#1  
قديم 04-15-2022, 07:30 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,033
ورقة هل أمريكا هي التي أسقطت عمران خان؟

هل أمريكا هي التي أسقطت عمران خان؟
________________________________

(حسن الرشيدي)
________________

14 / 9 / 1443 هـــــــــــــ
15 / 4 / 2022 م
_____________________


814042022092020.png




"علاقة باكستان المستقبلية بأمريكا تتوقف على ما إذا كان عمران خان سوف يُعزل من السلطة"

هذا ما قاله مسؤولون أمريكيون التقوا بالسفير الباكستاني لدى الولايات المتحدة، قبل يوم واحد من زيارة رئيس الوزراء الباكستاني الذي قرر التوجه إلى موسكو يوم 24 فبراير، وهو اليوم الذي بدأت فيه العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

قبلها وكما ذكرت صحيفة Dawn الباكستانية الشهيرة، فإن الولايات المتحدة مارست ضغوطا مباشرة على رئيس الوزراء عندما قرر التوجه إلى موسكو، وطالبته بإلغاء الزيارة. وقال هؤلاء المسؤولون الأمريكيون للسفير الباكستاني لدى الولايات المتحدة إن علاقة إسلام أباد المستقبلية بواشنطن تتوقف على ما إذا كان عمران خان سوف يُعزل من السلطة في تصويت برلماني. وقد تلقى رئيس الوزراء تقريرا بهذا الشأن من واشنطن. ومع ذلك، قام بالزيارة إلى موسكو والتقى خان بالرئيس الروسي بوتين.

ومنذ أسبوعين وعندما شرع البرلمان للتصويت على طرح الثقة في حكومته، صرح عمران خان في خطاب بُثّ عبر التلفزة الرسمية قائلا: “انني تلقيت رسالة تهديد من اميركا، لقد هددت اميركا بإسقاط حكومتي لأنني رفضت اقامة قواعد عسكرية لها على ارضنا، وقد طلبت من وزير خارجيتنا انه ومع ازدياد التوتر فان عليه تعزيز العلاقات مع الدول الصديقة.. ان الشعب المسلم لا يمكن ان يصبح عبداً للأجانب وإذا ما صوت البرلمان على عزلي، فإنني لست فقط لن أستقيل، بل وارجع بقوة أكبر فإننا نتعرض لمؤامرة دول أجنبية، لكننا سنقاوم ولن نستسلم لها وسنقوم بإسقاطها بإذن الله”،

فهل أمريكا تريد حقا اسقاط عمران خان؟ وما هي دوافعها لفعل ذلك؟

والأهم هل لديها القدرة على اسقاطه حقا؟

هل الرغبة في اسقاطه مرتبط بموقف خان من الغزو الروسي لأوكرانيا؟

ما علاقة الجيش الباكستاني وهو القوة الفاعلة الكبرى في باكستان بسقوط عمران كما يتردد؟

للإجابة على تلك الأسئلة يجب علينا بداية فهم القرار السياسي الباكستاني والعوامل المؤثرة فيه.

السياسة في باكستان

المتتبع للسياسة الباكستانية منذ نشأة هذا البلد عام 1947 عند انفصال المسلمين في شبه القارة الهندية، ليكونوا لهم دولة مستقلة عن الهندوس... يجد أن الجيش يتمتع بمكانة كبيرة داخل نفوس الشعب الباكستاني، باعتباره حاميا للمسلمين من بطش الهند ورغبتها في انهاء الانقسام وإعادة الهند موحدة مرة أخرى تحت حكم الهندوس.

ولكن ظلت باكستان تحت السيطرة المدنية العلمانية خاصة بعد الهزائم المتكررة التي تعرض لها الجيش، والتي كان آخرها كان عام ١٩٧١ إثر الهزيمة الساحقة المخزية على يد الهند، حين استسلم أكثر من ٩٠ ألف من الضباط والجنود الباكستانيين للجيش الهندي، والذي تمكن بعد هذه الهزيمة فصل ما يقرب من نصف الاراضي الباكستانية والتي كان يطلق عليها باكستان الشرقية والتي يقطنها البنغال المسلمون لتتكون دولة جديدة للمسلمين تحت اسم بنجلاديش.

في أعقاب تلك الهزيمة جاء ذو الفقار علي بوتو كرئيس وزراء لباكستان، ولكن نزعته العلمانية الليبرالية زادت من تشتت البلاد وبروز انقسامات عرقية جديدة في المقاطعات الأربع التي تتكون منها باكستان، السند والبنجاب والبلوش والقبائل، فكان لابد من نهج جديد يعيد للدولة تماسكها لتقوى على مجابهة التحديات الخارجية المتربصة من الهند، ومن هنا جاء انقلاب ضياء الحق قائد الجيش الباكستاني وقتها.

