العودة   > >

بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية تربية وتعليم , علم نفس ، علم اجتماع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 05-23-2019, 11:33 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي أبناؤنا في خطر


بسم الله الرحمن الرحيم


أبناؤنا في خطر


الحمد لله الذي شرفنا بالإسلام، وجعل الغيرة على العرض من شيم الكرام، وأصلي وأسلم على خير الأنام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام...
إن تفشي ظاهرة الانحراف بين أوساط أبنائنا الشباب تدفع الغيورين من أصحاب الكلمة الصادقة، والموقف الجريء، أن يقولوا كلمتهم، ويعذروا إلى الله تعالى، حين يضعون الأمانة في أعناق أصحابها وأهلها بحسب اختلاف مواقعهم وألقابهم..
قال تعالى: إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ (هود: من الآية88).
لذا أبرق بنصيحتي إلى كل أب غيور..وإلى كل أم غيور.. وإلى كل الغيورين من أبناء شعبنا..أدركوا أنفسكم.. فأبناؤكم وبناتكم في خطر!!..
وإليكم واحدة من القصص التي تعكس جانباً من جوانب الانحراف في مجتمعنا...
تعرف أحد الشباب على فتاة في ريعان شبابها، فنشأت بينهما علاقة إعجاب ونظرات وابتسامات، تطورت إلى رسائل غرامية وموعد ولقاء، وأخذا يلتقيان في مناطق بعيدة حتى لا يفتضح أمرهما، وتوثقت العلاقة دون علم أهليهما!!
تقول الفتاة : خفت لطول العلاقة من انكشاف أمري.. وتساءلت ماذا سيحدث لي لو عرفوا ما بيني وبينه؟ ... فطلبت منه الزواج ... تردد في الموافقة ...وقال اصبري قليلاً.. وأمام إلحاحي عليه، عرض علي الزواج عرفياً دون علم أبوينا!! فرفضت وصرخت في وجه..مستحيل..حرام..إنني وحيدة أبي لطالما أخبرني أنه يتمنى أن يراني عروساً ويطمئن على مستقبلي!!..لكن أمام تعلقي به...وعدم قدرتي على تركه!!.. وخشيتي أن يكون مصيري كصديقتي التي ارتبطت بعلاقة مع أحد الشباب فلما نال منها أغلى ما تملك تركها لعارها!!..
وافقت على الزواج به زواجاً عرفياً، بعد أن أملني بكل صور السعادة إن وافقته فيما يريد، وأخذت منه وعداً بإعلان أمر الزواج بعد إكمال دراسته !! وأمام الشهوة العارمة التي استحكمت بي وبه لم أفق إلا وقد وقعنا على ورقة تفيد بأمر زواجنا، دون علم لأي من أولياء أمورنا!!!.
ومرت الأيام وأصبحـت لقـاءاتنا كزوجيـن، أخـذ خلالها أغلى ما أملك... شرفي وعفتي... توسلت إليه... ألقيت نفسي تحت قدميه... رجوته واستحلفته بما بيننا من الحب أن يتقدم رسمياً لأبي كي يتزوجني حسب الأصول قبل افتضاح أمري... لكنه كان يسوف ويؤجل، وادعي أنه سيرتب للأمر... ومرت الأيام والأسابيع وكأنها سنون دون أن يصنع لي شيئاَ... تذكرت صديقتي السابقة وأيقنت أن العار مصيري كما كان مصيرها خاصة حينما تحقق حملي وظهرت أعراضه ...
وبدا وجه الفتاة شاحباً يعلوه الأسى والحسرة والندم..وقالت: أخبروني ماذا أصنع؟!.. ثم صاحت باكية: ألا ليت بنات الجيل يسمعون قصتي!! لقد ضيعتني صداقة السوء!! ونالت من شرفي قصص العشق والغرام!! وفقدت أغلى ما أملك يوم تربيت على الأفلام المعاصرة المدمرة.. ثم انهارت الفتاة ولم تستطع الكلام!!!..
عندئذ قلت في نفسي: هذه ضريبة البعد عن الإسلام.. وعدم التربية على الإيمان.. والفاتورة التي يسددها الشباب الذين خدعتهم ثقافة الغرب، والحريات الشخصية التي لا تنضبط بأخلاق الإسلام وأحكامه، وأيقنت كلما سمعت جريمة، أو سقوط شاب، أو فتاة أن أبناءنا في خطر، وأن بناتنا في خطر، وأن حاضرنا ومستقبلنا في خطر.. فإما أن نترك فلذات أكبادنا في مستنقعات الانحراف ومهاوي الرذيلة، أو أن نساعدهم كي يتجاوزوا أزمتهم التي كلنا كآباء، وعلمـاء، ومسؤوليـن سببـاً فـي ضياعهم بسبب تقصيرنا أو تواطئنا، إلا من رحم الله تعالى.
ويشار هنا إلى أن الاحتلال وأعوانه يرعون الفساد، فقد حدثني أحد المسؤولين أنه قد تم ضبط كمية من المجلات الإباحية الهابطة إضافة إلى كمية من الخمور، وكمية ثالثة من حبوب الإثارة الجنسية جاءت من جهة الاحتلال الإسرائيلي عبر البريد!! وقد تم تشكيل لجنة مشتركة مع الجهات الأمنية لإعدام وإتلاف تلك الكميات.
وهذا يعكس خطورة الموقف، وأن الفساد موجه ومدعوم من قبل الاحتلال الإسرائيلي ؛ لإفساد أبنائنا وبناتنا!! وقد تم ضبط إحدى الفتيات تقوم بترويج حبوب الإثارة!!
ويستمر ظهور الفساد وجنوح بعض الطلاب إلى الانحراف، حيث تنتشر المجلات الإباحية، وأسطوانات الليزر المحتوية على صور الفساد والمجون، وأفلام الفيديو التي يسوقها العملاء وأعوان الاحتلال الذين يقدمون خدمات مجانية للعدو، إذ يكتفون بما يعود إليهم من عائد مالي لتسويقهم لتلك الأفلام والصور الهابطة وترويجها بين الراغبين من المراهقين والشواذ... فضلاًَ عن بعض أوكار مقاهي الإنترنت أو ما يعرف بالكافي شوب... وما تروجه من مواقع إباحية مدمرة، بلغت لدى بعضها أن تفتح أبوابها طيلة الليل حتى أذان الفجر!! حيث يؤم أولئك المنحرفون تلك الأماكن المشبوهة تلبية لنداء الشهوة... بينما يرتاد المصلون بيوت الله عز وجل لأداء صلاة الفجر طمعاً في أن يكونوا في ذمة الله عز وجل لا في ذمة إبليس، كما هي تلك الشريحة المنحرفة والساقطة.
إن مما يثير الحزن والأسى والاستغراب أن أكثر صور الانحراف بين فئة الشباب وطلاب المدارس!! وهم عماد الأمة وأمل الشعوب وحاضرها ومستقبلها الواعد...وإن ظهور جريمة الزنا والحمل من سفاح!! وبعض حالات الزواج العرفي لدى تلك الفئة!! ينبغي أن يدق في آذان الشرفاء والمخلصين وأصحاب القرار أجراس الخطر، إذ إن أي تقصير في معالجة هذه الظاهرة يعني التواطؤ الواضح والفاضح مع فئات المفسدين، الذين يتربصون بشبابنا وفتياتنا الدوائر، ويخططون بكل ما أوتوا من قوة الإمكانات للنيل من طهارة أبنائنا وشرف فتياتنا!!
ولعلك أخي القارئ أختي القارئة تواقون ومتلهفون لسماع الحل لهذه المشكلة الخطيرة، والتي بدأت تظهر في مجتمعنا المتدين والمحافظ بطبعه...
لكني أستميحكم العذر قليلاً ... فلكي نقف على حل ناجع لابد من تشخيص الحالة، وذلك بالوقوف على أسبابها ودواعيها، فإن وفقنا الله تعالى في ذلك فقد وضعنا أقدامنا على أول الطريق، وعندئذ نتعاون فيما بيننا لوضع الحلول المناسبة والعلاجات الملائمة مستعينين في ذلك كله بالله تعالى أن يسدد خطانا وأن يلهمنا الرشاد في أمرنا إنه سميع مجيب.
وإليكم أهـم الأسبـاب التـي تقف من وراء جنوح أبنائنا وبناتنا إلى الانحراف :
أولاً: ضعف الوازع الديني:
إن الإيمان الصادق يمثل بالنسبة للفرد سياجاً واقياً من الزلل، ودافعاً قوياً نحو الاستقامة، فإذا ما فتر الإيمان في نفس الفرد، أصبح صاحبه عرضة لكل أشكال الضياع والانحراف، وهو ما تفسره آيات القرآن الكريم حينما أعقبت قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا بأمر أو نهي، وهو ما يعني أن الإيمان متى وجد تحقق أمر الله تعالى ونهيه، وإذا ضعف كان التقصير في حق أوامر الله تعالى هو السمة البارزة لدى المقصر...
ولكي نحصن أبناءنا من الوقوع في حمأة الرذيلة ونحميهم مما يخطط لهم، فلابد من زيادة إيمانهم بالله تعالى، وذلك بتنمية صلتهم بالله عز وجل، وهو ما يتحقق عبر البعد عن المعاصي، فإنما هي بذرة سامة تقتلع نور الإيمان وبهائه من قلوب أهل المعصية، وليحل محلها الالتزام بالفرائض، والتنافس في أداء النوافل، وتحبيب ذكر الله إليهم حتى تعتاد ألسنتهم التسبيح والتعظيم لله عز وجل، وهو ما يرسخ قيم الإسلام العظيمة في قلوبهم، وتصبح واقعاً عملياً في سلوكهم، قال تعالى:يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (البقرة:21)...
وقد أكدت السنة النبوية أن التربية الإيمانية عصمت صاحبها من الانحراف، فقد جاء في حديث النفر الثلاثة الذين أووا إلى غار فأطبقت على بابه صخرة لم يستطيعوا دفعها، فأخذوا يدعون الله بصالح أعمالهم، فكان منهم رجل له ابنة عم جميلة، فاحتاجت المال-كما جاء في رواية- فساومها على نفسها؟؟ فوافقت لقاء المال... وغلق الرجل الأبواب، ذكرته بالله تعالى فتحرك الإيمان في قلبه فتركها مخافة لله تعالى!! ثم دعا الله عز وجل: اللهم إن كنت تركت ذلك مخافة منك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة...
أخرج البخاري في صحيحه بسنده -مختصراً- عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( بينما ثلاثة نفر يتماشون أخذهم المطر، فمالوا إلى غار في الجبل، فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل، فأطبقت عليهم. فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتموها لله صالحة فادعوا الله بها لعله يفرجها..-إلى أن قال- وقال الثاني: اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحبها كأشد ما يحب الرجال من النساء، فطلبت إليها نفسها، فأبت حتى آتيها بمائة دينار، فسعيت حتى جمعت مائة دينار فلقيتها بها، فلما قعدت بين رجليها، قالت: يا عبد الله اتق الله ولا تفتح الخاتم إلا بحقه، فقمت عنها، اللهم فإن كنت تعلم أني قد فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها، ففرج لهم فرجة).
فهلا أخي المؤمن أختي المؤمنة إذا وقع نظركم على الحرام غضضتم الطرف، وقلتم إني أخاف الله!!..
إن العابد المؤمن يتربى على البعد عن النظر للمحرمات، لأنها بريد الفاحشة...وقد جعل الله عز وجل له كرامة عظيمة يوم القيامة وهي أن يستظل بظل الله يوم لا ظل إلا ظله.
فقد جاء في الحديث الشريف، الذي أخرجه البخاري في صحيحه بسنده -مختصراً- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله-وذكر صلى الله عليه وسلم منهم – ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها، قال: إني أخاف الله).

