْتك " مُواعدة لوقت.
قال أبو عبيدة: الوعد والميعاد والوعيد واحد.
قال الفراء: يقولون وَعَدْته خيراً، ووعدته شرّاً؛ فإذا أسقطوا الخير والشر قالوا في الخير " وَعَدْته " وفي الشر " أوْعَدْته " فإذا جاؤوا بالياء قالوا: " أوْعَدْته بالشَّرِّ " فأثبتوا الألف؛ قال الراجز:
أوْعَدَني بالسَّجْنِ والأداهِمِ
قال الكسائي: " وَضَمْتُ اللَّحْمَ " عملت له وَضَماً، و " أوْضَمْتُهْ " جعلته على الوَضَمِ.
(1/351)
________________________________________
و " خَفَقَ النجمُ " إذا غاب، و " أخْفَقَ " إذا تَهَيَّأ للمغيب، وكذلك " خَفَقَ الطَّائرُ " إذا طار، و " أخْفَقَ " إذا ضرب بجناحيه ليطير.
و" لاح " النجم " إذا بَدا، و " ألاحَ " إذا تلألأ، قال المتلمس:
وقَدْ أَلاحَ سُهَيْلٌ بعدَ ما هَجَعُوا ... كأنَّهُ ضَرَمٌ بالكَفِّ مَقْبوسُ
و" أزْرَرْتُ القميصَ " جعلت له أزراراً، و " زَرَرْتُه " شددت أزراره.
و" أقْبَلْتُ النَّعْل " جعلت لها قِبالاً، و " قَبَلْتُها " شددت قِبالَيْها.
و" عَمَدْتُ الشَّيْءَ " أقمتُه، و " أعْمَدْتُهُ " جعلت تحته عَمَداً.
و" أزْجَجْتُ الرُّمْحَ " جعلت له زُجَّا، و " زَجَجْتُ به " طعنتُ بِزُجِّه.
و" أنْشَدْتُ الضَّالة " عَرَّفْتها، و " نَشَدْتُها، أَنْشُدُها نِشْداناً " طلبتها.
و" أكْنَنْتُ الشَّيءَ " إذا سترتَهُ، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif أوْ أكْنَنْتُمْ في أنْفُسِكُمْ (، و " كَنَنْتُ الشَّيء " صُنْته، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif كأنَّهُنَّ
(1/352)
________________________________________
بَيْضٌ مَكْنون (، وبعضهم يجعل كنَنْته وأكنَنْتُهُ بمعنى.
و" أتْبَعْتُ القَوْمَ " لَحِقْتُهم، و " تَبِعْتُ القَوْمَ " سِرْتُ في إثْرِهم.
و" شَرَقَتِ الشَّمْس " شُروقاً: طلعتْ، و " أشْرَقَتْ " أضاءَت.
و" جُزْت المَوْضِعَ " سِرْتُ فيه، و " أجَزْتُه " قطعته وخَلَّفْته، قال امرؤ القيس:
فلَمَّا أجَزْنا ساحَةً الحَيِّ وانْتَحَى ... بِنا بَطْنُ خَبْتٍ ذي قِفافٍ عَقَنْقَل
و" أرْهَقْت فُلاناً " أعْجَلْته، و " رَهِقْته " غشيتُه.
قال الفراء: " عَجِلْتُ الشيء " سبقته، ومنه قول الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif أعَجِلْتُمْ أمْرَ رَبِّكُمْ (، و " أعْجَلْتُه " استحثثته.
و" قَلَّلْتُ الشيء، وكثَّرْتُه " إذا جعلتَ كثيراً قليلاً وقليلاً كثيراً، و " أقْلَلْت " و " أكْثَرْت " جئت بقليل وكثير، وبعضهم يجعل
(1/353)
________________________________________
أقْلَلْتُ وقَلَّلْتُ وأكثَرْتُ وكثَّرْت بمعنًى واحد.
قال الكسائيُّ: والعربُ تقول: " أكذَبْتُ الرَّجُلَ " إذا أخبرتَ أنه جاء بالكذبِ ورَوَاه، وتقول: " كذَّبْتُه " إذا أخبرت أنه كاذبٌ، وبعضهم يجعلهما جميعاً بمعنًى.
و" أوْلَدَتِ الغَنَمُ " حان وِلادها، و " وَلَدَتْ " إذا وضعت.
و" أسْجَدَ الرَّجل " إذا طأطأ رأسه وانحَنَى، و " سَجَدَ " إذا وضع جبهته بالأرض.
و" أكْمَحْتُ الدَّابة " إذا جَذَبْتَ عِنانه حتى ينتصب رأسه، و " كَبَحْته " - بالباء - وهو أن تجذبه إليك باللِّجَام لكي يقف ولا يجري.
و" قد أفْصَحَ الأعجميُّ " إذا تكلم بالعربية، و " فَصُحَ " إذا حسنت لغتهُ ولم يَلْحَن.
و" أمرته فأطاعَ " بالألف، و " قد طاعَ له " إذا انقاد فهو
(1/354)
________________________________________
يَطوعُ، ويقال: " أطاعَ له المَرْتَعُ، وطاعَ " إذا اتسع وأمكنه من الرَّعْيِ.
و" أضْلَلْتُ الشيء بمكان كذا " إذا أضَعْته، و " ضَلَلْتُه وضَلِلْتُه " إذا أردته فلم تهتد له.
و" أحْمَيْتُ المكان " جعلته حِمًى، و " حَمَيْتُهُ " منعته، و " أحْمَيْتُ الحديدة في النار " أسْخَنْتها، و " أحْمَيتُ الرجلَ " أغْضَبْته.
و" أعالَ الرجلُ " إذا كثر عياله، و " عالَ يعيلُ " إذا افتقر، و " عالَ يَعُولُ " إذا جار، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif ذلكَ أدْنَى أنْ لا تَعُولُوا (.
و" أَقْبَرْتُ الرجلَ " أمرت بأن يُقْبَر؛ قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif ثمَّ أماتَهُ فأَقبَرَهُ (و " قَبَرْتُهُ " دفنته.
و" سَبَعْتُ الرجلَ " وقعت فيه، و " أسْبَعْتُه " أطعمته السَّبُعَ.
(1/355)
________________________________________
و " غبَّ فلان عندنا " إذا بات، ومنه سُمي اللحم البائت الغابَّ، و " أَغَبَّنا " أي: أتانا " غِبًّا ".
و" بَصُرْتُ " من البصيرة أي: علمتُ. قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif بَصُرْتُ بما لم يَبْصُروا بِهِ (، و " أَبْصَرْتُ " بالعين.
و" جَزَى عني الأمر يَجْزِي " - بغير همز - أي: قَضَى عني وأغْنَى، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif واتَّقوا يوماً لا تَجْزِي نفسٌ عن نفسٍ شيئاً (، و " أَجْزَأَني يُجْزِئني " مهموز، أي: كفاني.
و" أَخْدَجَتِ الناقة والشاة " إذا ألقت ولدها لتمامٍ وهو ناقص الخَلق، و " خَدَجَت فهي خَادِجٌ " إذا ألقته قبل تمام الوقت.
و" أَرَمَّ العظمُ من الشاة " إذا صار فيه رِمٌّ، وهو المخُّ، " وَرَمَّ العظمُ " إذا بلي.
و" أَشْجَيْتُ الرجل " أغصصته، و " شَجَوته أشْجُوه شَجْواً " أحزنته، يقال منهما: شَجَى يَشْجَى شَجًى ".
و" رَصَنْتُ الشيء " إذا أكملته، و " أرْصَنْتُهُ " أحكمته.
و" غَيَّيْتُ غايةً " عملتها وهي الراية، و " أغْيَيْتُها " نصبتها.
(1/356)
________________________________________
و " أشْرَرْتُ الشيء " أظهرته؛ ومنه قول الشاعر:
فما بَرِحُوا حتَّى قَضَى الله صَبْرَهُمْ ... وحتَّى أَشِرَّتْ بالأكفِّ المصاحفُ
أي: أُظهرت، و " شَرَرْتُ الثوب " إذا بسطته، و " شَرَرْتُ الملح " أي جعلته على شيء ليجف.
و" أَكْنَفْتُ الرجلَ " أعنتُه، و " كَنَفْتُه " حُطْته.
و" يَبِسَتْ الأرضُ " إذا ذهب ماؤها ونداها، و " أَيْبَسَتْ " كثر يَبْسُها.
و" أَخَلْت فيه الخيرَ " رأيت مَخِيلته، وكذلك " أخَلْتُ السَّحابَةَ " و " أخْيَلْتُها " أي: رأيتها مُخِيلةً للمطر و " خِلْتُ كذا إخَالُه خَيْلاً " ظننته.
قال ابن الأعرابي: " شجرٌ مُثْمِرٌ " إذا طلع ثمره، و " شجر ثامرٌ " إذا نَضِج.
و" أعقَدْتُ الرُّبَّ وغيره " و " عَقَدْتُ الحِلف والخيط ".
و" أحبسْتُ الفرس في سبيل الله " و " حَبَسْتُ " في غيره.
و" أَرْهَنْتُ " في المخاطرة، و " أَرْهَنْتُ " أيضاً أسلفت، و " رَهَنْتُ "
(1/357)
________________________________________
في غير ذلك.
و" أَوْعَيْتُ المتاع " جعلته في الوعاء، و " وَعَيْتُ العلم " حفظته.
و" أحصَرَهُ المرضُ والعدوُّ " إذا منعه من السَّفر، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif فإن أَحْصرْتُمْ فما اسْتَيْسَرَ من الهَدْي (. و " حَصَره العدو " إذا ضيَّق عليه.
و" أوْهم الرجل في كتابه وكَلاَمِه يُوهِمُ إيهاماً " إذا أسقط منه شيئاً، و " وَهِمَ يَوْهِم وَهَماً " محركة الهاء - إذا غَلِطَ، و " وَهَم إلى الشيء يَهمُ وَهْماً " مسكنة الهاء - إذا ذهب وَهْمه إليه.
و" أخْلَدَ بالمكان " إذا أقام به، و " خَلَدَ يَخْلُدُ خُلوداً " إذا بقي.
و" أعْيَيْتُ في المشي " فأنا مُعْي، و " عَيِيتُ " بالمنطق أعْيَا عِيًّا وأنا عَييٌّ.
ويقال لكل شيءٍ بلغ نصف غيره " قد نَصَف " بلا ألف، تقول: " قد نَصَفَ الإزارُ ساقَهُ ينصُفُهَا "، وإذا بَلَغَ الشيء نصف نفسه قلت "
(1/358)
________________________________________
أنْصَفَ " بالألف، تقول: أنصَفَ النهار، إذا بلغ نِصْفُه، وبعضهم يُجيز نَصَف النهارُ ينْصُفُ، إذا انْتَصَفَ. قال المسيب بن علسٍ وذكر غائصاً.
نَصَفَ النهارُ الماءَ غامرُهُ ... ورفيقُهُ بالغيبِ لا يدرِي
أراد انْتَصَفَ النهار وهو في الماء لم يخرج.
و" أصْعَدَ في الأرض " و " صَعَّدَ في الجبل " بالتشديد، و " صَعِدَ " قليلة.
و" غَثّت الشاةُ " هُزِلت، و " أغَثَّ حديثُ القوم " فَسَدَ.
و" وغَلَ يَغِلُ " إذا توارى بشجر ونحوه، فإذا تباعد في الأرض
(1/359)
________________________________________
قيل " أوْغَلَ ".
" صَحِبْتُ الرجل " من الصحبَةِ، و " أصْحَبْتُ لهُ " انقدت له وتابعت.
و" أَقْبَسْتُ الرجل عِلماً " و " قَبَسْتُه ناراً " إذا جئته بها، فإن كان طلبها له قال " أقبستُهُ " هذا قول اليزيدي، وقال الكسائي: " أقبستُهُ ناراً أو علماً سواءٌ "، قال: و " قَبَسْتُه " أيضاً فيهما جميعاً.
و" أسفَرَ لونه " إذا أشرق، و " أسفَرَ الصبحُ " إذا أضاء وأنار، و " سَفَرَتِ المرأةُ " نِقابها فهي سافرٌ.
و" أمْدَدْتُه بالمال والرجال " و " مَدَدْتُ دَوَاتي بالمِداد " قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif والبحرُ يَمُدُّهَ منْ بعدِهِ سبعةُ أبحرٍ (هو من المِداد، لا من الإمدادِ و " مَدَّ الفُرَاتُ "، و " أمدَّ الجرحُ " إذا صارت فيه مِدَّةٌ.
(1/360)
________________________________________
و " أجْمَعَ فلانٌ أمرَهُ فهو مُجْمِعٌ " إذا عزم عليه، قال الشاعر:
لها أمْرُ حَزْمٍ لا يُفَرَّقُ مُجْمَعُ
و" جَمَعْت " الشيء المتفرق جَمْعاً.
ويقال " أخْلَفَ الله عليكَ " لمن ذهب له مالٌ أو ولدٌ أو شيءٌ يستعاض منه، و " خَلَفَ اللهُ عليكَ " لمن هَلَكَ له والدٌ أو عمٌّ، أي: كان الله خليفةً من المفقود عليك.
و" جعلتُ لفلانٍ " من الجُعْل في العطيَّة، قال: وهي الجَعَالَةُ، و " أجْعَلْتُ القِدرَ " أنزلتُها بالجِعَال، وهي الخرقة التي تُنزل بها القِدر، و " جعلتُ لك كذا " جَعْلاً والجُعْلُ الاسم.
و" أجْبَرْتُ فلاناً على الأمرِ "، فهو مُجْبَرٌ، و " جَبَرْتُ العظم " فهو مَجْبُورٌ.
" أحدَّتِ المرأةُ " و " حَدَّتْ " وهي في إحدادٍ وحِدادٍ، و " أحدَّ النَّظرَ في الأمرِ " و " أحدَّ السِّكِّين والسِّلاح "، و " حَدَّ الأرضَ " من الحدود.
(1/361)
________________________________________
ويقال لكل ما حبسته بيدك مثل الدابة وغيره " وَقَفْتُه " بغير ألفٍ، وما حبسته بغير يدك " أوْقَفْتُه " تقول " أوْقَفْتُه على الأمر "، وبعضهم يقول: " وَقَفْتُه " في كل شيءٍ.
و" أصْحَتِ السماء "، و " أصْحَتِ العاذلة "، و " صَحَا " من السُّكر.
و" ضَرَبْتُ في الأرض " تَبَاعَدْت، و " أضْرَبْتُ عن الأمر " أمسكت. و " أَكَبَّ فلانٌ على العمل " و " كَبَبْتُ الإناء " أكُبُّه كبًّا، و " كَبَبْتُ الجزور " كبًّا ويقال " كبَّه الله لوجهه " بغير ألفٍ.
قال الفراء: تقول " أَبَعْت الخيلَ " إذا أردت أنك أمسكْتَهَا للتجارة والبيع، فإن أردت أنك أخرجتها قلت " بِعْتُها ".
قال: وكذلك قالت العرب " أعْرَضْتُ العِرْضان " أمسكتُها للبيع، و " عَرَضْتُها " ساومت بها.
وطعنه " فأرْمَاه عن ظهر الدابة " كما تقول: " أذْرَاه "، و " رَمَى
(1/362)
________________________________________
الرميَّةَ " يرميها رَمْياً.
وقال الفراء: تقول " ابْغِني خادماً " أي: ابتغِهِ لي، فإذا أراد أعنِّي على طلبه قال " أَبْغِني " بقطع الألف.
وكذلك " المُسْنِي ناراً " و " ألْمِسْنِي ناراً " و " احْلُبْني " و " أحلِبْنِي "، فقوله " احلُبني " احلُب لي واكفني الحلب، و " أحْلِبنِي " أعنِّي عليه وكذلك " احْمِلني " و " أحْمِلْني "، و " اعْكِمْنِي "، " أعْكِمْني ".
و" أخْفَرْتُ الرجل " نَقَضْتُ ما بيني وبينه من العهد، و " خَفَرْتُهُ " حفظته.

باب ما يكون مهموزاً بمعنى وغير مهموز بمعنى آخر
" عبَّأت المتاع " والطيب تَعْبِئة، إذا هيأته وصنعته، و " عبَأت " الطيب أيضاً - بلا تشديد - فأنا أعْبَؤُه، وما " عَبَأت بفلان " هذا كله بالهمز، و " عَبَّيت الجيش " بلا همز، هذا قول الأخفش.
(1/363)
________________________________________
" بارَأت الكَرِيّ " والمرأة، و " استبرأْتُ الجارية " واستبرأْتُ ما عندك " و " برّأته مما لي عليه " و " بَرِئت إليه منه " هذا كله مهموز، فأما " بَارَيْتُه " في المفاخرة فغير مهموز، يقال: فلان يُبَاري الريح جوداً.
" أخطأت في الأمر " و " تخطأت له في المسألة " و " تخطَّيت إليه بالمكروه " غير مهموز؛ لأنه من الخطوة.
" نَكَأْتُ القَرْحة " أنكَؤُها، إذا قَرَفْتها، و " نَكَيْت في العدو " أنْكِي نِكَايةً؛ قال أبو النجم:
نَنْكِي العِدَى ونكرمُ الأضْيَافا
" ذَرَأْتَ يا ربَّنا الخلق "، و " ذَرَوْتُهُ " في الريح، و " ذَرَيْتُه " و " أذْرَتْه الدابة " عن ظهرها: أي ألقته.
و" رَبَأتُ القوم " حفظتهم، و " أنا رَبيئة لهم " و " رَبَوت في بني فلان " و " رَبَيْت فيهم " و " رَبَوْت " من الربو.
و" سَبَأتُ الخمر " اشتريتها، و " سَبَيْت " العدو.
(1/364)
________________________________________
و " صَبَأت يا رجل "، إذا خرجت من شيء إلى شيء، و " الصابئون " منه، و " صَبَوْتُ إلى فلانة " أصبو من الشوق.
و" لَبَأْت اللِّبأ " مهموز، و " لَبَّيت فلاناً " أجبته.
و" ما فتأتُ أقول كذا " بمعنى لا أزال، و " لا أفتأ أقوله " و " ما كنت فتيًّا " و " لقد فَتِيت " بغير همز.
و" رَثَأْت فلاناً " إذا قلت فيه مرثيةً، هذا قول البصريين الأخفش وغيره، وأما الفراء وغيره من البغداديين فيجعلونه من غلطهم، مثل حلأت السَّويق، و " رَثَيْت له " إذا رَحِمته.
" أدأتُ الشيء " أصبته بداء، و " أَدْوَيته " إذا أصبته بشيء في جوفه فهو دَوٍ.
و" بَدَأتُ بهذا الأمر " و " ابتدأته " و " أبدأت في الأمر وأعدتُ " و " الله يُبْديء ويُعيد " و " أبديتَ لي سوءاً " أظهرته، و " بَدَوْت
(1/365)
________________________________________
لفلان " إذا ظهرت له، و " بَدَوْتُ إلى البادية ".
و" بَرَأت من العلة " و " بَرَيْت القلم ".
و" جَرَّأتِك عليَّ حتى اجترأت " و " جَرَّيْتُ جَرِيًّا " أي: وكَّلت ****اً.
" أردأت فلاناً " جعلته رديئاً، و " رَدَأْتُهُ " أي: أعنته، من قول الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif رِدْءاُ يُصَدِّقني (و " أَرْدَيْتُهُ " من الرَّدى، وهو الهلاك.
و" كلأت الرجلَ " و " أنا أكلؤُهُ " إذا حرسته، و " هو في كَلاَءة الله " و " كلَيْتُهُ " أصبت كُليته.
و" كفأتُ الإناء " قلبته، و " أكفأته " أيضاً لغة، و " كَفَيْتُك ما أهمَّكَ ".

باب الأفعال التي تهمز، والعوامُّ تدعُ همزها
طأطأت رأسي، وأبطأت، واستبطأت، وتوضأت للصلاة، وهيَّأت، وتهيأت، وهنَّأتك بالمولود،
(1/366)
________________________________________
وتقرَّأت، وتوكَّأت عليك، وترأستُ على القوم، وهَنَأَني الطعام، ومَرَأني، فإذا أفردوا قالوا: أمْرأني، وطَرَأت على القوم، ونَتَأت في البلد، ونَاوَأت الرجل: إذا عادَيته، وتوطَّأته بقدمي، ووطِئْته، ووطَّأت له فراشه، وخبَّأته، واختبأت منه، وأطفأت السراج، وقد استخذَأت له، وخذأت، وخذَيت لغة، وقد جَشَأَت نفسي: إذا ارتفعت، وقد أقمأت الرجل فقمُؤَ، وقد لجأت إليه، وألجأته إلى كذا، ونشأت في بني فلان، ونَتَأَت القُرْحة تنتأُ نُتوءاً: إذا ورِمت، وقد اندرأت عليه وما رَزَأته شيئاً، وقد تَلَكَّأت تلكؤاً، وتفيَّأت تفيُّؤاً، وتقيَّأت تقيُّؤاً، وتهيَّأت تهيُّؤاً، وتواطأنا على الأمر تواطُؤاً، وكان ذلك عن تواطُؤ، وتلكؤ، وتهيؤ، وأشباه ذلك، وقد تجشأت تجشؤاً، وقد استهزأت به، وهزأت، وهزئت، وقد فاجأت الرجل مفاجأةً، وفجئته أفجأه فجأة، وقد مالأته على الأمر، وقد تمرَّأت بفلان، أي: طلبت المروءة بنقصه وعيبه فأنا مُتَمَرّئ به.
وقد قرأت الكتاب، وأقرأته منك السلام، وفقأت عينه، وتفقَّأت شحما، وملأت الإناء، وامتلأت، وتملأت شبعاً، وما كنت مليئاً ولقد مَلُؤت بعدي مَلاءة، وما كنت قميئاً ولقد قَمُؤت
(1/367)
________________________________________
قَماءة، وما كنت بذيئاً ولقد بَذُؤْت بَذاءة، وما كنت جريئاً ولقد جَرؤت جرأة وجَرَاءة، وما كنت رديئاًُ ولقد رَدُؤت رَدَاءة، وقد اتَّكأت، وتوكَّأت على الخشبة، وضربته حتى أتكأته وهي التُّكأة، وأرفأت السفينة: حبستها، وهذا موضع تُرفأ فيه السفن، ودرأت فلاناً دفعته، ودارأته: دافعته، وَرَوَّأت في الأمر: نظرت فيه، وحنَّأت لحيته بالحناء، حتى قَنَأت من الخضاب تَقْنأ قُنُوءا، ولطأتُ بالأرض ولطِئتُ، وما كانت مائة حتى أمأيْتُها، وفأْفأْت: من الفأفأة في اللسان، ونأنأت في الأمر: ضعفت، واستمرأت الطعام، وقد رَقَأ الدم، وأرقأته، وقد رَفَأت الثوب أرْفَؤه، ورَفَوت لغة، وقد هَرَأت اللحم وأهرأته: إذا أنضجته، وقد كافأته على ما كان منه، وقد أكفَأْت في الشعر إكفاءً، مثل أقْوَيْتُ فيه، وقد فَثأته عني: نحَّيته، وما هدأت البارحة، وزَنَأت في الجبل: صعدته.
(1/368)
________________________________________
باب ما يهمز من الأفعال والأسماء والعوام تبدل الهمزة فيه أو تسقطها
يقال " آكَلْتَ فلاناً " إذا أكلت معه، ولا تقل واكلته؛ و " آزَيْتُه " حاذيته، ولا تقل وازيته، وكذلك " آجرتُه الدابة والدَّار "، و " آخذْتُه بذنبه "، و " آمَرْتُه " في أمري، و " آخَيْتُه " و " أسَيْتُه " بنفسي، و " آزَرْته على الأمر " أي: أعنته وقويته، فأما " وَازَرْته " فصرت له وزيراً، و " آتَيْته على الأمر " هذا كله العوامُّ تجعل الهمزة فيه واواً.
وهي " الدَّناءة "، و " الكآبَة "، و " دخل في مَسَاءة فلان "، وهي " سِحَاءة " القرطاس، وما أحسنَ " قِرَاءَته للقرآن "، و " مات فلان فُجاءةً " وهي " المُلاءة " للثوب، وهي " البَاءَةُ " للنكاح، وهي " المِرآة " والجمع " مِرَاءِ " هذا كله العوامُّ تسقط الهمزة منه.
وهو " جَريءٌ بيِّن الجُرْءَة والجَرَاءَة " فإذا ضممت أولها فهي على فُعْلَة، وإذا فتحت أولها فهي على فَعَالَة وهو " إملاك المرأة " ولا يقال مِلاَك، ونحن على " أوْفَاز " جمع وَفْز، ولا يقال وِفَازٌ، وهي " الأهْلِيلجة " و " الإهْلِيلَج " ولا يقال هَلِيلَجة، وخذ للأمر " أُهْبَتُه "، ولا يقال هُبَته، وفي صدر فلان علي " إحْنَة " ولا يقال
(1/369)
________________________________________
حِنَةٌ، وتقول: " غَنَّيته أغنيةً "، وأعطيته " الأُمنية "، وحدثته " أُحْدوثةً "، وأخبرته " بأعجوبة "، وهي " الأُتْرُجَّة "، و " الأوقية " والجمع أواقيّ، ومن العرب من يخفف ويقول أوَاقٍ، ويقال: أصابه " أُسْرٌ " إذا احتبس بوله، وهو " عوُد أُسْرٍ " ولا يقال يُسْر، وهذا طعام لا " يُلائمني " ملاءمةً، أي: لا يوافقني، فأما " يلاومني " فلا يكون إلا من اللوم: أن تلوم رجلاً ويلومك، ويقال لبائع الرؤوس " رآس " ولا يقال رواس، ويقال طعام " مَؤُوف " تقديره مَفُول، ولا يقال مأيوف ولا مأووف، وأنت صاغر " صَدِئ " مهموز مقصور، وهي " الكمأة " بالهمز، والواحدة كمءٌ، و " ما أشأمَ فلاناً " وهو مَشْؤُوم، وقوم مَشَائيم، وقد " يَئِسْت من الأمر " أيأس منه يأساً، ولا يقال أيِسْت، و " آساس البنيان " بالمد، جمع أس، فإذا قصرت فهو واحد، يقال: أساس وأُسُسٌ، ويقال " أحْفَرَ " المهر للاثناء والإرباع، فهو مُحفِر، ولا يقال حَفَرَ، و " أصْحَت السماء " فهي مُصحية، ولا يقال صَحَت، و " أغامت " وأغْيَمَت، وتَغَيَّمت، وغَيَّمت، و " أشلتُ الشيء " إذا رفعته، ولا يقال شُلْته، وشالَ هو إذا ارتفع، و " أرميتُ العِدل عن البعير " ألقيته، وتقول " إن ركبت الفرس أرْمَاكَ " ولا يقال رَمَاك، و " أعقدتُ الرُّبّ والعسل " فهو مُعْقَد، ولا
(1/370)
________________________________________
يقال عَقَدْت إلا في الحلف والخيط وأشباه ذلك، و " أزْلَلْتُ له زَلَّةً " ولا يقال زَلِلت. ومنه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " من أزلَّتْ إليه نِعْمةٌ فليشكرها " أي: من أُسديت إليه واصْطُنِعَتْ عنده، وقال كُثير:
وإنِّي وإن صدَّتْ لمُثْن وصَادقٌ ... عليها بما كانتْ إلينا أزَلَّتِ
أي: أحسنت واصطنعت، و " أجبرتُه على الأمر " فهو مُجْبَرٌ، ولا يقال جَبَرْتُ إلا للعَظْم، وجبرته من فَقْره، و " أعْجَمْتُ الكتاب " ولا يقال عَجَمْته، و " أحْبَسْت الفرس " في سبيل الله، ولا يقال حَبَسته، و " أغْلَقْت الباب "، و " أقفلته " ولا يقال غَلَقته ولا قَفَلته، و " أقْفَلْتُ " الجند من مَبْعثهم فقَفَلُوا، وقد " أغْفَيت " إذا نمت، ولا يقال غَفَوْت، وقد " أثْفَرْتُ البرذون " و " ألْبَبْته " و " ألْبَدْته " و " أعْذَرْتُهُ " و " أحكمته " و " رَسَنْتُه " هذا وحده بلا ألف، وقد يقال " أرْسَنْتُه " أيضاًُ، و " أقْرَدَ فلان " إذا سكت، ولا يقال قَرَدَ، و " أشبَّ الله قِرْنَه " ولا يقال شَبَّ، و " أعتقتُ العبَ " د فَعَتَقَ، ولا يقال عَتَقْتُه، و " أعييت في المشيء " فأن مُعْيٍ، ولا يقال عَيِيتُ إلا في المنطق، وضربه بالسيف فما " أحاكَ " فيه، وحاكَ خطأ،
(1/371)
________________________________________
ويقال " ما حكَّ في صدري منه شيء "، و " أحْذَيْتُه " من الحُذْيا، وحَذَوْته خطأ، و " أخَلْتُ فيه الخير " أي: رأيت فيه مَخِيلته، و " آذيتُ فلاناً " ولا يقال أَذَيْتُه، و " أصابَهُ وَثْءٌ " ولا يقال وَثْيٌ، و " أعْرَسَ الرجل بامرأته " ولا يقال عَرَّس، وهي " الإوزَّة " والإوَز "، والعامة تقول وَزة.

باب ما لا يهمز، والعوام تهمزه
يقولون رجل " أعزَب " وإنما هو عَزَب، وهي " الكُرَة " ولا يقال أُكْرَة، ويقال " أساءَ سَمْعاً فأساء جَابَةً " هكذا بلا ألف، وهو اسم بمنزلة الطاقة والطاعة، ويقال " فلان أعسرُ يَسَرٌ " وهو الذي يعمل بكلتا يديه، ولا يقال أيسرُ و " فلان خير الناس وشر الناس " ولا يقال أخير ولا أشرَّ، ويقولون " تخطأْتُ إلى كذا " وإنما هو " تَخَطَّيت " من الخطوة، يقال: خَطَوْتُ أخْطُو، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif ولا تَتَّبعوا خُطواتِ الشَّيطانِ (بلا همز، ويقولون " أبْدَأْت لي سوءاً " بالألف، وإنما هو " أبْدَيْتَ لي " أي أظهرت، من بدا الشيء يَبْدو، وتقول " نَبَذْتُ
(1/372)
________________________________________
النَّبيذ "، و " هَزَلْتُ دابتي "، و " علفْتُها " قال الشاعر:
إذا كنتَ في قومٍ عِدًى لستَ منهمُ ... فكُلْ ما عُلِفْتَ من خبيثٍ وطيَّبِ
و" زَكِنت الأمر " أزكَنُه، أي: علمته، و " أزْكَنْتُ فلاناً كذا " أي: أعلمته، وليس هو في معنى الظن، قال الغطفاني:
زَكِنْتُ منهمْ على مثلِ الذيب زَكِنوا
أي: علمت منهم مثل ما علموا مني.
و" رَعَبْتُ الرجل " فهو مرعوب، و " وَتَدْتُ " الوتِد أتِدُه وَتْداً، و " قَرَحَ الدابةُ " بلا ألف، ويقال " أجذَعَ " و " أثْنَى " و " أرْبَعَ " بالألف، و " شَغَلْته عنك "، و " أشْغَلْته " رديء، و " فرشت فلاناً أمري " و " ما نَجَعَ فيه القول ".
(1/373)
________________________________________
قال الأعشى:
لو أُطعمُوا المَنَّ والسَّلوى مكانهمُ ... ما أبصرَ الناسُ طَعْماً فيهمُ نَجَعَا
" شَمَلت الرِّيح " و " جَنَبَت " و " صَبَت " و " قَبَلَت " و " دَبَرَت " كل ذلك بلا ألفٍ.
" رَعَدَت السماء " و " بَرَقَت " و " رَعَدَ لي بالقول وبَرَق " قال ابن أحمر:
يا جلَّ ما بَعُدت عليكَ بلادنا ... فَابْرُقْ بأرضكَ ما بَدَا لكَ وارْعُدِ
وبعضهم يجيز " أرعد " و " أبرق " ويحتجُّون ببيت الكُمَيْت:
أرعِدْ وأبْرِقْ يا يزي ... دُ فَمَا وعيدُكَ لي بِضائرِ
" نَعَشَه الله يَنْعَشُه "، و " كبَّه الله لوجهه يكُبُّه "، و " قد قَلَبتُ الشيء " و " صَرَفتُ الرَّجل عما أراد "، و " وَقَفْتُهُ على ذنْبه "، و " قد
(1/374)
________________________________________
سَعَرْتَ القومَ شراً "، و " قد غِظْتُهُ "، و " قد رَفَدْته "، و " قد عِبْتُه "، و " قد حَدَرْتُ " السفينة في الماء، هذا كله بلا ألف.
" لا يفْضُض الله فاكَ " لأنه من فَضَّ يَفُضُّ، و " يَفْضُضْ " خطأ، " مِطْ عنا " تنح، و " أمِطْ غيرك ".

باب ما يُشَدَّد، والعوامّ تخففه
هو " الفَلُوّ " مشدد الواو مضموم اللام، قال دكين:
كان لنا وهو فَلُوٌّ نَرْبُبُهْ
و" هذا أمر مُؤَامّ " - بتشديد الميم - مأخوذ من الأمم، وهو القُرب، وهي " الأترُجَّة " و " الأتْرُجُّ " وأبو زيد يحكي تُرُنْجة وتُرُنج أيضاً، قال علقمة بن عبدة:
يحملنَ أتْرُجَّةً نضخُ العبيرِ بها ... كأنَّ تطيابَهَا في الأنفِ مشمومُ
و" الإجَّاص " و " الإجَّانة " والقبَّرة " و " القُبَّر "، قال الشاعر:
(1/375)
________________________________________
يا لكِ من قبَّرةٍ بمعمرِ ... خَلا لكِ الجوُّ فبيضي واصْفُري
يقال " جاء نَعِيّ فلانٌ " بالتشديد، و " معه رَئِيٌّ من الجن "، كقولك رعيّ، وتميم تقول " رِئيٌّ "، وهي " العاريَّة " بالتشديد، و " العَوَاريّ "، وهي " الدَّوْخَلَة، و " القَوْصَرَّة " قال:
أفلحَ من كانت له قَوْصَرَّهْ ... يأكلُ منها كلَّ يومٍ مرَّهْ
و" في خُلُقه زَعَارَّة " ولا يقال بالتخفيف، و " هذا شرّ شِمِرٌّ " أي: شديد، ولا يقال شِمِرٌ.
و" هذا سام أبرص مشدد، وجمعه سوام أبرص.
و" آرِيٌّ الدَّابة " مشدد، والجمع " أواريٌّ "، وكذلك " الآخيَّة "، و " الأوَاخِيُّ ".
و" هذه فُوَّهة النهر " بالتشديد، ولا يقال فُوهَةٌ، وهو " الباريُّ " و " البارياء " قال العجاج:
كالخصِّ إذ جَلَّله البارِيُّ
(1/376)
________________________________________
و " هذه بَخَاتيِّ " و " علاليُّ " و " سراريُّ " و " أواقيُّ " و " أمانيُّ "، وإن شئت خففت، وكذلك كل ما كان واحده مشدداً.
تقول: " تعهَّدتُ فلاناً "، و " تقعَّدْتُ عن الأمر "، و " تَزَيَّدَ السعر " وغيره، و " كعَّ فلانٌ عن الأمر "، ولا يقال كاعَ، و " قد كَعِعْتَ يا رجُلُ "، ولا يقال كِعْتَ، و " هو مَرَاقُّ البطن " بالتشديد، ولا يقال مَرَاقٌ بالتخفيف.
قال الأصمعي: " عُنِّست المرأة " إذا كبرت ولم تُزَوَّج فهي " مُعَنِّسَةٌ "، ولا يقال عَنَسَت، وأبو زيد يجيزه، وقال: تَعْنُسُ عُنُوساً، وهي عانس، " وَعَّزت إليك في كذا " و " أوعزتُ " ولم يعرف الأصمعي، " وَعَزْتُ " خفيفة.

باب ما جاء خفيفاً، والعامة تشدد
هي " الرَّباعُيَةُ " للسِّنِّ، ولا يقال رَبَاعيَّة، و " فرسٌ رَبَاعٍ "، والأنثى رَبَاعِيَة مخففة، وهي " الكراهِيَة " و " الرَّفاهِيَة " و " الطَّواعِيَة "، و " رجل شآمٍ " والأنثى " شآمِيَةٌ "، و " رجُلُ يَمانٍ " و " امرأة يمانِيَةٌ "،
(1/377)
________________________________________
و " فعلتُ ذلك طَمَاعِيَةً في معروفك " هذا كله بالتخفيف.
و" هو الدُّخان " ولا يشدد، وتقول للداعي " أمِينَ فَعَلَ الله كذا " بقصر الألف وتخفيف الميم، و " آمينَ " بتطويل الألف وتخفيف الميم، ولا تشدد الميم.
" حُمَة العقرب " بالتخفيف، وجمعها " حُمَاتٌ " بالتخفيف، " رجل آد " ر " مطولة الألف خفيفة، ولا يقال أدَرُّ، وهي " الأُدْرَة " و " الأدَرَة ".
و" هي القَدُوم " والجمع " قُدُوم "، ولا يقال قَدّوم - بالتشديد - وهو " عنب مُلاَحيّ " مخففة اللام، وهو من الملحة والملحة: البياض، ولا تشدد اللم؛ أنشد الأصمعي:
ومن تعاجِيبِ خلقِ الله غَاطِيَةٌ ... يُعصرُ منها مَلاَحيٌّ وغِربيبُ
غاطيَة: عالية، يقال: غَطَا يَغْطُو، قال الأصمعي: سمعت عقبة بن رؤبة يقول: والنجم قد تصوَّب كأنه عُنقودُ مُلاَحيٍّ.
(1/378)
________________________________________
ويقال: " قد غَلَفْت لحيته بالطيب "، مخفف، ولا يقال غَلَّفت.
قال الأصمعي: " قد تَغَلَّى بالغالية " و " تَغَلَّل " إذا أدخل يده في رأسه وشاربه ولحيته.
و" هي لِثَة الرجل " لما حول أسنانه، وجمعها لِثَاثٌ مكسورة اللام مخففة، ولا يقال لِثَّةٌ.
" أرض دَوِيَةٌ " و " نَدِيَةٌ " و " عَذِيَة " و " عَذَاةٌ " أيضاً، و " امرأة عَمِيَةٌ القلب " و " عَمِيَةٌ عن الصواب ".
و" رجلٌ شَجٍ " إذا غصَّ بلقمةٍ، و " امرأة شَجِيَةٌ " وويلٌ للشَّجيِّ من الخَلِيِّ، الشجي خفيف والخليُّ مشدد.
و" هذا عود مُلْتَوٍ " و " مكان مُسْتَوٍ " والمؤنث " مُلْتَوِيَة " و " مُسْتَوِية " خفيف، و " رجل طَوِي البطنِ " و " حَفٍ " إذا رقَّت قدماه، و " رجل شَرٍ " إذا شري جلده، و " مالٌ تَوٍ " إذا ذهب، و " رجلٌ نَسٍ " إذا اشتكى نساه، و " رجلٌ قَذِي العين " و " كلام خَنٍ " من الخنا، و " رجلٌ
(1/379)
________________________________________
رَدٍ " للهالك، و " صَدٍ " من العطش، و " جَوِي الجوفِ " و " رجل كَرٍ " من النعاس، هذا كله مخفف، والمؤنث منه بالتخفيف.
و" هذا موضع دَفِيءٌ " مهموز مقصور، ولا يقال دفيٌّ - مشدد، ولا ممدود - وتقول " قد بَقَل وجهُ الغلام " بالتخفيف، ولا يقال بَقَّلَ.
ويقال " السُّمَانَى " خفيفة، ولا يقال السُّمَّانى، وهي " جَدْية السَّرْج "، و " الرَّحْل " والجمع جَدَيَات، وجَدًى أيضاً، وهم " المُكَارون " والواحد " مُكَارٍ " و " ذهبت إلى المُكَارين " ولا يقال المُكارِيِّين.
و" رماه بقُلاعَةٍ " خفيفة اللام، وهو ما اقتلعه من الأرض، ولا يقال قُلاَّعة - بالتشديد - و " عايَرْتُ المكاييل " و " عاوَرْتُها " ولا يقال عَيَّرتها، وهم " المُعَايِرُون " ولا يقال المُعَيِّرون.
و" لطَخَني يلطَخُني " مخففة، و " كَنَانِي فلانٌ " مخففة، و " قَصَرَ الصَّلاة يقصُرُها " مخففة، و " قَشَرت الشيء أقْشُرُه " مخففة، و " قَلَبْته ظهراً لبطن " مخففة، ولا يقال أقلبته.
(1/380)
________________________________________
وتقول: " أراد فلان الكلام فأُرْتِجَ عليه " ولا يقال ارْتُجّ، وأُرْتج: من الرِّتاج، وهو الباب، كأنه أغلق عليه.
وتقول: " نَظَرَ إليَّ بمؤخِرِ عينه " مقل " مُقْدِم عينه " و " بَرَدْت عيني بالبَرُود " و " بَرَدْتُ فؤادي بشربة من ماءٍ " أبردُهُ، خفيف.
" طِنِ الكِتَبَ " و " طِنِ الحائطَ " ولا يقال طَيِّن، و " أتْرِبِ الكتاب " ولا يقال تَرِّبْ.

باب ما جاء ساكناً والعامة تحركه
يقال: " في أسنانه حَفْر " وهو فَسَاد في أصول الأسنان، و " حَفَرٌ " رديئة يقال: " أجِدُ في بَطنِي مَغْساً " و " مَغْصاً " وأصله الطعن، وهو " شَغْبُ الجند " ولا يقال شَغَب.
و" في صدره عليَّ وَغْر " أي: توقُّدٌ من الغضب، وأصله من وغَرْة القيظ، وهو شدة حره.
وروي عن أبي زيد " وَغْر " - بتسكين الغين - وعن الأصمعي " وَغَر " - بفتحها - من وَغِر يَوْغَر وَغَراً.
و" جعلت كلام فلان دَبْرَ أُذُني " - بفتح الدال وتسكين الباء - إذا أنت أعرضت عن كلامه، و " جبلٌ وَعْرٌ "، " رجلٌ سَمْحٌ "، و " بلد وَحْشٌ "،
(1/381)
________________________________________
و " فلانٌ حَمْشُ السَّاق " هذا كله بالتسكين، و " هي حَلْقَةُ الباب " و " حَلْقَةُ القوم " بتسكين اللام.
قال أبو عمرو الشيباني: لا يقال حَلَقة في شيء من الكلام، إلا لحلقة الشعر جمع حالقٍ، مثل كافر وكفَرة وظالم وظَلَمة.
و" في رأسه سَعْفَةٌ وهي داء يصيب الرأس.
وتقول: " هما شَرْجٌ واحد " أي: ضرب واحد، ولا يقال شَرَج، و " أمرٌ فيه لَبْسٌ " والعامة تقول لَبَس، وهو الجبن بضم الباء، ولا تشدد النون، إنما شددها بعض الرجاز ضرورة.

باب ما جاء محركاً، والعامة تسكنه
" أتحفتُهُ تُحَفَةً " و " أصابته تُخَمَةٌ "، و " هي اللُّقَطَة لما يُلتقط، و " تَجَشَّأت جُشَأَةً " على فُعَلة.
قال الأصمعي: ويقال الجُشَاء - ممدود - كأنه من باب العُطَاس والبُوَال والدُّوَار.
و" هم نُخَبَةُ القوم " أي: خِيارهم، و " طَلَعَتِ الزُّهَرَةُ "
(1/382)
________________________________________
النجم. قال الشاعر:
قد وكَّلتني طَلَّتي بالَّسْمَسَرهْ ... وأيقظتني لطُلُوع الزُّهَرَهْ
و" هي زَهْرَة الدنيا " و " زَهَرَتُها " أي: حسنها، وأخوال النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله " بنو زُهْرة " بسكون الهاء، و " هم في هذا الأمر شَرَعٌ واحدٌ " بفتح الراء، و " هو أحرُّ من القَرَع " و " هو بَثْرٌ يخرج بالفصال يحتُّ أوبارها، و " أنا أجد في بدني ثَقَلةً " متحركة القاف، و " ثَقِلَة القوم " - بكسر القاف - أثقالهم، و " لقيت فلاناً بأَخَرةٍ " - مفتوح الخاء - أي: أخيراً، و " بعته الشيء بأَخِرَةٍ " مكسورة الخاء - أي: نسيئةً؛ مثل نَظِرة، و " هو سَلِف الرجل " قال أوس:
(1/383)
________________________________________
والفارسيَّةُ فيهم غيرُ مُنْكَرَةٍ ... فكلُّهم لأبيه ضَيْزَنٌ سَلِفُ
و" هو المرُّ والصَّبِرَ " فأما ضد الجزع فهو الصَّبْر ساكن، و " هو قَرَبُوس السَّرج " محرك الراء، و " هو عَجَمُ التمر " و " عَجَم الرمَّان " للنوَى والحب، وتقول " هم أَكَلَةُ رأس " أي: قليل، كقوم اجتمعوا على رأس يأكلونه، و " هي الصَّلَعَة "، و " القَرَعَة "، و " النَّزَعَة "، وَالكَشَفَة "، و " الفَطَسَة "، و " القَطَعَة " من الأقطع، و " الشَّتَرَة، والخَرَمَة " كل هذا بالتحريك، و " الوَسِمَة " التي يختضب بها بكسر السين، و " الوَرَشَانُ " بفتح الراء للطائر، وهو " الوَحَل " - بفتح الحاء - إذا كان مصدراً، وإذا كان اسماً كان وَحِلاً، و " هو الأقِطَ، والنَّبِق، والنَّمِر، والكَذِب، والحَلِف، والحَبِق، والضَّرِط " و " هي الطَّيَرة " و " فلان خِيرَتي من الناس "، و " قد تملأت من الشَّبَع "، و " هي الضَّلَع " لضلع الإنسان، و " الضِّلْع " قليلة، ويقال: " اعمل بحَسَب ذاك " بفتح السين، فإن كان في معنى كفاك
(1/384)
________________________________________
فهو بتسكين السين، و " هو سَعَفُ النخل " - بفتح السين - الواحدة سَعَفَة - بفتح العين - والسَّعَفُ أيضاً: داء كالرجب يأخذ في أفواه الإبل بفتح العين، فأما " السَّعْفة " في الرأس فساكنة العين، و " فلان حسن السَّحَنَة " بفتح الحاء، و " فلان نَغلٌ " أي: فاسد النسب، والعامة تقول نَغْلٌ، و " أخذته الذُّبَحَة، والذِّبَحَة " قال ذلك أبو زيد، ولم يعرف " الذُّبْحَة " بالضم وإسكان الباء، " ذهب دمه هَدَراً " بفتح الدال.

باب ما تصحف فيه العوام
يقولون " التَّجير " وهو الثَّجير بالثاء، ويقولون " الزمُرّ " وهو بالذال معجمة، ويقولون " الحلتيث " بالثاء، وهو الحلتيت بالتاء، ويقولون لعيبٍ بالدواب " الجَرَد " بالدال، وهو بالذال معجمة، ويقولون لمن يُرذلون " فُسْكل " وهو تصحيف إنما هو فِسْكِل وهو الفرس الذي يجيء في الحلبة آخر الخيل، ويقولون " ملح أنْدَرَانيٌّ " وإنما هو " ذرآنيّ " بفتح الراء وبالذال معجمة وهو من الذُّرأة، والذرأة: البياض، يقال: ذَرِئ رأسه، وقد علته ذُرْأة، ويقولون " شنَّ عليه دِرْعه " وإنما هو
(1/385)
________________________________________
سنَّ عليه درعه، أي: صبَّها، وسنَّ الماء على وجهه، أي: صبَّه صبًّا سهلاً، فأما الغارة فإنه يقال فيها " شنَّ عليهم الغارة " - بالشين معجمة - أي: فرَّقها، ويقولون " نَعَقَ الغراب " وذلك خطأ، إنما يقال نغق - بالغين معجمة - فأما نعق فهو زَجْر الراعي الغنم، الأصمعي قال: الفُرْسُ تقول: " توث " والعرب تقول " توت " وقد شاع " الفِرْصاد " في الناس كلهم.

باب ما جاء بالسين، وهم يقولونه بالصاد
" دابةٌ شَمُوسٌ " ولا يقال شموص، و " أخذه قَسْراً " ولا يقال قَصْراً، و " قد قَصَرَه " إذا حبسه، ومنه) حُورٌ مقصوراتٌ في الخِيام (فأما " القَسْر " بالسين - فهو القهر، وهو " الرُّسْغ " بالسين - ولا يقال بالصاد، وهو " القَرِيس " بالسين - ولا يقال بالصاد، وهو " النِّقْس " من المداد - بالسين وكسر النون - وجمعه أنقاس، ومثله " أنْبَار الطَّعام " واحدها نِبْرٌ.

