|
مقالات وتحليلات مختارة مقالات ..تقارير صحفية .. تحليلات وآراء ، مقابلات صحفية منقولة من مختلف المصادر |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
هل انتهت ثورة العشائر العربية؟
هل انتهت ثورة العشائر العربية؟
_______________________ (حسن الرشيدي) _______________ 27 / 2 / 1445 هــــــــــــــ 12 / 9 / 2023 م __________________ كيف نشأت قوات قسد ؟ وما هو دور العشائر العربية في تلك المناطق؟ وهل هناك أطراف أخرى تدخلت في هذا الصراع وحسمته لصالح قسد؟ وهل انتهت القضية بعودة قوات سوريا الديمقراطية إلى مواقعها والتي كانت قد دخلتها العشائر أم أن الأمر لم ينته بعد؟ في نهاية أغسطس الفائت، اندلعت اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية والتي تُعرَف اختصارا باسم قسد ويهيمن عليها الأكراد، وبين مجلس دير الزور العسكري الذي كان ينضوي أساساً تحت لوائها ويضم القبائل العربية التي تسكن المنطقة، حيث تصاعد الخلاف بعد اعتقال قسد المدعومة أمريكيًا، قائد مجلس دير الزور العسكري، أحمد الخبيل (أبو خولة) مع عدد من القادة، ويعد أبو خولة شيخ عشيرة البكير التابعة لقبيلة العكيدات أكبر قبائل محافظة دير الزور، كما تمت محاصرة مقار المجلس في كل من الحسكة ودير الزور، وقد أثار نبأ احتجاز (أبو خولة) وقياديي المجلس، مشاعر الغضب لدى أبناء العشائر المنتشرين بريفي دير الزور الشرقي والشمالي، معتبرين أن الهدف من العملية هو إهانة المكون العشائري العربي ابن المنطقة، وإضعاف دوره، سياسياً وعسكرياً، تمهيداً لإحكام القبضة عليه من قبل قسد ذات الأكثرية الكردية. كل قبيلة أو عشيرة انقسمت إلى أربعة أقسام تقريباً، فهناك من اصطف من أبناء العشائر مع النظام، ومنهم من انحاز إلى الثورة، وهناك من انضم إلى تنظيمات عسكرية، فضلاً عن الصامتين والخائفين. وفي البداية، استولى مقاتلو العشائر على عدة نقاط تفتيش وهاجموا دوريات في عدة بلدات، بما في ذلك بلدة الشحيل بالقرب من حقل العمر النفطي على مقربة من مكان تمركز القوات الأمريكية. وتصاعد القتال فدخلت العشائر معاقل كبيرة لـقسد في محافظة دير الزور، وامتد القتال لاحقًا إلى ريفي محافظتي الرقة شمال والحسكة شمال شرق المجاورتين لمحافظة دير الزور، حين سيطرت العشائر على عدد من المواقع التابعة لقسد فيهما، وبحسب عبد العزيز الحمادة أحد قيادات عشيرة البكيّر بدير الزور فإن أكثر المناطق قد تم انتزاعها من سيطرة قسد ولم يتبق سوى مراكز قرى وبلدات قليلة. وقد أوقع هذا القتال ما يقرب من 90 شخصاً من طرفي القتال. بينما اتهمت قوات سوريا الديمقراطية في بيان، من وصفتها بقوى خارجية، باستغلال الاشتباكات الدائرة في دير الزور بينها والعشائر العربية. ولكن فجأة بعد عدة أيام، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية الكردية انتهاء العمليات العسكرية في ذيبان بدير الزور والتي شهدت بدايات القتال، والبدء بتفتيش المنازل والأحياء بحثا عمن وصفتهم بالمسلحين المختبئين، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي قوله إنهم يبحثون عن مجموعات مسلحة قادمة من الضفة الغربية لنهر الفرات التي يسيطر عليها النظام السوري. وليست هذه المرة الأولى والتي تجري فيها اشتباكات بين الطرفين، ولكن نظراً لحجمها غير المسبوق وتفاعُلها المستمر والآثار التي قد تنتج عنها، والغموض في توقفها بإعادة قسد السيطرة مرة أخرى، كل ذلك يدفعنا للتفكير في أسباب اندلاعها، وجذورها ودوافع الأطراف المختلفة. الصراع في محافظات سوريا الشمالية الشرقية يطلق على الفصيل المسلح الرئيس والذي يحكم عمليًا عدة محافظات في شمال شرق سوريا: قوات سوريا الديمقراطية، التي لو أخذنا أول ثلاثة حروف من كل كلمة من هذه الجملة، فنجد قسد هو اختصار لها. تم الإعلان عن تأسيس تلك القوات في أكتوبر 2015، ونُشر بأن مهمتها هي النضال من أجل إنشاء سوريا علمانية، ديمقراطية وفدرالية، وينص دستور الفدرالية