لذا أيها الآباء:
علموا أبناءكم أن النظر في ملكوت الله خير من النظر إلى المحرمات، فالأولى تحقق الإيمان والأخرى تورث العصيان... وبينوا لهم أن التفكر في ضيق القبر وظلمته، وذكر الله وتلاوة القرآن، يطهر اللسان والقلب من أدران الزيغ والضلال، وأن الكلمات الفاسدة التي تصدر عن المأفونين من ذوي الغناء الهابط تفسد القلب واللسان، وتودي بصاحبها إلى الانحلال والبهتان...
إنهم إن فعلوا ذلك-أي أخذوا بالنصيحة- فقد صفت نفوسهم وقوي إيمانهم، واستعصت عليهم المؤامرة، التي يحيكها لهم أعداؤهم...وإلا مزقتهم المعصية شر ممزق...

ثانياً: تقصير من استرعاهم الله على أبنائنا وبناتنا في القيام بواجباتهم :
إن البيت والمدرسة من أخطر محاضن التربية التي يوكل إليها المحافظة على أبنائنا وبناتنا، لذا فإن أي تقصير أو خلل يصدر من أي من هاتين المؤسستين أو كلتيهما يعد تهديداً مباشراً على حاضر أبنائنا ومستقبلهم، الأمر الذي يجعل المحافظة على دينهم وأخلاقهم أمراً عسيراً على كافة المؤسسات التربوية الأخرى الداعمة لعملية التربية كالمسجد وغيره، ولبيان ذلك إليك بعض التوضيح :
1) أثر تقصير الأبوين على فساد الأبناء وانحرافهم :
إن التقصير الصادر من الأبوين قد يكون مباشراً أو غير مباشر (بدون قصد!!)، وعلى العموم فالنتيجة واحدة في حق الأبناء، وهي انفلاتهم، وانحرافهم نحو مستنقع سحيق لا يعرف مداه إلا الله، وكل ذلك بما كسبت أيمانكم معشر الآباء!!!.
إن خطأ بعض الآباء ووقوعهم بما يسمى بالفهم البهيمي أو النظرة البهيمية للحياة والتي تقتصر على جمع الطعام والشراب وقضاء الشهوة -وهي حياة الكافرين- هو غاية ما يعرفوه عن حدود مسؤولياتهم، وهو الذي أدى إلى انحراف أكثر أبنائنا، وهذا الفهم عبرت عنه آيات القرآن الكريم ، قال تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ (محمد من الآية12) ، فهل يرجى أخي الكريم ممن كان هذا وصفه أن يؤدي ما عليه من أمانة تربية أبنائه، أو أن يحافظ على عرضه وشرفه من أن تعبث به أيادي أمثاله من السفهاء والمنحرفين ؟!!.
وقد تتساءل أيها القارئ الغيور..وهل هناك آباء على هذا النحو؟! وهل يمكن للأب أن يتجرد من شعوره المقدس تجاه أغلى ما يملك من حطام الدنيا الفانية.. شرفه وعرضه وسمعته..زوجه وابنته وابنه؟!!.
رويدك أخي القارئ.. إنها ليست بقضية عامة فلكل قاعدة شواذ.. مع أن هذا الاستثناء قد أخذ مساحة إن لم نستدركها بالمعالجة كانت وبالاً عليناً جميعاً، فإنما نحن في مركب واحدة إن خرقها أحد ركابها تحت دعوى حريته الشخصية غرقنا سوياً، وإن أخذنا على يديه نجونا جميعاً.. ودعني أوجه لك بعض الأسئلة كي أجيبك على تساؤلك السابق.. هل تصدق أن رجلاً يطرد ابنته من البيت، ويطالبها نظير العودة والبقاء في البيت أن تسرق جيرانها وزميلاتها في المدرسة؟؟ وهل سمعت أن الفتاة (س) جلدها أبواها لأنها أرادت أن تستر شعرها ونحرها، فتلبس الحجاب الذي أمر الله به؟؟ مع أن ما لبسته حينها لم يكن كاملاً!!! وهل يعقل لأحد الآباء أن يأتي ببعض الأصدقاء لشرب الخمر حتى إذا سكر الجميع راودوا ابنته وتحرشوا بها وهي لا تملك من أمرها شيئاً سوى العجز والدموع.. مع أنها في سن الشباب وعمر الزهور!!! وهل خطر ببالك يوماً أن فتاة بكت في حضرة أستاذها.. فلما سألها عن سبب ذلك؟ أجابت لأنك خاطبتني بقولك يا بنتي!! ثم أردفت قائلة لي من العمر عشرين سنة لم يقل لي أبي هذه الكلمة ولو لمرة واحدة.. فهو قاسي القلب.. عديم المشاعر.. لقد قررت ألا أتزوج ما حييت أتدري لماذا؟.. لأنني أنظر إلى الرجال جميعاً وكأنهم أبي فلا أريد أن أكرر مأساة أبي!!!! لقد وقعت شقيقتي في الفاحشة.. أتدري لماذا؟؟ لأنها عاشت الحرمان من الحب والحنان مثلي !! فما أن تعرفت على شاب ابتسم لها وأظهر لها اهتماماً حتى استمالها وكان ما كان!!!! ثم ختمت بكلمة مبكية تتحرك لها القلوب الموات: لقد علمت حينها أن اليتم ليس موت الأبوين أو أحدهما فكم من الأبنـاء أيتـام وهم يعيشون مع آبائهم في بيت واحد، لكنهم لا يحيون في قلوبهم، فاليتم الحقيقي أن تحرم الحب والحنان والرعاية والتوجيه من أبويك.. ثم اندفعت في البكاء وهي تقول لكم تمنيت أن يموت أبي.. ولكم دعوت الله أن يخلصني منه!!!!.
وهل ترى أخي القارئ أن إرسال العديد لبناتهم إلى الدول الأجنبية حيث الإباحية والشذوذ للمشاركة في المخيمات الصيفية والكشفية أو للدراسة - والتي ينام فيها الشباب والفتيات في بعض الحالات في مكان واحد أو متقارب، فضلاً عن العري الفاضح- أمراً مستهجناً في المجتمع الفلسطيني؟؟!! فكيف إذا عرفت أنهم يدافعون عن مواقفهم تحت ذريعة الحرية الشخصية، حتى لو عادت إحدى بناتهم وقد فقدت عذريتها .. شرفها وعفتها!!!
وكأني أسمع صوتك أخي القارئ تجهش بالبكاء وتتلوى من شدة الحزن على هذا المصاب الجلل..
اهدأ أخي فلا مكان هنا للدموع.. أنا أصارحك كي تشد حزامك وتنفض عنك غبار الكسل لإنقاذ البقية الباقية من بناتنا وأبنائنا.. ولتتعرف معي على بقية خيوط المؤامرة التي تستهدف أهلنا وأحبابنا..كي نتعاون فيما بيننا لاستدراك ما فاتنا، ولتجميع طاقاتنا لما هو قادم..