باب ما جاء بالصاد، وهم يقولونه بالسين
يقال " أخذته على المِقْبص " - بالصاد - وهو الحبل الذي تُرسل منه الخيل، و " هو قصُّ الشاة " و " قَصَصُها " ولا يقال قسٌّ، و " هو صَفْح
(1/386)
________________________________________
الجبل " لوجه الجبل، مثل صفح الوجه، ومنه الحديث أن موسى صلى الله عليه وسلم " مر وهو يلبِّي وصِفَاحُ الرَّوْحَاء تُجاوبه " ولا يقال سَفْح إلا لما سَفَحَ فيه الماء، وهو أسفل الجبل، فأما السفح الذي ذكره الأعشى في قوله " ترتَعِي السَّفْح " فإنه موضع بعينه، و " نبيذٌ قارصٌ " و " لبنٌ قارصٌ " أي: يقرص اللسان، والبرد " قارسٌ "، والقَرْسُ: البرد، " وسمكٌ قَريس ".
ويقال " بَخَصت عينه " - بالصاد - ولا يقال بخستها، إنما البَخْس النقصان، و " أصاب فلان فُرصته "، هي " صَنْجَة الميزان " ولا يقال سَنْجة، وهي أعجمية معربة، و " هو الصِّمَاخ " ولا يقال السماخ، و " هو الصُّندوق " بالصاد، و " قد بَصَقَ الرجل " و " بَزَقَ " وهو البُصَاق والبُزَاق، ولا يقال بَسَق إلا في الطُّول، و " قد أصاخَ " فهو مُصِيخ، إذا استمع، ولا يقال أساخ.
(1/387)
________________________________________
باب ما جاء مفتوحاً، والعامة تكسره
هو " الكَتَّان " - بفتح الكاف -، و " الطَّيلَسَان " - بفتح اللام - و " نَيْفَقُ القميص "، و " أليَةُ الكبش والرجل " و " أليَةُ اليد "، و " فَقَار الظَّهر "، و " هو الدِّرهم ". و " ماله دار ولا عَقَارٌ " والعَقَار: النخل. و " هو مُعَسْكَر القوم " - بفتح الكاف - فإذا كسرتها فهو الرجل، و " هو المغْتَسَلُ " ولا يقال مغْتَسِل، إنما المغتسِل الرجل، و " أنا نازل بين ظَهْرَانَيهم " و " ظَهْرَنَيْهم " بفتح النون، و " قعدت حَوَالَيه " و " حَولَيه " - بفتح اللام -، وكسرها خطأ. ومثله " جَنْبَتَيْه " و " هو الصَّولَجَان " بفتح اللام و " فلان يملك رَجعَةَ المرأة " بالفتح، و " فلان لغير رَشْدَة ولزَيْنَةٍ ولِغَيَّةٍ "، و " لك عليه أَمْرَةٌ مُطاعة " - بالفتح - تريد المرة الواحدة من الأمر. فأما الإمرة - بالكسر - فهي الولاية، و " هي فَلْكَة " المغزل، و " قرأ سورة السَّجْدَةِ " و " هي الجَفْنة "، و " هو ثَدْيُ المرأة "، وهو " الجَدْيُ " بفتح الجيم وتسكين الدال - وجمعه الجِداء مكسور الجيم ممدود - وهو " اللَّحْيُ " و " اللَّحْيَان " و " فلان خَصْمي "، و " هي اليَمين واليَسَار " - بفتح الياء - و " هي بَضْعَة لَحْمٍ " بفتح الباء، و " هي الغَيرة " بفتح الغين، و " هو الرَّصاص "، و " هي الكَثْرَة " بفتح الكاف، و " هو حبُّ المَحْلَب " بالفتح،
(1/388)
________________________________________
فأما المِحْلَب فالقدح الذي يُحلب فيه، و " هو الوَدَاع " بالفتح، و " ما أكثر كَسْبَ فلانٍ " بفتح الكاف.
ويقال: " ضَلْعُ فلان معك " أي: مَيْله، يقال: ضَلَعْتَ تَضْلَعُ ضَلْعاً، " فلان جريء المُقْدَم " أي: جريء عند الإقدام، و " هم في لَيَانٍ من العيش " و " الدَّجاجة " و " الدَّجَاج "، و " هي شَفَةُ الرجل "، و " هو جَفْن عينيه " و " جَفْن السيف " جميعاً بالفتح، و " هو يأتيك بالأمر من فَصِّه " و " هو فَصُّ الخاتم "، و " هي الشَّتْوَة " و " الصَّيْفَة " بالفتح، و " هذا جَزْعٌ ظفاريٌ " منسوب إلى ظفار، مدينة باليمن، والعامة تقول: ظِفَاري، و " هو بَثْقُ السَّيل "، و " هو الشَّقِرَّاق " للطائر، بفتح الشين، و " هو مَلْكُ يميني " بفتح الميم، و " هي مَرقَاة " الدرجة، و " مَسْقاة الطير " وقد يكسران يُشَبَّهان بالآلة والأداة التي يعمل بها، و " فلان سَكْرَان " بفتح السين، و " هو النَّصْراني " بفتح النون، و " هو النَّسْر " بفتح النون للطائر، و " النَّجْمُ "، و " هو الأبْرَيْسَمُ " بفتح الألف والراء، وقال بعضهم " إبْرَيسم " بكسر الألف وفتح الراء، و " هي دِمَشْقُ ".
وتقول " أنا في مَسْكك إن لم أفعل كذا " أي: في جِلدك، بفتح الميم، و " هو الهِندَبَا " مقصور، وآخرون يكسرون الدال ويمدون، و " هي الجَرْدَقَة " بفتح الجيم
(1/389)
________________________________________
و " نزلنا على ضَفَّة الوادي " و " ضَفَّتَيه " بفتح الضاد.

باب ما جاء مكسوراً، والعامة تفتحه
" هو السِّرداب "، و " الدِّهليز "، و " الإنْفَحَة "، و " نزلنا على ضِفَّة الوادي " " ضِفَّتيه " بكسر الضاد، و " أصابته إبْرِدَةٌ " بالكسر، و " هي الإطْرِيَة "، و " هو الضِّفْدِع " بكسر الدال، و " طعام مُدَوِّد " و " تمرٌ مُسَوِّسٌ " بكسر الواو فيهما، قال:
قد أطعمتْنِي دَقَلاً حَوْلِيًّا ... مُدَوِّداً مُسَوِّساً حَجْرُيًّا
" هذا الأمر مُعْرِض لك " - بكسر الراء - أي: قد أمكنك من عرضه، " حلفت له بالمُحَرِّجات " - بكسر الراء - يريد الأيمان التي تحرِّج، و " هو الدِّيوان " و " الدِّيباج " بكسر الدال فيهما، و " كِسْرَى " بالكسر، هذه الثلاثة بالكسر، و " هو النِّسْيَان " - بكسر النون وسكون السين - مصدر نَسِيت، و " هذا بسر مُذَنِّبٌ " - بكسر النون - و " كم سِقْيُ أرضك "؟ أي: حظها من الشرب، و " سِقْيُ البطن " أيضاً بالكسر، و " هي صِنَّارة المغزل " بكسر الصاد، و " هو الإيَّلُ " بالكسر؛ ويقال " الأُيَّل " - بضم - والوجه الكسر ولا يفتح.
(1/390)
________________________________________
و " هي المِطرقة "، و " المِكنسة " و " المِغرفة " و " المِقدحة " و " المِروحة " و " المِصدغة " من الصُّدغ - بالصاد - لأنها توضع تحته.
وكذلك " المِخَدَّةَّ من الخَدِّ؛ لأنها توضع تحته، و " المِظَلَّة " و " المِسَلَّة " و " المِطْهَرَة " بكسر الميم فيهنَّ.
ومما يُعتمل أيضاً " مِقْطَعٌ "، و " مِجَرٌّ "، و " مِخْرَزٌ " للإشْفَى، و " مِبْضَعٌ " - وهي " المِشْيَة " و " جِرْيَة الماء "، و " قتَلَهُ شَرّ قِتْلَةٍ ".
و" ليس على فلان مَحْمِل "، و " قعدت له في مَفْرِق الطريق " ويقال " مَفْرَق "، و " هذا مَوْطِئْ قدمك ".
و" هو مِنْسَر الطائر "، و " مِرْفَق اليد "، و " لي في هذا الأمر مِرْفَقٌ " بكسر الميم فيهن.
صوف " جِزَزٌ " بكسر الجيم، وهو جمع جِزَّةٍ، و " فلان حِبْر " من الأحبار - بكسر الحاء، وقد يقال بفتحها، والأجود الكسر - و " هو زِئْبِر
(1/391)
________________________________________
الثوب " بالهمز وكسر الباء، و " الزِّئبِق " بالهمز وكسر الباء، و " درهم مُزَأْبَق " ولا يقال درهم مُزَبَّق، و " ثوب مُزَأْبِر - بكسر الباء - و " مُزَأبَرٌ " بفتحها، من الزئبر، و " هذا جِمَاع الأمر " - بكسر الجيم - أي: جملته.
و" السِّرَع " السُّرعة و " لقيت فلاناً لِقَاءَةً واحدة " ولا يقال لَقاءة بالفتح، ويقال أيضاً " لَقْيةً واحدة " وهي " الجِنَازة " بكسر الجيم، و " هي الحِدَأة " للطائر - مكسورة الحاء مهموزة - و " هي الإذْخِر "، و " جمل مِصَكٌّ " للشديد، ولا يقال مصَك، و " هو الجِرَاب " بالكسر، و " هي الغِسْلة " التي تجعل في الرأس، ولا يقال غَسْلَةٌ، و " البِطِّيخ " بكسر الباء، و " بصلٌ حِرِّيف "، و " هو جاهل جِدًّا " ولا يقال جَدًّا.
و" هذه مُقَدِّمة الجيش "، و " هم المُقَاتِلة " - بالكسر - ولا يقال مقدَّمةٌ ولا مقاتَلة، و " يوشِكَ أن يكون كذا " ولا يقال يُوشَكُ، " متاع مُقَارِب " ولا يقال مُقَارَب، و " هي الزِّنْفِيلَجَةُ " - بكسر الزاي - ولا تفتح.
و" قرأت المُعَوِّذَتَين " بكسر الواو، وتقول في الدعاء " إنَّ عَذابَك الجِدّ بالكفَّار مُلْحِقُ " - بكسر الحاء - بمعنى لاحق، و " هو المِنْديل " و " القِنْدِيل " و " السمك الجِرِّي " و " الجِرِّيث "، و " الإرْبِيَان " و " القِرِّيث "،
(1/392)
________________________________________
و " الزِّرْنِيخ "، و " تمرةٌ نِرْسِيَانَة ".

باب ما جاء مفتوحاً، والعامة تضمه
هي " التَّرْقُوَة "، و " عَرْقُوَة الدلو " بالفتح، قبلت الشيء " قَبُولا " بفتح القاف، وعلى فلان " قَبُولٌ حسنٌ " إذا قبلته النفس، و " هو المَصُوص " بفتح الميم، وهو درهم " سَتُّوق " بفتح السين، و " كلب سَلُوقيٌّ " بفتح السين، وأحسبه نسب إلى سَلُوق اليمن، و " هو شَنْفُ المرأة "، بفتح الشين، وفعلت ذلك به " خَصُوصيَّة " و " لصٌّ بيِّن اللَّصُوصِيَّة " و " هي الأنمَلَةُ " واحدة الأنامل بفتح الميم، و " هو السَّعُوط " و " الغَرُور " و " السَّنُون " و " الوَجُور " بفتح أوائلها.
وثوب " مَعَافِريٌّ " منسوب إلى مَعَافر، بفتح الميم، وهو " الكَوسج "، و " الجَوْرب "، وتقول " شَلَّت يده " بالفتح تَشَلُّ شَلَلاً، وهي " تَخُومُ الأرض " والجميع تُخُمٌ، حكاها أبو عمرو الشيباني، وسمعت البصريين يقولون " تُخُوم " - بالضم - يذهبون إلى أنها جميع، ويرون واحدها تَخْمٌ، أنشد الأصمعي:
(1/393)
________________________________________
يا بنيَّ التُّخُومَ لا تظلِمُوها ... إنَّ ظلمَ التُّخُومِ ذو عُقَّالِ
بالضم، وهو " الرَّوْشَم " و " الرَّوْسَم " بالفتح، وهو " النَّشُوط " و " الشّبُّوط ".

باب ما جاء مضموماً، والعامة تفتحه
يقال: " على وجهه طُلاَوةٌ " بضم أوله، وهي ثياب " جُدُدٌ " - بضم الدال الأولى - ولا يقال جُدَد - بفتحها - إنما الجُدَد الطرائق. وقال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif ومِنَ الجبالِ جُدَدٌ بِيضٌ (أي: طرائق، وهذا دقيق " حُوَّاريٌّ " - بضم الحاء - وهو البياض، وهي " الجُنْبُذَة " - بضم الباء - والعامة تفتحها، وهي ما ارتفع من الشيء؛ وأعطيته الشيء " دُفْعةً دُفْعة "، و " هذه نُقَاوة المتاع "، و " نُقَايتُه، و " ثُؤلُول " وجمعه
(1/394)
________________________________________
ثآليل، وهو " النُّكْسُ " في العلة، وطال " مُكثُهُ في المكان "، وهي " الدُّوَّامة "، و " دُوَّارة الرأس "، وبلغت باللحم " النُّضج "، وهو " الخُرْنوب " و " الخَرُّوب " - بفتح الخاء وتشديد الراء - إذا حذفت النون، ولا يقال الخَرْنوب، وهي " الشُّقُوق " في اليد والرجل، ولا يقال الشُّقَاق إلا في قوائم الدابة، وجعلته " نُصْبَ عيني "، وعن أبي زيد " رَفُقَ الله بك " و " رَفُق عليك " رِفْقاً ومَرْفِقاً، وأرْفَقَك إرفاقاً، وأخذني منه " ما قَدُم وما حدُث " ولا يضم حدُث في شيء إلا في هذا الكلام، وهو " مَرْزُبان الزَّأْرة " بضم الزاي.

باب ما جاء مضموماً، والعامة تكسره
تقول هو " الفُلفُلَ بالضم، وهي " لُعبة " الشِّطرنج والنَّرد وغير ذلك، تقول: اقعُدْ حتى أفرغ من هذه اللّعْبَةِ، وتقول " لعبت لَعْبة واحدة " فأما اللِّعْبة - بالكسر - فمثل الجِلْسة والرِّكبة، تقول هو حسن اللِّعبة،
(1/395)
________________________________________
كما تقول: هو حسن الجِلْسة، وهي " الخُصْية " و " الخُصْيان ".
الفراء: " جاء فلان على ذُكْرٍ " - بالضم - قال: ولا يكسر، إنما يقال: ذَكَرْتُ الشيء ذُكْراً، وأبو عبيدة يجيزهما، قال: هما لغتان، وهو " الفُسْطاط " بضم الفاء.
و" المُصْرَان " بضم الميم، وهو جمع مَصيرٍ، مثل جَريبٍ وجُرْبَان، وجمع الجمع مَصَارين، وهو " جُرُبَّان القميص " بضم الجيم والراء، وهو " البُزْيُون " بضم الباء، وهذه عصاً " مُعْوَجَّة " ولا يقال مِعْوَجَّة بكسر الميم، وهذا قدحٌ " نُضَار " بضم النون، وهو " الرُّقَاق " - بضم الراء - بمعنى رقيق، مثل طويل وطُوَال ودَقيق ودُقَاق، وهو " ظُفْرُ اليد " - بالضم - ولا يقال ظِفرٌ.

باب ما جاء مكسوراً، والعامة تضمه
هو " الخِوَانُ " بكسر الخاء، وفعلت ذلك " صِراحاً " بكسر الصاد؛ لأنه مصدر صارَحْتُ بالأمر، ودابة فيه " قِماص " ولا يقال قُماص، وهو " السِّواكُ " بالكسر - ولا يقال السُّواكُ، وتمرٌ " سِهْرِيز وشِهْريز "
(1/396)
________________________________________
بالكسر، ولا يضم أولهما، ويقال: نحن في " العِلْوِ " وهم في " السِّفْل "، ويقال: ذهب الرجل عَلاءً وعُلْواً ولم يذهب سُفْلاً.

باب ما جاء على فَعِلْتُ بكسر العين والعامة تقوله على فَعَلْتُ، بفتحها
" قَضِمَتْ الدَّابة الشعير " تَقْضَمه، مثل خَضِمَتْ، والخَضْمُ: الأكل بجميع الفم، و " لَقِمْتُ الطعام " و " لَعِقْته " و " لَحِسْتُه "، و " بَلِعْتُ اللقمة " و " زَرِدْتها " و " جَرِعْتُ الماء " و " جَرَعْتُ " هذه وحدها باللغتين.
و" قَمِحْتُ القميحة " و " سَفِفْتُ السَّفوفُ "، و " فَرِكَتِ المرأة زَوْجها " تَفْرَكه فَرْكاً، إذا أبغضَتْه، وهو رجل مُفَرَّك، و " قد شَرِكتُ الرَّجُلَ في أمره " أشْرَكه شِركاً، و " صدقْتَ في يمينك وبَرِرْت " وقد " نَهِكَتْه الحُمَّى " تَنْهَكه نَهْكاً ونكهة و " قد لجِجْتُ تَلَجّ لجاجة "، و " قد مَضِضْتُ " في المصيبة أمُضُّ مَضَضاً، و " قد مَصِصْتُ الشراب "، و " لَثِمْتُ فم المرأة أَلْثَمُه لَثْماً "، و " قد نَشِفَتِ الأرضُ الماء " نَشْفاً، و " نَشِقْتُ من
(1/397)
________________________________________
الرجل ريحاً طيبة " نَشَقا، و " نَشِيتُ منه " نَشْوَة: مثله.
و" بَلِهْتُ أَبْلَهُ بَلَهاً " و " لَبِبْتُ أَلَبُّ لبّاً " و " بَشِشْتُ بفلان " أَبَشُّ بَشاشة، و " شَهِيتُ ذلك " أَشْهاه شَهْوة، و " وَدِتْ لو يكون كذا " وُدّاً ووَدَادَةً، و " نَفِدَ الشيءُ " ينفَدُ نَفَاداً، و " نكِدَ الشيء " يَنْكَدَ نَكَداً، و " ضَرِمَتِ النار " تَضْرَم ضَرَماً، و " صَدَقْتَ وبَرِرْت " فأنت تَبَرٌّ.

باب ما جاء على فَعَلْتُ، بفتح العين والعامة تقوله على فَعِلْتُ، بكسرها
" نَكَلتُ على الأمر " أَنْكُلُ نُكولاً، و " حَرَصْتُ على الأمر أَحْرِص " و " قد كَلَلْتُ " إذا أعييت أَكِلُّ كَلالاً وكَلالةً، و " عَمَدْتُ لفلان " أعمِدُ له: إذا قصدت إليه، و " قد جَهَدْتُ جَهْدي " و " قد غَطَسْتُ " و " سَبَحْتُ في الماء " و " عَجَزْتُ عن الأمر " أَعْجِزُ، و " قد وَلَدَتِ المرأة "، و " قد لَمَحْتُ فلاناً بعيني "، و " قد عَتَبْتُ عليه " أَعْتِبُ، و " قد غَثَتْ نفسي "، تَغْثي غَثْياً وغَثَياناً، و " غلَت القِدْرُ " تَغْلي غَلْياً وغِلياناً،
(1/398)
________________________________________
و " قد نَحَلَ جسمه " ينحِل نُحولاً " و " وَلَغَ الكلبُ في الإناء " يَلَغُ وَلْغاً، و " خَمَدَتِ النار " تَخْمُد، و " هَمَدَتْ " تهمُد، و " أَجَنَ الماءُ " يأجِن، ولا يقال أجِنَ يأجَنُ، هذا قول الأصمعي. وقال أبو زيد: قد قيلت، و " نَقَهْت من المرض " أنْقَهُ - بفتح القاف - فأما نَقِهْتُ بكسرها فبمعنى فهمت.

باب ما جاء على فَعَلْتُ، بفتح العين والعامة تقوله على فعُلْتُ، بضمها
" جَمَدَ الماء " يجمُد، و " ذَبَلَ الرَّيْحانُ " يذْبُل " كَفَلْتُ به " أكْفُل كَفالة، و " قَبَلْتُ به " أقْبُلُ قَبَالة مثله، و " قد خَثَرَ اللبن " يَخْثُر، ويقال: خثُر، وهي قليلة، و " عَثَرْتُ " أعثُر، و " ضَمَرَ الرجل " يضمُر، و " شَحَبَ لونه " يَشْحُب، وشحُب لغة.
البصريون يقولون: " حَمَض الخلُّ "، و " طَلَقَتِ المرأة " لا غير، و " حلَم الرجل " في نومه - بفتح اللام - فأما حلُم فمن الحِلْم.
(1/399)
________________________________________
باب ما جاء على يفعُلُ - بضم العين - مما يُغَيرَّ
بزَغَتِ الشمس " تبْزُغ "، وهَمَعَت عينه " تهمُع "، وكَعَبَتِ المرأة " تكعُبُ " ونَهَدَتْ " تَنْهُد "، وسهم وجهه " يسْهُم "، وكهَنَ الرجل " يكهُن " وسَبَغَ الثوبُ " يَسْبُغ "، ورَعَدَت السماء " تَرْعُد "، وبَرَقت " تبرُق "، ولَمَسَ الشيء " يَلْمُسُه " ونَكَل عن الأمر " يَنْكُل "، ودرَّ الحلَبُ " يدُرُّ " درّاً، وزَرَّ القميصَ " يزُرُّه ".

باب ما جاء على يفعِلُ - بكسر العين - مما يغير
نَعَرَ فهو " يَنْعِر " من الصوت، وزَحَرَ " يَزْحِرُ " ونَحَتَ " يَنْحِتُ "، وبَغَمَتِ الظبية " تَبْغِمُ "، ونسج الثوب " يَنْسِجه "، وقَشَرْتُ الشيء " أقْشِره " ونشَرْتُ الثوب " أنْشِرُه " وهَلَك " يَهْلِك "، وأبَقَ الغلام " يأبِقُ "، ونَعَقَ بالشاء " يَنْعِقُ "، وهَرَرْتُ الحرب " أهِرُّها " قال عنترة:
(1/400)
________________________________________
حَلَفْتُ لهُمْ والخَيْلُ تَرْدي بنا معاً ... نُزايِلُهُمْ حتى تَهِرُّوا العَواليا
هَرَرْتُ الحرب: معناه كرهته، قال الشاعر:
فقدْ هَرَّ بَعضُ القَوْمِ سَقْيَ زِيادِ

باب ما جاء على يفعَلُ - بفتح العين - مما يغير
مَصَّ " يَمَصُّ " ولَجَّ " يَلَجُّ " وشَمَّ " يَشَمُّ " ومَهَنَهُمْ " يَمْهَنُهُمْ " إذا خَدَمهم، وعَسِرَ عليَّ الأمر " يَعْسَر " عَسَراً، ووقِصَتْ عنقه " تَوْقَصُ " وفلان " يَبَشُّ " بضيفانه، والدابة " تَقْضَمُ " الشعير.

باب ما جاء على لفظ ما لم يسم فاعله
تقول " وُثِئَتْ يدهُ " فهي مَوْثوءة، ولا يقال وَثِئَتْ، و " زُهِي فلان " فهو مَزْهُوٌّ، ولا يقال زَها ولا هو زاهٍ، وكذلك " نُخِيَ " من النّخْوَة فهو مَنْخُوٌّ، و " عُنِيتُ بالشيء " فأنا أُعْنَى به، ولا يقال عَنِيت. قال الحارث بن حِلِّزَة:
(1/401)
________________________________________
وأتانا عَنِ الأراقِمِ أنْبا ... ءٌ وخَطْبٌ نُعْنَى به ونُساء
فإذا أمرت قلت: ليُعْنَ بفُلانٍ، ولْيُعْن بأمري.
و" نُتِجَتِ النَّاقَة " ولا يقال نَتَجَت، ويقال: قد نَتَجْتُ ناقَتي، قال الكُمَيْت:
وقالَ المُذَمّرْ للنَّاتِجينَ ... متى ذُمّرَتْ قَبْلِيَ الأرْجُلُ
ويقال: " أَنْتَجَتْ " إذا استبان حَمْلُها؛ فهي نَتوجُ، ولا يقال: مُنْتِج.
و" أُولِعْتُ بالأمر " و " أُوزِعْتُ به " سواء، ولُوعاً ووَزُوعاً، و " أُرْعِدْتُ " فأنا أُرْعَدُ، وأُرْعِدَتْ فَرائِصُه، و " وُضِعْتُ " في البيع، و " وُكِسْتُ "، و " شُدِهْتُ " عند المصيبة، و " بُهِتَ الرَّجُلُ "، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif فَبُهِتَ الذي كَفَرَ (قال الكسائي: ويقال: بَهِتَ، وبَهُتَ.
و" سُقِطَ في يده " و " أُهْرِعَ الرجل " فهو مُهْرَع، إذا كان يُرْعَدُ من غضب أو غيره.
و" أُهِلَّ الهِلالُ "، و " اسْتُهِلَّ "، و " أُغْمِيَ على المريض " وغُمِيَ
(1/402)
________________________________________
عليه، و " غُمَّ الهِلالُ " على الناس.

باب ما ينقص منه ويزاد فيه ويبدل بعض حروفه بغيره
هو " السِّرْجينُ " بالجيم وكسر السين، قال الأصمعي: هو فارسي، لا أدري كيف أقوله؛ فأقول: الرَّوْث، وهي " القاقوزَةُ " و " القَازوزَةُ " ولا يقال قاقُزَّة، وهو " القَرْقَل " باللام، القميص الذي لا كُمَّيْ له، وجمعه قَراقِل، والعامة تسميه قَرْقَراً، وهي " البالوعة ".
و" فَلانٌ يَقْرَأُ بِسَليقَتِه " أي: بطبيعته لا عن تعليم، ويقال للطبيعة: السَّليقَة، و " الشِّيزَى " - بالياء - خشب أسود، ويقال " شَتَّانَ ما هُما " - بنصب النون - ولا يقال شتان ما بينهما، قال الأعشى:
شَتَّان ما يَوْمي على كورِها ... ويَوْمُ حَيَّانَ أخي جابِرِ
(1/403)
________________________________________
وليس قول الآخر:
لَشَتَّانَ ما بَيْنَ اليَزيدَيْنِ في النَّدَى
بحجَّة، و " شَتَّانَ " بمنزلة قولك " وَشْكان " و " سَرْعان ذا خُروجاً " وأصله " وَشُكَ ذا خُروجاً " و " سَرُعَ ذا خُروجاً "، و " تَأَنَّق في الشَّيء " ولا يقال: تَنَوَّقَ، قال: وبعض العرب يقول: " تنوق ".
و" اسْتَخْفَيْتُ من فُلانٍ " ولا يقال " اخْتَفَيْتُ " إنما الاختفاء الاستخراج، ومنه قيل للنَّبَّاش: مُخْتَفٍ، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif يَسْتَخْفونَ منَ النَّاسِ (.
ويقال: هذا ماءٌ مِلْحٌ، ولا يقال: مالِح، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُه وهذا مِلْحٌ أُجاجٌ (ويقال: " سَمَكٌ مَليحٌ ومَمْلوحٌ "، ولا يقال: مالِح قال: وقد قال عُذافِر، وليس بحجة:
(1/404)
________________________________________
بَصْرِيَّةٌ تَزَوَّجَتْ بَصْرِيَّا ... يُطْعِمُها المالِحَ والطَّرِيَّا
وهو سمك " مَمْقور " ولا يقال: مَنْقور، ويقال: " أَعِدْ عَلَيَّ كَلامكَ من رَأْسٍ " ولا يقال: من الرَّأْس.
قال أبو زيد: من رأس ومن الرأس جميعاً.
و" رِئاسُ السَّيف " قائمه، وتقول: أنت على رِئاسِ أمرك، ولا تقل: على رأس أمرك، ورجل " مَنْهوم " من الطعام، ولا يقال نَهِم.
وهذا يوم " عَرَفَة " يا هذا - غير مُنَوَّن - ولا يقال هذا يوم العرفة.
ويقال: " قَدْ فاظَ " الميِّتُ يَفيظُ فَيْظاً، ويَفُوظ فَوْظاً، هكذا رواه الأصمعي، وأنشد لرؤبة:
لا يَدْفِنونَ مِنْهُمُ مَنْ فاظا
(1/405)
________________________________________
قال: ولا يقال فاظَتْ نفسه، وحكاه غيره، ولا يقال فاضَتْ، إنما يفيض الماء والدمع؛ وأنشد الأصمعي أيضاً:
كادَتِ النَّفْسُ أن تَفيظَ عَلَيْهِ ... إذْ ثَوى حَشْوَ رَيْطَةٍ وبَرودِ
فذكر النفس، وجاء بأن مع كاد.
ويقال: " يا مِنْ بِأصْحابِكَ "، و " شائِمْ بِهِمْ " أي: خُذْ بهم يميناً وشمالاً، ولا يقال: تَيامَنَ بهم.
وقولهم " يا ماصَّانُ " خطأ، إنما هو يا مَصَّانُ ويا مَصَّانَةُ، قال الشاعر:
فإنْ تَكُنِ المَوسى جَرَتْ فوقَ بَظْرِها ... فما وُضِعَتْ إلاَّ ومَصَّانُ قاعِدُ
(1/406)
________________________________________
وتقول " هو أخوهُ بِلِبانِ أمه " ولا يقال بِلَبَنِ أمه، إنما اللبن الذي يُشْرَب من ناقة أو شاة أو غيرهما من البهائم، قال الأعشى:
رَضيعَيْ لِبانٍ ثَدْيَ أُمٍّ تَقاسَما ... بأسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نَتَفَرَّقُ
وقال أبو الأسود:
دَعِ الخَمْرَ تَشْرَبْها الغُواةُ فإنَّني ... رَأيْتُ أخاها مُغْنِياً عَنْ مَكانِها
فإلاَّ يَكُنْها أو تَكُنْهُ فإنَّهُ ... أَخوها غَذَتْهُ أمّهُ بِلِبانِها
وتقول: " هذه غُرْفة مُحَرَّدَةٌ " فيها حَرادِيُّ القصب، والواحد حُرْدِيٌّ، ولا يقال هُرْدِيٌّ.
وتقول: " أحَشَفاً وسوءَ كِيلَةٍ "؟ أي: أتجمع عَلَيَّ هذين؟ والكِيلَةُ مثل الجِلْسَة والرِّكْبة، وهو " الأُرْبان " و " الأرْبُون "
(1/407)
________________________________________
و " العُرْبان " و " العُرْبون " ولا يقال الرَّبُون، وهو " الفالوذ "، و " الفَالوذَقُ "، و " الزُّماوَرَدُ "، و " القِرْقِسُ " للجرجس، وهو " الرُّزْداق " ولا يقال الرّسْتاق، وهو " الشُّفارج " للذي تسميه العامة الفَيْشَفارج.
و" جاءَ فُلانٌ بالضِّحِّ والرِّيح " أي: جاء بما طلعت عليه الشمس وجرت عليه الريح، ولا يقال الضَّيْح، والضح: الشمس، قال ذو الرمة يذكر الحِرْباء:
غَدا أكْهَبَ الأعْلى وراحَ كأنَّهُ ... منَ الضِّحِّ واسْتِقْبالهِ الشَّمْسَ أخْضَرُ
ويقال: " قد قَوْزَعَ الدِّيكُ " ولا يقال قنزع، و " هذه دابة لا تَرادِفُ " ولا يقال تُرْدِف، و " قد عارَّ " الظَّليمُ يُعارُّ عِراراً، إذا صاح، ولا يقال عَرَّ، و " هي الكُلْيَة " ولا يقال الكُلْوة.
ويقال " قد نَثَلَ ذِرْعَه عنه " أي: ألقاها عنه؛ ولا يقال نَثَرَ درعه، ويقال: " هو مُضْطَلِعٌ بِحَمْله " أي: قَوِيٌّ عليه؛ وهو مفتعل من الضَّلاعة، ولا يقال مُطَّلع.
ويقال: " ما بهِ مِنَ الطِّيب " ولا يقال: ما به من الطيبة.
(1/408)
________________________________________
وقال بعضهم: وهو أبو حاتم: " الحِلبْلاُب " هو النبت الذي تسميه العامة لبلاباً، وروي في كتاب سيبويه أنه الحُلَّبُ الذي تعتاده الظباء، يقال: تَيْسُ حُلَّبٍ، قال الأصمعي: الحُلَّب بَقْلة جَعْدة غَبْراء في خُضْرة تَنْبَسِط على وجه الأرض يسيل منها لبن إذا قطع شيء.
وقال الأصمعي: " هو النَّسَا " للعرق، ولا يقال عِرْقُ النَّسا، كما لا يقال عرق الأكْحَل ولا عرق الأبْجَل، و " الدّوِدِمُ " صمغ السَّمُر، والنساء يستعملنه في الطراز ويسمينه دُمَيْدِما، وبعضهم يسميه دُمادما، وهو خطأ، إنما هو " دُوَدِمٌ، ودُوادِم " وإذا قيل لك تَغَدَّ، قلت: " ما بي تَغَدٍّ " فإذا قيل لك تعَشَّ قلت " ما بي تَعَشٍّ "، ولا يقال: ما بي غَداء، ولا عَشاء.
تقول: " لقيت فلاناً وفلانة " إذا كنيت عن الآدميين، بغير
(1/409)
________________________________________
ألف ولام، فإذا كنيت عن البهائم قلته بالألف واللام، تقول: ركبت الفُلان، وحلبت الفُلانَة؛ وتقول " وقع في الشراب ذُبابٌ " ولا تقول ذبابة، والجميع القليل أذِبَّة، والكثير ذِبَّان، مثل قولهم غراب وأغْرِبَةٌ وللجمع الكثير غِرْبان، وهي " آخِرَةُ الرّحْلِ والسَّرْج " ولا يقال مؤخرة.
قال أبو زيد: " هما خُصْيان " إذا ثنيا، فإذا أفردت الواحدة قلت " هذه خُصْيَة " و " هما ألْيَان " فإذا أفردت قلت: ألْيَةٌ، وأنشد:
قَدْ حَلَفَتْ بالله لا أُحِبُّهُ ... إن طالَ خُصْياهُ وقَصْرَ زُبُّهُ
وقَصْرَ تخفيف قَصُرَ، وكل ما كان على فَعُل أو فَعِلَ يجوز تخفيفه، وأنشد:
تَرْتَجُّ ألْياهُ ارْتِجاجَ الوَطْبِ
(1/410)
________________________________________
قال الأصمعي: من قال خُصْية قال خُصْيَتان؛ ومن قال خُصْيٌ قال خُصْيان.
قال أبو زيد: " جاء فلان دبْرِيّاً "، و " جاء فلان إخْرِيّاً " إذا جاء آخر القوم مبطئاً.
وعن أبي عبيدة: " رَجُلٌ مِشْنَاء " يُبْغِضه الناس على مثال مِفْعالٍ، وكذلك فرس مِشْناء، والعامة تقول مَشْنَأ.
وتقول: " لا يُساوي هذا الشيء درهماً " ولا يقال لا يَسْوي.
وتقول: " هو يُزَنُّ بمال "، و " أزْنَنْته " بكذا، ولا تقول هو يوزَن بمال، ولا وَزَنْته بكذا.
وتقول: " هو مِنِّي مَدَى البصرِ "، ولا يقال مَدَّ البصر، والمَدى: الغاية، قال القُحَيْفُ:
بَناتُ بَناتِ أعْوَجَ مُلْجَماتٌ ... مَدى الأبْصارِ عِلْيَتُها الفِحال
(1/411)
________________________________________
ويقولون " أتاني الأسودُ والأبيضُ " والمسموع أتاني الأسود والأحمر، وإنما يراد أتاني جميعُ الناس عَرَبُهُم وعجَمُهم.
ويقال: " كلَّمت فلاناً فما ردَّ عليَّ سوداءَ ولا بيضاء " أي: كلمة رديئة ولا حسنة.
ويقولون: " حكَّني موضعُ كذا من جسدي "، وهو خطأ، إنما يقال أكَلَني فححكته.
ويقولون: " شقَّ الميِّتُ بصره " وهو خطأ، إنما يقال: قد شَقَّ بصَرُ الميِّتِ.
ويقولون: " فلان مَسْتَأهِل لكذا " وهو خطأ، إنما يقال: فلانٌ أهْلٌ لكذا، وأما المستأهِل فهو الذي يأخذ الإهالة، قال الشاعر:
لا بَلْ كُلي يا مَيَّ، واسْتَأْهِلي ... إنَّ الَّذي أَنْفَقْتُ منْ مالِيَهْ
ويقولون: " سكران مُلْطَخٌّ " وهو خطأ، إنما هو سكران مُلْتَخّ،
(1/412)
________________________________________
أي: مختلط، ومنه يقال: التخّ عليهم أمرهم، أي: اختلط.
ويقولون: " تُؤثَرُ وتُحْمَدُ " والمسموع توفَرُ وتحمَدُ، من قولك: قد وَفَرْتُ عِرْضَه أفِرُهُ وَفْراً.
ويقولون: " فلان يُنْدَى علينا " وهو خطأ، إنما هو يَتَنَدَّى علينا، كما يقال يَتَسَخَّى.
ويقولون: " في سبيل الله عليك " وهو خطأ، إنما يقال: في سبيل الله أنت.
ويقولون " لم يكن ذاك في حسابي " وليس للحساب ها هنا وجه، إنما الكلام ما كان ذاك في حِسْباني، أي: في ظني، يقال: حَسِبْتُ الأمر حِسْباناً، ومنهم من يجعل الحِساب مصدراً لحسِبْتُ، وقد يجوز على هذا أن يقال " ما كان ذلك في حسابي ".
ويقولون: " آخِرُ الداء الكي " وهو خطأ، إنما هو آهر الدواء الكي.
ويقولون: " تجوع الحُرَّة ولا تأكل ثدييها " يذهبون إلى أنها
(1/413)
________________________________________
لا تأكل لحمَ الثَّدْي، وإنما هو ولا تأكل بثدييها، أي: لا تُسْتَرْضَع فتأخذ على ذلك الأجر.
ويقولون: " إن فعلت كذا وكذا فَبِها وَنِعْمَهْ " يذهبون إلى النعمة، وإنما هو فَبِها وَنِعْمَتْ - بالتاء - في الوقف، يريدون ونعمت الخَصْلَةُ، فحذفوا، وقال قوم: فبها وَنَعِمْتَ - بكسر العين وتسكين الميم - من النعيم.
ويقولون: " في رأسه خُطْبة " وإنما هي خُطَّة.
ويقولون: " أباد الله خَضْراءهم " يريدون جماعتهم، والخضراء الكتيبة.
قال الأصمعي: إنما هي غَضْراءهم، أي: غَضَارتهم وخيرهم، قال الأصمعي: وأصل الغضراء طينة خضراء عَلِكة، يقال: أنْبَطَ بئرَه في غَضْراء.
ويقولون: " النَّقْدُ عند الحافر " يذهبون إلى أن النقد عند مقام الإنسان، ويجعلون القدمَ ههنا الحافَرَ، وإنما هو " النَّقْدُ عندَ
(1/414)
________________________________________
الحافرة " أي: عند أول كلمةٍ، قال: وقول الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif أئِنَّا لَمَرْدودونَ في الحافِرَة (أي: في أول أمرنا، ومن فسَّرها الأرض فإلى هذا يذهب؛ لأنا منها بَدَأْنا، قال:
أحافِرَةً على صَلَعٍ وشَيْبٍ ... مَعاذَ الله منْ سَفَهٍ وعارِ
كأنه قال: أأرجع إلى ما كنتُ عليه في شبابي من الغزَل والصبا؟.
ويقولون: " افْعَلْ كَذا وخَلاكَ ذَنْبٌ " يريدون ولا يكون لك ذنب فيما فعلت، والمسموع و " خلاك ذَمٌّ " أي: لا تُذَم.
ويقولون: " مَعْدَى أنْ فَعَلَ فلان كذا صنعتُ كذا وكذا " ويتوهمونه: حين فعل فلان كذا، وإنما أصل الكلمة " ما عَدا أن فعَلَ كذا حتى فعلتُ كذا ".
ويقولون: " رَكَضَ الدابةُ والفرسُ "، وهو خطأ، إنما الراكض
(1/415)
________________________________________
الرَّجُلُ، والرَّكْض: تحريكُكَ الرِّجْلَ عليه ليعدوَ، ويقال: رَكَضْتُ الفرسَ فَعَدا.
ويقولون: " حَلَبَتِ الشاةُ عَشَرَة أرطالٍ " وإنما هو حُلِبَتْ.
قال الأصمعي: يقال رجل دائن، إذا كثرما عليه من الدَّيْنِ، وقد دان فهو يَدينُ دَيْناً، ولا يقال من الدين دِينَ فهو مَدين ولا مَدْيون إذا كثر عليه الدين، ولكن يقال: دينَ الملِكُ فهو مَدِينٌ إذا دان له الناسُ، ويقال: ادَّانَ الرجُل - مشدداً - إذا أخذ بالدَّين فهو مُدَّان.
ويقولون " افْعَلْ ذاك لا أبا لشانئك " والعامة تقول: لا بَلْ لشانئك، و " امَّحَى الكتاب " ولا يقال امتحى، " قُومُوا بأجْمُعِكم " والأجْمُعُ: جماعة جَمْعٍ، ولا يكون بأجمَعِكم، وغيره يجيزها.
وتقول العامة " أنت سَفِلَةٌ " وذلك خطأ؛ لأن السَّفِلَة جماعة،
(1/416)
________________________________________
والصواب أن تقول: أنت من السَّفِلة.
" عَدَسْ " زَجْر البَغْل، والعوام تقول: عَدْ، قال الشاعر:
إذا حَمَلْتَ بزَّتي على عَدَسْ ... على الَّتي بَيْنَ الحِمارِ والفَرَسْ
فما أُبالي مَنْ غَزا ومَنْ جَلَس
أي: على بغل، فسماه بزَجْرِه، وقال ابن مُفَرِّغ الحِمْيَري لبغلته:
عَدَسْ ما لِعَبَّادٍ عليكِ إمارَةٌ ... نَجَوْتِ وهذا تَحْمِلين طَليقُ
" سألتهُ الإقالَةَ في البيع " والعامة تقول القَيْلُولة، وذلك خطأ، إنما القيلولة نومُ نصف النهار.
" كساء مَنْبَجاني " ولا يقال أنْبَجَاني لأنه منسوب إلى مَنْبِج،
(1/417)
________________________________________
وفتحت باؤه في النسب لأنه خَرَج مخرج مَنْظَرانِيُّ، ومَخْبَرانِيُّ.
و" رَجل أبَحُّ "، ولا يقال باحٌّ، و " هو الدِّرْيَاق " قال الشاعر:
سَقَتْني بِصَهْباءَ دِرْياقَةٍ ... مَتَى ما تُلَيِّنْ عِظامي تَلِنْ
وهو " الحَنْدَقوق " نَبطيّ معرّب، ولا يقال حِنْدَقوقَي.

باب ما يعدَّى بحرفِ صفة أو بغيره، والعامة لا تعديه أو لا يُعدَّى والعامة تعديه
يقال: " ما سَرَّني بذاك مُفْرِحٌ " لأنه يقال: أفْرَحَني الشيء، ولا يقال مفروح، إلا أن تقول: مفروح به.
ويقال " هو حديث مُسْتَفيضٌ " لأنه من استفاض الحديثُ، ولا يقال مُسْتَفاض، إلا أن يقال: مُسْتَفاض فيه.
(1/418)
________________________________________
وتقول: " إياك وأن تفعل كذا " ولا تقول إياك أن تفعل كذا بلا واو، ألا ترى أنك تقول: إياك وكذا، ولا يقال: إياك كذا، وقد جاء في الشعر وهو قليل، وقال الشاعر:
أَلا أبْلِغْ أبا عَمْرٍو رَسُولاً ... وإيَّاكَ المَحاينَ أنْ تَحينا
وتقول: " كاد فلان يفعل كذا " ولا تقول كاد فلان أن يفعل كذا، قال الله تعالىالكتّاب smile.gif فَذَبَحوها وما كادوا يَفْعَلونَ (وقد جاء في الشعر وهو قليل، قال الشاعر:
قَدْ كادَ مِنْ طولِ البِلَى أنْ يَمْصَحا
ويقال " بَنَى فلانٌ على أهله " ولا يقال بَنَي بأهله، ويقال " قد سَخِرْت منه " ولا يقال سخرت به، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif إنْ تَسْخَروا منَّا فإنا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كما تَسْخَرون (وقالالكتّاب smile.gif سَخِرَ الله
(1/419)
________________________________________
مِنْهُمْ (.
وتقول: " طوبى لك " ولا تقول طوباك، وتقول: " فَزِعْتُ منك " و " فَرِقْتُ منك " ولا يقال فرقتك ولا فزِعتك، ويقال: " خَشِيتُكَ " و " هِبْتُكَ " و " خِفْتُكَ "، ويقال " رَميت عن القوس " ولا يقال رميت بالقوس إلا أن تُلْقيها من يدك، وتقول: " عَيَّرْتني كذا "، ولا يقال عَيَّرتني بكذا، قال النابغة:
وعَيَّرَتْني بَنو ذُبْيانَ رَهْبَتَهُ ... وهلْ عليَّ بأنْ أخْشاكَ مِنْ عارِ
وقال المتلمس:
تُعَيِّرُني أمِّي رِجالٌ ولَنْ تَرَى ... أخا كَرَمٍ إلاَّ بأَنْ يَتَكرَّما
وقالت ليلى الأخيلية:
(1/420)
________________________________________
أعَيَّرْتَني داءً بأُمِّكَ مثلُه ... وأيُّ حَصَانٍ لا يُقالُ لها هَلا

باب ما يتكلم به مثنى، والعامة تتكلم بالواحد منه
يقال " اشتريت زَوْجَيْ نِعالِ " ولا يقال زَوْجَ نعال؛ لأن الزوج ها هنا الفرد، ويقال " اشتريت مِقراضيْنِ " و " مِقصّين " و " جَلمَيْن " ولا يقال مِقراض ولا مِقصّ ولا جَلَم، ويقال " هما أخَوان تَوأمان " و " جاءت المرأة بتَوْأَميْن " ولا يقال تَوأم؛ إنما التوأم أحدهما.

باب ما جاء فيه لغتان استعمل الناسُ أضْعَفَهما
يقولون: " نَقِمْتُ عليه "، ونَقَمْتُ فأنا أنْقِمُ أجْوَدُ ويقولون " قَحِلَ الشيء " إذا جَفَّ، وقَحَلَ أجْود.
ويقولون: " دَهَمَهُمُ الأمر " ودَهِمَهُمْ أجود، ويقولون " شَمَلَهُمُ الأمر " وشَمِلَهُمْ أجود.
ويقولون: " حَذِقَ الغُلامُ القرآن " وغيرَه، وحَذَقَ أجود، ويقولون " ضَلِلْتُ، وضَلَلْتُ أجود، ويقولون " غَويتُ "، وغَوَيْتُ أغْوي أجود،
(1/421)
________________________________________
ويقولون " زَلِلْتُ " وزَلَلْتُ أجود، ويقولون " لَغِبْتُ "، ولَغَبْتُ أجود، فأنا ألْغَبُ، ويقولون " سَفَدَ الطائر " يسفِد، وسفدِ يَسْفَد أجود، ويقولون " زَكَنْتُ إلى الأمر " والأجود زَكِنْتُ أزْكَن.
ويقولون: " مَسَسْتُ أمِسُّ "، والأجود مَسِسْتُ أمَسُّ، ويقولون " غَصَصْتُ باللقمة "، والأجود غَصِصْتُ، ويقولون " بَجَحْتُ " والأجود " بَجِحْتُ "، ويقولون " جَرَعْتُ الماء " والأجود جَرِعْتُ، ويقولون " شَحُب لونه " والأجود شَحَب يَشْحُبُ، ويقولون " رَعُفَ الرجل " والأجود رَعَفَ يَرْعُفَ، ويقولون " ما عسيت أن أصنع " والأجود ما عَسَيْتُ، ويقولون " قد فَسُد الشيء " والأجود قد فَسَدَ، ويقولون " قد ضَنَنْت " فأنا أضِنُّ، والأجود ضَنِنْت فأنا أضَنُّ، ويقولون " طَهُرَتِ المرأة " والأجود طَهَرَت تَطْهُر، و " سَخُن الماء " والأجود سَخَن يَسْخُن، ويقولون " طُرَّ شاربه " والأجود طَرَّ شاربه، ويقولون " أصابه سَهْمٌ غَرْب " والأجود غَرَبٌ.
ويقولون " الشَّمْع " والأجود الشَّمَع، ويقولون " بفيه حَفَر " والأجود حَفْر ساكنة، ويقولون للعالم " حِبْر " والأجود حَبْر.
(1/422)
________________________________________
ويقولون: " صِفْر " والأجود صُفْر، ويقولون " أنت منِّي على ذِكْرٍ " والأجود على ذُكْرٍ، ويقولون " قطعت يده على السَّرَق " والأجود على السَّرِق، ويقولون " قِمْع " والأجود قِمَعٌ، و " ضِلْع " والأجود ضِلَع، و " نِطْع " والأجود نِطَعٌ، و " فلان حسن الجَوار " والجِوَار أجود.
ويقولون " أوطأته العَشْوَة " بالفتح، والعِشْوَة والعُشْوَة أجود، والكسائي لا يعرف الفتح فيها، ويقولون " رِفْقَة " والأجود رُفْقَة.
ويقولون " حَصْبة " والأجود حَصِبة، و " قِطْنة " والأجود قِطَنة، و " كِلْمة " والأجود كَلِمة، و " سِفْلَةُ الناس " والأجود سَفلة، و " ضِبْنَةُ الرَّجُل " والأجود ضَبِنَة، و " مِعْدَة " والأجود مَعِدة، و " لِبْنَة " والأجود لَبِنة.
ويقولون " هو فصيح اللَّهْجة " والأجود اللَّهَجَة، و " هو في مَنْعة " والأجود مَنَعة، ويقولون " دِجاجة " و " دِجاج " والأجود دَجاجة ودَجاج.
ويقولون " سَدَاد من عَوَزٍ " والأجود سِداد، ويقولون " خُوان " والأجود خِوان، ويقولون " ما قَوَامي إلا بكذا " والأجود ما قِوامي، ويقولون " الوِثاقُ " والوَثَاق أجود.
ويقولون " ما بالثوب عُوار " والأجود عَوارٌ، ويقولون للولد سِقْط "
(1/423)
________________________________________
والأجود سُقْط، ويقولون " الجَنازة " والأجود الجِنازة، ويقولون " ما دِلالتُك على كذا " والأجود ما دَلالتُك، ويقولون " الحِفاوة " والأجود الحَفاوَةُ، ويقولون " عليه طَلاوَة " والأجود طُلاوَة، ويقولون " مِرْقاة " و " مِسْقاة " والأجود " مَرْقاة " و " مَسْقاة " ويقولون " الرَّامَك " لضرب من الطيب، والأجود رامِك.
ويقولون " يوم ارْبَعاءِ " والأجود الأرْبِعاء بكسر الباء، ويقولون " طَنْفَسة " و " طِنْفِسة "، و " طِنْفَسَة " - بكسر الطاء - أجود، ويقولون " بُرْقَع " والأجود بُرْقُعٌ، ويقولون " الرِّضاع " والرَّضاع أجود ويقولون " الرِّصاص " والرَّصاص أجود ويقولون " الحِصاد " والحَصاد أجود، ويقولون " سُوَار المرأة " والسِّوار أجود، ويقولون " قِصاصُ الشعر " وقُصَاص أجود، ويقولون " فِصّ الخاتم " وفَصُّ الخاتم أجود، ويقولون " نَصَحْتُك، وشكرتك " والأجود نصحت لك وشكرت لك، قال الله تعالىالكتّاب smile.gif اشْكُرْ لي ولِوالِدَيْك (، وقال عزّ اسمهالكتّاب smile.gif وأنْصَحُ لَكُمْ (وقال النابغة في اللغة الأخرى:
نَصَحْتُ بَني عَوْفٍ فَلَمْ يَتَقَبَّلوا ... رَسولي ولمْ تَنْجَحْ لَديهِمْ وَسائِلي
(1/424)
________________________________________
ويقولون " بَيْنا نحن كذلك إذ جاء فلان " والأجود جاء فلان، بطرح إذْ، ويقولون " فلان أحْيَل من فلان " من الحيلَة، والأجود أحْوَلُ؛ لأن أصل الحرف الواو، ومنه الحَوْل والقوة، وأصل الياء في الحيلة الواو، وقُلبت للكسرة ياءً، وقد يقال: أحْيَلُ من فلان، وهي رديئة، ويقولون " ضَرْبَةُ لازم " والأجود لازب واللازب: الثابتُ، قال الله تعالىالكتّاب smile.gif منْ طين لازِبٍ (ويقولون للمرأة " هذه زوجة الرجل " والأجود زَوْجُ الرجل، قال الله تعالىالكتّاب smile.gif أمْسِكَ عليكَ زَوْجَكَ (وقال عزّ وجلّالكتّاب smile.gif يا آدمُ اسْكُنْ أنتَ وزَوْجُك الجَنَّة (، وزوجة قليلة، قال الفرزدق:
فإنَّ الذي يَسْعى لِيُفْسدَ زَوْجَتي ... كَساعٍ إلى أُسْدِ الشَّرى يَسْتَبيلُها
ويقولون " هو ابن عمي دِنْيَةً " ودِنْياً أجود، ويقال: دُنْياً أيضاً قال النابغة:
(1/425)
________________________________________
بَنُو عَمِّهِ دُنْياً وعَمْرو بنُ عامِرٍ ... أُولئِكَ قَوْمٌ بأسهُمُ غيْرُ كاذِبِ
ويقولون " انْتُقِعَ لونُه " وامْتُقع - بالميم - أجود.

