#1  
قديم 11-05-2023, 09:18 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي مراجع وبحوث .. نحو مجتمع رقمي مستدام

مجلة الجمعية المصرية لنظم المعلومات وتکنولوجيا الحاسبات

محمد الهادي


أستاذ متفرغ الحاسب الآلى ونظم المعلومات قسم الحاسب الآلى ونظم المعلومات أكاديمية السادات للعلوم الادارية



Abstract
المستخلص
التكنولوجيا الرقمية نمت أضعافا مضاعفة، كما أن استخدامها صار يتسم بالعالمية لحد كبير. حيث صارت الاتصالات متاحة في كل مكان، مع استمرار وصولها لكثير من البشر بفضل الاستخدام الشامل للهواتف المحمولة الذكية، وما ترتب علي ذلك من إمكانية الوصول إلي المعلومات والشبكات الاجتماعية والترفيهيه السمعية والبصرية. ومن الملاحظ أن تسارع التقدم التكنولوجي في عالم يتسم بالرقمية جعل استخدام الأجهزة والتطبيقات الموظفة في الحوسبة السحابية، تحليل البيانات الضخمة، تكنولوجيا البلوكشين، أو الذكاء الاصطناعي روتينيا لحد كبير. وبذلك تضافرت الثورة التكنولوجية الحديثة مع التغيير في استراتيجات المؤسسات والشركات التي صارت في طليعة استخدام التكنولوجيا الرقمية وساهمت في زيادة دور المنصات العالمية بشكل كبير. وقد أدي هذا إلي نتيجة بارزة تمثلت في القوة الاقتصادية والسياسية المفرطة التي صار يمارسها ما لا يزيد عن عشرين شركة أو نحو ذلك تتواجد في دولتين أو ثلاث من الدول الرائدة مع مجموعة صغيرة من الشركات ذات القيمة السوقية برأسمال سوقي يربو علي حوالي تريليون دولار أمريكي أو أكثر.
وقد تماشي التقدم التكنولوجي مع النتائج السلبية الاجتماعية كما في حالات استبعاد نسب كبيرة من سكان العالم من الاستفادة القصوي المتاحة من الرقمية، وذلك أساسا لأن دخولهم منخفضة جدا بالنسبة لهم للحصول علي اتصال هادف (أي من خلال وصول يتسم بالجودة العالية)، عند الوصول إلي الأجهزة، التوصيلات المنزلية الثابتة، والقدرة لاستخدامها يوميا. وقد نبع من ذلك القصور تواجد فجوة رقمية كبيرة. حيث أن التغطية قد تكون كافية لكنها لا تنعكس في التوصيلات والاستخدامات. إلي جانب ذلك، تواجدت مشكلات أخري التي ساءت أيضا مثل تكاثر الأخبار الكاذبة والمضللة والهجمات الألكترونية، ومخاطر الخصوصية وأمن البيانات، وإنتاج النفايات الإلكترونية اذي صار واسع النطاق حاليا.
وقد برز العامود الفقري للتوازن الذي لم يتم حله بين الفوائد وتكاليف الرقمنة، وصار أكثر مما كان متوقعا من قبل. كما أن الصراعات الجيوسياسية صارت ترتكز غالبا علي براءات الاختراع الرقمية، المعايير الموحدة والإنتاج مما أضعف تعددية الأطراف المرتبطة باتخاذ القرار والفعل بشكل ملحوظ. وفي نفس الوقت تصاعدت الأزمة البيئية إلي حالة طواريء بيئية، أو طبقا لبعض المحلليين إلي كارثة بيئية التي ترتبط بالزيادة في عدم المساواة في كثير من دول العالم، استبعاد الفئات السكانية الضعيفة الذي صار يزيد من صعوبة بناء أنظمة اجتماعية وسياسسية قددرة علي توجيه التطور الرقمي بشكل مناسب.
كما أن جائحة وباء كوفيد-19 التي انتشرت اخيرا في معظم أو كل دول العالم الحديث تقريبا أبرزت كل تلك المشكلات المشار لها، وقادت العالم لأسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب العالمية الثانية، مع كل الآثار السلبية المصاحبة للوظائف، الأجور ومقاومة الجائحة. وعلي الرغم من كل ذلك، صارت الفوائد الناجمة من استخدام التكنولوجيا الرقمية محدودة بعوامل هيكلية مثل الحدود علي الاتصال (من حيث وصول الاستخدام والسرعة)، عدم المساواة الاجتماعية، الجينات غير المتجانسة، وتنافسية أقل، ووصول محدود إلي البيانات وإدارة المعلومات وكل ذلك من بين عوامل أخري.
وعلي ذلك، صارت الفرص والتحدبات الجديدة مفتوحة لكافة الدول ومن بينها مصر بطبيعة الحال التي يجب عليها أن تتغلب علي كافة المشلات الناجمة من موقف ضعف هيكلي أكبر. مما يستوجب بصفة خاصة أنه يجب علي الدول التغلب علي النمو الاقتصادي البطيء، مع هبوط الاستثمار، وركود الإنتاجية. بينما في نفس الوقت، إعادة الإلتزام بقوة للمقاومة ضد الفقر وعدم المساواة. وحتي يمكن التغلب علي هذه المشكلات. وبذلك سوف يتعين الشروع في دفعة كبيرة نحو الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مما قد يؤدي إلي تغيير هيكلي تدريجي مبني علي الابتكار والتجديد النشط، ودمج التكنولولوجيا لتنوع نظام الإنتاج.
وعلي هذا الأساس يسعي هذا العمل أن يساهم للنقاش الدائر وانتشار استخدام التكنولوجيات الرقمية علي المستوي الوطني والمحلي لمساندة التطوير المستهدف. لكل ذلك تم التعرض لمناقشة مدي
الحاجة نحو التحرك تجاه المجتمع الرقمي المستدام مع إطار التأثير المنهجي للاضطراب الرقمي.

