العودة   > >

كتب ومراجع إلكترونية عرض وتحميل الكتب الإلكترونية ebooks

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 11-04-2012, 10:09 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي قصة حب مجوسية لعبدالرحمن منيف


حمل المؤلف كاملاً من المرفقات

قصة حب مجوسية
عبدالرحمن منيف
العتبــــة
لا أطلب منكم الرحمة، ولاأريد عطفكم. أذا كنتم محسنين فامنحوا صدقاتكم للمتسولين. أنا لست متسولاً ولامسكيناً، كما لا أعتبر لصاً او قاطع طريق. ومع ذلك فان لي مشكلة. ومشكلتي ، دونكلمات كبيرة، ان الألم يعتصر قلبي ، ليس هذا جديدا بالنسبة للحياة التي أعيشها ،لكن الأمر ، في لحظات معينة، يبلغ حداً لا أستطيع أحتمالهز ومادام الأمر هكذا ، فأنالكلمات ـ في بعض الأحيان، وسيلة لانقاذي. لست متأكداَ. أتصور ذلك ، ويحتمل أن يكونالحديث ، خاصة معكم، ألماً جديداً ، أتلقاه من عيونكم الميتة الساخرة ، لا يهم ،قولوا أي شيء ، ومع ذلك يجب أن أتكلم.
تقولون أحلام؟ مراهقة؟ حرمان؟ يمكن انتقولو أي شيء . ما أحسه ، حباً حقيقياً. اذا تذكّرت أرتعش ، أحزن ، تدوي في رأسيأفكار لا حصر لها. وبعض الأحيان تجتاحني رغبة للبكاء.
ذات مرة ، أخذت أروي القصةلصديق. قبل أن أنتهي
ابتسم. ابتسامة بين الاشفاق والسخرية. ولما قلت لهبتأكيد
أخرق((أني أحبها)) أجابني بهدوء لزج مدمر ، وهو يطبطب على يدي:
-
احرصعلى أن لا تتحدث عن ذلك ، مرة أخرى خاصة مع غيري.
صرخت وقد تملكني الغضب:
-
ولكني أحبها0
وظلّت نظراته الباردة تخترقني . شعرت بنفسي عارياً ذليلاً.
دهشتأول الأمر، فقد كنت أتصوره الأنسان الذي أبحث عنه لأبوح له بهذا العذاب، لكن ماكدتأرى هدوءه، ثم أبتسامته الساخرة، حتى با لأنسحاق . صمت . عندما رآني طعيناً مهزوماًاستدرك . أخذ يحاول الابتسام بطريقة مختلفة، لكن كل شيئ قد أنتهى.
وبطريقة حكيمةوباردة انزلقت من فمه كلمات جديدة:
-
تمر على الانسان حوادث كثيرة، والعاقل منيتخلص من الأوهام بسرعة!
صرخت وقد عاودني الغضب مرة أخرى:
-
ولكن ما أحس بهليس وهماً. انه الحقيقة، أنه أكثر واقعية من وجودنا ، نحن الأثنين.
وفجأة شعرتبنفسي أمتليء تحدياً وأنا أضيف:
-
تأكد أني سأراها0
وأصاب لهاثي عطب مفاجىء . خرج صوتي مسكيناً وأنا أقول:
-
وقد نعيش الأيام الأخيرة من العمر معاً!
تنفستبصعوبة لما قلت هذه الكلمات ، تطلعت اليه لأرى وقعها. اعتكر وجهه وكأنه رأى فيعينيّ بريقاً ملوناً من الخوف والشك ورغبة النتحاب.
قال وابتسامة السخريةوالشفقة تترافقان:
-
اذا كنت تفكر بهذا فأنت لست حالماً فقط، بل وتحب ان تعيش فيالأوهام!
وبدأ يتكلم في موضوع آخر لكي لا أعاود ذكرها من جديد.
***
هليمكن اعتبار ماحدث قصة ؟ هل يمكن اعتباره قدراً ساخراً؟ لا أريد الضياع في غياهبالكلمات العمياء، فالمشاعر التي تسطير عليّ حين أتذكرها تجعلني أقرب الى المجنونوالأوقات التي يمر فيها طيفها كثيرة لدرجة لا أستطيع أن أفكر بغيرها.
ومثلما قلتلكم، لا أطلب الرحمة ، فأنا أحتقر هذه العاطفة الذليلة. ولا أريد أن آخذ رأيكم ،فهذا الرأي ، اذا انزلق من شفاهكم الرخوة ، لن يكون ، في أحسن الأحوال، أكثر رأفةبقلبي من رأي صديقي.
ومادام الأمر هكذا ، وما دام ضني بكم سيئاً لدرجة كبيرة ،قد تسألون : لماذا اذن أقص عليكم هذا الذي حصل؟ وما أريد منكم؟
لكي أقطع عليكمالطريق، وأسد أفوهكم أقول:
أن الكنيسة الكاثوليكية ، الرحيمة القلب، جعلتللأنسان طريقاً للخلاص ، عندما كلفت الأباء المقدسين بتلقي الاعتراف.
كما ان علمالنفس المعاصر ، بالضوء الخافت في غرفة الطبيب ، والمقعد الوثير الذي يستلقي عليهالمريض، أوجد طريقاً لاذابة العذاب ، تمهيدا للشفاء ، وأنتم ، هل أنتم آباء الكنيسةأو أطباء نفسيون تتلقون الا عتراف؟
مرة أخرى لا يهمني . أريد أن أقول ما حصل . سأقول ما حصل حتى ولو.... وانتم، أذا شئتم أقرأوا، وأذا شئتم كفوا عن القراءة ، حتىلو قرأتم فلن تضيفوا أية صفة جديدة للصفات الكثيرة التي أعرفها عن نفسي!
الجبـــــل