باب ما يغير من أسماء الناس
هو " وَهْب " مسكن الهاء، ولا يفتح، وهو " ظَبْيان " مفتوح الظاء، ولا يكسر، وهو " عَلْوان " بفتح العين، ولا يضم، وهو " كِسْرَى " بكسر الكاف، ولا يفتح، وهو " دَحْيَة الكلبي " بفتح الدال قول الأصمعي وَحْده، و " عند جُهَيْنَة الخبرُ اليقينُ " ولا يعرف جفينة ولا حُفَيْنَة.
الأصمعيُّ: " هو بُخْتُ نَصَّرَ " هكذا سمعت قُرة بن خالد يقول وغيرَه من المسانّ، وهو " أبو المُهَزِّم " بكسر الزاي، و " عاصم بن أبي النَّجود " بفتح النون، و " ابن أبي العُروبَة بالألف واللام، وهو " أبو مِجْلَز " بكسر الميم، و " شُرَحْبيل " وهم " الحَبِطات " بكسر الباء؛ لأنهم من ولد الحارث الحَبِط، فإذا نسبْتَ قلت:
(1/426)
________________________________________
حَبَطِيّ، ففتحت الباء، وهو " ابن الجُلَنْدى " بفتح اللام، وهو " ابن عَبْدٍ القاريّ " بالتنوين، منسوب إلى القارَةِ ولا يضاف، وهو " فلان السَّحْتني " منسوب إلى سَحْتَنٍ قبيل باليمن أو بلد، وهو " عامر بن ضَبَارة " بالفتح، ولا يضم، وهو " الجَلُودِيّ " بفتح الجيم، منسوب إلى جَلود، وأحسبها قرية بإفريقيَّة.
و" فَرافِصة " بضم أوله، ولا يفتح، وهو " رُؤْبَةُ بن العَجَّاج " بالهمز، و " السَّمَّوْأَل بن عادياء " بالهمز، و " أبو جَزْء " بالهمز، و " عامِرُ بنُ لؤيٍّ " بالهمز، و " رِئَاب " بالهمز، و " هلال بن إسافٍ "، وهو " مُهَنأ "، و " أَزْدُ شَنوءَةَ " و " طَيِّء "، وهم " بنو عَيِّذِ الله " ولا يقال عائذ الله.
و" بنو عائش " ولا يقال بنو عَيْش، و " مُكْنِف " بالضم وكسر النون، و " مَوْهَب " بالفتح، و " حَرِّيّ " مشدَّد الياء والراء - كأنه نسب إلى الحرِّ، ويقال " ذُبْيان " و " ذِبْيان "، وهي " رَيْطَة " بلا ألف، و " عائشة " بألف و " الدُّول " في حنيفة و " الدِّيل " في عبد
(1/427)
________________________________________
القيس، و " الدُّئِل " من كِنانة، وإليهم نُسِبَ أبو الأسود الدُّؤَلي.
قال ابن الكلبيِّ: " سَدُوس " في شيبان بالفتح، و " سُدُوس " في طيء بالضم.
وقال الأصمعي: اسم الرجل " دُوس " بالضم، و " السَّدُوسُ " الطَّيْلَسان بالفتح.
قال غير واحد غَلِطَ الأصمعي " السُّدوس " الطيالسة، اسم الرجل " سَدُوس " بالفتح، وأنشد أبو عُبيدة:
وداوَيْتُها حتَّى شَتَتْ حبشيَّةً ... كأنَّ عليها سُنْدُساً وسُدُوسَا
هكذا أنشده أبو عبيدة وغيره، ويقولون " بستانُ ابْن عامرٍ " وإنما هو بستان ابن معمر، قال الأصمعي: سألت ابن أبي طرفة عن المَسَدِّ في شعر الهذلي:
(1/428)
________________________________________
ألفيتُ أغلَبَ مِن أُسْدِ المَسَدِّ حدي ... دَ النَّاب أخذته عَفْرٌ فَتَطْريحْ
فقال: هو بُستان ابن معْمَر.

باب ما يغير من أسماء البلاد
" هي البَصْرَة " مُسكَّنة الصاد، وكسرها خطأ، والبَصْرة: الحجارة الرَّخوة، قال الفرزدق:
لولا ابنُ عتبةَ عمْرٌو والرَّجاءُ له ... ما كانتِ البَصْرُةِ الحمقاءُ لي وَطَنا
فإذا حذفوا الهاء قالوا " البِصْر " فكسروا الباء، وإنما أجازوا في النسب " بِصْرِيّ " لذلك.
وهي " كَفْرُتُوثَى " ساكنة الفاء ولا تفتح، والكَفْر: القرية، ومنه قيل: أهل الكفور هم أهل القبور.
وهي " مَرْج القَلَعَة " بفتح اللام، ولا تسكن.
وهي " طَرَسُوس "، و " سَلَعُوس "، و " سَفَوَان "، و " بَرَهُوت " باليمن، كل ذلك بفتح ثانيه.
و" النَّهْرَوَان " بفتح الراء والنون، و " دِمَشْقُ " بفتح الميم،
(1/429)
________________________________________
و " فِلَسْطين " بكسر الفاء، و " إرْمِينية " بكسر الألف، و " فلان إرْمِنيٌّ " بكسر الألف والميم وهو " العُمَقَ " للمنزل بطريق مكة، بفتح الميم، ولا تضم.
" المَسْلَحُ " بفتح الميم، و " أُفاعِية "، و " أُسْنُمة " جبل بقرب طِخْفَة، وهي " الأُبُلَّة " بضم الهمزة.
و" قُطْرُبُّلٌ " بضم القاف وتشديد الباء، وهي " الأُردنُّ " بضم الهمزة وتشديد النون، " والحَوْأَبُ " المنهل الذي تسميه العامة الحَوّب. يقال: نَبَحَتها كلاب الحَوأب - بفتح الحاء وتسكين الواو وهمزة مفتوحة بعدها - و " هي رَأْسُ عينٍ " ولا يقال رأس العين، وهو من أهل " بِرْك " و " نَعَامٍ " وهما موضعان من أطراف اليمن، وهي " السَّيْلَحون " بنصب اللام.
و" الخوَرْنَق " تفسيره خُرَنْقاه، أي: الموضع الذي يأكل فيه الملك ويشرب.
(1/430)
________________________________________
و " السَّدير سِهْدِلِيَّ " كان له ثلاث شُعَبٍ، و " طَبَرِستان " بالفارسية معناه أخذه الفأس، كأنه لأشبه لم يوصل إليه حتى قطع شجره.
وكان الأصمعي لا يقول " بغداد " وينهى عن ذلك، ويقول: مدينة السلام؛ لأنه يُسمع في الحديث أن " بَغْ " صَنَم، و " داد " عطية، بالفارسية، كأنها عطيةُ الصنم.
هذا آخر كتاب تقويم اللسان والحمد لله رب العالمين
(1/431)
________________________________________
كتاب الأبنية
أبنية الأفعال
باب " فَعَلْتُ " و " أفْعَلْتُ " باتفاق المعنى
" جَدَّ فلانٌ في أمره " و " أجَدَّ " ويقال: فلان جادٌّ مُجِدٌّ.
" لاقَ الدَّوَاة " و " ألاقَهَا.
قال الفراء: " ضاءَ القمرُ " و " أضاءَ "، وأنشد غيره للعباس بن عبد المطلب، رضي الله عنه، يمدح النبي صلى الله عليه وعلى آله:
أنتَ لَمَّا ظَهَرْت " أشرقَتِ الأر ... ضُ وَضَاءَتْ بنُورك الأُفقُ
وقال الفراء: " أوْحَى " و " وَحَى "، و " أوْمَأَ " و " وَمَأَ ".
(1/433)
________________________________________
وقال غيره: " مَحَضْته الود " و " أمْحَضْته "، و " سَلَكْتُه " و " أسْلَكْته " قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif ما سَلَكَكُمْ في سَقَرَ (وقال الهذلي:
حتَّى إذا أسْلَكُوهُمْ في قُتَائِدةٍ ... شَلاَّ كما تَطْرُدُ الجَمَّالةُ الشّرُدَا
" عَمَرَ الله بك دارَك " و " أعْمَرَها "، " أمَرَ الله مالَهُ " و " آمَرَه "، " نَضَرَ الله وجهه " و " أنْضَرَه "، " مَدَدْت الدواة " و " أمْدَدْتُها "، و " أمْدَدْتُه بالرجال " لا غير، " خَلَفَ الله عليك بخير "، و " أخْلَفَ "، " نَهَجَ الثوبُ " و " أنْهَجَ " إذا بلي، و " سَكَتَ القومُ " و " أسْكَتُوا "، و " صَمَتُوا " و " أصْمَتُوا "، " خَلَقَ الثوب " و " أخْلَقَ "، " سَمَحَ الرجل " و " أسْمَحَ "، " مَحَّ الكتاب " و " أمَحَّ " إذا دَرَس، " يَنَعَتِ الثمرة " و " أيْنَعَت "، " نَسَلَ الوبرُ " و " أنْسَلَ " إذا وقع، " سَنَدْتُ في الجبل " و " أسْنَدْت "، " قَطَرْت عليه الماء "، و " أقْطَرت "، " خَلَدَ إلى الأرض " و " أخلَدَ " إذا ركن، " عَصَفَتِ الريح " و " أعصَفَت "، " طَلَعْت على القوم " و " أطْلَعْت "، " نَزَفْتُ البئر " و " أنْزَفْتها " و " جَلَبَ الجرحُ " و " أجْلَبَ " إذا صارت عليه جُلبةٌ قشرة يابسة " قَدَعْتُهُ " و " أقْدَعْتُه "
(1/434)
________________________________________
أي: كففته، " فَتَنْتُه " و " أفْتَنْته "، " ساسَ الطعام " وَأسَاسَ " إذا سوَّس، و " دَادَ " و " أدَادَ " إذا دوَّد، و " سَرَيْت " و " أسْرَيْت "، " كَنَبَتْ " يداه و " أكْنَبَت " إذا اشتدت وغلظت، " سُؤْتُ به ظناً " و " أسَأْت به ظناً "، " قَتَرَ " الرجل و " أقْتَرَ " إذا قل ماله، " حَقَقْتُ الأمر " و " أحْقَقْته " و " هَرَقْتُ الماء " وأهْرَقْته "، " بَتَتُّ البيع " و " أبْتَتُّه "، " زَهَا البسر " " أزْهَى "، " شَنَقْتُ القِربة " و " أشْنَقْتها " إذا شددت رأسها، " قَصَرَ عنه " و " أقْصَرَ "، " زَكَا الزرع "، و " أزْكَى "، " جَمَّت الدابة، والركيَّة " و " أجَمَّت "، " قِلْتُه البيع " و " أقَلْتُه "، " سَارَ الدَّابة " و " أسَارَهَا "، " مُطِرْنا " و " أُمْطرنا "، وأبو عبيدة يفرق بينهما " غَسَا الليل " يَغْسُو، و " أغْسَى " إذا أظلم، " حَشَمْته " و " أحْشَمْته " إذا أغضبته، " زَنَنْتُ به خيراً " و " أزْنَنْتُ "، " جَهَدَه السير " و " أجْهَدَه "، " جَرَمْت " و " أجْرَمْت " من الجرم، " خَلا " المكان " و " أخْلَى "، " عَسَرْت الرجل " و " أعْسَرْته " إذا طلبت الدَّين منه على عُسرة، " خَفَقَ الطائر بجناحيه " و " أخْفَقَ "، " سَفَقْتُ الباب " و " أسْفَقْتُه "، " ثَابَ جِسمه " و " أثَابَ " أي: رجع، " أجَرْتُ الغلام " و " آجَرْتُه " " ذَرَتِ الريح " و " أذْرَت "، " لَغَطُوا " و " ألْغَطُوا "، و " ضَجُّوا " و " أضَجُّوا "، " نَبَتَ البقل "
(1/435)
________________________________________
و " أنْبَتَ "، " رَجَنَتِ الشاة " و " أرْجَنَت "، " ثَرَى الرجل " و " أثْرَى " إذا أيسر، " زَحَفَ " و " أزْحَفَ " إذا أعيا، " سَحَته الله " و " أسْحَته " إذا استأصله، وقرئالكتّاب smile.gif فيُسْحِتَكم (، و) فَيَسْحتكم (، " جاحَ الله ماله " و " أجَاحَهُ " و " هَدَيْت العروس " و " أهْدَيْتُها "، " عَرَضَ لك الخير " و " أعْرَضَ ".
" حدَّتِ المرأة " و " أحَدَّت "، " فَرَزْتُ الشيء " و " أَفْرَزْتُه "، " عَقَم الله رَحِمَها " و " أعْقَمَها "، " حَدَقَ القوم به " و " أَحْدَقْوُا " " أَوْخَفْت الخطميَّ " و " وَخَفْتُه "، " دَجَنَتِ السماء " و " أَدْجَنْت "، " جَلَبُوا عليه " و " أَجْلَبْوُا " إذا صاحوا.
" لاذُوا به " وألاذُوا "، " وَجَرْتُه الدواء " و " أَوْجَرْتُه ".
" صَلَّ اللحم " و " أَصَلَّ "، و " خَمَّ " و " أخمَّ "، " سَعَرَني شراً " و " أسْعَرَني " " مَهَرْتُ المرأة " و " أَمْهَرْتُها "، " شارَ العسل " و " أشَارَهُ "، " عَذَرَ الغلام " و " أعْذَرَه "، " ضبَّ الرَّجل " و " أضبَّ " إذا سكت، " صَدَدْتُ الرجل " و " أَصْدَدْتُه "، " صَرَدْتُ السهم " و " أَصْرَدْتُه " إذا أنفذته.
(1/436)
________________________________________
" وَعَيْتُ العلم " و " أَوْعَيْتُه "، و " أَوْعَيْتُ الطعام " لا غير، و " وَفَيْتُ بالعهد " و " أَوْفَيْتُ "، و " أَوْفَيْتُ الكيل " لا غير، " غَلَلْتُ " و " أَغْلَلْتُ " من الغُلُول، " لَحَدْتُ القبر " و " أَلْحَدْتُه "، و " لَحَدَ الرجل في الدِّين " و " ألحَدَ " وقرئت) يَلْحَدُون (و) يُلْحِدُون (" بَدَأ الله الخلق " وأبْدَأ "، وقال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif يُبْدئ ويُعيد (، " بَشَرْتُ الرجل " و " أَبْشَرْتُه " إذا بشَّرته، و " بَشَرْتُ الأديم " و " أَبْشَرْتُه " إذا قشرتَ ما عليه، " قَبَلَ و " أقْبَلَ " و " دَبَر " و " أدْبَر "، " وَقَحَ الحافر " وأوْقَحَ "، و " جَهَشْتُ في البكاء " و " أَجْهَشْتُ "، " أجْمَعَ القوم رأيهم " و " جَمَعُوا رأيهم "، " سَمَلَ الثوب "، و " أسْمَلَ " " عَفَصْتُ القارورة " و " أَعْفَصْتُها "، " حلَّ من إحرامه " و " أحَلَّ "، " بلَّ من مرضه " و " أبَلَّ " أي: نجا.
" ثَوَيْتُ عنده " و " أَثْوَيْتُ "، " مَنَيْتُ " و " أَمْنَيْتُ " من المني، و " مَذَيْتُ " و " أَمْذَيْتُ " من المذي، " طَافوا به " و " أطَافُوا "، " حال في متن فرسه " و " أحَالَ "، " صرَّ الفرس أذنه " " وأصَرَّ "، " مَرَّ الطعام "
(1/437)
________________________________________
و " أمَرَّ "، و " وَقَعْتُ بالقوم " في القتال و " أَوْقَعْتُ ".
" نَوَيْتُ النوى " و " أَنْوَيْتُه " إذا أكلت التمر و " رَمَيْتُ بالنوى، " غُمِي عليه " و " أُغمي "، " مَطْت عنه " و " أَمَطْت " تنحَّيت، وكذلك " مِطْتُ غيري " وأمَطْته " هذا قول أبي زيد.
وقال الأصمعي: " مِطْتُ " أنا، و " أمَطْت " غيري؛ لا غير، " قَمَعْتُ الرجل " و " أَقْمَعْتُه "، " صَعَقَتْهم السماء " و " أصْعَقَتْهم " ألقت عليهم صاعقةً، " قَمَسْتُه في الماء " و " أَقْمَسْتُه " إذا غططته، " حَرَمْتُه " و " أَحْرَمْتُه "، " مَضَّني " و " أمَضَّني ".
وقال الأصمعي " أمَضَّني " بالألف، ولم يعرف غيره.
" صَلَيْتُ الشيء في النار " و " أَصْلَيْتُه " " نَجَوْتُ الجلد عن اللحم " و " أَنْجَيْتُه " إذا قشرته " جَلَبَ الجرحُ " و " أجْلَبَ " إذا علته ***ة للبرء و " جَنَنْتُه في القبر " و " أَجْنَنْتُه ".
" رَبَعَتْ عليه الحمَّى " و " أرْبَعَتْ "، و " غَبَّتْ عليه الحمى " و " أغَبَّت "، " رَمَيْتُ على الخمسين "، و " أَرْمَيْتُ " زدت " كَلأتُ الناقة " و " أكْلأَت " إذا أكلت الكلأ، " حَكَمْتُ الفرس " و " أَحْكَمْتُه "، و " رَسَنْتُه "
(1/438)
________________________________________
و " أَرْسَنْتُه "، " رَحُبت الدار " و " أرْحَبَت " إذا اتسعت، " جَهَرْتُ بالقول " و " أَجْهَرْتُ "، " خَسَرْتُ الميزان " و " أَخْسَرْتُه " نقصته، " حُصِرَ الرجل " من الغائظ و " أحْصِرَ "، " صُقِعَت الأرض " و " أُصْقِعَت " من الصقيع، " عَنَدَ العِرْق " و " أعْنَدَ " إذا سال بالدم وأكثر، " لَخَيْتُ الغلام " و " أَلْخَيْتُه " إذا أوجرته الدواء، " فَرَشْتُه فراشاً " و " أَفْرَشْتُه "، " صُرْتُ إليَّ رأسَه " و " أصَرْتُهُ " إذا أملته، " ضَنَأَتِ المرأة "، وأضْنَأَت " إذا كثر ولدها، " هَلَكْتُ الشيء " و " أَهْلَكْتُه ".
قال العجاج:
ومَهْمَهٍ هَالِكِ مَنْ تَعَرَّجَا
بمعنى مُهلك، هذا قول أبي عبيدة، وقال غيره: أي: هالك المُتَعَرِّجين، أي: مَن عَرَّج فيه واحتبس هلك.
" جَذَى الشيء " وأجْذَى " إذا ثبت قائماً، " زِلْتُ الشيء " و " أَزَلْته " " رَفَلَ في مشيته " و " أرْفَل "، " وُضِعَتُ في مَلِي " و " أُوضِعْتُ "، و " وُكِسْت " و " أُوكِسْت ".
" زَحَفْتُ في المشي " و " أَزْحَفْتُ " أعييت، " أَوَيْتُه " و " آوَيْتُه "،
(1/439)
________________________________________
و " أَوَيْتُ إلى فلان " مقصور لا غير، " حُلْتُ في ظهر دابتي " و " أَحَلْتُ " إذا وثبت عليه.
" حُشْتُ عليه الصيد " و " أَحْوَشْتُ "، " قَصَرْنا " و " أقْصَرْنا " من قصر العشي، " وَكَفَ البيت " وأوْكَف "، " خَطِلَ في كلامه " و " أخْطَل "، " حاكَ فيه القول " و " أحَاكَ " أي: نَجَع.
" غَمَدْتُ سيفي " و " أَغْمَدْتُه "، و " رَشَّت السماء " و " أرَشَّت "، " طَشَّت " و " أطَشَّت "، " هِلْتُ عليه التراب " و " أَهَلْتُ "، و " نارَ الشيء " و " أنارَ "، و " خُذْ ما طفَّ لك " و " أطَفَّ ".
" شَمسَ يومُنَا " و " أشْمَسَ "، " حَالَت الدار " و " أحَالَت " من الحَوْل، و " بانَ " و " أبَانَ "، " حَفَرْتُ حتى عِنْتُ " و " أَعْيَنْتُ " أي: بلغت العُيُون، " طَلَقَ يده بالخير " و " أَطْلَق "، " رَمَلْتُ الحصير " و " أَرْمَلْتُه "، " سَفَفْتُه " و " أَسْفَفْتُه " نسجته، " برَّ الله حَجّك " و " أبَرَّه "، " سَعَدَهُ الله " و " أَسْعَده "، " نَعَشَه الله " و " أنْعَشَه "، " قَطَبْتُ الشراب " و " أَقْطَبْتُه " مزجته، " شَظَظْتُ الوعاء " و " أَشْظَظْتُه " من الشّظاظ.
" رَجَعْتُ يدي " و " أَرْجَعْتُها "، " لَمَحْتُه " و " أَلْمَحْتُه "، " تَبَلُه الحُبّ " و " أَتْبَلْهُ ".
(1/440)
________________________________________
" جَلاَ القوم عن الموضع " وأجْلَوْا " تنحَّوْا عنه، و " أَجَلْيُتُهم أنا "، و " جَلَوْتُهُم "، قال أبو ذؤيب:
فلمَّا جَلاهَا بالأيَّامِ تَحَيَّزَتْ ... ثُباتٍ عليها ذُلُّها واكْتِئَابُها
يعني مُشْتَار العسل جلاها عن موضعها بالدخان ليشتاره.
" لاح الرجل " وأَلاَح " أي: أشْفَق، " سُقْت إليها الصَّدَاق " و " أَسَقْتُه "، " جَفَلَت الريح " و " أَجْفَلَت "، " خَوَتِ النجوم " وأخْوَت " إذا سقطت ولم تمطر.
" غَبَشَ الليل " و " أغْبَش " أظلم، " ذَرَق " الطائر " وأذْرَق "، " صَمَّ الرجل " و " أصَمَّ "، " غامَت السماء " وأغامَت "، " خَلَف فُوه "، و " أخْلَف "، " زَفَفْتُ العروس " و " أَزْفَفْتُها "، " وَعَزْتُ إليك في الأمر " و " أَوْعَزْتُ "، " داءَ الرجل " يَدَاء، مثل شَاء يَشَاء، و " أدَاءَ " و " يَدِيءُ " إذا صار في جوفه الداء.
" ظَلَفْتُ أثري " إذا مشيْت في الحُزونة حتى لا يُرى، و " أَظْلَفْتُه "، " شَنْقَتْ ُالناقة " و " أَشْنَقْتُها " إذا كففتها بزمامها، " سَنَفْتُها "
(1/441)
________________________________________
و " أَسْنَفْتُها " من السِّناف.
" بَقَّتِ المرأة " و " أبَقَّتْ " كثر ولدها، و " قد بَقَقْتَ يا رجل " و " أبْقَقْتَ " إذا كثر كلامه.
" حَرَثْتُ الناقة " و " أَحْرَثْتُها " إذا سرت عليها حتى تهزل، " قَحَدَتِ الناقة " و " أقْحَدَتْ " إذا صارت مِقْحَاداً، وهي العظيمة السنام، " وَهَنَه الله " و " أوْهَنَه " قال طرفة:
وإذا تَلْسُنُنِي ألْسُنُها ... إنَّني لستُ بمَوْهُونٍ فَقِرْ
وقال آخر:
أقَتَلْتَ سَادَتَنا بغيرِ دَمٍ ... إلاَّ لِتُوهِنَ آمِنَ العَظْمِ
" صَغَوْتُ إلى الرجل " و " أَصْغَيْتُ "، " ذَرَوْتُ الحب "، و " أَذْرَيْتُه ".
قال الفراء: " جَمَلْتُ الشحم " و " أَجْمَلْتُه " إذا أذبته، " نَجَزْتُ الحاجة " و " أَنْجَزْتُها " قضيتها، " رَكَسْتُ الشيء " و " أَرْكَسْتُه " إذا رددته، قال الله تعالىالكتّاب smile.gif والله أَرْكَسَهُمْ بما كَسَبُوا (يروى في التفسير ردَّهم إلى كفرهم.
(1/442)
________________________________________
قال ابن الأعرابي: " دَلَعَ لسانه " و " أدْلَعه "، " مَرَأَني الطعام " و " أمْرَأَني ".
وروي " لَطَّ " دون الحق بالباطل، و " أَلَطَّ " وقول الناس: " الإلطاط " و " هو مُلِطٌّ " من هذا.
ويروى " كَفَأْتُ الإناء " و " أَكْفَأْتُه "؛ " أَلِفْت المكان " و " آلَفْته " " نَكِرْت القوم " و " أنْكَرْتهم "، " نَعِم الله بك عيناً " و " أَنْعَمَ "، " جَدَبَ الوادي " و " أجدَبَ "، " خَصَبَ " و " أخْصَب "، " وَبِئَت الأرض " و " أَوْبَأَت "، و " حَطَبَتْ " و " أَحْطَبَت "، و " عَشِبَت " و " أعْشَبَت " و " بَقَلَت " و " أبْقَلَت ".
و" ضَبِعَت الناقة " و " أضْبَعَت " إذا اشتهت الفحل، " لَحِقْتُهُ " و " ألْحَقْتُه "، ومنه " إنَّ عذابك الجدّ بالكفار مُلْحِقٌ " أي: لاحق.
" قَوِيَت الدار " و " أقْوَت "، " زكِنْتُ الأمر " و " أَزْكَنته "، " خَطَئْتُ "، " أَخْطَأْتُ "، وقال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif لا يأكُلُهُ إلا الخَاطِئُونَ (.
وقال الشاعر:
(1/443)
________________________________________
عبادُكَ يُخطئونَ وأنتَ ربٌّ ... بكَفَّيكَ المَنَايا، لا تَمُوتُ
" رَدَفْتُه " و " أَرْدَفْتُه "، " مَلَحَ الماء "، و " أمْلَحَ "، " نَتَنَ الشيء " و " أنْتَنَ ".
" أعْوَرْتُ عينه " و " عُرْتُها "، " دِيرَ بالرَّجل " و " أُدِير به " من دُوَار الرأس " مَرَعَ الوادي " و " أمْرَعَ ".

باب فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ، باتفاق المعنى واختلافهما في التعدي
" زَرَيْتُ عليه " و " أَزْرَيْتُ به "، " رَفَقْتُ به " و " أَرْفَقْتُه "، " أنْسَأ الله أجله " و " نَسَأَ في أجله "، " ذَهَبْتُ بالشيء " و " أَذْهَبْتُه "، " جِئْتُ به " و " أجَأْتُهُ ".
" دَخَلْتُ به " و " أَدْخَلْتُه "، " خَرَجْتُ به " و " أَخْرَجْتُه " " عَلَوْتُ به " و " أَعْلَيْتُه "، " تكلَّم فما سَقَطَ بحرف " وما " أسْقَطَ حرفا "، " غَفَلْتُ عنه " و " أَغْفَلْتُه ".
(1/444)
________________________________________
" جَنَّ عليه الليلُ " و " أجَنَّه الليلُ "، " شَالَت الناقةُ بذنبها " و " أشَالَتْ ذَنَبَها "، " أَشَلْتُ الحجر " و " شِلْتُ به "، " ألوَى الرجل برأسه " و " لَوَى رأسه ".
" أَجَفْتُه الطعنة " و " جفتُه بها "، " أبْذَيْتُ القوم " و " بَذَوْتُ عليهم "، " اغْبَبْتُهُمْ " و " غَبَبْتُ عنهم "؛ فإذا أردت أنك دفعت عنهم قلت " غَبَّبْت " بالتشديد، " رَصَدْتُه بالمكافأة " و " أَرْصَدْتُه " أي: " تَرَقَّبته بها "، و " أَرْصَدْتُ له " أعددت له.
قال أبو زيد: " رَصَدْتُه بالخير " وغيره أرْصُدُه رَصْداً، وأنا راصده، و " أَرْصَدْتُ له بالخير " وغيره إرصاداً، وأنا مُرْصِدٌ له بذلك.
قال ابن الأعرابي: " أَرْصَدْتُ له بالخير والشر " ولا يقال إلا بالألف.
(1/445)
________________________________________
باب أَفْعَلْتُ الشيء: عَرَّضته للفعل
" أَقْتَلْتُ الرَّجل " عَرَّضته للقتل، و " أبَعْت الشيء " عرَّضته للبيع، وأنشد:
فَرَضيتُ آلاءَ الكُمَيْت فَمَنْ يُبِعْ ... فَرَساً فليسَ جَوادنَا بمُبَاعِ
أي: بمُعَرَّض للبيع.
وقال الفراء: تقول: " أَبَعْتُ الخيل " إذا أردت أنك أمسكتها للتجارة والبيع، فإن أردت أنك أخرجتها من يدك قلت " بِعْتُها ".
قال: وكذلك قالت العرب: " أَعْرَضْتُ العِرْضَان " أي: أمسكتها للبيع، و " عَرَضْتُها " ساومت بها، فقس على هذا كل ما ورد عليك.
(1/446)
________________________________________
باب أَفْعَلْتُ الشيء: وَجَدْته كذلك
أتيت فلاناً " فأحْمَدْتُهُ " و " أَذْمَمْتُه " و " أَخْلَفْتُه " أي: وجدته محموداً ومذموماً ومِخلافاً للوعد؛ وأتيت فلاناً " فأبْخَلْتُه " و " أَجْبَنْتُه " و " أَحْمَقْتُه " و " أَنْوَكْتُه " و " أَهْوَجْتُه " إذا وجدته كذلك، و " أَقْهَرْتُه " إذا وجدته مقهوراً، وأنشد:
تمنَّى حُصَينٌ أن يسودَ جِذَاعُهُ ... فأمسَى حُصَينٌ قد أُذِلَّ وأُقْهِرَا
وقال الأعشى:
فَمَضَى وأَخْلَفَ من قُتَيْلَةَ مَوْعِدَا
أي: وجده مَخْلَفاً.
ويقال: هاجَيْت فلاناً " فأفْحَمْتُه " أي: وجدته مُفْحَماً لا يقول الشعر، ويقال: خَاصَمْته حتى أفحمته، أي: قطعته.
وروي عن عمرو بن معد يكرب أنه قال لبني سليم: " قاتلناكم فما أجبْنَاكم، وسَأَلْنَاكم فما أبْخَلْناكم، وهاجيناكم فما أفْحَمْناكم " أي: ما صادفنا كم جُبناء، ولا بُخلاء، ولا مُفحمين.
(1/447)
________________________________________
وأتيت الأرض " فأجْدَبْتُها " و " أَحْيَيْتُها " و " أَوْحَشْتُها " و " أَهْيَجْتُها " إذا وجدتها حيَّة النبات وجَدْبةً ووَحْشةً وهائجةَ النبات، وقال رؤبة:
وأهيَجَ الخَلْصَاءَ من ذاتِ البُرَق
أي: وجدها هائجة النبات.

باب أَفْعَلَ الشيء حان منه ذلك
" أَرْكَبَ المهرُ " حان أن يُركب، و " أَحْصَدَ الزرع " حان أن يُحصد، و " أَقْطَفَ الكرم " حان أن يُقطف، وكذلك يقال " أَقْطَفَ القوم " حان أن يقطِفوا كرومهم، و " أَجَزّوا " و " أجَدُّوا " و " أغَلُّوا " كذلك، و " أَنْتَجَت الخيل " حان نتاجها، و " أَفْصَحَ النِّصارى " حان فصحهم، و " أَشْهَرَ القوم " أتى عليهم شهرٌ، و " أحَال القوم " أتى عليهم حول.

باب أَفْعَلَ الشيء صار كذلك، وأصابه ذلك
" أَجْرَبَ الرجل " و " أَنْحَزَ " و " أحَالَ " أي: صار صاحب جرَبٍ، ونُحَازٍ، وحَيال في ماله، وكذلك " أَهْزَلَ الناس " إذا أصابت السنة أموالهم
(1/448)
________________________________________
فصارت مهازيل، و " أحَرَّ الرجل " إذا صارت إبله حِراراً، أي: عطاشاً، و " أعَاهَ الرجل " إذا صارت العاهة في ماله، و " أصَحَّ " صارت الصحة في ماله بعد العاهة، و " أَسْنَتَ " أصابته السَّنة، و " أَقْحَطَ " و " أَيْبَسَ " إذا أصابه القحط واليبس، و " أَشْمَلَ القوم " صاروا في ريح الشمال، وكذلك الجَنوب والصَّبا والدَّبور، وأراحوا صاروا في ريح، و " أَرْبَعُوا " صاروا في ربيع.
فإذا أردت أن شيئاً من هذا أصابهم قلت: فُعِلوا فهمُ مفعولون، تقول: شُمِلوا، وجُنِبُوا، وصُبُوا، ودُبِرُوا، ورِيحُوا، ورُبِعُوا.
وتقول: " أرْبَعُوا " و " أصَافُوا " و " أشْتَوْا " و " أخْرَفُوا " صاروا في هذه الأزمنة، فإذا أردت أنهم أقاموا هذه الأزمنة في موضع قلت: صافُوا، وشَتَوْا، وارْتَبَعُوا.
و" أَلْحَمَ القوم " و " أشْحَمُوا " و " ألبَنُوا " وأتْمَرُوا " و " ألْبَؤا " و " أقْثَؤا " و " أبْطَخُوا " صار ذلك عندهم كثيراً، و " أخْلَتِ الأرض " و " أجْنَت " و " أرْعَت " صار فيها الخَلا والجَنى والرَّعي.
و" أَبْسَرَ النخل " و " أَحْشَفَ " و " أَبْلَحَ " و " أَدْقَلَ " و " أَخْوَصَ " و " أَشْوَكَ " إذا صار فيه ذلك، و " أَوْقَرَ النخل " كثر حمله، يقال: نخلةٌ مُوقِرٌ ومُوقِرَةٌ.
(1/449)
________________________________________
و " أَرْعَدَ القوم " و " أبرَقُوا " و " أغْيَمُوا " أصابهم رعد وبرق وغيم، و " أَفْرَسَ الراعي " إذا أصاب الذئب شاةً من غنمه، و " أَفْرَضَت الماشية " صارت الفريضة فيها واجبةً، و " أَنْفَقَ القوم " نَفَقَت سوقهم، و " أكْسَدُوا " كَسَدَت سوقهم، و " أَخْبَثَ الرجل " إذا صار أصحابه خُبَثاء وأهله، ولذلك قالوا: خَبيثٌ مُخْبِث.
و" أَقْوَى الجمَّال " إذا صارت إبله قوية، ولذلك قالوا: قويٌّ مُقْوٍ، و " أظْهَرْنا " أي: صرنا في وقت الظُّهر، وسرنا في ذلك الوقت أيضاً، و " أعاف " الرجل " إذا صارت إبله تَعَاف الماء، و " أَكْلَبَ الرجل " صار في إبله الكلب. وهو شبيه بالجنون، و " أعاَهَ " و " أعْوَهَ " صارت العاهة في ماله.
و" أمَاتَ " مات ولده، و " أشَبَّ " شبَّ ولده، و " أَطْلَبَ الماءُ " إذا بعد ولم يُنل إلا بطلب، يقال: ماء مُطْلِبٌ.

باب " أَفْعَلَ الشيء " أتى بذلك، واتخذ ذلك
" أخسَّ الرجل " أتى بخسيس من الفعل، و " أذَمَّ " أتى بما يذم
(1/450)
________________________________________
عليه.
و" أَقْبَحَ " أتى بقبيح، و " ألامَ " أتى بما يُلام عليه، فهو مُلِيمٌ، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif فَالْتَقَمَهُ الحوتُ وهو مُلِيمٌ (وقال الشاعر:
ومَنْ يَخْذُلْ أخَاهُ فقدْ أَلاَمَا
و" أرابَ " الرجل أتى بريبة، و " أَكَاسَ الرجل " و " أكاسَتِ المرأة " أتيا بولد كيِّس، و " أقصَرَت " و " أطَالَت " و " آنثَت " و " أذْكَرَت " و " أصْبَت " و " أحْمَقَت "، " أَتْلَدَ الرجل " اتَّخذ تِلاداً من المال، و " أَهْرَبَ الرجل " إذا جدَّ في الذَّهاب مذعوراً، فهو مُهربٌ، و " أَسادَ الرجل " ولد سيِّداً، و " أَسْوَدَ " و " أَسَاد " ولدَ أسود اللون.

باب " أَفْعلت الشيء " جعلت له ذلك
" أَرْعَيْت الماشية " و " أرْعَاها الله "، أي: جعل لها ما ترعاه، وأنشد أبو زيد:
كأنها ظَبْيَةٌ تَعْطو إلى فَنَنٍ ... تأكلُ من طَيِّبٍ والله يُرعِيهَا
أي: يُنبت لها ما ترعاه.
(1/451)
________________________________________
و " أَقْبَرْت الرجل " جعلت له قبراً يدفن فيه، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif ثمَّ أمَاتَهُ فأقْبَرَهُ (، وقال أبو عبيدة " أقْبَرَه " أمر بأن يُدفن فيه، و " قبرته " دفنته.
و" أقَدْتُ الرجل " خيلاً " أعطيته خيلاً يقودها، " أسَقْتُه إبلاً " أعطيته إبلاً يسوقها.
وحكى أبو عبيدة " أشْفِنِي عسلاً " أي: اجعله لي شفاءً، و " أسْقِنِي إهابك " أي: اجعله لي سقاءً، " أحْلَبْتُك الناقة "، و " أَعْكَمْتُك "، و " أحْمَلتُك "، و " أبْغَيْتُك " كل هذا إذا أردت أنك طلبته له، وأعنته عليه، فإن أردت أنك فعلت به ذلك قلت: بَغَيْتُك، وحَلَبْتك، وعَكَمْتُك العِكْمَ، وحَمَلْتُك.
قال الفراء: يقال " ابْغِنِي خادماً " أي: ابتَغِه لي، فإذا أردا أعنِّي على طلبه قال " أبْغِنِي " بقطع الألف، وكذلك " المُسْني ناراً " و " ألمِسْني " و " احلُبْني " و " أحْلِبْني فقوله " احلُبْني " يريد احلُب لي واكفني الحلْب، و " أحْلِبْني " أعنِّي عليه، وكذلك " احْمِلْني " و " أحْمِلْني " و " اعْكِمْني " و " أعْكِمْني " فقس على هذا ما ورد عليك.
(1/452)
________________________________________
باب " أفعلت " و " أفعلت " بمعنيين متضادين
" أَشْكَيْتُ الرجل " أحوجْته إلى الشِّكاية، و " أَشْكَيْته " نزعتُ عن الأمر الذي شكاني له، و " أَطْلَبْتُ الرجل " أحوجته إلى الطلب، ولذلك قالوا: ماءٌ مُطلِبٌ، إذا بعُد فأحوج إلى طلبه و " أَطْلَبْته " أسعفته بما طلب، و " أَفْزَعْت القوم " أحللت بهم الفزع، و " أَفْزَعْتُهم " إذا أحْوجتهم إلى الفزع، و " أَفْزَعْتُهم " إذا فزِعُوا إليك فأعنتهم، " أَوْدَعْت فلاناً مالاً " دفعته إليه وديعةً، و " أَوْدَعْتُه " قبلتُ وديعته " أَسْرَرْتُ الشيء " أخفيته وأعلنته.

باب " أفعل الشيء " في نفسه، و " أفعل الشيءُ غيرَه "
" أضاءَتِ النارُ " و " أضاءت النارُ غيرها "، قال الجعدي:
أضاءَتْ لنا النَّارُ وَجْهاً أغ ... رَّ مُلتبساً بالفؤادِ الْتِباساً
و" أقضَّ عليه المضجعُ " و " أقضَّ عليه الهمُّ المَضجعَ "، و " أَفَدْتُ مالاً " أي: استفدته، و " أفدت فلاناً " مالاً أعطيته إياه.
(1/453)
________________________________________
باب فَعَلَ الشَّيءُ، وفَعَلَ الشيءُ غيره
" هَجَمْتُ " على القوم، و " هَجَمْتُ عليهم غيري "، و " عُجْتُ بالمكان " و " عُجْت غيري ".
" دَلَعَ لِسانُ الرَّجل " و " دَلَعَ الرَّجل لسانَه " وروى ابن الأعرابي: " دَلَعَ لسانه " و " أدْلَعَهُ "، " فَغَرَ فمُ الرجل " و " فَغَرَ الرَّجُل فمه "، " سَارَ الدابة " و " سَارَ الرجل الدابة "، " جَبَرَتِ اليد " و " جَبَرَ الرجل اليدَ " قال العجاج:
قد جَبَرَ الدِّينَ الإلهُ فَجَبَرْ
" غاضَ الماء " و " غاضَ الرجل الماء "، " قَمَسَ في الماء " و " قَمَسْتُه " " رَجَنَتِ الناقة " و " رَجَنْتُها "، " نَقَصَ الشيء " و " نَقَصْتُه " و " زَادَ " و " زِدْتُه "، " مدَّ النهر " و " مَدَّه نهرٌ آخر ".
" هَدَرَ دم الرجل " و " هَدَرْتُه "، " هَبَطَ ثمن السلعة " و " هَبَطْتُه " ويقال " أهْبَطْتُه " أيضاً.
" رَجَعَ الشيء " و " رَجَعْتُه "، " صدَّ " و " صَدَدْتُه "، " كَسَفَت الشمس " و " كَسَفَها الله عزّ وجلّ "، " سَرَحَت الماشية " و " سَرَحْتُها "، و " رَعَتْ " و " رَعَيْتُها "، " عَفَا الشيءُ " أي: كثُر، و " عَفَوْتُه " و " عَفَا المنزلُ " و " عَفَتْهُ الريحُ "،
(1/454)
________________________________________
" خَسَفَ المكان " و " خَسَفَهُ الله "، و " وَفَرَ الشيء " و " وَفَرْتُه ".
" ذَرَى الحبُّ " و " ذَرَتْهُ الريح "، " رَفَعَ البعيرُ في السير " و " ر " فَعَتْهُ " " نَفَى الرجل " و " نَفَيْتُه "، " عَابَ الشيء " و " عِبْتُه "، " ثَرِم الرجل " و " ثَرَمَه الله "، " شَتِرَ " و " شَتَرَه الله " و " سَعِدَ " و " سَعَدَه الله " و " أسْعَدَه ".
" نَزَفَت البئر " و " نَزَفْتُها "، " نَشَرَ الشيء " و " نَشَرَه الله "، " فَتَنَ الرجل " و " فَتَنْتُه " و " أَفْتَنْتُه "، " خَسَأَت الكلبَ، فَخَسَأ.

باب فَعَلْت وفَعَلْت بمعنيين متضادين
" بِعْتُ الشيء " اشتريْتُه وبعُته، و " شَرَيْتُ الشيء " اشتريته وبِعْتُه، و " رَتَوْتُ الشيء " شددته وأرخيته، " خَفَيْت الشيء " أظهرته وكتمته، " شَعَبْت الشيء " جمعته وفرَّقته.
" طَلَعْتُ على القوم " أقبلت عليهم حتى يَرَوْني، و " طَلَعْتُ عنهم " غبت عنهم حتى لا يَرَوني، " نَهِلْتُ " عَطِشت وَرَوِيت، " مَثَلْتُ " قمت ولطئت بالأرض.
" تَهَجَّدت " صلَّيت بالليل ونمت، وقال بعضهم: تهجَّدت
(1/455)
________________________________________
سهرت، و " هَجَدْتُ " نِمت، قال لبيد:
قالَ هَجِّدْنَا فقدْ طالَ السَّرَى
أي: نومنا.
" ظَنَنْتُ " تيقَّنت وشَكَكْتُ، " لَمَقْتُ " كتبت ومَحَوْتُ.

باب أَفْعَلْته فَفَعَلَ
تقول: " أَدْخَلْتُه " فدخل، و " أَخْرَجْتُه " فخرج، و " أَجْلَسْتُه فَجَلَس "، و " أَفْزَعْتُه ففَزِع، و " أَخْفَتْهُ فخاف "، و " أجَلْتُه فجالَ "، و " أجأته فجاء "، و " أَمْكَثْتُه فمكُثَ "، هذا القياس، وقد جاء في هذا انْفَعَلَ وافْتَعَلَ قال الكُمَيْت:
ولا يدِي في حَمِيتِ السَّكْنِ تَنْدَخِلُ
وقال آخر:
(1/456)
________________________________________
وأبِي الَّذي وَرَدَ الكلابَ مُسَوَّماً ... بالخيلِ تحتَ عَجَاجِها المُنْجَالِ
والقياس " تدخلُ " و " الجائل ".
وقالوا: " أَحْرَقْتُه فاحتَرَق "، و " أَطْلَقْتُه فانطَلَق "، و " أَقْحَمْتُه فانقَحَم ".
ويقال: " مَحَوْتُهُ فانْمَحَى "، ولا يقال امْتَحَى.
وقد يجيء الشيء منه على فعّلته فيشرك أَفْعَلْتُه، تقول " فَرَّحْتُه " و " أَفْرَحْتُه ففرِح "، و " غَرَّمته وأَغْرَمْتُه فغرِم "، و " فَزَّعته وأَفْزَعْتُه ففزِع "، و " قَلَّلَهُم الله وأقَلَّهُمْ فَقَلُّوا ".
وقد كان بعضهم يفرق بين " أقَلَّ وأكْثَرَ "، وبين " قَلَّلَ وأكْثَرَ "، وبين " نَزَّل وأنْزَلَ ".
وقد جاء فَعَّلْته فأفْعَلَ، وهو قليل؛ قالوا: " فَطَّرته فأفْطَرَ "، و " بَشَّرْته فأبْشَرَ ".

باب فَعَلْتُه فانْفَعَل، وافْتَعَلَ
يقال: " كَسَرْتُه فانْكَسَر " و " حَسَرْتُه فانْحَسَر و " حَطَمْتُه فانْحَطَم " و " صَرَفْتُه فانْصَرَف ".
(1/457)
________________________________________
ومنه ما يأتي على افتعل، قالوا: " عَزَلْتُه فاعْتَزَل "، و " رَدَدْتُه فارْتَدَّ "، و " عَدَدْتُه فاعْتَدَّ " و " كِلْتُه فاكْتالَ ".
ومنه ما جاء فيه هذان جميعاً، قالوا: " شَوَيْتُه فانْشَوَى واشْتَوَى ". هذا قول سيبويه، وقال غيره: لا يقال " اشْتَوَى "؛ لأن المشتوَى هو الشاوي، واشتوى فِعْلُه، وقالوا " غَمَمْتُه فاغْتَمَّ وانْغَمَّ ".
قال سيبويه: وليس هذا مُطّرداً في كل شيء، تقول " طَرَدْتُه فذهب "، ولا تقول " فانْطَرَد " ولا " اطَّرَد "، وتقول: " كَسَرْتُه فَتَكَسَّر " و " عَشَّيتُه فتعشَّى "، و " غَذَّيته فتغذَّى ".