تلخص مشروع الجنرال ضياء الحق في خمسة محاور:

المحور الاول بدء أسلمة البلاد، فقد رأى أن الدولة تأسست على الاسلام فاستعادة دوره في الحياة العامة الباكستانية معناه اعادة توحيد البلاد ونبذ صراع القوميات، والتي أدت الى انفصال بنجلاديش، كما أظهر البلوش في مناطقهم رغبة مماثلة، وتعاظم النزاع بين أهل السند وأهل البنجاب وهم أكبر مقاطعتين في باكستان.

أما المحور الثاني فتمثل في بناء جهاز استخبارات قوي، كان له شأن كبير سواء في الحياة السياسية باختراق الجماعات والأحزاب، أو بالتعامل مع الحروب والنزاعات الخارجية والمؤثرة على باكستان.

والمحور الثالث يتعلق بتسريع البرنامج النووي والوصول به الى نهايته، ليكون عاملا رادعا حاسما أمام الأطماع الهندية لابتلاع باكستان.

فيما كان المحور الرابع باتخاذ أفغانستان ظهير لباكستان، فدعم ضياء الحق المجاهدين الأفغان، ودعم خلفاءه من بعده طالبان.

ثم كان المحور الخامس في اتباعه استراتيجية اتسمت بالمكر واللعب بالأوراق المتاحة، ويندرج تحتها الانحناء حين تشتد العاصفة.

هذه المحاور الخمسة التي أسسها ضياء الحق وسار عليها من جاء بعده في قيادة الجيش الباكستاني، هي التي جعلت الجيش حتى هذه الساعة ممسكا بأوراق اللعب في سياسة باكستان،

تارة من وراء الكواليس مصدرا النخبة المدنية في واجهة المشهد كعصر بنازير بوتو ونواز شريف وعمران خان، وتارة أخرى عندما يتولى الحكم مباشرة في أيام برويز مشرف.

أمريكا والتأثير على باكستان

من الطبيعي عند الحديث عن مشاكل باكستان ألا نتجاهل القوة الأبرز على الساحة العالمية، والذي يعدها كثير من المحللين القوة الأولى في ترتيب النظام الدولي لما تتمتع به من خصائص لا يتوفر في مثيلاتها من الدول الأخرى سواء على المستوى الاقتصادي أو العسكري أو التكنولوجي أو غيرها من مستويات القوة.

وإذا تأملنا في العلاقة بين الدولتين فلم تشهد علاقة بين بلدين هذا الكم من الغموض والتذبذب كما تشهده العلاقة بين باكستان والولايات المتحدة؛ فكثير من المحللين يصفونها بالتحالف والتبعية الباكستانية لأمريكا؛ بينما يعدها آخرون نوعاً من ألعاب القط والفأر بين البلدين.

وفي 25 نوفمبر من عام 2009 وعندما اقتربت نهاية مراجعة الاستراتيجية الأمريكية في باكستان، فوجئ العالم بتصريح يصدر من الرئيس الأمريكي أوباما أثناء اجتماع في المكتب البيضاوي، يقول فيه "نريد أن نوضح للشعب الأمريكي أن السرطان في باكستان"

لم تكن تلك التصريحات مبتورة السياق، فمنذ تولي أوباما سدة الرئاسة الأمريكية كان الهاجس الأكبر لديه يتعلق بإيجاد مخرج مشرف لانسحاب أمريكا من أفغانستان، وانهمرت التصريحات التي تعبر عن القلق وفي باطنها كثير من التهديد والوعيد من قبل المسئولين ورجال الكونجرس، وتوالت المؤتمرات وورش العمل التي تنظمها مراكز الأبحاث الأمريكية، وتم *** الباحثين من باكستان والهند ليدلوا بدلوهم ويصيغوا استراتيجيات التعامل مع هذه الحالة التي تكاد تعصف باللب بحيث أضحت عاصية على الفهم.

تاريخيا مرت الاستراتيجيات الأمريكية تجاه باكستان بثلاث مراحل:

مرحلة الحرب الباردة:

وفي هذه المرحلة اعتمدت الولايات المتحدة على باكستان نظراً لقربها من الاتحاد السوفييتي الذي شكل في هذه المرحلة العدو الأساسي للولايات المتحدة ودعمت الحكومات المتعاقبة لهذه الدولة.