2) أثر التقصير في المدارس والجامعات على أخلاق فلذات أكبادنا :
إن هذه المؤسسات التربوية من أخطر المحاضن على حاضر ومستقبل أبناء الجيل، فإن هي قامت بما ينبغي عليها من الواجبات فقد خرجت جيلاً متميزاً معطاءً، وإن كان التقصير سواء المقصود والممنهج أو غيره مما يحصل بعفوية مجردة!! فإن الأمر خطير يحتاج إلى وقفة صادقة ومساءلة دقيقة...وأقصد بالتقصير الممنهج أو المقصود لذاته: أي المنبثق عن فلسفة ومنطلقات لا دينية -إذ لا مرجعية دينية له- كالاقتناع بضرورة الاختلاط، والسماح للتبرج والسفور تحت دعوى الحرية الشخصية، وتعليم الرقص والغناء، إلى غير ذلك من مخالفات للمنهج الدراسي لتعاليم الإسلام، إذ لم يقتصر المنهج الدراسي على جعل مادة التربية الدينية مادة غير رئيسة(أي ثانوية)، وهو ما نصت عليه نشرات التربية والتعليم!!بخلاف مادة اللغة الإنجليزية والتي تعد مادة رئيسة، وهي بالضرورة بحسب ما نصت عليه النشرة نفسها أكثر أهمية من مادة التربية الدينية!!! والتي لم يقنعوا بعدم احتسابها في المعدل لطلاب الثانوية العامة!! وهو ما يدفع الطلاب إلى عدم الاهتمام بها، ومن ثم يفقدوا ما يعد حصناً لهم من الانحراف...بل تعدى الأمر إلى تدريس نقيضها كنظرية النشوء والارتقاء دراسة وصفية، والتي تقوم على مبدأ إلحادي يزعم أن أصل الإنسان قرد!! و إقحام بعض الدروس حول بعض القضايا الحساسة كالتغيرات التي تحصل للجنسين عند البلوغ وذلك لطلاب الصف السابع -كما في كتاب علوم الصحة والبيئة ص144- مع أنه ليس سن البلوغ لأغلب الذكور خاصة في مجتمعنا.. ولا أدري كيف يصنع مدرس أو مدرسة العلوم،عندما يقوم أحدهما بتدريس مثل هذه المواضيع في المدارس المختلطة التي يجلس فيها الطالب إلى جوار الفتاة؟؟!! وهل نتوقع أن يأمر أصحاب القرار الأستاذ بعرض مشاهد حية لتدريس الطلاب عملياً التغيرات التي تحصل للجنسين كوسيلة إيضاح!! كما كان يفعل زمن الاحتلال الإسرائيلي في السبعينات بحسب شهادة أحد المدرسين المتقاعدين والذي حضر تلك المرحلة!! فإذا أصبح الطالب في الصف التاسع درس في مادة التربية المدنية ص51، المادة 16 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان أنه يحق (للرجل والمرأة متى أدركا سن البلوغ حق التزويج وتأسيس أسرة دون قيد بسبب العرق أو الجنسية أو الدين)، وهذا يعني بالضرورة تربية أبنائنا على التمرد على القيم والأخلاق الإسلامية، التي تمنع زواج المسلمة من كافر وزواج الشاب مما لادين لها، وفي نفس المرجع السابق المادة 18من نفس الصفحة:(لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه أو معتقده!!)، وهذا يعني من وجهة نظرهم أن للمسلم الحق في أن يغير دينه في كل يوم بحسب ما يراه مناسباً!! وهو ما يمنعه الإسلام، لما في ذلك من نشر الكفر وجعل الردة حقاً مكتسباً في المجتمع!!.. وهو ما يعكس مدى الاقتباس من تعاليم الغرب الذي لا يمانع مما هو أكثر من ذلك، لذا يطالب المدرس بمناقشة هذا الأمر في ضوء الإسلام، أما إذا ابتلينا بمدرس على الطريقة الأوربية فعلى أبنائنا السلام!!..
وإن مما يثير الاستغراب والتساؤل ما يسمى بالأنشطة اللا منهجية، والتي يمثل بعضها خنجراً مسموماً في ظهر أبنائنا وبناتنا!!..
وإليكم قرائي الكرام بعض الأمثلة كي تحددوا مواقفكم من تلك الأنشطة والقائمين عليها:
1. كانت إحدى المدرسات تأتي بالعود إلى المدرسة وتقوم بالعزف بين الطالبات، وقد رأيت ذلك بنفسي.. وفي مدرسة أخرى تقوم إحدى المدرسات بعرض أغنية للطالبات، مع فيديو كليب لمغني فرنسي ومن حوله نساء كاسيات عاريات!!..
قلت لا غرابة في ذلك وثقافة الموسيقى أصبحت رائجة في مدارسنا الموقرة ولها موجه خاص وتتنافس المدارس في إعداد فرقها المختلفة، أيهم أفضل غناءً وأيهم أجمل رقصاً!!..
وترعى مديرية التربية والتعليم في بلادنا هذا النوع من الأنشطة، ففي النشرة التي أخذت رقم م ت غ/7 بتاريخ 14/12/ 2004 ، من قسم الأنشطة بمديرية التربية والتعليم بغزة، وفيها جدول مسابقات النشاط الموسيقي والفني والمسرحي، وتدور المسابقة حول الدبكة الشعبية والعروض المسرحية والغناء الجماعي والعزف الفردي وفرقة الباند (العزف والرقص الغربي) والنص المسرحي..مع العلم أنه يطلب من المدارس الأساسية بنات، والثانوي بنات، بتمثيل مسرحياتهم على شريط فيديو ليحتفظ بها في قسم الأنشطة بالمديرية..كما جاء في نفس النشرة!!..
ولعل ذلك الضوء الأخضر من مديرية التربية والتعليم حول هذا النوع من الأنشطة شجع بعض مديرات المدارس الإعدادية والأساسية وغيرها على استقدام إحدى الفرق المسرحية، لأداء مسرحية أمام الطالبات بعنوان الزواج المبكر يعرضون خلالها بعض الحركات غير اللائقة، كاحتضان شاب مع صغر سنه يمثل دور الأب وهو يحتضن ابنته الشابة أمام بناتنا.. فأين الغيورين على الشرف؟؟!!!..
وقد التقيت مع أحد الأساتذة المتقاعدين، وحادثته حول سماعي بأن هناك ثلاث طالبات ذهبن إلى لندن وقمن بالدبكة على مسارح لندن مع شباب.. وتمثيل بعض الحركات غير اللائقة.. مع العلم أن من اختارهم كان يركز على عنصر الجمال!! فقال الأستاذ: إن الاحتلال الإسرائيلي منذ السبعينات كان حريصاً على مثل هذا وكان يركز على الفتيات الجميلات!! فقلت في نفسي: وهل لازال الاحتلال موجوداً؟!...
2. حدثتني أكثر من طالبة كن يدرسن في مدرسة (ص) الأساسية للبنات، حيث رتبت الإدارة لاحتفال داخل المدرسة، فطالبت المديرة البنات إما أن يأتين دون حجاب أو بمنديل أسود!! وتم لها في يوم الاحتفال ما أرادت ولكن للأسف عدم متابعة الآباء لما يحدث مع بناتهم في هذه المدرسة جرأها على التمادي، فإذ بها قبل بدء الاحتفال تأمر البنات على خلع مناديلهن، وتم لها ما أرادت!! فهل تتمادى المديـرة الجديـدة لتلك المدرسة وتقتدي بمن سبقتها إلى معصية الله تعالى، أم ماذا؟!!! وهل يبقى الآباء ساكتين كالشيطان الأخرس؟! أم أنهم سيتحركوا ضد المفسدين في كل أماكن تواجدهم ويستنفدوا كل الأساليب المشروعة لحماية بناتهم وشرفهم وسمعتهم التي يحاصرها الخطر حتى في بعض المدارس ولا أعمم؟؟!!..
3. طلبت شخصياً من إحدى مدرسات الرياضة في إحدى المدارس الثانوية للبنات، أن لا تطلب من الطالبات أن يلبسن البنطال ويخلعن ال***اب أو التنورة في حصة الرياضة، فقالت: لا أستطيع لأن التعليم يأمرنا بذلك، ثم تابعت: اعلم أنهم يطالبون مدرسات الرياضة أيضاً أن يلبسن زياً رياضياً، وهذا يعني خلع ال***اب!!.. لكنا رفضنا وامتنعنا.. فترك المسؤولون هذه المسألة وبقيت في حق الطالبات!!!..
هنيئاً لك أيها الأب العربي المسلم.. ابنتك الشابة تذهب إلى المدرسة، وهي تلبس ال***اب وتجبر على خلعه في حصة الرياضة، مع العلم أن هناك أساتذة وأذنة (بوابين) من الرجال، فهل أنت موافق على ذلك أم أنك مصاب بداء عدم الغيرة!! فإن كنت كذلك فأدعو لك بالشفاء من هذا المرض العضال الذي يورث صاحبه الذلة في الدنيا والعذاب يوم القيامة، إذ لا يدخل الجنة ديوث...
4. قمت مع اثنين من الزملاء في أواخر العقد الماضي بالإشراف على مركزين لأوائل الطلبة والطالبات لتدريبهم على الإبداع والحوار والمناقشة، وكنا يومها نعمل مدرسين في مديرية التربية والتعليم بغزة، وفي أحد الاجتماعات مع إحدى المسؤولات عن الأنشطة في المديرية سأل أحد المشرفين على مراكز أخرى إن كان بوسعه دمج الطلاب بالطالبات في لقاء واحد مع العلم أن مدة الدورة خمسين لقاءً خلال سنة، فانفرجت أساريرها وشجعت موقفه وطالبت أن يدعوها عند أول اختلاط!!!..
5. طفى على السطح ومنذ سنوات التثقيف الجنسي لفئة من المدرسين، وأقيمت لذلك دورات أشرفت على إحداها محاضرة نصرانية حاصلة على درجة الدكتوراه، وكانت الفئة المستهدفة هم المشرفون والمشرفات التربويون...ولن أتحدث عن التجاوزات النسبية لبعض الألفاظ الحاصلة فيها، لكن يكفي الإشارة إلى أن هذا التثقيف الحاصل كان بحضور مختلط بين المعلمين والمعلمات والحوار المشترك في اللقاء هو التثقيف الجنسي!!!
وما الدورة التي بعنوان الصحة الإنجابية التي دعت إليها مديرية التربية والتعليم- شمال غزة وفق نشرة أخذت رقم م ت ش غ/16/281، ويجمع فيها بين المدرسين والمدرسات!! إلا استمرار للمنهج السابق الذي قد يؤدي إلى الخروج عن أدب الإسلام، إن اجتنبت الضوابط والتي من أهمها: أن يقوم بإعطاء هذه الدورة ذوي الفقه الشرعي –كأساتذة التربية الدينية مثلاً- وأن يراعى طبيعة الجنس وعدم الاختلاط، فتدرس المرأة المرأة والرجل الرجل، خاصة إذا علمت أخي القارئ أن هذا النوع من الدورات يستلزم النقاش والتعليق والتوضيح لبعض دقائق الأمور، والتي هي مفصلة في الكتاب الذي وزع على المدارس بغزة والذي يحمل هم التثقيف الجنسي بين أبناء الجيل، وهو بعنوان: (مرشد المعلم في الصحة الإنجابية).
إنه ينبغي على القائمين على أمر التثقيف الجنسي أن يراعوا الضوابط الشرعية وأن يقتدوا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم حينما كانت تأتيه امرأة فتسأله في بعض المسائل الخاصة بالمرأة، كان صلى الله عليه وسلم يشير إلى بعض نسائه كعائشة كي تجيبها، تعليماً لنا أسمى أشكال الأدب بين الجنسين.. وهو الرسول المعلم!! فكيف بنا؟؟ وعليه فإن الأجدر بالقائمين على مثل هذه الدورات أن يفصلوا عنصر الإناث عن الذكور...وإن كانوا قد فعلوا ذلك في بعض الأحيان فإن هذا لا يعفيهم من مخالفة هذا المنهج في مواقع أخرى!! اللهم إلا إذا أراد بعض القائمين أن يهتكوا القيم الإنسانية بين الجنسين وخاصة المعلمين!! إذ إن تحقق ذلك لا سمح الله.. يعني انتقال العدوى بين الطلاب والطالبات في مدارسنا الموقرة!!..
ولم العجب ففي المدرسة الثانوية (س) للبنات أقيمت دورة باسم الإيدز وبإشراف من اليونسيف، وذلك من قبل المبعوث الدولي للأمم المتحدة، وحضور مترجمة نصرانية وآخرين.. وقد أعطيت الدورة لحوالي أربعين طالبة من الطالبات المتفوقات بهدف الثقافة!! وقد اتهم خلالها المجتمع الفلسطيني بأنه متخلف ويهتم بالدين والعادات والتقاليد، وأنه يجب على الطالبات الانفتاح وإقامة علاقات مع الشباب !!!!! مع العلم أن الدورة أعطيت في شهر رمضان!!!!!..وقد تم توزيع الشهادات على الطالبات المشاركات في نهاية الدورة..
6. أما عن المهرجانات والاحتفالات والمخيمات الصيفية المختلطة والتي انتشرت في كثير من مدارسنا، حيث يعد الرقص والغناء والموسيقى، وكشف بعض الطالبات عن رؤوسهن أمام الرجال!! هو عند بعض القائمين عليها من مظاهر التقدم والحضارة، لذا لابد أن تنشط هذه الممارسات حتى في المدارس الإعدادية أو غيرها، ما دام الآباء والعلماء لا دور لهم سوى كلمة هنا أو هناك، أو أمنية لا تتجاوز قلوبهم وصدورهم، لذا تخرج مواقفهم وكلماتهم حال خروجها ميتة لا حراك فيها!! مع أن أطفالاً بحسب تقديري لما رأوا تقصير الكبار، كتبوا شعاراً على باب مدرسة يرفضون فيه الفساد الذي حصل فيها - معذرة الاختلاط والتبرج هو أمر طبيعي عندهم وليس فساداً بزعمهم!!! – عندها جن جنون مدير المدرسة وغضب لدرجة أنه لم يهدأ له بال حتى أمر بمسح ذلك الشعار!!..
ولما سمعت بما حدث من شهود عيان، قلت: عجباً كيف لم يغضب هذا المدير المسلم على من خالف شرع الله في مدرسته؟!!..
7. أفسحت مديرية التربية والتعليم بغزة المجال لبعض المؤسسات العالمية والمحلية الأخرى!! بهدف استكمال حلقات التربية لأبنائنا خارج حدود المدرسة لذا ندبتهم إلى:
一- المشاركة في مخيم بذور السلام والتي تهدف إلى صهينة أبنائنا وبناتنا من وإفساد أخلاقهم وتمييع هويتهم الوطنية، عبر قذفهم في أحضان منظمة بذور السلام والتي يترأسها "ألان ميلر" وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية!! حيث يتعرف الشباب والفتيات مع الشباب اليهودي والأمريكي، وفق اختلاط ممنهج وتثقيف موجه لنشر ثقافة السلام والاعتراف بالكيان الإسرائيلي، ومحاربة مفاهيم الجهاد والمقاومة ضد الاحتلال الغاصب لأرضنا!!! ويشار هنا أن قسم الأنشطة قد أصدر تعليماته لمديري المدارس ومديراتها، لترشيح أفضل طالب وطالبة من كل مدرسة!!!! للالتحاق في مخيمات منظمة بذور السلام الصهيوأمريكية خلال صيف عام 2005م، وهو ما أكدته النشرة التي أخذت رقم م ت غ/7، وبتاريخ 23/12/2004.
جاء في النشرة الموجهة من الإدارة العامة للنشاطات الطلابية إلى مديري التربية والتعليم، والتي أخذت رقم 30/96/63831، وبتاريخ 19/12/2004، دعوة لالتحاق أبنائنا وبناتنا في كليات العالم المتحد (وهي جامعات في ويلز ببريطانيا وكلة أخرى في إيطاليا وثالثة غرب أمريكا وغيرها!!..) وذلك للعام 2005م، وقد قامت وزارة ومديرية التربية والتعليم بتعميم ذلك على المدارس؟؟!! وذلك بنشرة وجهها قسم الأنشطة بالمديرية، وقد أخذت رقم م ت غ/16، بتاريخ19/12/2004، ولاحظ أخي القارئ سرعة الرد!! لقد كان في نفس اليوم!!..
وتخص النشرة بالذكر أخطر فئة من فلذات أكبادنا، وهم: المتفوقين والمتفوقات والحاصلين فقط على معدل 90% فما فوق في الفصل الأول، وذلك في الصف العاشر والحادي عشر!! على أن يكون لديه/ها عدد من النشاطات الثقافية أو الاجتماعية اللامنهجية...ولعلهم يقصدون بهذه الأنشطة معرفة العزف والدبكة والرقص الغربي ونحو ذلك من المواهب التي يحرص أعداء الإسلام على توظيفها لخدمة أهدافه في محاربة الإسلام - خاصة وأن هناك سؤال ينبغي للمتقدم أن يجيب عليه، وهو: (هل لديك أية اهتمامات فنية أو موسيقية أو هوايات؟ ما هي؟؟)- وذلك عبر غسيل دماغ هؤلاء الطلاب الأذكياء، ولعلك دققت أخي القارئ بسن المستهدفين وهو الصف الحادي عشر أي أقل من سبعة عشر سنة، مع أن النشرة تنص صراحة على أنها تقبل الطلاب من سن 16-19 سنة!!!..ومن أهم معايير القبول كما جاء نصاً في مرفقات النشرة (إن أهم صفة يتحلى بها الطالب المتقدم هي الحماس للاندماج بأهداف كليات العالم المتحد!!) ثم طالبت النشرة المرفقة بتقبل العادات والأفكار الأخرى وكشفت عن بعض أهدافها الخبيثة والمخفية،فقد جاء ما نصه(نحن نبحث فيك عن الفضول والإحساس بالمسؤولية، والانفتاح وتقبل الأفكار والعادات المختلفة عن أفكارك وعاداتك!!!)، وهل هناك مقصد سوى الدعوة الصريحة لترك الأفكار الإسلامية، وعاداتنا وتقاليدنا الموافقة للشرع؟؟!!!..
وتدعو النشرة أيضاً إلى إسقاط حق ولي الأمر تجاه ولده وابنته!!حيث تطلب ابتداءً موافقة ولي الأمر لكنها تسقط حقه إن أحب الطالب تمديد الدراسة وهذا لا يتحقق إلا إذا أبدى الطالب ليونة مفرطة تجاه أهدافهم المشبوهة والعدائية...
二- دعوني أطرح عليكم في هذه النقطة بعض التساؤلات؟ خاصة بعد الإشارات السابقة والموجزة ..
• هل يحق لنا أن نشك أو نتخوف على مسقبل أبنائنا وبناتنا ودينهم في ظل الأنشطة السابقة؟؟..
• هل أبناؤنا في ظل المناهج والأنشطة اللامنهجية في مأمن أم في خطر؟؟..
إن من حقنا كمفكرين ومربين وأولياء أمور أن نعرف بدقة ما يخطط لأبنائنا!! وعلى المسؤولين أن يجيبوا على كافة تساؤلاتنا واستفساراتنا ومن بينها أيضاً: هل خضعت الرحلات المدرسية التي تسيرها مديرية التربية والتعليم إلى قاعة المسرح الروماني بمنتجع النورس وقاعات أخرى تحت عنوان سينما الأطفال التعليمية إلى الرقابة والضوابط الشرعية؟؟!!..مع العلم أن تسيير تلك الرحلات كان بموجب النشرة التي أرسلها قسم الأنشطة بالمديرية وقد أخذت رقم م ت غ/7، وبتاريخ 20/11/2004.
وهل مسابقة أنشودة بعنوان (هويتنا والعولمة) والتي عممت على المدارس من قسم الأنشطة نفسه وأخذت النشرة رقم م ت غ/7، بتاريخ 14/10/2004، يقصد منها حماية أبنائنا من العولمة ( وتعني الأمركة وقل إن شئت الصهينة)، أم تمييع هويتنا الثقافية والدينية بحسب ما يريد الغرب الحاقد على ديننا وقيمنا؟؟!!..
إن من حقنا الحصول على حماية كاملة لأبنائنا في مدارسهم وكافة المؤسسات الأكاديمية من عدوى القيم الغربية الهابطة التي دمرت النسيج الاجتماعي والأخلاقي في الغرب، فهل نسمح للدمار أن يقتلع قيمنا الإسلامية؟؟ أم لابد من تحرك واسع نحو التغيير، واستخدام كافة الوسائل المشروعة لهذا التغيير؟؟..
8. في إحدى الجامعات التي جعلت الاختلاط مميزاً لها عن غيرها كنت في زيارة لبعض طاقمها التدريسي، إذ دخل علينا طالب أخذته الغيرة لما رأى!! وإذ به يوجه كلامه للدكتور(ع) بوصفه عميداً لشؤون الطلاب، بأن هناك طالبة تظهر بعض مفاتنها أكثر من اللازم!!.. فما كان من الأخ الدكتور إلا أن غضب لله عز وجل، وخرج مسرعاً ليدرك الطالبة قبل أن تفر!!..ثم عاد بعد قليل وقد استشاط غضباً، فسألناه: ما بالك؟ ما صنعت؟ فقال وقد ملكه الذهول: وجدتها على حالها، فطلبت منها أن تستحي من الله، فتستر نفسها.. فأجابت بكل وقاحة بأن الله يراها..فلم تستر جسدها؟!!!..
فقلت: إنها ثقافة الاختلاط والحريات الشخصية التي سوقها الغرب لأبنائنا وبناتنا، في المدارس والجامعات، كي نفقد الشرف والعرض، وهو الذي تبقى لنا بعد ضياع الوطن والأرض...