باب فَعَلْتُ، وأَفْعَلْتُ غيري
" بَرَكَتِ الإبل " و " أَبْرَكْتُها "، " رَبَضَتِ الغنم " و " أرْبَضْتُها "، " سامَتِ الإبل " و " أسَمْتُها ".
و" كَمَنْتُ " و " أَكْمَنْتُ غيري "، " وَنَيْتُ في الأمر " و " أَوْنَيْتُ غيري "، " خُضْتُ الماء " و " أخَضْتُه دابتي "، " تَلَدَ المال "
(1/458)
________________________________________
و " أَتْلَدْتُه أنا "، " ثَأَى الخرز " و " أَثْأَيْتُه "، " وَثَبْتُ أنا الموضع " و " أَوْثَبْتُ دابتي "، " رَهَنَ لي الشيء " أي: قام، و " أَرْهَنْتُه لك " " خَنَعْتُ لك " و " أخْنَعَتْنِي الحاجة "، " وَقَرَت الدابة " وأنا " أَوْقَرْتُها "، " رَهِصَتْ " " وأنا أَرْهَصْتُها "، " ثَقَبَتِ النارُ " و " أنا أَثْقَبْتُها "، " راع " الطعامُ " و " أَرَعْتُهُ ".

باب أَفْعَلَ الشيءُ، وفَعَلْتُهُ أنا
" أَقْشَعَ الغيم " و " قَشَعَتْهُ الريح " وكذلك " أَقْشَعَ القوم " إذا تفرقوا، و " أَنْسَلَ ريش الطائر " وَوَبَرُ البعير، إذا سقط، و " نَسَلْتُه أنا " نَسْلاً " أَنْزَفَت البئر " إذا ذهب ماؤها، و " نَزَفْتُها " أنا.
و" أمْرَت الناقة " إذا درَّ لبنها، و " مَرَيْتُها " أنا بالمسح، و " أَشْنَقَ البعير " إذا رفع رأسه، و " شَنَقْتُه " أنا: مَدَدْتُه بالزمام حتى رفع رأسه، و " أكبَّ على وجهه ". قال الله تعالىالكتّاب smile.gif أفَمَنْ يَمْشِي مُكِبٍّا على وجهِهِ (و " كَبَّه الله على وجهه "، قال تعالىالكتّاب smile.gif فَكُبَّتْ وجوهُهُمْ في النَّارِ (.
(1/459)
________________________________________
باب معاني أبنية الأفعال
باب فَعَّلْتُ، ومواضعها
تأتي فَعَّلْتُ بمعنى أَفْعَلْتُ، كقولك " خَبَّرْتُ " وأَخْبَرْتُ "، و " سَمَّيْتُ وأَسْمَيْتُ "، وبَكَّرْتُ وأَبْكَرْتُ "، و " كَذَّبْتُ وأَكْذَبْتُ ".
وكان الكسائي يفرق بينهما، وكذلك " قَلَّلْتُ وأَقْلَلْتُ "، و " كَثَّرْتُ وأَكْثَرْتُ ".
وتدخل فَعَّلْتُ على أَفْعَلْتُ - إذا أردت تكثير العمل والمبالغة - تقول: " أجَدْتُ وجَوَّدْتُ " وأَغْلَقْتُ الأبواب " وغَلَّقْتُ " و " أَقْفَلْتُ وقَفَّلْتُ ".
وتدخل فَعَّلْتُ على فَعَلت - إذا أردت كثرة العمل - فتقول: " قَطَعْتُه " باثنين، و " قَطَّعْتُه " آراباً، وكذلك " كَسَرْته وكَسَّرْتُه "، و " جَرَحْتُه وجَرَّحْتُه " إذا أكثرت الجراحات في جسده، و " جَوَّلْتُ في البلاد " و " طَوَّفْتُ " إذا أردت كثرة التَّطواف والجَوَلان فيها؛ فإذا لم ترد الكثرة قلت " جُلْتُ وَطُفْتُ " قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحةً لَهُمُ الأبوابُ (وقال تعالىالكتّاب smile.gif وفَجَّرْنَا الأرض " عُيُوناً (
(1/460)
________________________________________
وقال الفرزدق:
ما زلتُ أَفْتَحُ أبواباً وأُغْلِقُها ... حتَّى أتيتُ أبا عمرو بنَ عمَّارِ
فجاء به مخففاً وهي جماعة أبواب، وهو جائز، إلا أن التشديد كان أحسن وأشبه بالمعنى.
وتأتي فَعَّلْتُ مضادةً لأفْعَلْت، نحو: " أَفْرَطْتُ " جُزت المقدار و " فَرَّطْتُ " قَصَّرْتُ، و " أَعْذَرْتُ " في طلب الشيء: بالغت، و " عَذَرْتُ " قَصَّرْتُ، " أَقْذَيْتُ العين " ألقيت فيها القَذَى، و " قَذَّيْتُها " نظفتها من القذى، و " أَمْرَضْتُه " فعلت به فعلاً مرض منه، و " مَرَّضْتُه " قمت عليه في مرضه.
وتأتي فَعَّلْتُ لا يراد بها التكثير نحو " كَلَّمْتُه " و " عَلَّمْتُه " و " سَوَّيْتُه " و " غَذَّيْتُه " و " عَشَّيْتُه " و " صَبَّحْتُ القوم " أتيتهم صباحاً.
وتأتي فَعَّلْتُ مخالفة لفَعَلْت، نحو " نَمَيْت الحديث " نقلته على جهة الإصلاح و " نَمَّيْتُه " نقلته على جهة الإفساد، و " جابَ القميصَ " قوَّر جيبه، و " جَيَّبه " جعل له جيباً.
وتأتي فَعَّلْتُ للشيء ترمي به الرجل، نحو " شَجَّعْتُه " و " جَبَّنْتُه " و " سَرَّقْتُه " و " خَطَّأْتُه " و " ظَلَّمْتُه " و " فَسَّقْتُه "
(1/461)
________________________________________
و " فَجَّرْتُه " و " زَنَّيْتُه " و " كَفَّرْتُه " إذا رميته بذلك.
ومما يشبه ذلك قولهم " حَيَّيْتُه " و " لَبَّيْتُه " و " رَعَّيْتُه " و " سَقَّيْتُه " إذا قلت له: حيَّاك الله، ولبَّيك، وسقاك الله الغيثَ، ورعاكَ.
ومثل هذا " لَحَّنْتُه " و " جَدَّعْتُه " و " عَقَّرْتُه " إذا قلت له: جَدْعاً، وعَقْراً و " أَفَّفْت به " إذا قلت له: أفٍّ.

باب أَفْعَلْتُ، ومواضعها
وقد تدخل أَفْعَلْتُ عليها - يعني على فَعَّلْتُ - في هذا المعنى؛ لأنهما يشتركان، كما دخلت فَعَّلْتُ عليها، إلا أن ذلك قليل، قالوا " سقَيَّتْهُ وأَسْقَيْتُه " قلت له: سَقْياً.
قال ذو الرمة:
وَقَفْتُ على ربعٍ لميَّةَ نَاقتِي ... فما زلتُ أبكي عندَهُ وأُخَاطبُه
وأُسقيهِ حتَّى كادَ ممَّا أبُثُّه ... تُجَاوبُني أحْجارُهُ ومَلاعِبُه
(1/462)
________________________________________
وتجيء أَفْعَلْتُ بمعنى فَعَلت، نحو " شَغَلْتُه " و " أَشْغَلْتُه "، و " مَحَضْتُه الود "، و " أَمْحَضْتُه "، و " جَدَدْتُ في الأمر، وأَجْدَدْتُ ".
وتجيء أَفْعَلْتُ مخالفة لفعلت، نحو " أَجْبَرْتُ فلاناً على الأمر " و " جَبَرْتُ العظم " و " أَنْشَدْتُ الضالة " عَرَّفْتُها "، و " نَشَدْتُها " طلبتها.
وتجيء أَفْعَلْتُ مضادة لفعلت، نحو " نَشَطْتُ العقدة " عقدتها بأُنشوطة، و " أَنْشَطْتُها " حللتها، و " تَرِبَت يداك " افتقرت، و " أَتْرَبْتُ " استغنت، و " أخْفَيْت الشيء " سترته، و " خَفَيْتُه " أظهرته.
وتجيء أَفْعَلْتُ الشيء عَرَّضْتُه للفعل، نحو " أقتلت الرجل " عَرَّضْتُه للقتل، و " أَبَعْتُ الشيء " عرضته للبيع.
وتجيء أَفْعَلْتُ الشيء وَجَدْتُه كذلك، نحو " أَحْمَدْتُ الرجل ": وجدته محموداً، و " أَذْمَمْتُه " و " أَبْخَلْتُه " و " أَجْبَنْتُه " و " أَحْمَقْتُه " كذلك.
ويجيء أفعلَ الشيء حَانَ منه ذلك، نحو " أرْكَبَ المهرُ " و " أحْصَدَ الزرع "، و " أقطَفَ الكرم " أي: حان أن يُركب، وأن يُحصد، وأن يُقطف.
ويجيء أفعل الشيء صار كذلك وأصابه ذلك، نحو " أجْرَبَ الرجل "، و " أهْزَلَ " إذا أصاب ماله الجرب والهُزال، و " أرْغَدَ " صار في رغد من العيش.
ويجيء أفعل الشيء أتى بذلك، نحو " أذَمَّ الرجل " أتى بما يذم عليه،
(1/463)
________________________________________
وألام أتى بما يُلام عليه، و " أخَسَّ " أتى بخسيسٍ من الفعل.
ويجيء أَفْعَلْتُ الشيء جعلت له ذلك، نحو " أَقْبَرْتُ الرجل " جعلت له قبر يدفن فيه، و " أَحْلَبْتُ الرجل " جعلت له ما يحلبه، و " أَرْكَبْتُه " جعلت له ما يركبه، و " أرْعَى الله الماشية " أنبت لها ما ترعاه.

باب فَاعَلْتُ، ومواضعها
تأتي فَاعَلْتُ بمعنى فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ، كقولك " قَاتَلَهُم الله " أي: قَتَلَهم الله، و " عَافَاكَ الله " أي: أعفاك، و " عَاقَبْتُ فلاناً "، و " دَايَنْتُ الرجل " إذا أعطيته الدين بمعنى أدنته، و " شَارَفْتُ " بمعنى أشرفت، و " بَاعَدْتُه " بمعنى أبعدته، و " جَاوَزْتُه " بمعنى جزته، و " عَالَيْتُ رحلي على الناقة " أي: أعليت.
وتأتي فَاعَلْتُ من واحد بغير معنى فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ، تقول " سَافَرْتُ " و " ظَاهَرْتُ " و " نَاوَلْتُ " و " ضَاعَفْتُ ".
وتأتي فَاعَلْتُ من اثنين، وأكثر ما تكون كذلك، نحو " قَاتَلْتُه "
(1/464)
________________________________________
و " خَاصَمْتُه " و " نَافَرْتُه " و " سَابَقْتُه " و " صَارَعْتُه " و " ضَارَبْتُه " وهذا كثير.
وقد تأتي فَاعَلْتُ وفَعَّلت بمعنى واحد، قالوا: " ضَعَّفْتُ وضَاعَفْتُ " و " بَعَّدْتُ وبَاعَدْتُ " و " نَعَّمت ونَاعَمْتُ " ويقال: امرأة مُنَعَّمة، ومُنَاعَمَة.

باب تَفَاعَلْتُ، ومواضعها
تأتي تَفَاعَلْتُ من اثنين بمعنى افتعلت، تقول: " تَضَارَبْنا " بمعنى اضطربنا، و " تَقَاتَلْنا " بمعنى اقتتلنا، و " تَجَاوَرْنا " بمعنى اجتورنا، و " تَلاقَيْنا " بمعنى التقينا، و " تَخَاصَمْنا " و " اختصمنا، و " تَرَامَيْنا " وارتمينا.
وتأتي تَفَاعَلْتُ من واحدٍ كما جاءت فاعَلْتُ من واحد، تقول: " تَقَاضَيْتُه " و " تَرَاءَيْتُ " له و " تَمَارَيْتُ في ذلك "، و " تَعَاطَيْتُ منه أمراً قبيحاً ".
وتأتي تَفَاعَلْتُ بمعنى إظهارك ما لستَ عليه؛ نحو " تَغَافَلْتُ " و " تَجَاهَلْتُ " و " تَعَامَيْتُ " و " تَعَاشَيْتُ " و " تَعَارَجْتُ " و " تَغَافَلْتُ " و " تَخَازَرْتُ "، قال الشاعر:
إذا تَخَازَرْتُ وما بي من خَزَرْ
(1/465)
________________________________________
فقوله " ما بي من خَزَرْ " يدل على ما ذكرناه، وبالله التوفيق.

باب تَفَعَّلْتُ، ومواضعها
تأتي تَفَعَّلْتُ بمعنى إدخالك نفسك في أمر حتى تضاف إليه أو تصير من أهله، نحو " تَشَجَّعْتُ " و " تَجَلَّدْتُ " و " تَبَصَّرْتُ " و " تَمَرَّأْتُ " أي: صرت ذا مروءة، و " تَخَشَّعْتُ " و " تَنَبَّلْتُ " و " تَدَهْقَنْتُ " أي: تشبهت بالدهاقين، و " تَحَلَّمْتُ " قال حاتم طيء:
تَحَلَّمَ عن الأدنينَ واستبقِ وُدَّهم ... ولن تستطيعَ الحلم حتَّى تَحَلَّمَا
و" تَقَيَّسْتُ " و " تَنَزَّرْتُ " و " تَعَرَّبْتُ "، قال الراجز:
وقيسَ عَيْلانَ ومَنْ تَقَيَّسَا
وليس تَفَعَّلْتُ في هذا بمنزلة تَفَاعَلْتُ، ألا ترى أنك تقول " تَحَالَمْتُ " فالمعنى أنك أظهرت الحلم ولست كذلك، وتقول " تَحَلَّمْتُ " فالمعنى أنك التمست أن تصير حليماً.
وتأتي تَفَاعَلْتُ وتَفَعَّلْتُ بمعنًى، تقول " تَعَطَّيْتُ "، و " تَعَاطَيْتُ "
(1/466)
________________________________________
و " تَجَوَّزْتُ عنه، وتَجَاوَزْتُ عنه "، و " تَذَأَّبتِ الريح، وتَذَاءَبْت " أي: جاءت مرَّةً من ها هنا ومرة من ها هنا، قالوا: وأصله من الذئب إذا حذر من وجه جاء من وجه آخر، و " تَكَأَّدَني الشيء، وتَكَاءَدَنِي " أي: شقَّ علي، وهو من العَقَبة الكَؤد.
وتأتي تفعَّلت للشيء تأخذ منه الشيء بعد الشيء، نحو قولك " تَفَهَّمْتُ "، و " تَبَصَّرْتُ "، " تَأَمَّلْتُ "، " تَبَيَّنْتُ " و " تَثَبَّتُّ "، " تَجَرَّعْتُ "، و " تَحَسَّيْتُ "، " تَفَوَّقْتُ " و " تَعَرَّقَتْه الأيام "، " تَنَقَّصْتُه "، " تَخَوَّنْتُه " " تَخَوَّفْتُه " وكله بمعنى " تَنَقَّصْتُه "، و " تَسَمَّعْتُ " و " تَحَفَّظْتُ "، " تَدَخَّلْتُ " و " تَقَعَّدْتُ " عن الأمر، " تَعَهَّدْتُ " فلانً، " تَنَجَّزْتُ حوائجي " فهذا كله ليس عمل وقت واحد، ولكنه عمل شيء بعد شيء في مهلة، وكذلك " تَحَسَّسْتُ "، " تَجَسَّسْتُ "، و " تَدَسَّسْتُ "، و " تَمَزَّزْتُ " الشراب.

باب اسْتَفْعَلْتُ، ومواضعها
وقد تدخل اسْتَفْعَلْتُ على بعض حروف تفَعَّلت، قالوا: " تعَظَّم واسْتَعْظَمَ " و " تكبَّر واستكبر "، " تيقَّن واستيقن " " تثبَّت واستثبت "، " تنجَّزَ
(1/467)
________________________________________
حوائجه واستنجز ".
وتأتي اسْتَفْعَلْتُ بمعنى سألته ذلك، تقول " اسْتَوْهَبْتُه " كذا أي: سألته هِبَته لي، و " اسْتَعْطَيْتُه " سألته العطية، و " اسْتَعْتَبْتُه " سألته العتبى، و " اسْتَعْفَيْتُه " سألته الإعفاء، و " اسْتَفْهَمْتُه " سألته الإفهام، و " اسْتَخْبَرْتُه " سألته أن يخبرني، و " اسْتَخْرَجْتُه " سألته أن يخرج أو يخرج ما عنده، وكذلك " اسْتَنْزَلْتُه "، و " اسْتَبْشَرْتُه " و " اسْتَخْفَفْتُه " أي: طلبت خفَّته، و " اسْتَعْمَلْتُه " طلبت إليه العمل، و " اسْتَعْجَلْتُه " طلبت منه عجلته.
وتأتي اسْتَفْعَلْتُ بمعنى وجدته كذلك، تقول " اسْتَجَدْتُه " أي: أصبته جيداً، و " اسْتَكْرَمْتُه "، و " اسْتَعْظَمْتُه "، و " اسْتَسْمَنْتُه "، و " اسْتَخْفَفْتُه " و " اسْتَثْقَلْتُه " إذا أصبته كذلك.
وتأتي اسْتَفْعَلْتُ بمعنى فَعَلت وأفعَلت، تقول " استقرَّ في مكانه " كقولك قرَّ، و " عَلاَ قِرْنه " و " اسْتَعْلاه "، " اسْتَخْلَف " لأهله و " أخْلَفَ " أي: اسْتَقَى، قال الشاعر:
ومُسْتَخْلِفَاتٍ من بلادٍ تَنُوفةٍ ... لمُصْفَرَّةِ الأشداقِ حُمْرِ الحَوَاصلِ
أراد القطا أنها تستقي الماء لفراخها.
وتأتي استفعلت بمعنى التَّحوُّل من حالٍ إلى حال، كقولهم " اسْتَنْوَقَ
(1/468)
________________________________________
الجمل " و " اسْتَتْيَسَتِ الشاة "، و " اسْتَنْسَرَ البُغاث "، و " اسْتَضْرَبَ العسلُ " أي: صار ضرباً - محرك الراء -.

باب افتعَلْتُ، ومواضعها
تأتي افتعلت بمعنى اتخذت ذلك، تقول " اشْتَوَيْت " أي: اتخذت شواء، وشويت: أَنْضَجْتُ، وكذلك " اخْتَبَزْتُ " وخَبَزْت، و " اطْبَخَت " وطبخت و " إذّبَحت " وذبحت، فذبحت: قتلت، وإذّبَحْتُ: اتخذت ذبيحة وحبسته كقولك ضبطته، و " احْتَبَسْتُه " اتخذته حبيساً، وأما كسب فمعناه أصاب و " اكْتَسَبَ " فمعناه تَصَرَّف وطَلَبَ، و " الاعتمال " بمنزلة الاضطراب.
ويأتي افتعل لا يُراد به شيء من هذا، وذلك " افْتَقَرَ "، و " اشْتَدَّ "، وقَلَع و " اقْتَلَعَ "، وجَذَب و " اجْتَذَبَ، وقرأتُ و " اقْتَرَأْتُ ".
وتأتي افتعلت بمعنى تفاعلت من اثنين، نحو " اقْتَتَلْنا " بمنزلة تَقَاتلنا وأشباهها و " اجْتَوَرْنا " بمنزلة تجاورنا.
(1/469)
________________________________________
باب افْعَوْعَلْت وأشباهها وما يتعدى من الأفعال وما لا يتعدى
تأتي افْعَوْعَلْت بمعنى المبالغة والتوكيد، تقول " أعْشَبَت الأرض " فإذا أردت أن تجعل ذلك كثيراً عاماً قلت: " اعْشَوْشَبَت " وكذلك حَلا و " احْلَوْلَى "، وخَشُن و " اخْشَوْشَن " وهو يتعدى، قال الشاعر:
فلما أتَى عامانِ بعدَ انْفِصَالهِ ... عن الضَّرْع واحْلَوْلَى دِمَاثاً يَرُودُها
وقالوا " اعْرَوْرَيْتُ الفَلُوَّ " أي: ركبته عُرياً، و " اعروريت مني أمراً قبيحاً " أي: ركبته.
وافْعَوَّلَ يتعدَّى، تقول " اعْلَوَّطَهُ ".
وفعللت يتعدى، قالوا " صَعْرَرْتُه " فتصعرر، وأنشد:
سودٌ كَحَبِّ الفُلْفُلِ المُصَعْرَرِ
و" دَحْرَجْتُه " و " جَلْبَبْته "، وفَوْعَلت نحو " صَوْمَعْته ".
(1/470)
________________________________________
وما كان على فَعُلت فإنه لا يتعدى إلى مفعول؛ لا تقول فَعُلْتُه نحو " مكُث " و " كرُم " و " عظُم " و " ظرُف "، ولا يقال " طُلْتُه " لأنه فعُلت، وأما قولهم " قُلْتُه " فإن أصلها قَوَلْت معتلةً من فَعَلت، حُوِّلت إليها ليغيروا حركة الفاء عن حالها لو لم تعتل؛ فلو لم يحوِّلوها وجعلوها تعتل من فَعَلت نحو قَوَلْت لكانت ألفاً.
وما كان على انْفَعَلْت فإنه لا يتعدَّى إلى مفعول؛ لا تقول انْفَعَلْته، نحو: " انْطَلَقْت " و " انْكَمَشْت " و " انْحَدَرْت " و " انْسَلَكْتُ ".
وما كان على افْعَلَلت وافْعَالَلْت فإنه لا يتعدى، نحو: " احْمَرَرْتُ " و " احْمَارَرْتُ " و " اشْهَبَبْت " و " اشْهَابَبْتُ ".
ونظيره من بنات الأربعة " اطمأننت " و " اشمأزَزْتُ " لا تقول فيه: افعلَلته.
وما كان على افعنللت فإنه لا يتعدى، نحو " اسْحَنْكَكت " و " احْرَنْجَمت ".
والخصال التي تكون في الإنسان: من القبح والحسن، والشدَّة والضعف، والجرأة والجبن، والصِّغر والعظم، تأتي على فعل يفعل، وليست تتعدى، نحو: " قبُح يقُبح " و " حسُن يحسُن "
(1/471)
________________________________________
و " صغُر يصغُر " و " عظُم يعظُم " و " صعُب يصعُب " وسرُع يسرُع " وأشباه ذلك، وشذ منه شيء، فقالوا: " نَضَرَ وجهُهُ يَنْضُرُ " وقال بعضهم " جَبَنَ يَجْبُنُ " و " عَلِمَ يَعْلَم " و " جَهِلَ يَجْهَلُ " و " فَقِهَ يَفْقَهُ " و " بَخِلَ يَبْخَلُ " و " نَبِهَ يَنْبَهُ ".
والمضاعف يُستثقل فيه فَعُل يفعُلُ، نحو: " ذلَّ يَذِلُّ " و " قلَّ يَقِلُّ " و " شحَّ يَشِحُّ " إلا حرفاً حكاه يونس " لبُبْت تَلُبُّ " من اللبّ.

باب فَعَلْتُ - بفتح العين - في الواو والياء بمعنى واحد
كَنَوْتُ الرجل وكَنَيْته، ومَحَوْتُ الكتاب أمحوه ومَحَيْته أمْحَاه، وحَثَوْتُ التراب أحْثُوه وحَثَيْتُه أحثِيه، وحَنَوْتُ العود وحَنَيْته، ونَقَوْتُ العظم ونَقَيْته: إذا استخرجت نِقْيَهُ، وهو المخّ، وعَزَوْتُ الرجل وعَزَيْته: إذا نَسَبْتَه إلى أبيه، وهَذَوْتُ وهَذَيْتُ، وقَنَوْتُ الغَنم وقَنَيْتُها، ولَحَوْتُ العَصا ولَحَيْتُها: إذا قَشَرْتُها، فأما " لَحَيْتُ الرجل " من اللّوم فبالياء لا غير، وجَبَيْتُ الخَراج وجَبَوْتُه جِباية وجَباوة، وزَقَوْتَ يا طائر وزَقَيْتَ، وطَغَوْت يا رجل وطَغَيْت، وصَغَوْت وصَغَيْت، وقَلَوْت الحبّ وقَلَيْتُه، ومَنَوْت الرجل ومَنَيْته:
(1/472)
________________________________________
إذا اخْتَبَرْته، وشَأَوْتُ القوم شَأْواً وشَأَيْتُهم، أي: سَبَقْتهم، وسَحَوْت الطين عن الأرض، أي: قَشَرْته، وسَحَيْته، وكذلك تقول في القرطاس، وطَهَوْت اللحم وطَهَيْتُه، وأَتَيْتُه وأَتَوْتُه أتياً وأتْواً وما أحسن أتْوَ يَدَيِ الناقة وأَتْيَ يَدَيْها، ومَأَوْتُ السِّقاء ومَأَيْته: إذا مَدَدْته حتى يتسع، وطَلَوْتُ الطَلَى وطَلَيْته بمعنى رَبَطْته برحله، والطَّلَى والطَّلا واحد.
وحَلَوْتُ المرأة وحَلَيْتُها: إذا جعلت لها حلياً، وحَزَوْتُ الطير وحَزَيْتُها، وأَثَوْتُ به وأَثَيْتُ إثاوةً وإثايةً: إذا وَشَيْتَ به، ورَثَيْت الرجل ورَثَوْته، ورَثَأْت أيضاً، وسَخَوْتُ النار فأنا أسْخُوها سَخْواً وسَخَيْت أسْخَى سَخْياً، وذلك إذا أوْقَدْتَ فاجتمع الجمر والرماد ففرّجته، لَخَوْتُ الصبيَّ ولَخَيْتُه وأَلْخَيْته: إذا سَعَطْته، وأسعطته قليل، وقد يقالان جميعاً.

باب أبنية من الأفعال مختلفة بالياء والواو بمعنى واحد
" تَحَيّزت إلى فئة " و " تَحَوّزت " أي: انحَزْتُ، وتقول: مالك تَحَوَّزُ كما تَحَوَّزُ الحيةُ، وتَحَيَّزُ، و " تَوَّهْتُ الرجل " و " تَيّهته "،
(1/473)
________________________________________
و " طَوَّحْتُه " و " طَيَّحْته "، و " تَبَوَّغ الدَّمُ بصاحبه " و " تَبَيَّغ "، و " تَصَوَّحَ البقل " و " تَصَيَّحَ " إذا هاج، و " تَهَوَّر الجُرْفُ " و " تَهَيَّر " إذا انهار، و " تَضَوَّع ريحُه " و " تَضَيَّع "، و " شَوَّطه " و " شَيَّطه "، و " دَوَّخْتُهم تَدْويخاً " و " دَيَّخْتهم تدييخاً "، و " لا تَوْجَلْ " و " لا تَيْجَل " و " لا تاجَلْ " بغير همز، وقد همزه قوم، " ما أَعيجُ من كلامه بشيء " أي: ما أعْبَأ به، وأعبأ به، وبعضهم يقول " ما أعوج بكلامه " أي: ما ألْتَفِت إليه، مأخوذ من " عُجْت الناقة ".

باب ما يهمز أوله من الأفعال، ولا يهمز بمعنى واحد
" أرَّشْيُت بينهم وورَّشت "، " وَكَّدت عليهم وأكَّدْتُ ". قال الله جل ثناؤهالكتّاب smile.gif ولا تَنقُضوا الأيمانَ بعدَ تَوْكيدها (، و " ورّخت الكتاب وأرَّخْتُه "، و " وَقّتُّ وأقّتُّ " من الوقت، و " آكَفت المحار وأوْكَفته " وهو الإكاف والوِكاف، و " أوْصَدت الباب وآصَدتُهُ ". وقرئ) موصَدَةٌ (بالهمز وغير الهمز، و " أوْسَدْت الكلب وآسَدْتُه " إذا أغرَيْتَه بالصيد.
قال الأصمعي: يقال " الحمد لله الذي آجَدَني بعد ضعف " أي:
(1/474)
________________________________________
قَوَّاني، من قولهم " ناقةٌ أُجُدٌ " إذا كانت موثَقَةَ الخلق قوية " وبناءُ مُؤجَّدٌ "، و " الحمد لله الذي أوجَدني بعد فقر " أي: أغناني، من الواجد وهو الغَنِيُّ، والوُجْدُ: السَّعة، قال:
الحَمْدُ لله الغَنِيِّ الواجدِ

باب ما يهمز أوسطه من الأفعال، ولا يهمز بمعنى واحد
" ذَوَى العودُ " يَذْوي ذُوِيّا و " ذأى " يَذْأى ذَأْواً وذأْياً، قال يونس: وذَوِيَ لغة " رَقَأْت في الدرجة " و " ر " قِيت " بكسر القاف - وترك الهمزة أجود. قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif أو تَرْقَى في السماء، ولن نُؤْمِنَ لِرُقيِّك (، وأما " رَقأْ الدمُ " والدمعُ فمهموز، ويقال: رَقأ يَرْقأ رُقوءاً، " تأممتكَ " و " نَيَمَّمْتُكَ " و " أممتك " أي: تعمدتك، " نَاَوَأتُ " الرجل و " نَاوَيْته " و " دارَأْته " و " دَارَيْته "، و " احْبَنْطَأْتُ " و " احْبَنْطَيْتُ " و " رَوَّأت في الأمر " و " رَوَّيْتُ "، و " أرجَأْت الأمر " و " أرجَيْته ".
(1/475)
________________________________________
وقد روى أيضاً " أوْمَيت إلى فلان " و " أوْمَأْت "، و " أرْفَأْت السفينة " و " أرْفَيْتُ "، و " أخْطَأْت " و " أخْطَيت " و " أَطْفَأت النار " و " أطفَيْت "، و " رَفَأْت الثوب " و " رَفَوْت "، هذا بالواو وحده.

باب فعَلْتُ وفَعُلْتُ بمعنًى
" سَخَنَ يومُنا " يسخُن و " سخُن "، و " صَلَحَ الشيء " و " صَلُح "، و " شَحَبَ لونه " " يَشْحَب "، و " شَحُبَ " لغة، و " خَثَرَ اللبن " يَخْثِر "، و " خَثُرَ "، و " رَعَفَ الرجل " يَرْعَفُ "، و " رَعُفَ "، و " طَهَرَت المرأة " و " طَهُر " ت ".
وحكى سيبويه عن بعضهم: " جَبَنَ " يَجْبُن، و " جَبُنَ "، و " نَبَهَ " ينُبه، و " نَبُهَ ".

باب فَعِلْت وفَعُلت بمعنى
" سَفِهَ " " يَسْفَهُ " و " سفُه يسفُه "، و " حَرِمَت الصلاة على المرأة " تَحْرَمُ و " حَرُمَت تحرُم "، و " سَرِيَ الرجل " يَسْرَى، و " سَرُوَ يَسْرُو "،
(1/476)
________________________________________
و " سَخِيَ " يَسْخَى و " سَخُوَ " يَسْخُو.
وروى سيبويه عن يونس أن بعض العرب يقول: " لَبُبْتُ " ألُبُّ - بالضم - وهذا حرف شاذ لا يعرف له مثل؛ لأنه يستثقل في المضاعف فَعُل يَفْعُل.
قال الفراء: قد " عَجِفَ " و " عَجُفَ " و " حَمِقَ " و " حَمُق "، و " سَمِرَ " و " سَمُرَ " من الأسمر، و " خَرِقَ " و " خَرُق ".

باب فعل يَفْعُلُ ويَفْعِلُ
" عَطَسَ يَعْطُسُ ويَعْطِسُ " و " عَتَبَ يَعْتِبُ ويَعْتُبُ " من المَعْتَبة، وكذلك هو من المشي على ثلاث قوائم، و " رَفَضَ يَرْفُضُ ويَرْفِضُ " و " هَذَرَ في منطقه يَهْذُرُ ويَهْذِرُ " و " فَسَقَ يَفْسِقُ ويَفْسُقُ "، " خَرَزَ يَخْرِزُ ويَخْرُزُ " و " رَمَزَ يَرْمِزُ ويَرْمُزُ "، و " نَفَرَ يَنْفِرُ ويَنْفُرُ "، و " خَتَنَ الحجامُ يَخْتِنُ ويَخْتُنُ "، و " شَرَطَ يَشْرُطُ ويَشْرِطُ ". وكذلك هو من الشرائط " عَزَفت نفسي عن الشيء تَعْزِفُ وتَعْزُفُ "، و " فَتَكَ يَفْتِكُ ويَفْتُكُ " و " عَثَرَ يَعْثِرُ ويَعْثُرُ، و " أَبَقَ يَأْبِقُ ويَأْبُقُ "، و " خَفَقَ الفؤاد يَخْفِقُ ويَخْفُقُ "، و " عَذَلَ يَعْذِلُ ويَعْذُلُ "، و " بَرَضَ لي من ماله يَبْرِضُ ويَبْرُضُ "، و " عَنَدَ عن
(1/477)
________________________________________
الحق يَعْنِدُ ويَعْنُدُ "، و " سَمَطْت الجدي أَسْمِطُه وأَسْمُطُه "، و " تَلَدَ المال يَتْلِدُ ويَتْلُدُ " و " جَلَبَ المتاع يَجْلِبُه ويَجْلُبُه "، و " حَشَرَ يَحْشِرُ ويَحْشُرُ "، و " حَجَلَ الغراب يَحْجِلُ ويَحْجُلُ "، و " قَتَرَ يَقْتِرُ ويَقْتُرُ "، و " حَسَدَ ويَحْسِدُ ويَحْسُدُ "، و " نَجَبَ الشجرة يَنْجِبُها ويَنْجُبُها " إذا قشرها، و " كَدَمَ يَكْدِمُ ويَكْدُمُ " و " حَنَكَ الدابة يَحْنِكُها ويَحْكُنُها " إذا جعل الرسن في فيها، و " خَلَجَت عينه تَخْلِجُ وتَخْلُجُ " و " ذَمَلَت الناقة تَذْمِلُ وتَذْمُلُ "، و " جَلَبَ الجرح يَجْلِبُ ويَجْلُبُ " إذا علته جُلْبة للبرء، و " عَرَمَ الغلام يَعْرُمُ ويَعْرِمُ "، و " قَدَرَ يَقْدِرُ ويَقْدُرُ "، و " عَضَلَ الأيِّم يَعْضِلُها ويَعْضُلُها "، وَخَمَشَ وجهه يَخْمِشُ ويَخْمُشُ " و " حَزَرَ النخل يَحْزِرُه ويَحْرُزُه "، و " جَزَرَ الماءُ يَجْزِرُ ويَجْزُرُ ".
و" أَهَلَ يَأْهِلُ ويَأْهُلُ " أُهولا: إذا تزوج، و " نَطَفَ يَنْطِفُ ويَنْطُفُ " قطر، و " نَطَفَ يَنْطَفُ أيضاً، و " حَدَرْتُ الشيء أَحْدِرُه وأَحْدُرُه "، و " خَمَرْت العجين أَخْمِرُه وأَخْمُرُه "، و " فَطَرْته " مثله، و " ذَبَرَ الكتاب يَذْبِرُه ويَذْبُرُه "، و " زَبَرَه يَزْبِرُه ويَزْبُرُه أي: كتبه، و " عَسَرْت الرجل أَعْسِرُه وأَعْسُرُه " إذا طلبت الدين منه على عُسْرة، و " طَمَثَ المرأةَ يَطْمِثُها ويَطْمُثُها " إذا جامعها.
و" قَنَطَ يَقْنِطُ ويَقْنُطُ "، وهو " يَنْسُب بالنِّساء ويَنْسِبُ "، و " أبَنْتُ الرجل آبِنُهُ وآبُنُهُ "، إذا اتهمته، و " نَخَرَ الرجل يَنْخِرُ ويَنْخُرُ "، و " عَرَنْتُ البعير أَعْرِنُه وأَعْرُنُه "، و " قَمَرْتُ الرجل أَقْمُرُه وأَقْمِرُه " - بكسر العين - لغة.
(1/478)
________________________________________
قال الأصمعي عن عيسى بن عمر: " هَمَلَت عينه تَهْمِلُ وتَهْمُلُ ".
ومن المضاعف، قال الفراء: ما كان على فَعَلْتُ من ذوات التضعيف غير متعمد؛ فإن يفعل منه - مكسور العين - مثل " عَفَفْتُ أعِفُّ "، و " خَفَفْتُ أخِفُّ "، و " شَحَحْتُ أشِحُّ ".
وقال غيره: وقد جاء بعضه باللغتين جميعاً، قالوا: " جدَّ يجِدُّ ويَجُدُّ "، و " شبَّ الفرش يشِبُّ ويشُبُّ "، و " جمَّ يجِمُّ ويجُمُّ "، و " صدَّ عنِّي يصِدُّ ويصُدُّ "، و " شحَّ يشِحُّ ويشُحُّ ".
وعن أبي زيد: " فَحَّت الأفعَى تفِحُّ وتفُحُّ ".
قال الفراء: وما كان على فَعَلت من ذوات التضعيف متعدياً - مثل: رَدَدْت ومَدَدْت وعَدَدْت - فإن يَفْعل منه مضموم، إلا ثلاثة أحرف نادرة جاءت باللغتين جميعاً، وهي " شَدَّه يشُدُّه ويشِدُّه "، و " نمَّ الحديثَ ينُمُّه وينِمُّه "، و " عَلِّه في الشراب يعِلُّه ويعُلُّه ".
وزاد غيره " بتَّ الشيء يبتُّهُ ويَبُتُّهُ ".
ومن المعتل قالوا " وَجَدَ ويَجدُ " من الموجدة والوِجْدان جميعاً،
(1/479)
________________________________________
وهو حرف شاذ لا نظير له.
من ذوات الياء والواو " طَمَا الماء يطمُو ويطمِي " إذا ارتفع، و " فَاحَت القِدر تَفُوح وتَفِيح "، " لاطَ حُبُّه بقلبي يَلُوط ويلِيط "، و " طَبَاني الشيءُ يطبُوني ويطبِيني "، و " صَارَ عنقَه يَصُورها ويَصِيرها " أمالها، وقرئت) فَصْرْهُنَّ إليك (بضم الصاد وكسرها؛ و " صَافَ عني يَصُوف ويَصِيف " أي: عَدَلَ، و " غَارَ يَغُور ويَغِير " من الدية، والاسم الغِيرَةُ، وجمعها غِيَر.
" بانَ الرجلُ صاحبَه يَبِينه ويَبُونه "، وبينهما بَوْن بعيد، وبَيْنٌ بعيد، وهذا في فضل أحدهما على الآخر؛ فإن أردت القطيعة فالبَيْنُ لا غير، و " غارَ أهلَه يَغِيرهم ويَغُورهم " أي يميرُهم.
و" ساغَ الطعام يَسِيغه ويَسُوغه "، والجيد " أساغ " يَسِيغ "، و " ماهَتِ الركية تَمُوه وتَمِيه وتَمَاه "، و " ضارَه يَضِيره ويَضُوره "، و " لاتَه يَلِيته ويَلُوته "، و " ماثَ الشيءَ فهو يَمُوثه ويَمِيثه " إذا دافَهُ، و " فاخَ يَفُوخ ويَفِيخ " مثل فاح.
" ثاخَتْ رجْلُه في الوحل تَثُوخ وتَثِيخُ "، و " فادَ يفُود ويَفِيدُ " إذا
(1/480)
________________________________________
مات، و " نَمَا الحديثَ يَنْمُوه ويَنْمِيه ".

باب فَعَلَ يَفْعُلُ ويَفْعَل
" جَنَحَ الفؤاد يَجْنُحُ ويَجْنَحُ " إذا مال، وَمَضَغَ يَمْضُغُ ويَمْضَغُ "، و " دَبَغَ يَدْبُغُ ويَدْبَغُ "، و " صَبَغَ يَصْبُغُ ويَصْبَغُ "، " سَلَخَ يَسْلُخُ ويَسْلَخُ " و " مَخَضَ اللبن يَمْخُضُه ويَمْخَضُه "، و " شَخَبَ اللبن يَشْخُبُ ويَشْخَبُ "، و " رَجَحَ يَرْجُحُ ويَرْجَحُ "، و " شمَّ يشُمُّ ويشِمُّ ".
ومن ذوات الواو والألف " شَحَوْت فمي أَشْحَاه وأشْحُوه " إذا فتحته، و " نَحَوْتُ بصري أنْحَاه وأنْحُوه " إذا صرفته، و " بَعَوْتُ أبْعُو وأبْعَى "، إذا اجترمت، و " سَحَوْت الطين عن الأرض أسْحَاه وأسْحُوه "، و " مَحَوْتُ اللوح أمْحاه وأمْحُوه ".

باب فَعَلَ يَفْعَلُ ويَفْعِلُ
" مَنَحَ يَمْنَحُ ويَمْنِحُ "، و " نَبَحَ الكلب يَنْبَحُ ويَنْبِحُ "، و " نَطَحَ الثور يَنْطِحُ ويَنْطَحُ "، و " نَهَقَ الحمار يَنْهَقُ ويَنْهِقُ "، و " شَحَجَ البغلُ يَشْحَجُ ويَشْحِجُ "، " شَهَقَ يَشْهَقُ ويَشْهِقُ "، و " نَهَشَ يَنْهَشُ
(1/481)
________________________________________
ويَنْهِشُ "، و " طَحَرَ يَطْحَرُ ويَطْحِرُ طَحِيراً "، إذا زَحَرَ، و " طَحَرَت العينُ قَذَاها تَطْحَرُه " إذا ألقته، وتَطْحِرُه ".
ومن المعتل " عام إلى اللَّبن يَعَام ويَعيِم ".
وقالوا: كل ما جاء على فَعَلَ - مفتوح العين - فإن مستقبله بالكسر والضم، نحو " ضَرَبَ يَضْرِبُ "، و " قَتَلَ يَقْتُل " إلا أن تكون لام الفعل أحد حروف الحلق - وهي العين، والغين، والحاء، والخاء، والهمزة، والهاء - فإن الحرف إذا جاء كذلك فربما جاء يفعل منه مفتوحاً، و " نَسَخَ يَنْسَخُ "، و " قَرَعَ يَقْرَعُ " و " فَخَرَ يَفْخَرُ "، و " سَأَلَ يَسْأَلُ "، " وَثَأَر يَثْأَرُ "، و " قَهَرَ يَقْهَرُ "، و " نَعَبَ يَنْعَبُ "، و " نَحَرَ يَنْحَرُ "، و " فَغَرَ فمه يَفْغَرُ ".
وربما جاء يفعل على الأصل، نحو " هَنَأَ يَهْنِئُ "، و " نَزَعَ يَنْزِعُ "، و " رَجَعَ يَرْجِعُ "، " ودَخَلَ يَدْخلُ "، و " صَلَحَ يَصْلُح ".
ولم يأت فعَل يفعلَ بالفتح في الماضي والمستقبل إذا لم يكن فيه أحد حروف الحلق لاماً ولا عيناً إلا في حرف واحد جاء نادراً، وهو " أبَى
(1/482)
________________________________________
يأبَى "، وزاد أبو عمرو " رَكَنَ يَرْكَنُ " والنحويون من البصريين والبغداديين يقولون: " رَكِنَ يَرْكَنُ " و " رَكَنَ يَرْكُن ".

باب فَعِلَ يَفْعَلُ ويَفْعِلُ
" حَسِبَ يَحْسَبُ ويَحْسِبُ "، و " يَئِسَ يَيْأَسُ ويَيْئِسُ "، و " نَعِمَ يَنْعَمُ ويَنْعِمُ "، و " بَئِسَ يَبْأَسُ ويَبْئِسُ " عُلْيا مُضَر تكسر وسُفلاها تفتح، وقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله يَحْسِبُ ويَحْسِبُون - بالكسر -.
وهذه الحروف الأربعة السالمة شواذ، وما سواها من فعل؛ فإن المستقبل منه يَفْعَلُ، نحو " عَلِمَ يَعْلَمُ "، و " عَجِلَ يَعْجَلُ ".
فأما المعتل فمنه ما جاء ماضيه ومستقبله بالكسر، نحو " وَرِمَ يَرِم "، وَوَلِيَ يَلِي "، ووَثِقَ يَثِق "، و " وَمِقَ يَمِق "، و " وَرِعَ يَرِعُ "، و " وَرِثَ يَرِثُ "، و " وَرِيَ الزند يَرِي "، و " وَفِقَ أمره يَفِق ".

باب فَعِلَ يَفْعُلُ ويَفْعَلُ
قال أبو عبيدة: يقال " فَضِلَ منه شيءٌ قليل "؛ فإذا أرادوا المستقبل
(1/483)
________________________________________
ضمُّوا الضاد فقالوا " يَفْضُلُ "، وليس في الكلام حرف من السالم يشبهه، وقد جاء من المعتل مثله؛ قالوا " مِتَّ " فكسروا: ثم قالوا " تَمُوت ". وكذلك " دِمْتُ " ثم قالوا " تَدُوم ".
قال: وروي أن من العرب من يقول " فَضِلَ يَفْضَل " مثل " حَذِرَ يَحْذَر ". وقالوا أيضاً " يَمَاتُ " و " يَد " ام " قال: والأجود " فَضَلَ يَفْضُلُ " و " مُتَّ تَمُوت " و " دُمْتَ تَدُوم ".
وقال سيبويه: بلغنا أن بعض العرب يقول " نَعِمَ يَنْعُمُ " مثل " فَضِلَ يَفْضُلُ ".

باب فَعُلَ يَفْعَلُ بضم العين في الماضي، وفتحها في المضارع
كل ما كان على فَعُلَ فمستقبله بالضم، ولم يأت غير ذلك إلا في حرف واحد من المعتل رواه سيبويه؛ قال: بعض العرب يقول " كُدْتَ تَكَاد " فقالوا: فَعُلْتَ تَفْعَلُ كما قالوا فَعِلْت تفعُلُ في فَضِلَ ويَفْضُلُ.
وقال الفراء: أما الذين ضموا " كُدْنا " فإنهم أرادوا أن يفرقوا بين فعل
(1/484)
________________________________________
الكَيْد من المَكِيدة في فَعَلَ وبين فعل الكَيْد في القرب فقالوا " كُدْنا نفعل ذلك " وقالوا كِدْنا القوم " من المكيدة، كما فرقوا بينهما في يَفْعَلُ؛ فقالوا في الأول " يَكَادُ " وفي الثاني " يَكِيدُ ".

باب المُبْدَل
قالوا: " مَدَهتُه " بمعنى " مَدَحتُه "، و " الأيم " و " الأين " الحيَّة، والقبر " جَدَثٌ " و " جَدَفٌ "، و " اسْتَأديت عليه " و " اسْتَعديت " و " آدِني عليه " و " أعْدِني عليه "، " فِنَاء الدار " و " ثَنَاؤها " واحد؛ " سَبَّد رأسه " و " سَمَّدة " إذا استأصله، وهي " المَغَافير " و " المغاثير "، " جَثَوْت عليه " و " جَذَوْت "، و " مَرَثَ الخبز " في الماء، و " مَرَدَه "، و " نَبَضَ العِرق " و " نَبَذَ "، و " هَرَدَ " فلان الستر، و " هَرَتَه " إذا خرَّقه، وهو " شَثْنُ الأصابع " و " شَثْل "، و " أخسَّ الله حظَّه " و " أخَتَّه " فهو خسيس وختيت، و " جاحَفْت عن الرجل " و " جَاحَشت " سواء، و " مَدَدْت " و " مَتَتُّ " وهو المُّد والمتُّ والمطُّ، و " لُبجَ به " و " لُبط به " إذا ضَرَبَ بنفسه الأرض، " دَهْدهت الحجر " و " دَهْدَيت "، " رَبَّيت الصبي " و " رَبَّته "، و " رَبَّتُّه ".
" كلب هِرَاشٍ " و " خَرَاش "، " قَشَوْت العود " و " قَشَرْته "، " نَشَرْت الخشبة " و " وَشَرْتُها " و " أَشَرْتُها " وهو المنشار والمئشار.
(1/485)
________________________________________
" لصٌّ " و " لِصتٌ "، " طسَّ " و " طَسْت "، " قَمَحَ " يَقْمَحُ قُمُوحا، و " قَمَهَ " يَقْمَه قُمُوها إذا رفع البعير رأسه فلم يشرب، " أهَمَّني الأمر " و " أحَمْني "، " أحَمَّ خروجنا " و " أجَمَّ " إذا أزِفَ وقَرُبَ، " وَصَيْت الشيء بالشيء " و " وَصَلْتُه "، ومنه قول ذي الرمة:
نَصِي الليلَ بالأيَّامَ حتَّى صَلاتُنَا ... مُقَاسَمَةٌ يَشَتْقُّ أَنْصَافَها السَّفْرُ
" طانَهُ الله على الخير " وطَامَه " أي: جَبَلَه، " نَشَزَت المرأة على زوجها " و " نَشَصَت "، " سُرْتُ إليه " و " ثُرْتُ إليه "، " نَفَزَ " و " نَقَزَ " سواء قال الشماخ:
وإنْ رِيعَ منها أسْلَمته النَّوافِزُ
يعني القوائم لأنها تَنْفِزُ.
" أَفْزَعتُهم " و " أفْرَزتُهم ". و " عَانشْتُ الرجل " و " عانقتُهُ ". و " الماء جامِسٌ " و " جامد " و " سَكَنَت الريح " و " سَكَرَت " من قول أوس بن حجر:
(1/486)
________________________________________
فليستْ بطَلْقٍ ولا سَاكِرَهْ
" ثاخَ " و " سَاخَ في الأرض " سواء. أي دخل؛ قال أبو ذؤيب:
فهيَ تَثُوخُ فيها الإصْبَعُ
" انْتَفَيت من الشيء " و " انْتَفَلت " سواء، " أَرَقْت " الماء و " هَرَقْته ".
قال الفراء: " غُمَار الناس " و " خُمَارهم ". " لَصِقَ " و " لَزِقَ " و " لَسِقَ " " سَحَقْت " الزعفران و " سَهَكْته ".