الديمقراطية لشمال سوريا الذي تم تحديثه في ديسمبر 2016 على تسمية قوات سوريا الديمقراطية قوة دفاعها الرسمية. وجاء الإعلان عن تشكيل تلك القوات، في أعقاب إعلان الولايات المتحدة نيتها محاربة ما يعرف بتنظيم داعش، وقد شكلت وحدات حماية الشعب الكردي، ووحدات حماية المرأة التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي العمود الفقري لتلك القوات، بينما ضمت نسب قليلة من العرب والآشوريين والأرمن والشركس. وقد تلقت تلك القوات دعما أمريكيًا هائلاً من الأسلحة الثقيلة وكميات غير محدودة من الذخائر والأسلحة الفردية الخفيفة، إضافة للدعم المالي واللوجستي الكبير من خلال الخبراء الأمريكيين على الأرض، الذين ساهموا بتدريب وتنظيم تلك القوات، وبغطاء جوي أمريكي استطاعت قوات قسد بسط سيطرتها على مساحات شاسعة في شمالي سورية، وإقامة ما يسمى الإدارة الذاتية، بعد أن تم طرد تنظيم داعش منها. كما وجد تنظيم قسد دعمًا وتعاونًا مع القوات الروسية لطرد فصائل الثورة السورية من أجزاء من ريف حرب، أي أن قسد وجدت دعمًا يأتيها من أمريكا كما من روسيا. وقد بلغ تعداد قوات قسد في البداية ما يقرب من 15 ألف مقاتل من بينهم 5000 مقاتل عربي حسب ما قاله رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي عام 2016، ولقد استمر العدد في الزيادة حتى وصل الي 60 ألف مقاتل حسب بعض المصادر، حيث تبلغ نسبة الأكراد 70% وفق بعض الإحصائيات. تبلغ نسبة سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) حوالي (25.64%) من الجغرافيا السورية وفق موقع جسور[1]، وهي ذات النسبة المسجلة منذ نوفمبر 2019، وتشمل أجزاء واسعة من محافظة دير الزور والرقة والحسكة، وأجزاء من محافظة حلب. بينما تبلغ نسبة سيطرة فصائل المعارضة (10.98%) من الجغرافيا السورية، وتتوزع مناطق سيطرة المعارضة في إدلب وشمال حلب، وفي منطقة تل أبيض ورأس العين في الرقة والحسكة، وفي منطقة الزكف والتنف (المنطقة 55) جنوب شرق سورية. في حين تبلغ نسبة سيطرة النظام السوري (63.38%) من الجغرافيا السورية؛ حيث يُسيطر بشكل شِبه تام على محافظات الساحل والوسط وجنوب سورية، وعلى أجزاء من المحافظات الشرقية ومحافظة حلب، ودرعا والسويداء. أما العشائر العربية، فهي تنتشر في سورية شرقي الفرات من منطقة جرابلس على الحدود السورية التركية من نهر الفرات غرباً إلى نهر دجلة شرقاً، ومن الحدود السورية التركية شرقي نهر الفرات شمالاً إلى الحدود السورية الأردنية جنوباً. كما تضم أرياف حلب وحمص وحماة عشائر عربية لها ارتباط وثيق بتلك المنتشرة في الجزيرة الفراتية وفي منطقة الشامية جنوب نهر الفرات. وللمفارقة فإن القوات الأمريكية قد تحالفت مع قسد للقضاء على تنظيم داعش، الذي توافقت جغرافية سيطرته مع جغرافية المناطق السورية التي يشكل العرب المنتمون إلى قبائل وعشائر عربية غالبية سكانها، سواء في محافظات الرقة، أو دير الزور، أو الحسكة، أو ريف حلب الشمالي الشرقي، وفي قلبه مدينة منبج الواقعة غربي نهر الفرات. وتسكن قبائل عربية عريقة هذه المناطق، في مقدمتها: شمّر، والجبور، وطي، والبقارة، والعقيدات، والعدوان، والبوشعبان، والبوبنّا، والمعامرة، وبني صخر (الخريشة)، وعنزة، والنعيم، وهي أبرز قبائل شمال سورية وشرقها. وتضم كل قبيلة عشرات العشائر الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، منها البوخميس، والمشاهدة، والعبيد، وحرب، والمشهور، والبوسرايا، والشرابين، وسواها من العشائر. وتمتاز هذه القبائل بأنها تنتشر في كل أرجاء شمال شرقي سورية، ولا تختص عشيرة أو قبيلة بحيّز جغرافي واحد. ولكن ما هو موقف هذه العشائر من الثورة السورية التي اندلعت عام 2011؟ يذكر المتحدث باسم مجلس القبائل والعشائر السورية مضر حماد الأسعد، في حديث مع صحيفة العربي الجديد اللندنية: أن كل قبيلة أو عشيرة انقسمت إلى أربعة أقسام تقريباً، فهناك من اصطف من أبناء العشائر مع النظام، ومنهم من انحاز إلى الثورة، وهناك من انضم إلى تنظيمات عسكرية، فضلاً عن الصامتين والخائفين. وتابع: إيران شكّلت مجلس قبائل في القسم الذي تسيطر عليه في محافظة دير الزور على مقاسها، يضم أشخاصاً مرتبطين بها زاروا طهران أكثر من مرة، وكذا أقامت قسد توليفة من شيوخ معروفين ومن آخرين جدد وقدّمت لهم كل الدعم لتضمن وقوفهم معها، كما أسس الجانب التركي المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السوري، الذي ضم قبائل عربية وتركمانية وكردية تقطن في شمال وشمال شرقي سورية، في ظل سعي كل الأطراف الفاعلة بالشأن السوري للحصول على تأييد شعبي تجسده هذه العشائر. فهذه القبائل تشعر بالظلم من تسلط الكرد الذين لا ينتمون أصلاً لهذه المناطق، فضلاً عن حالة البؤس المعيشي التي يعاني منها جميع سكان المنطقة، بينما المفارقة أمامهم أن منطقتهم الغنية بالثروات أزمة العشائر العربية دفعت العشائر العربية ثمن وجود داعش في أراضيها، حين تعرضت مناطق العشائر العربية إلى مختلف أنواع القصف على مدى سنوات بحجة محاربة داعش من قبل النظام ولاحقاً من الروس والأمريكيين، وهو ما أدى إلى مقتل عدد كبير من أبناء العشائر، خصوصاً في الرقة التي كان يُنظر إليها على أنها عاصمة داعش. وهذا أدى كما وضحنا من قبل إلى انقسام العشائر بين الولاء للنظام أو الولاء للأكراد أو تأييد الثورة. وفي حين سعى كل طرف للحصول على ولاء هذه العشائر، فإن الأخيرة لم تستطع إنتاج أحزاب أو تيارات سياسية فاعلة يمكن أن تؤدي دوراً في حماية مصالحها، على الرغم من أن تلك العشائر أنتجت العديد من التشكيلات العسكرية التي كان لها دور فاعل في سياق الحرب السورية، ولذلك غلب على زعمائها الضعف السياسي، وحاولوا إمساك العصا من المنتصف، فتارة يتحالفون مع الأمريكان ومن يمثلهم على الأرض من الأكراد، وتارة يتحالفون مع النظام لتجنب انتقامه وشروره. ولكن توالت التراكمات العميقة لدى هذه العشائر نتيجة ممارسات قسد واستئثارها بصناعة القرار وتحكمها في إدارة المنطقة، فهذه القبائل تشعر بالظلم من تسلط الكرد الذين لا ينتمون أصلاً لهذه المناطق، فضلاً عن حالة البؤس المعيشي التي يعاني منها جميع سكان المنطقة، بينما المفارقة أمامهم أن منطقتهم الغنية بالثروات، والتي تُعتبر من أغنى مناطق سوريا وسلتها الغذائية، يُحرمون من خيراتها وكأن قسد لا تنظر إلى تلك المناطق إلا على أنها بقرة حلوب. ونتيجة للضغوط الأمريكية يبدو أن القبائل العربية قد رضيت بانتصار جزئي، بينت فيه للأطراف قدرتها على تحريك المشهد لصالحها، منتظرة من الأكراد تقاسم الثروة والسلطة معها. ولكن يبدو هذا الهدف الذي تسعى إليه العشائر بعيد المنال، فصعب على المكون الكردي التنازل عن مكاسبه، وهذا ما يجعل اندلاع المواجهة الحاسمة قريبًا أسرع مما يتصور البعض. ------------------------------------------------ [1] وهو يتبع مؤسسة بحثية مستقلة، ومركز تفكير متخصص في إدارة المعلومات وإعداد الدراسات المتصلة بالشأن السوري _________________________________________ المصدر: ملتقى شذرات |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع هل انتهت ثورة العشائر العربية؟ | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
العشائر العربية شرق سوريا هي صاحبة الأرض | عبدالناصر محمود | أخبار عربية وعالمية | 0 | 09-06-2023 06:34 PM |
العشائر العربية تواصل ملاحقتها للمليشيات الكردية في الشمال السوري | عبدالناصر محمود | أخبار عربية وعالمية | 0 | 09-03-2023 06:28 PM |
هل انتهت معركة الأقصى؟ | عبدالناصر محمود | مقالات وتحليلات مختارة | 0 | 08-01-2017 07:16 AM |
ثورة تونس ملهمة، لكن ثورة مصـر مظلومة | عبدالناصر محمود | مقالات وتحليلات مختارة | 0 | 02-10-2014 09:07 AM |
الولايات المتحدة من ثورة الورود الى ثورة الياسمين....مرورا بثورة الزنبق والبرتقال | Eng.Jordan | مقالات وتحليلات مختارة | 0 | 02-11-2012 06:18 PM |