خط نابوكو والتغيير السياسي في المنطقة

المنطقة , السياسي , والتغيير , نابوكو

خط نابوكو والتغيير السياسي في المنطقة

احمد الهرمزي

لعب النفط والغاز دورا حيويا في الحياة السياسية لمعظم الشعوب والدول ويشمل هذا الامرالعراق الذي يحتوي على احتياطات كبيرة تزداد يوم بعد يوم بعد الاكتشافات الاخيرة وهذا ما جعلة محط انظار الدول الغربية وخصوصا الدول الاوروبية وبما ان اوروبا تعتمد بشكل كبير على الغاز الذي تستوردة من روسيا فان السنوات الاخيرة والتي حدثت فيها عدة مشاكل بالتزويد تعزوها روسيا لاسباب اقتصادية ومشاكل مع اوكرانيا ويعزيها الاوروبين الى محاولة روسيا الى استخدام الغاز كورقة سياسية ادت الى التفكير بانشاء خط نابوكو البديل لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي ، هذا الخط الذي ينقل الغاز من دول بحر قزوين مرورا بتركيا مع افتراض تشغيلي عام 2014 ولمن لا توجد لدية معلومات عن هذا الخط وما لعبة من دور في استمالة الاكراد للغرب يمكن مراجعة مقالتنا السابقة حول الموضوع
http://www.bizturkmeniz.com/ar/showArticle.asp?id=16776
وكانت المشكلة الأساسية وما تزال التي تواجه مشروع نابوكو هي عدم وجود ما يكفي من الغاز لملء الخط، وهنا دخل الاكراد على الخط كبديل لملىء الخط بالغاز بعد ان تم ازاحة ايران عن المشروع بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها،
الزيارة الاخيرة لمسعود البرزاني الى تركيا والتي رافقها فيها وزير الموارد النفطية وعد الاكراد بامكانية مد خط نابوكو ب 15 مليون لتر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا حيث تعتقد شركة نفط الهلال (يملكها شخص عراقي الاصل) وشركتها الزميلة دانة غاز بوجود كمية كافية من الغاز في الحقول التي تقومان بتشغيلها في إقليم كردستان وأن تلك الكمية كافية لإمداد خط الأنابيب بالغاز بعد تلبية الطلب المحلي في شمال العراق وتركيا.
وبين الوزير أن احتياطيات شمالي العراق النفطية تصل إلى 45 مليون برميل ومن الغاز الطبيعي إلى ما بين ستة و ثمانية مليارات متر مكعب، وتابع كما نقلت بعض الصحف عنة بالقول إن التعاون الاقتصادي بين الجانبين من شأنه أن يكون حيوياً لأمن المنطقة. مبيناً إن كردستان العراق يؤمن بشدة بالتكامل الاقتصادي مع تركيا ، كما إن الجدول الزمني الذي وضعة الاكراد لاستخراج الغاز الطبيعي وتصديره يسير بالتوازي مع جدول خط ناباكو متوقعين تفعيل الخط بحلول العام 2014 وأن يكون قادرا على تجهيز الغاز.
اذن الامر بدء يتعدى الامريكان والاوروبين ليشمل جذب تركيا من خلال النفط والغاز، فتركيا التي يفترض انها حليف قوي للتركمان بدأت تغير سياساتها اتجاة اقليم كردستان رغم استمرار السياسات الكردية اتجاة التركمان، حيث قامت تركيا بفتح مصارف والسماح للاتراك بالاستثمارات الاستراتيجية وقبلها فتح القنصلية في اربيل الى اخرة من امور عدة من تعاون امني وتجاري، كما ان التصريحات العلنية تبين ان تركيا تقف مسافة واحدة من جميع الاطراف السياسية العراقية.
تخيل ان الاكراد يؤمنون (بتكامل اقتصادي مع تركيا) وهم لم يفوتوا اي فرصة لادانة تركيا في اي محفل دولي في الخارج او حتى ما نسمعة اخيرا من اتهام الاكراد لتركيا باستخدام الاسلحة الكيمياوية ضد الاكراد . طبعا فكرة التكامل الاقتصادي هي فكرة امريكية تعمل كبديل عن الانفصال عن العراق بجعلها مقبولة من دول الجوار.
كركوك والمناطق المساة بالمتنازع عليها لن تكون بمناءى عن هذا المشروع كونها غنية بالنفط والغاز وسهولة ربطها بالمشروع وبالتالي ستكون هذة المناطق نقفطة مفاوضات سرية بسبب هذا المشروع؟؟؟
وفي ظل غياب حكومة مركزية وقانون للنفط والغاز استطاع الاكراد قبل عدة ايام من قبول انضمام إقليم كوردستان إلى مشروع نقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وهذا يعني ان الشركات العاملة في المشروع ستعمل على مد أنابيب النقل من داخل كردستان العراق عبر أراضي تركيا لربط التصدير بالخطوط الناقلة إلى أوروبا.
لا يوجد اي مانع من هكذا ربط اذا تم باسم العراق وليس الاقليم فقط، وليس هناك مانع من ان يتم تطوير اقليم كردستان الا ان تخوفنا هنا يندرج الى ثلاث امور :
الاول: قضايا التهريب للنفط التي تم فضحها في الصحف الغربية وقبلها فضحية شركة ال (دي ان او) النروجية وصفقات ونسب مثل نسبة بيتر غالبربت الامريكي الذي كتب الدستور العراقي، تضع علامة استفهام حول اين ستذهب موراد هذا الغاز ومن يتحكم بة وكيف سيتم مراقبة اعمالة في اقليم كردستان ؟؟؟
الثاني: غياب الحكومة المركزية للعراق بصورة كلية عن المراقبة في اقليم كردستان ومحاولة الاكراد الاستقلال بالقرار السياسي الخاص باستخراج الغاز واعتبارة ملك للاكراد وليس للعراق في حين انهم يستلمون 17 بالمائة من ميزانية الدولة العراقية، سيتسبب بانتقاص السيادة للدولة العراقية وربما يسهل تفككها اكثر مما علية الان مستقبلا لا سامح اللة؟؟
ثالثا:فرض سياسة الامر الواقع بالقوة والاملاءات الكردية والتي كشفت عنها ورقة المطالب الكردية لتشكيل الحكومة العراقية تجعل المناطق المسماة بالمتنازع عليها محل مساومة وفق مصالح الدول، وسيكون عامل ضغط على التركمان في مناطقهم.
وعلية يجب على الحكومة العراقية المقبلة وتركيا ان يدراكا جيدا ان ضم اقليم كردستان لخط نابوكو دون وجود سيادة عراقية حقيقية يجب ان يحسب بشكل جيد والا تكون العواقب وخيمة لدرجة كبيرة تتجلى في التغيير السياسي و الجغرافي للمنطقة ككل.

المصدر : موقع نحن التركمان

المصدر: ملتقى شذرات