باب إبدال الياء من أحد الحرفين المثلين؛ إذا اجتمعا
" تَظَنَّيت " من الظن؛ وأصله " تَظَنَّنت "؛ قال العجاج:
تَقَضِّيَ البازِي إذا البازِي كَسَرْ
(1/487)
________________________________________
أراد تقضُّض وقال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif وما كانَ صَلاتُهُم عندَ البيتِ إلا مُكَاءً وتَصْدِيَةً (قال أبو عبيدة: المكاء: الصفير، والتصدية التصفيق ورفع الأصوات، وأصله من صَدَدْت أصدُّ، ومنه قول الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif إذا قومُكَ منهُ يَصِدُّونَ (أي: يضِجُّون ويَعِجُّون؛ فجعل إحدى الدالين ياء.
و" لبَّيك " هو من " ألبَّ بالمكان " إذا أقام به؛ فأبدل من إحدى الباءين ياء.
قال أبو عبيدة: " دَسَّاها " من " دَسَّست "، و " تَمَطَّى " أصله " تَمَطَّط " أي: مدَّ يده، ومنه " المشية المُطَيْطَاء " وهي التبختر، و " أَمْلَلْتُ الكتاب ". و " أمْلَيْتُه ". قال الله جل ثناؤهالكتّاب smile.gif فليُمْلِلْ وَليُّه بالعَدْلِ (وقال في موضع آخرالكتّاب smile.gif فهي تُمْلَى عليهِ بُكْرَةً وأصِيلا (.
(1/488)
________________________________________
باب الإبدال من المشدد
" تَكَمْكَم الرجل " من الكُمَّة، وهي القَلَنْسُوة، والأصل تَكَمَّم، و " تَمَلْمَلَ على فراشه " والأصل " تَمَلَّلَ "، من المَلَّة، وهي الرَّماد الحارّ، قال الشاعر:
باتَتْ تُكَرْكِرُهُ الجَنُوبْ
وأصله " تُكَرِّره " من التكرير، وقول الفرزدق:
ويخلفنَ ما ظنَّ الغَيُورُ المُشَفْشَفُ
أي: المهزول هو من " شَفَّته الغَيْرة " و " شَفَّه الحزن " وأصله المُشَفف "، و) فَكُبْكُبوا فيها (هي " فَكُبِّبُوا " من " كَبَبْت الرَّجل على وجهه ".

باب ما أبدل من القوافي
أنشد الفراء قال: أنشدنيه أبو الجراح:
(1/489)
________________________________________
والله ما فَضْلي على الجيرانِ ... إلاَّ على الأخْوالِ والأعمامِ
وأنشد غيره في مثل ذلك:
يا رُبَّ جعدٍ فيهمُ لو تدرِينْ ... يَضْربُ ضربَ السُّبُط المَقَادِيم
وأنشد غيره:
كأنَّ أصواتَ القَطَا المُنْقَضِّ ... باللَّيلِ أصواتُ الحَصَا المُنْقَزِّ
وأنشد غيره:
والله لولا شيخُنَا عَبَّادُ ... لكَمَرُونَا عِنْدَهَا أو كَادُوا
فَرْشَطَ لما كُرِه الفِرْشَاطُ ... بِفَيْشَةٍ كأنَّها مِلْطاطُ
وأنشد الفراء:
(1/490)
________________________________________
كأنَّ تحتَ درعِهَا المُنْقَذِّ ... شَطًّا رميتَ فوقهُ بشَطِّ
والشَّط: السَّنام، وأنشده غيره:
إذا رَجِلتُ فاجْعَلُونِي وَسَطَا ... إنِّي كبيرٌ لا أُطيقُ العُنَّدَا
وأنشد ابن الأعرابي:
أزهَرُ لم يُولدْ بنجمِ الشّح ... مُيَمَّم البيتِ كريمُ السِّنخِ
وأنشد:
قُبِّحتِ من سالفةِ ومن صُدُغْ ... كأنَّها كَشْيَةُ ضَبٍّ في صُقُعْ
(1/491)
________________________________________
وأنشده غيره:
كأنَّها والعهدُ مذْ أقياظِ ... أُسُّ جراميزَ على وجاذِ
الجُرموز: الحوض الصغير، ووِجَاذ: المشرفُ من الأرض.
وأنشده غيره:
حَشْوَرَةُ الجنبينِ مَعْطاءُ القَفَا ... لا تَدَعُ الدِّمنَ إذا الدِّمنُ طَفَا
إلا بجَزعٍ مثلِ أثْبَاجِ القَطَا
ومن المقلوب " جَذَبَ وجَبَذَ "، " اضمحلَّ الشيء وامضحلَّ "، " أحْجَمْت عن الأمر " و " أجْحَمْت "، " طَمَسَ الطريق وطَسَمَ " إذا دَرَسَ، " ثَنِتَ اللحم ونَثِتَ " إذا أنتن، " أنَى الشيء يَأنِى " مثل أتَى يأتي، و " آنَ يَئِين " إذا
(1/492)
________________________________________
حان، " بئرٌ عَميقَة ومَعِيقَة "، " قاعَ الفحل على الناقة وقَعَا عليها " يَقْعُو: إذا ضربها، " حَمُتَ يومُنا ومَحُتَ " إذا اشتد حره، " شَفَنْت وشَنَفْت " أي: نظرت، " صَعِقَ الرجل وصَقِعَ " وهي " الصَّاعقة والصَّاقعة "، " عُقاب عَقَنْباةٌ وعَبَنْقاةٌ وبَعَنْقاةٌ " وهي ذات المخالب، " أشاف " الرجل على الشيء وأشْفَى " إذا أشرف، " اعْتامَ واعْتَمَى " إذا اختار، " اعْتَاقَ الأمرُ فلاناً واعْتَقَاه " إذا حبسه؛ " بَتَلْت الشيء وَبَلَتُّه " قطعته، ومنه قول الشَّنفرى:
كأنَّ لها في الأرضِ نِسْياً تَقُصُّه ... على أَمِّها وإنْ تُحَدِّثكَ تَبْلِتِ
أي: تقطع.
" لَفَتَ الرجل وجهه وفَتَلَه " أي: صرفه، " هَجْهَجْت بالسبع وجَهْجَهت به إذا صحت به وزجرته، " تَزَحْزَحت عن المكان وتَحَزْحَزت "، و " أهْذَبَ في المشي وأهْبَذَ "، " انْتَقَى الشيء وانْتَاقَه " من النَّقاوة، قال الراجز:
مثلَ القِسِيِّ انتَاقَهَا المُنَقِّي
(1/493)
________________________________________
قال الكسائي: هو من النِّيقة.
" ساءني الأمر وسآني " إذا أحْزَنَكَ، و " راءَني الرجل ورآني " مثل: رَعَاني ورَاعَني.
قال ابن الأعرابي: " غَرَسَهُ ورَغَسَه "، رجلٌ " أغْرَلُ وأرْغَلُ " جاءت الخيل " شَوَائِعَ وشَوَاعِي " أي: متفرقة، الأمة " ثأدَاء ودَأثَاء "، " اسْتَدْمَى الرجل غريمه واسْتَدَامَه " إذا رَفَقَ به.
" شَاكي السَّلاَح وشَائِك "، و " لاثٍ ولائث "، " هارٍ وهائر "، وعاقني عنه " عائق وعاقٍ " و " عاثٍ وعائث " و " آنٍ وآئِن " و " عَمَجَ في السير، ومَعَجَ "، و " الصُّبْر والبُصْر " الجانب والحرف من كل شيء.
" اسْتَنَاع الشيءُ واسْتَنْعَى " إذا تَقَدَّم، " قَلْقَلْتُ الرجلَ ولَقْلَقْتُه "، " ما أطيبَهُ وأيطبَهُ "، " أنْبَضْتُ القوس وأنْضَبْتُها " إذا أنت جذبت وَتَرَها ثم أرسلته فصوّت.
(1/494)
________________________________________
ما تكلم به العامة من الكلام الأعجمي:
قال الأصمعي: " الزَّرْجُون " الخمر، وأصله بالفارسية زَرْكُون، أي: لون الذهب؛ قال: و " الخَنْدَريس " الخمر، و " الإسْفِنْط " و " الأسْفِند " الخمر، قال: وأحسبها بالرومية.
قال: و " السَّجَنْجَل " المرآة، بالرومية فيما أحسب، و " البَرْنَسَاء " الخلق، وأصله بالنَّبَطية ابن الإنسان، يقال في المثل: ما أدري أي البَرْنَسَاء هو، و " القَنْشَليل " المغرفة، وأصله بالفارسية كفجليز، و " الكَرْد " العنق، وأصله بالفارسية كُرْدَن، وأنشد:
وكنَّا إذا القيسيُّ نبَّ عَتُودُه ... ضَرَبْناهُ دونَ الأنْثَيَيْن على الكَرْدِ
والأنثيان: الأذُنَان.
قال أبو عبيدة: ربما وافق الأعجمي العربي.
قالوا: " غَزْل سَخْتٌ " أي: صُلب، و " الزُّور " القُوَّة،
(1/495)
________________________________________
و " الدَّسْت " الصحراء، وأنشد للأعشى:
قد علمتْ فارسٌ وحِمْيَرُ وال ... أعرابُ بالدَّسْتِ أيُّكُم غَزَلا
يريد الصحراء، وهي دَشْت بالفارسية.
ولم يكن أبو عبيدة يذهب إلى أن في القرآن شيئاً من غير لغة العرب، وكان يقول: هو اتفاق يقع بين اللغتين، وكان غيره يزعم أن " القِسْطَاس " الميزان، بلغة الروم، و " الغَسَّاق " البارد المنتن، بلسان الترك، و " المِشْكاة " الكُوَّة، بلسان الحبشة، و " السِّجِّيل " بالفارسية " سَنْك " و " كِلّ " أي: حجارة وطين، و " الطُّور " الجبل، بالسُّريانية، و " اليَمُّ " البحر بالسريانية.
وروي عن ابن عباس أنه قال: " التَّنُّور " بكل لسان عربيّ وعجميّ.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: التَّنُّور وجه الأرض.
و" البَرَق " الحمَل، وأصله بالفارسية بَرَه، و " السَّرَق " الحرير، وأصله بالفارسية سَرَهْ أي: جيد و " اليَلْمَق " القَبَاء، وأصله
(1/496)
________________________________________
بالفارسية يَلْمَهْ، و " المُهْرَق " الصحيفة، وهي بالفارسية مُهْرَهْ، والمِسْح " البَلاَس " وهو بالفارسية بلاس، قال لبيد:
فخمةً ذفراءَ تُرْتَى بالعُرَا ... قُرْدَمَانِياً وتَرْكاً كالبَصَلْ
وعن أبي عبيدة هو قَبَاء محشوٌّ، وروي عن غيره أنه قال: هي دروع، وأصله بالفارسية كَرْدُمَاند، ومعناه عُمل وبقي.
و" البُورياء " بالفارسية، وهي بالعربية بَارِيٌّ وبُورِيٌّ.
قال العجاج:
كالخُصِّ إذ جَلَّله البَارِيّ
و" السَّبيج " بَقيرة، وأصله بالفارسية شَبى، وهو القميص.
قال العجَّاج:
كالحَبِشِّي التفَّ أو تَسَبَّجا ... كما رأيت " في المُلاءِ البَرْدَجَا
(1/497)
________________________________________
قال: والبردج السَّبْيُ، وهو بالفارسية بَرْدَهْ، وقوله:
عَكْفَ النَّبِيط يلعبونَ الفَنْزَجَا
وهو بالفارسية بَنْجَكَانْ، وقوله:
يومَ خَراجُ يُخرِج السَّمَرَّجَا
قال: أصله بالفارسية سِهْ مَرَّه، أي: استخراج الخراج في ثلاث مرات.
وقوله:
مَيَّاحةً تَميحُ مَشْياً رَهْوَجَا
قال: الرَّهْوَجُ المشيُ السَّهلُ، وهو بالفارسية رَهْوَار، أي هِمْلاج.
وقوله:
وكانَ ما اهتضَّ الجِحَاف بَهْرَجَا
البَهْرَجُ: الباطل، وهو بالفارسية نَبَهْرَه.
و" البالغاء " ممدود: الأكارع، وهو بالفارسية بَابها.
و" الألُوَّة " العود، وأصلها بالفارسية لُوَّة.
(1/498)
________________________________________
وقال الشاعر، وهو أوس بن حجرٍ:
وقارفَتْ، وهي لم تجرَبْ وباعَ لها ... منَ الفَصَافِص بالنُّمِّيِّ سِفْسِيرُ
والسِّفْسِير بالفارسية السِّمار.
المُقَمْجَر " و " القَمَنْجَر " القَوَّاس، وهو بالفارسية كما نَكْر. وقال الأعشى:
وبيداءَ تحسبُ أرَآمَهَا ... رجالَ إيادٍ بأجْيَادِهَا
قال أبو عبيدة: أراد " الجودِيَاء " بالنبطية أو بالفارسية، وهو الكساء، والأصمعي يرويه " بأجلادها " أي: بشُخُوصِها وخِلَقِها.
والقيروان وأصله بالفارسية كارْوَان، فعُرِّب. وقال امرؤ القيس:
وغَارَة ذاتِ قيَرْوَانٍ ... كأنَّ أَسْرَابَها الرِّعالُ
والقيروان: معظم الشيء، والكارْوَان بالفارسية جماعة الناس
(1/499)
________________________________________
والقافلة. و " البالة " الجِراب، وهو بالفارسية بالَه.
وقال الأعشى وذكر الخمَّار:
أضَاء مِظَلَّته بالسِّرا ... ج واللَّيلُ غامِرُ جُدَّادِها
الجُدَّاد: الخيوط المعقَّدة، وهو بالنبطيَّة كُداد، قال أوس:
تَضَمَّنها وَهْمٌ رَكُوبٌ كأنَّه ... إذا ضمَّ جَنْبَيهِ المَخَارِمُ رَزْدقُ
" رَزْدَق " سطرٌ ممدود، وهو بالفارسية رَسْتَه.
وقال رؤبة:
ضَوَابعاً تَرْمِي بهنَّ الرّزْدَقَا
و" الدّيَابُوذُ " ثوب يُنسج على نِيرَيْن، وهو بالفارسية دوابوذ قال الشماخ وذكر ظبية:
كأنَّها وابنَ أيامٍ تُرَبِّبُهُ ... منْ قُرَّة العينِ مُجْتَابَا دَيَابُودِ
(1/500)
________________________________________
و " اليَرَنْدَجُ " جلد أسود، وهو بالفارسية رَنْدَه، و " الكُرَّزُ " البازي، وهو الرجل الحاذق، بالفارسية كُرَّهْ، و " مِزْعَزَّى " وهو بالنبطية مرِنزّي، و " الصِّيق " الريح، وأصله نبطي زيقاً، و " الطَّسْتُ " و " التَّوْرُ " و " القُمْقُم " بالرومية، و " البُسْتَان " فارسي معرب، و " الطَّابِقُ " و " الطَّاجِنُ " و " الهَاوِنُ " فارسي.
و" الصَّرْد " و " الجَرْم " البرد والحر، و " المَرْج " و " العَسْكر " و " الدَّيْدَبان " و " الخَنْدَق " و " المَوْزَج " و " المُوقُ " هذه فارسية كلها عُرِّبت.
و" الفُرانق " إنما هو بَرْوانه، و " السَّدير " فارسي معرب، وأصله سَادِلي، أي: قبة في ثلاث قباب متداخلة، وهو الذي يسميه النَّاس سِهْ دِلي، فأعرب. والعرب تقول: رجل " قُرْبُز " للجُرْبُز "، قال: ودرهم " قَسِّيٌّ " إنما هو تعريب قاش، ويقال: هو فَعِّيلٌ من القَسْوة، أي: فضته رديئة صلبة ليست بلينة.
وقول الأعشى في النعمان:
(1/501)
________________________________________
حتَّى مَاتَ وهْوَ مُحَرْزَقُ
قالوا: هو بالنبطية هُرْزوقاً، أي: محبوس، أو نحو ذلك.
وقول رؤبة:
في جسمِ شَخْتِ المَنْكَبَيْنِ قُوشِ
قال: " قوشٌ " صغير، وهو بالفارسية كُوجَك، فعربه، وقول العبدي:
كَدُكَّانِ الدَّرَابِنَةِ المَطِينِ
قال: " الدَّرابنة " البوَّابون، واحدهم دَرْبان بالفارسية.
وقول أبو دؤاد:
فَسَرَوْنا عنهُ الجِلالَ كَمَا سُ ... لَّ لبَيْعِ اللَّطِيمةِ الدَّخْدارِ
" الدَّخْدَار " الثوب، وهو بالفارسية تَخْتَ دار، أي: يمسكه
(1/502)
________________________________________
التخت، وقال الكُمَيْت يصف بقرة:
تجلُو البَوَارِقُ عَنْهَا صَفْحَ دَخْدَارِ
و" الخَوَرْنَق " كان يسمى الخُورَنْكاه، أي: موضع الشرب، فأعرب.

باب دخول بعض الصفات على بعض
تدخل " مِنْ " على " عند " تقول: " جئتَ من عندِكَ " وتدخل على " عَلاَ " أنشد الكسائي:
باتَتْ تَنُوشُ الحَوْضَ نَوْشاً مِنْ عَلاَ ... نَوْشاً به تقطَعُ أجْوَازَ الفَلاَ
وتدخل على " عَنْ " قال ذو الرمة:
إذا نَفَحَتْ مِنْ عَنْ يَمينِ المَشَارِقِ
(1/503)
________________________________________
وقال القطامي:
مِنْ عَنْ يمينِ الحُبَيَّا نظرَةٌ قَبَلُ
قال: وتقول " كنتُ مَعَ أصحاب لِي فأقْبَلْتُ مِنْ مَعَهُمْ " و " كانَ مَعَهَا فانتَزَعْتُهُ مِنْ مَعَها ".
وقال الكسائي: سمعت بعض العرب يقول: " أَخَذْتُه من كمكان ذلك ".
قال سيبوبه: العرب تقول: " جِئْتُ مِنْ عليه " كقولك: " من فَوْقِهِ "، و " جئتُ مِنْ مَعَهُ " كقولك: من عنده وقال مزاحم:
غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ بَعْدَ ما تمَّ ظِمْؤُها ... تَصِلُّ وَعَنْ قَيْضٍ ببيداءَ مَجَهْلِ
وقال الكسائي: " مِنْ " تدخل على جميع حروف الصفات، إلا على الباء، واللام، و " في "، وقال الفراء: ولا تدخل أيضاً عليها نفسها، قال: وإنما امتنعت العرب من إدخالها على الباء واللام؛ لأنهما قلَّتا فلم يتوهموا فيهما الأسماء؛ لأنه ليس من أسماء العرب اسمٌ على حرف، وأدخلت على الكاف؛ لأنها في معنى مثل.
(1/504)
________________________________________
والباء تدخل على الكاف، قال الشاعر:
وَزَعْتُ بِكَالهِرَاوةِ أَعْوَجيٌّ ... إذا وَنَتِ الرِّكابُ جَرَى وِثَابَا
وقال امرؤ القيس:
ورُحْنَا بِكَابْنِ الماءِ يُجنبُ وَسْطَنا ... تَصَوّبُ فيهِ العينُ طَوْراً وَتَرْتَقي
كأنه قال: بمثل ابن الماء، وأنشد سيبويه:
وصَالِيَاتِ كَكَمَا يُؤَثْفَيْن
فأدخل الكاف على الكاف، وأنشد القاسم بن معنٍ
عَلَى كالخَنِيبِ السَّحْقِ يدعُو بِهِ الصَّدَى
(1/505)
________________________________________
باب دخول بعض الصفات مكان بعض
" في " مكان " على "، تقول: " لا يدخل الخاتم في إصبعي " أي: على إصبعي؛ قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif ولأصلِبَنَّكُم في جُذُوعِ النخلِ (أي: على جذوع النخل، وقال الشاعر:
هُمُ صَلَبُوا العَبْدِيَّ في جِذْعِ نَخْلَةٍ ... فَلا عَطَسَتْ شَيْبَانُ إلاَّ بأَجْدَعا
وقال عنترة:
بطلٌ كأنَّ ثِيابَهُ في سَرْحَةٍ
أي: على سَرْحَة من طوله.
و" إلى " مكان " في "، قال النابغة:
فَلاَ تترُكَنِّي بالوَعِيدِ كأنَّني ... إلى الناسِ مَطْلِيٌّ بِهِ القارُ أجربُ
(1/506)
________________________________________
يريد في الناس، وقال طرفة:
وإنْ يَلْتَقِ الحيٌّ الجميعُ تُلاقِنِي ... إلى ذِرْوةِ البيتِ الكريمِ المُصَمَّدِ
أي: في ذروة البيت الكريم الذي يُصْمَد إليه ويُقصد، ويقال " جَلْسَتُ إلى القوم " أي: فيهم.
و" عَلَى " مكان " عَنْ "، يقال " رَضِيت عَلَيْكَ " بمعنى عَنْكَ، وقال القحيف العقيلي:
إذا رَضِيَتْ عليَّ بَنُو قُشَيرٍ ... لَعَمْرُ الله أَعْجَبَني رِضَاها
و" رَمَيْتُ عَلَى القوس " بمعنى عنها، قال:
أرْمِي عَلَيْها وَهْيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ
وقال ذو الإصبع:
لمْ تَعْقِلا جَفْرَةً عليَّ وَلَمْ ... أُوذِ صَديقاً وَلَمْ أَنَلْ طَبَعَا
(1/507)
________________________________________
أي: عنِّي، وقال الآخر:
إذا ما امْرُؤٌ ولَّى عليَّ بوُدِّهِ ... وَأَدْبَرَ لمْ يَصْدُرْ بإدْبَارِهِ وُدِّي
أي: ولَّى عنِّي بوُدِّه.
و" مِنْ " مكان " عَنْ "، يقال: " حدَّثني فلانٌ مِنْ فلانٍ " بمعنى عنه، و " لَهِيتُ مِنْ فلانٍ " بمعنى عنه.
والباء مكان " عن "، وإنما تأتي الباء بمعنى عن بعد السؤال؛ قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif فاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً (أي: عنه، ويقال " أَتَيْنا فلاناً نَسْأَل بِهِ " أي: عنه، وقال علقمة بن عبدة:
فإنْ تَسْأَلُوني بالنِّساءِ فإنَّني ... بَصِيرٌ بأَدْوَاءِ النِّساءِ طَبيبُ
وقال ابن أحمر:
تُسائِلُ بِابْنِ أَحْمَرَ مَنْ رَآهُ ... أَعَارَتْ عَينُهُ أمْ لمْ تَعارَا
(1/508)
________________________________________
وأنشد أبو عمرو بن العلاء للأخطل:
دَعِ المُغَمَّرَ لا تسألْ بمَصْرَعِهِ ... واسْألْ بمَصْقَلَةَ البَكْرِيَّ ما فَعَلا
وقال آخر:
ولا يَسْأَلُ الضِّيفَ الغَريبُ إذا شَتَا ... بما زَخَرَتْ قِدْرِي لَهُ حينَ وَدَّعا
و" عن " مكان الباء، يقال " رَمْيَت عنِ القوسِ " بمعنى بالقوس، قال امرؤ القيس:
تَصُدُّ وتُبْدِي عَنْ أَسِيلٍ وَتَتَّقي
أي: تصدُّ بأسيلٍ.
وقال أبو عبيدة في قول الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى (أي: بالهَوَى.
و" في " مكان " إلى "؛ قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif فَرَدُّوا أيديهُمْ في
(1/509)
________________________________________
أفْوَاهِهِمْ (أي: إلى أفواههم.
و" في " مكان " الباء "، قال زيد الخيل:
ويَرْكَبُ يَوْمَ الرَّوعِ فيها فَوَارِسٌ ... بَصيرونَ في طَعْنِ الأَبَاهِرِ والكُلَى
وقال آخر:
وَخَضْخَضْنَ فينا البَحْرَ حتَّى قَطَعْنَهُ ... على كلِّ حالٍ مِنْ غَمارٍ وَمِنْ وَحْلٍ
أي: خَضْخَضْنَ بنا، وقال آخر:
نَلُوذُ في أمٍّ لَنَا مَا تُغْتَصَبْ
أي: بأمٍّ، وقال الأعشى:
وإذا تُنُوشِدَ في المَهَارِقِ أَنْشَدا
أي: إذا سُئل بكُتُبِ الأنبياء أجَابَ.
و" على " مكان " اللام "، قال الرَّاعي:
(1/510)
________________________________________
رَعَتْهُ أشْهُراً وَخَلا عَلَيْها ... فَطَارَ النَّيُّ فيها واسْتَنَارَا
أي: خَلاَلها.
و" اللام " مكان " على "، يقال: " سَقَطَ لِفِيه " بمعنى على فِيهِ، وقال الشاعر:
فَخَرَّ صَريعاً لليَدَيْنِ وَلِلْفَمِ
أي: على اليَدَيْن والفَمِ، وقال آخر:
كأنَّ مُخَوَّاها عَلَى ثَفِنَاتِها ... مُعَرَّسُ خَمْسٍ وَقَّعَتْ للجَنَاجِنِ
أي: وقَّعَتْ على الجَنَاجِنِ.
و" إلى " مكان " مِنْ "، قال ابن أحمر:
يُسَقَّى فَلا يُرْوَى إليَّ ابْنُ أَحْمَرا
أي: منِّي.
(1/511)
________________________________________
و " إلى " مكان " عِنْدَ "، يقال " هو أَشْهَى إليَّ من كذا " أي: عندي، وقال أبو ك " بير:
أمْ لا سَبِيلَ إلى الشَّبَابِ وذِكْرُهُ ... أَشْهَى إليَّ مِنَ الرَّحيقِ السَّلْسَلِ
أي: عِنْدِي، وقال الراعي:
ثِقَالٌ إذا رَادَ النَّساءُ خَرِيدَةٌ ... صَنَاعٌ فَقَدْ سَادَتْ إليَّ الغَوَانِيَا
أي: عِنْدِي، وقال الجعدي:
وكانَ إليها كالَّذي اصْطَادَ بِكْرها ... شِقَاقاً وَبُغْضاً أوْ أَطَمَّ وَأَهْجَرَا
أي: عِنْدَهَا، وقال حميد بن ثور:
وَذِكْرُكِ سَبَّاتٍ إليَّ عَجيبُ
أي: عِنْدِي، وقال آخر:
لَعَمْرُكَ إنَّ المَسَّ مِنْ أُمِّ جَابِرٍ ... إليَّ وإنْ بَاشَرْتُها لَبَغِيضُ
و" عن " مكان " على " قال ذو الإصبع:
(1/512)
________________________________________
لاهِ ابْنُ عَمِّكَ لا أَفْضَلْتَ في حَسَبٍ ... عنِّي ولا أَنْتَ دَيَّاني فَتَخْزُونِي
أي: لم تُفَضَّل في الحَسَب عليَّ، وقد قال قيس بن الخطيم:
تَدَحْرَجَ عَنْ ذِي سَامِهِ المُتَقارِبِ
أي: على ذي سَامِهِ.
و" عن " مكان " بَعْدَ "، ومنه قوله:
لَقِحَتْ حَرْبُ وَائِل عَنْ حَيالِ
أي: بَعْدَ حَيالِ، ومنه:
نَؤُومُ الضُّحَى لمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ
أي: بَعْدَ تَفَضُّل، ومنه:
ومَنْهَلٍ وَرَدْتُهُ عَنْ مَنْهَلِ
(1/513)
________________________________________
أي: بعد مَنْهَلِ، ويقال " أنا فاعِلُ ذاكَ عَنْ قَليلٍ " أي: بَعْدَ قليلٍ. قال الجعدي:
واسْأَلْ بِهِمْ أَسَداً إذا جَعَلَتْ ... حَرْبُ العدوِّ تَشُولُ عَنْ عُقْمِ
أي: بعد عُقْمٍ.
و" على " بمعنى " في "، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif واتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمانَ (أي: في ملك سليمان، ويقال " كانَ كَذَا عَلَى عَهْدِ فلان " أي: في عَهْدِهِ.
و" عن " مكان " مِنْ أَجَلِ "، قال لبيدٌ:
لِوِرْدٍ تَقْلِصُ الغِيطَانَ عَنْهُ
أي: من أجله، وقول النمر بن تولب:
وَلَقَدْ شَهِدتُ إذا القِداحُ تَوَحَّدتْ ... وشَهِدتُ عِنْدَ اللَّيلِ مُوقَدَ نَارِها
عنْ ذاتِ أَوْلِيةٍ أَسَاوِدَ رَبَّها ... وكأنَّ لَوْنَ المِلْحِ فَوْقَ شِفَارِها
(1/514)
________________________________________
أي: من أجل.
و" الباء " بمعنى " من "، قال الشاعر:
شربنَ بماءِ البحرِ ثمَّ تَرَفَّعتْ ... مَتَى لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نئيجُ
أي: شربن من ماء البحر، ومثله قول عنترة:
شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْنِ فأَصْبَحتْ ... زَوْرَاءَ تَنْفِرُ عَنْ حِياضِ الدَّيْلَمِ
و" الباء " بمعنى " في "، قال الأعشى:
ما بُكَاءِ الكَبِيرِ بالأطْلالِ
أي: في الأطلال.
و" إلى " بمعنى " مع " يقال: " إنَّ فلاناً ظريفٌ عاقل إلى حَسَبٍ ثاقب "، أي: مع حسب.
وقال ابن مُفَرِّغ:
(1/515)
________________________________________
شَدَخَتْ غُرَّةُ السَّوابِقِ مِنْهمْ ... في وُجُوهِ إلى اللِّمَامِ الجِعَادِ
أي: مع اللِّمَام.
وقال ذو الرمة:
بها كُلُّ خَوَّارٍ إلى كُلِّ صَعْلَةٍ
أي: مع كل صَعْلَة، وقال أبو عبيدة في قوله جل ثناؤهالكتّاب smile.gif ولا تأكُلوا أَمْوَالَهُمْ إلى أَمْوَالِكُمْ (أي: مع أموالكم، وقوله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif مَنْ أَنْصَاري إلى الله (أي: مع الله، وقولهم: " الذَّوْدُ إلى الذَّوْدِ إبِلٌ " أي: مع الذود.
و" إلى " بمعنى " اللام "، يقال: " هَدَيْته له "، و " إليه "، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif الحمدُ لله الَّذي هَدَانَا لِهَذَا (، وفي موضع آخرالكتّاب smile.gif وإنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِرَاطٍ مُسْتَقيم (وقال تعالىالكتّاب smile.gif وَأَوْحَى ربُّكَ إلى النَّحْلِ (، وفي موضع آخرالكتّاب smile.gif بأنَّ رَبُّكَ أَوْحَى لَهَا (.
و" على " بمعنى " الباء "، يقال " ارْكَبْ على اسم الله " أي: باسم الله،
(1/516)
________________________________________
ويقال: " عَنُف " عليه وبه "، و " خَرُق " عليه وبه " وقول الشاعر:
شَدُّوا المَطِيَّ عَلَى دَلِيل دَائِبِ
أي: بدليل، وقول أبي ذؤيب:
وكأنَّهُنَّ رِبَابَةٌ وكأنَّهُ ... يَسَرٌ يُفيضُ عَلَى القِدَاحِ وَيَصْدَعُ
أي: بالقداح.
و" على " بمعنى " مع "، قال لبيد:
كأنَّ مُصَفِّحاتِ في ذُرَاهُ ... وأنْوَاحاً عَلَيهنَّ المآلِي
أي: كأن مصفِّحات على ذرى السحاب وأنواحاً معهن المآلي.
وقال الشماخ:
وبُرْدَانِ مِنْ خَالٍ وَسَبْعُونَ دِرْهَماً ... عَلَى ذاكَ مَقْرُوظٌ مِنَ القِدِّ مَاعِزُ
(1/517)
________________________________________
أي: مع ذاك.
و" على " بمعنى " من " قال أبو عبيدة في قول الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif إذا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (أي: من الناس، وقال صخر الغَيِّ:
مَتَى مَا تُنْكِرُوها تَعْرِفُوها ... عَلَى أَفْطَارِهَا عَلَقٌ نَفِيثٌ
أي: من أفطارها.
و" في " بمعنى " مِنْ " قال امرؤ القيس:
وَهَلْ يَنْعَمْنَ منْ كانَ أَقْرَبُ عَهْدِهِ ... ثَلاثِينَ شَهْراً في ثَلاثَةِ أحْوالِ
أي: من ثلاثة أحوال.
و" في " بمعنى " مَعَ "، يقال " فلانٌ عاقلٌ في حِلْمِ " أي: مع حلم، وقال الجعدي:
وَلَوْحُ ذِرَاعَيْنِ في بِرْكَةٍ
أي: مع بِرْكة، وقال الآخر:
(1/518)
________________________________________
أوْ طَعمُ غَادِيَةٍ في جَوْفِ ذِي حَدَب ... مِن سَاكِن المُزْن يَجْري في الغَرَانِيقِ
أي: مع الغَرَانِيق، وهي طيرُ الماء.
و" اللام " بمعنى " مع " قال متمم بن نويرة:
فلمَّا تَفَرَّقْنا كأنِّي وَمَالِكاً ... لطُولِ اجْتِمَاعٍ لمْ نَبِتْ لَيْلةً مَعَا
أي: مع طول اجتماع.
و" اللام " بمعنى " بعد " كقولهم " كتبت لثلاثٍ خَلَوْنَ " أي: بعد ثلاث خلون، وقال الراعي:
حتَّى وَرَدْنَ لِتمِّ خِمْسٍ بَائِصٍ ... جُدًّا تَعَاوَرُهُ الرِّياحُ وَبِيلا
أي: بعد تمام خِمْسٍ.
و" اللام " بمعنى " من أجل " تقول " فعلت ذلك لك " أي: من أجلك، و " فعلت ذاك لعيون الناس " أي: من أجل عيونهم.
وقال العجاج:
(1/519)
________________________________________
تسمعُ للجَرْعِ إذا اسْتُحِيرَا ... للمَاءِ في أجْوَافِهَا خَرِيرَا
أراد تسمع للماء خريراً في أجوافها من أجل الجَرْعِ.
و" الباء " بمعنى " على " قال عمرو بن قميئة:
بوُدِّكَ ما قومِي عَلَى أنْ تَرَكْتِهِمْ ... سُلَيْمى إذا هَبَّتْ شَمَالٌ وَرِيحُها
أي: على ودكِ قومي، و " ما " زائدة.
والباء بمعنى " من أجل " قال لبيد:
غُلْبٌ تَشَذَّرُ بالذُّحُولِ
أي: من أجل الذحول.

باب زيادة الصفات
قال الله جل ثناؤهالكتّاب smile.gif تَنْبُتُ بالدُّهْن (، وقال تعالىالكتّاب smile.gif اقرأْ
(1/520)
________________________________________
باسم ربِّك (أي: اسْمَ ربك، وقال عزّ وجلّالكتّاب smile.gif عَيْناً يَشْرَبُ بها عِبَادُ الله (أي يَشْرَبُها، وقال أميَّة:
إذْ يُسَفُّونَ بالدَّقِيقِ
وقال الراعي:
هُنَّ الحَرَائِرُ لا رَبَّاتُ أحْمِرَةٍ ... سُودُ المَحَاجِرِ لا يَقْرَأنَ بالسُّوَرِ
وقال آخر:
بِوَادٍ يَمَانٍ يُنبتُ الشَّثَّ صَدرُهُ ... وَأَسْفَلُه بالمَرْخِ والشَّبَهَانِ
وقال الأعشى:
(1/521)
________________________________________
ضَمِنَتْ بِرِزْقِ عِيَالِنَا أَرْمَاحَنَا
وقال عزّ وجلّالكتّاب smile.gif وهُزِّي إليكِ بِجِذعِ النَّخْلَة (، وقال عزّ وجلّالكتّاب smile.gif فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بأيِّكُمْ المَفْتُونُ (أي: أيّكم المَفْتُون.
وقال امرؤ القيس:
هَصَرْتُ بغُصْنٍ ذِي شَمَارِيخَ مَيَّالِ
أي: غُصْناً، وقال آخر:
نَضْرِبُ بالسَّيفِ وَنَرْجُو بالفَرَجْ
أي: نرجُو الفَرَج، وقال حميد بن ثور:
(1/522)
________________________________________
أبَى الله إلاَّ أنَّ سَرْحَةَ مَالكٍ ... عَلَى كُلِّ أفْنَانِ العِضَاهِ تَرُوقُ
أراد ترُوقُ كُلَّ أفنان.

باب إدخال الصفات وإخراجها
" شَكَرْتُك، وشَكَرْتُ لك "، و " نَصَحْتُك، ونَصَحْتُ لك "، و " كِلْتُكَ، وَكِلْتُ لك "، و " اسْتَجَبْتُك، واسْتَجَبْتُ لك "، قال الشاعر - كعب بن سعد الغنوي -:
فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عندَ ذاكَ مُجِيبُ
و" مَكَّنْتُك، ومَكَّنْتُ لك "، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif مَكَّنَّاهم في الأرضِ ما لَمْ نُمَكِّنُ لكمْ (، و " اشْتَقْتُكَ، واشْتَقْتُ إليك "، و " بَلَغْتُكَ، وبَلَغْتُ إليك "، و " هَدَيْتُه الطَّريق، وإلى الطَّريق "، و " عَدَدْتُكَ مائةً، وعَدَدْتُ لك "، و " اخْتَرْتُ مِنَ الرِّجال زَيْداً، واخْتَرْتُ من الرَّجال زَيْداً "، قال الله جل ثناؤهالكتّاب smile.gif واخْتَارَ مْوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً (، و " أسْتَغْفَرَ الله ذَنْبِي، ومِنْ ذَنْبِي، قال الشاعر:
(1/523)
________________________________________
أسْتَغْفِرُ الله ذَنْباً لستُ مُحْصِيَهُ ... رَبَّ العِبادِ إليهِ الوَجْهُ والعَمَلُ
و" كَنَيْتُكَ أبَا فلانٌ، وبِأَبِي فُلان "، و " سَمَّكيْتُكَ فلاناً، وبفلانٍ "، و " لَسْتُ مُنْطَلِقاً، ولَسْتُ بمُنْطَلِقٍ "، و " سَرَقْتُ زيداً مالاً، وسَرَقْتُ مِنْ زيدٍ مالاً "، وكذلك " سَلَبْتُ "، و " زَوَّجْتُهُ امرأةً، وبامرأةٍ ".
قال أبو زيد: " شَغَبْتُ على القوم، وشَغَبْتُهُمْ "، و " شَبِعْتُ خبزاً ولحماً، ومِنْ خبزٍ ولحمٍ "، و " رَوِيتُ ماءً ولبناً، ومِنْ ماءٍ ولبنٍ "، و " رُحْتُ القومَ، ورُحْتُ إليهم "، و " تَعَرَّضْتُ معروفَهُم، وتَعَرَّضْتُ لمعروفِهِم "، و " نَأَيْتُهَم، ونَأَيْتُ عنهم "، و " حَلَلْتُهَم، وحَلَلْتُ بهم "، وَنَزَلْتُهُم، ونَزَلْتُ بهم "، و " أَمْلَلْتُهُم، وأَمْلَلْتَ عليهم " من المَلاَلة.
و" نَعِمَ الله بكَ عَيْناً، ونَعِمَكَ عَيْناً "، و " طَرَحْتُ الشيءَ "، مَدَدْتُهُ، و " طَرَحْتُ بِهِ "، مَدَدْتُ به، و " أَثْمَنْتُ الرَّجلَ بمَتَاعِهِ، وَأَثْمَنْتُ له "، و " أشَابَ الحُزْنُ برأسِهِ، ورأسَهُ "، و " بِتُّ القومَ، وبِتُّ بهم "، و " حُقِقْتُ أن تفعَلَ، وحُقَّ لك "، و " غَالَيْتُ بها "، و " ثَوَيْتُ البَصْرَةَ، وثَوَيْتُ بها "، و " جَاوَرْتُ بني فلان، وَجَاوَرْتُ فيهم "، و " أَوَيْتُ إلى الرجل، وأَوَيْتُهُ " إذا نزلت به، و " ظَفِرْتُ بالرَّجلِ، وظَفِرْتُهُ " قال عنترة:
(1/524)
________________________________________
ولقدْ أبيتُ عَلَى الطَّوَى وَأَظَلُّهُ ... حتَّى أَنَالَ بِهِ كَرِيمَ المَأْكَلِ
أي: أَظَلُّ عليه.
و" جَمَّلَكَ الله، وجَمَّلَ عليك "، و " حَاطَهُمُ الله بقَصَاهم، وحَاطَهُمْ قَصَاهُمْ " معناه كان منهم في قاصيتهم، وقال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif إنَّما ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ (أي: يُخوِّفكم بأوليائه، وقوله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif ليُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ (أي: ليُنْذِرَكم يوم التلاق، وقوله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif ليُنْذِرَ بَأْسَاً شَدِيداً (أي: ليُنْذِرَكُم ببأسٍ شديدٍ.
(1/525)
________________________________________
أبنية الأسماء
باب ما جاء من ذوات الثلاثة فيه لُغَتان فَعْلٌ وفَعَلٌ بفتح الفاء وسكون العين، وبفتح الفاء والعين جميعاً
قال أبو عبيدة: " شَاةٌ يَبْسٌ ويَبَسٌ " إذا لم يكن لها لبن، و " طريق يَبْسٌ ويَبَسٌ " أي: يابِسٌ، قال الله جل ثناؤهالكتّاب smile.gif فاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً في البَحْرِ يَبَساً (، وقال علقمة:
كَمَا خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحَصَادِ جَنُوبُ
و" ما له عِنْدِي قَدْرٌ ولا قَدَر "، وكذلك قَدَرُ الله وقَدْرُهُ.
وقال الكسائي: قوله تعالىالكتّاب smile.gif وَمَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ (، ولو ثقَّلتَ كان صواباً، وقوله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif فَسَالَتْ أوْدِيَةٌ بِقَدَرِها (ولو خفَّفتَ كان صواباً، وأنشد:
(1/526)
________________________________________
وَمَا صَبَّ رِجْلي في حَدِيدِ مُجَاشِعٍ ... مَعَ القَدْرِ إلاَّ حَاجَةٌ لي أُرِيدُها
أراد القَدَر، والبرد " قَرْس وقَرَس "، و " هو الدَّرْك والدَّرَك " قرئ بهما جميعاً) في الدَّرْك الأسْفَلِ (و " الدَّرَك الأسفل "، و " الطَّرْد والطَّرَد "، و " الظّعْنُ والظّعَنُ " و " العَذْل والعَذَل "، و " الشَّلُّ والشَّلَلُ "، و " الدَّأْب والدَّأَبُ "، و " نَشْزٌ من الأرض، ونَشَز "، و " لَغْط ولَغَط "، و " شَبْحٌ وشَبَح "، و " سَطْرٌ وسَطَر "، و " رجل صَدْعٌ وصَدَع ": الخفيف اللحم، و " ليلة النَّفْر من منًى والنَّفَر " و " رجل قَطُّ الشَّعَر، وقَطَطٌ " هو " السَّحْر والسَّحَر " للرئة، و " الشّعْر والشّعَر "، و " النَّهْر والنَّهَر "، و " الصَّخْر والصَّخَر "، و " الفَحْم والفَحَم "، و " البَعُرُ والبَعَرُ "، و " الشَّمْع والشَّمَع ".
قال الفراء: الشَّمَع - بتحريك الميم - لغة العرب والمولدون يقولون شَمْع، وروى ابن الأعرابي عن أعرابية: بفيه حَفْرٌ وحَفَر، والأجود حَفْرٌ بالسكون.
ومن المعتل " أَيْدٌ وآد " للقُوَّة، و " ذَيْمٌ وذ " امٌ " و " عَيْبٌ وعَابٌ "، و " مالَهُ هَيْدٌ ولا هَادٌ "، و " رِيحٌ رَيْدَة وَرَادَة "، وأسَوْتُ الجرح " أسْواً وأساً "، وهو " اللَّغْوُ واللّغَا، قال العجاج:
عَنِ اللَّغَا ورَفَثِ التَّكلمِ
(1/527)
________________________________________
فَعْلٌ وفِعْلٌ بفتح الفاء، وكسرها، مع سكون العين
" حَجْرُ الإنسان وحِجْره " وَرَطْل ورِطْلٌ " و " الزَّنْجُ والزِّنْج "، و " البَذْرُ والبِذْرُ "، و " النَّفْط والنِّفْط "، وستِرْ " شَفٌّ وشِفٌّ "، و " جَصٌّ وجِصٌّ "، و " رَخْوٌ ورِخْوٌ "، و " نَهْيٌ ونِهْيٌ " للغدير، و " سَلْم وسِلْم " للمسالمة، والعرب تقول: إمَّا سِلْم مخزية وإما حرب مُجْلية. وقال أبو عمرو السِّلْم الإسلام، والسَّلم المسالمة، أجِدَّك وأجَدَّك - بكسر الجيم وفتحها - بمعنى مالك، و " صلاة الوَتْر والوِتْر "، وكذلك الذَّحْل يقال فيه " وَتْر ووِتْرٌ " و " كَسْر البيت وكِسْره "، و " الجَرْس الجِرْس " الصوت، و " خدعته خَدْعاً وخِدْعاً " وصرعته " صَرْعاً وصِرْعاً "، و " جَسْر وجِسْر "، و " الحَجُّ والحِجُّ "، و " فَقْعٌ وفِقْعٌ " لضرب من الكَمْأة، و " بَضْع سنين وبِضْع سنين "، و " أَثْرٌ وإِثْر "، و " صَنْف من المتاع، وصِنْفٌ "، وهو في " مَلْكه ومِلْكه " و " هَيْد وهِيدٌ "، وخَرَصَ النخلة " خَرْصاً وخِرْصاً "، ووقع في " حَيْصَ بَيْصَ " وفي " حِيصَ بِيصَ "، وهو " البَثْق والبِثْق "، و " زَرْب البَهْم وزِرْب البهم " والعالم " حَبْر وحِبْرٌ "، فعلْت ذلك من " أَجْلك ومن إِجْلك " حذ " ق الغلام " حَذْقاً وحِذْقاً " وفي صدره " ضَيْقٌ وضِيقٌ ".
(1/528)
________________________________________
فَعْلٌ وفُعْلُ بفتح الفاء، وضمها، مع سكون العين
" سَمّ وسُمّ "، و " سَحْر وسُحْر " للرِّئة، و " عَقْر الدار وعُقْرها "، و " الرَّغْم والرُّغْم "، و " الضَّعْف والضُّعْف "، و " الفَقْر والفُقْر "، وضربه بالسيف " صَلْتاً وصُلْتاً "، ونظر إليه " بصَفْح وجهه، وصُفْح وجهه "، وهو " السَّدُّ والسُّدُّ " للجبل، وبعضهم يفرق بينهما، وقد بينا ذلك، و " ضَوْء وضُوءٌ "، و " الرَّفْغُ والرُّفْغُ " أصول الفخذين، وسامه " الخَسْف والخُسْف " و " سَمُّ الخياط وسُمُّه "، و " ثَقْب الإبرة وثُقْبه "، وهو " العَمْر والعُمْر "، و " الدَّفُّ والدُّفُّ " الذي يلعب به، فأما الجنب فهو الدَّفُّ بالفتح لا غير، وهو " الحَشُّ والحُشُّ " لجماعة النخل، و " الشَّهْد والشُّهْد "، و " اليَنْع واليُنْع " إدراك الثمرة و " عَمْق البئر وعُمْقها " و " البَوْص والبُوص " عجيزة المرأة، وهو " العَقْم والعُقْم " من الرحم المعقومة، وهو " لَحْد القبر ولُحْده "، و " الزَّهْو والزُّهْوُ " البسر الملون، وشُدِهَ فلان " شَدْهاً وشُدْهاً " إذا تَحَيَّر، والريح " هَيْفٌ وهُوفٌ " ولأذْهَبَنَّ فإمَّا " هَلْكٌ وإما مَلْكٌ "، و " إمَّا هُلْكٌ وإمَّا مُلْكٌ ".
(1/529)
________________________________________
فُعْلٌ وفَعَلٌ بضم الفاء وسكون العين، وبفتحهما جميعاً
" بُخْل وبَخَل "، و " حُزْنٌ وحَزَن "، و " عُرْبٌ وعَرَبٌ "، و " عُجْم وعَجَم "، وطعام قليل " النُّزْل والنَّزَل "، و " سُقْمٌ وسَقَم "، و " سُخْط وسَخَط "، ورجل " غُمْر وغَمَر " الذي لم يجرب الأمور.
و" عُدْم وعَدَم "، و " رُشْدٌ ورَشَدٌ "، و " رُهْب ورَهَب "، و " رُغْب ورَغَب "، و " شُغْل وشَغَل "، و " ثُكْل وثَكَل "، و " صُلْب الظهر وصَلَب "، وهو " الخُبْر والخَبَر "، يقال: لأخبرنَّ " خُبْرك وخَبَرك "، ورجل بيِّن " العُقْم والعَقَم "، وسَكِرَ من النبيذ " سُكْراً وسَكَراً "، و " الجُحْد والجَحَد " من قلة الخير، يقال: رجل جَحِدٌ، أي: قليل الخير، ولأمِّه " العُبْر والعَبَر "، وهو بيِّن " الضُّرِّ والضَّرَر " للعليل أو السيئ الحال.
ومن المعتل " الكُوعُ " في اليد، و " الكَاعُ "، و " جُول البئر " جانبها و " الجَال "، و " رَادٌ ورُود " لأصل اللَّحْي، و " حَابٌ وحُوبٌ " للإثم، و " قَاقٌ وقُوقٌ " للطويل، و " قَارٌ وقُورٌ " لجمع قَارَةٍ، و " لابٌ ولُوبٌ " لجمع لابَةٍ، وهي الحَرَّة.
(1/530)
________________________________________
فَعِلٌ وفَعُلٌ بفتح الفاء وكسر العين، وفتح الفاء وضم العين
رجل " حَذِرٌ وحَذُر "، و " يَقِظ ويَقُظٌ "، و " عَجِلٌ وعَجُلٌ "، و " طَمِع وطَمُع "، و " فَطِنٌ وفَطُنٌ، و " أَشِرٌ وأَشُرٌ "، و " حَدِثٌ وحَدُث " إذا كان كثير الحديث حَسَنَهُ، و " فَرِحٌ وفَرُح "، و " قَذِرٌ وقَذُر "، و " نَطِس ونَطُسٌ " إذا كان مُتَنَوِّقاً، و " نَكِر ونَكُر "، و " بَكِر في حاجته وبَكُرٌ "، و " نَجِدٌ ونَجُد " للشجاع، و " نَدِس ونَدُس "، ووظيف " عَجِرٌ وعَجُر "، و " وَعِل ووَعُل "، و " وَقِل ووَقُل " للمتوقِّل في الجبل.