الكلمات الرئيسية: التكنولوجيا الرقمية، التحول الرقمي، المجتمع الرقمي المستدام، الاضطراب الرقمي، التنمية المستدامة، الجيل الخامس للاتصالات 5G.

1.المقدمة:
التكنولوجيا الرقمية نمت أضعافا مضاعفة وصار استخداماتها علي مستوي دولي، كما أن اتصالها صار مستمرا في كل مكان، ووصل إلي كثير من البشر بفضل استحواذهم الشامل علي الهواتف الذكية وما يترتب علي ذلك من إمكانية الوصول إلي المعلومات، الشبكات الاجتماعية، والترفيه السمعي والبصري. تسريع التقدم الفني في استخدام العالم الرقمي الأجهزة والتطبيقات باستخدام الحوسبة السحابية، تحليل البيانات الضخمة ، تكنولوجيا البلوكشين، أو الذكاء الاصطناعي. كما أن الثورة التكنولوجية الحديثة اقترنت بالتغيير في استراتيجيات الشركات منذ طليعة استخدام التكنولوجيا الرقمية لزيادة دور المنصات العالمية بشكل كبير. وكان من نتيجة ذلك بزوغ تلك القوة الاقتصادية والسياسة المفرطة للمارسة والسيطرة من قبل مالا يزيد عن عشرين شركة أو نحو ذلك المبنية في دولتين او ثلاثة قوي عالمية، بجانب مجموعة صغيرة جدا من الشركات برأسمال سوقي يقارب أو يزيد عن تريليون دولار أمريكي.
وقد تماشي التقدم التكنولوجي أيضا مع النتائج السلبية التي تتمثل في إستبعاد جزءا كبيرا من شعوب العالم وخاصة الشعوب النامية من فوائد الرقمنة. حيث ان دخلهم منخفض جدا بالنسبة لهم بغية الوصول لاتصال هادف مرتبط بجودة عالية، إلي جانب عدم الوصول إلي الأجهزة والأدوات المحتاج إليها التي ترتبط بتوصيلات منزلية ثابتة، بالإضافة لعدم القدرة في استخدام التطورات التكنولوجية الرقمية المتقدمة نتيجة لقصور التدريب والتعليم المرتبط بها. وقد أدي ذلك كله لتواجد فجوة طلب التوصيل والاستخدام. كما تفاقمت مشكلات أخري، مثل إنتشار الأخبار الكاذبة والهجمات السيبرانبة، والخطر المتزايد علي خصوصية وأمن البيانات الشخصية، وإنتاج واسع النطاق للنفايات الإلكترونية.
الخلفية العالمية للتوازن الذي لم يتم حله بين فوائد وتكاليف الرقمنة صار أكثر مما كان عليه من قبل. كما أن الصراعات الجيوسياسية ترتكز في كثير من الأحيان علي براءات الاختراع الرقمية والمعايير والإنتاج التي أضعفت بشكل ملحوظ في عمليات اتخاذ القرارات والإجراءات المتعددة الأطراف. وتصاعدت الأزمة البيئية في إطار طوارئ بيئية أو طبقا لبعض المحللين في كارثة بيئية. كما أن الزيادة في عدم المساواة في كثير من دول العالم، واستبعاد الفئات السكانية الضعيفة جعل الأمر أكثر صعوبة لبناء نظم سياسية واجتماعية قادرة علي توجيه التطوير الرقمي بشكل مقبول ومناسب.
وقد أبرزت جائحة كوفيد – 19 كل هذه المشكلات بوضوح ودفعت العالم إلي أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب العالمية الثانية، ومع كل الآثار السلبية علي الوظائف والأجور والمقاومة ضد الفقر وعدم المساواة. وقد لعبت التكنولوجيات الرقمية دورا رئيسيا في مخاطبة الآثار الناجمة من تفشي الجائحة. وعلي الرغم من ذلك، فالفوائد الناجمة من استخدام التكنولوجيات الرقمية ما زالت محدودة وفيما يتعلق بالمساوة الاجتماعية، عدم تجانس المنتجات، والقدرة التنافسية المنخفضة، أو تقييد الوصول إلي البيانات وإدارة المعلومات، وكل ذلك بجانب عوامل أخري.
وهكذا تنتج الفرص والتحديات الجديدة أمام الدول النامية التي تضررت من أزمة انتشار الوباء وسيتعين عليها مواجهة مشكلات طويلة الأجل من نقطة ضعف هيكلية. وسوف يحتم علي تلك الدول التغلب علي تلك المشكلات طويلة الأجل التي تبطئ النمو الاقتصادي، مع هبوط الاستثمار وركود الإنتاجية. بينما وفي نفس الوقت وبقوة من جديد يجب النضال ضد الفقر وعدم المساواة. وللتغلب علي تلك المشكلات يجب الشروع في دفعة كبيرة للاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية مما يؤدي إلي تغيير تدريجي مبني علي تبسيط عمليات خلق وإدماج التكنولوجيا الرقمية لتنويع نظم الإنتاج.
وفي مواجهة هذه الخلفية، يسعي هذا العمل المساهمة في النقاش القائم حاليا بين المختصين والمهتمين، ونشر واستخدام التكنولوجيات الرقمية علي كل من المستوي الوطني والمستوي المحلي للدولة من أجل مساندة أبعاد التنمية. وبذلك نوقشت الحاجة الملحة نحو التحرك تجاه مجتمع رقمي مستدام وفقا لسياسة الدولة المعلنة في إطار التأثير المنهجي لٌلاضطراب الرقمي.