ثالثاً: المشاهد الإباحية والأفلام والمسلسلات والقصص الغرامية :
تفننت بعض وسائل الإعلام في نشر الإباحية بشتى الأساليب سواء المباشر وذلك بترويج الصور والأفلام الإباحية ومناظر الخلاعة، أو غير المباشر ويكون بعرض بعض المشاهد المخلة بالأدب من خلال قصة الفيلم التي تعالج ظاهرة اجتماعية أو حالة سياسية أو قصة دينية أو نحو ذلك، معتمدة في ذلك على التشويق والإثارة، حتى إني لا أكون مبالغاً إن زعمت أنه ما من فيلم أو مسرحية أو مسلسل تبثه وسائل الإعلام العلمانية (اللادينية والتي لا تلتزم بالضوابط الشرعية) خال من قصة عشق وغرام، أو من سفور وتبرج!! وما برامج زينة ولمسات وأكثر الدعايات التي يعرضها التلفاز إلا واحداً من الأساليب التي تخدش الحياء وتخل بالأدب وتتنافى مع أخلاقنا الإسلامية العريقة.
إن عرض المشاهد الإباحية عبر بعض القنوات الفضائية والأرضية لها خطرها الظاهر في تهييج الرغبات الجنسية لدى المشاهد بشكل عام، فكيف إذا كان في سن المراهقة؟!
لقد بلغ هذا الخطر مداه في أوربا وأمريكا وسائر الدول التي ترعى الإباحية، وتسوق لها بوصفها تخضع للحرية الشخصية!! الأمر الذي أدى إلى انتشار أمراض الزنا كالإيدز وغيره، فضلاً عن بروز ظاهرة الاغتصاب واللقطاء... ولا أكون مبالغاً إن قلت: ( لولا إباحة الإجهاض في تلك المجتمعات لأصبح لديهم جيشاً جراراً من اللقطاء ومجهولي النسب!!).
ومن العجيب أن بعض المحطات الفضائية تعنى بتسويق الفساد وترويج الإباحية بدافع الكسب المادي، ومهما كان السبب فإن النتيجة واحدة وهي تدمير القيم الأخلاقية لدى المجتمعات الإنسانية عامة والإسلامية على وجه الخصوص، وتحقيق المخططات الصهيونية اليهودية والتي سبق أن أعلنوها في كتابهم بروتوكولات حكماء صهيون، حيث جاء في كتاب بروتوكولات حكمـاء صهيـون ترجمـة د. إحسان حقي البروتوكول الرابع ص 50،"ولذا يجب علينا أن نقضي على كل الأديان وأن ننزع من عقول الجوييم-وهم غير اليهود ويريدوا بهم الحشرات والرمم- الاعتقاد بالله وبالروح، وأن نحل محلهما صيغاً حسابية وحاجات مادية".
وجـاء في البرتوكول الأول من نفس المرجع السابق ص36-37: ( انظروا إلى هذه الحيوانات-يقصد غير اليهود- المشبعة بالكحول، المخدرة بالخمر الذي سمحت لها الحرية باستعماله استعمالاً لا حدود له. إنكم ولا شك، لا ترضون أن تربوا شعبنا مثل هذه التربية!! إن الجوييم مخبولون باستعمال الكحول، وشبانهم ينزلقون نحو البلادة الفكرية بسبب استغراقهم في الدراسات الكلاسيكية، وبسبب السيئات التي اقتيدوا إليها على أيدي عملائنا من معلمين وخدم ومربيات في بيوت الأغنياء، وعلى أيدي الموظفين وغيرهم، وبالتالي على أيدي نسائنا في محال لهو الجوييم، ومن بين هؤلاء الأخيرات أذكر ما يسمى "بسيدات المجتمع" ومثيلاتهن، الراغبات في الفساد والترف وشعارنا هو القوة والمكر!!)..
لقد بلغ الفساد في أوربا مبلغاً خطيراً وانتشر انتشاراً مريعاً، وهو ما يهدد تلك الحضارة الزائفة التي تحمل معاول هدمها بين جنباتها، فإن تحصن مجتمعنا الإسلامي بدينه وأخلاقه فاز وكان مستحقاً لذلك الإرث الذي حتماً سيملكه المسلمون يوماً ما، قال تعالى: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (الانبياء:105) .
وقد ذكرت وزارة العدل الأمريكية في دراسة لها أن تجارة الدعارة والإباحية الخلقية تجارة رائجة جداً، حيث يبلغ رأس مالها ثمانية مليار دولار ولها أواصر وثيقة بالجريمة المنظمة، وإن تجارة الدعارة هذه تشمل وسائل عديدة كالكتب والمجلات وأشرطة الفيديو والقنوات الفضائية والإنترنت، وتضيف هذه الدراسة أن أمريكا هي أولى دول العالم في إنتاج المواد الإباحية!!وتمثل شبكة الإنترنت في هذا الوقت أكثر هذه الطرق نجاحاً في مجال نشر الدعارة، وصفحاتها المتعلقة بالصور الإباحية أشد الصفحات إقبالاً في دول العالم!!
ومن حقك أيها القارئ الكريم أن تتساءل عما إذا كنا نتأثر بما نشاهده، أم أن ذلك يذهب أدراج الرياح دون أن يحدث أثراً في نفوسنا وسلوكنا؟؟ وإليك الإجابة كي تطمئن على خطر ذلك التأثير...
تشير بعض الدراسات العلمية أن هناك تأثيراً مباشراً وملحوظاً للتلفاز على سلوك وتفكير مشاهديه، فقد صرح الدكتور براندون سنتروال المتخصص بدراسة مصادر الأمراض أنه لو لم يخترع التلفاز لكان هنالك في أمريكا في هذا العصر انخفاض في الإجرام، بنسبة عشرة آلاف جريمة قتل سنوياً، وسبعين ألف جريمة اغتصاب، وسبعمائة ألف جريمة عنيفة!! وقد توصل الدكتور براندون إلى هذه النتائج إثر دراسة دامت نحواً من ثلاثين سنة، حيث رأى أن التلفزيون دخل أمريكا وكندا سنة 1945م وبعد حوالي الثلاثين سنة من دخوله ارتفعت نسبة القتل في الدولتين بنسبة 93% في أمريكا و92% في كندا!!
كما قام عدد من ضباط الشرطة بدراسة ظواهر الاغتصاب والقتل المفرد والجماعي فوجدا أن للمواد الإباحية تأثيراً كبيراً ومباشراً وملحوظاً في جميع هذه الجرائم، حتى أصبحت هذه سمة معروفة وموحدة لدى المكثرين من الاغتصاب أو القتل...
إن تلك الدراسات تأكيد واضح لخطر النظر إلى ما حرم الله عز وجل، وهو ما سبقت إليه تعاليم ديننا الحنيف، فقد حرم الله عز وجل كل ما من شـأنه يؤدي إلى الزنا، ومن ذلك النظرة فهي بريد الفاحشة، قال تعالى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً (الإسراء : 32).
وقد أخرج الطبراني والحاكم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من تركها مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه) صححه الحاكم وسكت عنه الذهبي.
وهذا يعكس خطر الاستهتار بتلك النظرات إلى المحرمات، فإن كانت النظرة الواحدة بغير ضرورة حرام فكيف بمن يتبع النظرة بنظرات تباعاً!!! ووصفها بأنها سهم لأنها سريعة الاختراق والبلوغ إلى قلب وعقل المستهدف، ثم أكد الوصف بلفظ مسموم مبالغة في بيان خطر تلك النظرة، وأنها تؤدي بالضرورة إلى فساد الخلق والدين لدى المقصر في شأنها والمتمادي بها، كما أن تعلق السهم المسموم بإبليس فيه إشارة واضحة إلى المناهج الموجهة لاجتثاث ديننا وأخلاقنا، والنيل المباشر من أبنائنا وبناتنا...
لذا نبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى عدم متابعة النظر إلى المحرمات، فقال موجهاً ومحذراً أصحابه من متابعة النظر، وأنه ما أن يقع نظرك على الحرام فعليك بالغض مباشرة، فإنما لك الأولى وعليك الثانية.
فقد أخرج الترمذي في سننه بسنده عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: (سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَةِ الْفُجَاءَةِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي) قَالَ الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وهنـاك العديـد من المشـاهد الحية التي تؤكد خطر الصور الإباحية والأفلام المستهترة بقيمنا وأخلاقنا وتعاليم ديننا، على أبنائنا وفلذات أكبادنا، وإليك واحداً منها لعلها توقفك على بشاعة ذلك الخطر الداهم، والموت القادم!!
ذاع صيت رجل يدعى تيد باندي في كل أنحاء أمريكا، وكان يدعى هناك بالقاتل السفاح، وهو من بيت محافظ وعضو في الكشافة وطالب قانون، وشاب وسيم وجذاب وخلوق... ومع ذلك قام باختطاف نحو أربعين امرأة، فقام بتعذيبهن وتشويههن بعد اغتصابهن... وكان لا يكتفي بذلك فقط بل كان يتفنن في تعذيب ضحاياه وإيذائهن، حتى كان ينهش لحومهن ويشوه أخريات بالسكاكين... وكانت أصغر ضحاياه طفلة تبلغ من العمر عشر سنوات، حيث قام هذا المجرم باغتصابها وتعذيبها، وأكل وركها ثم قتلها شنقاً، وترك جثتها ليأكلها العفن في مرحاض للخنازير!!
وبعد إلقاء القبض عليه وإدانته بجرائمه والحكم عليه بالإعدام، صرح قبل إعدامه بقليل، قائلاً: (أنتم سوف تقتلونني، وهذا سوف يحمي المجتمع من شري، ولكن هنالك الكثير الكثير أمثالي ممن قد أدمنوا الصور الإباحية، وأنتم لا تفعلون شيئاً لحل تلك المشكلة، فهي تغذي هذا النوع من التفكير، وتوجد لديك نوعاً أعلى من الإثارة حتى تصل إلى درجة لا يمكن لصور الدعارة أن تشبع غرائزك، ومن ثم تبحث إلى ما هو أبعد وهو ممارسة تلك الأفعال...ثم أردف قائلاً: أنا وأمثالي لم نولد وحوشاً، نحن أبناؤكم وأزواجكم، تربينا في بيوت محافظة، ولكن المواد الإباحية يمكنها اليوم أن تمد يديها داخل أي منزل فتخطف أطفالهم).
إن مخاطر الإعلام الإباحي في أمريكا بلغ مبلغاً كبيراً من الفساد والجريمة المنظمة وغير المنظمة، لذا أرادوا أن ينقلوا هذا الفساد إلى المنطقة العربية والإسلامية؛ لكي يجتثوا عقيدتنا وأخلاقنا من صدورنا وعقولنا، بعد أن سلبوا منا أرضنا وقرارنا، حتى إنك لا تكاد ترى أو تسمع فيلماً واحداً أو مسلسلاً خالياً من قصة غرامية، وما تتضمنه من مشاهد الإثارة والإباحية وهو ما يعكس عظم حجم المؤامرة التي تحاك للنيل من مقومات وجودنا وهويتنا الإسلامية، لذا لا تعجبوا قرائي الكرام حينما يدخل أحد الآباء بيته فيرى طفله الوحيد ابن الست سنوات يقبل شاشة التلفاز، فاستغرب الأب وسأل ابنه لم تفعل ذلك؟! فأجابه ببراءة الطفل الذي لا يدرك الأمور: (شفت ماما بتعمل هيك!!).
لقد بلغ فساد بعض الناس إلى الخيانة الزوجية، فهذا رجل تعرف على فتاة عبر الإنترنت (دردشة وساحات الحوار) وتبادلا الرسائل الغرامية، وتواعدا أن يلتقيا... ولما كان اللقاء كانت الصاعقة حينما تبين أن المرأة التي تعرف عليها عبر الإنترنت هي زوجه!!!.
وقد حدثني أحد المحققين في الشرطة الفلسطينية أنه جاءهم بلاغ بوجود مخدرات في مكان ما في غزة، فداهموا المكان ، ففوجئوا بمجموعة من طلاب وطالبات المدارس الثانوية، في حالة سيئة حيث المخدرات المتنوعة، وكاميرات التصوير!!! فقلت وقلبي يعتصر ألماً أين الدعاة والعلماء..أين الآباء.. أين المدرسون.. أين المسؤولون.. أين أصحاب القرار من تطبيق شرع الله ومنهجه في معالجة الفساد ومقاومته.. من لأبنائنا وبناتنا إن قصر هؤلاء!!!
هل عرفتم إخوتي لماذا غدر بعض الشواذ بعدد من الأطفال والفتيات ونالوا من شرفهم وحياتهم؟! وكلنا سمع بقصصهم المروعة...
إنه فساد وسائل الإعلام الموجهة للنيل من أنفسنا بأنفسنا، وتقصير من أوكل الله إليهم أمر هذه الأمة من العلماء والآباء والأمراء.