فُعْلٌ وفِعْلٌ بضم الفاء وسكون العين، وكسر الفاء وسكون العين
" عُضْو وعِضْو "، و " صُفْر وصِفْر " للذي تُعمل منه الآنية، و " سُقْط للولد وسِقْطٌ " وكذلك سُقْط النار وسُقْط الرمل، وهو " الشُّح والشِّح "، و " جُرْو وجِرْو " و " طُبْي وطِبْي " واحد الأطْبَاء، و " سُفْل الدار وعُلْوها " و " سِفْلها وعِلْوها ".
ويقال: " أنت مني على ذُكْر وذِكْر "، و " أنت ابن أُنْسه وإِنْسه "، و " نُصْف ونِصْف "، و " جُلْب الرَّحْل وجِلْبه " أحناؤه، وكذلك الجُلْب
(1/531)
________________________________________
من السَّحاب والجِلْب.
و" هَلَكَتْ فُلانةٌ بجُمْع وجِمْع " أي: وهي حامل، ويقال التي لم تُفتضَّ " هي بجُمْع وجِمْع ".
و" وُلْد ووِلْد " للوَلَد، ويكون الوُلْد واحداً وجمعاً، و " قُوتٌ وقِيتٌ "، وجمع عائطٍ " عُوْطٌ وعِيطٌ " وهي النَّاقة التي لم تحمل.
قال الأصمعي: " لُصٌّ ولِصٌّ " قال: والضمُّ أعجبُ إليَّ، وواحد الأصبار " صُبْر وصِبْر "، وأتانا " لِمُسْي خامسةٍ ومِسي خامسةٍ "، وكذلك " لصُبْحِ خامسةٍ وصِبْحِ خامسةٍ "، و " جُنْح الليل وجِنْح الليل "، وهو " النُّسْك والنِّسْك "، ووَجَأْتُه " بجُمْعِ كفِّي وجِمْعِ " وهو " الإِسْمُ والاسْم.

فعلٌ وفعلٌ بكسر الفاء وسكون العين، وبفتحهما جميعاً
" مِثْلٌ ومَثَلٌ "، و " شِبْهٌ وشَبَهٌ "، و " نِجْسٌ ونَجَسٌ "، وإن ذكرت مع رِجْسِ نَجَساً قلت رِجْسٌ نِجْسٌ، ولم تقل نَجَسٌ، وإن أفردت قلت نَجَسٌ.
(1/532)
________________________________________
و " عِشْقٌ وعَشَقٌ "، و " ضِغْنٌ وضَغَنٌ " ومثله: في صدره عليَّ " غِمْرٌ وغَمَرٌ "، وناس من العرب يقولون: ليس في هذا الأمر " حِرْجٌ وحَرَجٌ "، و " حِلْسٌ وحَلَسٌ "، و " قِتْبٌ وقَتَبٌ "، و " بِدْلٌ وبَدَلٌ "، و " فلانٌ نِكْلٌ لأعدائه ونَكَلٌ " أي: يُنَكِّل به أعداؤه.
ومن المعتل: " قد كثر القِيلُ والقَالُ "، و " القِيرُ والقَارُ "، و " كِبْحُ الجبلِ وَكَاحُهُ ": عُرضُه، ومُخٌّ " رِيرٌّ ورَارٌ " للذائب من الهُزَال، و " القِيد والقَاد ": القَدْرُ، يقال: قِيدُ رُمْحٍ، وقادُ رُمْحٍ، وقَدَى رُمْحٍ.
و" قابُ قوسٍ وقِيبُ قوسٍ "، و " قِيسُ رمحٍ وقاسُ رمحٍ "، ورجلٌ " فِيلُ الرَّأي وفَالُ الرَّأي " وفائِلٌ، و " صِغْوُكَ مَعَهُ وصَغَاكَ "، و " غِيرٌ وغَارٌ " للغيرة، وأنشد:
ضَرَائرَ حِرْمِيٍّ تَفَاحَشَ غَارُهَا
و" الطَّيبُ والطَّابُ ".
(1/533)
________________________________________
فَعَلُ و " فَعِلٌ بفتح الفاء والعين جميعاً، وبفتح الفاء وكسر العين
" رجل سَبَطَ الشعر وسَبِطُ الشعر "، و " شَعْرٌ رَجَلٌ ورَجِلٌ "، ورجل " دَنَف ودَنِف "، و " رجل ضَنًى وضَنٍ "، و " دَوًى ودَوٍ " للفاسِدِ الجوف، وفرس " عَتَد وعَتِد "، و " كَتَدَ وكَتِد " لمجتمع الكتفين، و " ثَغْر رَتَل ورَتِل " إذا كان مفلجا، وكلام " رَتَل ورَتِل " إذا كان مُرَتَّلاً، ومكان " حَرَجٌ وحَرِجٌ " أي: ضيِّق، وقرئالكتّاب smile.gif يَجْعَلُ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً (، و " حَرِجاً "، و " فلانٌ حَرًى بكذا، وحَرٍ "، و " قَمَنٌ وقَمِنٌ " أي: خَليقٌ.
قال الفراء: رجل " وَحَد وَوَحِد " و " فَرَد وفَرِد "، و " وَتَدٌ ووَتِد "، ومن أدغم قال: وَدٌّ، أبيض " يَقَق ويَقِق "، " لَهَق ولَهِقٌ "، وقطعت يده على " السَّرَق والسَّرِق ".

فَعَلٌ وفِعَلٌ بفتح الفاء والعين جميعاً، وبكسر الفاء وفتح العين
" ماء صَرًى وصِرًى " للذي يطول مكثه، وواحد الأفحاء " فَحاً وفِحاً " وهي أبراز القِدْرِ، وآلاء الله واحدها " ألًى وإِلًى "، وهو " الجَزَر "
(1/534)
________________________________________
للذي يؤكل و " الجِزَر "، و " ذهبت إبله شَذَرَ مَذَرَ، وشِذَرَ مِذَرَ "، و " بَذَرَ وبِذَرَ " إذا تفرقت.
وكذلك " شَغَرَ بَغَرَ وشِغَرَ بِغَرَ " مثله، و " نَطَعٌ، ونِطَعٌ "، ورأيته " قَبَلاً وقِبَلا " أي: معاينة.

فُعُلٌ وفُعَلُ بضم الفاء والعين جميعاً، وبضم الفاء وفتح العين
" تَنَحّ عن سُنُن الطريق وسُنَنه "، وهو " أُشُرُ الأسنان وأُشَرُها " وهو " شُطُب السيف وشُطَبه " للطرائق فيه.

فِعْلٌ وفِعَلٌ بكسر الفاء وسكون العين، وبكسر الفاء وفتح العين
" قِمْع وقِمَع "، و " ضِلْع وضِلَعٌ "، و " نِطْع ونِطَع.

فَعَلٌ وفُعُلٌ بفتح الفاء والعين جميعاً، وبضمهما
" فَلاَةٌ قَذَفٌ، وقُذُفٌ ".
(1/535)
________________________________________
فُعَلٌ وفِعَلٌ بضم الفاء وفتح العين، وبكسر الفاء وفتح العين
يقال " صُوَرٌ وصِوَرٌ " قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif مَكَاناً سُوًى (وسِوًى، وقوم " عُدًى وعِدًى " أي: أعداء، وهم الغرباء أيضاً، الأصمعي: إذا ضممت أول عِدًى ألحقت الهاء فقلت عُدَاةٌ.

فَعَلٌ وفُعَلٌ بفتح الفاء والعين جميعاً، وبضم الفاء والعين
يقال للقدح " زَلَم وزُلَم "، وهو " سَدَى وسُدًى " إذا أهمل.

فُعْلُ وفُعَلٌ بضم الفاء وسكون العين، وبكسر الفاء وفتح العين
يقال: " قطع سُرُّ الصبيّ وسِرَرهُ " للذي تَقْطَعه القابلة، فأما السُّرَّة فهو ما يبقى.

فُعْلٌ وفعلٌ بضم الفاء وسكون العين، وبضمهما
" قُفْل، وقُفُل " و " هُزْؤٌ، وهُزُءٌ " و " كُفْءٌ، وكُفُؤ " و " غُفْل، وغُفُل " و " أُكْل، وأُكُل "، و " السُّحْتُ، والسُّحُت "، و " الرُّعْب،
(1/536)
________________________________________
والرُّعُب "، و " النُّكْر، والنُّكُر "، و " أُذْنٌ، وأُذُنٌ "، و " السُّحْق، والسُّحُق "، و " البُعْدُ، والبُعُد "، و " العُقْبُ، والعُقُب "، و " الحُقْبُ، والحُقُبُ "، و " الشُّغْل، والشُّغُل "، و " الثُّلْث، والثُّلُث "، و " العُذْر، والعُذُر "، و " النُّذْر والنُّذُر "، و " العُمْر والعُمُر "، ولأقبلنَّ قُبْلَكَ وقُبُلَكَ "، وقرأ بعض القراء: " الجُزُء "، و " العُسُر "، واليُسُر "، والأكثر التخفيف.
وإذا توالت الضمتان في حرف واحد كان لك أن تخفف، مثل: " رُسُل ورُسْل "، و " كُتُب وكُتْب "، و " طُنُب وطُنْب ".
وكذلك إذا توالت الكسرتان خففوا فقالوا في " إبل ": إبْلٌ.
ولم يسكنوا شيئاً من المفتوح؛ لخفة الفتحة نحو " جَمَل " و " جَبَل " و " قَتَب "، ولا يقولون " جَبْلٌ " ولا " جَمْلٌ ".
وإذا خففوا مثل " عَضُدٍ " و " فَخِذٍ " و " كَبِدٍ " فربما أبقوا الحركة التي أسقطوها على أول الحرف، فقالوا في فَخِذٍ وكَبِدٍ وعَضُدٍ: " فِخْذ " و " كَبْد " و " عُضْد " وربما تركوا حركة الحرف الأول على حالها فقالوا: " فَخْذ " و " كَبْد " و " عَضْد "، وقالوا في تخفيف
(1/537)
________________________________________
رَجُلٍ: " رَجْل " ولم أسمع " رُجْل "، وقالوا في تخفيف لَعِب: " لِعْب " ولم نسمع لَعْب.
والأفعال إذا كانت على " فَعِلَ " أو " فُعِلَ " أو " فَعُلَ " خففت؛ يقولون " قد عُلْم " ذاك " أي: عُلِمَ.
وقال أبو النجم:
لوْ عُصْرَ منهُ البَانُ والمِسْكُ انْعَصَرْ
ويقولون: " قد كَرْمَ الرَّجُلُ " يريدون كَرُم، و " نِعْمَ " و " بِئْسَ " إنما أصلهما فَعِل فخففتا.
وإذا جاء الفعل على " فَعَل " لم يخففوه، نحو " ضَرَب " و " قَتَلَ "، و " أَكَل " لأنهم لا يستثقلون الفتحة؛ وقال الأخطل:
وما كُلُّ مغبونٍ ولوْ سَلْفَ صَفْقُهُ ... بِراجعِ ما قدْ فَاتَهُ بِرِدَادِ
أراد " سَلَف " فسكَّنَ المفتوح، وهذا شاذ.
(1/538)
________________________________________
باب ما جاء على فعلة فيه لغتان فَعْلة وفِعْلة بفتح الفاء وسكون العين، وبكسر الفاء وسكون العين
العُقاب " لَقْوَة ولِقْوَة " فأما التي تسرع اللَّقْحَ فهي لَقْوَة بالفتح، " فلانٌ بعيد الهَمَّة والهِمَّة " و " هذه أمة حَسَنة المَهْنَة والمِهْنَة " أي: الخدمة، و " قوم شَجْعَة وشِجْعَة " للشجعان، و " لفلانٍ في بني فلان حَوْبَة وحِيبَةٌ " وهي الأم والأخت والبنت، وتكون في موضع آخر الهمَّ والحاجة، و " فلان يأكل الحَيْنَة والحِينَة " أي: مرةً في اليوم، وهي " الطَّسَّة والطِّسَّة " للطست.
عن أبي زيد: " فلانٌ حسن الهَيْئَة والهِيئَة "، وهي " اللَّقْحَة واللِّقْحَة ".
ومن المعتل: " ضَعَة وضِعَة "، و " قَحَة وقِحَة "، و " وَطِيءٌ بين الطِّئَة والطَّأَة " ويقال الوَطَاءَة.
وإن أردت في فَعْلة المرة الواحدة فهي بالفتح؛ تقول: " قَعَد قَعْدَة "، و " جَلَسَ جَلْسَةً " و " لقيته لَقْيَةً.
وإن أردت الضرب من الفعل كَسَرْتَ؛ تقول: " هو حَسَنُ القِعْدَة "، و " الجِلْسَة " و " الرِّكْبة " و " قَتَلَهُ شَرّ قِتْلَةٍ " وماتَ " مِيتَةَ سُوءٍ ".
(1/539)
________________________________________
فِعْلَة وفُعْلَة بكسر الفاء وسكون العين، وبضم الفاء وسكون العين
" كِسْوَة وكُسْوَة " و " رِشْوَة ورُشْوَة " و " قِدْوَة وقُدْوَة "، و " إِسْوَة وأُسْوَة "، و " الرَّحِمَ شِجْنَة من الله وشُجْنَة "، و " نِسْوَة ونُسْوَة "، و " حِبْوَة وحُبْوَة "، و " حظيَ فلانٌ حِظْوَةً وحُظْوَةً "، و " خِصْيَة وخُصْيَة " و " خِفْيَة وخُفْيَة "، و " نِسْبَة ونُسْبَة " و " مِرْيَة ومُرْيَة " من الشك، و " حافٍ بيِّن الحِفْوَة والحُفْوَة " و " الشِّقَّة والشُّقَّة " للسفر البعيد، و " العِدْوَة والعُدْوَة " المكان المرتفع، و " عِدْوَة الوادي وعُدْوَته "، وفيه " غِلْظَة وغُلْظَة " و " رِفْقَة ورُفْقَة "، و " كِنْيَة وكُنْيَةٌ "، و " امرأة ذات كِدْنَة وكُدْنَة " إذا كانت ذات لحم، و " مِدْيَة ومُدْيَة " السكين، والغيبة " الإِكْلَة والأُكْلَة " و " حِشْوَة البطن وحُشْوَة "، و " مِنْيَة الناقة ومُنْيَتها " وهي الأيام التي يُتعرَّف فيها ألاقح هي أم حائل، و " ذِرْوَة الشيء وذُرْوَته " أعلاه، و " إِخْوَة وأُخْوَة "، و) وَجَدْنا آباءَنَا علَى إمَّةٍ (. و " أُمَّةٍ " أي: دين، " الجِثْوَة والجُثْوَة " الحجارة المجتمعة، و " جِذْوَة من النار وجُذْوَة "، و " قِنْوَة المال وقُنْوَة "، و " قِنْيَة وقُنْيَةٌ " ويقال: " سِرْوَة وسُرْوَة " للنِّصال القِصار.
(1/540)
________________________________________
فَعْلَةٌ وفُعْلَةٌ بفتح الفاء وسكون العين، وبضم الفاء وسكون العين
خَطَوْتُ " خَطْوَة وخُطْوَة " وهي لَحمة الثوب ولُحمة.
قال ابن الأعرابي: لحمة النسب والثوب مفتوحان، ولُحمة السبع والبازي وكل صائد مضموم. وعن أبي زيد في لحمة مثل ذلك سواء.
وهي " كَفْأَة الإبل " و " كُفْأَة " وهي أن تُفرَّق فرقتين فيضرب الفحل إحداهما سنة والفرقة الأخرى سنة، وهي " البَلْجَة والبُلْجَة "، وهي " الدَّلْجَة والدُّلْجَة " ومنهم من يفرق بينهما وقد بينا ذلك، و " عليه بَهْلَة الله وبُهْلَته "، و " جلستُ نَبْذَة ونُبْذَةً " أي: ناحيةً، و " حَوْبَة الرجل وحُوبَتُه " أمُّ الرجل، و " سَدْفَة من الليل وسُدْفَة " و " حَسْوَة وحُسْوَة "، و " غَرْفَة وغُرْفَة " و " جَرْعَة وجُرْعَة "، و " نَغْبَة ونُغْبَة "، و " لَحِسْتُ لَحْسَة ولُحْسَة "، و " بَقْعَة وبُقْعَة " و " بَرْهَة من الدهر وبُرْهَة "، و " جَهْمَة من الليل وجُهْمَة " وهي بقيَّةٌ من الليل، و " فلان ينام الصَّبْحة والصُّبْحة "، و " مالي عليه عَرْجَة ولا عُرْجَة ".
(1/541)
________________________________________
فُعْلَة وفَعَلَة بضم الفاء وسكون العين، وبفتحهما جميعاً
" قُلْفَة وقَلَفَةٌ "، و " قُطْعَة وقَطَعَة " لقطع اليد، و " جُذْمَة وجَذَمَة " مثل قَطَعَة، و " صُلْعَة وصَلَعَة ".

فُعْلَة وفُعَلة بضم الفاء وسكون العين، وبضم الفاء وفتح العين
الحرب " خُدْعَةٌ وخُدَعَة " وزاد يونس و " خَدْعَة "، وهو العبد " زَنْمَة وزُنَمَةٌ، وزَلْمَة وزُلَمَةٌ " ويقال أيضاً " زَلْمَة وزَنْمَةٌ ".
قال: وفُعْلَة من صفات المفعول، وفُعَلة من صفات الفاعل، تقول: " رجل هُزَأَة " يهزأ بالناس، و " هُزْءَة " يهزؤون منه، وكذلك " سُخَرَة وسُخْرَة " و " ضُحَكة وضُحْكة " و " لُعَنَةٌ ولُعْنة " و " سُبَبَةٌ وسُبَّة " و " خُدَعة وخُدْعَة ".

فُعَلة وفَعَلة بضم الفاء وفتح العين، وبفتحهما جميعاً
رجل " أُمَنة وَأَمَنةٌ " للذي يثق بكل أحد، و " دُرَجَة ودَرَجَةٌ ".
(1/542)
________________________________________
فَعْلَةٌ وفَعَلَة بفتح الفاء وسكون العين، وبفتحهما جميعاً
" فَحْمَة العِشاء وفَحَمَة "، وَ " صَخْرة وصَخَرة " وَ " غَزْوةٌ وغَزَاةٌ "، وَ " هو في عِزٍّ وَمَنْعَة ومَنَعَةٍ "، و " هو فصيح اللَّهْجة وَاللَّهَجَة "، وهي " المَغْرَةَ والمَغَرَةُ "، وَ " الوَدْعَة والوَدَعَة ".

فَعِلَة وفِعْلَة بفتح الفاء وكسر العين، وبكسر الفاء وسكون العين
" مَعِدَة وَمِعْدَة "، " ضَبِنَة الرَّجُلِ وضِبْنَةٌ "، وَ " لَبِنَةٌ وَلِبْنَةٌ "، وَ " قَطِنَةٌ " للتي تكون مع الكرش، و " قِطْنَة "، و " كَلِمَةٌ وَكِلْمَة "، و " سَفِلَةُ الناس وسِفْلَةُ ".

فَعِلَة وفَعْلَة بفتح الفاء وكسر العين، وبفتح الفاء وسكون العين
هي " الحَصِبة والحَصْبة "، و " الوَسِمَة والوَسْمَةُ " التي يختضب بها.

فُعْلة وفُعُلة بضم الفاء وسكون العين، وبضمهما جميعاً
" ظُلْمَة وَظُلُمة " وَ " حُلَبة وَحُلُبة "، وفي هذا " رُخْصة وَرُخُصة " وَ " هُدْنة وَهُدُنة ".
(1/543)
________________________________________
فعْلَة بالواو والياء
هي " الحِمْوَة وَالحِمْية "، وهي " النِّفْوَة والنِّفْيَة " لكل ما نَفَيْتَه، وحافٍ بيِّن " الحِفْية والحِفْوَة " وَ " قِنْيَةٌ وَقِنْوَة " للشيء تَقْتَنيهِ.

فُعْلة بالياء، وأصلها بالواو
قالوا: " رُبْية " من الربا، وَ " حُبْية " من الاحتباء، وأصلهما رُبْوَة وحُبْوَةٌ.

باب ما جاء على فعال فيه لغتان فَعَال وفِعَال بفتح الفاء، وبكسرها
" صَدَاق المرأة وصِدَاقها "، وَ " وَجَار الضبع ووِجَارها "، وَ " مَلاك الأمر ومِلاكُه " و " جَهاز العروس وجِهَازُها "، و " سِرَار الشهر " وسَرَار أجود، و " فَكاك الرهن وفِكاك "، وَ " حَجَاج العين وحِجاجٌ " لِعَظْم الحاجب، و " المَخَاض والمِخَاض " وَجَع الولادة، و " الرَّضَاع وَالرِّضَاع "، و " الدَّجاج وَالدِّجاج " وكذلك الواحدة، و " نَعَام عَيْنٍ ونِعَام عَيْنٍ "، و " طَفَاف المكّوك وطِفَاف "، وهو مثلُ " جَمَام المكوك وجِمَام " و " الوَطَاء والوِطَاء " الفراش اللين، وكذلك " الوَثَار والوِثَار " و " الوَقَاء والوِقاء "، و " بَغّاث الطير وبِغاث " و " الوَحام والوِحام " الشهوة على الحمل، وهو " الدَّواء والدِّواء "، ورجل
(1/544)
________________________________________
" خَشَاشٌ وخِشَاشٌ " وهو اللطيف الرأس الضَّرْبُ الجسم، وجارية بيِّنة " الشَّطَاط والشِّطَاط " والشَّطَاطة، وجارية بيِّنة " الجَرَاء والجِرَاء " مصدر جارية. ليس بيني وبينه " وَجَاحٌ ووِجَاحٌ " وَ " أجَاحٌ وإجَاح " أي: سِتْرٌ.
وحكي عن ابن الأعرابي " سِدَاد من عَوَز وسَدَاد " وهذا " قَوامُهُمْ وقِوَامهم "، و " الوَثَاق والوِثَاق "، وأيام " الحَصَاد والحِصَاد "، و " القَطَاف والقِطَاف "، و " الجَزَاز والجِزَاز " لجزاز النخل والغنم، و " الجَدَاد والجِدَاد " و " الصَّرَام والصِّرَام " و " القَطَاع والقِطَاع " والكَناز والكِناز " حين يكنز التمر، و " الجَرَام والجِرَام " و " الرَّفَاع والرِّفاع " حين يحصد الزرع فيرفع.
قال الكسائي: سمعت أخواتها بالوجهين، إلا الرَّفَاع؛ فإني لم أسمعها مكسورة.
وقمر " تَمَام وتِمَام "، وَوَلَدٌ " تَمَامٌ وتِمَامٌ "، و " ليل تِمَام " لا غير.

باب فِعال وفُعال بكسر الفاء، وبضمها
" سِوارُ المرأة وسُوار "، و " هو حسن الجِوَار والجُوَار "، و " حِوَار الناقة وحُوَار "، و " شِوَاظ من نار وشُوَاظ "، و " خِوَان وخُوَان " للذي يؤكل عليه، و " الهِيَام والهُيَام " داء يأخذ الإبل، و " النِّداء والنُّداء "، و " الهِتَاف والهُتَاف "، و " رجل شِجَاع وشُجَاع "، و " قوم
(1/545)
________________________________________
شُجْعَان وشِجْعَان " وهو كريم " النِّجَار والنُّجَار "، و " النِّحاس والنُّحاس " أي: الأصل، و " الصِّياح والصُّياح " و " صِوَان الثوب وصُوَانه ": التَّخْتُ أو الوعاء الذي يُصان فيه، و " هُمْ رِهَاقُ مائةٍ ورُهاقُ مائة " كقولك: هم زُهاء مائة، وصار البَيْض " فِلاقاً وفُلاقاً " أي: فَلَقاً، و " إبل طِلاحيَّة وطُلاحِيَّة " تأكُلُ الطَّلْحَ، و " رجلٌ نِبَاطيّ ونُبَاطيٌّ " منسوب وأصابه " إطَامٌ وأُطامٌ " إذا احتبس بطنه.

باب فَعَال وفُعَال بفتح الفاء، وبضمها
" بالثوب عَوَارٌ وعُوَار " و " فَوَاق الناقة وفُوَاقهُا ": ما بين الحَلْبَتين، والصَّقْر " قَطَاميَّ وَقُطاميّ "، أجاب الله " غَوَاثَه وغُوَاثه " من الاستغاثة.
ولم يأت في الأصوات إلا مضموماً مثل " الحُدَاء "، و " الدُّعاء "، و " البُكَاء "، غير " غُوَاث " فإنه يفتح ويضم، وجاء في الأصوات مكسوراً نحو " النِّداء " و " الصِّياح " وقد ضُمَّا أيضا.
قال الكسائي: دخلتُ في " غَمَار الناس، وغُمَارهم " أي: في جماعتهم وكثرتهم وكذلك " خَمَار الناس وخُمَارهم ".
(1/546)
________________________________________
باب فَعَال وفَعِيل
" رجل شَحَاحٌ وشَحِيح "، و " عَقَام وعَقِيم "، و " صَحَاح الأديم وصَحِيح "، و " بَجَالٌ وبَجِيل " وهو الضخم الجليل.
و" رجل كَهَام وكَهِيم " للذي لا نَفْعَ عنده، و " الجَرَام والجَرِيم " النَّوَى، وهما أيضاً التمر اليابس، و " ثَقَال وثَقِيلٌ ".

باب فُعَال وفَعِيل
" طَوِيل وطُوَال "، و " عَرِيض وعُرَاض "، و " كَبِير وُكَبار "، و " خَفِيف وخُفَاف "، و " عَجِيب وعُجَاب "، و " جَلِيل وجُلال "، و " دَقيق ودُقاق "، و " رَقيق ورُقاق "، و " كَريم وكُرام "، و " مَلِيح ومُلاح "، و " جَمِيل وجُمَال "، و " كَثير وكُثار " و " قَلِيل وقُلال "، و " زَحِير وزُحَار "، و " أَنين وأُنان "، و " نَسِيل ونُسَال ": ما سقط من الشعر والوبر والريش، و " شَحيج البغل والغراب وشُحاج "، و " نَهِيق الحمار ونُهَاق "، و " سَحِيل وسُحَال "، و " نَبِيح ونُبَاح "، و " ضِغيب وضُغاب " لصوت الأرنب، و " ذَنِين وذُنَان " لما يسيل من الأنف، و " عَظِيم وعُظَام "، و " جَسِيم وجُسَام "، و " شَجِيع وشُجَاع ".
وحكى الفراء: " صَغِير وصُغَار ".
وحكى أبو زيد: " رجل عُظَام " و " جُسَام " و " ضُخَام " و " طُوَال "، ولم يقل في ضُخَام ضَخِيم، إنما هو ضَخْم، ولكن الأصل فيه ضخيم
(1/547)
________________________________________
على بناء أمثاله، مثل: عظيم، وكبير، وثقيل، وبطيء، وغليظ، فأجازوا فيه " ضُخاماً " على أصل الحرف.
وقد بينت أمثلة هذه الحروف وأضدادها.
وروى أبو عبيدة عن المؤرّج في الأمثال:
نَزْوُ الفُرَارِ اسْتَجْهَلَ الفُرَارا
وقال الفرّاء: " الفُرَار " ولد البقرة الوحشية، قال: ويقال له فَرِيرٌ وفُرَارٌ مثل طَويل وطُوال، وكان غيره يزعم أن " فُراراً " جمع فَرِيرٍ.
قال أبو عبيدة: ولم يأت شيء من الجمع على فُعَال إلا أحرف هذا أحدها. قال: ومنها " تَاوْأم وتُؤام "، و " شاة رُبَّى وغَنَم رُبَاب "، و " ظِئْر وظُؤَار "، و " عَرْق وعُرَاق "، و " رِخْل ورُخَال "، و " فرير وفُرار " قال: ولا نظير لهذه الأحرف.
قال أبو عبيدة: فإذا أرادوا المبالغة شدَّدوا فقالوا " كُرّام " و " كُبّار " و " ظُرَّاف " و " عُجَّاب "، فالكُرّام: أشد كَرَماً من الكُرَام.
وقد يجيء من المشدّد ما ليس من هذا الباب قالوا " حُسّان " للحَسن، و " قُرَّاء " للقاريء، و " وُضَّاء " للوضيء.
(1/548)
________________________________________
باب فَعَال وفُعول
" الثّبات والثُّبُوت "، و " الذَّهَاب والذُّهُوب "، و " الفَسَاد والفُسُود "، و " الصَّلاح والصُّلُوح "، و " قطاع الطير وقُطُوعها " وهو أن تقطع من بلد إلى بلد، فأما " قَطَاعُ الماء " يعني انقطاعه فمفتوح، و " القَتَام والقُتُوم "، و " فَرَغْتُ من الأمر فَرَاغاً وفُرُوغاً ".

باب فُعال وفُعول
هو " الكُلاحُ والكُلوح "، و " السُّكات والسُّكُوت " و " الصُّمَات والصُّمُوت "، و " رَزَحَت الناقة رُزَاحاً ورُزُوحاً " إذا سقطت من الهُزال والتعب.

باب فِعَال وفُعُول
هو " النِّفار والنُّفور "، و " الشِّرَاد والشُّرُود "، و " الشِّبَاب " من شَبَّ الفَرَسُ و " الشُّبُوب "، و " الشِّماس " من شَمَسَ و " الشُّمُوس "، و " الطَّمَاح " من طَمَحَ و " الطُّمُوح ".
(1/549)
________________________________________
باب فِعْلٍ وفَعَال
" رَجُلٌ حِلٌّ وحَلال "، و " حِرْمٌ وحَرَامٌ ".

باب فِعْل وفِعَال
" رِيشٌ ورِيَاش "، و " لِبْس ولِبَاس "، و " دِبْغ ودِبَاغ ".

باب ما جاء على فعالة مما فيه لغتان فَعَال وفِعَالة بفتح الفاء، وبكسرها
هي " الرَّطَانة والرِّطَانة "، و " الوَقَاية والوِقَاية "، و " الوَكَالة والوِكالة "، ودليلٌ بيِّن " الدَّلالة والدِّلالة "، ومَهَرْتُ الشيء " مَهَارةً ومِهَارة "، و " الوَصَاية والوِصَاية "، و " الجَنَازة والجِنَازة "، و " الجَرَاية والجِرَاية "، و " البَدَاوة والبِدَاوة "، و " الحَضَارة والحِضَارة "، و " الوَلايَة " من الموالاة، و " الوِلاية "، و " الوَزَارة والوِزَارة " والكسر أجود، و " الرَّضَاعة والرِّضَاعة "، و " الخَلالة والخِلالة " مصدر خَليل. ويقال أيضاً " الخُلُولة ". وقد نَوَت الناقة تَنْوي " نَوَاية " ونِوَاية " إذا سَمِنَتْ، و " الجَدَاية والجِداية " الرَّشَأ.
(1/550)
________________________________________
فِعَالة وفُعَالة بكسر الفاء، وبضمها
" بِشارة وبُشارة "؛ قال الأصمعيُّ: الكسر وحده لا غير.
وروى الكسائي: " الزِّيارة والزُّوَارة "، و " دِوَايَة اللبن ودُوَايته " للجِلْدَة الرقيقة التي تعلوه، وهي " الخِفَارة والخُفَارة "، و " الفِتَاحة والفُتاحة "، وهي المحاكمة.

فَعَالة وفُعَالة بفتح الفاء، وبضمها
في صوته " رَفَاعَةٌ ورُفَاعة " أي: عُلُوٌّ وعليه " طَلاوَة من الحسن وطُلاوَة ".

باب ما جاء على فَعالة وفُعُولة
" فَسُلَ فَسَالةً وفُسُولة "، و " رَذُلَ رَذَالةً ورُذُولةً " وفارسٌ بيِّن " الفَرَاسة والفُروسة "، ولحية كثَّة بيِّنة " الكَثَاثة والكُثُوثة " وجَلْد بيِّن " الجَلادة والجُلودة "، وشَعْر وَحْف بيِّن " الوَحَافة والوُحُوفة " إذا كان كثيراً وشعر جَثْل بيِّن " الجَثَالة والجُثُولة " وشعر جَعْدٌ بيِّن " الجَعادة والجُعُودة " ووَقاحٌ بين " الوَقَاحة والوُقُوحة ".
(1/551)
________________________________________
باب ما جاء على مفعل فيه لغتان مَفْعَلٌ ومَفْعِلٌ بفتح العين، وبكسرها
" مَنْسَج الثوب " حيث ينسج و " مَنْسِجٌ "، " مَغْسَلُ الموتى " حيث يُغْسَلون و " مَغْسِل "، و " مَقْبَضُ السيف ومَقْبِضُه " و " مَضْرَبُه ومَضْرِبه "، و " المَنْسَك والمَنْسِك "، و " المَسْكَن والمَسْكِن "، و " مَفْرَق الطريق ومَفْرِقه ". وكذلك " مَفْرَق الرأس "، و " مَطْلَع ومَطْلِعٌ "، و " مَحْشَرٌ ومَحْشِرٌ " و " مَنْبَتٌ ومَنْبِتٌ "، و " مَدَبُّ السيل ومَدِبُّ "، وهو " مَحَلُّ أجْرٍ ومَحِلُّ أجْرِ ".
كل ما كان على فَعَلَ يفعِل فالاسم منه مكسور، والمصدر مفتوح قال الله جل ثناؤهالكتّاب smile.gif أيْنَ المَفَرُّ (فمن قرأه بالفتح أراد أين الفرار، وإن أراد المكان الذي يُفَر إليه قال " المفِرُّ " بالكسر، وتقول: " هذا مَضْرِبُ فلان " تريد الموضع الذي ضَرَبَ إليه وبَلَغه، فإن أردت المصدر قلت: " إن في ألف درهم لَمَضْرَباً " أي: ضَرْباً، قال الله جل ثناؤهالكتّاب smile.gif وجَعَلْنا النَّهارَ مَعَاشاً (يريد عيشاً، وهو مصدر.
وقد جاء بعض المصادر على " مَفْعِل " والأول أكثر وأقيس، قال جل ثناؤه:
(1/552)
________________________________________
) إلى الله مَرْجِعُكم (أي: رُجُوعكم، وقال عزّ وجلّالكتّاب smile.gif ويَسْألونَكَ عن المَحِيض (أي: الحيض.
فإذا كان يفعَل منه مفتوح العين فالموضع والمصدر مفتوحان، نحو " المَذْهَب " و " المَشْرَب "، وربما كسروا العين في مفعل إذا أرادوا الاسم، وليس بالكثير، قالوا: " المَكْبِر " وهو شاذ، وكذلك " المَحْمِدَة ".
فإذا كان يَفْعُلُ مضموم العين فالاسم والمصدر مفتوحان، مثل " المَدْخَل " و " المَخْرَج " و " المَطْلَب " إلا أحرفاً كسرت، مثل " المسجِد " و " المطلِع " و " المغرِب " و " المشرِق " و " المَسْقِط " و " المَفْرِق " و " المَجْزِر " و " المَنْسِك " من نَسَك يَنسُك، جعلوا الكسر علامة للاسم، وربما فتحه بعض العرب في الاسم ولزموا القياس.
وقد رُوي " مَسْكَن ومَسْكِن " و " مَسْجَدَ ومَسْجِد "، وقال بعضهم: " المَسْجَدُ: موضع السجود، والمَسْجِد: اسم البيت ".
وقالوا: " مَطْلِع ومَطْلَع ".
قالوا: والفتح في هذه الأحرف التي كسرت جائز، وإن لم يسمع في بعضهما.
(1/553)
________________________________________
وما كان من ذوات الياء والواو - مثل مَغْزًى من غَزَوْت، ومَرْمَى من رَمَيْت - فمفعَل مفتوح، اسماً كان أو مصدراً، إلا " مَأْقِي العين "، و " مَأوي الإبل " فإن العرب قد تكسر هذين الحرفين، وهما نادران.
وما كان فاء الفعل منه واواً - مثل وَعَدَ وَوَرَد وَوَضَعَ - فإن مفعلاً منه مكسور، اسماً كان أو مصدراً، نحو " المَوْعِد " والمَوْرِد " و " المَوْضِع " و " المَوْقِع " إلا أحرفاً جاءت نادرة، وقال أكثرهم " مَوْحِل "، وقال بعضهم " مَوْحَل " قال الهُذَلي:
فأصْبَحَ العِينُ رُكوداً على ال ... أوْشازِ أن يَرْسخنَ في المَوْحَلِ
ويروى المَوْحِل والمَوْحَل جميعاً.
قال: و " مَوْرَق " و " مَوْهَب " و " مَوْكَل " اسم رجل أو مكان، و " مَوْحَد " معدول عن واحد، يقال: " دَخَل القَوْم مَوْحَدَ مَوْحَد " كما يقال " أُحَاد أُحَاد ".
(1/554)
________________________________________
مُفْعَل ومِفْعَل بضم الميم وبكسرها، مع فتح العين فيهما
" مُصْحَف ومِصْحَف "، و " مُغْزَل ومِغْزَل "، و " مُخْدَع ومِخْدَع "، و " مُطْرَف ومِطْرَف "، و " مُجْسَد ومِجْسَد ".
قال بعضهم: المُجْسَد: ما صبغ بالجِساد فأجيد وأشْبِعَ صِبْغُه، والجساد: الزَّعفران، والمِجْسَد: الذي يلي الجسد من الثياب.
وقال الفرّاء: المُجْسَد والمِجْسَد واحدٌ، وهو من " أجْسد " أي: ألصق بالجلد، فكسر أوله بعضُهم استثقالاً للضم، وكذلك قالوا " مِصْحَف " وهو مأخوذ ممن " أُصْحِف " أي: جمعت فيه الصحف، فكسر أوله بعضهم استثقالاً وأصله الضم، و " مِطْرَف " وهو من " أُطْرِفَ " أي: جعل في طرفيه العَلَمان، و " مُغْزَل " وهو من " أُغْزِلَ " أي: أدير وفُتِلَ، قال: فمن ضم الحرف من هذه جاء به على أصله، ومن كسره فلاستثقاله الضمة.

مَفْعِل ومِفْعِل بفتح الميم وبكسرها، مع كسر العين
قالوا " مَنْخِر ومِنْخِر " بكسر الميم؛ لا يعرف غيره.
(1/555)
________________________________________
مُفْعِل ومِفْعِل بضم الميم وبكسرها، مع كسر العين
قالوا: " مُنْتِن " و " مِنْتِن " بكسر الميم؛ لا يعرف غيره، فمن أخذه من أنْتَنَ قال: مُنْتِن، ومن أخذه من نَتُنَ قال مِنْتِن.

مُفْعُل ومِفْعَل بضم الميم والعين، وبكسر الميم وفتح العين
قالوا: " مُدُقٌّ " و " مِدَقٌّ " لا يعرف غيره، فمن قال مُدُق جعله مثل مُسْعُط ومُدْهُن، ومن قال مِدَق جعله مثل مِحْلَب.

مُفْعَل ومَفْعَل بضم الميم وبفتحها، مع فتح العين
ما جاوز بنات الثلاثة فلك فيه وجهان؛ تقول " مُخْرَج صِدْق " و " مُدْخَل صِدْقٍ "، إن جعلته من أخْرَج يُخْرِج وأَدْخَل يُدْخِل، وإن جعلته من خَرَجَ ودَخَلَ قلت " مَدْخَل " و " مَخْرَج "، وكذلك " مُمْسَى ومُصْبَح " و " مَمْسَى ومَصْبَح "، و " باسم الله مُجْرَاها ومُرْسَاها " ومَجْرَاها ومَرْساها وقد قرئ بهما جميعاً.
(1/556)
________________________________________
مِفْعَل ومَفْعَل بكسر الميم وبفتحها، مع فتح العين فيهما
قال الكسائي: يقال " المِشْعَرُ الحرام " و " المَشْعَرُ الحرام "، وأكثر العرب على كسرها، ولا يقرأ بذلك، ولا يعرف غيرُ هذا الحرف.
وأكثر ما جاء - مما يستعمل مكسور الميم - نحو " مِقْطَع " و " مِبْضَع " و " مِخْرَز " و " مِحْلَب " للقَدَح الذي يُحْلَب فيه؛ فإن جعلت شيئاً من هذا مكاناً فتحت الميم؛ فالمَقْطَع: الموضع الذي يقطع فيه، والمِقْطَع: الشيء الذي يقطع به، و " المَقَصُّ ": الموضع الذي يُقَصُّ فيه، والمِقَصُّ: المِقْرَاض، و " المَفْتَح ": الموضع الذي يفتح فيه، والمِفْتَح: المفتاح، وكذلك إن جعلت شيئاً من هذا مصدراً فهو مفتوح.

مُفْعُل ومُفْعَل بضم الميم، مع ضم العين أو فتحها
قالوا: " مُنْخُل ومُنْخَل " و " مُنْصُل ومُنْصَل " للسيف، وهذا مما يستعمل وأوله مضموم، ومما ضُمَّ من هذا الفن أوله " مُسْعُط " و " مُدْهُن " و " مُكْحُلة " ولا يقال فيه غير ذلك.

مِفْعَل وفِعَال
قالوا: " مِسَنّ وسِنَان "، و " مِسْرَدٌ وسِرَاد " وهو الإشْفَى، و " مِعْطَف وعِطَاف "، و " مِلْحَفٌ ولِحَاف "، و " مِقْرَم وقِرَام "، و " مِنْطَق ونِطَاق ".
(1/557)
________________________________________
مِفْعَل ومِفْعَال
قالوا: " مِفْتَح ومِفْتَاح " وأصله مِفتَح، وكذلك " مِضْرَب ومِضْرَاب "، " ومِقْرَضٌ ومِقْرَاض، و " مِصْبَح ومِصْبَاح "، و " مِنْسَج ومِنْسَاج "، و " مِقْوَل ومِقْوَال ".

باب ما جاء على مَفْعَلَة فيه لغتان مَفْعَلَة ومَفْعِلَة بفتح الميم، مع فتح العين أو كسرها
" أرضٌ مَهْلَكَة ومَهْلِكَة " و " مَضَلَّة ومَضِلَّة "، وهو " عِلْق مَضَنَّة ومَضِنَّة "، و " مَعْتَبَة ومَعْتِبة " ولا " تَلَثّوا بدار مَعْجَزَة " و " مَعْجِزة " أي: تعجزون فيها عن طلب الرزق " أَخَذَتْني منه مَذَمَّة ومَذِمَّة "، وهي " مَضْرَبَة السيف ومضرِبته ".

مَفْعَلَة ومَفْعُلَة بفتح الميم، مع فتح العين أو ضمها
" عبد مَمْلَكَةٍ ومَمْلُكَة " إذا ملك ولم يملك أبواه و " مَأْكَلَة ومَأْكُلَة "، و " مَأْرَبَة ومَأْرُبَة ": الحاجة، و " المَأْدَبَة والمَأْدُبَة " الطعام يدعى إليه، و " مَصْنَعَة البناء ومَصْنُعَته "، و " مَحْرَمَة ومَحْرُمَة "، و " مَزْبَلَة ومَزْبُلَة "، و " مَقْبَرَة ومَقْبُرَة "، و " مَخْرَأَة ومَخْرُؤَة "، و " مَخْبَرَة
(1/558)
________________________________________
ومَخْبُرَة "، و " مَأْثَرَة ومَأْثُرَة "، و " مَعْرَكَة ومَعْرُكَة "، و " مَيْسَرَة ومَيْسُرَة "، و " مَفْخَرَة ومَفْخُرَة "، و " مَزْرَعَة ومَزْرُعَة "، و " مَبْطَخَة ومَبْطُخَة "، و " مَشْرَبَة ومَشْرُبَة "، وهي كالصفة بين يدي الغرفة، و " مَقْنَأَة ومَقْنُؤَة " المكان الذي لا تطلع عليه الشمس، وما بينهم " مَقْرَبَة ولا مَقْرُبَة " أي: قرابة.

مَفْعَلَةٌ ومِفْعَلَةٌ بفتح الميم أو كسرهما، مع فتح العين فيهما
" المَبْنَاة والمِبْنَاة " النِّطْعُ، و " مَثْنَاة ومِثْنَاة " الحبل.
قال الفراء: يقال " مَرْقَاة ومِرْقَاة " والفتح أكثر، وكذلك " مَسْقَاة ومِسْقَاة " من جعلهما آلة تُسْتعمل كَسَرَ، مثل: " مِغْرَفة " و " مِقْدَحَة " و " مِصْدَغَة "، ومن جعلهما موضعاً للارتقاء وللسقي نَصَبَ.

مَفْعَلَةٌ ومُفْعَلَةٌ بفتح الميم أو ضمها، مع فتح العين فيهما
" أغْنَيْتُ عَنْك مَغْناةَ فُلانٍ ومُغْنَاتَهُ "، وأجزأتك " مَجْزَأَة فُلانٍ ومُجْزَأَتَهُ ".
(1/559)
________________________________________
باب ما جاء على فعلل وفيه لغتان فُعْلُلٌ وفُعْلَلٌ بضم الفاء مع ضم اللام الأولى أو فتحها
" دُخْلُل فُلانٍ ودُخْلَلُه " أي: خاصّته، و " رَجُلٌ قُعْدُدٌ وقُعْدَد " إذا كان قريب الآباء إلى الجد الأكبر، و " جُؤْذُر وجُؤْذَر "، و " قُنْفُذ وقُنْفَذ " و " عُنْصُل وعُنْصَل " للبصل البَرِّيِّ، و " العُنْصُر والعُنْصَر " الأصل، و " البُرْقُع والبُرْقَع "، و " طُحْلُبٌ وطُحْلَبٌ ".

فِعْلِلٌ وفَعْلَلٌ بكسر الفاء واللام الأولى جميعاً، أو فتحهما
" جِنْجِنٌ وجَنْجَنٌ " لواحد الجناجن، وهي عظام الصدر، وبفيه " الإِثْلِبُ والأَثْلَبُ " و " الكِثْكِثُ والكَثْكَثُ " أي: التُّرابُ.
ومما جاء بالهاء " ناقة عِجْلِزَة وعَجْلَزَة "، و " المالُ بَيْنَنا شَقُّ الإبْلِمَة والأبْلَمة " وقد روي الأبْلُمَة أيضاً، بمعنى واحد، وهي الخُوصَة.

باب فِعْلال وفُعْلُول
" شِمْرَاخ وشُمْرُوخ "، و " عِثْكَالٌ وعُثْكُول "، و " إِثْكَالٌ وأُثْكُول " مثله، و " عِنْقَاد وعُنْقُود "، و " جِذْمَار وجُذْمُور "، وهي قطعة تبقى من السَّعَفَة إذا قطعت، و " ثِفْرَاق وثُفْروق "، و " مِعْلاق ومُعْلُوق ".

باب أفْعَلِ وفَعِلٍ
" أشْعَث وشَعِث "، و " أجْرب وجَرِب "، و " أخْشَن وخَشِن "،
(1/560)
________________________________________
و " أحْمَق وحَمِق "، و " أقْعَس وقَعِس "، و " أكْدَر وكَدِر "، و " أعْمَى وعَمٍ "، و " أنْكَد ونَكِد "، و " أوْجَل ووَجِل " قال الشاعر:
لَعَمْرُكَ ما أدري وإني لأوْجَلُ ... على أيّنا تَغْدو المَنِيَّةُ أوَّلُ
و" أوْجَرَ وَوَجِر "، " أشْنَع وشَنِع "، قال أبو ذؤيب:
....واليومُ يَوْمٌ أشْنَعُ
وشنيع أيضاً، و " أرْمَد ورَمِد ".

باب فَعِيل وفاعِل
" ضَرِيبُ قِداح وضَارب "، و " صَرِيم وصَارِم "، و " عَرِيف وعَارِف "، وأنشد:
بَعثوا إليَّ عَرِيفَهُمْ يَتَوسَّمُ
(1/561)
________________________________________
أي: عارفهم.
و" سَمِيع وسامِع "، و " عَليم وعالِم "، و " قَدير وقادِر "، و " حَفيظ وحافِظ "، و " غَريق وغارِق " قال أبو النجم:
مِنْ بينِ مَقْتول وطافٍ غارِقِ
أي: غريق.

باب فَعْلِ وفَعِيلٍ
" جَدْبٌ وجَدِيبٌ " و " شَخْتٌ وشَخِيتٌ "، و " سَمْجٌ وسَمِيجٌ "، قال أبو ذؤيب:
فإنْ تَصْرمي حَبْلي وإنْ تَتَبدَّلي ... خَليلاً ومنهمْ صالِحٌ وسَمِيجُ

باب فَعِل وفَعِيل
" أَنِقٌ وأَنِيقٌ "، وبَهِجٌ وبَهجٌ وبَهيجٌ "، ولسان " ذَلِقٌ وذَليقٌ " و " طَرِف " في النّسَبِ و " طَريفٌ "، و " حَزِنٌ وحَزينٌ "، و " كَمِدٌ وكَميدٌ ".
(1/562)
________________________________________
باب فَعُولٌ وفَعِيل
سَمُحتْ " قَرُونَتُهُ وقَرينَتُه " أي: نَفْسُه، و " الحَصُور والحَصِير " الذي لا يَشْرَبُ مع القوم من بخله، و " أَتانٌ وَدِيقٌ وَوَدوقٌ " و " هو الكَذّابُ الأثيمُ الأثُومُ "، و " هو الفتيتُ والفَتُوت "، و " نَجيءُ العينِ ونَجُوءُ العين ".