وتزايدت أهمية باكستان الجيواستراتيجية مع وقوع أفغانستان في قبضة السوفييت فتلامست الحدود الجغرافية لباكستان مع منطقة نفوذ السوفييت فازدادت الأهمية الاستراتيجية لباكستان بالنسبة للولايات المتحدة.

مرحلة ما بعد الحرب الباردة:

لم تعد إمبراطورية الشـر قائمة، ومن ثم تراجعت الأهمية الجيوسياسية لباكستان بالنسبة للولايات المتحدة وبدا أن الهند العدو اللدود هو الأقرب لأمريكا للحد من النفوذ الصيني هذا العملاق الذي بدأ يتمدد اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، فكان لزاماً على الولايات المتحدة أن تلقي بثقلها خلف الهند وتعتمد عليها كقوة إقليمية تستطيع الوقوف بوجه المد الإسلامي والخطر الصيني.

كما شعرت أمريكا بالقلق من القدرات الباكستانية النووية وخاصة بعد تزايد الحديث في العالم الإسلامي عن القنبلة النووية الإسلامية، ففرضت عقوبات اقتصادية على باكستان للتخلي عن أسلحتها النووية.

مرحلة ما بعد ضربات 11 سبتمبر:

في هذه المرحلة الجديدة من الأحداث برز الاحتياج الأمريكي مرة أخرى إلى باكستان بعد الضربات التي تلقتها الولايات المتحدة من القاعدة، حيث ظهرت الأولوية للقضاء على الإرهاب، وبما أن باكستان هي الراعي الأول لطالبان الحاكمة لأفغانستان والتي يتواجد فيها قيادات القاعدة فكان السبيل الأنجع للقضاء عليها، هو فك عرى التحالف بين باكستان وطالبان ومن ثم يسقط الملاذ الآمن لطالبان وبالتالي للقاعدة.

لقد أدركت أمريكا أن باكستان تنتهج دائما سياسة اللعب على الحبلين، التي عليها مجابهتها بالحسم والضغط المركز.

عمران خان.. ضحية الجيش

وصول عمران خان الى السلطة في باكستان كان بتشجيع من قيادات الجيش الباكستاني، لأنه من وجهة نظرهم كان الأنسب لتحدي قضيتين خارجيتين يقلقان قيادات الجيش وبالتحديد العقل المفكر لها وهي المخابرات الباكستانية والتي تعرف اختصارا ب(isi):

القضية الأولى الشعور بضعف الدعم المالي المقدم من دول كانت دائما صديقة لباكستان، نتيجة توترات سياسية، أما القضية الثانية فتتعلق بترتيب انسحاب الأمريكان من أفغانستان واحلال طالبان الحليف الأساسي لباكستان مكانها.

فكان عمران هو الوجه المتحدي لمن يدير المشهد الباكستاني الحقيقي (قيادات الجيش)، والذي بلغ ذروته بزيارة عمران لموسكو في اليوم التالي للغزو الروسي لأوكرانيا.

ولكن التهديد الأمريكي من قبل المسئولين الأمريكيين لعمران والذي أبلغوه للسفير الباكستاني في واشنطن، هو رسالة موجهة ليست فقط لعمران، بل لمن يدير المشهد من وراء الستار والذي يعرفه الأمريكان جيدا ومضمون هذه الرسالة ...توقفوا عن تأييد الروس.

فكان لابد من التضحية ولو مؤقتا بعمران خان، حتى تمر العاصفة الأمريكية...

وهذه كانت دائما سياسة عسكر باكستان للحفاظ على الأمن القومي الباكستاني.











__________________________________________________ ___
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع هل أمريكا هي التي أسقطت عمران خان؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما قصة الطاقة الهائلة التي تتنافس أمريكا والصين عليها Eng.Jordan الملتقى العام 1 02-28-2021 01:36 PM
كورونا التي أسقطت ترامب عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 12-13-2020 09:16 AM
عمران خان يَتَحدَّى أمريكا.. نَحن لسْنَا مُرتَزقةً ولن نَخوضَ حُروبَكُم في أفغانستان Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 09-09-2018 08:44 AM
كتاب دونالد ترامب... (أمريكا التي نستحقها) عبدالناصر محمود بحوث ودراسات منوعة 0 11-23-2016 08:21 AM
أنفاق دولسي التي تصل بين أمريكا وعالم جوف الأرض Eng.Jordan علوم وتكنولوجيا 0 03-07-2013 02:43 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:17 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59