رابعاً: الأغاني الهابطة والفيديو كليب :
لقد ساهمت الأغاني الهابطة في استكمال حلقات المؤامرة التي تستهدف هويتنا الإسلامية، بجوانبها: العقيدة والشريعة والأخلاق، ولم تسلم لغتنا العربية الجميلة من خيوط هذه المؤامرة؛ لأنها لغة القرآن فالنيل منها نيل من أهم مصادر ديننا ألا وهو القرآن الكريم..
وإليكم إخوانـي بعضـاً من التوضيح، وبالمثـال يتضح المقـال كما يقولون:
1) خطرها على العقيدة :
امتلأت كلمات الأغاني المعاصرة بالمخالفات العقدية، التي يأثم الإنسان بترديدها وهو لا يعي مضمونها، فإن عرف ما فيها من الكفر وأصر بعد علم فقد خرج من الإسلام والعياذ بالله.. ومما ينبغي الإشارة إليه في هذا السياق أن وسائل الإعلام سلطت الأضواء كلها وجندت إمكاناتها لإبراز تلك الحفنة من المتهالكين على الغناء الماجن، كأفضل المغنيين أو الفنانين كما يحلو لهم تلك التسمية، من أجل كسب عدد أكبر من السامعين والمتسمعين ممن جهـل أمر دينـه، أو بات حريصـاً على دنياه وما فيها من شهوات..