حدث ذلك في الصيف.. أواخرالصيف 0
بعد ريح هوجاء نلبدت السماء بسرعة ، وهطلت أمطار غزيرة . كنت في ذلكالوقت على ضفاف البحيرة. كنت أفكّر، بغموض ، بذلك الهم الصغير الذي بدأ يغزوقلبي.
بعد الزخات الأولى شعرت بالنشوة، لكن لما رأيت المطر يشتد ركضت لأصل الىشرفة الفندق. تبلّلت وأنا أركص ، وما كدت أقف تحت الشرفة ، وأخرج منديلاً لا أمسحرقبتي ورأسي ، حتى شعرت بلذة المطر من جديد. كانت برودته الناعمة اللذيذة تنزلق منرأسي مباشرة لتدغدغ كل خلية في جسدي، ثم تستقر في العظام . تركت قطرات المطروالبرودة تتسرب . كنت بجاجة الى ذلك. لكن في لحظة ما (كانت لحظة غامضة وغريبة) أحسست ان عيوناً من وراء الزجاج تراني ، وان منظري يثير السخرية . التفت لأرى ،لأعتذر (ويخيل الي ان صورتها كانت تطفو في ذاكرتي) واذا بعيوننا تلتقي.
المرةالثانية تلتقي عيوننا خلال نفس اليوم.
كانت المرة الأولى قبل الظهر . كان الجوحاراً ثقيلاً . نزلاء
الفندق على شاطىء البحيرة . نساء أقرب الى العري ، رجالبكروش صغيرة مرتاحة وظهور محروقة ، أما الأطفال فكانوا يبنون بيوتاً ثم يهدمونها ،دون تعب


