|
بحوث ودراسات منوعة أوراق بحثية ودراسات علمية |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
التكلفة الاقتصادية للعنف والتمييز ضد المرأة
احمد حسن - مركز البديل للتخطيط والدراسات الأستراتيجية على الرغم من الجهود العالمية، والمحلية المبذولة، لزيادة دور المرأة في عملية التنمية الاقتصادية، والتعريف بأهميته، إلا أن المرأة في الكثير من دول العالم، خاصة النامية منها لا تزل تعاني من ممارسة العنف، والتمييز ضدها. وهناك محاولات من بعض المنظمات الدولية، مثل صندوق الأمم المتحدة للأنشطة السكانية بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، والمجلس القومي للمرأة للوصول لتقدير عن حجم الخسائر الاقتصادية الناتجة عن العنف ضد المرأة في مصر. وتسعى تلك الدراسة للإجابة عن مجموعة من التساؤلات الخاصة بمظاهر التمييز، والعنف ضد المرأة، وأثر ذلك على الاقتصاد القومي، كما تحاول هذه الورقة تقديم مجموعة من المقترحات التي تعمل على تحسين وضع المرأة نسبياً داخل المجتمع، وزيادة تمكينها اقتصادياً. المحور الأول: مظاهر العنف والتمييز ضد المرأة: لا يمكن أن نُنكر التطورات التي حدثت على الساحة المصرية في مجال حقوق المرأة خلال المائة عام الأخيرة، حيث تم إنشاء أول جمعية نسائية مصرية تحت مسمى جمعية المرأة الجديدة عام 1919، إضافة إلى أن دستور 1923، تضمن نصاً للمساواة بين الفتيات، والفتيان في الالتحاق بالتعليم الابتدائي المجاني، إضافة إلى اكتساب المرأة أول المكاسب السياسية في دستور 1956، حيث أصبح لدى المرأة حق التصويت والترشح للانتخاب، كما شهد عام 1957 دخول أول امرأة البرلمان، كما شهد عام 1962 تعيين أول وزيرة مصرية، كما تم إنشاء المجلس القومي للمرأة عام 2000، إضافة، إلى العديد من الجمعيات المؤيدة للمرأة. وعلى الرغم من كل هذا التاريخ المُشرف للحركة النسوية في مصر، إلا أن الواقع يرصد العديد من مظاهر العنف والتمييز ضد المرأة ، التي تبدو في كثير من الأوقات مُفجعة، حيث تتصدر مصر على سبيل المثال، قائمة الدول العربية في ممارسة العنف ضد المرأة خلال العام 2015، وفقاً لأحدث الدراسات الاجتماعية التي أجرتها وكالة رويترز، ويمكن في هذا الإطار تقسيم هذه المظاهر إلى جانبين: مظاهر العنف ضد المرأة: يُعرف مصطلح العنف ضد المرأة على أنه، أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس، ويترتب عليه أو يرجح أن يترتب عليه أذى، أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمانية، أو الجنسية، أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل، أو القسر، أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة. ويشير المسح السكاني الصحي لمصر عام 2014 إلى أن 30% على الأقل من النساء المتزوجات في مصر تعرضن لشكل من أشكال العنف الجسدي، أو النفسي، على يد أزواجهن، وأن 25% من النساء المتزوجات تعرضن للعنف الجسدي على يد أزواجهن، كما بلغ معدل انتشار ختان الإناث 92% خلال عام 2014، للفتيات في الفئة العمرية (15-49)، على الرغم من ارتفاع صيحات وزارة الصحة بتجريم الختان ومنعه، كما تحتل مصر المرتبة الثانية في التحرش الجنسي بعد أفغانستان، فبحسب تقارير دولية تتعرض 64% من سيدات مصر للتحرش بنسب متفاوتة، ويعود ارتفاع نسبة العنف ضد المرأة في المجتمع المصري إلى مجموعة من الأسباب أهمها:
يتضح من البيانات الوارده أن مصر لم تشهد تطوراً ملحوظاً في مجال القضاء على التمييز بين مشاركة المرأة، والرجل بشكل عام أو فيما يتعلق بالنشاط الاقتصادي بشكل خاص خلال الفترة (2006-2015)، حيث حصلت مصر على 0.599 درجة عام 2015 في المؤشر الإجمالي مقارنة بـ 0.579 عام 2006، أي أن هناك زيادة قدرها 0.020 درجة فقط، في حين حصلت مصر على 0.441 درجة عام 2015 في مؤشر الفجوة بين الجنسين الاقتصادية مقارنة بـ 0.416 درجة عام 2006، أي بزيادة قدرها 0.026 درجة فقط. وتعود أسباب الفجوة الكبيرة في المساواة بين الجنسين اقتصادياً في مصر إلى مجموعة من العوامل أهمها ما يلي:
تتكبد الدول خسائر فادحة سنوياً جراء العنف ضد المرأة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تتكلف نحو 12.6 مليار دولار سنوياً نتيجة العنف ضد المرأة، بينما تتكلف كندا نحو 4.2 مليار دولار سنوياً، وفي مسح قام به الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2015 بالتعاون مع جهات أخرى، قدر حجم الخسائر الناتجة عن العنف ضد المرأة من الزوج فقط في مصر بـ 1.49 مليار جنيه لنفس العام، ويمكن تقسيم هذه التكاليف كالتالي: أ-تكاليف مباشرة: تتمثل في الانتقال من المكان الذي جرى العنف على المرأة فيه إلى مكان العلاج وتكاليفه، وتغيير مكان السكن، ويُقدر هذا النوع من التكاليف عام 2015 بـ 831 مليون جنيه. ب- تكاليف غير مباشرة: وتتمثل التكاليف غير المباشرة للعنف ضد المرأة في فقدان مصدر دخلها في حالة الامتناع عن العمل أو ممارسة حياتها، ويُقدر هذا النوع من التكاليف عام 2015 بـ 661 مليون جنيه. كما أن هناك آثار اقتصادية سلبية أخرى نتيجة التمييز ضد المرأة قد تُقدر بأضعاف الأرقام السابق الإشارة إليها في حالة العنف، إلا أنه حتى الآن لا يوجد أية تقديرات سواء دولية أو محلية توضح حجم هذه التكاليف، وتٌمثل البنود التالية بعض بنود التكاليف جراء التمييز ضد المرأة:
المحور الثالث: آليات تمكين المرأة اقتصاديا.
وفي المجمل تتعرض المرأة المصرية إلى العنف والتمييز والتعدي على حقوقها في الميراث في ظل أعراف وتقاليد تمنع توريث النساء، بل والتمييز ضدهن في الحصول على العمل وتولى المناصب الإدارية العلي برغم أن المرأه تمثل نحو 50 % من المجتمع وهذا يتطلب ضرورة التعريف بحقوق المرأة ونشر الوعي الديني والحضاري بأهمية المرأة في المجتمع للمساهمة في تحقيق طفرة اقتصادية مرجوة وتقليل الخسائر الاقتصادية جراء التمييز ضدهن المصدر: ملتقى شذرات
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201) |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للعنف, المرأة, الاقتصادية, التكلفة, والتمييز |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع التكلفة الاقتصادية للعنف والتمييز ضد المرأة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تعليق أولي على حقوق المرأة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية | Eng.Jordan | بحوث ودراسات منوعة | 0 | 11-05-2015 10:25 AM |
المتدينون والتمييز السياسي | عبدالناصر محمود | بحوث ودراسات منوعة | 0 | 02-28-2015 08:16 AM |
باريس تنتفض في مسيرة لا للعنف ضد المرأة | عبدالناصر محمود | أخبار منوعة | 0 | 11-24-2013 08:08 AM |
تحليلات: "آيفون" منخفض التكلفة سيأتي بعدة ألوان | ام زهرة | الحاسوب والاتصالات | 0 | 07-10-2013 12:29 PM |
علاقة بعض المتغيرات النفسية والمعرفية والاجتماعية بمستويات تقبل المرأة للعنف الزواجى | Eng.Jordan | بحوث ودراسات منوعة | 0 | 11-15-2012 09:04 PM |