وإليكم بعضاً من الأمثلة لتلك الكلمات:
1. اتهم فريـد الأطـرش الله عز وجل بالقسوة والظلم - وحاشاه فالله لا يظلم مثقال ذرة – فقال فريد : (ليه القسوة ليه ؟ ليه الظلم ليه ؟ ليه يا رب ليه؟).
2. الافتراء على الله: ومن ذلك نسيان أو تناسي فايزة أحمد لقدرة الله عز وجل، حيث قالت: (ما فيش في الدنيا حاجة تقدر تبعدني عنك)، وآخر يفتري على الله تعالى بأنه أمره للسهر لمحبوبته فقال : (الله أمر لعيونك أسهر الله أمر)، وثالث يتمادى في الافتراء وهويقول: (خلقك الله وكسر القالب)، وقد تجاوزت أم كلثوم حدود الأدب مع الله وهي تعلن بصيغة الإنكار عدم استشارة الله لها بحسب تعبيرها حين قالت: (لبست ثوب العيش لم أستشر) .
3. الحلفان بغير الله : ومن المعروف أن الحلف بغير الله غير جائز وقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه شرك تقبيحاً لهذا الفعل، فقد أخرج الترمذي في سننه بسنده أَنَّ ابْنَ عُمَرَ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ لَا وَالْكَعْبَةِ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ لَا يُحْلَفُ بِغَيْرِ اللَّهِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:(مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ).
قَالَ الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وَفُسِّرَ هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ قَوْلَهُ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ عَلَى التَّغْلِيظِ .
لكن من جند نفسه وسخر صوته وجهده لخدمة الشيطان لا يكترث لهذه الأحكام، إلا إذا أعلنها توبة صادقة، عندها يبدل الله سيئاته حسنات، ويغفر له..
ومن المخالفات في هذا الجانب:
* يقول عبد الحليم حافظ مقسماً بحياة قلبه: (وحياة قلبي وأفراحه)، ويقسم آخر بمقام السيدة زينب، فيقول : (مقدرش على كده ومقام السيدة)، كما تقسم المغنية صباح بالنبي وهو غير جائز أيضاً : (عاشقة وغلبانة والنبي ، عاشقة وتعبانة والنبي).
4. عدم معرفة من الذي خلق ولماذا خلق وإلى أين المصير : وهي كلمات الشاعر النصراني إيليا أبو ماضي، وغناها محمد عبد الوهاب، (جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت، ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت، كيف أبصرت طريقي لست أدري).
5. سوء الأدب مع الأنبياء : ومن ذلك تفضيل أحد المغنين الساقطين نفسه في خلق الصبر على سيدنا أيوب عليه السلام، حين قال : (أيوب ما صبر صبري) .
6. عدم الاكتراث بالثواب في الجنة أو العقاب في النار : ومن ذلك قول القائل : (يا تعيش وياي في الجنة يا تعيش وياي في النار).
7. التطاول على عقيدة القضاء والقدر : تجرأ عدد من أرباب الغناء الهابط على القدر، والذي هو علم الله بما ستكون عليه الأشياء في المستقبل، فاتهمه عبد الحليم بما لا يليق فقال : (قدر أحمق الخطى)، وأبى التسليم لقدر الله تعالى حين قال : (لا حسلم بالمكتوب ولا حرضى أبات مغلوب) وما أغنيته التي بعنوان قارئة الفنجان إلا تأكيد على هذه التجاوزات في هذه العقيدة، إذ فيها ترويج للإيمان بالعرافين، وهو ما حرمه الإسلام، وحكم على من صدقه عن علم وقصد بالكفر والردة.. ولم يكتف عبد الحليم في أغنيته بهذا الحد بل جعل العشق والغرام قدره الذي كتبه الله عليه بزعمه، وفي ذلك كله يقول : (جلست والخوف بعينيهـا تتأمـل فنجانـي المقلوب قالت يا ولدي لا تحزن فالحب عليك هو الكتوب يا ولدي).
ويشار هنا أن أغنية قارئة الفنجان تدرس في مناهج إحدى المؤسسات الأكاديمية المتوسطة - دون نقدها ومناقشتها في ضوء عقيدتنا الإسلامية وذلك بحسب الرجوع إلى المادة العلمية المقررة نفسها!!- وما غناء كاظم الساهر حيـن قال : (علمني أفتح فنجاني في الليلة آلاف المرات) إلا سيراً على منهاج سلفه في الاعتداء على عقيدة القضاء والقدر، وقد أظهر أحد المغنين اعتراضه على ما كتبه الله عليه بدلاً من حمد الله تعالى على كل شيء، حيث قال:(كتاب حياتي يا عين، الفرح في سطرين، والباقي كله عذاب).
8. تجهيل الناس من غاية خلقهم : من المعروف أن الله خلق الإنسان لعبادته، قال تعالى:وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (الذاريات:56)، لكن أصحاب الغناء الموجه لتدمير الإنسان والمجتمع يأبون إلا أن تكون غايتهم قضاء نزواتهم مع عشيقاتهم، فقال أحدهم : (عشت ليكي وعلشانك)، ولذلك لا غرابة فيما تقوله نجوى كرم (بهواك ابتدى عمري).

2) خطرها على الشريعة والأخلاق واللغة العربية :
اعتدت كلمات الأغاني على شريعة الإسلام والقيم والأخلاق الحميدة، لتسوق مفهوماً جديداً لها يقوم على أساس نشر الإباحية وتسويقها، عبر كلمات تؤجج سعار العشق لدى المراهقين والشواذ جنسياً، أو عبر تاجرات الجسد من المغنيات اللواتي يتسابقن لعرض مفاتنهن بهدف كسب مزيد من المشجعين معذرة بل من الضحايا والمتساقطين!! ولا أدل من ذلك ما يعرف بالفيديو كليب حيث يعرض صوراً خاصة للراقصين والرقصات، وهم في أقبح صور التعري الفاضح، وهو ما ينبغي أن يذكرنا بالمومسات والمجندات لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي بهدف إسقاط أكبر قدر من الشباب في حمأة الرذيلة، كي يتحولوا عقب نجاحهم في ذلك إلى مجندين ومجندات في الطابور الخامس، لخدمة أغراض يهود!!.


ومن الأمثلة الدالة على خطر الغناء على الشريعة والأخلاق واللغة العربية ما يأتي:
1. جعل الحب والعشق فريضة : يقول أحدهم : (حبك علي أكبر فريضة)، والفرض يعني حرمة مخالفته وتركه، وهو بهذا المعنى يريد من السامع أن يكون عاشقاً وإلا عد مقصراً!!، لذلك لا غرابة فيما ردده كاظم الساهر والذي له من اسمه نصيب فهو ساهر على نشر الرذيلة والانحطاط بين أبنائنا وبناتنا، حيث يقول:(زيديني عشقاً زيديني)، وحول هذا المعنى يقول آخر : (أعشق حبيبي وأعبد حبيبي)، وما انتشار كلمات الحب ودعوات العشق ومصطلحات الغزل الصريح في الغناء الهابط إلا تأكيد على شراسة الهجمة التي يتعرض لها فلذات أكبادنا.
2. الدعوة إلى ترك الصلاة والصيام بهدف عبادة المحبوب: يقول أحد المغنين : (بطلت أصوم وأصلي بدي أعبد سماك، لجهنم ماني رايح إلا وأنا وياك!!).
3. الدعوة إلى إسقاط طالبات المدارس في المعصية : حيث يطالب أحدهم بأن تترك الطالبة زيها المدرسي حتى يقضي حاجته منها، فيقول : (زتي عنك هالمريول، حتى حاكيك شوية، حتى أصبر مش معقول، لآخر هالشتوية).
4. امتداح النظر إلى المحرمات : فقد وصف عبد الحليم حافظ من فعل ذلك بصفة المدح وهي الجرأة، فقال : (أبو عيون جريئة)، مع أنه ذو عيون وقحة، ومخالف لأمر الله تعالى بغض البصر، حيث قال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهاَ. (النور:30) .
5. النيل من اللغة العربية الفصحى : إن اللغة العربية الفصحى هي لغة القرآن الكريم، والمساس بها مساس بديننا وعقيدتنا، لما في ذلك من اعتداء صارخ على كتاب الله تعالى، وقد ساهمت الأغاني المعاصرة في هذا الاتجاه مساهمة فاعلة، من حيث نشرها للهجات العامية والكلمات الركيكة التي لا معنى لها، والأمثلة كثيرة لكن دعونا نقتصر على قول أحد المغنين : (السح الدح امبو!!)، ولا أكون متجنياً على ذلك المغني المهرج إن قلت أنه يجهل معنى هذه الألفاظ التى ابتدعها ورددها ولا يعرف مصدرها..لكنه ربما يعرف مقصدها وخطرها على لغتنا الجميلة!!!
ولعلكم أخوتي تتساءلون حول مدى تأثير تلك الكلمات الفاسدة على شباب الجيل، فأقول إن الناس في ذلك ثلاثة أصناف، فئة تتقي ربها فطهرت آذانها من أن تستمع أو تتسمع لهذا النوع من الغناء حسبة لله عز وجل.
وأخرى تستمع أحياناً وتترك أحياناً، وثالثة أشربت قلوبهم حب الأغاني وأصبحت جزءاً من كيانهم،والفئة الأولى هم الناجون والفائزون بما عند الله تعالى، لأنهم ابتعدوا عما حرمه الله تعالى والتزموا هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تحريم الغناء الهابط والموسيقى (المعازف).
أخرج البخاري في صحيحه بسنده أن أَبُا عَامِرٍ أَوْ أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:( لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ). والثانية مطالبة بجرعات إيمانية وتوبة صادقة وتغليب نداء الإيمان على نداء الشهوة، وتحكيم العقل بدلاً من الهوى، ولنتصارح قليلاً فإني والله لا أرى في هذا الصنف من الناس إلا ذوي قلوب طيبة، وفكر سديد لكن ضعف الإيمان أو جهل الحكم الشرعي بحرمة هذا النوع من الأغاني، ولكي تقوى عزائمكم أدعوكم كي تقفوا مع أنفسكم وقفة صادقة..واسمعوا من مشفق وناصح أمين..هل يليق بأفواهكم التي طالما ذكرت الله تعالى وتلت في كتابه، أن تتكلم فيما يغضبه؟! وهل يصح منكم وأنتم تسألون الله تعالى أن يسدد خطاكم وأن يقضي حاجاتكـم وأن يدخلكم الجنة ويجيركم من عذاب جهنم، أن ترددوا من الكلام ما يغضبه ويعتدي على صفاته أو أنبيائه أو ما شرع لنا من الأحكام والشرائع وسن لنا من الأخلاق، كما ظهر لكم في الكلمات السابقة؟! جددوا إخوتي وأبنائي وأحبتي العزم في قلوبكم وتذكروا أن الموت ربما يداهمكم وأنتم ترددون مثل تلك الكلمات التي فيها غضب الرب، فكيف تجيبون مولاكم يوم القيامة حين يسألكم عن آخر عهدكم بالدنيا؟! وأذكركم بتلك الفتاة التي حضرت عرس صديقة لها فغنت ورقصت ، ثم أطالت صنيعها حتى سقطت على الأرض.. فإذ بصديقة لها قالت لهم قربوا من أذنها المسجل فهو فقط ما يوقظها!! وفعلوا ذلك دون جدوى.. ثم تبين لهم أنها فارقت الحياة!! واعجباً لهذه النهاية التي يلقى العبد فيها ربه وهو على معصية!!
هيا أخي قم الآن ..لا تتردد..ولا تؤجل التوبة فإن الموت يأتي بغتة..هيا استغفر لذنبك واعزم على عدم العود، واقطع صلتك بهذا النوع من الغناء واستبدله بالذي خير، كتاب الله تعالى وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم النشيد الإسلامي الهادف والبناء، تكن من الفائزين.
وأما الفئة الثالثة فإني أذكرهم وكلي أمل بأن الخير فيهم لازال باقياً، فإني أدعوهم بقلب صادق مخلص للعود إلى طاعة الله وترك معصيته،وأذكرهم بواسع مغفرة الله تعالى، وأحذرهم شدة أخذه وعذابه وانتقامه، فإن أبوا فقد خسروا الدنيا والآخرة، إذ إن ترديدهم وتعلقهم بتلك الأغاني سيتحول إلى اعتقاد يوماً ما، وبين هذا وذاك سيتأرجحون بين الإثم أو الردة فضلاً عن الانحراف والانحطاط السلوكي!! لقد بلغ التعلق بالغناء الهابط إلى عشق المغني نفسه!! فكان مصير بعض هذا الصنف خسران الدنيا والآخرة.. كبعض الفتيات المتعلقات بغناء عبد الحليم حافظ حينما توفي ألقين بأنفسهن من الشرفات منتحرات!!..
وحينما خسر المغني الفلسطيني عمار حسن الرهان كأحسن مغني!! خرجت أعداد كبيرة من الفتيات والشبان حتى في الكويت يبكون لتلك الخسارة الفادحة!! وأذكرك أيها القارئ الكريم أن هذه المسابقة وهذه النتيجة كانت في فترة إعلان أكثر من سبعة آلاف سجين فلسطيني إضراباً مفتوحاً عن الطعام!! ألا تروا معي إذن كي أضحت هذه الأغاني أخطر تأثيراً من المخدرات في إبعاد الناس عن قضاياهم المصيرية؟! ولقد بلغت عدد المكالمات التلفونية ببرنامج سوبرستار في ثماني دول عربية فقط 79 مليون وخمسمائة وخمسين ألف اتصال؟!!! في حين لم يتجاوز عدد المصوتين من جميع البلدان العربية في مجلس الأمن والأمم المتحدة على وثيقة الاعتراض على الحرب على أفغانستان أربعة ملايين!!!.