كنت في ذلك الوقت أمتلىء ضجراً. الكتاب بين يدي أصبح عدواً بعدان تحولت حروفه الى غيوم سوداء بلا معنى 0لم أستطع القراءة، ولم أستطع أن أفعلشيئاً، خاصة بعد ان شعرت ببرودة مياه البحيرة ، والتي لم أقو على احتمالها أكثر منبضع دقائق . كان الناس حولي عوالم منغلقة، او هكذا كانت الصورة ، وانا أمر علىالأجساج والوجوه.
في لحظة ، لا أعرف أية لحظة، التفت عيوننا . كانت قريبةومضطجعة على بطنها أول الأمر. كانت تعبث بعصا صغيرة على الرمل ، لكن ماكادت نظراتيتزحف على ظهرها ، حتى أرتعشت ، أنقلبت بسرعة ونظرت نحوي مباشرة ، وفي تلك اللحظهالتقت نظراتنا0
يجب أن تصدقوا أن في الانسان شيئاً غامضا وحيراً ، اذ ما أقولهلكم ، انه الحقيقة. الحقيقة المطلقة والوحيدة0
عينان تترجاجان بالحزن . شفاهرقيقة والسفلى مرتخية باثارة موجعة ، أما الوجه فقد لوّحته الشمس ، فبدا غامضاًومجبولاً باللذة والفجيعة وملعوناً. عند الوجه توقفت . لم أر جسدها العاري. ولاأدري لماذا سولت عليّ مشاعر قاسية أقنعتني أني لا أملك حق النظر الى جسدها. وفيلحظة أخرى أستبد بي شعور أقوى بأن نظرتي لو امتدت الى ذلك الجسد يمكن أن تلوثه . أتذكر أنها كانت تلبس مايهاً أصفر ، ولا أتذكر شيئاً أكثر من ذلك.
دامت النظرةدهراً . كانت نظرتها حنونة وعابثة. نظرة طفلة شقية ونظرة أو . رأيت في عينيهاعالماً من الخصب والرعونة ، عالماً لا نهاية له . فرحت. كدت أقفز من الفرح. لم أعدأرى غيرها . وددت أت أصرخ . أن أرقص . أية أفكار أخرى عبرت رأسي ؟ ثقوا ، حتى هذاالوقت المتأخر ، لا أعرف! شعرت بالجنون. شعرت برغبة الحياة تتدفق في جسدي . تأكدتفي تلك اللحظة ان الضجر أكذوبة أختلقها الوجوديون والناس المترفون. قلت في نفسي : ((لا يمكن أن أتنازل عن هذا الفرح)) كان الفرح يزلزني . يتفجر في داخلي كطوفان. هلطالت النظرة ؟ هل رآها غيرنا؟ ثقوا أني لا أعرف.
عندما وقف نظر حواليه . كانتنظرته عجولة ولا تحمل تساؤلا من أي نوع . نفض عن بطنه حبات الرمل بسأم، وسحب كرسياًصغيراً من القماش كان يرتكي عليه ، ولما طال وقوفه قال لها بطريقة ميته:
-
ألاتفكرين بالنهوض؟
أمالتت برأسها موافقة ، ثم هزته بتسليم ، ووقفت . لم يتكلما . سارا ببطء ، لكن في لحظة (لا أدري لم حصل ذلك)
التفتت . كانت تنظر اليّ تماما. أغرقتني نظرتها . شعرت بقلبي ينقبض لما رأيتها تسير مبتعدة.
لما اختفيا فيالزحام تلفت حولي ، ومن جديد رأيت الناس . كان الناس مثل علب معدنية محكمة الاغلاق: عيون مغمضة . ذقون مرتخية وملامسة للصدور ، ثم شفاه متهدلة، وصمت.
لما أصبحابعيدين ، مثل أشباح ، وهما يتسلقان السفح باتجاه الفندق ، أحسست بالوحدةوالألم.