التأثير المنهجي للإضطراب الرقمي:

منذ أواخر القرن العشريم الماضي والثورة الرقمية تساهم في تحول الاقتصاد والمجتمع، حيث ورد أولا تطوير اقتصاد متصل تميز بالاستخدام الجماعي للإنترنت ونشر شبكات النطاق العريض. وقد تبع ذلك، تطوير الاقتصاد الرقمي عن طريق الاستخدام المتزايد للمنصات الرقمية كنماذج أعمال لإمداد السلع والخدمات. والآن صارت الحركة تجاه الاقتصاد الرقمي المبنية علي نماذج إنتاجه واستهلاكه علي دمج التكنولوجيات الرقمية معا في كل الأبعاد الاقنصادية والمجتمعية والبيئية.
إعتماد دمج التكنولوجيات الرقمية المتقدمة (التي تتمثل في الجيل الخامس لشبكات الموبايل 5G ، إنترنت الأشياء IoT، الحوسبة السحابية، الذكاء الاصطناعي، تحليل البيانات الضخمة، الروبوتات وهكذا) يعني أننا نتحرك من عالم شديد الاتصال إلي أحد الاقتصادات والمجتمعات الرقمية، أخذا في الاعتبار، أن العالم الحالي الذي نشاهده يتواجد فيه الاقتصاد التقليدي والنظم التنظيمية والإنتاجية والحوكمة التي تتداخل أو تندمج مع الاقتصاد الرقمي بمميزاته المبتكرة والابتكارية التي تتصل ببزوغ نماذج الأعمال والانتاج وتنظيم الأعمال والحوكمة . وينتج عن هذا نظام جديد متشابك رقميا ينتج النماذج من مجالبن يتفعلان معا مما يؤدي لنشوء أنظمة بيئية أكثر تعقيدا وتخضع لتحول تنظيم ومؤسسي وتشريعي.
التطوير الرقمي يتطور باستمرار وثبات في عملية تآزرية تؤثر علي الأنشطة وعلي مستوي المجتمع وحهاز الإنتاج والدولة كما في الشكل التالي عن أبعاد التطوير الرقمي وتأثيره علي كل من المجتمع وقطاع الإنتاج كما في الشكل التالي:

المرجع

https://journals.ekb.eg/article_2742...790c29b25f.pdf
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع مراجع وبحوث .. نحو مجتمع رقمي مستدام
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جواز صحي رقمي يتم تجربته لفرضه على المسافرين عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 10-19-2020 06:55 AM
أول منزل مستدام في العالم من "الطماطم والأعشاب" Eng.Jordan الزراعة 0 01-16-2018 12:21 PM
مراجع وبحوث ودراسات حول التنمية المستدامة Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 3 02-11-2014 01:16 PM
علماء جنوب أفريقيا يطورون أول ليزر رقمي في العالم عبدالناصر محمود علوم وتكنولوجيا 0 09-25-2013 07:17 AM
هولاكو رقمي في طريقه إلينا Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 07-20-2012 03:02 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 08:29 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59