كورونا والافلاس والتناحر الأمريكي الايراني ..أزمات تهدد بإنهيار العراق

..أزمات , الأمريكي , الايراني , العراق , تهدد , بإنهيار , والافلاس , والتناحر , كورونا

الايكونوميست: كورونا والافلاس والتناحر الأمريكي الايراني ..أزمات تهدد بإنهيار العراق
__________________________________________________ _________

21 / 8 / 1441 هـــــــــــــــــــــــــــــــــ
14 / 4 / 2020 م
_____________________





في مدينة الصدر وهي مدينة الصفيح شرق العاصمة العراقية بغداد لا تزال السيارات تغلق الطرق وتتوافد القوافل الدينية الشيعية على الأضرحة والقبور ولا يزال الناس يتجمعون في المتاجر، فهم ينظرون إلى فيروس كورونا في سياق أمرين، إما أنه صنيعة "صهيونية" أو "مسار سريع إلى الجنة"! ..يقول تقرير نشرته مجلة الايكونوميست إن الناس هناك لايلتزمون بالإجراءات الحكومية التي تدعوهم للبقاء في منازلهم، وتقول الحكومة إن العراق يوجد به فقط 1122 حالة إصابة بفيروس كورونا لكن الرقم مضلل لعدم وجود مستشفيات عامة مجهزة للتعامل مع مثل هذه الأزمات.

فيروس كورونا ليس المشكلة الوحيدة في العراق فالدولة مفلسة تقريبا نتيجة الانخفاض الحاد في أسعار النفط الذي يمثل 90 في المائة من إيراداتها، كذلك فإن الأزمة السياسية متضخمة لان الأحزاب السياسية منقسمة مابين الولاء لإيران أم الولاء للإدارة الأمريكية وتعجز عن التوافق حول مرشح لمنصب رئاسة الوزراءة، لذلك المليشيات الشيعية المسلحة هي التي تتحكم في المشهد السياسي.

تمتلك الحكومة العراقية احتياطات نقدية تقدر بحوالي 60 مليار دولار ولكن قد تنفذ بحلول نهاية العام الجاري في حال استمرت أزمة أسعار النفط مع عدم وجود اوفق لتوافق الدول المنتجة حول اتفاق لخفض الانتاج. ويشعر الكثير من موظفي الدولة والبالغ عددهم 7 ملايين شخص بالإضافة إلى أصحاب المعاشات أن الحكومة قد تعجز في مرحلة ما عن تسديد رواتبهم، وهذا الأمر ما يؤكده رئيس الأمن القومي السابق موفق الربيعي.

لا يوجد ضمن الهيكلة الاقتصادية العراقية تأثير للقطاع الخاص فالكثير من الشركات تعتمد بشكل كامل على العقود الحكومية، وبالتزامن مع الحظر والاغلاقات بسبب فيروس كورونا فإن تباطؤ التجارة سيزيد من كفاح العراقيين من أجل لقمة عيشهم، إلى جانب كتلة فساد متضخمة تنهش خيرات البلاد منذ عقود.

منذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي في نوفمبر 2019 حاول كلا من محمد علاوي وعدنان الزرفي الفوز بثقة البرلمان للوصول للسلطة لكن الاحزاب الشيعية رفضت ذلك على اعتبار انهم جزء من اللعبة الأمريكية وقبل أيام تم ترشيح رئيس المخابرات مصطفي الكاظمي للمنصب من قبل الرئيس العراقي وهو أحد رجال إيران التي أيدت ترشيحه لرئاسة الوزراء.

أحد أزمات العراق ايضا كارثة انتشار المليشيات الشيعية المسلحة التي يقودها الحشد الشعبي بدعم إيراني كامل وقد زادت الفوضى المسلحة عقب مقتل قاسم سليماني أحد جنرالات إيران في العراق الذي قتلته طائرة أمريكية بالقرب من مطار بغداد في يناير الماضي، بالإضافة إلى أبو مهدي المهندس أحد قادة الفصائل الشيعية المسلحة في العراق وهذه الخطوة زادة من خطورة الاشتباك بين إيران والولايات المتحدة في العراق.

يوجد في العراق 5200 جندي امريكي وقد تم جمعهم في قواعد عسكرية كبيرة بعد الهجمات الاخيرة التي وقعت من قبل فصائل شيعية على مواقع امريكية، وفي ظل وجود مرجع مثل علي السيستاني يتحكم بتلك الفصائل المسلحة لصالح ضمان ولاءه لعلي خامنئي في إيران فإن العراق سيبقى أسيراً لأزمات سياسية وكوارث أمنية تساعم بشكل كبير في إضعاف الحكومة المركزية والتي بدورها تحاول منذ عدة اشهر قمع احتجاجات في مدن مختلفة تطالب بالقضاء على الفساد والتوقف عن جعل إيران ساحة نفوذ لإيران والولايات المتحدة.




__________________________________________________

المصدر: ملتقى شذرات