في صالة الطعام جلست قريباً (الصدفة العمياء هي التي دفعتني الى تلكالزاوية) ظننت ان لزوجها عيوناً من الخلف تتابعني في هذه الرحلة الخطرة.تملكنيالخوف والاضطراب. كانت تجلس مقابلي تماماً، أما هو فقد جلس بمواجهتها ، وظهره نحوي، وجلس الولدان الغيران في ناحيتين متقابلتين.
وطوال فترة الغداء لم أجرؤ على أنأنظر اليها.
وهاهي النظرة الثانية ، وأنا أقف تحت الشرفة ، مبلولاً مثل كلب . مجنوناً بنظرة البحيرة التي خضت دمائي ، وجعلتني أفكر كثيرا ، ولم افطنللمطر!
تجرأت ، وأنا أقف في الشرفة ، أن أنظر اليها . كانت شجرة من اشجارالصالون تشكل حاجزا بيني وبين زوجها . أما تجاهها فكان المدى رحباً منتعشاً ، مماساعدني على أن أنهش من هذه اللذة دون توقف (الطبيعة كنز يفجر في الانسان قوى غيرمنظورة)
كنت أريد أن أكتشفها ، وتراءت لي أفكار كثيرة لاأجرؤ على أنأقولها.
قلت لكم ان في الأنسان شيئا ً غامضاً ، لا سبيل الى فهمه. وهذا ماحصلبالضبط.
بشكل ما تأكدت ان لها عالماً خاصا ً . وان عالمها ليس بعيداً عن عالمزوجها فحسب ، بل ومختلف عنه تماما ً. كان يبدو مرتاح الوجه ، ومليئاً بالصحة والرضا . كانت تبدو قلقة ، متعبة ، وفيها مقدار من الحزن يجعلك تقتنع به وتحبه . كانتملامحها رقيقة ، ناعمة ، وجسدها أقرب الى الصغر. لم تكن قصيرة ، لكن هناك نوعا منالنساء تشعر بأنوثته تفيض الى الخارج بقوة ، من جسد أقرب الى النحولوالشفافية.
عبر الزجاج ، المعتم قليلاً ، تكلمت عيناها . تكلمت بنداء صغير أقربالى همسة نائحة . وفجأة استولى عليّ الرعب . كانت الكلمات والافكار تتقاطع في رأسيمثل البروق : من أنت؟ أية رحلة خطرة تدفعنا اليها الرياح ؟ البياض الساكن في عينيكيفتش عن مرفأ : وأنا المتعب الملقى في هذا الركن البعيد عن العالم وهل أكون هذاالمرفأ؟ أريد يداً صغيرة ودافئة تسندني . أحس شيئاً في داخلي يتدمر بسرعةويفني.
صرخت دون صوت وأنا أنتفض مثل ديك مبلول : الزجاج بيننا يحصد خفقة القلبثم يعجنها كتلة نار ويدحرجها ، ثم يأتي المطر ليذيب لذة الحلم.
هززن رأسي قليلاً، تساقطت قطرات عجولة من المطر . شعرت بلذة . امتلأ قلبي بالحزن . قلت لها بعيني : اغفري لي . اتركيني . أنت مقدسة لدرجة لايمكن ان اقترب منك . هزت يد ولد مشاكسالشجرة . اضطربت لما رأيت وجه زوجها . التفت للحظة صغيرة . قلت في نفسي: لو رآنيأتطلع اليها هكذا لاقتلع عيني . لوضع فأراً في ظهري ، تحت الثياب ، ودفعني بقوةلأسير ، لأركض ، في أودية الخنازير . قلت للنبته الخضراء التي عادت لتستقر : أيتهاالشجرة المباركة في كل الأوقات ، ارتفعي سدا بيني وبين الذين يريدون قتلي . كانتالنبتة الخضراء تنفرد مثل مرواح صغير بمساحة راحة اليد . وفي لحظات تبدو عملاقةكجبال عالية ،وفي لحظات أخرى سوداء قائمة كغابة السنديان ، لكن في كل اللحظات ، ومنالفجوات الضيقة كانت تشع قطرات مضيئة، كانت عيناها تشعان.