باب فاعَلٍ وفاعِل بفتح العين، وبكسرها
" تابَلُ القِدْرِ وتابِلُ "، و " رامَكٌ ورامِكٌ " لِضَرْب من الطِّيب.

باب فَعْلَى وفُعْلَى بفتح الفاء أو ضمها، مع سكون العين فيهما
قالوا: " فَتْوَى وفُتْيَا "، و " بَقْوَى وبَقْيَا "، و " ثَنْوَى وثُنْيَا "، و " رَعْوَى ورُعْيَا " وأما القُصْوَى والقُصْيا فمضمومة الأول في اللغتين جميعاً.

باب فاعَل وفَاعَال
" دانَقٌ ودَانَاقٌ "، وخاتَمٌ وخَاتَامٌ ".
(1/563)
________________________________________
باب ما جاء فيه لغتان من حروف مختلفة الأبنية ما يُضم ويُكسر
" القُرْطُمْ والقِرْطِمْ "، و " الحُوَلاءُ والحِوَلاء "، و " أُثْفِيَّة وإِثْفِيَّة "، ويقال للوسادة: " نُمْرُقة ونِمْرِقَة "، ولواحد الأساورة: " أُسْوَار وإسْوَار "، و " أُخْوَة وإخْوَة " جمع أخٍ، و " قُضْبَان وقِضْبَان " جمع قضيب، و " قُثاءٌ وقِثَّاء ".
ورجل " تُرْعِيَّة وتِرْعِيَّة " للذي يُجيد رِعْيَة الإبل، و " الخَيلاءُ والخِيَلاء "، و " جُنْدُب وجِنْدَب " اسم، و " يُوسُف ويُوسِف " و " يونُس ويونِس "، و " سُفْيَان وسِفْيَان "، و " ذُبْيَان وذِبْيَان "، و " المُغيرَة والمِغيرَة ".

ما يُضم ويُفتح
" الجُدَرِيَّ والجَدَرِيَّ "، و " قَوْمٌ كُسَالى وكَسَالى "، و " عُجَالى وعَجَالى "، و " غُيَارى وغَيَارى "، و " سُكَارى وسَكَارى "، و " جاء القوم بأجْمُعِهِمْ وأجْمَعِهِمْ ".

ما يُكسر ويُفتح
" مِنْجَنيق ومَنْجَنيق "، و " دِيماس ودَيْمَاس "، و " الشِّرْيان والشَّرْيان " شجر تُعْمل منه القِسيُّ.
(1/564)
________________________________________
ويوم " الأربِعَاء " - بكسر الباء وفتح الهمزة - وهي الجيدة، وحكى الأصمعي " الأربَعَاء " بفتح الباء، وحكاها ابن الأعرابي أيضاً.
و" شَأْوٌ مُغَرِّبٌ ومُغَرَّب " أي: بعيد، و " الذَّفارَي والذَّفارَى " جمع ذِفْرى، و " عَذَارَى وعَذَارِي "، و " صَحَارَى وصَحَاري "، وهي " الطَّنْفَسَة والطِّنْفِسَة "، و " زَبِيل " مفوحة الزاي، فإن كسرتها زدت نوناً فقلت " زِنْبيل "، ولا يقال: ز " نْبيل.
و" المِرْعِزَّى " إن شدَّدت الزاي قصرت، وإن خفَّفتها مَدَدت، وكذلك " القُبَيْطَاء والقُبَّيْطي " النَّاطِف، و " الباقِلّي والباقِلاء " أيضاً.
و" الحُلِيُّ " إن شدَّدت ضممت أوله، وإن خففت فتحت أوله فقلت: " الحلى ". قال الفراء: الحُلِيُّ جمع حَلْي، مثل: وَحْى ووُحِيّ.
و" قُوَبَاء " بفتح الواو مؤنثة لا تنصرف، وجمعها قُوَب، وإن سكنت الواو ذكَّرت وصرفت، وهي " القَلْنَسُوَة والقُلَنْسِية " إذا فتحت القاف ضممت السين وإذا ضممت القاف كسرت السين؛ وهي " الإِرْزَبَّة " التي يضرب بها - بالتشديد - فإذا قلتها بالميم خففت فقلت: مِرْزَبَة، وأنشد
(1/565)
________________________________________
الفرء:
ضَرْبَكَ بالمِزْرَبَةِ العودَ النَّخِرْ
وهو " البارِيّ " بالتشديد - فإذا خففت زدت ألفاً فقلت: " البارِياء " ممدود، وهو " عُشْرُ " الشيء، فإن فتحت العين قلت: عَشِيرٌ، فزدت ياء، وكذلك " ثَمِينٌ " و " خَمِيسٌ " و " ثَلِيثٌ " و " نَصِيفٌ " في الثمن والخمس والثلث والنصف.
قال أبو زيد: و " تَسِيعٌ " و " سَبِيعٌ " و " سَدِيس "، وأنكر " خميس " و " ثليث "؛ قال الشاعر:
فما صارَ لي في القَسْمِ إلاَّ ثَمينُها
وقال آخر:
لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصِيفُ
ويقال " أُحَاد " و " ثُنَاء " و " ثُلاث " و " رُبَاع " كل ذلك لا ينصرف ولم
(1/566)
________________________________________
نسمع فيما جاوز ذلك شيئاً على هذا البناء غير قول الكُمَيْت:
..... خِصَالاً عُشَارا
وأجرى هذا المجرى، وأنشد لصخر السُّلمي:
ولقدْ قَتَلْتُكُمُ ثُنَاءَ ومَوْحَداً ... وتَركتُ مُرَّةَ مثلَ أمْسِ الدَّابِرِ
ويقال " مَثْنَى " كما قيل " مَوْحَد " ولا يُنَوَّن؛ لأنه معدول قال الشاعر:
ولكِنَّما أهلي بِوادٍ أنيسُهُ ... ذِئابٌ تَبَغَّى النَّاسَ مَثْنَى ومَوْحَد
(1/567)
________________________________________
باب ما يقال بالياء والواو
رجل " سُبْرُوتٌ وسِبْرِيت "، وبينهما " بَوْنٌ " في الفَضْل، و " بَيْنٌ "، فأما في البعد فلا يقال إلا " بَيْنٌ "؛ أتانا لِتَوْفاق الهلال وتِيقاق، أي: حين أُهِلَّ الهلال؛ وهو يمشي الخَوْزَلى والخَيْزَلى؛ وهي العُجَاوَة والعُجَايَة، لعصبة تكون في فِرْسِن البعير؛ وهو سريع الأبْيَةِ والأوْبَة؛ وهي المصائِبُ والمصاوِب؛ أجد بقلبي لَوْطاً ولَيْطاً؛ وهذه نُقَاوَة الشيء ونُقَايَتُه، أي: خِيَاره؛ وفلان أَحْوَل منك وأَحْيَل، من الحيلَة؛ وهو المُتَأَوِّبُ والمتَأَيِّبُ؛ وهو من صُيَّابة قومه وصُوَّابتهم، أي: صميمهم؛ وداهية دَهْيَاءُ ودَهْوَاء؛ وأرض مَسْنَوّة ومَسْنِيَّة؛ وفلان مَرْضَوٌّ ومَرْضِيٌّ، ومَجْفُوٌّ ومَجْفِيٌّ، قال الشاعر:
ما أنا بالجافي ولا المَجْفِيِّ
قالوا: بناه على جُفِيَ، وقال الآخر:
(1/568)
________________________________________
أنا اللَّيْثُ مَعْدِيّاً عليهِ وعادِيا
بناه على عُدِيَ عليه.
واشتدَّ " حَمْوُ الشَّمسِ وحَمْيُها "، وهو " بِلْوُ سَفَرٍ وبِلْيُ سفرٍ " للذي قد بَلاه السفر، وهو " العَبَيْثُران والعَبَوْثُرَان " لضرب من النبت طيب الريح.
قال أبو زيد: تثنية عرف النَّسَا نَسَيان ونَسَوان، وتثنية الرضا رِضَوَان ورِضَيَان، والحِمَى حِمَوَان وحِمَيان، والرَّحا رَحَوان ورَحَيَان، ونقا الرمل نَقَوَان ونَقَيَان، وجمع صائم: صُوَّم وصُيَّم، ونائم: نُوَّم ونُيَّم، وخائف: خُوَّف وخُيَّف.
قال الفرَّاء: من قاله بالواو فعلى أصله، ومن قاله بالياء فعلى خائف ونائم، بَنَوْا جمعه على واحده.
وجمع مِيثرة: مَيَاثِر ومواثر، والميثاق: مَوَاثق ومَيَاثق، ولأقاوِمُ والأقايِمُ: القَوْمُ، وجمع حائر: حورَان وحِيران.

باب ما يقال بالهمز والياء
" يَبْرِينَ وأَبْرِين " الرَّمْلُ، و " يُسْرُوع وأُسْرُوع ": دودة، و " اليَرَقان والأرَقان " يقال: زَرْعٌ مَأْرُوق ومَيْرُوق، ورمح
(1/569)
________________________________________
يَزَنِيّ وأَزَنِيّ؛ منسوب إلى ذي يَزَن، ورجل يَلَنْدَدٌ وأَلَنْدَد: الخصم، ورجل يَلْمَعِيّ وأَلمَعِيّ: الذكي، وأعْصُر ويَعْصُر، والأرَنْدَجُ واليَرَنْدَجُ: الجلد الأسود، ويَلَمْلَمُ وأَلَمْلَم: ميقات أهل اليمن في إحرامهم، ويَلَنْجُوج وأَلَنْجُوج: العود الذي يُتَبَخَّر به، وطيرٌ يَنَادِيد وأَنادِيد: متفرقة بمعنى أبابيل، و " عَظَاءَة وعَظَاية "، و " عَبَاءَة وعَبَايَة " و " صَلاءَة وصَلايَة ".

باب ما يقال بالهمز وبالواو
" وُشَاحٌ وإِشَاحٌ "، و " وِعَاءٌ وإعَاءٌ "، و " إكافٌ ووِكَافٌ "، و " إسَادَة وَوِسَادة "، و " وِقَاءٌ وإقاءٌ ".

باب ما جاء فيه ثلاث لغات من بنات الثلاثة
" رأيته قَبَلاً وقِبَلاً وقُبُلاً " أي: مُعايَنَةً، و " خِرْصُ الرمح وخَرْصُه وخُرْصه "، و " قَطْبُ الرَّحا وقِطْبُ وقُطْبُ "، وهو " العُمْرُ والعَمْرُ والعُمُرُ "، وكذلك " العُصْر والعَصْر والعُصُر " أي: الدهر، وهو " الوَلَدُ والوُلْدُ والوِلْدُ " وهو " الرَّغْمُ والرِّغْمُ والرُّغْمُ "، وهو " المَشْط والمِشْط والمُشْط "، و " سِقْط الرَّمْل وسُقْط وسَقْط " أي: مُنْقَطِعَه، وسقط المرأة والنار فيه اللغات الثلاث، و " الفَتْك والفِتْك والفُتْك " أن يَقْتُل الرجل
(1/570)
________________________________________
مجاهرة، و " الدَّدَنُ والدَّدَا والدَّدُ ": اللعب، و " صَغْوُهُ معك وصِغْوُه وصَغَاه " وشربت الماء " شُرْباً وشِرْباً وشَرْباً " وهذا " فَمٌ وفُمٌ وفِمٌ "، وكان الأصمعي يروي:
إذْ تَقْلِصُ الشَّفَتانِ عنْ وضَحِ الفَمِ
وشنئته " شَنْئاً وشِنْئاً وشُنئاً "، ورجل " قَزّ وقِزّ وقُزّ " للمتقزز، وهو " الزَّعْمُ والزِّعْمُ والزُّعْمُ "، وهو " الوَجْد والوِجْد والوُجْد " من المَقْدُرَة، ورجل ذو " طَبٍّ وطِبٍّ وطُبٍّ " أي: حِذْق، وهو " قَلْبُ النَّخْلة وقِلْبُها وقُلْبها "، والصنم " نَصْب ونُصْب ونُصُب "، مثل " العَمْر والعُمْر والعُمُر ".

باب فعلَةٍ بثلاث لغات
" كلّمته بِحَضْرَة فلان وحِضْرَة وحُضْرة ". قال الكسائي: وكلهم يقولون " بحَضَر فلان ". واليمن " أَلْوَة وإلْوَة وأُلْوَة "، و " رَغْوَة اللبن ورِغْوَة ورَغوة "، و " صَفْوَة الشيء وصِفْوَة وصُفْوَة "، فإذا نزعوا الهاء
(1/571)
________________________________________
قالوا " صَفْو الشيء " ففتحوا لا غير.
قال الأصمعي: أخذت " صِفْوة الشيء وَصَفْوُه " كما يقال للصدر بَرْك وبِرْكة.
أوطأته " العَشْوَة والعِشْوَة والعُشْوَة "، وهي " الرَّبْوَة والرَّبوة والرُّبْوَة " للمكان المرتفع، وهي " وَجْنَة ووِجْنَة ووُجْنَة "، و " جَذْوة من النَّار وجِذْوة وجُذْوة "، و " جَثْوَة وجِثْوَة وجُثْوَة "، وهي " الغَشْوَة والغِشْوَة والغُشْوَة "، وفيه " غَلْظَة وغِلْظَة وغُلْظَة "، والحرب " خُدْعَة وخِدْعَة " زاد يونس و " خَدْعَة ".

باب فعال بثلاث لغات
هو " الزَّجَاج والزِّجَاج والزُّجَاج "، وهو مقطوع " النَّخَاع والنِّخَاع والنُّخاع " وهو الأبيض الذي في جوف الفقار، وهو " قَصَاص الشعر وقِصَاص وقُصَاص "، وهو " الوِشاح والإشاح والوُشاح " وفي طعامه " زُوَان وزُؤان " مهموز و " زِوان "، وهو " جُمَام المكّوك وجِمَام وجَمَام " و " صُوَان وصِوَانٌ وصَوَان "، عن أبي زيد: " نحنُ منكم بَرَاء وبُرَاء وبِرَاءٌ ".
(1/572)
________________________________________
باب فعالة بثلاث لغات
أتيته " مَلاوَةً من الدهر ومُلاوة ومِلاوة "، وهي " رَغَاوة اللبن ورُغاية ورُغاوة "، و " الخَلالَة والخِلالَة والخُلالَة " مصدر خالَلْتُه، سقط على " حَلاوة القَفا، وحُلاوة القفا، وحُلاوى القفا ".

باب ما جاء فيه ثلاث لغات من حروف مختلفة الأبنية
هو " بُرْقُع وبُرْقَع وبُرْقُوع "، والخوصة " الأبْلَمَة والإبلِمة والأُبْلُمة "، و " خاتَم وخَيْتام وخاتام "، و " سِيمَا " مقصور و " سِيماء " ممدود و " سِمِيَاء " بزيادة الياء، وهي لغة لِثَقيف بالمد، قال أبو زيد: " عَنَاقٌ تُحْلُبة وتِحْلِبة وتُحْلَبة " للتي تُحْلَب قبل أن تحمل.

باب ما جاء فيه أربع لغات من بنات الثلاثة
" العَفْو والعِفْو والعُفْو والعَفَا ": وَلَدُ الحمار، وأنشد المفضل:
(1/573)
________________________________________
وطَعْنٍ كَتَشْهاق العَفَا هَمَّ بالنَّهْقِ
ويقال " عَضْد وعَضُد وعُضْدٌ وعُضُد "، و " عَجْز وعُجْز وعَجُز وعُجُز "، و " نِطْع ونَطْع ونَطَع ونِطَع ". و " شُغْل وشُغُل وشَغْل وشَغَل ". و " رَحِمٌ ورِحْم ورَحَم ورَحْم ". و " اسْم واَسْم وسِمٌ وسُمٌ ". و " حَمَا المرأة وحَمُوها " مثل أبوها و " حَمْؤُها " مهموز و " حُمُها " بلا همز.

باب ما جاء فيه أربع لغات من حروف مختلفة الأبنية
" صَدَاق المَرْأة وصِدَاق وصُدْقَة وصَدُقَة "، و " عُنْوَان وعُنْيَان وعُلْوان ". وهو " العُرْبَان والعُرْبُون والارْبَان والأُرْبُون ". وأغنيت عنك " مَغْنَى فلان ومُغْنَاه ومَغْناتَه ومُغْناتَه "، وكذلك أجزأتُكَ " مَجْزَأ فلانٍ ومُجْزَأَه ومَجْزَأَتَه ومُجْزَأَتَه "، و " المَوْت والمُوتان والمَوَان والمُوَات "، وهي " الإِصْبَع والأَصْبَع والأُصْبَع والأُصْبُعُ " قال الأصمعي: الأضحيّة فيها أربع لغات: " أُضْحِيَّة وإضْحِيّة وإضْحِيَّة " وجمعها أضاحيّ، و " ضَحِيّة " وجمعها ضَحايا، و " أضْحَاة "، وجمعها أضْحَى، كما يقال أرْطَاة وأرْطَى، قال: وبه سمي يوم الأضْحَى، وجاء في الحديث " إنَّ على كلّ امرءٍ
(1/574)
________________________________________
في كل عامٍ أَضْحاةً وعَتيرَةً "، وفلان " نَجِيءُ العين " على فَعيل، و " نَجُوءُ العين " على فَعول، و " نَجيءُ العين " على فَعِل، و " نَجُءُ العين " على فَعُل، إذا كان شديد العين، يقال: قد نَجَأْتُه بعيني، و " رُدُّوا نَجْأَة السائل بشيء " وأسمحت " قَرُونُه، وقَرِينُه، وقَرونَتُه، وقَرِينتُه " أي: تبعته نَفْسُه.

باب ما جاء فيه خمس لغات من حروف مختلفة الأبنية
" الشَّمَال والشَّمْأَل والشَّأْمل والشَّمْل والشَّمَل "، و " أُفُرّة الحَرّ وأَفُرَّة وفُرَّة وعُفُرَّة وعَفُرّة " وهي شدة الحر، ويقال: أوله، وطال " طِوَلُكَ وطِيَلُكَ وطُولُك وطِيلُكَ وطُوَلُكَ ".

باب ما جاء فيه ست لغات
" فُسْطاط وفِسْطاط وفُسْتاط وفِسْتاط وفُسّاط وفِسّاط "؛ و " رَغْوة اللبن ورِغْوَة ورُغْوَة ورُغَاوَة ورُغايَة "، ويقال: " أَرُزّ " و " أُرُزٌّ " " أُرْزٌ " مثل كُتْب، و " أُرُزٌ " مثل كُتُب، و " رُزّ " و " رُنْزٌ "، وهو العبد " زَنْمة وزُنْمة وزَنَمة، وزَلْمَة وزُلْمَة وزَلَمَة ".
(1/575)
________________________________________
د باب معاني أبنية الأسماء
كلُّ اسمٍ على فَعَلان فمعناه الحركَةُ والاضطراب، نحو " ضَرَبَان "، و " نَزَوَان " و " غَلَيان " و " جَوَلان " و " طَيَران " و " لَهَبان النار "، و " قَفَزان " و " نَقَزان " و " نَفَزَان " و " خَطَرَان " و " لَمَعَان "، و " وَهَجان النار " و " دَوَرَان " و " طَوَفَان "، وأشباه ذلك كثيرة.
وقد شذ منه شيء؛ فقالوا " المَيَلان " و " مَوَتان الأرض " وليس هما من الحركة في شيء.
قال: وهذا البناء لا يجيء فعله يتعدَّى الفاعل، إلا أن يشذ شيء، قالوا: شَنِئْتُهُ شَنآناً قال: و " فَعْلانُ " كثيراً ما يأتي في الجوع والعطش، وما قاربهما، قالوا: " ظَمْآن "، و " عَطْشان "، و " صَدْيان "، و " هَيْمان " بمعنى عطشان.
وقالوا: " جَوْعان " و " غَرْثان "، و " عَلْهان " وهو الشديد الغَرَثِ والحِرْصِ على الطَّعام، ورجل " شَهْوان للطعام " و " عَيْمان إلى اللبن ".
وقالوا: " قَرِمٌ إلى اللحم " فأخرجوه من هذه البِنْيَة وجعلوه بمنزلة الداء، كما قالوا: دَوٍ، وَوَجِع.
قال: ومما قارب هذا المعنى فَبَنوْهُ بناءَهُ " لَهْفان " و " حَرَّان "
(1/576)
________________________________________
و " ثَكْلان " و " غَضْبان " و " غَيْران " و " خَزْيَان ".
وقال: ومما ضادَّ هذا المعنى فَبَنَوْهُ بناءه " شَبْعان " و " رَيَّان " و " مَلآن " و " سَكْران ". قال سيبويه: و " حَيْران " في معنى سَكْران؛ لأن كليهما مُرْتَجٌ عليه.
قال: و " فَعِلٌ " يأتي في الأدواء وما قارب معناها، يقال: رجل " وَجِعٌ " و " دَوٍ " و " حَبِطٌ " و " حَبِج " و " لَوٍ " و " وَجٍ "، وعَمِيَ قلبه فهو " عَمٍ " جعل العَمَى في القلب بمنزلة الأدواء.
وكذلك " وَجِل " وأشباهه - مما يكون من الذُّعْرُ والخوف - شُبِّه به لأنه داء أصاب قلبه، نحو " فَرِق " و " وَجِل " و " فَزِع " وقالوا: " جَرِب "، و " شَعِث "، و " حَمِقٌ "، و " قَعِس "، و " كَدِر "، و " خَشِن ".
وقالوا: " سَهِك " و " لَخِن " و " لَكِد " و " لَكِن " و " قَنِمٌ "، و " حَسِك " كل هذا للشيء يتغير من الوَسَخِ ويسودُّ، جعلوه كالداء؛ لأنه عيب.
وشبيه بذلك ما تَعَقَّد ولم يسهل، نحو: " عَسِر " و " شَكِس " و " لَقِس " و " ضَبِس " و " لَحِن " و " لَحِز " و " نَكِد " و " لَحِج "؛ لأن هذه أشياء مكروهة؛ فجعلت كالأدواء.
وقد يدخل فَعِيلٌ على فَعِل في بعض هذا الباب، قالوا:
(1/577)
________________________________________
" سَقِيم " و " مَرِيض " و " حَزِين ".
ويدخل أفْعَلُ عليه، قالوا: " شَعِثٌ " و " أشْعَثُ "، و " جَرِب "، " أَجْرَبُ " و " حَمِقٌ " و " أَحْمَق " و " قَعِسٌ " و " أَقْعَس ".
وجاءت أشياء مضادة لما ذكرنا فبنوها على فَعِل، قالوا: " أَشِرٌ " و " بَطِرٌ " و " فَرِحٌ " و " بَهِج " و " جَذِل " و " سَكِر ".
وأدخل فَعِيلٌ على فَعِل كما أدخل في الباب الأول، فقالوا: " نَشِيط ".
وقد يأتي فَعِلٌ أيضاً فيما كان معناه الهَيْج، قالوا: " أرِجٌ " يريدون تحرُّكَ الريح وسطوعها، ورجل " حَمِسٌ " إذا هاج به الغضب، و " قَلِق " و " نَزِق " لأنه خفة وتحرك، و " غَلِقٌ " لأنه طَيْشٌ وخِفَّة، و " سَلِسٌ " لأنه ضدٌّ لعَسِر، و " لَحِج " فبنى بناءه.
ويقال في هذا كله فَعِلَ يَفْعَلُ.

باب الصفات بالألوان
تأتي على أَفْعَلَ، نحو: " آدمُ " و " أَعْيَسُ " و " أَصْهَبُ " و " أَكْهَبُ " و " أَقْهَبُ " و " أَشْهَبُ " و " أَصْدَأُ " و " أَسْوَدُ " و " أَحْمَر " و " أَصْفَر " و " أَخْضَر " و " أَبْقَع " و " أَبْلَق " هذا الأكثر.
(1/578)
________________________________________
وقد جاء منها شيء على غير ذلك، قالوا: " جَوْن " و " وَرْدٌ " و " خَصِيف ".
والأفعال تأتي على فَعُلَ، نحو: " صَهُبَ " و " أَدُم " و " كَهُبَ ". وعلى فَعِل، نحو: " صَدِيء "، وعلى افْعَالَّ، نحو: " احَمْارَّ " و " اصْفَارَّ "، وعلى افْعَلَّ أيضاً. نحو: " احْمَرَّ " و " اصْفَرَّ " و " اخْضَرَّ ".

باب الصفات بالعيوب والأدواء
قد تأتي على أفْعَلَ، نحو " أَزْرَق " و " أَحْمَر " و " أَعْوَر " و " أَشْتَر " و " آدَرَ "، و " أَصْلَع " و " أَقْطَع "، و " أَجْذَم " وهو المقطوع اليد، و " أَحْبَن " و " أَشَلَّ "، و " أَثْوَل "، و " أَهْوَج "، و " أَشْيَب "، و " أشْمَط "، و " أَرْسَح "، و " أوْقَص "، و " أَمْيَل "، و " أَصْيَد ".
وقد يبنون ضدَّ الاسم من هذه الأسماء على بنيته فيقولون " أسْتَهُ " كما يقولون " أرْسَح "، ويقولون: " أَفْرَع " للوافر الشعر كما يقولون " أَصْلَع " ويقولون: فرس " أَحْرَم " كما يقولون " أَهْضَم "، ويقولون " آذَنُ " كما يقولون " أَسَكُّ "، ويقولون للغليظ الرقبة: " أَرْقَب "، و " أَغْلَب " كما قالوا " أَوْقَص "، وقالوا " أَزَبّ "، و " أَشْعَر " كما قالوا " أَجْرَد ".
والأفعال تأتي في هذا الباب من العيوب على فَعِل، نحو:
(1/579)
________________________________________
" عَوِرَ "، " شَتِرَ " و " صَلِع "، و " قَطِع "، و " أَدِر "، و " حَبِن "، و " هَوِجَ ".
وشذَّ منه شيء فقالوا: " مالَ " في الأمْيَلِ، والقياس " مَيل "، وقالوا في الأشيب " شابَ " شبَّهوه بشاخ، والقياس " شَيِبَ " مثل صَيِدَ يَصْيَدُ، وشَمِطَ يَشْمَطُ.
قالوا: والأدواء إذا كانت على فعال أتَتْ بضم الفاء، مثل " القُلاب "، و " الخَمَال "، و " النُّحاز "، و " الدُّكَاع "، و " السُّهام "، و " السُّكات "، و " الصُّفار "، و " الصُّداع "، و " الكُبَاد "، و " البُوَال "، و " الدُّوَار "، و " الخُمَار " لأنه داء، و " العُطَاش "، و " الهُيَام "، يقال: عَطِش عَطَشاً، وإذا كان العطش يعتريه كثيراً قالوا " به عُطَاشٌ "، وتقول: قاء يقيء قَيْئاً، فإذا كان القيء يعتريه كثيراً قالوا: " به قُيَاء "؛ وتقول: فلان يقوم قياماً كثيراً إذا أرَدْتَ أنه يختلف إلى المتوضَّأ، فإن أردت اسم ما به قلت " به قُوَام ".
هذا كله وأشباهه بضم الفاء من فعال، إلا حرفاً واحداً، كان أبو عمرو الشيباني يفتح أوله، وتابعه على ذلك عمارة وهو " السَّوَاف " داء من أدواء الإبل، وكان الأصمعي يضم أوله، ويُلْحِقه بأمثاله من الأدواء.
(1/580)
________________________________________
وقد تأتي الأدواء على غير فُعَالٍ؛ قالوا: " الحَبَطُ "، و " الغُدَّة "، و " الحَبَجُ ".
قالوا: والأصوات كلها إذا كانت على فعال أتت بضم الفاء، نحو: " الرُّغاء " و " الدُّعَاء "، و " البُكَاء "، و " الحُدَاء "، و " الصُّرَاخ "، و " النُّبَاح "، و " الهُتَاف "، قال: و " الصُّيَاح " يضم أوله ويكسر، وكذلك " النُّداء " يضم أوله ويكسر.
قال الفراء: ومن كسرهما جعلهما مصدراً لفَاعَلْتُ، إلا " الغِنَاء " فإنه جاء مكسور الأول لا يضم، و " الغَوَاث " من الاستغاثة، يضم أوله ويفتح.
قال: وأكثر الأصوات يأتي على فَعِيل، نحو: " الهَدِير "، و " الهَرير " و " الضَجِيج "، و " النَّهِيق " والشَّحِيح " و " السَّحِيل " و " الصَّهِيل " و " القَلِيخ " و " النَّبيح " و " الضَّغِيب ".
وقد أدخلوا فُعَالاً على فَعِيل في أكثر الأصوات، فقالوا " النُّهَاق والنَّهِيق " و " الشُّحَاج والشَّحِيج "، و " النُّبَاح والنَّبِيح "، و " الضُّغَاب والضَّغِيب "، و " السُّحَال والسَّحِيل ".
قال: وفُعال يأتي كثيراً فيما يُرْفَض ويُنْبَذ، نحو " رُفَات " و " حُطَام " و " جُذَاذ " و " فُضَاض " و " فُتَات " و " رُذَال ".
(1/581)
________________________________________
قال: وفُعَالَة تأتي كثيراً في فَضْلة الشيء وفيما يَسْقُط منه، ف " النُّخَالة " اسم ما وقع عن النَّخْل، " النُّحَاتة " اسم ما وقع عن النَّحْت، و " القُوَارة " اسم ما وقع عن التقوير، و " قُلامة الظفر " اسم ما وقع عن التقليم، و " السُّحَالة " اسم ما وقع عن السَّحْل، و " الخُلالَة " اسم ما وقع عن التخلل من الفم، و " الكُسَاحَة " اسم ما نبذ عن الكَسْح.
وكذلك " القُمامَة " اسم ما وقع عن القَمِّ، وهو الكَسْح، و " الفُضَالَة " اسم ما بقي بعد الأخذ، و " النُّفَاية " اسم ما بقي بعد الاختيار.
قال: وبَنَوا " النُّقاوَة من الشيء " بناء النُّفَاية؛ إذ كان ضدَّه؛ لأنهم كثيراً ما يبنون الشيء على بناء ضده.
قال: وفِعَالة تأتي كثيراً في الصناعات والولايات " كالقِصَارَة " و " النِّجَارَة " و " الخِيَاطَة " و " الوِكَالَة " و " الوِصَايَة " و " الجِرايَة " و " الخِلافَة " و " الاِمارَة " و " النِّكابَة " وهي العرافة، و " السِّعَايَة ": ولاية الصدقات و " الإِبَالَة " حُسْنُ القيام على الإبل و " السِّيَاسَة ".
(1/582)
________________________________________
قال: والصِّناعَة إنما هي بمنزلة الولاية للشيء والقيام به؛ فلذلك جمع بينهما في البناء.
قال: وقد جاء فِعَال في أشياء تَقَارَبَتْ معانيها؛ فجيء بها على مثال واحد، وهو " الفِرَار " و " الشِّرَاد " و " النِّفَار " و " الشِّمَاس " و " الطِّمَاح "، و " الضِّرَاح " مشبه بذلك، والضَّرْحُ: الرَّمْحُ، ضَرَحَ أي رَمَحَ؛ لأنه إذا ضرح باعدَكَ، و " الشِّبَاب " مشبه بالشِّمَاس، و " الخِرَاط " مشبه بالشِّرَاد، و " العِضَاض " مشبه بالضِّرَاح.
وقالوا: " الحِرَان " في الخيل، و " الخِلاء " في النُّوق، فجاءوا بهما على هذا المثال؛ لأنهما فَرْقٌ وتَباعَدٌ من شيء يُهابُ، ولأنهما في العيوب بمنزلة ما تقدم.
قال: وقد يأتي فِعال في الوُسُوم، نحو " العِلاط " و " الخِبَاط " و " العِرَاض " و " الجِنَاب " و " الكِشَاح "، وهذه أسماء آثار الوسوم.
والمصدر منها يأتي على فَعْل، نحو: خبطته " خَبْطاً "
(1/583)
________________________________________
وكشحته " كَشْحاً ".
قال: وقد يأتي فِعال في الهِيَاج، نحو: " النِّزَاع " لأنه يهيّج فيذكر، و " الهَبَابُ " و " الصِّرَاف " في الشاء والكلاب.
قال: وقد تأتي فِعال في أشياء بلغت الغاية، نحو " الصِّرَام " و " الجِزَاز " و " الجِدَاد " و " الحِصَاد " و " القِطَاع " و " القِطَاف "، وقد جاءت هذه كلها على فَعال - بالفتح - والمصدر يأتي على فَعْل.
قال: والأسماء التي بنيت على فَعِيلٍ تجيء وأضْدادُها على بناء واحد، وما أقَلَّ ما تختلف، قالوا: كثير وقليل، وكبير وصغير، وثقيل وخفيف، وبطيء وسريع، وشريف ووضيع، وقَويّ وضعيف، وكريم ولئيم، وعزيز وذليل، وغنيّ وفقير، وسعيد وشقيّ، وقبيح ومَليح، ووَسيم ودَميم، وغَوِيّ ورشيد، وقديم وحديث، وطويل وقصير، وسَخيّ وشحيح، وغليظ ودقيق، وحَليم وسَفيه، ودنيء ورفيع، وبطين وخميص.
وقالوا: جميل وسَمْج وسَمِيج.
وقالوا: عظيم، ولم يأت له ضِدٌّ، استغنوا بضد مثله عن ضده، وهو كبير وضده صغير.
وقالوا: سمين، ولم يأت له ضد على بنائه، فأما قولهم " هَزِيلٌ "
(1/584)
________________________________________
فإنما هو فعيل بمعنى مفعول.
وقالوا: شَدِيد، ولم يأت له ضد، استغنى بضد مثله عن ضده، مثل قويٍّ وضعيف.
وقد جاءت أشياء على غير هذا البناء، قالوا " حَسَن " ولم يقولوا حَسِين، كما قالوا جَمِيل، وقالوا " جَرِيء " و " شَجِيع " ولم يقولوا جَبِين من الجبان، وقالوا " عظيم " ولم يقولوا " ضَخيم "، وقالوا " كَمِيش " فاستغنوا بضد مثله عن ضده، مثل سَريع وبَطيء، وقالوا: " لَبيب " ولا ضد له، استغنى بضد مثله عن ضدِّه، وهو عاقل وجاهل.
وقالوا: " شَحِيح " و " ضَنِين " و " بَخِيلَ ولم يأت في ضد ذلك إلا " سَخِيُّ " على هذا البناء.
قال: وليس اسْمٌ من هذه الأفعال التي لحقتها الزوائد يكون أبداً إلا صفة، إلا ما كان من " مُفْعَل " فإنه جاء اسماً في " مُخْدَع " ونحوه.