خامساً: الخطر النصراني واليهودي :
لن أخوض هنا في جذور التآمر النصراني واليهودي على الإسلام والمسلمين، ولكن دعونا نقتصر على بعض الشواهد التي تعكس خطر هذه المؤامرة:
1) الخطر النصراني :
تنوعت أماكن الخطر النصرانية على أبنائنا ، فمن ذلك:
1. المدارس التنصيرية: كمدرسة دير اللاتين ومدرسة الروم الأرثوذكس ومدرسة العائلة المقدسة وغيرها، ومع أن عدد النصارى في غزة يكفيهم مدرسة واحدة!! لكننا نلاحظ أن القدرة الاستيعابية لتلك المدارس كبيرة، بحيث تستهدف المزيد من أبنائنا وبناتنا، حيث تربيتهم على أنماط الحياة الأوربية الغربية، فالاختلاط وإجبار الولد بالجلوس بجانب البنت، له أثره الجسيم فيما بعد. كما يقوم القس بدعوة أبنائنا وأخذهم إلى الكنيسة، فضلاً عن المعاملة الحسنة التي يتلقاها أبناؤنا عندهم، حتى يكونوا مؤهلين للتنصير، أو قل إن شئت مهيئين لاستقبال أفكارهم وأنماط حياتهم، التي يرفضها الإسلام. وقد زار وفد من الدعاة مدرسة تنصيرية في فرنسا بنيت خصيصاً إلى جوار مسجد لاستقطاب أبناء المسلمين، فسأل أحد أعضاء هذا الوفد بعض الأطفال المسلمين: من ربك فقالوا: السيد المسيح!!.. كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (الكهف : 5) .
2. المكتبات الثقافية التنصيرية: قام المنصرون بفتحها ، بهدف استدراج الطلبة المسلمين للمطالعة ومن ثم التأثير عليهم، وقد وضعوا لهذا الغرض بعض المختصين والدارسين للدين الإسلامي والمتعمقين بدينهم النصراني المحرف، حيث يقومون بمناقشة الزائر خاصة إن رأوا لديه قبولاً وعندها يطرحون عليه سيلاً من الشبهات، والمزاعم والأكاذيب، مستغلين في ذلك جهل أبنائنا ببعض جوانب دينهم.
3. دورات لتعليم اللغة الإنجليزية: أقام النصارى في العديد من مراكزهم ومؤسساتهم في غزة عدداً من الدورات لتعليم اللغة الإنجليزية، وكانوا يطرحون قضايا إنجيلية خلال الدراسة، ويستغلون ذلك في النيل من ثقافة الشباب، خاصة إذا كان فارغاً من الثقافة الإسلامية، وذلك عبر طرح العديد من الشبهات والتشكيكات، حتى قال أحد الطلبة الجامعيين بعد محاورة أحدهم: الحمد لله الذي أخرجني من عندهم مسلماً!!. وتحدث إحدى الطالبات: أخذت عندهم دورة لتعلم اللغة الإنجليزية، وكانت هناك معلمتان أجنبيتان، ولما انتهت الدورة أقاموا لنا حفلاً تكريمياً، ودعونا خلاله لرقصة الديسكو وتعليمنا إياها.. فلما رفضت جميع الفتيات، قالت إحداهما: إن الشباب تعاونوا معنا وخرجوا إلى البحر، ثم أخرجت لنا صوراً فوتوغرافية وفيها المعلمتان مع الشباب شبه عراة!!!!..
4. التحريض ضد الحجاب: وقد شهدت بعض الفتيات أن النصارى قد ساوموهم في بعض المؤسسات أن يخلعن الحجاب، نظير السماح لهن لارتياد جمعية الشبان المسيحية!! وأخرى شاركت في دورة تثقيفية للمرأة، وفق مناهج تغريبية واضحة وكان نظير الالتزام بمدة الدورة كاملة وهي ستة أشهر، مبلغ وقدره ألف شيكل، على أن تقضي آخر أسبوعين في الاتحاد الكنائسي مع العلم أن الدوام اليومي نحو خمس ساعات، وتقول الفتاة التي شاركت في الدورة ثم تركتها حينما علمت حرمة وجودها ومشاركتها: لقد أظهروا بالعديد من الأساليب عدم رغبتهم برؤية حجابي ثانية!!!..

2) الخطر اليهودي :
تنوعت صور الأخطار اليهودية على مختلف فئات شعبنا بشكل عام، وفئة الشباب والطلاب بوجه خاص،وقد أعددت دراسة مستوفية لتلك المخاطر في كتابي والذي بعنوان: التحدي الصهيوني للدعوة الإسلامية في العصر الحديث، لكنني أكتفي في هذا السياق بالاكتفاء على واحد من تلك المخاطر على هوية الإنسان الفلسطيني..عقيدته وأخلاقه..ألا وهي الإسقاط الأمني للشاب والفتاة على حد سواء، وشعار الاحتلال في ذلك إسقاط ما يمكن إسقاطه..
ويستخدم العدو الإسرائيلي كافة الوسائل اللا أخلاقية والتي من شانها توريط الشباب والبنات في العمالة، ومن ذلك الجنس والمخدرات والمال وابتزاز الطلاب وذوي الحاجات على المعابر، وغيرها من الأساليب، ولكي تكون على بينة مما يخطط لك،مقتفياً منهج القرآن في ذلك، قال تعالى: وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (الأنعام : 55) .
إليك أيها القارئ الكريم ثلاثة نماذج فقط على عمليات الإسقاط:
一- من خلال الجنس: حيث يستغل الاحتلال والحثالة من العملاء وقوع الضحية في جريمة الجنس أو اللواط، ليتم تصوير الضحية دون معرفته، ثم يهدد بالفضيحة أو العمالة. كما أن علاقات الغرام التي ينسجها العملاء مع بعض الفتيات، واحدة من أساليب الإسقاط ، حيث يتم تهديد الضحية منهن بإخبار أهلها بهذه العلاقة ، حتى ترضخ الفتاة من خلال هذه الضغوط لموافقة العميل، الذي مثل من قبل دور العاشق المحب معها، على الارتباط، ومن ثم تمارس معها جريمة الزنا مرات ومرات معه ومع غيره، حتى تقتل الفضيلة والقيم في نفسها، ثم تستخدم عقب ذلك لإسقاط غيرها من الضحايا كصديقاتها وقريباتها..
جاء في كتاب الإسقاط (سلسلة المصائد2، ص5)، قصة فتاة خسرت نفسها، وحطمت مستقبلها، وأفسدت حياتها، بسبب الانجرار وراء الشهوة.
"تحدث إحدى الفتيات أنها ارتبطت بعلاقة غرام مع سائق على الخط، لم تعلم هذه الفتاة حجم الخطر الذي يحدق بها بارتباطها مع إنسان جاهل عابث بأعراض الناس، إلا حينما تقدم لخطبتها أحد الشباب المتعلمين، ووافق أهلها لما لهذا الشاب من خلق وعلم ومستقبل، ولم تجد الفتاة مبرراً مقنعاً للرفض لتسوقه لأهلها، ومرت فترة الخطبة وانقضى العرس وانتقلت الفتاة إلى شقتها مع زوجها، الذي امتنعت عنه لأسبوع معتذرة بالمرض، وذات يوم طلبت من زوجها أن يحضر عشاءً جاهزاً مبديةً عدم تمنعها، وأسرع الزوج لتلبية رغبة زوجه التي حملت غدرها لترحل به إلى عشيقها!! مرت ليلة وأخرى والزوج وأهلها يبحثون عنها حتى جاءهم من يبلغهم أنها لدى الشرطة، اعترفت الفتاة ومعها عشيقها أنهما وقعا في الزنا وأنها حامل و...".
二- من خلال المخدرات: استخدم العدو الإسرائيلي وذيوله من الطابور الخامس (العملاء) المخدرات، للإيقاع بالضحايا وذلك بإيصالهم إلى درجة من الإدمان عليها، بحيث لا يستطيعون الاستغناء عنها ومن ثم يمنعونها ولا تقدم لهم إلا عقب الارتباط!! وأكثر الأمثلة خطورة ترويج هذه الوسيلة في مدارس الفتيات الثانوية، حيث يتم نشر الحبوب المخدرة من خلال بعض الفتيات الساقطات بين زميلاتهن، وذلك بناءً على أوامر المخابرات الصهيونية للإيقاع بأكبر عدد ممكن من الفتيات المسلمات في مستنقعات العمالة، ومن ثم تجنيدهن لإسقاط غيرهن...
三- من خلال المال: استخدم الاحتلال وسيلة الإغراء بالمال مع أصحاب النفوس الضعيفة والمريضة، والتي ما عاشت يوماً إلا لرغباتها وشهواتها ولم تبال بدينها أو وطنها، لذا سرعان ما كان لعاب هذه الفئة الرخيصة والوضيعة يسيل ما أن ترى بريق المال الذي أعماها عن كل القيم النبيلة، والمعاني الوطنية الجميلة، ليتحول صاحبها إلى يهودي بثياب فلسطينيـة، وإلـى عـدو خطير وإن أبدى لك أو أظهر أنه صديق حميم!!..
جاء في كتاب التحدي الصهيوني (ص194-195) : أن العميل(ص) اعترف، "بأنه أعطى أحد أصدقائه مقابلة من المخابرات وهناك تم العرض بالمال من قبل ضابط المنطقة.. دون أن يلمح له بالعمالة، حيث قال له: سمعت أنك تريد أن تتزوج، ونحن نحب مساعدة الناس، فخذ هذه لك، فأخذها الشاب وخرج يحدث صاحبه بما حدث، فقال له العميل(ص): متى شئت يعطيك مثلي، فأنا كل شهر يعطيني مبلغ من المال، وبعد فترة عاد الشاب يطلب من العميل أن يقابل ضابط المخابرات؛ لأنه محتاج إلى مال فأرسله، وهناك أعطاه ضعف المرة الأولى وعرض عليه العمالة، وبعد تردد وافق وارتبط!!"..

انظر أخي القارئ كي أضحى حب الدنيا طريقاً إلى العمالة والسقوط، والنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من مغبة الانغماس في ملذات الدنيا وشهواتها وبين أنها سبب المعصية ومنها العمالة.
أخرج البيهقي في الشعب بإسناد حسن إلى الحسن البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( حب الدنيا رأس كل خطيئة).
والسبيل لعلاج ذلك أن نقبل إلى الله وأن نعمل للآخرة، وأن نصبر على ذلك، حتى نتذوق حلاوة الإيمان في قلوبنا، عندها يخرج التعلق بالدنيا من قلوبنا، فلا نأخذ منها إلا بالقدر الذي يبلغنا آخرتنا، وحينها تتحطم مؤامرات أعدائنا مهما عظمت أمام صدق إيماننا، وثباتنا على تعاليم ديننا...

