أخبرني المتنبي

أخبرني , المتنبي

ابو الطيب المتنبي هذا الشاعر الكبير كان سابقا لعصره وله رؤية في ما يدور حوله ، وكان يراقب الانحدار الذي يصيب الأمة ، وكان يسخر ممن يتمسكون بالدين في عرضه دون الجوهر ، فليس الدين مظهرا من اطالة اللحى ولبس ال***اب فقال في ذلك :
أغايةُ الدِّينِ أن تُحْفوا شواربكم
يا أمةً ضحكتْ من جهلها الأمم .
ثم لاحظ انعدام الاحساس والتفاعل من الناس مع جميل الشعر والادب ورقي الكلمة فقال فيهم بعد ان حاول البعض السخرية من شعره فقال :
‏لو كان شعري شعير..
لأستطابته الحمير..
لكن شعري شعور…
فهل للحمير شعور…
ترى ماذا سيقول في شعوبنا وحكامنا لو عاش عصرنا الحالي ومع المهزلة التي حدثت في اعلان انتهاء شهر الصوم لقال :
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بِما .... مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
وقال متأسفا على زماننا :
ما كُنتُ أَحسَبُني أَحيا إِلى زَمَنٍ ..... يُسيءُ بي فيهِ كَلبٌ وَهوَ مَحمودُ
وقال في سيسي مصر بدلا من كافور :
أَكُلَّما اِغتالَ عَبدُ السوءِ سَيِّدَهُ ..... أَو خانَهُ فَلَهُ في مِصرَ تَمهيدُ
ثم يصفها قائلا :
نامَت نَواطيرُ مِصرٍ عَن ثَعالِبِها .... فَقَد بَشِمنَ وَما تَفنى العَناقيدُ
محمد خطاب سويدان

المصدر: ملتقى شذرات