لم يعد ماينزل من الغيوم الثقيلة المطر . كان الفرح الملون . شعرت بالأصوات المتداخلة حولي وكأنها الأناشيد تأتي من مكان بعيد . وفي لحظات أخرىشعرت بالكون وكأنه يد أم.
وظللت أترك عينيّ تسافران .. لكن ما تكاد تعودانلتستقرا في عينيها حتى أحس أني أولد من جديد . كانت نظراتها عالماً طفلاً يركضبرعونة نحو الفرح والحزن معاً.
قلت لنفسي بتحد أخرق : سأقتل الكراهية والحقد . سأقتل الخيبة والكبت . أمّا التأملات البلهاء التي تسرقني من كل ما حولي فسوفأدفنها في اقرب مزبلة . وفي لحظة أخرى قلت بتصميم : أنا أحترق الآن ، احترق بلهفةشيء لم أكن أحس بمثله من قبل . ومرت تساؤلات عربيدة في رأسي: أين كنت أعيش؟ كيفيمكن للانسان أن يعيش دون أن يحس؟ هل يمكن لا مرأة أن تولّلد في القلب هذا المقداركله من الفرح والاغنيات المجوسية؟
كانت الدماء والأفكار تنفجر في رأسي بسرعةمذهلة ، ولم أعد قادراً على الوقوف تجاة أية كلمة أو أية فكرة . قلت لنفسي بتسليم : كنت فيما مضى أقرأ مايقولونه عن هذا الشيء الذي يسمونه اللهفة ، فأضحك . كنت أتساءلهل يمكن للانسان أن يتحول الى بندول لا يتوقف ولا يهدأ؟ أن يتحرك دون معنى ؟ انيتلهف لامرأة؟ ان ينتظرها؟ أجبت نفسي :
انّني أقع الآن في ذلك الشيءالغامض.
آه ، يمكن أن تضحكوا . اضحكوا مثل بغال تفتح أفواهها حتى النهاية . لقدسقطت!
شعرت بقلبي يتموج في صدري مثل زورق . قلت : بداية الحماقة. سحبت عينيّ منجديد واطلقتهما في الغيوم والأشجار البعيدة ، لكن وجدت نفسي أضطرب ،ثم بعد لحظةسمعت شيئاً في داخلي يتمزّق وينوح.
تحركت قليلاً وقد شعرت بضرورة فعل شيء، لكنشعوراً آخر انتابني في نفس اللحظة : فجأة اصابتني برودة قاتلة. أحسست أني مدفون فيأعماق كثبان جليدية ، واني مسمّر وراء الزجاج ولا أستطيع الحركة . وباستسلام أبلهأردت أن أكذب. أن أخطىء. لكن عينيها وهما ترتميان عليّ كانتا تجرحانني . تجعلاننيأكثر احساساً بوقع خطاها وهي تسير في دمي. كنت أسحب عيني. أرميهما بعيداً، لكن دونان ادري أكتشفت نفسي وقد بدأت أتسلل في الفجوات الصغيرة ، بين أوراق النبتة الخضراء، أرتمي هناك . وأنظر، وأنظر ، وأنظر الى عينيها . آه ، ما أشد رعب العيون التيأراها. ما أشد فتنتها . كانت تقول لي بهمس : أيّها الغــريـــب الذي لا مــأوى له ،مأواك في عينيّ . كانت تقول لي هاتين العينين سأجعل لك أرجوحة ، وفي هذه الأرجوحةتقضي ما تبقى لك من العمر، ولن تندم.
الآن..بعد السنين الطويلة أريد أن أبكي . لماذا لم أهرب؟ لماذا تصورت أني لم أرها ، وأني رأيتها آلاف المرات ؟ كنت أحلم بهاطوال عمري . وكنت أراها مستحيلة . وفي لحظة مليئة بالعذوبة ، بدا لي كل شيء قريباً،ناعماً ، جارحاً ، وقررت البقاء0
في وقت ما أنقطع المطر . هل مضى وقت طويل ؟قصير ؟ لا أدري . لما جرجرت نظراتي الى البعيد كانت الجبال الخضراء ماتزال تعصردموعها ، وتحولها الى جداول صغيرة تتفلّت بعناد صبياني نحو السفوح . وكانت الأوراقالخضراء بعد ان فردت نفسها مثل أجنحة طيور قوية ، قد تراخت وتهدّلت بعد المطر . والحصى ، كان الحصى يلمع كقطع الزجاج الملون . وأرتد الزجاج مازال بيننا شاهقاًقاسياً أبدياً. وعيناها حمامتان اغتسلتا بالأسى ، لكنهما تركضان وراء فرحما.
قلت لنفسي بحقد ودون صوت : يا حزن الأيام المشؤومة ، سوف أصرعك كذبابة ، لنأحزن



حمل المؤلف كاملاً من المرفقات


المصدر: ملتقى شذرات

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc قصة حب مجوسية..عبد الرحمن منيف.doc‏ (258.0 كيلوبايت, المشاهدات 6)
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مجوسية, لعبدالرحمن, منيف, قصة


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع قصة حب مجوسية لعبدالرحمن منيف
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إنها حرب مجوسية شاملة عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 02-26-2016 08:10 AM
Touchmate تكشف عن أنحف هاتف ذكي في العالم عبدالناصر محمود الحاسوب والاتصالات 0 10-25-2013 08:20 AM
أنحف ساعة في العالم: سمكها 0.8 ملم وتدوم بطاريتها 15 عاماً! Eng.Jordan أخبار منوعة 0 06-13-2013 02:10 PM
عبد الرحمن منيف.. روائي جمع الشام بالعراق في أرض الجزيرة Eng.Jordan شخصيات عربية وإسلامية 0 02-02-2013 11:55 PM
النمـل لعبدالرحمن الأبنودي Eng.Jordan أخبار ومختارات أدبية 0 11-20-2012 01:28 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:29 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59