أبنائي الأحبة.. وإخواني الكرام..
إن المؤامرة التي تستهدفكم جد خطيرة، اجتمعت خيوطها لتنال منكم ومن دينكم وشرفكم وانتمائكم لوطنكم..فمن تقصير الآباء وإهمالهم لكم..إلى عدم قيام بعض المدارس بواجبها لحمايتكم..ومن تآمر المؤسسات الإعلامية على طهارتكم..إلى مؤامرة يقودها بعض أصحاب مقاهي الإنترنت داخل أحيائنا وشوارعنا وأزقة مخيماتنا التي لم تشفع بعد دماء شهدائنا وجرحانا عندهم، فأبوا إلا أن يجهزوا على ما تبقى من وجودنا وكرامتنا وشرف أبنائنا..ومن مخاطر النصارى ومؤامراتهم..إلى تخطيط اليهود وخبثهم...ولازال السؤال يؤرقنا جميعاً ما الحل؟؟ وكيف السبيل للمحافظة على وجودنا وأخلاقنا وطهر أبنائنا وبناتنا؟؟..
نصيحتي إليكم إخوتي وأبنائي..
إننا أمام كل المخططات السابقة أشبه بمن يعيش في خضم غابة مشتعلة، وليس له من خيار سوى الموت بها أو التشوه بسببها، أو أن نتعاون فيما بيننا لإطفاء هذه النار التي لا ترحم..
وقد أمرنا الله عز وجل أن نقف عند حدود مسؤولياتنا، وأن نحفظ من الانزلاق من استرعانا عليهم، وحذرنا من مغبة التقصير، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ  (التحريم : 6) ، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم مسؤولية كل فرد في المجتمع، بحيث يستحق العقوبة إن قصر وضيع من هو مؤتمن عليهم.
أخرج البخاري في صحيحه بسندهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ). وما دام الأمر كذلك فإنه لا يصح أن نحمل المسؤولية لجهة معينة، نلقي عليها عجزنا وتقصيرنا، بل لابد من أن يتحمل الجميع جزءاً وقدراً من تلك المسؤولية، فالحاكم مسؤول أمام الله تعالى عما استرعاه الله عليه، وإذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: لو أن بغلة تعثرت في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها لم لم تصلح لها الطريق يا عمر؟!!.. وإذا كان عمر يخشى أن يسـأل عن تقصـيره في حق بغلة فما بال الحاكم حين يقصر في حق أمة ودولة!!..
لذا أبرقها إلى الحاكم المسلم الذي استرعاه الله على أمر هذه الأمة أن يتقي الله فينا وفي أبنائنا، وأن يمنع بقوة القانون كل التعديات على شرف الأمة المتمثل في عفة بناتها ومستقبل أبنائها فيلاحق أوكار الفساد ومقاهي الإنترنت المشبوهة التي تسوق الرذيلة وتدعو لارتكاب الفاحشة..
وعلى الآباء مسؤوليات جسام فلو أحسنوا العودة إلى أبنائهم، فنبذوا القسوة المفرطة، وقدموا اللين على الشدة في أكثر معاملاتهم مع أبنائهم، وعاشوا معهم مشاعر الأبوة الصادقة، ولم يبخلوا عليهم بالنصح والإرشاد، وحرصوا على حل جميع مشكلاتهم، واطمأنوا على نوعية أصدقائهم، ولم يقذفوا بأبنائهم في أحضان المدارس والمؤسسات التنصيرية وما على شاكلاتها!! وعليهم أن يزوروا مدارسهم للاطمئنان عليهم، وليكونوا لأبنائهم قوة داعمة تحميهم من مصادر السوء والإفساد، ومن أي مدرس أو مدير مستهتر أو راغب في منافقة بعض الراغبين بذلك ممن هو أعلى منه رتبة!!..فإن قصر الآباء واستخفوا بقولنا فليعلموا حينها أن الخطر الداهم سيقتلع شرفهم ويضيع أبناءهم، ويبقيهم عندها في ندم وحيرة وحسرة، لا يمكن لها أن تعيد أغلى ما فاتهم..أبناءهم..عرضهم وشرفهم..بناتهم..
وإلى أبنائنا أحبابنا.. أنتم حاضرنا ومستقبلنا وأغلى ما نملك من أمر دنيانا.. لا تسمحوا لأعـداء دينكـم وإن تكلمـوا لغتكـم أن ينالوا منكم.. ولا تنخدعوا بما يزينه لكم الشيطان فرب شهوة عارضـة أورثت ذلاً وندماً لا ينقطع..واعلموا أن لذات المعاصي تمضي ويبقى عقابها، وأن آلام الطاعات تذهب ويبقى ثوابها..فأخبرني يا أعقل العقلاء أيهما أدعى بالقبول؟؟ وأي السبيلين تختار..طريق الجنة أم طريق النار..عليكم بطاعة الله تعالى وتلاوة القرآن الكريم..ورطبوا ألسنتكم بذكر الله تعالى، يكن ذلك سبب في زيادة إيمانكم، واحذروا من أن تخرج من أفواهكم كلمات المعصية وألفاظ السوء كتلك التي يتلفظها السفهاء من ذوي الغناء الهابط..واحرصوا على أصدقاء التقوى والدين، من الذين إذا ذكرتم الله أعانوكم ، وإن نسيتموه ذكروكم .. واحذروا رفاق السوء فإنكم مثلهم ولو بعد حين .. فإن نال الشيطان منكم يوماً فاذكروا سعة رحمة الله ولا تيأسوا من رحمته، واعلموا أنه غفور رحيم، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ  (الأعراف: 201) .
وما استفاد العدو الإسرائيلي في تجنيد أبنائنا وإسقاط بناتنا أكثر من رفاق السوء خاصة من العملاء الذين يتقنون فن تمثيل الدور كصديق وفي، حتى إذا استوثقت العلاقة تمكن من النيل والإيقاع بكم...
أخـرج الإمام أحمد في مسنده بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:(َ الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ).
وأما الأساتذة ومدراء المدارس ومدراء التربية والتعليم.. فلتعلموا أنكم على ثغر خطير من ثغور الإسلام فلا يؤتين الإسلام من قبلكم..وأن ما يحصل من أخطاء ينذر بشر خطير ينبغي تلافيه حتى لا تأتي النيران على مجتمعنا كله..وأوصيكم بعد تقوى الله نعالى أن تأخذوا على أيدي السفهاء دعاة الاختلاط والتبرج والسفور والرقص والغناء .. ولا تجعلوا لهم في قلوبكم من الحب والاحترام والتقدير نصيباً إنكم إذاً مثلهم..فإن عادوا إلى الحق وأحسنوا فأحسنوا إليهم، واجتهدوا في حماية أبنائكم من المتآمرين والمتربصين، وتذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معلماً، فرسالة المعلم إذن رسالة مقدسة فهي رسالة الأنبياء، وهذا يعني أنها تعنى بالبناء لا الهدم، والتربية لا التعرية، وإن ساءكم ما فعل بعض زملاء مهنتكم فقد ساءنا مثلكم، وما علينا إذن إلا العمل حسبة لله والعمل..
وإلى أعداء أنفسهم من أبناء شعبنا ..وإلى الإعلاميين والمغنين وأريد من انتكس وارتكس وسار لاهثاً وراء الشهرة والمجد المزعوم، ولو على حساب دينه وشعبه!!..إلى أصحاب مقاهي الإنترنت المفسدين منهم، أخبروني بربكم ماذا تستفيدون وأنتم تعبثون بشرف بناتنا؟! ألا تعلموا أن أنفاسكم معدودة وأيامكم محدودة ولا أدري أيأتي عليكم صباح جديد؟ أم قبر وظلمة وشدة ودود!! وبعدها تحشرون بين يدي الله تعالى حفاة عراة غرلاً..أعمالكم تعرض على مسمع ومرأى من الخلائق...
أتدرون لماذا؟ لأنكم ما سترتموها في الدنيا بل جاهرتم بالمعصية ومحاربة الإسلام..وستحملون أوزاركم وأوزار من تسببتم في انحرافهم لا ينقص من أوزارهم شيئاً..أتعرفون السبب؟؟..
لأنكم غررتم ببناتنا وأبنائنا وخدعتموهم وأقنعتموهم بالسفور والتبرج والاختلاط وغير ذلك مما هو أبشع وأشد خطراً، مجملين ذلك لهم بأنه حرية شخصية وتارة تقولون تمدين وأخرى حضارة، تريدون بذلك أن ترضوا نزواتكم، وتقضوا شهوات أسيادكم ممن يغيظه رؤية الحجاب وتطبيق آداب الإسلام، أعظكم أن تعودوا لمثله.. عندها لن تفلحوا إذن أبداً، وستأتي السـاعة التي يلفظكم شعبكـم، ويلعنكم ويجعلكم سبة مدى الدهر، قال تعالى: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (الشعراء: 227) ، أما إن تبتم عما سلف وصدقتم في عودتكم فإن الله غفور رحيم، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ  (الزمر : 53) .

اللهم إني قد بلغت...اللهم فاشهد

العبد الفقير إلى الله: يحيى علي يحيى الدجني


المحتويات
الصفحة الموضوع
1 نصيحتي إلى كل أب غيور..وإلى كل أم غيورة.. وإلى كل الغيورين
5

5 الأسبـاب التـي تقف من وراء جنوح أبنائنا وبناتنا إلى الانحراف
أولاً: ضعف الوازع الديني
8 ثانياً: تقصير من استرعاهم الله على أبنائنا وبناتنا في القيام بواجباتهم
8 1) أثر تقصير الأبوين على فساد الأبناء وانحرافهم
11 2) أثر التقصير في المدارس والجامعات على أخلاق فلذات أكبادنا
23 ثالثاً: المشاهد الإباحية والأفلام والمسلسلات والقصص الغرامية
30 رابعاً: الأغاني الهابطة والفيديو كليب
30 1) خطرها على العقيدة
34 2) خطرها على الشريعة والأخلاق واللغة العربية
39 خامساً: الخطر النصراني واليهودي
39 1) الخطر النصراني
39 * المدارس التنصيرية
40 * المكتبات الثقافية التنصيرية
40 * دورات لتعليم اللغة الإنجليزية
41 * التحريض ضد الحجاب
41 2) الخطر اليهودي
42 الإسقاط من خلال الجنس
43 الإسقاط من خلال المخدرات
43 الإسقاط من خلال المال
45 نصيحتي إليكم إخوتي وأبنائي
50 المحتويات


المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أبنائنا


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع أبناؤنا في خطر
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أبنائنا بين البر والعقوق صابرة الملتقى العام 0 10-08-2015 03:22 PM
20) خطأ تربويا نرتكبها مع أبنائنا صابرة البيت السعيد 0 08-15-2015 02:02 PM
14 قانونا لحماية أبنائنا من الشياطين الإلكترونية احمد ادريس البيت السعيد 0 07-17-2013 08:19 PM
14 قانونا لحماية أبنائنا من الشياطين الإلكترونية ام زهرة البيت السعيد 0 07-10-2013 11:02 AM
قانون (5×5) لحفظ أبنائنا تكنولوجيًا يقيني بالله يقيني الملتقى العام 1 06-10-2012 12:51 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:04 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59