باب شواذ البناء
قال سيبويه: ليس في الأسماء ولا في الصفات " فُعِلٌ " ولا تكون هذه البنية إلا للفعل.
قال أبو محمد: قال لي أبو حاتم السجستاني: سمعت الأخفش
(1/585)
________________________________________
يقول: قد جاء على " فُعِلٍ " حرفٌ واحد، وهو " الدُّئِلُ " وقال: هي دُوَيْبَّة صغيرة تشبه ابن عُرْسٍ، قال: وأنشدني الأخفش:
جاؤا بِجَمْعٍ لوْ قيسَ مُعْرَسُهُ ... ما كانَ إلاَّ كَمُعْرَسِ الدُّئِل
قال: وبها سميت قبيلة أبي الأسود الدُّؤلي، وهي من كِنَانة، إلا أنك إذا نسبت إلى الدُّئِل قلت: " الدُّؤلِيّ " ففتحت؛ استثقالاً لكسرتين بعد ضمة وياءي النسب، قال: ولذلك تنسب إلى إبلٍ فتقول: " إبَلِيّ "، ويستثقلون تتابع الكسرات وياءي النسب.
وقال سيبويه: ليس في الكلام " فِعِل " إلا حرفان في الأسماء " إِبِل " و " حِبِر " وهو القَلَح في الأسنان، وحرفٌ في الصفة، قالوا: امرأة " بِلِز "، وهي الضَّخْمَة، قال أبو محمد وقد جاء حرف آخر وهو " إطِل " وهو الخاصرة.
وقال سيبويه: ليس في الكلام " فِعَل " وصف، إلا حرف من
(1/586)
________________________________________
المعتل يوصف به الجميع، وذلك قولك " قَوْم عِدًى " وهو مما جاء على غير واحدة، وقال غيره: وقد جاء " مَكَانٌ سِوًى "، و " زِيَمٌ "، وأنشد:
باتَتْ ثَلاثَ لَيالٍ ثُمَّ واحِدَةً ... بِذي المَجازِ تُراعي مَنْزِلاً زِيَما
وقال سيبويه: لا نعلم في الكلام " أفْعِلاء " إلا " الأرْبِعَاء ".
قال أبو محمد: قال لي أبو حاتم: قال أبو زيد: وقد جاء " الأرْمِدَاء "، وهو الرماد العظيم، وأنشد:
لمْ يُبْقِ هذا الدَّهرُ منْ آيائِهِ ... غيرَ أثافيهِ وأَرْمِدائِهِ
جَمَعَ آياً على آياء وهو أفعال.
وقال سيبويه: وليس في الكلام " يُفْعُول " فأما قولهم: " يُسْرُوع " فإنهم ضموا الياء لضمة الراء، كما قالوا: " الأسْوَد بن يُعْفُر " فضموا الياء لضمة الفاء، ويقوّي هذا أنه ليس في الكلام يُفْعُل.
(1/587)
________________________________________
وقال سيبويه: وليس في الكلام " مِفْعِل " إلا " مِنْخِر "، فأما " مِنْتِن " و " مِغِيرَة " فإنهما من أغار وأنتن، ولكنهم كسروا كما قالوا: " أَجُؤُك " و " لإِمّك ".
وقال سيبويه: وليس في الكلام " مَفْعُل ".
وقال الكسائي: قد جاء حرفان نادران لا يقاس عليهما، وهو قول الشاعر:
ليَوْمِ رَوْعٍ أو فَعَالِ مَكْرُمِ
وقال جميل:
بُثَيْنَ الزَمي لا إنَّ لا إنْ لَزِمْتهِ ... على كَثرةِ الواشينَ أيُّ مَعُونِ
قال الفراء: " مَكْرُم " جمع مَكْرُمَة، و " مَعُون " جمع مَعُونة.
وقال سيبويه: وقد جاء " مُفْعُول " وهو قليل غريب، وجعلوا
(1/588)
________________________________________
الميم بمنزلة الهمزة، فقالوا مُفْعُول كما قالوا أُفْعُول، وكما قالوا مِفْعَال لما قالوا إفْعَال، ومِفْعِيل لما قالوا إفْعِيل، وقالوا: " مُعْلُوق " للمعلاق، وزاد غيره: " مُغْرُود " لضرب من الكَمْأَة، و " مُغْفُور " لواحد المغافير، ويقال: " مُغْثُور " أيضاً، و " مُنْخُور " للمِنْخِر، وقالوا: شبه بِفُعْلُول.
وقال أيضاً غيره: وليس يأتي " مَفْعُول " من ذوات الثلاثة - وهي من بنات الواو - بالتمام، وإنما يأتي بالنقص، مثل " مَقُول " و " مَخُوف " إلا حرفان، قالوا: مَسْك " مَدْوُوفٌ " وثَوْبٌ " مَصْوُون ".
فأما ذوات الياء فتأتي بالنقص والتمام، يقال: بُرّ " مَكِيل " و " مَكْيُول " وثوبٌ " مَخِيط " و " مَخْيُوطٌ " ورجل " مَعِين " و " مَعْيُون ".
وقال سيبويه: ولم يأت على " فُعُّول " اسمٌ ولا صفةٌ.
وقال غيره: قد جاء " سُبُّوح " و " قُدُّوس " و " ذُرُّوح " لواحد الذَّرَاريح. وحكى سيبويه: " قَدُّوس " و " سَبُّوح " بالفتح، وكان يقول
(1/589)
________________________________________
في واحد الذراريح " ذُرَحْرَح ".
وقال سيبويه: وليس في الكلام " فَعْلُول " - بفتح الفاء وتسكين العين - وإنما يجيء على " فُعْلُول " نحو " هُذْلُول " و " زُنْبُور " و " عُصْفُور " وفي الصفة " حُلْكُوك " أو على " فَعَلول " - بفتح العين - نحو " بَلَصُوص " و " بَعَكُوك ".
وقال غيره: قد جاء " فَعْلول " في حرف واحد نادر، قالوا " بنو صَعْفُوق " لِخَوَل باليمامة، قال العجاج:
مِنْ آلِ صَعْفُوقٍ وأتْباعٍ أُخَرْ
وقال سيبويه: لم يأت " فُعِّيلٌ " في الكلام إلا قليلاً، قالوا: " مُرِّيق " وكَوْكَبٌ " دُرِّيٌّ ".
وأما الفرّاء فزعم أنَّ الدُّرِّيَّ منسوب إلى الدُّرِّ، ولم يجعله على فُعِّيل.
وقال سيبويه: لا نعلم " فَعْلالاً " في الكلام إلا المضعّف، نحو " الجَرْجَار " و " الدَّهْدَاه " و " الصَّلْصَال " و " الحَقْحَاق ".
(1/590)
________________________________________
وقال الفرّاء: ليس في الكلام " فَعْلال " - بفتح الفاء - من غير ذوات التضعيف إلا حرف واحد، يقال: ناقة بها " خَزْعَالٌ " أي: ظَلَعٌ.
قال: فأما ذوات التضعيف ف " القَلْقَال " و " الزَّلْزَال " وما أشبه ذلك، وهو مفتوحٌ اسم؛ فإذا كسرته فهو مصدر، وتقول: " قَلْقَلْتُه قِلْقالاً " و " زَلْزَلْتُه زِلْزَالاً ".
قال سيبويه: و " فِعْلال " من غير المضاعف " حِمْلاق " و " قِنْطار " و " شِمْلال "، والصفة " سِرْداح " و " هِلْبَاج ".
قال سيبويه: وقد جاء " فَعَلاء " - بفتح العين - في الأسماء دون الصفات، قالوا: " قَرَمَاء " و " جَنَفَاء " وهما مكانان، وأنشد:
على قَرَمَاءَ عالِيَةً شَواهُ ... كأنَّ بَياضَ غُرَّتِهِ خِمارُ
وأنشد أيضاً:
رَحَلْتُ إليكَ منْ جَنَفَاءَ حتَّى ... أنَخْتُ فِناءَ بَيْتكَ بالمَطالي
(1/591)
________________________________________
وقال غير سيبويه: وقد جاء " فَعَلاء " في حرف واحد، وهو صفة، قالوا للأمَةِ: " ثَأْداء " بتسكين الهمزة، و " ثَأَدَاء " بفتحها، وأنشد للكميت:
وما كُنَّا بَنِي ثَأْدَاءَ لمَّا ... شَفَيْنا بالأسِنَّةِ كُلَّ وَتْرِ
ويروى " قَضَيْنا ".
وقال سيبويه: ولا يكون في الكلام " فُعَلاء " إلا وآخره علامة التأنيث، نحو " نُفَساء " وناقة " عُشَرَاء "، وهو يتنفَّسُ " الصُّعَداء " و " الرُّحَضَاء ": الحُمَّى تأخذ بعَرَق، و " القُوَبَاء ".
وقال غيره: من قال " قُوَبَاء " ففتح الواو وجعلها مؤنثة لا تنصرف؛ فجمعها قُوَب، ومن قال " قوبَاء " فسكَّن الواو فهي حينئذ مذكر ينصرف.
وقال أيضاً: وليس في الكلام " فُعْلاء " مضمومة الفاء ساكنة العين
(1/592)
________________________________________
ممدوة إلا " قُوبَاء " و " خُشّاء " وهو العظم الناتيء خلف الأذن، وقال بعضهم: الأصل قُوَبَاء، وخُشَشَاء، فسكنوا.
وكل حرف جاء على " فُعَلاء " فهو ممدود، إلا أحرفاً جاءت نادرة، وهي " الارَبَى " وهي الداهية، و " شُعَبَى " وهو اسم موضع، و " أُدَمَى " أيضاً اسم بلد.
وقال سيبويه: وليس في الكلام " فُعْلَى " والألف لغير التأنيث، ولا نعلمه جاء " فُعْلَى " والألف لغير التأنيث، إلا أنهم قالوا: " بُهْمَاة " فألحقوا الهاء، كما قالوا: " امرأة سِعْلاة " و " رجل عِزْهَاةٌ ".
وقال عبد الله بن قتيبة: قال لي أبو حاتم عن الأخفش أو غيره قال: لا يكون " فِعْلَى " صفة، قال: وأما قولهم " قِسْمَةٌ ضِيزَى " فإنها فُعْلَى - بالضم - فكسرت الضاد لمكان الياء.
وقال: ليس في الكلام " فُعْلَى " إلا بالألف واللام، أو بالإضافة،
(1/593)
________________________________________
نحو " الصُّغْرَى " و " الكُبْرَى "، ولا تقل هذه " امرأة صُغْرَى " كما لا تقول: " هذا رَجُل أَصْغَر " حتى تقول " أَصْغَر مِنْك "، وتقول " هذه الصُّغْرَى " " هذا رَجُل أَصْغَر " حتى تقول " أَصْغَر مِنْك " وتقول " هذهِ الصُّغْرَى " و " هذا الأصْغَر ".
وقال سيبويه وغيره: ليس في الكلام ذوات الأربعة " مَفْعِل " - بكسر العين - وإنما جاء بالفتح، نحو: مَرْمًى، ومَدْعًى، ومَغْزًى.
وقال الفراء: وقد جاء على ذلك حرفان نادران سمعتهما بالكسر، وهما " مَآقِي العَيْن " و " مَأْوِي الإِبِل "، وسائر الكلام بالفتح.
وقال الأصمعي: ليس في كلام العرب " فِعْلَل " بكسر الفاء وفتح اللام، إلا حرفان " دِرْهَم " و " هِجْرَع " وهو الطويل المُفْرِطُ في الطول.
وقال سيبويه: و " قِلْعَمٌ " وهو اسم، و " هِبْلَعٌ " وهو صفة، وأنشد غيره:
(1/594)
________________________________________
فَشَحا جَحافِلَهُ جُرافٌ هِبْلَعُ
قال أبو عبيدة: ولم يأت " مُفَيْعِلٌ " في غير التصغير، إلا في حرفين: " مُسَيْطِر " و " مُبَيْطِر "، وزاد غيره " مُهَيْمِن ".
وقال غير واحد: قالوا: لم يأت " فِعَلَةٌ " في الواحد إلا قليلاً، قالوا " التِّوَلَة " لضرب من *****، وهذا سَبْيٌ " طَيَبَة " وتقول: إياك و " الطِّيَرَة " ومحمدٌ صلى الله عليه وسلم " خِيَرَةُ الله من خَلْقِهِ " وهو في الجمع كثير، نحو: كوز وكِوَزَة، وعَوْدٍ وعِوَدَة، وهِرٍّ وهِرَرَة، قالوا: جمع هِرَّة هِرَرٌ، وجمع هِرّ هِرَرَة، وكذلك عَوْدٌ وعِوَدَةٌ، وناقة عَوْدَة وعِوَدٌ.
قال سيبويه: وأَفْعِلٌ في الكلام قليل قالوا: أصْبع.
وقال أيضاً: ولم يأت على أُفْعُلٍ إلا قليل في الأسماء، قالوا: أُبْلُمٌ، وأُصْبُعٌ؛ ولم يأت وصفاً.
وقال أيضاً: ولم يأت على أَفْعَالٌ إلا حرف واحد، قالوا: أَسْحَارٌّ، لضرب من الشجر.
قال: وإفْعِلان قليل في الكلام، لا نعلمه جاء إلا " إسْحِمَان "
(1/595)
________________________________________
وهو جبل، و " إمِدَّان " و " إرْبِيَان "، وفي الصفة " ليلةٌ لا إضْحِيَان ".
قال: ولم يأت على أَفْعِلان إلا حرفان: يَوْمٌ أَرْوَنَانٌ، وعَجِينٌ أَنْبَجَان.
قال: ولم يأت على أَفْعُلاء إلا حرف واحد، قالوا: الأرْبُعَاء، وهو اسم عمود من عُمُدِ الأخْبِيَة.
قال: وكذلك أَفْعِلاء لم يأت إلا في الجمع، نحو " أَصْدِقَاء " و " أَنْصِبَاء "، إلا حرف واحد لا يعرف غيره، وهو " يَوْمُ الأرْبِعَاء ".
قال: ولم يأت على أَفْعَلى إلا حرف واحد، قالوا: هو يدعى الأجْفَلَى، ويقال أيضاً: الجَفَلَى.
قال: وفَاعَالٌ قليل في الأسماء ولا نعلمه جاء صفة، نحو " سَابَاط " و " خَاتَام " و " دَانَاقٍ " للخاتم والدانق.
قال: ولم يأت على فُعَالِيلٍ إلا حرف واحد، قالوا: مَاءٌ سُخَاخِينٌ.
قال: ولم يأت على أفَنْعلٍ إلا حرفان، قالوا: أَلَنْجَجٌ،
(1/596)
________________________________________
وأَلَنْدَدٌ، من أَلَدَّ.
قال: ولم يأت على فُعْيَلٍ إلا حرف واحد، قالوا: عُلْيَبٌ، اسم وَادٍ.
قال: ولم يأت على فُعُلانٍ إلا قليل قالوا: السُّلُطَانُ.
قال: ولم يأت على فُعُلانِ إلا حرف واحد قال:
ألا يا دِيارَ الحَيِّ بالسَّبُعَانِ
قال: ولم يأت على فِعَلاءَ إلا قليل، قالوا: السِّيَرَاءُ، والخِيَلاءُ.
قال: وَفَوْعَالٌ قليل، قالوا: التَّوْرَاب، للتراب.
قال: ولم يأت على فَاعُولاء إلا حرف واحد، قالوا: عَاشُورَاء
(1/597)
________________________________________
وهو اسم.
وقال: وَفِعْلِنٌ في الكلام قليل لا نعلمه جاء إلا " فِرْسِنٌ " و " جِعْثِنٌ ".
قال: وتُفَعِّلٌ قليل، قالوا " تُبَشِّرٌ " وهو طائر؛ وزاد غيره " تُنَوِّطٌ " ويقال " تَنَوُّط " أيضاً.
قال: ولم يأت على فَيْعِل في الكلام إلا في المعتل، نحو " سَيِّدٍ " و " مَيِّتٍ " غير حرف واحد جاء نادراً، قال رُؤبَة:
ما بالُ عَيْني كالشَّعِيبِ العَيِّنِ
فجاء به على فَيْعَلٍ، وهذا في المعتل شاذ.
(1/598)
________________________________________
قال: وكان بعض النحويين يزعم أن سَيِّداً ميّتاً وأشباههما فَيْعَلٌ غُيِّرَت حركته، كما قالوا: بِصْرِيّ، ودَهْرِيّ، فكذلك غيروا حركة فَيْعَلٍ.
وقال الفراء: هو فَيْعَلٌ، واحتج بأنه لا يعرف في الكلام فَيْعِل، إنما جاء فَيْعَلٌ، مثل صَيْرَف وخَيْفَق وضَيْغَمٍ.
وقال بصريون: هو فَيْعِلٌ واحتجوا بأنه قد يُبنى للمعتل بناءٌ لا يكون للصحيح، قالوا: قُضَاة وغُزَاة ورُمَاة، فجمعوه على فُعَلَة، ولا يجمعون غير المعتل على ذلك؛ فالمعتل جنسٌ على حِياله، والسالم جنس على حياله.
قالوا: و " فُعْلَيْلٌ " قليل في الكلام، قالوا: " غُرْنَيْقٌ " لضرب من طير الماء، قال: وهو صفة.
(1/599)
________________________________________
باب شواذ التصريف
قال الفراء وغيره: العربُ إذا ضمت حرفاً إلى حرف فربما أجْرَوْهُ على بِنْيَتِه، ولو أُفْرِدَ لتركوه على جهته الأولى؛ من ذلك قولهم: " إنِّي لآتيه بالعَشَايَا والغَدَايا " فجمعوا الغَدَاة غَدَايا لمَّا ضمت إلى العَشَايا وأنشد:
هَتَّاكُ أَخْبِيةٍ وَلاَّجُ أَبْوِبَةٍ ... يَخْلِطُ بالجِدِّ منهُ البِرَّ واللِّينا
فجمع الباب " أَبْوِبَةً " إذ كان مُتْبَعاً لأخْبِيَة، ولو أفرد لم يجز وقال آخر:
أزْمانَ عَيْناءُ سُرورُ المَسْرورْ ... عَيْناءُ حَوْراءُ منَ العينِ الحِيرُ
فقال " الحِير " إذ كان بعدَ " العِين ".
قال الفراء: وأرى قولهم في الحديث: " ارْجِعْنَ مَأْزوراتٍ غيرَ
(1/600)
________________________________________
مَأْجُوراتٍ " من هذا، ولو أفردوا لقالوا " مَوْزُورات ".
وقالوا: أرض " مَسْنِيَّةٌ " منْ " يَسْنُوها المطر " والقياس: مَسْنُوَّةٌ، وقال الشاعر:
ما أنا بالجافي ولا المَجْفِيّ
قال الفرّاء: بَنَاه على جُفِيَ.
وقال الآخر:
أنا اللَّيْث مَعْدِيّاً عليهِ وعَادِيا
قالوا: بَناه على عُدِيَ عليه.
وقالوا: " العَلْيَاء " والأصل العَلْوَاءُ؛ لأنه من الواو، ألا ترى أنك تقول: " عَشْوَاء " و " قَنْوَاء " و " سَفْوَاء " فإن كانت من الياء قُلْتَها بالياء، مثل: " ضَمْيَاء " و " عَمْيَاء " تَرُدُّ إلى الواو ما كانت أصْلَهُ، وإلى الياء ما كانت أصلَهُ.
قال الخليل: إنما قالوا " عَلْيَاء " لأنه لا ذَكَرَ لها، فأرادوا أن يفرقوا بين ماله ذكَرٌ وبين ما ليس له ذَكَر.
قال الفرّاء: قد جاءت حروف على " فَعْلاء " لا ذَكَرَ لها بالواو،
(1/601)
________________________________________
وقالوا: " اللأْوَاء " و " الحَلْوَاء "، ولكنهم بنوه على عَلِيتُ، وهما لغتان عَلَوْتُ وعَلِيتُ، والياء في عَلِيتُ أصلُها الواو قلبت ياء لكسرة ما قبلها.
وقالوا: " فُلانٌ مَرْضيٌّ المذهَبِ " والأصل: " مَرْضُوّ " لأنه من الرِّضْوَانِ فبني على " رَضِيت ".
وقالوا في جمع أبْيَضَ " بيضُ " والقياس " بُوضُ " مثل حُمْرٍ وسُودٍ.
وقالوا في جمع قَوْس " قِسِيّ " والأصل " قُوُوسٌ ".
وقالوا في جمع حَاجَةٍ " حَوَائج " على غير قياس، و " أَنْيُقُ " والأصل: أنْوُقُ.
وقالوا " مِذْرَوان " والأصل " مِذْرَيَان " وهما فَرْعا كل شيء، جاء بالواو؛ لأنه بني مثنى ولم يأت له واحد فيثنى عليه، وكذلك قولهم عَقَلَه " بِثِنَايَيْنِ " والأصل " بِثِناءَيْن " كما تقول كِسَاءَين ورِدَاءَين، وإنما جاء بغير همز لأنه بني مثنى، ولم يقولوا " ثِنَاء " فيُثَنَّى عليه.
قال الفرّاء: وإنما قالوا " هوَ أَلْيَطُ بقلبي منك " بالياء وأصله الواو ليفرقوا بينه وبين المعنى الآخر.
(1/602)
________________________________________
قال: ومثله قولهم " رجل نَشْيَان للأخَبْار " وهو من " نَشِيتُ الخبَرَ " وأصل الياء في نشيت واو، فقلبت ياء للكسرة، فقالوا بالياء ليفرقوا بينه وبين " نَشْوَان " من السكر.
وجمعوا العيد " أَعْيَاداً " وأصله الواو؛ كراهية أن يوافق جمع العُود.
قال: وأهل الحجاز يقولون " القُصْوَى " بالواو، والقياس " القُصْيَا " بالياء مثل العُلْيَا، وهو من علَوت، والدُّنْيا وهو من دَنَوْتُ، وهذا نادر خَرَجَ على الأصل وروي عنهم " خُذِ الحَلْوَى أَعْطِه المُرَّى ".
وقال الفرّاء: ومن البلاد " حُزْوى " بالواو، ومن الشاذ قولهم " حَلَّ حِبْيَتَهُ " وأصلها بالواو، وقد قالوا " حُبْوَتَهُ " أيضاً؛ قال: وإنما غيَّروا واوها لأن الفعل يأتي منها بالزيادة، يقال: احْتَبَيْتُ، ولا يقال: حَبَوْتُ؛ فلذلك غيرت، كما قالوا " رَجُلٌ غَدْيانٌ " بالياء.
قال الفراء: وإنما بنوا " العُلْيَا " و " الدُّنْيا " بالياء - وأصلهما الواو - على ذكرهما، فكان الذَّكَرُ من هذا النوع يكون للأُنْثَى، والذكر يقال " هوَ أَعْلَى مِنْك " و " هيَ أَعْلَى مِنْك " وكان أعلى قد انتقلت واوه إلى الياء؛
(1/603)
________________________________________
لأنه لو ثني لقيل: الأَعْلَيَان.
وقال الفراء: قولهم " أُخْوَةٌ " بالضم غلط أو خطأ، وإنما هو مثل: غِلْمَةٍ وجِلَّةٍ وغِزْلَةٍ، فضمُّوا أوله تشبيهاً بكُسْوَةٍ ورُشْوَةٍ.
قال: و " التِّبْيَانُ " جاء مكسور الأول وهو مصدر بَيَّنْتُ تَبْيِيناً وتَبْيَاناً، مثل: كَرَّرْتُه تَكْرِيراً وتَكْرَاراً، ولا يكون في الكلام التِّفْعالُ إلا اسماً موضوعاً، مثل " التِّمْثال " و " التِّقْصَار " و " التِّلْقاء " وموضع يقال له " التِّرْبَاع " وموضع آخر يقال له " تِبْرَاك ".
قال: وإنما شبهوا التِّبْيَان بالعِصْيَان والنِّسْيَان.
وقال البصريون: كل اسم جاء على " التَّفْعَال " فهو مفتوح التاء، نحو: " التَّهْيَام " و " التَّهْذَار " و " التَّلْعَاب " و " التَّرْدَاد " و " التَّجْوَال " و " التَّسْيَار " و " التَّقْتَال " و " التَّصْعَاق " في الصَّعْق إلا حرفين، فإنهما جاءا بكسر التاء، قالوا " التِّبْيَان " و " التِّلْقَاء " بمعنى اللقاء، وأنشد:
أمَّلْتُ خَيْرَكِ هلْ تَأْتي مَواعِدُهُ ... فاليومَ قَصَّرَ عنْ تِلْقائِكِ الأمَلُ
قال: قولهم: بَنَى يَبْنِي بُنْياناً - بالضم - أصله الكسرة مثل العِصْيَان والغِشْيَان، وكذلك مصادر هذا الباب، قال: وسمعت " الطُّغْيَان والطِّغْيَان "، و " الغُنْيَان والغِنْيَان " والكسر أحب إليه.
(1/604)
________________________________________
قال: ومما بنى مفعوله على فُعِلَ ولم يأت على الأصل قول الشاعر:
مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَرِيحٍ مَمْطُورْ
أراد " مَرُوحٍ "، وقال الآخر:
وماءُ قُدُورٍ في القِصَاعِ مَشِيبُ
يريد " مَشُوب " فبناه على شِيبَ.
قالوا: وأكثر ما يأتي على هذا المنقولُ عن الواو إلى الياء، قال الفرّاء: وأنشدني الكسائي فيما جاء بالواو:
ويأْوي إلى زُغْبٍ مَساكينَ دونَهُمْ ... فلاً لا تخطّاهُ الرِّفاقُ مَهُوبُ
قال: بناه على قول من قال " قد هُوب الرجل ".
(1/605)
________________________________________
قال الفرّاء: وقولهم " العُصِيّ " و " الحُقِيّ " بالياء؛ لأنهم يجتمعون ما بين الثلاثة منه إلى العشر بالياء، فيقال " ثَلاثُ أَدْلٍ " و " عَشْرَة أَحْقٍ " و " عَشْرُ أَعْصٍ " فبنوا الكثير على ذلك.
قال: وقولهم " الفُتُوَّة " بالواو وأصلها الياء، وهي مصدر من مصادر الياء شاذ حُمِلَ على مصادر الواو، وهو قولك " أبٌ بَيِّنُ الأبُوَّةِ " و " أخٌ بيِّنُ الأخُوَّةِ " و " رِخْوٌ بيِّنُ الرُّخُوَّة "، فلما حملت افتوة على مصادر الواو جعلت بالواو، كما حملت " الشَّرْوى " - وهو المِثْلُ - على الواو؛ إذ أشبهت مصادر الواو مثل دَعْوَى ونَجْوَى، قال: ثمَّ جمعوا الفتَى " فُتُوّاً " على ذلك بالواو، وكان القياس " فُتّى ".
قال: ولم نجد ياء بعدها واو غير مهموزة في الأسماء إلا في " يَوْم " قال: ولا يقال من يَوْمٍ فَعَلْت ولا يَفْعَلُ.
(1/606)
________________________________________
قال الفرّاء: ومن الشاذ قولهم للرَّجُل " حَيْوَة "، وللقطِّ " ضَيْوَن ".
وقال سيبويه: قالوا " أَرَقْتُ الماء " ثم أبدلوا من الهمزة هاء، فقالوا: " هَرَقْتُ الماء ".
وقال الفرّاء: والهمزة تبدل منها الهاء في أول الحرف كثيراً؛ قالوا " هِبْرِيَةٌ " وأصلها " إبْرِيَةٌ "، وقالوا " هَنَرْتُ " وأصله " أَنَرْتُ "، و " هَرَحْتُ " وأصله " أَرَحْتُ "، و " هَرَقْتُ " والأصل " أَرَقْتُ ".
قال سيبويه: ثم لزمت الهاء فصارت كأنها من نفس الحرف، ثم أدخلت الألف بعد على الهاء، وتركت الهاء عوضاً من حذفهم العين؛ لأن أصله أرْيَقْتُ، فقالوا: " أَهْرَقْتُ " ونظيره " أَسْطَعْتَ تُسْطِيع ".
قال الفرّاء: توهموا أن قولهم " أسْطَعْتُ " أفْعَلْتُ لأنه بوزنه.
وقال الأحمر: يقال " مَشِشَتِ الدَّابة " بإظهار التضعيف، ليس في
(1/607)
________________________________________
الكلام غيره. وزاد غيره يقال: " لَحِحَتْ عَيْنه " إذا التقصقت، و " ضَبِبَ البَلَد " إذا كثر ضِبَابه، و " أَلِلَ السِّقاء " إذا تغيَّرت ريحه، و " قَطِطَ شَعْرُهُ "، و " صَكِكَتِ الدَّابة " من الصَّكَكِ في القوائم.
وقالوا: " شَجَرَةٌ فَنْوَاء " أي: كثيرة الأفْنَان، والقياس فَنّاء.
قال سيبويه: ومما جاء على أصله:
وصالِياتٍ كَكَما يُؤَثْفَيْنْ
وهو من أثفيت، وقول الآخر:
كُراتُ غُلامٍ منْ كِساءٍ مُؤَرْنَبِ
قال الخليل: كان الأصل في مثل أَخْرَجَ يُخْرِجُ أن تثبت الهمزة في يُفْعِلُ وأخواتها؛ فحذفت استثقالاً لها، وجاء هذان الحرفان على الأصل.
قال الفرّاء: وإنما قالوا " يُهَرِيق " ففتحوا الهاء؛ لأنها أبدلت من همزة ولو كانت ظاهرة لكانت مفتوحة؛ لأنهم لو قالوا بالقياس في
(1/608)
________________________________________
" يُخْرِجُ " لكان " يُؤَخْرِجُ ".
قال الفرّاء: الميم تزاد في أول الحرف وآخره، ولا تزاد في وسطه؛ فأما ما زيدت فيه أولاً فَمَفْعَل ونحوه، وأما ما زيدت فيه آخراً " فَفَمٌ " و " اللَّهُمَّ " و " زُرْقُمٌ " و " سُتْهُمٌ " و " ابْنُمٌ ".
قال سيبويه: وكل ميم كانت في أول حرف فهي مزيدة، إلا ميم " مِعْزَى " فإنها من نفس الحرف؛ لأنك تقول مَعْزٌ، ولا كانت زائدة لقلت عَزًى، وميم " مَعَدّ " لأنك تقول تمعدد، و " تَمَفْعَلَ " قليل، قالوا من مسكين " تَمَسْكَنَ " وهو من التمسكن، و " تَمَدْرَع " وهو من المِدْرَعة.
وقال: والميم في " المَنْجَنيق " من نفس الحرف، وهو بمنزلة عنتريس، و " مَنْجَنُون " كذلك بمنزلة عَرْطَليل " وميم " مَأْجَج " وميم " مَهْدَد " من الحرف؛ لأنهما لو كانت زائدتين لأدغمت كَمَرَدّ ومَفَرّ، فإنما هما بمنزلة الدالين في قَرْدَد.
قال سيبويه: وكل همزة جاءت أولاً فهي مزيدة، في نحو " أحْمَرَ "
(1/609)
________________________________________
و " أَفْكَل " وأشباه ذلك؛ إلا " أَوْلَقاً " فإن الهمزة من نفس الحرف، ألا ترى أنك تقول " أُلِقَ الرَّجُل " قال: وهو فَوْعَل، و " أَرْطًى " لأنك تقول " أديمٌ مَأْرُوطٌ " ولو كانت الهمزة زائدة لقلت مَرْطِيّ.
قال سيبويه: و " إمَّرٌ " و " إمَّعٌ " الهمزة من نفس الحرف؛ لأن إفْعَلاً لا يكون وصفاً، وإنَّما هو فِعَّل، و " إلَّقٌ " من التألّق، كذلك هو مثل " هِيَّخ ".
قال: ومما همزوه وهو من نفس الحرف " أوَّل " و " أَوائِل " استثقلوا ألفاً بين واوين.
قال الفرّاء: ومما همزوه ولا حظَّ له في الهمزة " غِرْقِيء البيض " وأصله من الغَرَق، و " الشَّمْأَل " و " الشَّأْمَل " وأصله من الشَّمَال.
قال الفرّاء: وقالوا " قُمْتُ قِيَاماً " و " صُمْتُ صِيَاماً " فقلبوا في المصدر الواو ياء؛ وقالوا " قاوَمْتُهُ قِوَاماً " و " حاوَرَتُه حِوَاراً " فلم يقلبوا في المصدر الواو ياء؛ لأن الواو صحَّت في فعل هذا المصدر الثاني فصحت فيه، واعتلت في فعل المصدر الأول فاعتلت فيه.
وقال الفرّاء: في قول العرب " صارَ صَيْرُورَةً " و " حادَ حَيْدُودَةً " و " سارَ سَيْرُورَةً ": وهو خاصٌّ لذوات الياء من بين الكلام، إلا في أربعة
(1/610)
________________________________________
أحرف من ذوات الواو، وهي " كَيْنُونَة " و " دَيْمُومَةٌ " و " هَيْعُوعَة " و " سَيْدُودَة "، وإنما جعلت بالياء وهي من الواو؛ لأنها جاءت على بناء لذوات الياء ليس للواو فيه حظ فقيلت بالياء، كما قالوا " الشِّكَاية " وهي من ذوات الواو، لما جاءت على مصادر الياء نحو " السِّعَايَة " و " الرِّمَاية ".
وقال البصريون: " كَيْنُونَة " وأخواتها أريد بهن " فَيْعَلُولَة " فخُفّفْن كما خفف الميِّت.
قال الفراء: أريد بهن " فُعْلُولَة " ففتحوا أولها كراهية أن تصير الياء واواً، وأما " فَيْعَلُولَة " فإنها صورة لم تأت لسقيم ولا صحيح، ولو كانت للمعتل على مذهبهم لوجدتها تامَّة في شعر أو سجع كما وجدت الميِّتَ والمَيْتَ.
وقال غير واحد: كل " أفْعَلَ " فالاسم منه " مُفْعِل " - بكسر العين - نحو: " أقْبَلَ فهو مَقْبِل " و " أَدْبَرَ فهوَ مُدْبِر " وجاء حرف واحد نادر لا يعرف غيره، قالوا " أسْهَبَ " في كلامهِ فهوَ مُسْهَبٌ " - بفتح الهاء - ولا يقال " مُسْهِب " - بكسر الهاء.
وجاء الاسم منه أيضاً على " فاعِلٍ " في حروف، قالوا: " أيْفَعَ الغُلامَ فهوَ يافِعٍ " و " أوْرَسَ الشَّجَرُ فهوَ وارِسٍ " إذا أورق، و " أبْقَلَ المَوْضِعُ فهوَ باقِلٌ ".
(1/611)
________________________________________
ومما جاء الاسم منه على " فاعِلٍ " و " مُفْعِل ": " أَمْحَلَ البَلَد فهوَ ماحِل ومُمْحِل " و " أَعْشَبَ البَلَد فهُوَ عَاشِب ومُعْشِب ".
و" أَغْضَى اللَّيلُ فهو غَاضٍ ومُغْضٍ " قال رؤبة:
يَخْرُجْنَ من أَجْوَازِ لَيْلٍ غَاضِ
أي: مُغْضٍ.
وأما قول العجّاج:
يَكْشِفُ عنْ جَمَّاتِهِ دَلْوُ الدَّالْ
فإن " الدَّالي " هو الجاذبُ للدَّلْو ليخرجها، يقال منه " دَلا يَدْلُو "، و " المُدْلي " هو المُسْتَقي، يقال " أَدْلَى دَلْوَهُ " إذا ألقاها في الماء ليستقي، ولو قال العجاج المُدْلي لكان أشبه بما أراد، ولكنه أراد القافية، وعلم أن الدالي والمُدْلي يجوز أن يوصف بهما المستقي بالدلو، قال: فأراد يكشف عن الماء دلو المستقي.
ويقال: " أَعَقَّتِ الفَرَسُ " فهي " عَقُوق " ولا يقال " مُعِقّ " و " أَنْتَجَتْ " فهي " نَتُوج " ولا يقال " مُنْتج ".
(1/612)
________________________________________
وأما قولهم: " أَحْبَبْتُه فهو مَحْبُوب "، و " أَجَنَّه الله فهو مَجْنُون "، و " أَحَمَّه فهو مَحْمُوم "، و " أَزْكَمَه الله فهو مَزْكُوم "، ومثله " مَكْزُوز " و " مَقْرُور " فإنه بني على فُعِل؛ لأنهم يقولون في جميع هذه فُعِل بغير ألف، يقولون " حُبّ " و " جُنّ " و " زُكِمَ " و " حُمَّ " و " قُرَّ " و " كُزّ "، قال: ولا يقال: " قد حَزَنَه الأمْرُ " ولكن يقال " أَحْزَنَه " ويقولون " يَحْزُنه " فإذا قالوا أفعله الله فكلّه بالألف، ولا يقال " مُفْعَل " في شيء من هذه، إلا في حرف واحد؛ قال عنترة:
ولقدْ نَزَلْتِ فلا تَظُنِّي غيرَهُ ... منِّي بمنزلَةِ المُحَبِّ المُكْرَمِ
قال البصريون: تقدير " إنسان " فِعْلان، زيدت الياء في تصغيره كما زيدت في تصغير ليلة فقالوا " لُيَيْلِيَةٌ "، وفي تصغير رجل فقالوا " رُوَيْجِل ".
وقال بعض البغداديين: الأصل فيه " إنْسِيَان " على زنة إفْعِلان؛ فحذفت الياء استخفافاً؛ لكثرة ما يجري على ألسنتهم، فإذا صغروه قالوا " أُنَيْسِيَان " فردُّوا الياء؛ لأن التصغير ليس يكثر ككثرة الاسم مكبّراً، وقالوا في الجميع " أَنَاسِيّ ". وكذلك إنْسَان العين؛ وقالوا: " أُنَاسٌ " في الناس، ولا يقال ذلك في إنسان العين.
قال: وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: إنما سُمِّي إنساناً
(1/613)
________________________________________
لأنه عهد إليه فَنَسِيَ؛ فهذا دليل على أنه إنْسِيانٌ في الأصل.
قال الفرّاء: " التَّوْرَاة " من " وَرِيَ الزَّنْد " كأنها الضِّيَاء.
قالوا: و " آرِيّ " الدَّابة فاعُولٌ من التأرّي، وهو التحبّس.
قالوا: و " أُدْحِيّ النَّعَامة " أُفْعُولٌ من دَحا يَدْحُو؛ لأنها تَدْحُوه بصدرها، وهو مثل أُفْحُوص.
قال الفرّاء: " ماء مَعِينٌ " مَفْعُول من العُيُون، فَنُقِصَ كما قيل مَخِيط ومَكِيل، و " السُّرِّيَّة " فَعْلِيَّة من السِّر، وهو النكاح، إلا أنهم ضموا أولها كما يغيرون في النسب.
قال الأصمعي: وقولهم " تَسَرَّيْتُ " أصله تَسَرَّرْتُ من السر - وهو النكاح - قال الله جل ثناؤهالكتّاب smile.gif ولكن لا تُوَاعِدوهُنَّ سِرّاً (أي: نكاحاً، فأُبْدِل من الراء ياء، كما قالوا " تَظَنَّيْتُ " من الظن، وأصلها تظننت.
وقالوا: " لَبَّى فلانٌ " من التلبية، وكان أصلها لَبَّبْتُ؛ لأنها من ألْبَبْتُ بالمكان قال ذلك الخليل، وقال: ومعنى " لَبَّيْك " ها أنا ذا عبدك قد
(1/614)
________________________________________
أجبتك قد خضعت لك وثَنَّوْهُ على جهة التأكيد، أي: قد أجبتك إجابة بعد إجابة، ونصبوه على جهة المصدر كما تقول: حَمْداً لله وشكراً، ومثله " حَنَانَيْك ".
وقال أبو عبيدة في قول الشاعر:
فقُلْتُ لَها فِيئي إليكِ فإنني ... حَرامٌ وإنِّي بعدَ ذاكِ لَبيبُ
أراد مُلَبّ.
قال البصريون في تقدير " قُضَاة " و " رُمَاة " وأشباه ذلك في المعتل: فُعَلَة، ولا يكون هذا في جمع الصحيح.
وحكى الفرّاء عن بعض النحويين أنه قال: تقديره فَعَلَة، مثل " كَافِرٍ وكَفَرَة " و " فاجِر وفَجَرَة " إلا أنهم خصُّوا الياء والواو بضم أوله.
قال الفرّاء: وليس ذلك كما قالوا؛ لأنا قد وجدنا " سَرِيّا من قوم سَرَاة " فلو كان كما قالوا لقيل " سُرَاة "، فتجنبوا الجمع على فُعَلَةٍ، ولكنهم قالوا في ذوات الياء والواو وهم يريدون مثال " صُوَّم " و " قُوَّم " فثقل
(1/615)
________________________________________
عليهم أن يشددوا العين وبعدها ساكن كأنه ألف إعراب، فخففوا الشديدة وهم يريدونها، وزادوا في آخره الهاء؛ لتكون تكملة للحرف إذا نقص، كما قالوا " أَقَمْتُه إقامَةً " فإذا شدَّدوا سقطت الهاء، قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif أو كانوا غُزَّى (قال: ولو قلت " الرُّعَّى " في الرُّعاة، و " العُفّي " في العُفَاة لكنت مصيباً.
قال البصريون في تقدير " أشياء ": هي فَعْلاء: نقلت همزتها إلى أولها كما قالوا " عُقَابٌ بَعَنْقاةٌ ".
قال الفرّاء: ولم أجد لهم في ذلك مذهباً يشبه وَجْهَ العربية؛ لأنهم أكثروا على " الشيء " العلَّة فقدموا ما لم يقدّم، ولم نسمعه، وجمعوه وهو ذكر خفيف على جمع لم يأت إلا فيما واحدته مُثَقَّلة مؤنثة مثل " القَصَبَة " و " القَصْبَاء "، و " الشَّجَرة " و " الشَّجْراء " و " الطَّرَفة " و " الطَّرْفاء ".
وقال الفرّاء: قال الكسائي وغيره من أصحابنا: إنما تُرِكَ إجراؤها لأنها شُبِّهَتْ بِفَعْلاء، وكثرت في الكلام حتى جمعت " أشْياوَات " كما جمعوا الفَعْلاء على الفَعْلاوَات.
قال الفراء: كأن أصل شَيْء شَيِّء على مثال شَيِّع، ثم جمع على
(1/616)
________________________________________
أفعِلاء مثل " لَيّن وأليناء "، ثم تركوا في " أشياء " الهمزة من العين فخفف وترك الإجراءُ لأنها أفعلاء.

باب ما جَمْعُه وواحده سواء
" الفُلْك " السفن واحدها " فُلْك "، قال الله جل ثناؤهالكتّاب smile.gif في الفُلْكِ المَشْحون (، وقال في موضع آخرالكتّاب smile.gif حتَّى إذا كُنْتُم في الفُلْكِ وجَرَيْنَ بهِمْ (.
و" الطَّاغُوت " واحد وجمع ومذكر ومؤنث، قال الله جل ثناؤهالكتّاب smile.gif والذين كفروا أوْلياؤُهُمُ الطَّاغُوت يُخْرجونَهُمْ (وقالالكتّاب smile.gif والَّذينَ اجْتَنَبوا الطَّاغُوت أنْ يَعْبُدوها (.
و" الزَّوْج " يكون واحداً ويكون اثنين، قال الله جل ثناؤهالكتّاب smile.gif من كلٍّ زَوْجَيْن اثنَيْن (وهو ههنا واحد، ويقال للاثنين - إذا كان أحدهما ذكراً والآخر أنثى وكانا من جنس واحد: " هذا زوج هذا " والمعنى احمل من كل ذكر وأنثى اثنين.
(1/617)
________________________________________
قال الكسائي: يقال " غُلام يُفعَة، وغِلْمَان يَفَعَة " الجميعُ مثلُ الواحدِ.
قال سيبويه: يقال " جمل عُبْر أسفارٍ " و " جمال عبْر أسفار " و " دِرْع دِلاصٌ " و " أَدْرُع دِلاصٌ " وربما قيل " دُلُص " و " امرأة هِجَانٌ " و " نِسْوَةٌ هِجَانٌ " وربما قيل " هَجَائن ".
وقال سيبويه: " الحَلْفاء " واحد وجمع، وكذلك " الطَّرْفاء "، و " البُهْمَى " واحدةٌ وجميعٌ، و " الشُّكاعَى " واحدة وجميع.
وقال غيره: " الطَّرْفَاء " جمع " طَرَفَة " و " الحَلْفاء " جمع " حَلَفة "، و " الشَّجْراء " جمع " شَجَرة " و " القَصْباء " جمع " قَصَبة ".
قال الفرّاء مثل ذلك، إلا في " الحَلْفاء " فإنه قال: لم أسمع الواحدة منها إلا " حَلْفَاءة " وتصغر " حُلَيْفِيَة ".
قال غيره: يقال " بعير قُرْحَان " إذا لم يُصِبْه الجَرَبُ؛ و " صَبِيٌّ قُرْحَانٌ " إذا لم يصبه الجَدْرِيُّ، الواحد والاثنان والمذكر والمؤنث فيه
(1/618)
________________________________________
سواء، وكذلك " شاةٌ شَحَصٌ وشُصُصٌ " وهي التي ذهب لبنها، و " رجل قَزَمٌ " وأصله في الشاء وهو أردأ المال وشَرُّه، و " عَبْدٌ قِنّ " الواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث في هذه الأحرف سواءٌ، إلا أن جريراً قال:
أوْلادُ قَوْم خُلِقوا أقِنَّه
فجَمَع.
قال: والاسم إذا وصف بالمصدر كان واحدُه وجميعُه سواء، وكذلك مذكره ومؤنثه، كان بمعنى المفعول أو بمعنى الفاعل، يقال: " ماءٌ غَوْرٌ " و " مياه غَوْرٌ " أي: غائر. وإنما هذا مصدر غار الماء يَغُور غَوْراً، و " يَوْمٌ غَمّ " بمعنى غامّ، و " أيَّام غَمٌّ "، و " رجل نَوْم " بمعنى نائم، و " رجل صَوْمٌ " أي: صائم، و " رجل فِطْر " أي: مُفْطر، و " رجل فَرَط إلى الماء " و " قَوْمٌ فَرَط "، و " ماء كَرَع " للماء يُكْرَع فيه، و " لبن حَلَب " أي: محلوب، و " ماء صِرًى، ومياه صِرًى ".
ويقال: " هو رِضَى، وهم رِضَى "، و " رجل كَرَم، ونساء كَرَم "، و " رجل فَرٌّ، ورجال فَرٌّ "، و " ماء سَكْب "، و " أذن
(1/619)
________________________________________
حَشْرٌ " إنما هي حُشِرت حَشْراً فهي محشورة، و " هذا الدرهم ضَرْبُ بلد كذا " أي: مضروب، و " هذا خَلْقُ الله، وهؤلاء خَلْقُ الله " أي: مخلوقو الله؛ كُلُّ هذه مصادِرُ لا تجمع ولا تؤنث.
وتقول " هو قريب منك، وهم قريب منك "، و " هو أمَمٌ، وهم أمَمٌ "، و " هو قَمَن، وهم قَمَنٌ "، و " هو حَرًى، وهم حَرًى "، فإن أدخلت الياء في قمن فقلت " قمين " ثَنَّيْتَ وجمعت وأنثت.
قال أبو عبيدة: " فرس عَيَاء " لا يحسن أن ينزو، وفي الجمع كذلك " حُصْنٌ عَيَاء "، و " رجل جُنُب، وقومٌ جُنُب "، قال الله جل ثناؤهالكتّاب smile.gif وإن كُنْتُمْ جُنُباً فاطَّهروا (، و " رجل عَدْل، ورجال عَدْلٌ ".
(1/620)
________________________________________
باب ما جاء على بنية الجمع، وهو وصف لواحد
قالوا " بومة أعْشَار " و " ثَوْبٌ أسْمَال " و " أخْلاق " و " نَعْل أسْمَاط " إذا كانت غير مَخْصُوفة، و " سَرَاويل أسْمَاط " إذا كانت غير مَحْشُوَّة.
قال الكسائي: وإنما قالوا " ثَوْبٌ أَخْلاقٌ " أراد أن نَوَاحيه أخلاقٌ فلذلك جمع.

باب أبنية نعوت المؤنث
ما كان من النعوت على فَلان؛ فالأنثى فَعْلى، هذا هو الأكثر، نحو " غَضْبَان وغَضْبَى "، و " سَكْرَان وسَكْرَى "، وبعضهم يقول: " سَكْرَانة " و " غَضْبَانة ".
وقالوا: " رَجُل سَيْفَان " للطويل المَمْشُوق، و " امرأة سَيْفَانة " للطويلة الممشوقة و " رَجُل مَوْتان الفُؤَاد، وامْرَأة مَوْتَانة " ولم يقولوا في هذين فَعْلى.
وما كان على فُعْلان؛ فمؤنثه بالهاء، نحو " خُمْصَان وخُمْصَانة "،
(1/621)
________________________________________
و " عُرْيَانٍ وعُرْيَانَةٍ ".
وأفْعَلُ مؤنثه فَعْلاء، نحو " أحْمَر وحَمْرَاء " و " أعْشَى وعَشْواء ".
وربما قالوا في المذكر أفْعَل، ولم يقولوا في المؤنث فَعْلاء، قالوا للفرس الخفيف الناصية " أَسْفَى " ولم يقولوا الأنثى " سَفْوَاء ". وقالوا للبغلة " سَفْواء "، ولم يقولوا للبغل " أَسْفَى ".
وربما قالوا في المؤنث فَعْلاء، ولم يقولوا في المذكر أفْعَل، قالوا " ناقَة قَصْواء " وهي المقطوعة طرف الأذن، أو المشقوقة الأذن، ولم يقولوا في البعير " أقْصَى " إنما هو مَقْصِيّ ومُقَصَّى ومَقْصُوّ.
وقالوا: " ناقَةَ رَوْعَاء " إذا كانت نشيطةً، ولا يقال للجمل " أوْرَع "، و " ناقة قَرْوَاء " للطويلة الظَّهْر، ولم يقولوا للجمل " أقْرَى "، وقد حكى ابن الأعرابي " أقْرَى ".
وقال العجاج وذكر ريحاً:
حَدْوَاءُ جاءَتْ منْ جِبالِ الطُّورْ
(1/622)
________________________________________
جعلها حَدْوَاء؛ لأنها تَحْدُو السحاب، أي: تَسُوقه.
ولم يقولوا في المذكر " أحْدَى " وقال امرؤ القيس:
ديمَةٌ هَطْلاء فيها وَطَفٌ
ولم يقولوا في المذكر " أهْطَل " إنما يقال " هَطِلٌ ".
وقد يوصف المؤنث بما لا يوصف به المذكر، ألا ترى أنهم قالوا: " ناقةٌ أُجُد " ولم يقولوا " بَعير أُجُد ".
وعلامات التأنيث تكون آخراً بعد كمال الاسم إلا كلتا فإن التاء - وهي علامة التأنيث - جعلت قبل آخر الحرف. وقالوا " بُهْمَاة " فأدخلوا الهاء التي هي علامة التأنيث على ألف فُعْلى، وهي علم للتأنيث، وفُعْلى لا تكون إلا للمؤنث.

باب أبنية المصادر
فَعَلَ يَفْعِلُ
المصدر من هذا على فَعْل، نحو: ضَرَب يَضْرِب ضَرْباً، وحَطَمَ يَحْطِمُ حَطْماً، ويجيء على فَعِلٍ، قالوا: حَرَمه
(1/623)
________________________________________
يَحْرِمه حَرِماً، وسَرَقَه يَسْرِقه سَرِقاً، ويجيء على فِعَال، نحو: نَكَحَ نِكَاحاً، وسَبَقَ سِبَاقاً، ويجيء على فِعْلان، نحو: وَجَدَ يَجِدُ وِجْداناً، وحَرَمَ يَحْرِمُ حِرْماناً، وأتاه إتياناً، ويجيء على فِعَالةٍ، نحو: حَماه يَحْمِيه حِمَاية، ونكاه يَنْكيه نِكاية، ويجيء على فِعْلة، نحو حَمَيْتُه حِمْيَة، وعلى فَعَلة وفَعَلٍ، نحو: غَلَبَه يَغْلِبه غَلَبةً وغَلَباً، وسَرَقه يَسْرِقه سَرِقَةً وسَرَقاً، ويجيء على فَعْلان، نحو: لَوَاهُ لَيَّان، وعلى فَعَلان، نحو: عَسَل يَعْسِل عَسَلاناً، ومال يميل مَيَلاناً، وعلى فُعُول، نحو: وثَبَ وُثُوباً، وعلى فَعِيل، نحو: صهَل صَهِيلاً، ووَجَب قَلْبُه وَجِيباً، ويجيء على فَعَال، قالوا: قَضَى قَضَاءً، ومَضَى مَضَاءً، ونَمى نَمَاءً، ويجيء في المعتل على فُعَل، قالوا: هَدَاه يَهْدِيه هُدًى، وسَرَى يَسْري سُرًى.
وليس يجيء مصدر على فُعَل إلا في المعتل، وقالوا: التُّقَى أيضاً.

باب فَعَلَ يَفْعُلُ
يجيء المصدر من هذا على فُعُول، نحو: سَكَتَ سُكُوتاً، وخَرَجَ خُرُوجاً، وعلى فَعْل، نحو: قَتَله قَتْلاً، ودَقَّه دَقّاً، وعلى فَعَل، نحو: حَلَب يَحْلُبُ حَلَباً، وطَرَدَ يُطْرُدُ طَرَداً، وسَلَبَه سَلَباً
(1/624)
________________________________________
وحَزَنهُ حَزَناً وطلِبَه طَلَباً، وجَلَبَه جَلَباً، وهو قليل، وعلى فَعِل، نحو: خَنَقَهُ خَنِقاً، وعلى فِعْل، نحو: ذَكَرَهُ ذِكْراً، وقال يقول قِيلا، وعلى فُعْل، نحو: شَكَرَ شُكْراً، وكَفَرَ كُفْراً، وعلى فُعْلان نحو: شَكَرَ شُكْرَاناً، وكَفَرَ كُفْرَاناً، وعلى فُعَال، نحو: نَعَسَ يَنْعُسُ نُعاساً، وصَرَخَ يَصْرُخُ صُرَاخاً، وعلى فَعَلان، نحو: نَزَا يَنْزُو ونَزَوَاناً، وطاف يَطُوف طَوَفَاناً، وعلى فَعِيْل، نحو: خَبَّ يَخُبُّ خَبِيباً، وعلى فِعالَة نحو: زَارَ يَزُورُ زِيارَةً، وسَاسَ يَسُوسُ سِيَاسَة، وعَبَدَ عِبَادَةً، وعلى فِعَال، نحو: قَامَ قِيَاماً، وصَامَ صِياَماً، وكَتَبَ كِتَاباً، وبعض العرب يقول " كَتْباً " على القياس، وحَجَبَه حِجَاباً، ويجيء على فَعَال، نحو: زَالَ يَزُول زَوَالاً، وثَبَتَ يَثْبُتُ ثَبَاتاً وثُبُوتاً.

باب فَعِلَ يَفْعَلُ
يجيء المصدر من هذا على فَعَلٍ، نحو: تَعِبَ تَعَباً، وسَخِطَ سَخَطاً، وعلى فَعْل، نحو: بَلِعَ يَبْلَعُ بَلْعاً، ولَحِسَ يَلْحَسُ لَحْساً، وعلى فُعُول، نحو: لَزِمَهُ لُزُوماً، ونَهِكَتْهُ الحُمَّى تَنْهَكُهُ نُهُوكاً، وعلى فُعْل، نحو: شَرِبْتَ شُرْباً، ووَدِدْتُ فُلاناً وُدّاً، وعلى فِعَال، نحو: سَفِدَ يَسْفَدُ سِفَاداً، وعلى فِعْلان، نحو: غَشِيَ غِشْيَاناً، وحَسِبَ حِسُبَاناً، وعلى فَعَال،
(1/625)
________________________________________
نحو: سَمِعَ يَسْمَع سَمَاعاً، وعلى فَعْلَة، نحو: رَحِمْتُه رَحْمَةً، وعلى فَعَلان، نحو: شَنِئْتُه أشْنَوْه شَنآناً، وعلى فَعِلٍ، نحو: ضَحِكَ ضَحِكاً، ولَعِبَ لَعِباً، وعلى فَعَالة، نحو: زَهِدَتُ زَهَادَة، وسَئِمَتُ سَآمَة، وقَنِعْتُ قنَاَعةً، وعلى فُعْلة، نحو: شَهبَ يَشْهَبُ شُهْبةً، وكَهِبَ يَكْهَبُ كُهْبَة، وصَدِئ يَصْدَأ صُدْءَةً، وعلى فِعْل، نحو: عَلِمَ يَعْلَم عِلْماً.

فَعَلَ يَفْعَلُ
يجيء المصدر من هذا على فُعُول، نحو: جَحَدَه يَجْحَدُهُ جُحُوداً، وعلى فُعَال، نحو: سَأَلَه يَسْأَلُه سُؤَالاً، ومَزَحَ يَمْزَحُ مُزاحاً، وعلى فَعَلان، نحو: لَمَعَ يَلْمَعُ لَمَعاناً، ودَأَلَ يَدْأَلُ دَأَلاناً، وعلى فَعْل، نحو: نَفَعَ يَنْفَعُ نَفْعاً، وذَبَحَ يَذْبَحُ ذَبْحاً، وعلى فَعال، نحو: ذَهَبَ يَذْهَبُ ذَهاباً، وعلى فِعَالة، نحو: قَرَأَ قِرَاءةً، وعلى فَعَالة، نحو: نَصَحَ يَنْصَحُ نَصَاحَةً، على فِعَال، نحو: طَمَحَ طِمَاحاً، وضَرَحَ ضِرَاحاً.

فَعُلَ يَفْعُلُ
يجيء المصدر من هذا على فَعَالة، نحو: مَلُحَ يَمْلُحُ مَلاحةً، ونَبُلَ يَنْبُلُ نَبَالةً، وعلى فُعُولة، نحو: قَبُحَ يَقْبُحُ قَبَاحةً وقُبُوحةً، وسَهُلَ يَسْهُلُ سُهُولة، وعلى فُعْلٍ، نحو: حَسُنَ يَحْسُنُ حُسْناً، وقَبُحَ
(1/626)
________________________________________
يَقْبُحُ قُبْحاً، وعلى فِعل، نحو صَغُرَ صِغَراً، وعَظُمَ عِظَماً، وسَرُعَ يَسْرُعُ سَرِعاً، وعلى فَعَل، قالوا: كَرَماً رَماً وشَرُفَ شَرَفاً، وعلى فِعْلَةٍ وفَعْلةٍ، نحو: وَضُعَ يَوْضُعُ ضِعةً وضَعةً، ووَقُحَ يَوْقُحُ قِحَةً وقَحَةً، وعلى فَعْلٍ، قالوا: ظَرُفَ يَظْرُفُ ظَرْفاً.
قال سيبويه: أما قولهم الجَمالُ فإنه مصدر جَمُلَ يَجْمُلُ وأصله جَمَالة، كما قالوا: صَبُحَ يَصْبُحُ صَبَاحةً، وقَبُحَ يَقْبُحُ قَبَاحةً؛ فحذفوا.
وقالوا - من غير هذا الباب - شَقِيَ شَقَاء وشَقَاوَة، كما قالوا: سعِدَ سَعَادَة، وقالوا: اللَّذَاذ واللَّذَاذَة، وإنما هو مصدر لَذَّ يَلَذُّ، وقالوا: بَهُوَ يَبْهُو بَهَاء، وبَذُوَ يَبْذُو بَذَاء، مثل جَمَال.

باب مصادر بنات الأربعة فما فوق
يجيء مصدر أفْعَلْتُ على إفْعَال، تقول: أكْرَمْتُ إكْرَاماً، وأعْطَيْتُ إعْطَاء، والألف مقطوعة، وفي المعتل على إفعالة، تقول: أقَمْتُهُ إقَامَةً، وأجَلْتُهُ إجَالَةً، وإنما أدخلت الهاء فيه تعويضاً
(1/627)
________________________________________
مما ذهب منه، والذاهب منه موضع العين من الفعل، وربما حذفت الهاء إذا أضيفت، نحو قول الله جل ثناؤهالكتّاب smile.gif وإِقَامِ الصَّلاةِ (. وكذلك الاستفعالة، نحو: الاسْتِقَامَة.
ويجيء مصدر فَعَّلْتُ على التَّفعيل، والفِعَّال، نحو: كَلَّمْتُه تَكْلِيماً وكِلاَّماً، وكَذَّبْتُه تكذيباً وكِذَّاباً، وجَمَّلْتُه تجميلاً وجِمَّالاً، وفي بنات الياء والواو على تَفْعلة نحو: عَزَّيْتُه تَعْزِيةً، وقَوَّيْتُه تَقْوِيةً.
ويجيء مصدر فاعَلْت على مُفَاعَلَة، وعلى فِعَالٍ، وعلى فِيعَال، نحو: قَاتَلْتُهُ مُقَاتَلةً وقِتَالاً، وجَالَسْتُهُ مُجَالَسَة، وقَاعَدْتُهُ مُقَاعَدَة، ومَارَيْتُهُ مُمَارَاةً ومِرَاء، وجَادَلْتُهُ مُجَادَلَةً وجِدَالاً، قال: والذين يقولون: تَفَعَّلْتُ تِفِعَّالاً، يقولون: قَاتَلْتُهُ قِيتَالاً.
ويجيء مصدر تَفَعَّلْتُ على التَّفَعُّل، يقولون: تَقَوَّلْتُ تَقَوُّلاً، وتَكَذَّبْتُ تَكَذُّباً، والذين يقولون " كلمته كِلاَّماً " يقولون: تحمَّلْتُ تِحِمَّالاً.
(1/628)
________________________________________
ويجيء مصدر تَفَاعَلْتُ على التَّفَاعُل - بضم العين - نحو: تَغَافَلْتُ تَغَافُلاً، وقد شذَّ منه حرف يقولُه بعضُ العرب بالكسر وبعضُها بالفتح، قالوا: تفاوت الأمر تَفَاوَتَاً، وتَفَاوِتاً، حكاه أبو زيد، قال: والكِلابيُّون يفتحون.
ويجيء مصدر افتعلْتُ على افْتِعَال، نحو: اقْتَتَلْنا اقْتِتَالاً، واحْتَبَسْتُ احْتِبَاساً.
ويجيء مصدر انْفَعَلْتُ على انْفِعَال، نحو: انْطَلَقْتُ انْطِلاَقاً، وانْصَرَمَ الشيءُ انْصِرَاماً.
ويجيء مصدر افعلَلْتُ على إفْعِلاَل، نحو: احْمَرَرْتُ احْمِرَاراً، واسْوَدَدْتُ اسْوِدَاداً.
ويجيء مصدر افْعَالَلْتُ على افْعِيلال، نحو: اشْهَابَبْتُ اشْهِيبَابَاً.
ويجيء مصدر افْعَوَّلْتُ على افْعِوَّال، نحو: اجْلَوَّذَ اجْلِوَّاذاً.
ويجيء مصدر افْعَنْلَلْتُ على افْعِنْلاَل، نحو: اقْعَنْسَسَ اقْعِنْسَاسَاً.
ويجيء مصدر افْعَوْعَلْتُ على افْعِيعَال، نحو: اغْدَوْدَنْتُ اغْدِيدَاناً.
ويجيء مصدر استفعلت على استفعال، نحو: اسْتَخْرَجْتُ اسْتِخْرَاجاً.
(1/629)
________________________________________
باب ما جاء فيه المصدر على غير صَدْرٍ
قال الله عزّ وجلّالكتّاب smile.gif واللهُ أنْبَتَكُمْ مِنَ الأرضِ نَبَاتاً (فجاء على نَبَتَ، وقال الله جل ثناؤهالكتّاب smile.gif وَتَبَتَّلْ إليهِ تَبْتِيلاً (فجاء على بَتَّلَ، وقال الشاعر:
وخَيْرُ الأمْرِ ما اسْتَقْبَلْتَ منهُ ... وليسَ بأنْ تَتَبَّعَهُ اتِّبَاعَا
فجاء على اتَّبَعْتُ. وقال الآخر:
وإنْ شِئْتُمْ تَعَاوَدْنَا عَوَادَا
فجاء على عَاوَدْنَا.
وإنما تجيء هذه المصادر مخالفة للأفعال لأن الأفعال - وإن اختلفت أبنيتها - فهي واحدةٌ في المعنى.
(1/630)
________________________________________
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
(أو), الكاتب, الكتّاب


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع أدب الكاتب (أو) أدب الكتّاب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أخطاء اللغة العربية المعاصرة عند الكتّاب والإذاعيين Eng.Jordan دراسات و مراجع و بحوث أدبية ولغوية 0 12-07-2020 11:21 AM
الكتّاب الصيادون – بقلم سمير عطا الله Eng.Jordan أخبار ومختارات أدبية 0 03-04-2020 12:04 PM
عصر الآلات الروحية الكاتب : راي كيرزويل Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 0 11-21-2016 09:10 PM
محبرة الكاتب ... والحموات عبدالناصر محمود الملتقى العام 0 02-22-2012 08:41 AM
الكاتب: د. محمد الدروبي مهند أخبار ومختارات أدبية 1 01-10-2012 02:16 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:53 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59